|
|
 قصة السودان
|
صادفت هذه القصيدة ولفتت نظري فرأيت أن أشرككم فيها ولا أعرف شاعرها فهل من يعينني على معرفته؟؟
أرثي لكم جـمـيعـا.. ( قصة السودان)
مهداة إلى جماهير الطلاب والنسـاء: سـنابل الرجاء وشعلة النـضال
أرثي لكم جميعا.. حكومة وشعبا.. طوائـفـا وقـادة..
وشيعة مضادة وعامة وسادة...
ودولة تنقصها مظاهر السيادة..
ألعنكم جميعا لأنكم قتلتم مواطن الكرامة في موطن الكرامة..
يـا أمة تغاضت، ودولة تمادت في غيها الكبـير..
ألعنكم جميعا لا أطلب الهدايـة لكل من تجنى و أدمن الغوايـة..
أرجو لكم عذابـا وحسرة وذلة..
مسـتـثـنيـا شـبابـا قـلوبـهم حديد..
ونسوة وصبية تطاولت عهودهم بطلعة الرغيف..
ودررا مكنونـة تجول في الرصيف.. عيونها زائغة وعطرها حريف..
جمالها مباح وقلبها نزيف.. مكرهة على البغاء لأن جوعها مخيف..
لكن ربـها غفور واسـمه اللطيف..
أرثي لكم جميعا.. فقد قتلتم أمة جراحها تناثرت على المدى الفسيح..
جراحها قديمة وبعضها حديث.. أشلاؤها تمزقت على الضريح..
بُعيد أن شوهتمو ملامح المساجد.. وبعد أن آذيتمو محمدا وسيدي المسيح..
أنـا.. مع النساء والعبيد..
وكل طفلة رضيعة وثدي أمها صديد..
جراحها تغني وصمتها مديد..
وأمها تناغي وجوعها يزيد..
فكيف تأكلون؟ ثم كيف تشربون؟ كلا ستعلمون ثم توقـنون:
أن لعنة الأطفال قد تصيب (سنسفيل) جدكم يزيد..
ماعدتمو عروبـة.. ما أنتمو بـنوبـة..
أنصافكم رجال.. رماحهم تدلت وخيلهم تولت..
قاماتكم قصيرة.. سيوفكم طويلة.. فكيف بالضراب؟ بل أين من يحارب؟
(يزيدكم) يضارب في زحمة البنوك..
ويشتري دماء من يبصق الدماء.. من عوز وجوع وعلة وفاقـة..
أرجو لكم قصاصا يجزيكمو وفـاقـا..
أرجو لكم عذابـا تسوقه السماء فـتـنهمر عيونها بكافـة الدماء..
دماء من قتلتم، وكل من جرحتم، ونزف من هتكتم من تلكم النساء..
أروي لكم حكاية، ممجوجة الرواية ، أبطالها جميعا من نسلنا الكريم:
طوائف وعسكر، وصفوة أجيرة.. وكل من تمسخر..
وبعض من نقيقه في مسحة الجبيرة، وكل من تسمى بصاحب الفضيلة،
وكل من تـزيـا بـلحية طويلة..
أقول للطوائف والصفوة الأجيرة: أنعم بكم وأكرم،
بشرتمو بمولد سوداننا الجديد..
لكنكم نحرتم سوداننا الوليد..
وبعد أن طويتم بيارق الدخيل
جميعكم تولى غنائما يريد..
وكلكم تدنى.. ونال ما تمنى.. مناصبا خطيرة وجوقـة كبيرة وسلطة وثروة.
أسلمتم العسكر بيارق القيادة..
فبعضكم تآمر وبعضكم تغاضى.. وبعضكم يغازل مواقع الريادة..
ألعنكم جميعا.. أبدلتمونـا قـاهرا بقاهر وسيدا بسيد
من بعد ما أسلمتموا أمورنـا العساكر..
تسلقوا على عيوبنا وغدركم، وأمطرونا بجهلهم وجهلكم..
كأننا العبيد في ديارنـا وأنتم النخاس والمتاجر..
توجتموهم ساسة وقـادة.. فأمسكوا أعنة الحكومة
فأجفلت خيولهم وداست الصغار
ومرغت جباهنا بكل عار..
من بعد ما تكللت بكل قار
وآخر الحكاية كأول الحكاية: حكومة تدججت بالدين والعساكر
وصفوة خسيسة من نسل كل فاجر..
عصابة تحدت.. من يستطيع قلعها من الجذور؟
كلاب أمنها على وصيد الحكم لا الثـغور
عيونها في كل بندر تدور..
رئيسها نذير شـؤم واسمه البشير
وشيخها وليٌ يكاد من صلاحه يطير،
لكنه يبارك الفجور.. ويرسل الصغار للجهاد في الجنوب
ليقـتـنوا عرائسا وحور
مسـتـثـنـيا صغاره لأنهم هنا..
يضاربون في الدولار والحبوب.. لا يطلبون جنة ولا بنات حور
يجاهدون في البنوك، ويشترون الخيل للسباق والرهان والتـفاخر الكذوب..
وغيرهم تـقرحت حلوقهم من الظمأ.. لا يعرفون الماء كالضباب وبئرهم معطلة..
وكلهم لا يوقدون شمعة كأنهم خفافيش الظلام تعـتلي مساكنا خراب..
وشعبهم يجوع.. ونتنهم يضوع.. وأمة تضيع.. فـأين من يثور؟ بل أين من يثار؟
برغم ما قد كان.. وكل ما يكون..
أقول للرجال والنساء وكل من تطاولت بعمره السنون..
أقول للأحزاب والطوائـف وكل مارق خـئون،
وكل حادب ونادب، وكل سافـل ودون..
أقول للكرام واللئام: ما بالكم لا تتـقون فـتـنة نهارها كالليل والدجون؟
ما بالكم لا تتـقون لعنة تصيبكم وخيـبة على مدى القرون؟
ورغم ما كان وكل ما يكون أستصرخ الوفاء:
في كل من تراخى وأدمن الشجون..
في كل من تغاضى وأسبل الجفون..
في كل من تخاذل، كل من تنازل عن حقه في أن يكون..
خلاصة القضية وآخر المقال: أنا مع الذين يملكون خوفهم، ويربطون جأشهم..
أعزة على الطغاة واللئام.. أذلة مع الحفاة والعراة..
أنا مع الطلاب والنساء في شوارع المدينة،
في الجامعات والمدارس الحزينة..
لأنهم من يطرد النعاس من نضالنا،
ويوقـظ السبات في عقولنا..
ويـقلق الموات في نفوسنا..
همو..همو سـنابـل الرجاء، وبـذرة المستـقبل النبيلـة..
وعـدة النضال والصدام..
الخرطوم أغسطس1996
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست