|
|
 النخبة النيلية الإنقاذية هي اللئيمة وناكرة الجميل
|
النخبة النيلية الإنقاذية هي اللئيمة وناكرة الجميل لسجينها الترابي
أبو بكر القاض : النخبة النيلية الإنقاذية هي اللئيمة وناكرة الجميل لسجينها الترابي
هذا المقال سأكرسه للرد على المقال الذي كتبه الكاتب والصحفي ياسر محجوب بـ الوطن القطرية يوم الثلاثاء 1/2/2005 تحت عنوان «عروبة السودان ‚‚ فضاءات عنصرية وايغال في التطفيف»‚ وبالرغم من ان الاستاذ ياسر لم يورد اسمي صراحة في مقاله‚ إلا انه اورد مقتطفا من مقال سابق لي تحت عنوان «اعادة الاعتبار للثقافة الافريقية في السودان»‚ وعدم ذكر اسمي صراحة في مقاله يحتمل الازدراء‚ كما يحتمل الاحترام‚ بمعنى انه يحتفظ بخط الرجعة‚ ولا يريد ان يخلي كنانته منذ الجولة الأولى من المعركة‚ ومن جانبي‚ والتزاما بأدب الاختلاف والحوار‚ وحسن ظن المؤمن بأخيه المؤمن فاني سآخذ بالاحتمال الثاني‚ خاصة وان الاحترام له ما يبرره حيث ربطتنا مؤسسة الجالية السودانية بدولة قطر خلال الفترة من 1997 الى عام 2000‚ وقتها كنت رئيسا للجالية والسيد ياسر كان عضوا معنا في تلك الدورة‚ وما كنت لأذكر هذه المسألة لولا انها كانت عنصرا أساسيا في مقال الاستاذ ياسر الذي تحدث عن سماحة وكرم اهل السودان الذي سمح «ان يعتلي بطيب خاطر مختلف المواقع ولو كان آتيا من اي عمق او فج افريقي» ثم انشد قائلا: إذا انت أكرمت الكريم ملكته وان أنت أكرمت اللئيم تمردا ومهد الاستاذ ياسر لهذه الأبيات التي قصد بها التعبير عن الامتنان لكون ان الجالية قد اختارتني رئيسا لها خلال الفترة المذكورة اعلاه‚ بالعبارة التالية «اي صفاقة توافرت له فانسته الجميل»‚ ردا على هذا الكلام أفيد بالآتي: 1 ــ ان محور مقال الاستاذ ياسر يدور حول فكرة بسيطة جدا هي ان ابو بكر القاضي «السلاقة قادمون من غرب افريقيا» لذلك ختم مقاله بحكمة نيجيرية من باب التعريض والهمز واللمز‚ 2 ــ اقول للاستاذ ياسر‚ أنا «متمرد» ولكني لست لئيما‚ نعم‚ متمرد‚ وكنت وما زلت مؤيدا للمتمرد الأول الدكتور جون قرنق ديمبيور رئيس الحركة الشعبية «لتحرير» السودان من العقلية الاستعمارية بالسودان القديم التي أوصلت السودان الى هذا الدرك‚ كما وأني ادعم حركتي التمرد في دارفور‚ وناشط بصورة خاصة في حركة العدل والمساواة‚ وابشر بالكتاب الأسود الذي جسد مظالم المهمشين‚ وادعو بصورة خاصة الى تحالف المهمشين في الجنوب والغرب والشرق وكل من ينحاز من أهل الشمال الى مشروع السودان الجديد‚ 3 ــ ارفض يا استاذ ياسر الامتنان الذي بنيت عليه نظرية اللؤم‚ فانا لم تعينني النخبة النيلية رئيسا للجالية وانما عينني المشروع الحضاري الذي شطبه اهل الانقاذ الان من قاموسهم واودعوا زعيمه الشيخ حسن الترابي في غياهب السجون بتهم ملفقة ثبت انه وحزبه بريئان منها‚ النخبة النيلية في الحركة الاسلامية السودانية هي اللئيمة وتنطبق عليهم الأبيات التي ذكرتها‚ لانها هي التي لم تحفظ الجميل للشيخ حسن الترابي الذي اوصلها لكراسي السلطة! ويحق لي وأنا ادافع عن تهمة اللؤم ان اذكرك يا استاذ ياسر انه عندما حضر الشيخ الترابي للدوحة عام 2000 بعد المفاصلة بدعوة من قناة الجزيرة تهرّب منه ابناء الحركة الاسلامية من النخبة النيلية‚ وكل الذين كانوا يهتفون له بالأمس «هي لله» فكنت «أنا» أول المستقبلين له والمرافقين له حتى مغادرته‚ لان الحد الأدنى من الوفاء يقتضي ذلك‚ وانا بهذا الفعل لا أمنن على الشيخ حسن الترابي ولا على الحركة الاسلامية وانما اردت فقط ان أبين من هو ناكر الجميل! 4 ــ الحديث عن نكران الجميل ينطوي على استعلاء من غير اي موجب‚ فانما يريد الاستاذ ياسر ان يقول «نحن خلقناك‚ وجعلناك رئيسا لنا ولم تحفظ لنا الجميل» ووجه الاستعلاء في ان الاستاذ ياسر جعل من نفسه مرجعية تعطي وتنزع من الآخرين‚ اقول للاستاذ ياسر مجددا الامتنان مرفوض لم يمنحني احد شيئا لم أكن استحقه‚ بهذه العقلية «نحن صنعناك ونحن ننهيك» تتعامل النخبة النيلية بالانقاذ مع الآخرين وآخرهم مبارك الفاضل المهدي وحزبه الاصلاحي التجديدي فرع حزب الأمة القومي‚ الذي نتمنى ان يلم شمله واطرافه‚ لان في وحدته تتمثل وحدة السودان‚ كما ارجو ان يلتئم شمل الحزب الاتحادي الديمقراطي وكل الأحزاب القومية‚ لان في وحدة الأحزاب تتجسد وحدة السودان‚ فالنخبة النيلية الانقاذية هي التي مزقت الأحزاب والقبائل والبلاد من اجل أن تحكم ــ على قاعدة «فرق تسد» الاستعمارية‚ 5 ــ نعم‚ الامتنان مرفوض‚ فقد صرت رئيسا للجالية عندما كان د‚ الترابي الحاكم الفعلي للسودان‚ وكانت الحركة الاسلامية السودانية شراكة بين النخبة النيلية والغرابة‚ وكان د‚ علي الحاج‚ والشيخ ابراهيم السنوسي وغيرهما من أبناء الغرب في مفاصل السلطة‚ في ذلك الوقت كان ابناء الغرب هم صوت العذاب للجنوب وجبال النوبة!! ولكن بعد خروج البترول وتسويقه وقبض عائداته بالدولار‚ استفردت النخبة النيلية في الحركة الاسلامية بالسلطة والثروة وقالوا قولتهم المشهورة «يحكمنا المصريون ــ ولا يحكمنا الغرابة»‚ وبذلك تفكك السودان الى ثلاثة‚ جنوب‚ وغرب‚ وبقية الشمال المرهون في يد نخبة الانقاذ‚ ثم تفجرت جبهة الشرق أخيرا‚ كل ذلك بسبب التهميش الذي ترفضه‚ 6 ــ رسالة الامتنان لا تعنيني لوحدي‚ وانما تعنيني «انا وأخويا الكاشف» كما قالت خالتي عائشة الفلاتية‚ والكاشف هنا هو على سبيل المثال: الأخ يوسف بشير الطاهر‚ رئيس الجالية الذي استلمت منه الراية‚ الأخ ابراهيم الصلحي رئيس سابق للجالية لدورتين‚ فالامتنان يشمل كل أبناء قبائل غرب السودان التي لها امتداد طبيعي في غرب افريقيا وتحديدا الزغاوة‚ التعايشة‚ الصليحاب ــ البرقو‚ البرنو‚ السلامات ‚‚ الخ‚ فالرسالة وصلت يا استاذ ياسر فألف تشكرون وموعدنا صندوق الانتخابات ونحن اثنا عشر مليون نفس‚ ويلزمني ان اقول لك ولمن يهمه الامر‚ ليس لديك «اي ميزة عرقية» علي في كل شبر من السودان من حلفا الى نملي‚ وهذا هو الوهم الذي نعمل على انهائه بموجب مشروع السودان الجديد‚ ليكون وطنا لجميع السودانيين‚ وليكون وطن العدل والمساواة‚ 7 ــ حتى لا نأخذ احدا بجريرة غيره: أ ــ فإذا كان الأخ ياسر قد ترك علاقتنا الرسالية في المشروع الحضاري‚ واستعلى علينا ببعده العروبي النيلي‚ فإننا نغمز بان الامام محمد احمد المهدي قد كان وفيا للغرابة‚ المهدية هي التي بدأت مشروع السودان الجديد عندما اعطت السلطة والخلافة للخليفة عبدالله التعايشي ــ تورشين ــ‚ وقد تزوج المهدي «الفلاتية» عائشة بنت ادريس وهي جدة سارة الفاضل حرم السيد الصادق المهدي‚ صحيح ان المهدية عينت السيد كرم الله كركساوي تاجر الرقيق ــ على النوير في اعالي النيل الأمر الذي احبط الجنوبيين‚ ويتوجب علينا نحن ــ الآن ــ اكمال مشروع السودان الجديد باقامة العدل في كل السودان بالفيدرالية الحقيقية‚ ب ــ كان المرحوم اسماعيل الأزهري وفيا للغرابة‚ وزيارته الشهيرة لـ «مايرنو» في عهد الديمقراطية الأولى 1956 ــ 1958‚ وقيل انه حمل معه مليون جنيه «للفلاتة» في مدينة مايرنو ضاحية سنار المدينة‚ وكلمة «فلاتة» تطلق عموما على كل من كانت جذوره من غرب افريقيا‚ ولكنها تعني بصورة خاصة شعب الفلان‚ والبرنو والهوسا‚ وقد اصطحب الازهري عضو البرلمان‚ يعقوب حامد بابكر‚ دائرة السوكي ــ أحد زعماء الفلان ــ الى مؤتمر باندونغ عام 1955 وتجدر الاشارة الى ان سلطان مايرنو ــ السلطان محمد طاهر حفيد الشيخ عثمان دان فوديو اتحادي ديمقراطي‚ ج ــ الدكتو رحسن الترابي وحزب المؤتمر الشعبي يكن كل احترم «للغرابة»‚ وأكبر دليل على ذلك ان من بين نوابه عددا منهم‚ وتجدر الاشارة الى انه عندما وقعت المفاصلة بين المؤتمر الوطني والشعبي عام 1999 انحاز أبناء الغرب كلهم لحزب المؤتمر الشعبي‚ وقد ادركت حكومة الانقاذ هذه الحقيقة فاستعملت الترغيب والترهيب ضدهم‚ د ــ الطرق الصوفية كلها تحترم الغرابة‚ ونشير في هذا الخصوص الى أن الطريقة السمانية لها اتباع ومريدون من الغرابة ليس في السودان فحسب وانما في نيجيريا وحدها لها عشرين مليون مريد يرشدهم البروفيسور حسن الفاتح والإمام الصادق المهدي له ملايين من المريدين الانصار في نيجيريا‚ تحالف المهمشين من أجل هزيمة ثقافة السودان القديم: 1 ــ انا اقدر جدا اسباب التوتر لدى الأخ ياسر لدرجة فقدان الصواب والاساءة باستخدام عبارات غير لائقة «مثل كلمة ــ صفاقة ــ» وهي تشكل جريمة سب تحت طائلة القانون‚ ان مصدر انزعاج الأخ ياسر هو رفع صوت المهمشين والدعوة العلنية والمنظمة لتحالف المهمشين في اطار مشروع السودان الجديد الذي طرحه بوعي وبقوة الدكتور جون قرنق‚ 2 ــ السودان القديم هو الأسلمة والتعريب الذي تزعم فيه النخبة النيلية انتسابهم لقبيلة قريش‚ والسلطة حكر في هذا المشروع للنخبة النيلية‚ والعروبة مشروع للاستعلاء الزائف وبغير وجه حق‚ 3 ــ مشروع السودان الجديد يعني ان يحكم ابناء الاقاليم المهمشة انفسهم بانفسهم ولا يعين اي شخص من احفاد تجار الرقيق بالسلطة المركزية حكما عليهم‚ كما يعني حق ابناء المناطق المهمشة في المشاركة في السلطة الاتحادية والاعتراف بالتعددية العرقية والفكرية والدينية‚ 4 ــ الدعوة لتحالف المهمشين في الجنوب والغرب وجبال النوبة والشرق بقيادة الدكتور قرنق مخيفة للأخ ياسر وابناء النخبة النيلية لانها دعوة للتغيير الاجتماعي وتغيير مراكز القوة في السودان وهذ اما لا تطيقه جماعة الانقاذ والسيد ياسر محجوب‚ فالأخ ياسر قد شعر بالزلزال تحت قدميه وادرك بحسه الصحفي ان الطوفان قادم‚ ولن ينجو مشروعه العروبي الاستعلائي من الغرق‚ وقد فشل الاستاذ ياسر في ايجاد وسائل دفاع جديدة فاستخدم اسلحة بالية كاسدة مثل الاتهام بالعنصرية‚ من هو العنصري يا استاذ ياسر؟ هل نحن الذين نتحدث عن ثقافتنا الافريقية؟ أم النخبة النيلية التي تزعم الانتماء عرقيا الى قريش؟ فالمسألة لا تعدو ان تكون اسقاطا‚ في مقال الاربعاء القادم نتناول ــ بإذن الله ــ المسائل التالية: 1 ــ لماذا ينظر اهل الجزيرة العربية باستعلاء لسودان وادي النيل؟ بمعنى من أين أتت ثقافة «أدري انك عبيد لكن اسمك شنو؟»‚ وفي هذا الخصوص سأقوم‚ باستعراض اتفاقيتي البقط‚ واتفاقيات الدولة الاسلامية مع البجة‚ وكلها اتفاقيات جزية محورها الرق والذهب السوداني كما سندرس اسباب حملة محمد علي باشا ــ «الرجال والمال»‚ 2 ــ سأطرح السؤال: من الذين حمل الثقافة العربية والاسلامية في افريقيا؟ لأثبت اني لست ضد العروبة ولكني ضد استعلاء المستعربين بغير وجه حق واني ادعو للعدل والمساواة‚
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست