رائعة النهار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2005, 04:25 AM

مختار عجوبة

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رائعة النهار

    "رائعة النهار"
    الأحد 21/2/1982م

    بقدر ما اغتربت كرهت السفر والوقوف في صفوف صالات القدوم والمغادرة في المطارات… حملت حقيبة يدوية صغيرة وما يثبت هويتي وبعض أوراق مالية فيها ريالات وجنيهات استرلينية ودولارات وبضع جنيهات سودانية لسيارة الأجرة إن وجدتها وفقاً للمراد… استقبلني قريب لي من بعد أن تجنبت الصفوف… اندهش ضباط الجمارك والجوازات من تفاهة ما أحمل معي… شكوا في حقيبتي اليدوية… لا يتجاوز حجمها كفة اليد… لم يجرأوا على تفتيشي… كانت لهجتي صارمة… أبدو كالواثق مما يحمله… أخذني قريبي في سيارته… استقبلني عند سلم الطائرة… لم أرسل له… سمع بقدومي ولم يكن من عادته استقبالي:
    قال لي : عمك… تزوجت ابنته والمدعوون يتناولون طعام الغداء معه… وجدنا ضجة حول بيته... في الشارع المقابل له… أناس يتجمعون حول رجال من الشرطة… انتشلوا من مجاري الأمطار جثة جنوبي تعفنت وانتفخت… انتشرت الرائحة … رائحة الموت غرقاً… في كل الحي… لم يكترث أهل الزواج… كأن الحدث لا يهمهم… رجال الشرطة كانوا حريصين على عدم وجود عمل إجرامي وراء الحادث…لعلهم يمثلون... جمهرة من المتطفلين حالت دون إكمال إجراءات التحقيق… ضاقوا بالرائحة… أخذوا الجثة وذهبوا… انتظم الحفل… أذكار وأناشيد تنشد في رائعة النهار فرحاً… دعوني إلى المائدة… كان عمي يحب المظاهر، دعا القوم كلهم… من يعرفهم ومن لا يعرفهم من أهل الجاه والسلطة…وفر لهم الطعام فأحبوه... سألني عمي عن وصولي:
    قلت له : وصلت قبل نصف ساعة فقط…
    قال : لو كنت أعلم ذلك لجئتك في المطار.
    لم يحدث أن استقبلني رغم حرصي على الإرسال له في مرات سابقة… طلبوا مني تناول الغداء… كنت مشمئزاً من منظر الجسد المسجي المنتفخ ولا يهتم به أحد من أهل العرس… اتخذوه موضوعاً للتسلية والحكاوي المماثلة… بدأوا يشرعون ويضيفون ويحذفون… ويضحكون وهم يشربون ويأكلون…



    " شواهد قبري"
    الثلاثاء 3/3/1982م

    عندما أعطوني لوحات، صحبني رجال المساحة ليحددوا قطعة الأرض التي أملكها… حملت في السيارة مجموعة اللوحات التي كتبوا عليها اسمي… مصنوعة من الحديد… عندما بدأوا يدفنونها وتغوص في الأرض، لم أفرح… شعرت كأنهم يقيمون شواهد قبري… غداً سيأتي أبناء الأحياء الفقيرة ويعبثون بتلك الشواهد ويدمرونها بلا مبرر غير العبث بكل ما يقع تحت أيديهم… مثلهم فعلت في صغري… ومثلي سيفعلون… حاولت أن أعطي المساحين بضعة جنيهات… ماطلوني عدة أشهر…
    قيل لي : لم تلمح لهم بجزيل العطاء.
    كانت دهشتي حين رفض المهندس الجنيهات وعاتبني على ما فعلت بينما كانت عيون عماله من أبناء النوبة تتطاير شرراً وغضباً… لا أدري إن كان غضباً موجهاً لي أو إلى المهندس.
    زحفت في صفوف "البنزين" لساعات طوال… شعرت بالإعياء… إرهاق لا حد له… اشتبه أحد الأطباء بإصابتي بالتهاب القولون… طلب مني عدم الجلوس في مكان واحد لساعات طويلة… كيف لي أن أترك صفوف "البنزين" وطوابير الخبز… تشاجرت مع الناس من حولي… كانوا يخرقون النظام ويدفعون بقادمين جدد إلى الصفوف الأمامية… يجاملون بعضهم ولا ينظرون خلفهم… خرقت النظام عدة مرات بعد أن يئست من محاولات تنظيمهم… تشاجرت مع رجال الأمن… كانوا مرتشين فيما يبدو… يجاملون معارفهم وأقربائهم… يزرعون في نفوسهم التحيز والشعور بالزهو… أسرجوا لي بعيراً اشتريته من سوق أم درمان… كان نوعاً رديئاً من الإبل…(باشندي) اهتاج عندما ركبت عليه… منعني من وضع الرسن حول عنقه ورأسه… كاد يعضني… خادمنا يقف في قارعة الطريق نصف عار... يحمل جردل ماء متسخ ... كشحه... لا يود مساعدتي …
    قلت لهم : لكم أغني… ألا تسمعونني؟.
    اختلطت أصوات المآذن بأناشيد وطنية وتهيج وعاظ ومدائح متشنجة وندوات شعر ركيك… وإعلانات عن بنوك تنهي عن الربا وتضارب في سوق العملات غير المشروعة… وآيات يتلوها قائد ملهم مفدى… يخطئ فيها…لا يجرؤ أحد علي تصويبه... خطب فينا... خطبة كتبت له لا تحمل معنى … وموسيقى صاخبة مع آيات من القرآن تباع في شريط واحد… أنظر في عيون الناس فأرى صعوبة الحياة… كثرت شكاوي… امرأتي حبلى في شهورها الأولى… هدّت جسدها حمى الملاريا… الطفل الصغير أحرقته النار ... مهدد بأن يطرد إلى بلده عنوة…لماذا اغتربنا ؟ ذهبت للمستشفى أبحث له عن دواء… المستشفى مجزرة… عُلّقت على جدرانها خرفان ذبحت لتوها… سالت منها الدماء…


    "صفقة عرس"
    الخميس 1/4/1982م

    كانت "نهى" بيضاء بضة، لا يظهر عليها عامل الزمن، كانت تعمل مع زوجتي في مصلحة إحصاء الدواجن، جمعت بينهن صداقة، قبل الزواج، وبعده تعرفنا على بعضنا كأزواج حديثي عهد، اغتربنا معاً، وفجأة سمعنا أن خلافاً دبّ بينها وبين زوجها… انقطعت زيارتهما لنا، كنت أجلس في مكتبي في نهار ساخن، جاء عمال يتدافعون…
    قالوا : سيدة تود مقابلتك.
    … عندما دخلت عليّ اندهشت... كانت معطرة "بالخمرة" وترتدي ثوباً زاهي الألوان، كأنها تريد أن تثبت أنها لا تزال صامدة، فقد سمعت أن "عبدالكريم" قد طلّقها أو طلقته لا أدري، كانت تضحك وتخفف دمها بصورة هستيرية… أثارت همس العمال، فأكثروا من الذهاب والإياب أمام مكتبي، أغلقته… ففتحوه مرات دون إذني، تضايقت، ما كنت أود إحراجها بالحديث عن طلاقها… خرجت من المكتب فتبعتني... لِمَ لا أدري؟ تجمهر العمال وجلسوا على مساطب… جمالها كان أخاذاً… كانت تود زيارة منزلنا… خفت… كان الأمر في الماضي عادياً أن تصحبني في سيارتي، ولكن الآن لا أدري ردود فعل زوجتي، صحبتني إلى المنزل، وعندما عادت زوجتي… رحبت بها ترحيباً بارداً… تغدينا… شعرت هي بالحرج… طلبت الانصراف…
    قلت لها : نوصلك…
    رمتني… زوجتي… بنظرة… لم استمر في عرض التوصيل عليها…
    قالت : سأذهب وحدي… المواصلات متوفرة.
    لم تعلق زوجتي ونحن نسكن في(السرايا) مكان معزول… لا مواصلات فيه… من يراها في الشارع في تلك الساعة لن يقدرنا… شعرت بغضب شديد كتمته… وزوجتي كأن الأمر لا يهمها… دعتنا إلى ليلة شعرية… لم تتجاوب زوجتي مع الدعوة… شعرت بالضيق… نزلت إلى النيل وحدي… رأيت على الضفة الأخرى… مداخن كمائن طوب يحرق… هدوء… ريح تهب على النيل… تحرك سطحه… كـأنها تهامسه… مراكب صيد أفردت أشرعتها البالية للريح… ولا ريح… جرفها التيار نحو كوبري النيل الأزرق… التيار كان قوياً… تآكلت حواف النهر… تتهاوى التربة الطينية… غاصت رجلايَّ في الوحل… دنت شمس للمغيب… مزارعون متفرقون ينبشون الأرض… توقفت على الشاطئ بين نباتات كثة… بعضها بري وأخرى من سيقان ذرة أينعت… النيل... استنشق رائحته أول ما يختلط ماؤه وتكسوه حمرة… كأنه نبع خمور من الجنة… خلطتها ملائكة الرحمة لقوم على الأرائك متكئين… النيل لم يلفظ حورياته في تلك الليلة… الهدهد غادر الديار… طيور تنقرض… كلما اختفى طير من مواسمه كان ذلك نذير شؤم للناس… بئس ما ابتدعوا أو اخترعوا… … صوت من بين الأشجار…
    قال لي : تأييدك لن يزيدنا قوة… وعداؤك للنظام لن يؤثر فيه… أنت كم مهمل… فرد ضائع… من معك؟ كلمات تطلقونها ليلاً وتنسونها نهاراً… لا يعقبها فعل… أنتم لا تثبتون على حال… ألسنتكم تحركها مطامعكم... أوفيتم ألسنتكم حقها…لم البكاء؟
    هبت ريح فأثارت غباراً حجب الرؤية وانقطع التيار الكهربائي ليلاً… لزم الناس ديارهم… وأنا كلب ضال... أتجول في الشوارع… الغرور … الصخرة التي يتحطم عندها جهلاء الرجال… عندما تُفرغ الكلمة من محتواها ستحل الكارثة بنا… ما معنى العلاقات والصداقات إن لم تؤمنها الكلمة… عندما قررت أن أذهب…وأترك الكلام
    قيل لي : انتظر… هناك صفقة عرس… ماتت أمك… أبوك يبحث عن زوجة… عروس…
    قلت : لا أمي ماتت… ولا أبي يبحث عن زوجة عروس!!
    قيل : من أدراك.!؟ شابة صغيرة… أصلها من الفلاتة… عقدنا العزم عليها…
    قلت : امرأة قتلت زوجها… هل ستقبل بثري عجوز؟
    قلنا : نذهب للمزرعة لنري…
    قدت سيارتي… فوجدت الطريق إلى المزرعة قد أوحلت… أوقفت السيارة… سرت على قدمي… المزارعون ينظفون حقولهم… فيهم من حصدوا محاصيلهم… ومن يرعون أبقارهم… وأطفال أتت بهم زوجتي… يمرحون في شاحنة ويغنون… يأكلون ذرة شامية مشوية على الفحم… في كوخ مجاور جلس أبي وأخواتي يتآنسون… طلبت زوجتي مصوراً من الحكومة… جاء يلتقط لنا صوراً في المزرعة… كان صامتاً… شككت في مقدرته الفنية… تجاهلته وتجاهلني… في عيد الميلاد… الرائد لا يكذب أهله… عندما يكون الرائد كاذباً فإنه يلعق كذبه… الكلب المريض يلعق ما يتقيأ…


    " القصاص "
    السبت 3/4/1982م
    - قالوا لي وهم وقوف على النافذة : الكاتب الجيد نتوقع منه فكرة جيدة… أما الكاتب الرديء، فإننا لا نتوقع منه شيئاً غير أن يكف عن الكتابة…
    هؤلاء قوم قصدوني… عصفور الشمس حاصرته صقور جارحة… عندما أيقن أنه هالك، طلب من الصقور أن تحقق له آخر أمنية في حياته… لبت الصقور طلبه وهي تبتسم…
    قال لهم : أود أن أغني للشمس…
    ماجت الصقور وهاجت طرباً… نسيت نهمها وجوعها ... غابت الشمس وعميت أبصارها… عصفور الشمس عاد مطمئناً إلى وكره… باتت الصقور جائعة غاضبة… أخذت أطفالي معي لصفوف البنزين… فقد كان تأخري لا يعود علي بالنفع دائماً… تظن أم أولادي أن الهوى قد جذبني… نشبت مشاجرة بيني وبين أناس عابرين… توقف سير الحركة… نزل أبنائي من السيارة… يلهون مع أطفال "الحلبة"… "أطفال الحلبة" اعتدوا على أطفالي… حاولت أن أصلح بينهم…لم يفد تدخلي... ضربت أبناء الحلبة لعنادهم… تكالب عليّ أهلهم يطلبون القصاص… اعتذرت لهم… لم يقبلوا عذري… كانوا مصرين على العدوان… حاولت إفهامهم… ما كانوا مستعدين لأن يفهموا شيئاً غير الانتقام لأبنائهم… كانوا رجالاً ونساءً وأطفالاً يتصايحون… فجأة هدأوا.. أخذوا يتحدثون عن جمارك السيارات الباهظة… كانت سيارتي جديدة… خفت عليها أكثر من خوفي على جسدي منهم… أعجبوا بالسيارة… خشيت أن يلقوا بها في مجاري الأمطار… نظرت إلى أطفالي من حولي… فوجدت أحدهم قد اختفى… سألت عنه فلم أجده… لقد غدر بي الحلبة… أخذوا ابني رهينة وذهبوا… سألت إن كان يعرفهم أحد… فلم يجبني المتطفلون من حولنا…
    تجمعنا في العشاء… عبرنا غابات النخيل… مررنا على بيوت لأهل لنا يفضلون الجلوس والنوم في العراء… وجدت "محمد بدري" في ثياب نظيفة… ظننته متورماً، فإذا به قد تحسنت صحته وزاد وزنه وصفا وجهه، وعندما ناداني باسمي اندهشت… فقد غاب عنه وعيه لشهور… حييته… ودعته وذهبت… تجمع أهلنا في "راكوبة" ومعهم حلب وصعايدة ونوبة وأعراب ينتظرون عزاء…خشيت أن يكون لابني...


    " سديم... ؟ "
    الأحد 4/4/1982م

    زرت منزلهم بعد أن زارتهم أمي وأختي… تسألان عن مصير قطعة أرض عشوائية… كنا اشتريناها منهم… أحاط بها بعض الغموض… شراء غير قانوني… أنكرنا الشهود
    قالت لي "خديجة رزق " : هل زرت ديارنا…؟ أين أمك وأختك؟
    r قلت لها : نعم …
    قالت : كذب… تجاهلتمونا… لم تسلموا علينا… شردتم أبنائي… لا ندري إن كانوا أحياء أم أموات… آخر الزمان… خدمناكم… ولا نحظى بتحيتكم…
    انتابتني لحظة جنونية للحصول على وقود لسيارتي… وجدت طوابير السيارات قد طوقت كل محطات "البنزين"… لم تكن منتظمة في وقوفها… الناس… الناس وجوههم مغبرة… كأنهم شهود يوم القيامة… أخذت شاحنات الرمل والبضائع تشحن البشر… توصلهم إلى أطراف المدن… وقفت في طابور للوقود بالخرطوم بحري… اكتشفت أن حصة المحطة من البترول لم تصرف لها… تلاعبوا في الحصة… طال انتظار الناس ومللهم… أردت الخروج من الطابور لألحق بغيره قبل مغيب الشمس… جاءت شاحنة… أغلقت الطريق أمامي… سخر مني سائقها… رفض زحزحتها… شعيرات نبتت بين أسناني كأنها خيوط… صككت أسناني… نزعت الخيوط من بينها… نزعها لم يكن مؤلماً بقدر ما كان مزعجاً… سرت على قدمي للخرطوم… أسفل كوبري النيل الأزرق وجدت أناساً لامعين يجدفون زورقاً… يرتدون زياً موحداً… ربما كانوا ذاهبين في رحلة نيلية… جاء أحدهم… كانت ثيابه ممزقة… يبدو أنه مصاب بمرض خبيث… سأل عن أحد نزلاء الاستراحة… تدخلت…
    قلت له : سر على اليمين… تجده في أول غرفة…
    قال مرافقي : ما لك… تعجلت في الإجابة… مثل هؤلاء مرضى… مرضهم معدٍ… ألا ترى أن زوجته تكاد تهلك من الوباء… ملابسه متسخة… كأنه يتبول عليها… هذا صديد يخرج من جسده… كل جسده…
    اندهشت…
    قلت لمرافقي : هذا شخص أعرفه منذ الصغر…"ابو المعاطي" تبدل حاله.
    قال مرافقي : ألا تعرف غير المرضى؟ تعال معي أعرفك على أناس أصحاء…
    في الاستراحة الحكومية وجدنا شباباً يتمتعون بصحة جيدة… لا يهتمون بغادٍ أو رائحٍ… تفوح منهم روائح طيبة… ملابسهم مصفوفة على أرفف خشبية… كأنها معروضة في صالة للمتاجرة فيها…
    قلت لمرافقي : هل يستخدمون كل هذه الملابس…؟
    قال مرافقي : ليتها تكفيهم…
    قلت له : ماذا عن الصحة والعافية؟ أين هم الآن؟ أين يبددون عافيتهم؟
    قال لي : في أحضان النساء…
    قلت له : زوجاتهم…؟
    قال لي : صديقاتهم أو زوجات الآخرين…
    قلت له : زوجات الآخرين؟
    قال لي : نعم… الحاجة ماسة… والترف زائد… المرأة التي أسكن معها… زوجها كالغائب… أعاشرها يومياً… عندما أقلعت عن ذلك… عرفت أمري… لاحقتني… هناك زوجة أخرى أكثر منها شباباً… اجتذبتني إلى مخدعها… تصور…؟ وصلتا إلى اتفاق يتقاسمن به معاشرتي… بالتساوي دون علمي…
    لاحظت نساء يدخلن ويخرجن من غير استئذان… كن معطرات…
    قلت له : من أين حصلت على البنزين…؟
    قال لي : لنا مخصصاتنا منه… وأشار إلى النساء… سأعطيك بعض "لترات"…
    قلت له : أليست هذه استراحة حكومية…؟
    قال لي : نعم…
    قلت له : أهي استراحة للعلم أم لاصطياد النساء؟
    قال لي : … تؤدي الوظيفتين معاً…
    دخلت علينا واحدة دون استئذان…
    قالت لنا: زوجي أصيب بعجز جنسي بعد وقوفه لساعات في صفوف "البنزين"… ذهبت به لعلماء الطب النفسي في هذا البلد… أعطاني "دكتور السر سليمان" وصفات لم أحصل عليها في جميع الصيدليات… الأطباء حاولوا علاجه بالإيحاء… لم يبق لهم إلا أن يستمنونه… طوابير الأطباء النفسيين أطول من صفوف محطات البنزين…
    ضحكت ضحكة ساخرة فيها غنج... وذهبت… دخان… سديم ربط بين الأرض والسماء… حجب الرؤية… أمطرت السماء.
                  

02-23-2005, 05:53 AM

ياسر عبدالعزيز الطيب
<aياسر عبدالعزيز الطيب
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائعة النهار (Re: مختار عجوبة)

    العم الرائع د. مختار
    كم جميل أن ألتقيك هنـا وأستمتع بلغة و(ونسة) لم أجد لها سبيلا(ولا أعتقد بإمكانية حدوثها) في لقاءات المنازل الأسرية والمحصورة في معرفة أخبار الأهل.
    كنت على علم بأنك من الذين يستنطقون القلم لغة سلسة و جميلة من خلال بعض كتاباتكم التي نادرا ما أجدها، لكن وأنا أتطلع وأقرأ في هذه الأعمال، ملأتني الدهشة وملكني الإعجاب بهذا الأسلوب الذي لم أكتشفه إلا الآن وأتأسف على كل وقت لقيتك فيه ولم نتجاوز حدود الأحاديث التقليدية.
    البروف العزيزالأديب:-
    أكتب لنا هناوداوم في الكتابة حتى يستمتع القراء بهذه الدرر.
    أكتب وسأسعى لنيل المزيد منكم بمجرد التقائي بكم.
                  

02-23-2005, 06:01 AM

خالد أحمد عمر

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائعة النهار (Re: مختار عجوبة)

    د. مختار عجوبة

    تحياتي

    كل هذه القصاصات الرائعة في بحر شهرين من العام 1982

    ننتظر بشــدة نخب السنين

    ولك ودي
                  

04-07-2005, 06:00 AM

almulaomar
<aalmulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائعة النهار (Re: مختار عجوبة)

    يا جماعه مختار عجوبة ده كاتب ما ساهل حرضوهو على فعل الكتابة الناجز
                  

04-11-2005, 08:24 AM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رائعة النهار (Re: almulaomar)

    *
    *
    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de