(حجول من الشوك)روائية بثينة خضر مكّي: «الأنا» السودانية في علاقتها الاشكالية مع الآخر العربي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2005, 06:00 PM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(حجول من الشوك)روائية بثينة خضر مكّي: «الأنا» السودانية في علاقتها الاشكالية مع الآخر العربي

    إذا كنا عايشنا لدى الروائي السوداني الطيب صالح أزمة الأنا في مواجهة الآخر الغربي في روايته "موسم الهجرة الى الشمال"، فإننا نعايش لدى الروائية السودانية بثينة خضر مكي "حجول من شوك" (دار سدرة، الخرطوم، 2004) ازمة الأنا "السودانية" مع "الآخر" العربي، وتبدت لنا عبر صوت البطلة نصرة التي تسعى الى تأكيد انتمائها الى السودان. وقد تبدت ملامح هذه الازمة منذ العنوان، الذي يحمل عادة المقولة الاساسية للرواية، اذ ان السياق الروائي الذي استلت الكاتبة منه عنوانها يبرز هذه الاشكالية "كانت تعتز بسودانيتها وأصلها الهجين، ولماذا تتشبث بنسبها العربي... وتتلهف عليه مسقطة جذورها الافريقية اذا كان هذا النسب مشكوكاً فيه لا يعطيها في المقابل سوى حجول من شوك تقيد نقاء شخصيتها وعذرية انطلاقها"؟ (ص90)
    تعاني البطلة نصرة قلق الانتماء، فهي لم تستطع حسم امر انتمائها الى السودان فقط، فهي تعتز بسودانيتها وبأصلها الهجين معاً، الذي يعني امتزاج الأنا الافريقية بالآخر العربي، ومما يعزز هذا القلق أن نصرة لم تعلن رفضها الانتماء العربي صراحة بل في سياق من الشك والسؤال!
    ترى لمَ يضطرم قلق الانتماء في أعماق الشخصية؟ألا يوحي هذا القلق بعدم الرضى والإحساس بالقهر وخيبة الأمل؟
    يبدو الآخر العربي قد خذل السوداني سواء حين رحل اليه للعمل في بلاد النفط او حين تركه وحيداً مع بؤس التخلف في بلاده، فلم يقف الى جانبه في عملية التحديث. لهذا فإن العروبة اشبه بجعجعة صوتية من دون عمل! وهي لم تكن قادرة على الصمود في رأي نصرة لما حملته من موروث حربي! فتاريخ العرب تاريخ حروب تشتعل من اجل الثروة والنساء، وقد جعلها احساس القهر تبالغ في رؤية الآخر عبر منظار سلبي، وبات اسم العرب مرادفاً للموت والكراهية! حتى ان "قصة الحب اليتيمة في تاريخ السودان ربما كان الحوار العاطفي فيها لا يحتمـل كلمة عربية واحدة...". (ص36)
    لعل سبب هذه الرؤية السوداوية للآخر العربي، انه اكتفى بمساعدة الاخوة بما يزيد اوار الحرب لا اخمادها، لهذا رأت البطلة افتقاد قاموس العروبة لغة الحب بسبب طغيان لغة الحرب، في حين اختص قاموس الافريقية بلغة الحب!
    اتضحت العلاقة المأزومة بالآخر في الرواية ليس فقط عبر لغة الاعماق، التي يطغى عليها الانفعال والمبالغة، بل ايضاً عبر المعايشة اليومية للآخر. فقد عانى محجوب تجربة صعبة في بلد نفطي كان من أبرز مظاهرها فساد اللغة وضياع دلالاتها الحقيقية، فعدنان الصالحي (لنلاحظ دلالات السخرية من الاسم) وهو رجل اعمال يقبل السوداني محجوب عاملاً لديه. عندئذ يتقدم ليفتح الباب الامامي ويركب الى جانبه في سيارة الشحن، لكن الخليجي يستحثه في حزم قائلاً: "من وراء يا أخ... اركب من الخلف".
    بدت مفردة "أخ" اشبه بلازمة صوتية اقرب الى العبثية! لهذا لن يكررها بعد ان فقدت مدلولها وإنما نجده يكرر فعل الامر الذي يوحي بالاستعلاء: مرة في شكل مضمر حين اشار الى المكان الذي يتوجب عليه ان يتجه اليه "من وراء" ومرة في شكل صريح (اركب)، كما يكرر المكان الذي يحمل دلالة طبقية مهينة (من وراء... اركب من الخلف) ليصاحب من هم في مستواه الاجتماعي (الحيوانات التي ينقلها) وبذلك تصاب اللغة بالعطن فتفسد دلالاتها، وتحولها لغة مخادعة، اذ لم يعد استعمال مفردة "يا أخ" يعني الاخ والمساواة في الانسانية.
