فى اعتقادى أن اكبر مهددات السلام الآتى هو الفساد. و فيما يقوم الناس ويقعدون فى مساجلات سياسية حول بروتكولات السلام الموقعة نجد ان كلا من اتفاقية السلام السودانية الموقعة بين حكومة السودان و الحركة الشعبية و الإتفاق المبدئى الموقع بين حكومة السودان و التجمع الوطنى الديمقراطى قد اغفلتا موضوع الفساد و إجتثاثه..
تقرير منظمة الشفافية العالمية لهذا العام وضع السودان فى مرتبة متاخرة من حيث النظافة. نال السودان المركز 124 من بين دول العالم.
تقارير المراجع العام لحكومة السودان السنوية تكشف اختلاسات بالمليارات من اجهزة الدولة المختلفة و البنوك.
بدأ حكم الجبهة الإسلامية بشعارات مثل طهارة اليد و انتهى بهتاف هى لله هى لله لا للسلطة ولا للجاه.
وما بين الشعارين فرق واضح فى الروح و المضمون.
ففى الشعار الأول أراد الحكام الجدد للسودان إيصال رسالة واضحة للمحكومين: سوف لن تمتد أيدينا الى المال العام .
لكن هذه الأيدى فعلت بالمال العام كل شىء يمكن أن ينتمى الى فصيلة الفساد. أنتهى الأمر بالناس بعدم التمييز بين مال الدولة و مال التنظيم و انتهب المتنفذون وغيرهم الوفير من المال فأتخمت الجيوب و اكتنزت الأبدان.
عرف الشعب بأمر الفساد وصارت آلاف الحكاوى تحكى.
لذلك اطلقوا الشعار الثانى و هو ما يفيد ان كل هذه النعمة و الثراء الفاحش بينما الشعب يتضور جوعا انما قصد بها وجه الله العلى القدير.
وهنا التبرير واضح فالشعب الذى شاهد سقوط الشعار الأول لابد أن يتعلم ان هذا ليس بسقوط انما لغاية سامية وهى تمكين هؤلاء لأنهم يتبعون سبيل الله فهذه الأموال لله.. و البنايات الشاهقة...لله ... والسيارات الفارهة لله.. وتعدد الزوجات .. لله. فهل من مصدق؟
لا اريد الإنحراف عن الموضوع بالحديث المطول عن مظاهر فساد النظام وإنما اختصره بالقول إن كل جهاز الدولة الحالى فاسد ولا يصلح للقيام بمهام المرحلة الحالية و سوف يكون وبالا على السلام إن ظل كما هو.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام المجمر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست