الشيوعي الآخر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 10:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2005, 11:17 AM

شقرور

تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشيوعي الآخر

    إنه مزيج من ماض وحاضر... ماض يعاند في حضوره وحاضر هائج لا يساعد على استشراف المستقبل. ماض صخبه ما زال يتفاعل في فكره ووجدانه وذاكرته، بأحلامه وإخفاقاته و... كوارثه، وحاضرتقارب قراءته عصر الانحطاط. حاضر تبدو معه حالة الانهيار بلا كوابح...

    يقف مخضرما، يراجع، يقرأ، يواكب، يعاند و... يتفاءل بالتغيير. يقف شاهدا على الاستعمار والحروب والتحرر والنهوض الوطني والقومي و... صعود <<الأممية الشيوعية>> التي أطلقها لينين وقادها ستالين في مواجهة <<الامبريالية>> والرأسمالية، وعصر <<الحرب الباردة>> بين <<عملاقي>> الحرب الباردة، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة التي تتفرد، تهيمن، تتجبر، تكتسح الأسواق و... تعود الى الاحتلال العسكري المباشر
    بقيادة جورج بوش <<الهارب من التاريخ>>. وبين هذا التاريخ وذاك...
    عودة الى بدء؟
                  

01-22-2005, 12:28 PM

شقرور

تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيوعي الآخر (Re: شقرور)

    عوده للبدء
    وحيث لايوثق الشيوعيون عندنا تجاربهم نبداء بلاخرين .
    نذهب اولا الي لبنان
    حيث يقف كريم مروة مخضرما، شاهدا على نكسات وهزائم الأنظمة العربية، على فشل أحزاب وحركات التيارات القومية و...الحرب الأهلية اللبنانية وعلى انكسار <<الحلم الشيوعي>> بالتحرر وانتصار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، الذي راوده مذ كان شابا يافعا (مواليد 1930) يتظاهر ضد الانتداب في حوض الولاية في بيروت. تزامن وصوله الى العراق مع قرار تقسيم فلسطين وما تبعه من <<نكبة>> 1948. خذلته <<القومية العربية>> في فلسطين وبهرته انتصارات الاتحاد السوفياتي وما قرأه للينين من شعارات حول <<حق تقرير المصير>> و<<العدالة الاجتماعية>> و<<التقدم والاشتراكية>>.

    اعتنق الشيوعية ونشر أول مقال له في جريدة <<الرأي العام>> التي أصدرها الشاعر محمد مهدي الجواهري، في كانون الثاني 1948 بعنوان : <<لا بد من ثورة>>. شاهد <<الرفيق>> كريم اللبنانيين يتناحرون ميليشيات وطوائف وقبائل، يقتلون ويُقتلون، يذبحون على الهوية ويدمرون بلدهم، بلد <<الاشعاع والنور>>. شاهد <<تطور الحزب في الستينيات وعملية التغيير الداخلية في 1968 التي أعتز أني كنت من روادها باتجاه أخذ بعض المسافة من السوفيات، وصولا الى الحرب الأهلية التي أساءت جدا الى الحزب. وفي نهايتها دخل الحزب في أزمة ولغاية اليوم لم يخرج منها...>>. ويعترف <<الرفيق نائب الأمين العام السابق>> انه لم يتمكن من المساهمة في حل الأزمة.

    شريط يمر في عيني كريم مروة، الذي يجلس اليوم في مكتبه المتواضع في مقر الحزب في الوتوات رغم خروجه من القيادة ومن أمور النضال اليومي. يتحدث بشغف، يتذكر، يرجع عقود الى الوراء يوم ذهب للدراسة في العراق، في كنف ابن عم والده المفكر حسين مروة الذي اغتالته احدى قبائل الحرب في منزله في بيروت عام 1987 مع المثقف الشيوعي سهيل طويلة.

