مجزرة بورتسودان أرجعت السودان إلى مربع الإنقاذ الأول
الأحداث المؤسفة و الدامية التي شهدتها مدينة بورتسودان الأسبوع الماضي نتيجة للمذكرة المطلبية العادلة التي تقدم بها أبناء قبيلة البجه تفصح عن الوجه الحقيقي للحكومة و التي لم يجف حبر اتفاقها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد حتى خلعت قناع التسامح و السلام لتفصح عن وجه بالغ العنف و التعنت.
الحكومة بدلا من أن تلتقط القفاز لتتحاور حول قضايا المذكرة المرفوعة من قبل الاهالي اختارت لغة السلاح التي تجيدها جيدا ضد شعبها الأعزل. و تصدت للمتظاهرين و أطلقت عليهم الرصاص مما أودى بحياة 25 شخصا إضافة إلى 196 جريحا و تم اعتقال المئات. احتكار السلاح و استخدامه من قبل الحكومة وفقا للعقد الاجتماعي بينها و بين شعبها يجب ان يتم وفق اسس معينة، و الا فإن جموع الشعب لن تجد بدا من حمل السلاح لمواجهة العنف بعنف مضاد و هذا ما حدث في اقاليم عدة في السودان.
رد فعل الحكومة يؤكد على أنها راغبة في استمرار ركائز الشمولية، لان المذكرات المطلبية تواجه بالحوار بدلا عن قعقعة السلاح. نحن في حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق نؤيد مطالب أبناء البجه المشروعة باقتسام السلطة و الثروة و هذا ما وقعت عليه الحكومة في نيفاشا و التي نصت على الوصول إلى حلول لمشاكل الأقاليم عبر التفاوض. و هذه الأحداث تعتبر نكوص عن الاتفاق الذي تم.
نطالب الحكومة بان تسترد رشدها و تجلس للحوار المفتوح مع أبناء البجه عبر ممثليهم. كذلك نطالب بفتح تحقيق سريع في ما تم بواسطة لجنة قضائية نزيهة يشارك فيها شيوخ و أعيان قبائل المنطقة. و ندين كذلك أعمال العنف و التنكيل و قتل الأبرياء، كما نتقدم بتعازينا الحارة لأسر الشهداء و نتمنى الشفاء العاجل للجرحى و نطالب و بشدة بإطلاق سراح المعتقلين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة