آرثر ميللر (1915-2005): الثلج والصدأ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 03:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2005, 12:36 PM

NAZIM IBRAHIM ALI
<aNAZIM IBRAHIM ALI
تاريخ التسجيل: 05-21-2004
مجموع المشاركات: 594

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آرثر ميللر (1915-2005): الثلج والصدأ

    آرثر ميللر (1915-2005): الثلج والصدأ
    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    رحل عن دنيانا المسرحي المرموق آرثر ميللر (1915-2005) وصدأ كثير يخيم علي بلده الولايات المتحدة مما ترتب علي 11 سبتمبر وغزو العراق. وقد قال ميللر يوماً أن المسرحية مثل قطعة الثلج ترمي بها في الكوب فينداح أثرها وربما ازالت بعض الصدأ. ولم يتلجلج هو عن مقارعة الصدأ الحجة بالحجة. فقد امتنع أن يتقول باسماء الشيوعيين من معارفه يوم ارخت المكارثية (منسوبة الي السناتور مكارثي الذي ترأس لجنة النشاطات المعادية لأمريكا في اوائل الخمسينات) سدولها علي بلده وبدأت تجمع القوائم بالشيوعيين لقطع أرزاقهم. ولم يصمد آخرون لهذا الإبتلاء مع الصدأ. بل وكتب مسرحية "المحنة" استعاد فيها ذكري مماثلة للمكارثية في قرية سيلم الأمريكية في القرن السابع عشر. وفيها توهم الناس أن بلدهم مسكون فراحوا يطاردون من يشتبهون فيهم السحر ويهلكونهم جزافاً. وهذه شجاعة قلبية نادرة.

    كنت أريد أن اكتب عن مغزي ميللر في سياق حادثات بلده. غير ان بوب هربرت، كاتب العمود بالنيويورك تايمز، اغناني بكلمة غراء عنوانها "المفكر العام" (14-2-2005). استعاد فيها بعض مشاهد التضييق علي الفكر في امريكا مثل الحرب القائمة علي تدريس نظرية التطور. كما لمس الهيافة التي ضربت اطنابها من صعود نجم أهل المال وتعاظم قدوتهم.

    وهذه ترجمة بتصرف لمقاله وسمح النضم في خشم سيدو:

    المفكر العام

    بوب هربرت

    قال آرثر ميللر في ترجمته لذاته أنه إذا ما صحا من النوم أخذ قلمه وراح يفكر. وقد بارت عندنا بضاعة ميللر هذه. فلم يقل التفكير بين الأمريكيين فحسب بل صاروا أقل سماحة مع أولئك الذين ينفقون وقتهم يفكرون ويغالبون الهموم الأكابر. فإن لم تقل مسألتك الآن في ثلاثين ثانية فعلي مسألتك العفاء. خلق الله الأنسان وسنضيق الخناق علي شيعة دارون الضالة الهالكة من القائلين بالتطورية حتي يولوا الدبار. وصعد في ثقافتنا نجم دونالد ترم (المليونيرالذي ذاع ذكره بعبارة "أنت مفصول" في برنامجه التلفزيوني) و باريس هلتون الذي ذاعت عنه العبارة "الشغل كدا واللا بلاش". حل الجهل بربوعنا. فالأمة في حال حرب وشهيتها للتعذيب ربما زلزلزت جوهر الشخصية الأمريكية ذاته. والعامة في شغل شاغل بما ستفعله مارتا استيورت (التلفزيزنية البارعة في الترويج لحياة الراحة والتي تقضي مدة في السجن لمضارباتها المجافية للقانون في البورصة) حينما تخرج من سجنها.

    فقدنا آرثر ميللر الذي رحل عن دنيانا في الإسبوع قبل الماضي لايقتصر علي فقد كاتب مسرحي من الطراز الأول. إنه بالأحري فقد مفكر عام عظيم يعتقد في قرارة نفسه أن جوهر أمريكا، عظمتها، هو في وعدها. وقد عرف السيد ميللر مقدار تأذي ذلك الوعد من الجهل والخوف وضروب جنون العامة بخاصة حين تستغلها قيادة مصممة علي الشر. وتعلقت مشاغل ميللر العليا بالفساد الخلقي حين يحجم المرء مثالياته بقدر ما يمليه المجتمع ويضطر الي اعتناق القيم السائدة حتي لو فارقت صوت ضميره الشخصي.