    في الكاظمية تعرّف وجاور كبار الفكر والثقافة أمثال الجواهري، بدر شاكر السياب، بلند الحيدري، نزار سليم، نازك الملائكة، كامل الجادرجي وغيرهم. عاد الى لبنان، الى مدينة صور حيث كانت تقيم العائلة، وبدأ يقرأ مكتشفا رئيف خوري في كتابه <<الفكر العربي الحديث وأثر الثورة الفرنسية في توجهه السياسي والاجتماعي>>. التقاه عام 1950، وكان قد أبعد من الحزب الشيوعي، في مجلة <<المكشوف>> بحضور مارون عبود وفؤاد حبيش وخليل تقي الدين وآخرين <<وتكونت على الفور صداقة حميمة بيننا>>. إلا ان ذلك لم يمنعه من الانتساب الى الحزب في 1952 خلاله دراسته في الجامعة، وأخذ يصعد <<السلم>> الحزبي تدريجيا، ويسافر متنقلا بين عواصم دول <<المعسكر الاشتراكي>> سابقا كعضو في <<اتحاد الشباب الديموقراطي>> (الشبيبة الشيوعية) ومن ثم في <<مجلس السلم العالمي>>.

    هناك، تحول <<المناضل الأممي>> الى شاهد عيان على <<مآسي الاشتراكية>>. في مراجعته التي <<خضناها>> معا في الوتوات، وضع كريم أحداث بودابست (1956) ضمن المحطات المفصلية من حياته. يستوي في مقعده، يرفع ذراعيه، يحدق بنظراته من تحت نظارتيه وكأنه يعيش مجددا ما شاهدت عيناه : <<كان يوما فظيعا بالنسبة لي، تقطيع رؤوس وأجساد...>>.

    عاد الى بيروت والتساؤلات تشغله : <<أبقى شيوعيا؟ بقيت رغم أن من كان يومها من حولي ترك. كانت قناعتي تشبه القناعة الدينية...>>. فجأة، دق جرس هاتفه الخلوي وسمعناه يقول <<اسأل الشيوعيين...>>. التقى <<الأمين العام>> يومها نقولا الشاوي فسارع الى مفاتحته بهواجسه : <<هناك أمور مخيفة تحصل>>. شاركه <<الرفيق>> نقولا القلق إلا أنه أكد له أن السوفيات <<يشكلون ضمانة>>... وعلق هو بينه وبين نفسه : <<أما الشعوب فمن يضمنها؟>>. ثم يقطع : <<لم يعد هناك من يقينيات مطلقة>>.

    ويكشف انه عندما أصدر كتاب <<حوارات>> في مطلع الثمانينيات قيل له في الحزب ان <<كتابك مدمر، أنت تستخدم موقعك لتدمير الحزب>>، مؤكدا ان الكتاب حورب من داخل الحزب نفسه...

    هل ما تزال شيوعيا اليوم؟ يجيب : <<شيوعي آخر، اذا كانت الشيوعية مرجعيتها ماركس فإن قراءتي لها اليوم مختلفة. التطورات أحدثت كثيرا من التغييرات في الماركسية، أمور كثيرة لم تعد صالحة وهذا طبيعي في الفكر التاريخي>>. ويضيف : <<ماركس كان أول من طرح فكرة واقعية لتغيير العالم باتجاه مختلف عن حركة سير التاريخ، فهمه لكيفية التحرر من آلية الاستغلال كانت عظيمة. أما اليوم فالأمور تغيرت. صيغة الاشتراكية التي طبقت أثبتت فشلها، علينا ان نفكر بصيغة أخرى. لم يعد التغيير مهمة فرد ، نحتاج الى صيغة بديلة لتحقيق العدالة الاجتماعية مقرونة بشرط الحرية والتقدم، انها مهمة تاريخية أمام البشر>>.

    يزيد <<المراجع>> من العيار : <<لا يجوز التفكير بمخلص، لسنا بحاجة الى مخلص، انما الى بحث جماعي عن هذا <<الخلاص>>. المطلوب الاستفادة من حركة توحيد العالم لجعلها وحدة إنسانية كما طرح ماركس لا كما يحاولون جعلها في صالح الرأسمالية. تجربة الماضي فشلت، الانطلاق بأمانة من فكرة ماركس تفرض اليوم الانطلاق من وحدة البلد ضمن معطيات وشروط ومراحل تدريجية. الانطلاق من تجربة الاشتراكية في بلد ما هي اليوم <<تجليطة>>. <<ماركس تكلم عن مراحل، ولينين ايضا، إلا أنه أحرقها. يجب العمل على تجربة وطنية متعددة ومختلفة يوحدها إزالة أو تخفيف المظالم وتحقيق ما يمكن تحقيقه من عدالة بشرط الحرية. أليس هذا اشتراكية؟>>.

    هل أنت نادم اليوم؟ <<كلا، الكلام عن الندامة سخيف. يمكن القول إننا لم نقرأ جيدا، لم ننجح، غالينا... الشيوعية كانت أعظم وأرقى حركة في تاريخ البشرية، حرّكت عشرات الملايين في العالم. ما زلنا الى اليوم نتكلم عن الثورة الفرنسية. التجربة فيها أخطاء وحتى جرائم، ولكن الفكرة تبقى عظيمة. أنا أميز بين ماركس ولينين، ماركس كان مجردا ولينين تعسّف، سرّع حركة التطور التاريخي. شعوب كثيرة تحررت في ظل تلك التجربة... بالمقابل، الانسان تحوّل اليوم الى برغي، رأسمال ماركس كان الانسان والوعي...>>.

    من هو كريم مروة اليوم؟ <<سؤال صعب سأحاول الاجابة عليه. أنا رجل مستقل بآرائي وتفكيري ومواقفي، واستقلاليتي تستند الى تاريخ أعتز به عمره أكثر من نصف قرن. أصبحت شيوعيا في 1948 في خضم تحولات هائلة في العالم العربي، القضية الفلسطينية كانت مسيطرة على مشاعري ودفعتني للبحث عن الذات. اليوم موقفي عقلاني غير عاطفي. الحل هو في دولة فلسطينية جنب دولة اسرائيل على أمل الوصول الى ثنائية القومية. إنها صيغة متقدمة للمشاعر التي أعيشها مشحونة بالأعوام الطويلة والأحداث والمسؤوليات...>>.

    <<ماذا بعد>>، يتساءل. ثم يستطرد : <<طبعا، أنا لم أخرج من المشروع المرتبط بالموقع السياسي النظري المتحرك، لذلك أنا ملتزم ولكني لست مسؤولا اليوم لا عن أحد ولا تجاه أحد، فقط تجاه قناعاتي وبلدي وشعبي>>. هل هذا اعتراف بالفشل؟ <<لقد خدمت عسكريتي كما يقال، 47 سنة من التجربة الحزبية من التنظيم الطلابي الى نائب الأمين العام...>>.

    من يفكر مثلك اليوم في الحزب؟ <<لا تسألني عن الحزب، ما أفكر به أكتبه وأطمح أن يتعمم وإلا... لا قيامة للحزب ولا لغير الحزب. المهم حرية الفكر ورؤية الواقع>>. كريم المفكر والمثقف اليوم يقرأ ويكتب ويسافر ويدون و... <<يرسم>> الكبار الذين عاصرهم من كمال جنبلاط وقسطنطين زريق وعبد الله العلايلي وحسين مروة والأب طانيوس منعم وكامل الجادرجي وانجي افلاطون وكثيرين غيرهم. ومن غير العرب ناظم حكمت وبابلو نيرودا ومكسيم رودنسون وجورج لابيكا ولوسيان سرج وغيرهم. وهو يقرأ هذه الأيام مذكرات الجادرجي عن تاريخ العراق و<<بدايات>> أمين معلوف و<<تاريخ جبل عامل>> لمحمد جابر آل صفا.

    الافق اللبنانيه
                  

01-24-2005, 04:07 AM

شقرور

تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيوعي الآخر (Re: شقرور)

    الشيوعي الآخر كريم مروة
    اختلفت ردود فعل الشيوعيين والماركسيين العرب على ما يطرحه كريم مروة، وقد نجد بينهم من ينظر إلى اجتهاداته وأفكاره الجديدة على أنها ارتداد أو تحريف، وأن صاحبها غادر الموقع الشيوعي إلى موقع (الاشتراكية الديمقراطية)، وهذه (تهمة) يحلو لبعضهم توجيهها إلى كل من يتخلص من الجمود والنزعة الأصولية. ولكننا نجد الكثير من الشيوعيين والماركسيين في مختلف البلدان العربية، يتفاعلون مع النهج التجديدي الذي يسير فيه كريم مروة، ويشاركه فيه آخرون من الماركسيين والشيوعيين العرب، واجدين في هذا النهج الطريق إلى المحافظة على فاعلية القوى الاشتراكية واليسارية، وعلى دور الماركسية بوصفها منهجاً فكرياً لقراءة الواقع وتناقضاته ومعرفة قواه المحركة واتجاهات تطوره الممكنة، واستنباط المهمات الواقعية، وتحفيز قوى التغيير.

    بمثل هذا النهج يمكن للقوى اليسارية والاشتراكية والديمقراطية العربية أن ترسخ وجودها في الواقع العربي، وتسهم في نشر فكرة تجديد القوى الأخرى، وتجديد الفكر العربي عامة.

    ومثل هذا النهج، وسمات كريم مروة الذاتية، ومن أبرزها تحليه بالعقل المنفتح وحسن التعامل مع الآخرين، واستناده إلى خلفية ثقافية عميقة ومتنوعة، كل ذلك، جعل كريم مروة شخصية فكرية وسياسية وثقافية مقبولة ومحترمة على المستوى اللبناني والعربي، وجعله مؤهلاً بامتياز لنيل أعلى درجات التكريم.
    شقرور
                  

01-24-2005, 03:22 PM

شقرور

تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيوعي الآخر (Re: شقرور)

    الشيوعي الآخر محمود امين العالم
    قال فى معرض حديثه عن سنوات التكوى.ن خلال هذه الفترة ارتبطت برؤية صوفية عميقة، ومعادية فى نفس الوقت للرؤية العلمية الموضوعية ولهذا التحقت بقسم الفلسفة، رغم إلحاح أسرتى على الالتحاق باللغة العربية، ففى قسم الفلسفة كان هناك عبدالرحمن بدوى، الذى ألف كتابا عن نيتشه، وكان بدوى حادا وشرسا، وكنت أعشقه عشقا لا حد له، وكانت أسرتى عاجزة عن دفع المصروفات (مثل أى أسرة بسيطة. محدودة الدخل الآن وما أكثرهم)، وكنت أعمق فى نفسى الاتجاه النيتشاوى المثالى المعادى للعلم، واخترت موضوع الماجستير فلسفة المصادفة فى الفيزياء الحديثة لأدحض بالمصادفة القوانين العلمية، وأؤكد مثالية الوجود، حيث الوجود هو أنا، وفى الفصول الأخيرة كان على أن أدرس ثلاثة مفكرين، أحدهما إنجليزى والثانى فرنسى والثالث ألمانى. ووجدت كتابا استكماليا لهذه المراجع والمصادر، كان هذا الكتاب للروسى لينين عن هؤلاء المفكرين، قبل تقديم الرسالة بثلاثة أشهر، فوجدته قد أدار رأسى، لأنه ناقش بداخلى كل الرؤى المعادية للعلم. وهنا خرجت عن نيتشه وآمنت بفكرة العلم، ومن ثم آمنت بالمادية التاريخية، والموضوعية التاريخية، ثم ارتبطت بالحركة اليسارية فى إحدى تكويناتها، نواة الحزب االشيوعى والتى كان لها هدفان، الأول هو استبعاد اليهود من الحركة الشيوعية، والثانى تجميع الحركة كلها فى تنظيم واحد، فانضممت إليها، وبعد فترة محدودة، تم فصلى من الجامعة، وقد شمل هذا الفصل ثلاثة وثلاثين شخصية من وظائفهم، ومن بينهم أساتذة فى الجامعة، وهو ما أسموه بحركة التطهير 45 من بينهم لويس عوض وعبدالعظيم أنيس، وعملت بالتدريس الحر فى اللغات والمواد الفلسفية. وقال محمود أمين الاأنا لست ماركسيا، لأن الماركسية ليست قانونا نهائيا، فهى قراءة لموضوع ما فى بيئته وظروفه وعلائقيته وحركته، وقانونيتها التاريخية. ولا نستطيع أن نقول إن الماركسية لينينية أو ستالينية، أو حتى ماركسية، ولعلنى بتواضع شديد اختلف مع لينين، حينما قال إن ماركس كانت له ثلاثة. مصادر، هيجل والفلسفة الاشتراكية الفرنسية، والاقتصاد البريطانى، فى حين أجد أرسطو فى ماركس، فى الممكن والمتحقق، ماركس ابن مرحلته، وإنجازه كان وليد مرحلته فى رؤيته للعالم، ومن ماركس إلى الآن. جرت مياه كثيرة فى النهر، يتعين علينا فهمها، وفق ما يقول إنجلز: إن فى كل تغير علمى جديد، تتغير قوانين الماركسية وقوانين المادية الجدلية وأنا أرى القضية موضوعية جدلية.
    وأضاف العالم قائلا: فى تجربتنا نحن، القضية ليست ماية بمعنى المادة المتعينة، وإنما هى قضية التحقق الموضوعى، حيث إن الموضوعية الجدلية تعنى الشيء المتحقق، ذا العمق العلائقى، والتاريخى. وهذا شأنه شأن فكرة الدين لدينا، حيث يصبح النص هو الحقيقة المطلقة، ورؤيتى أن المشكلة التى واجهها الإسلام، فى كل المدارس والاتجاهات والرؤى المختلفة تكمن فى توقف هذه الاتجاهات عند النص أو أحيانا يربطون النص بالمصلحة، أو ما أندر أن يتغير كما تقول المدارس العميقة فى الفقه أن الدين حمال أوجه، وهو يكتسب تجدده ومرونته من المصلحة، ولقد قال ابن خلدون النص ثابت، والوقائع متجددة، وكيف نربط بين النص الثابت، والوقائع المتجددة، فهل نحشر الوقائع المتجددة ونرجعها ونطوعها وفق النص الثابت، أم نؤول النص الثابت وفق ما تجدد من وقائع، أو نأخذ بالوقائع المتجددة ولو تناقضت مع النص الثابت، وهناك من قال بهذا، وفق فقه المصلحة، الذى لا أراه متعارضا مع جوهر الدين ككل، حيث المصلحة العامة للإنسان. وفى سؤال للدكتور أحمد عثمان عن الماركسية فى مصر، وموقف العالم منها؟ قال العالم: الماركسية فى مصر، تعود لما قبل وجودها فى الاتحاد السوفييتى، حيث ظهرت فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، عبر اتجاهات متعددة أذكر منها مجلة المقتطف، والتى تحدثت عن نشأة الاتحاد السوفييتى. وتكون الحزب الشيوعى المصرى عام (1921) فى الإسكندرية، ولم يكن على علاقة بالاتحاد السوفييتى على الإطلاق، وكان له مواقف غريبة الشكل، مثل القضية الزراعية والوحدة العربية والتصنيع وكان حريصا على التصالح مع حزب الوفد وتقرر أن يرتبط هذا الحزب بالأممية، وبعد ذلك رأى وفق مفهوم الأممية أن يقطع علاقته بالوفد، وحينها وبإيحاء من الإنجليز، قرر سعد زغلول اعتقال قادة الحركة، وكان على رأسها شيخ أزهرى عظيم وعروبى عظيم، وهو الشيخ صفوان، وهناك بعض القيادات التى سافرت وكونت الحزب الشيوعى اللبنانى، ورغم مصادرة سعد زغلول للحزب إلا أنه استمر إلى 1939 وأصدر مجلة الحساب السرية، وعندما زار لطفى السيد فلسطين لإنشاء الجامعة العبرية، كتبت نقدا ل أحمد لطفى السيد، وقام الشباب الفلسطينى بقذف هذا الاجتماع بالحجارة.
    وفى سياق حديثه عن العلاقة بين الشيوعيين وعبدالناصر قال العالم: فى عام 1958 اجتمعت كل الطوائف والتوجهات الشيوعية بما فيها جماعة الفجر الجديد، وكان هناك الحزب الشيوعى المصرى الموحد، وفى 1956 كانت العلاقة الوثيقة بين الشيوعية والناصرية، إثر العدوان الثلاثى، والذى قاد معظم العمليات ضد العدوان كانوا عناصر شيوعية، وتكونت مجلة سرية اسمها الانتصار (ولاتزال سرية للآن)، وكنا نلتقى أنا وشهدى عطية فى مقهى الحرية نعد التقارير التى كنا نرفعها ل جمال عبدالناصر، وكنا نوزع مجلة الحزب الشيوعى آنذاك (علنا فى الشوارع). ومع النهاية، قال عبدالناصر كفاية بقى.. أدخلوا جحوركم.. فعدنا للسرية مرة أخرى، ومع مشروع الوحدة مع سوريا، كنا فى ذلك الوقت أشد الداعين لها، وقد اتخذ عبدالناصر إجراء عارضناه، وصدر بيان من الحزب الشيوعى باسم فريد وسيد (محمود أمين العالم وعبدالعظيم أنيس) نقول هل فيه الوحدة رائعة لهذه الأسباب ولكن حذار أن تجعلها وحدة دمجية، لاختلاف الظروف الاقتصادية، فاعتبرنا أعداء للوحدة، وفى أول يناير 1959 تم القبض على الشيوعيين حتى 1964، فى هذه الفترة كان عبدالناصر يغير رؤيته تماما وفلسفته بعد الانفصال، فلما كنا فى الواحات الخارجية فى ظروف بالغة السوء، وعملنا مظاهرة وكسرنا السجون، وقلنا يا عبدالناصر رغم الانفصال، استمر مؤمنا بالوحدة، وتغيرت سياسة عبدالناصر فى ذلك الوقت، وبدأ يتجه للشرق محملا بالأحلام الكبرى مثل السد العالى والتصنيع الثقيل، وتقرر أن نتعاون معه بشكل أو بآخر، وبدأ التواصل بيننا وبين السلطة يأخذ صيغته الجديدة، وحدث تقارب فى البحث عن حلول، وأرسلنا رسائل ل عبدالناصر والسادات، وكان هناك حوار، وطلبوا حل الحزب الشيوعى والانضمام للاتحاد الاشتراكى، فرفضنا وأعربنا عن تعاوننا فى البنية السياسية وليس الاتحاد الاشتراكى، عبر طليعة الاشتراكيين، وهذا يذكرنى باتصال أنور السادات بى عن طريق يوسف إدريس، فذهبت لالسادات. وفى بداية الجلسة قال: إن الإخوان أعداؤنا وذبحناهم، ونحن مستعدون لذبحكم أيضا، فقلت له، إذا كنت ستواصل الحديث بهذا الشكل، فسننصرف، قال: نتكلم فوافقت، فقال تدخلوا الاتحاد الاشتراكى، فقلت لن ندخله كحزب وإنما كأفراد، فطالبنا بحل التنظيم، ثم أهاننى وأنا منصرف فى نهاية الاجتماع، وقال: طيب سيبك من الكلام ده كله إحنا عايزينك انت قلت له لا لأننى جئت ممثلا للحزب الشيوعى المصرى بالمكتب السياسى، وتركنى أمضى لبيتى سيرا على الأقدام، الرابعة صباحا.
    إذن كانت هناك النيه لاستيعابنا، ولما تقرر إمكانية دخولنا طليعة الاشتراكيين كحزب قبلنا، وعقدنا مؤتمرا، وحللنا الحزب، وكان مندوبا جمال عبدالناصر فى الحوار، وأحمد حمروش وأحمد فؤاد، وقبلوا بدخول أشخاص، وكانت هناك مشتركات مثل الموقف من الاستعمار والأمريكان. ومع هزيمة 1967، عاد الحزب الشيوعى المصرى، ومازال موجودا.. ومعه مجلة الانتصار. وفيما يتعلق بمسيرته الوظيفية فى النظام الناصرى قال محمود أمين العالم: اتصل بى أحمد بهاء الدين للعمل فى المصور فعملت معه، وأنجزنا عملا ممتازا، وسافرت ل فرنسا، وفى المصور اتصل بى ثروت عكاشة وقال إنهم يحتاجوننى فى مؤسسة الكتاب هيئة الكتاب فاستقلت من المصور وذهبت لهيئة الكتاب، وهناك أنجزنا أشياء لا بأس بها ومن بينها استبعاد الكتب البشعة، وخرجت عدة سلاسل بالغة الأهمية منها كتب: سامى الدوربى وفؤاد حداد فى ترجماته الشعرية، فلما نشب خلاف بين العزيز على الراعى وثروت عكاشة، كلفنى بالانتقال لهيئة المسرح، وهناك أنجزنا تجربة مسرح التسينيات غير المؤتمرات والندوات، وقد رأست هيئة الكتاب لمدة عامين، ثم هيئة المسرح سنتين. وأذكر أننى وأنا فى هيئة الكتاب اتصل بى جمال عبدالناصر، وذهبت، ودار بيننا حوار طويل حول ما حدث فى 1967، وطلب منى أن أتولى أخبار اليوم فقلت له أنا لست صحفيا، فأنا كاتب، قال: حا تتعلم، وأنا لا أريد منك سوى شيء واحد، وهو ألا تحول أخبار اليوم إلى برافدا، فقلت له أنا لا أعتبر البرافدا صحافة جيدة، وأصبحت مسئولا عن أخبار اليوم. وأذكر أنه لما حدثت أزمة بين عبدالناصر والسوفييت، بسبب تصرف على صبرى تصرفا لم يرض عنه عبدالناصر، حيث اتهم على صبرى بشراء أشياء على حساب الدولة (وأنا غير معنى بهذه التفاصيل).
    وفى ذات يوم، تقرر أن يشرف السادات على االجمهورية وأخبار اليوم. وكنت أعيش فى الهرم، وكانت المناسبة زواج ابنة شقيقى، فإذا بالسادات يرسل فى استدعائى ل أخبار اليوم. ويقول لى، الناس مش راضيين عنك فى أخبار اليوم.. انخفض التوزيع، ويمكن عايزينك تستريح شوية وتركت الجريدة بدون السيارة. بعد ذلك جاء السادات، وكان لى كل يوم خميس حديث بعد نشرة الأخبار فى التليفزيون أتحدث فيه بحرية، وفى ذات يوم قلت شيئا ما فى حديثى، فلما استبعد شعراوى جمعة، استشعرت خطرا، وشرا، وبعد حديثى فى التليفزيون، عدت للبيت، ودق باب منزلى. فى الرابعة فجرا كالعادة، وأيضا بنفس الكلمة المعهودة عايزينك خمس دقائق ورحلونى لسجن القناطر بتهمة الخيانة العظمى، ثم رحلونى للقلعة، والتى سمعت فى سجنها باعتقال لقائد الحزب الشيوعى السودانى، الذى كان صديقا ل عبدالناصر، وتم شنقه مع أحد العمال المعروفين، وشعرت أننا مقدمون على مرحلة شنق ستتطال كل المعارضين، وهيأت نفسى لهذا، وحاولت البحث عن كلمات أقولها أمام المشنقة فى لحظاتى الأخيرة، ومما أكد لى هذا التوقع، أن المحقق قال لى: أنت متهم بالخيانة العظمى، فقلت له: بل إننى اتهم السادات بالخيانة العظمى، وربما قلت هذا بحكم درايتى السابقة، لما كنت فى طليعة الاشتراكيين، وكنت أطلع على كثير من الأشياء الموجودة فى مكتب شعراوى جمعة. ولذلك فإن الشرائط التى أحرقها السادات لم تكن متعلقة بأناس، وإنما بوقائع تخص الدولة فى عهد السادات.
    وفى ذات يوم، وجدتهم يفتحون لى باب الزنزانة، ويقولون لى اتفضل، وسلمونى هدومى، وثانى يوم جاءنى محقق، يقول لى إننى تأخرت عن عملى عدة أشهر بدون إذن قلت له أنا كنت عندكم وفصلنى من عملى بهيئة المسرح التى عملت بها بعد أخبار اليوم يوسف السباعى وبعد ذلك جاءنى من اكسفورد، من يدعونى للتدريس بها، فى درجة سنيور، وبعد عام اتصل بى بعض الأصدقاء من فرنسا يطلبوننى للتدريس هناك، وعينت هناك وعملت طيلة سبع سنوات، إلى أن اعترف السادات ب إسرائيل، وأسسنا جبهة مصر، كان قائدها الفريق سعد الشاذلى، الذى كان ب الجزائر، فكنت أنا وهو وميشيل كامل من مؤسسى الجبهة، لمواجهة هذه النكبة. وبعد مقتل السادات، قررت أن أعود، رغم أن مرتبى كان مرتفعا جدا، ربما أكثر من مرتب رئيس فرنسا.

    ماهر حسن
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de