|
|
 السر السيد يكَتب لـ (ثقافة الاضواء) : ما وراء الخرطوم عاصمة للثقافة العربية ؟
|
ما وراء الخرطوم عاصمة للثقافة العربية
السر السيد
كَتب كثيرون عن الخرطوم عاصمة للثقافة العربية مُتَسائلين ومستدركين ونَاصحين ومُقترحين ومقوِّمين كل من موقعه واتجاهه، فقد كتب في هذا السِّياق د حيدر ابراهيم ود وجدي كامل والنقاد مجذوب عيدروس ومصعب الصاوي وحسين خوجلي وعلي يسين وغيرهم ولشئ ما لم تجد كتاباتهم صدىً عند القائمين على أمر العاصمة الثقافية إنّني ومُستنداً على ما سبق سَأركِّز في هذه المقالة على ما هو كائنٌ وماثلٌ للعيان من أمر العَاصمة الثقافية أي ما شَهدناه وعَايشناه من لحظة الاستعداد والافتتاح في يناير وحَتى الآن، ولَعَلّ أهم مَا بَدأ به هو غياب أكثرية المثقفين الفاعلين في شتى ضروب الابداع عن هذا الحدث المهم وهذه الحقيقة المُرّة اعترف بها الامين العام للخرطوم عاصمة للثقافة العربية د عثمان جمال الدين، فقد قال في الحوار الذي أجرته معه مجلة الخرطوم م عدد فبراير أعتقد أنّ المثقفين السودانيين لم ينفعلوا بالحدث على المستوى المطلوب لاعتبارات بعضها أيدولوجي وبعضها شخصي وبعضها نفعي وبعضها قولي وبعضها مَزاجي وهذا دَيدن المثقفين ولا ألومهم في ذلك لكن أعتقد أن الكلمة الطيبة صدقة النّقدَ الذي وجِّه الى برامج الخرطوم كان ينبغي أن يتصدّى له المثقفون أنفسهم لأنّ هذا هو واقع الحال وليس في الامكان أحسن مما كان، انتهى قول الدكتور ولنتوقف قليلاً في الاسباب التي اوردها لعدم انفعال المثقفين بالحدث لنجد أنّه نسى أو تَنَاسى اعتباراً مهماً جداً يمكن أن نطلق عليه الاعتبار الثقافي، بمعنى أن الذين لم ينفعلوا انطلقوا من رؤية وموقف ثقافي يرى أنّ ما يَحدث ليس هو الطريقة المثلى لجعل الخرطوم عاصمة للثقافة العربية فلهم مواقف من الطريقة التي شكّلت بها اللجان من حيث المهام والعضوية ولهم موقف من نوعية البرامج والمشاريع من حيث الأولويات ولهم موقف من الطريقة التي أُعيد بها تشكيل الكيانات الثقافية، باختصار لهم رؤية مختلفة نَوعاً ما عن رؤية الذهن الذي صمم مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية على المستوى الاداري، أي كَيف تُدَار العاصمة الثّقافية وعلى المستوى البَرَامجي أي كَيف نصمم برامج على كَافّة الأصعدة تُعَبِّر عن احتياجنا وعن أسئلة رَاهننا الثقافي وقد أثبتت الأشهر المنصرمة صدق هذا الموقف والشواهد على ذلك كثيرة وأليك هذه الأمثلة منصب الأمين العام واللجان والسؤال الذي يَتَبَادَر إلى الذهن مُباشرةً، على أيِّ أُسس تمّ اختيار الأمين العام وعلى أيِّ أُسس تَشَكّلت اللجان؟ فتغيير الأمين العام أكثر من مرة واقصاء بعض اعضاء اللجان بعد الاجتماع الاول مُباشرةً ووجود بعض الاعضاء في لجان ومهام لا تناسبهم وجمع بعضهم لأكثر من مهمة أمرٌ لابد من التوقف عنده لانّه بلا ريب سيحدث خللاً كما حدث بالفعل ولانه يتم دون ان يعرف المثقفون لماذا ولمصلحة مَنْ؟ ويبدو أنّ الأستاذ السعيد فطن لهذا مُؤخّراً وأصدر قراراته المنشورة في عدد الخميس أبريل بجريدة الأنباء ومثال آخر فقد تتكبّد المشاق لحضور فعالية مُعلنة في مَكان مَا ولا تجدها وقد تتحيّر وأن تُتَابع التلفزيون يعلن عن مسرحيتين مختلفتين في زمان ومكان واحد، وقد تُندهش وأنت تَعرف أنّ بعض ضيوف العَاصمة الثقافية من خارج البلاد يصلون مطار الخرطوم ولا يعرف في أيِّ فندق سيقيمون؟ ترى عزيزي القارئ فوضى ادارية تتبعها فوضى برامجية ولكن لا علينا فقط اقرأ معي ما كتبته الروائية بثينة خضر مكي في الرأي العام مارس م تقول كان يجلس قبالتي د عون الشريف قاسم رئيس اتحاد الكُتّاب والأدباء السودانيين سألته أي جائزة فاز بها الطيب صالح فقال ˜والله لا علم ليŒ الى ان تقول أما عن شخصي الضعيف فلم يصلني اخطار رسمي من قِبل وزارة الثقافة أو من المسؤولين عن الخرطوم عاصمة للثقافة العربية لا بصفتي الشخصية كروائية ولا بصفتي يا للسخرية اكاد اخجل وانا اذكرها صفتي الرسمية كرئيس للجنة القصة والرواية باتحاد الكتاب والادباء السودانيين الذي كتب وقيل فيه ما لم يقله مالك في الخمر من انه قد جاءت به الحكومة ماذا افعل بهذه الصفة الاخيرة رئيس لجنة القصة والرواية التي من ضمن توابعها ان اتحمل وزر غياب الروائيين السودانيين ويصل بالكتابة الحال الى ان تقول كيف كان سيكون حال المشروع الثقافي لو اننا اسندنا ادارة مشروع العاصمة الثقافية للروائي الطيب صالح او سعينا للصلحي او لدكتور عيدابي انتهى ونسأل الامين العام من اي اعتبار تنطلق الكاتبة بثينة وهي مسؤولة في الاتحاد الذي تعتبرونه من انجازاتكم هل تنطلق من الاعتبار الايديولوجي ام من الشخصي ام من النفعي ام من القولي ام من المزاجي، ام يا ترى تنطلق من الاعتبار الذي غيبته انت وذكرته لك وهو الموقف الثقافي المغاير لرؤية الذهن الذي صمم مشروع العاصمة الثقافية مثلها مثل المثقفين الذين لم ينفعلوا بالحدث؟ وسؤال آخر اذا كان كل المثقفين السودانيين الذين لم ينفعلوا بالحديث ينطلقون من واحد من الاعتبارات التي ذكرتها او كلها، فما هي الاعتبارات التي تنطلقون منها انتم الذين انفعلتم بالحدث، بالقطع ليست الرؤية الثقافية المغايرة، فهذا ما لم نلحظه طيلة الاربعة اشهر المنصرمة رغم كثرة المناشط وللتأكيد على ذلك لنأخذ المسرح في العاصمة الثقافية مثالاً فماذا نجد خرق مدير المسرح السوداني واحد اعمدة العاصمة الثقافية الاستاذ مكي سنادة لقراركم الخاص بتسليم ملف المسرح لاتحاد الفنون الدرامية وذلك بانتاجه مسرحيات خارج دائرة الاتحاد لتنتهي حقبة من التحالف الاستراتيجي بينه وبين علي مهدي وصلت مداها ان يحتفل كل منهما على حدا هذا العام باليوم العالمي للمسرح لم تلتزموا بالبرنامج الذي اعلنتمونه والخاص بانتاج تسع مسرحيات خلال الثلاثة شهور الاولى ˜ثلاثة مسرحيات للرواد انتجتم واحدة فقط وهي معادة وليست سودانية هي مسرحية مدير ليوم واحد، وثلاث مسرحيات يجيد الوسط انتجتم منها وحدة وهي ايضاً معادة هي مسرحية بيان رقم واحد للاصدقاء، وثلاثة مسرحيات للشباب انتجتم منها واحدة وهي جديدة هي مسرحية ˜نريد شعباًŒ لم تعلنوا بشكل جيد لهذه المسرحيات لذلك غاب عنها الجمهور كما لم تلتزموا حتى الآن بدفع بعض استحقاقات اصحابها المسرحيات التي انتجتها الفرقة القومية بقيادة مكي سنادة مسرحية ˜انتصار الابيضŒ معادة ومسرحية ˜الاسد والجوهرةŒ معادة وليست سودانية فبربك ايها الامين العام قل لي ماذا يعني هذا سوى انطلاقك انت ومن معك من الاعتبارات التي نسبتها للمثقفين الذين لم ينفعلوا بالحدث وهي الايديولوجي والشخصي والنفعي والقولي والمزاجي، فأنت الآن تدخل مع الاستاذ علي مهدي فعاليات مهرجان البقعة واظنك تعلم ان صناع العروض المشاركة في المهرجان جميعاً قد استلموا مبالغهم مقدماً لتضع الاتحاد في مأزق فقد تسرب منك ايضاً علي مهدي الى بقعته كما تسرب قبلاً مكي سنادة الى فرقته القومية، وبالطبع لن يكتمل المشهد الا ولعرض الافتتاح حضور الذي جعلته من نصيب د سعد يوسف والاستاذ عادل حربي، وهنا ثمة سؤال يلح كم كلف عرض الافتتاح وهل مُنح العاملون فيه مستحقاتهم وهنا لابد من اضاءة خفيفة تبين معظم ما ذكرت وهي عن ثلاثة اوهام اضاعت الانقاذ بها مشروعها الثقافي وتحديداً المسرح الوهم الاول هو الحضور الخارجي لعلي مهدي والثاني هي الخبرة والولاء المطلق والكارزمية لمكي سنادة والثاني كلية الموسيقى والدراما بافتراض انها المرجعية العليا للمسرح والدراما والثقافة ليتسق كل هذا مع ما دار في اجتماع المؤتمر الوطني الذي توصلوا فيه من خلال تقارير وتحليلات امناء العاصمة الثقافية ان عدم حضور الجمهور فعاليات العاصمة الثقافية عمل يقف خلفه اليساريون لترتبط هذه المعلومة بنيوياً بالاعتبارات التي اوردها الامين العام لعدم انفعال المثقفين بالحدث، ففي الاولى غيب الموقف الثقافي المختلف للذين لم ينفعلوا وفي الثانية غيبوا سوء ادارتهم وتنظيمهم المتمثل في ضعف الاعلان وضعف التنسيق، وكذلك بؤس بعض برامجهم والا كيف نفسر الاقبال الجماهيري الذي يشهده منتدى اروقة وهو من ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية؟ واخيراً اقول ايها القائمون على امر الخرطوم عاصمة للثقافة العربية تخلصوا انتم من الاعتبار الايديولوجي والشخصي والنفعي والقولي والمزاجي واعلموا ان الخرطوم لن تكون عاصمة ثقافية دون مشاركة كل المثقفين خاصة النوعيين منهم ودون ان تستصحبوا معكم اسئلة الراهن الثقافي الملحة وبعض منها هو تهيئة المناخ الحر والاستعداد الحقيقي لقبول الآخر وعدم ممارسة التسييس الفج للعمل الثقافي كسر حالة الغياب الدائم للسودان في السياق الثقافي العربي فعلي مهدي ليس امة ابتداع رؤية استراتيجية في تصميم المشاريع تراعي احتياجتنا الثقافية الفعلية تصميم ملتقيات فكرية ذات حساسية خاصة تعبر عن اسئلتنا الملحة وتوفر شرطاً لاستقطاب المثقفين العرب النوعيين وهم كثر، حيث لا يعقل ان نذهب الى مصر ونكتفي بالسياسيين والممثلين على الرغم من اهميتهم التخلص مما يمكن ان نطلق عليه المقاولات الثقافية، حيث انه ليس من العدل ان تحتكر شركة بعينها برامج العاصمة الثقافية مع التلفزيون ولا ان تحتكر جهات بعينها مشاريع العاصمة الثقافية وبوضوح اكثر ردوا الامانات الى اهلها المنتديات التي اضاءت سماء الخرطوم عندما كنتم تروجون ان الشعب هو الذي يصنع الثقافة والدولة ترعاها فقط المراكز الثقافية عبد الكريم ميرغني ومركز الدراسات السودانية وبقية المراكز افتحوا النوافذ وافسحوا قليلاً للآخرين فلا خوف عليكم، فالسياسيون الآن في السودان يتقاسمون حتى الاكسجين جربوا وسننفعل معكم
|
|
 
|
|
|
|
عصام ابو القاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست