كيليطو....... يا لهذا العميق

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 09:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2005, 01:11 PM

Amin Mahmoud Zorba
<aAmin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4578

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيليطو....... يا لهذا العميق



    عندما نظر العرب إلى الشمال:

    لأن المهزوم يقلد المنتصر.. بدأت الرواية العربية





    يكاد عبدالفتاح كيليطو ألا يتحدث، هل أتجرأ على القول إنه لا يجيد الحديث، ولا يستطيع أن يصيغ عباراته جيدا.. هذا هو كيليطو الذي يصول ويجول سواء في محاضراته أو كتبه النقدية، أما الحوار الذي أجريته معه بعد أن عرفته كناقد، فقد بذلت جهدا مع صاحبه الذي يفضل العمل بين مراجعه ونصوصه



    لماذا اوقفت كل جهودك النقدية علي التراث العربي القديم؟.. هل لأسباب تتعلق بمنهجك النقدي؟ أم أنك تصفي حسابك أولا مع هذا التراث؟

    ¬بدأت الكتابة النقدية في نهاية الستينيات وفي هذا الوقت كان هناك جدل مثار ويملأ الساحة حول أسئلة الهوية وضرورة الارتباط بالجذور. وفي بداية السبعينيات بدأت رياح البنيوية والمناهج الجديدة لتحليل النص السردي تهب، وفي فرنسا تحديدا صدرت تحليلات بنيوية لنصوص سردية قصيرة نسبيا.

    في ذلك الوقت كنت 'مقلدا' فقلت لنفسي:

    أنا أيضا سأقوم بتحليل بنيوي لنص سردي عربي، ولكن ماذا سأختار؟.. ولما كنت أبحث عن نص قصير، وقع اختياري علي المقامات.

    الهدف اذن كان تطبيق المناهج البنيوية علي نص عربي، وهو خطأ فادح، لان التطبيق أمر آلي ميكانيكي يكاد يشبه تمرينا مدرسيا، ثم قادني البحث للاهتمام بالمقامات لارتباطها الخفي والوثيق بنصوص عربية أخري سردية ونثرية، أدبية وغير أدبية، أي أن هدفي أصبح هو أن أتناول ليس الأدب العربي بل الثقافة العربية ولهذا جاء عنوان الكتاب 'المقامات والانساق الثقافية'.



    ثم ماذا حدث بعد كتاب المقامات؟

    قرأت عدة كتب قديمة وظللت اشتغل عليها من كتاب إلي آخر، لأنه تبين لي انني لم أوفها حقها تماما، وربما لهذا السبب أعود الي الكتب نفسها من حين إلي آخر، بل انني لا أذكر مثلا كم مرة أعدت دراسة الجاحظ.



    كنت اسأل عن النصوص الحديثة التي لم تقترب من تحليلها.

    هذا ليس موقفا مني لان جهدي محدود، والكتابة عن نص أو كتاب مسألة 'حب' أولا. أنت لا تستطيع أن تحب كل الفتيات! ومع ذلك أنا أهتم كثيرا بالادب الحديث سواء العربي أو الاوربي ودائم القراءة له والحقيقة انني حاولت بالفعل الكتابة عن الادب الحديث، لكنني شعرت أن ما حاولت كتابته لم يضف شيئا ذا ضرورة.



    الي أي مدي يمكن مناقشة الفكرة التي يرددها البعض حول مدي ملاءمة المناهج النقدية السائدة في الغرب لدراسة تراثنا القديم؟

    لابد أن يكون الباحث ملما بالدراسات النقدية الغربية، كما لابد له أن يكون مطلعا علي الادب الغربي لدراسة الادب العربي، إلا أن ما لا يجوز في نظري أن يقتصر المرء علي التطبيق الآلي. بمعني آخر علي الباحث أن يدرس بعمق المناهج الحديثة ثم يتناساها ولا ينساها.

    وفي هذه الحالة يمكن أن يكون هناك وئام وتلاؤم بين الباحث والنص المدروس، أما التطبيق الآلي فلا فائدة له، إلا الفوائد الدراسية لطلاب المدارس الثانوية مثلا!



    في خاتمة كتابك عن المقامات كتبت 'يلزم البحث في هذا التحول الثقافي الذي قلب، انطلاقا من القرن 19، الادب بمعناه القديم الي الادب بمعناه الحديث. ولأن الانسان لا يصفي حساباته مع الماضي بالاشاحة عنه، فسيكون مفيدا الانكباب علي هذا التحول والقيام بجرد لما كسبته الثقافة العربية أو خسرته في هذا التحول'.

    هل يمكن مناقشة هذا التحول، وما الافكار التي لديك حول هذا الموضوع؟

    التحول جري في القرن .19 ولدي واقعة طريفة يمكن اعتبارها مؤشرا لهذا التحول. عندما استولي نابليون الثالث علي الحكم في فرنسا، كان الكاتب أحمد فارس الشدياق هناك، ومدح نابليون، ثم ظل ينتظر المكافأة حتي جاءه جواب مهذب من نابليون وليس المكافأة لأن الفرنسيين المحيطين بنابليون أخبروه أن القصيدة التي كتبها الشدياق لا يمكن ترجمتها للفرنسية!

    ماذا يعني هذا؟

    ان الشدياق شعر ان الادب العربي لا يهم الا العرب، ولا يمكن أن يهم غير العرب، علي الاقل بالنسبة للشعر. بعد ذلك كتب الشدياق الساق علي الساق، وهذا هو تحديدا وقت التحول من الادب القديم الي الادب الحديث بالنسبة للعرب.



    لكن كيف نفسر هذا التحول؟

    ابن بطوطة مثلا رحل الي الهند والصين وكتب عنهما، لكنه لو كان موجودا في القرن 19 أين كان سيرحل؟

    بالتأكيد كانت رحلته قادته الي أوربا، وهذا ما حدث للمؤلفين العرب في القرن .19

    بدءا من رفاعة الطهطاوي ذهب الكثيرون الي أوربا ووصفوها أي أن الادب العربي الحديث بدأ بوصف أوروبا.

    الطهطاوي وصف باريس، والشدياق وصف فرنسا وانجلترا، والمويلحي وصف باريس، وكذلك توفيق الحكيم، ويمكن أن استمر في سرد الاسماء حتي الحي اللاتيني لسهيل ادريس.

    حدث تحول تاريخي اذن في الادب العربي، صار العرب ينظرون الي الشمال.. الي أوروبا، وبما أن شعرهم في أوربا صار عملة لا يمكن استخدامها، مالوا الي الرواية التي هي علي الاقل رحلة الي أوربا.

    هل هناك رواية عربية لا تتحدث عن أوربا؟

    من المؤكد أن هناك روايات لا تتحدث عن أوروبا، لكن الشكل الروائي أوربي، والشكل يفرض مضمونه كما هو معروف. لهذا صار الادب العربي جزءا من الادب الغربي.

    هذا هو التحول الذي حدث.. صار الاقبال علي الرواية، وأصبحت الرواية هي النوع رقم '1' طغت الاشكال الاوروبية علي الادب العربي وبصفة عامة حدثت قطيعة مع الادب القديم، مما يفسر لماذا صارت بعض الكتب القديمة لا تقرأ اليوم، مثلا مقامات الحريري لا يقرأها أحد. ولكن هل يجب أن نتحسر علي هذا؟

    مطلقا، لقد كان هذا ضروريا.



    ولماذا حدث هذا الانقطاع في رأيك؟

    أن العرب كانوا في موقف ضعيف، والمهزوم يقلد المنتصر، ومع ذلك بقيت هناك علاقة ما بين الادب العربي الحديث والادب العربي القديم.



    أين هذه العلاقة؟

    في اللغة لانها تحمل معاني ودلالات قد لا يفطن اليها الكاتب نفسه وتأتي من الماضي. ولقد أشرت في نهاية كتاب المقامات الي أن ثمة قطيعة مع الادب القديم، ولا يمكن أن نكتب كما كتب الحريري الا أننا يمكن أن نعيد كتابة الادب القديم، أي أن نستلهمه لاقتراح أدب جديد، المقامات علي سبيل المثال هناك من اعاد كتابتها دون أن يعرفها مثل الاسبان في القرن 16 الذين كتبوا روايات الشطار، عندما تقرأ رواياتهم لابد أن تتذكر المقامات علي الفور.. أن النوع يمكنه اذن الانتقال من بلد إلي بلد بل ومن لغة الي لغة!!



    تناولت جهودك النقدية انواعا مختلفة من السرد العربي القديم سواء في ألف ليلة أو المقامات أو لدي قامات كبري مثل الجرجاني وابن خلدون وغيرهما.. لماذا لم تول أدب الكرامات الصوفية العربي اهتمامك في سياق عملك النقدي؟

    هذا صحيح، لكن هناك مشروع دراسة كنت قد اعددته وتخليت عنه، إلا أنني سأعود إليه قريبا.. هذه مسألة تهمني كثيرا ومشروع أفكر فيه.



    اذا انتقلنا الي السرد العربي الحديث خصوصا وان لك كتابا ضم جزءا من عملك الابداعي هو 'حصان نيتشه' الي أي مدي تشعر أن هناك وشائج تربط بين أشكال السرد الحديث وبين القديم واذا كان هناك انقطاع قد حدث بينهما، فما هي نتائجه في رأيك؟

    كما أشرت من قبل فان الانقطاع حدث بسبب الاشكال الجديدة التي دخلت الثقافة العربية.. مثلا في الرواية التي هي عبارة عن شكل ولكن الشكل كما أشرت أيضا يفرض مضمونه والحقيقة أنه كانت هناك روايات السير الشعبية في الادب القديم مثلا، ولكن ما حدث أن العرب لم يستلهموها، واستلهموا الرواية الاوروبية، في الماضي لم يكن هناك اعتبار للرواية، كانت الرواية محتقرة حتي أن محمد حسين هيكل عندما نشر رواية زينب نشرها باسم مستعار.



    من خلال متابعتك للرواية العربية التي تكتب الآن، ما هو سبب رواج هذا النوع الادبي؟

    ينبغي أن نضع السؤال في اطار عام.. ما سبب انتشار الرواية في العالم؟ وما سبب أفضلية الرواية علي القصة القصيرة؟ في فرنسا مثلا لا يعبأون بالقصة القصيرة ويهملونها بينما يهتمون بالرواية. وعلي العكس في بلدان أوربا الشرقية ستجد أن أشهر كاتب فرنسي لديهم هو مو باسان بسبب قصصه القصيرة، في أوربا القصص القصيرة لها وزن وقراء، أما في فرنسا فهذا شيء غير وارد، وأظن أننا في العالم العربي تأثرنا بفرنسا في هذه النقطة.



    أخيرا.. هل يمكن القاء نظرة عامة علي بعض النماذج التي توقفت عندها من الاعمال الروائية العربية؟

    في السنوات الاخيرة لم اتوقف كثيرا عند الادب العربي الحديث. في الفترة الاخيرة أقوم باعادة قراءة أعمال تراثية وحديثة، وهذا من علامات الشيخوخة حيث يعيد الانسان قراءة ما سبق أن قرأه فأعدت قراءة الساق علي الساق للشدياق وحديث عيسي بن هشام للمويلحي وعصفور من الشرق للحكيم.

    من جانب آخر اكتشاف كاتب مسألة صعبة جدا، والاعمال التي تغير رؤيتك للحياة وللأدب والكتابة نادرة جدا، انك لا تكتشف كل يوم كاتبا بحجم مارسيل بروست مثلا، وأنا شأني شأن أي قاريء لي موسوعتي الادبية وكتابي المفضلين الذين اكتشفتهم بطريقة أو بأخري. في الفترة الاخيرة لم أقرأ حتي بالفرنسية عملا لافتا في الادب الحديث، لكنني أعيد قراءة جول فيرن وجورج سيمنون الذي كان اندريه جيد يغبطه ويحسده علي اتقانه!





    في جولة بالهرم



    أمنية سرية وفضول مغلف بالكتمان



    إيهاب الحضري



    بئر الأمنيات

    بمجرد دخولنا معبد الوادي توقف مفتش الآثار عند بئر الأمنيات، أخرج ورقة من فئة العشرة جنيهات وأشار الي التمثال الموجود عليها. خفرع: مؤسس هذا المعبد الذي يعد جزءا من مجموعته الهرمية، هو نفس الذي تحمل الورقة النقدية صورته. نظرة الي أسفل تجعل مجموعات الأوراق المالية الملقاة في البئر تدخل حيز نظرات الموجودين. سؤال متوقع تعقبه اجابة: هناك من يعتقد أن القاء ورقة نقدية يجعل أمنية من يلقيها تتحقق. بدون تفكير يخرج هو وزوجته ورقتين نقديتين كبيرتين ويلقيان بهما. ما هي الأمنية؟ أسأل، يبتسم ولا يصرح. أحترم رغبته في احاطة أمنياته بسياج من الخصوصية، لكني أتساءل: إذا كان للأحلام أن تتحقق، فلماذا ينبغي أن تكون مدفوعة الثمن؟!!

    في غرفة الدفن



    عشرات الأمتار الي أعلي. رحلة تبدو غريبة عليه. يبدأ الصعود منحنيا حتي يصل الي البهو الأعظم. يعتدل. ويقف متأملا أسبقه بخطوات وأستدير لأرصد ملامح وجهه. لم تكن هناك انطباعات يمكن رصدها. انها نفس الحالة التي استمرت بعد ذلك. جعلني هذا أتساءل داخليا أكثر من مرة خلال الجولة عن مدي استمتاعه بها. لكن بعد مرور بعض الوقت أدركت أن هذا هو أسلوبه. لا يبدي انبهارا لكنه يحشد انطباعاته بداخله (علي عكس زوجته التي كانت ردود أفعالها تنم عن دهشات متتابعة)، بين الحين والآخر كان يلقي سؤالا عابرا يكشف عن تفاعل محكوم عليه بأن يظل خفيا. في غرفة الدفن حكيت له بسرعة عن مبيتنا داخل الهرم قبل أعوام. هنا فقط بدأ يطرح أسئلة تنم عن فضول. تركته ليواصل تأملاته ثم سألته بعد خروجه: لو عرض عليك البقاء داخل الهرم لفترة، ما هو الكتاب الذي ستحرص علي أن تصحبه معك؟ بعد تفكير أجاب: 'رواية أبوالهول الثلجي لجول فيرن' ربما تكون أحداث الرواية الغامضة دافعا للاختيار، أجواؤها تتناسب مع ذلك الغموض الآسر الذي يلف المكان، وقد تؤدي قراءتها داخل الهرم الي حالة شديدة الخصوصية.

    لحظة الخروج من الهرم كانت بمثابة بعث جديد. أعتقد أن ملامح وجهه تغيرت نسبيا. ربما تكون غرابة التجربة وفرادتها هي السبب في ذلك. لكن لا مجال لأي تفسيرات يقينية في هذه الحالة!.



    خرافة

    داخل مقبرتي قار (الدولة القديمة) وابنه لم تتغير الأوضاع كثيرا. لكنه كان أكثر صمتا. إنه الموت الذي يلقي برهبته علي الجميع، رغم أن فتح المقابر للسياحة قلل من رهبة الموت جزئيا. وخفف من درجة الشعور بالفقد. والفقد يمثل حالة استثنائية تتطلب ردود فعل خاصة، هنا أتذكر اهتمامه بالكتاب الغريق أو المحترق، أسأله لو أن مكروها حل بمكتبك وكانت لديك فرصة انقاذ كتاب واحد، فأي كتاب ستختار. من جديد يشرد ثم يجيب: 'ربما مقامات الحريري، إنه أكبر كتاب عربي منذ كتابته حتي حلول القرن العشرين'. أتذكر كتابه 'الغائب' الذي ألفه عن مقامة للحريري. واسترجع أسئلته القليلة عن بعض المعلومات التي تخص الآثار. قبل قليل كان يسأل عمن كسر أنف أبي الهول، مفتش الآثار دفع التهمة عن نابليون وألصقها بصائم الدهر، ذلك الرجل الذي رأي أن التمثال مصدر خطر قد يقود الناس الي الضلال. أذكر حديث كيليطو عن الخرافة بوصفها مصدرا للخطر: 'إن لها جانبا مرعبا'، في مقدمة كتابه 'الغائب' يوضح: 'الخرافة محل ريبة لأنها تذهل عن الرؤية الصحيحة للأشياء وتذهب بالعقل، والريبة ضرورية بالأحري لكون الخرافة تثير الدهشة والتعجب'. أترك صائم الدهر وأبي الهول ومقامات الحريري وأركز من جديد علي كيليطو في محاولة لالتقاط أي رد فعل محتمل.



    موسيقى

    في مسافة فاصلة بين نقطتي زيارة. تتسلل الي أسماعنا موسيقي تنطلق من مكان ما.. بعيد. أسأله عما تعني الموسيقي له؟ فيجيب بسرعة: 'أكره الموسيقي العربية الحديثة' يصمت للحظة ثم يواصل: 'الموسيقي العربية بالنسبة لي هي أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش'.



    انبهار

    أماكن كثيرة شهدها كيليطو، أهرامات ومقابر ومعبد ومتحف مركب خوفو. ردود الفعل كانت موزعة كما سبق أن ذكرت وفق ميزان حساس: الانبهار من نصيب زوجته، والأسئلة المقتضبة من نصيبه، يسمع أكثر مما يتكلم. شدته تفاصيل لوحة 'الحلم' التي ثبتها تحتمس الثالث أمام أبي الهول. تلك اللوحة التي سجلت واحدة من أشهر الصفقات في التاريخ. أن يزيل تحتمس الرمال من علي جسد أبي الهول، علي أن يضفي الأخير شرعية توليه حكم لم يكن حقا له!! ابتسم كيليطو وصمت. بدأ مشروع سؤال يتنامي بداخلي: ألا ينبهر أبدا؟ بعد قليل سألته لكن بعد تعديل بسيط: هل حدث ذات مرة أن انبهرت بكلام كتبته أنت؟ بسرعة غير متوقعة (وغير معتادة منه أيضا) أجاب: 'نعم.. حدث لي هذا عندما كنت أعيد قراءة ترجمة كتابي 'الكتابة والتناسق' الي الانجليزية.. فبعد أن قرأت فصلا عنوانه: رسالة من وراء القبر، انبهرت شخصيا وتساءلت: هل أنا من كتب هذا الكلام؟!' لكن يبدو أن لحظات الانبهار نادرة: 'لم يحدث هذا إلا هذه المرة لأنني عادة لا أحب أن أعيد قراءة ما أكتب، لأنني أحيانا أقف أمام جمل ما وأقول: لماذا كتبتها. لهذا وجدت أنه من الأفضل ألا أعيد قراءة ما كتبته لكي أتجنب لحظات الندم'.

    بطريقته استمتع عبدالفتاح كيليطو بالجولة. كان أكثر اهتماما بمناطق التماس بين منطقتين تراثيتين. إحداهما تقع في دائرة مشروعه الفكري، والأخري اعترف بأنه لم يهتم بها من قبل. غير أن ملاحظتي الأساسية تمثلت في أن كيليطو لم يتعامل مع الجولة بأسلوب السائح العابر. فملاحظاته المختصرة، وفضوله المختزل وشروده الغالب أعطتني انطباعا بأن روح المفكر كانت تبحث عن شيء ما. هل وجدته؟ مشروعاته المستقبلية وحدها هي التي ستمنح هذا التساؤل اجابة مقنعة!

                  

03-09-2005, 03:45 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيليطو....... يا لهذا العميق (Re: Amin Mahmoud Zorba)

    ياسلام عليك وعليهو لكن ياخوي براحه علينا
                  

03-10-2005, 02:04 AM

Amin Mahmoud Zorba
<aAmin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4578

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيليطو....... يا لهذا العميق (Re: Elmosley)

    العزيز الموصلي
    لك المدى

    ولكن هذا الرجل الان يصنع اللحن المفقود لتراث كامل ظل مهملاً وخفي ومرعباً
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de