    فالفرد عند السيد ميللر مكلف بمسئولية أخلاقية تجاه ما يفعل وما يفعله المجتمع بأسره. وكان قال بذلك في مسرحيته (المحنة): "كلما طال عملي كلما تمكن مني الشعور، برغم غرابته، أن هناك لحظات تمر يكون فيها ضمير إنسان واحد هو كل ما سيمنع العالم من التهافت." وربما كانت هذه اللحظة من حياتنا في امريكا هي واحدة من تلك اللحظات التي تحدث عنها السيد ميللر. فقد أشعلنا حرباً تحوطية طائشة ضد العراق وبعثنا بسجناء الي بلدان أجنبية ليكتووا بالتعذيب، وعدنا القهقري بوسائط وكسب التقدم الإجتماعي في العقود الماضية من تأمين إجتماعي وغيره.

    سيجد القاريء العائد لمسرحيات السيد ميللر والمتأمل في حياته أنه قد التقط بصورة غراء الفروق بين فترتين مميزتين في أمريكا وهما الثلاثنيات، التي هدت الأزمة الإقتصادية حيلها، وسنوات بحبحة ما بعد الحرب في الخمسينات. وقال ميللر عن فترة الثلاثينات أن الناس فيها لم يعتنوا بالحياة العامة والخوض في السياسية لأنهم بلغوا من الأريحية ونكران الذات مبلغاً لم يبلغه غيرهم في عقود أخري. حقيقة الأمر أننا كنا قد بلغنا في الثلاثينات نقطة ما ، ربما كانت حوالي 1936 ، اعتني فيها بالسياسة من لم يسبق لهم عناية بها وبدا لهم أن الخوض في ساس يسوس والتضامن بينهم في عمل سياسي مشترك هو سبيلهم الوحيد للخروج من ظروف حياتهم المستحيلة. فقد ازدهر النشاط النقابي وبدأ دعم الدولة المنهجي لغوث المحتاجين والعاثرين عبر برامج اجتماعية منسقة. وكان من بين تلك البرامج من وظف الناس وحارب البطالة ومنها ما وفر الكهرباء لمناطق عديدة وبني أو اصلح الطرق واعاد تشجير الأرض التي صلعت من فرط التحطيب. ومنها ما أعان الطلاب بالسلفة لمواصلة تعليمهم. كما دعم بعضها الدوائر التي سعت لتجميع ونشر التاريخ من افواه اهل الريف وتدوين الغناء الشعبي. وترك انبعاث الخيال هذا وخيره العائد علي الناس احساساً بأن الحكومة قد اتخذت جانب الشعب برغم التبذير والإخفاقات التي حفت بمشروعاتها.

    وبحلول الخمسينات كانت الأزمة الإقتصادية اثراً بعد عين. وأزهرت المكارثية شؤماً. وشكي من تلك الفترة عميد جامعة متشجان، التي تخرج منها السيد ميللر، قائلاً أن أقصي أماني طلابه أن يجدوا لهم موقعاً في ماكينة الراسمالية بدلاً عن فرز الزيف عن الحقيقة. وهذا الفرز هو ما تعلمه الجامعة للطلاب بحكم قانونها الأساسي. وقد وصف العميد طلابه بأنهم قد أصبحوا خبراء في إصطياد الدرجات الطيبة علي عملهم في الفصول ولم يعودوا يجتمعون كسلفهم تحت أعمدة الإضاءة يتجادلون في ما حل بالعالم من سوء وكيف نبلغ حلاً من ذلك. فليس يريد لهم مخدم المستقبل أن يخوضوا في فساد العالم واصلاحه. بل ربما ظن الظنون بالخائضين في مثل هذه المسألة.

    علم السيد ميللر في وقت باكر أنه قد جاء في الولايات المتحدة زمان أصبحت تسلية الناس هي الشاغل الأول. وقد غرقنا الأن حتي أذنينا في هذه التسلية بينما تتسلل الجمهورية من بين أيدينا. لقد لقي السيد ميللر ربه وإذا لم نفطن للحقائق المرة التي أذاعها فسنتركها تمضي معه. ومن تلك إانه قال أن أكثر الرجال والنساء يجهلون او يعلمون بصورة ناقصة القوي التي تدير حياتهم من وراء ستار.

    وما همانا. فجوائز القرامي السينمائية اضاءت ليلة الأمس وستبدأ محاكمة مايكل جاكسون اليوم. آرثر ميللر بتاع شنو؟ لقد أظلمت مسارح شارع برودواي ليلة الجمعة تعظيماً له. وربما اتفق لبلده ان ذلك يكفي بمثابة العرفان له وحان الوقت لنسدر في ما نحن فيه من ضلال.
                  

03-03-2005, 05:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آرثر ميللر (1915-2005): الثلج والصدأ (Re: NAZIM IBRAHIM ALI)

    على سبيل التحية فقط..

    هذه مساهمة جميلة تحتاج لنقاش أكثر..

    بيد أن الجامعة تأخذ أغلب الوقت.. هذه الأيام!.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de