مساهمه من الأخ : ماضي أحمد محمود في ذكرى رحيل : مصطفى سيد أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 00:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2005, 10:53 AM

mahdy alamin
<amahdy alamin
تاريخ التسجيل: 07-01-2004
مجموع المشاركات: 2025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مساهمه من الأخ : ماضي أحمد محمود في ذكرى رحيل : مصطفى سيد أحمد

    مصطفى سيد أحمد
    ذلك البحر العميق


    (( حاول أسرح فينا حبة

    وشوفنا أبعد من عيونا

    يا ما تلقى تراب بلدنا

    وتلقى نيلنا الما بخوّنا

    ويا حبيبنا حياتنا رحلة

    رحلة مجهولة وغريبة

    ألف طفل وألف طفلة

    لِسه منتظرين نجيهم بالهدايات الحبيبة ))

    لما تمعنت في قصيدة " أبعاد جديدة " التي إحتواها ديوان أخي د. عزالدين هلالي " قصائد لم

    يُغنها مصطفى سيد أحمد " ، أحالتني هذه القصيدة إلى شقيقةٍ لها لذات الصديق الشاعر ،

    إنتِ لي ، ومهما عمر السكة طال

    وأيامو صبحت ما وفية

    راح نلاقى بعضنا يوم

    والريدة لِسـع هَّى هَّى .

    إذن ، نحن بإزاء حالةٍ وجدانية ٍ إسمها القصيدة – الوطن أو الوطنُ – القصيدة ، فكلاهما

    صحيح في مبتدأ الأمر ومنتهاه . هذه الحالة الوجدانية ، هي موضوع هذه الورقة المتواضعة ،

    حيث تماهت هذه الحالة منذ " عزة في هواك " لخليل فرح وقصائدٌ أُخرى لشعراء كُثر ، لا

    وقت في هذه العُجالة لإدراكهم جميعاً أو إسقاط بعضهم سهواً ، فكلنا قد سقطنا سهواً في حضرةِ

    الوطن الجميل ، وليس لنا إلا التحياتُ له وبعضُ أشعارٍ من الحزن النبيل .

    وينسدل ذلك التماهي في الحالة الوجدانية إلى أن تفجؤنا تلك الحالة أو نقع نحن فيها وهو ما قد

    حدث بالفعل في مدرسة الغابة والصحراء وفي الأكتوبريات ، حيث تسلحنا بأكتوبر لن نرجع

    شبرا !.. لكننا رجعنا أميالاً وأميالاً وحفرةً إثر حفره . إنتشلنا من هذه الوهدةِ في منتصف

    السبعينيات ، شابٌ أسمر البِشرة وضاح المحيا .... معلماً في المدارس ! لم يقلد أحداً ، بل كان

    بنفسه وبرسالته فخوراً .... وتحيلنا هذه الحالة الوجدانية إلى تهويمات شعرية قلت في منتهاها :

    فالدار نِعمَ الدارُ لي

    والدار عقبى الدارُ لي

    كانت ملاذاً لأخي

    ولعمي ولأمي وأبي

    والزائرون لهم في سوحها

    المُرتجى والمطَلبِ

    وفي الديوان

    دلائل الخيراتِ

    يقرؤها أبي

    على تبروقة الوبر الكثيف

    وسجادة الشيرازِ

    كانت للضيوف

    والمنشدون الغارقون

    يأخذون مجامع الألباب

    بالذكر الشفيف

    والجمعُ يُصغى شفَّه

    الوجدُ المضمخ باليقين

    والبشريات بهم تطوف .

    نحن هنا الآن ، في حالةِ إتحادِ الجسدِ والروحِ والوطن في كيانٍ بشريٍ يمشي بين الناس ويتكلم

    ويرسم ويكتب الشعر ، وقد وقفت على العديد من قصائده الشعرية في الدوحة في مطلع

    التسعينيات أو ان هجرتنا القسرية من وطنٍ لا يريد منا فِكاهاً ولا نريد منه فِكاهاَ ... مصطفى سيد

    أحمد مقبول هو الذي إنتشلنا من تلك الوهدة .