    تجلت نبرة السخرية لدى الكاتبة حين منحت الخليجي اسماً يدل على عراقة الانتماء للعروبة والصلاح (عدنان الصالحي)، وتجلت ايضاً بانتزاع المفردة من سياقها الانساني الايجابي وجعلها تحمل دلالات سلبية. فالأخوة هنا تعني مساواة الانسان بأخيه الحيوان لا بأخيه الانسان، وقد بلغت السخرية حدها الاقصى حين وجدنا الحيوانات تعترض على صحبة محجوب بطرق شتى (النظر اليه بعينين عدائيتين، الصراخ، هزّ ديلها...)، فحتى الحيوانات لا تقبل بأخوته!
    تنفي اللغة المستبدة لدى "الآخر" وترفض اخوته، وتصمه بصفات سلبية، لتعلي ذاتها وتحقر من يخالفها "الجنان والشغل السوداني... العناد السوداني..." (ص1، أما صفة "الكسل" (ص12) فتكاد تشكل هوية السوداني، وكثيراً ما نسمع الآخر يلصقها به!
    لكن الصفة الاكثر قهراً للسودانيين، والتي تفصح عن تمييز عنصري يكابدونه من أخوتهم هي صفة العبودية! حتى الاطفال في المدرسة لم ينجوا منها، لهذا نجد ابنة نصرة تشتكي زميلاتها في المدرسة "يعايرنها بأنها عبدة" (ص89) مما يعني فساد التربية التي يتلقاها الاطفال، التي تؤسس لهذه النزعة بدلاً من ان تقضي عليها في مهدها!
    يرى كثير من المتعصبين ان لون البشرة يلغي الانتماء للعروبة، لذلك نجد الكاتبة معنية بالرد على هؤلاء، فتثبت ان بطلتها نصرة تملك وثيقة تبرز "نسبها العربي وتسلسل انساب اجدادها العباسيين العرب...". (ص89)
    ترد الكاتبة على اولئك المنغلقين على ذواتهم الذين يؤمنون بنظرية بائدة تتغنى بالنقاء العرقي، وتبين لهم انهم يؤمنون بمعتقدات لا علاقة لها بالانسانية او الدين، فهم يسقطون العروبة عن الآخرين لاختلافهم في اللون من دون ان ينظروا الى عروبة اللسان والثقافة! وهم بذلك يبتعدون عن مبادئ الاسلام.
    ان التعصب للذات يورث تعصباً لدى الآخر، لهذا وجدنا نصرة تتشكك في نسبها العربي على رغم امتلاكها ما يثبت ذلك، وتعلن اعتزازها بسودانيتها! وبذلك تدافع عن ذاتها المهددة، وكرامتها المهانة!
    نتلمس في هذه الرواية المسكوت عنه في بلاد الغربة العربية حيث يتم نفي الآخر المختلف لوناً ووطناً فيتم الاستعلاء عليه. ويقتل التعصب الدور الحقيقي للغة، التي تخلق عادة فضاء مشتركاً، فتغدو اللغة العربية هوية مرفوضة بسبب استبداد اهلها. ولهذا أبدت نصرة اعجابها بأحد رموز الثقافة السودانية (الشاعر محمد المهدي المجذوب) الذي حاول الانفلات من قيود العروبة معلناً الانتماء الى العنصر الافريقي الذي يتيح له الانطلاق. ولكن سرعان ما يتدخل صوت الكاتبة (ص8 قامعاً تداعيات البطلة (نصرة) ليعلي صوت الاتزان والتعقل مؤكداً ان هذا الشاعر لا يتنصل من اسلامه حين يتنصل من عروبته، فهو ذو اصول صوفية، ولديه قصيدة رائعة في مولد النبي (صلي الله عليه وسلم).

    إلا أن الكاتبة تبدو معنية بتقديم صورة موضوعية للآخر في ختام الرواية، فقد بدا عدنان الصالحي متعاطفاً مع السوداني محجوب في مرضه، اذ اعطاه مكافأة ضخمة وصرفه من العمل، ليستطيع العودة الى بلاده!

    _______________________________________________________________
    ماجدة حمود الحياة 2005/02/19
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de