كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
جاك دريدا بقلم د عمر عبد العزيز
|
الأدب ؟ .. هذا القول ينطبق كثيرا على تدوينات النصوص الصوفية العابرة التي ورثناها سالفا عن سالف , وكانت أقوال تقال , قبل أن تتحول إلى كتابات مسطورة . يبقى القول أن مفهوم جاك دريدا للغة محايث لمجايله ورفيق دربه المعرفي رولان بارت .. فالأول يرى بان الكتابة ليست ما يسطره المؤلف , بل ما يتداعى مع لحظة الإبداع من جهة , وحالة التلقي من جهة اخرى . أي انه يفتح مفهوم التأليف على ما سماه ب (موت المؤلف ) , أي ان يكف المؤلف عن التغول ومركزية الحضور في النص , وهكذا يذهب جاك دريدا لأنه يقرأ متوالية ما بعد الظاهر , ما بعد المكتوب , وما بعد المسموع . توفي دريدا , لكن أسئلته ورؤاه ستظل قابلة للنظر والتفتح على آفاق متواصلة للمعرفة والاجتهاد .
د. عمر عبد العزيز
|
|
|
|
|
|
|
|
دريدا (Re: mohmmed said ahmed)
|
تداعيات جاك دريدا
منذ أيام توفى الناقد والبحث الفرنسي الشامل جاك دريدا بعد أن حرك مياه النقد الأدبي بحجرة كبيرة ثقيلة تتوازى مع رؤيته الجدلية التي تستحق منا التفاتا , ذلك أن جاك دريدا قال بتفكيك النص بحثا عن معانيه الخفية وأبعاده الماورائية , أي أن التفكيك لديه لي عملا شكلانيا أشبه بالتخريب أو التدمير , بل انه عمل دلالي ومضموني يتوخى إعادة النص إلى مكوناته الأصلية حتى يتسنى للناقد التأمل في الوشائج المختلفة التي تحكم بنية النص , كأن يقوم الرائي الناقد بالتفكيك وصولا إلى إعادة التركيب وفق معطيات ذهنية تجاوزية أشبه ما تكون بكيمياء جامعة لعناصر النص . يتعمد جاك دريدا التفكيك من اجل إظهار قوة البنية الداخلية للنص .. تلك القوة التي تقرأ التواصل والتباعد , الانفصال والاتصال , المرئي واللامرئي بوصفها حالة تكاملية . المفهوم الخاص بممازجة علم جمال الشكل بعلم جمال المضمون حركه دريدا قدما إلى الأمام , لأنه ألغى الحواجز المفهومية بين الفلسفة والجمال , فأضحت الفلسفة جوهرا كليا لماهية الجميل , واصبح النص الشكلاني مقرونا برؤية دلالية سابقة عليه , ولاحقة به في آن واحد ! . اعتمد الإشارة بوصفها اكثر أهمية من العبارة , وبالتالي فان اعتداده الأكبر ظل في سياق الكتابة لا الكلام .. فإذا كان الكلام عابرا , سائبا في مدى الزمان , فان الكتابة حاضرة باقية , وإذا كانت الإشارة أصلا في المستويين , فان إشارة الكتابة اكثر سفورا في ديمومتها .. أي أنها اكثر حضورا من اشارة القول العابر . هل نفهم من ذلك اهتمام دريدا الكبير بالتدوين للكلام بوصفه إبقاء على الموروث الإيجابي في الأدب ؟ .. هذا القول ينطبق كثيرا على تدوينات النصوص الصوفية العابرة التي ورثناها سالفا عن سالف , وكانت أقوال تقال , قبل أن تتحول إلى كتابات مسطورة . يبقى القول أن مفهوم جاك دريدا للغة محايث لمجايله ورفيق دربه المعرفي رولان بارت .. فالأول يرى بان الكتابة ليست ما يسطره المؤلف , بل ما يتداعى مع لحظة الإبداع من جهة , وحالة التلقي من جهة اخرى . أي انه يفتح مفهوم التأليف على ما سماه ب (موت المؤلف ) , أي ان يكف المؤلف عن التغول ومركزية الحضور في النص , وهكذا يذهب جاك دريدا لأنه يقرأ متوالية ما بعد الظاهر , ما بعد المكتوب , وما بعد المسموع . توفي دريدا , لكن أسئلته ورؤاه ستظل قابلة للنظر والتفتح على آفاق متواصلة للمعرفة والاجتهاد .
د. عمر عبد العزيز
| |
|
|
|
|
|
|
|