    أذهلني شيٌ عجيب ! .. أن شاعريته التي تحدثت عنها ، فضلاَ عن حالة الإتحاد أفرزتا دِقة

    مثالية في إختياره لقصائِد شعراءٍ كان الوطن بالنسبةٍ إليهم هو القضية .

    أنظر إلى يحيى فضل الله ، وهنا أرى أنه يحق لي إيرادُ أسماء الشعراء ، لأنه على الأقل إن لم

    أكن أعرف غالبيتهم فقد جايلتهم ، أنظر الى يحيى فضل الله وهو يقول :-

    يا ضُلنا المرسوم على رمل المسافة

    وشاكي من طول الطريق

    قول للبنيةٌ الخايفة من نار الحروف

    تحرق بيوتات الفريق

    قول ليها ما تتخوفي

    دي النسمة بتجيب الأمل

    والأمل بصبح رفيق .

    أو استمع الى مصطفى وهو يشدو بكلمات أزهري محمد على :-

    الصباح الباهي لونك

    وضاحة بافجر المشارق

    غابة الأبنوس عيونك

    يا بنية من خبز الفنادك

    شيدتي في جواي صوامع للفرح

    وفتحت في دنياي مسارح للمرح

    وبقيتي لي سكة وعيون

    لا قدرت أطولك شان أجيك

    لا قدرت من غيرك أكون

    وإن لم تجد عزاءاً في كلِ ذلك ، ينتظرك الصادق الرضى متحدياً كل الظلم والغبن والطغيان :-

    قل للذين يوزعون الظلم باسم الله

    في الطرقت

    في صفوف الخبز والعربات والأسواق

    والقرف الدمار

    البحر يا صوت النسًاءٍ الأمهات القحط

    يا صمت الرجال الأمهات

    الله حيٌ لا يموت

    إن العمارات إستطالت

    أغرقت أطفالك الجوعى

    على وسخِ الرصيف !

    أتاه الموت باكراً ولكنه كان لذلك مستعداً وسعيداً ّ وكأنى به يستلهم صلاحاً ( صلاح أحمد

    إبراهيم ) حيث قال :-

    يا ذكيَ العودِ بالمطرقة الصماءِ تشظى

    وبنيرانٍ لها ألفُ لسانٍ قد تلظى

    ضُع على ضوئك في الناس اصطباراً أو مآثر

    مثلما ضُوِّعَ في الأهوال صبراً آل ياسر

    فلئن كُنت كما أنت عَبِقْ

    فأحترق !

    فاحترق هذا الانسان حباً في وطنه ولربما إحترق الوطنُ حباً فيه ! فقد أوجد هذا التلاقى أثراً

    درامياً في ديناميكية الذات الشعرية المتجهة بكلياتها نحو إنسان الوطن البسيط ولعل هذا جعل

    من ما كتبه شعراء الحداثة الثورية في السودان مثل محمد المكي إبراهيم ، د. عزالدين هلالي ،

    عمر الطيب الدوش ، هاشم صديق ، خطاب حسن أحمد ، صلاح حاج سعيد ، يحيى فضل الله ،

    د. بشرى الفاضل ، أبوذر الغفاري ، جمال حسن سعيد ، قاسم أبوزيد ، مدني يوسف النخلي ،

    القدال ، بستاناً شعرياً قطف منه مصطفى ما أسعفته الأيام على قطفه ، ولو أمهلته الأقدار لإتكأ

    على هذه الدوحة وإستزاد ، ولكن علاقته الفريدة مع الموت الذي يتربص به يوماًًًً ويدعه في تاليه

    ، عند رحلة السرداب المظلم أوان غسل الكلى ، جعلته يتقدم إليه مرفوع الرأس منتصب القامة

    النحيلة ، واثق الخطى وكأنه تلقى هاتفاً سرياً من صلاح أحمد إبراهيم :-

    وأمان الله منا يا منايا

    كلما إشتقت لميمون المحُيا ذي البشاير

    شرّفي

    تجدينا مثلاً في الناس سائر

    نقهر الموت حياةً ومصائر .


    ماضي احمد محمود
    دوله الأمارات
    3/2/2005
    الذكرى التاسعه للراحل : مصطفى سيد أحمد

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de