الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 09:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2005, 11:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا



    " غايتان شريفتان وقفنا، نحن الجمهوريين، حياتنا، حرصاً عليهما، وصوناً لهما، وهما الإسلام والسودان"
    "حل مشكلة الجنوب فى حل مشكلة الشمال"
    "الحجر الذى رفضه البناؤون، صار أس الزاوية"
    تتسع دهشتى، وحقّ لى، وأنا أستمع لياسر عرمان – برنامج فى الواجهة الجمعة 7 يناير 2005 - وهو يدعو مختلف ألوان الطيف السياسى والطرق الصوفية، وغيرهم، لحضور حفل توقيع إتفاقية السلام، ولا أسمع إشارة منه أو من غيره لإسم أو دور الأستاذ محمود محمد طه الذى ظل يلعبه مدافعا عن الجنوب منذ أربعينات القرن الماضى!! ففى كتابه السفر الأول الصادر في 26 أكتوبر 1945 يقول الأستاذ محمود عن العناية بأمر السودان : ـ (و المكان الأول من هذه العناية سينصرف لمواطنينا سكان الجنوب الذين قضت عليهم مدنية القرن العشرين أن يعيشوا حفاة عراة جياعاً مراضاً بمعزل عنا) وظلت منشورات الحزب الجمهورى تتوالى على نحو (ما سكوتكم عن الجنوب أيها السودانيون- ما سكوتكم!؟ تعالوا فأتركوا هذا العبث السخيف – هذه المذكرات والوثائق – هذا التحالف والاتحاد – وواجهوا الحقائق المرة، فالجنوب هو مشكلتنا الأولي، والسكوت عنه مزر بكرامة السودانيين أبلغ الزراية.) (ان سكوتكم عن الجنوب أيها السودانيون لييئس منكم الولي، ويطمع فيكم العدو.. الجنوب أرضكم.. الجنوبيون أهلكم.. فان كنتم عن أرضكم وأهلك لا تدافعون فعمن تدافعون؟).. وفي منشور آخر للجمهوريين صدر في 11/2/1946، كشفوا أبعاد المخطط الانجليزي في الجنوب، ووضحوا أهداف هذا المخطط، وما يمكن ان بؤدي اليه، اذا تم السكوت عليه.. (ان مسألة الجنوب لا يمكن الصبر عليها أو الصبر عنها، وان الانجليز ليبيتون له أمرا، ولئن لم نحتفظ نحن اليوم بالجنوب احتفاظ الرجال لنبكينه غدا بكاء النساء)!!
    وظل الجمهوريون يستثيرون الشعب بالخطابة عن الجنوب، مثلما أوردت جريدة الرأي العام، في عدد بتاريخ 6/6/1946 .. فقد جاء فيه: (القى الاستاذ أمين محمد صديق سكرتير الحزب الجمهوري خطابا عاما أمس الاول عن الجنوب في الخرطوم بحري في جمهور كبير أمام السينما الوطنية، وأعاد القاءه مرة أخرى في نفس الليلة في مكان آخر في الخرطوم بحري، وقد استدعاه البوليس هذا الصباح وحقق معه فاعترف بكل ما حصل وزاد بأن هذا جزء من خطط كبيرة ينفذها الحزب الجمهوري)
    وقد نادي الجمهوريون بالنظام الفدرالي حتي قبل مطالبة الجنوبيين أنفسهم، في اللجنة القومية لوضع الدستور الدائم، بالحكم الفدرالي للجنوب.. فقد كونت اللجنة القومية للدستور في عام 1956، في حين أن دعوة الجمهوريين للنظام الفدرالي جآءت في عام 1955، وذلك في كتابهم (أسس دستور السودان، لقيام حكومة جمهورية فدرالية ديمقراطية اشتراكية)، ذلك الكتاب الذي صدرت طبعته الأولي في ديسمبر 1955.. وقد إقترحوا أن يقسم السودان الي خمس ولايات.
    وعندما فشلت الأحزاب بالصورة التي أدت الي قيام الحكم العسكري في 17 نوفمبر 1958، كتب الجمهوريون للسيد الفريق ابراهيم عبود، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء آنذاك، يقترحون عليه بعض الاجرآءات الاصلاحية، يهمنا منها هنا ما يتعلق بمشكلة الجنوب.. فهم في هذا الصدد قد أرسلوا اليه مع خطابهم الذي اقترحوا فيه الاصلاحات كتاب (أسس دستور السودان)، ودعوه للأخذ بالنظام اللامركزي، بالصورة المبينة فيه.. وكان مما جاء في الخطاب للسيد عبود: (ونري أن تشرع في نظام اللامركزية علي الطريقة التي اقترحناها).
    وبعد قيام ثورة 21 أكتوبر 1964، واصل الجمهوريون دعوتهم لحل مشكلة الجنوب باعطاء الجنوب حكما ذاتيا في أطار السودان الموحد، علي أساس النظام الفدرالي، الوارد في كتاب (أسس دستور السودان).. وقد أصدروا عدة منشورات كان من بينها منشور (مشكلة الجنوب)، والذي ضمن ما جاء فيه: (للجنوب مشكلة مافي ذلك أدني ريب وهي بذلك تحتاج حلا سريعا وشاملا) وذهبوا ليعددوا أوجه حل المشكل الخ الخ
    فلما جاءت ثورة مايو دعمها الجمهوريون مبدئيا لأنها عملت، ضمن ما علمت، على حل مشكلة الجنوب منذ الوهلة الأولى وقام الأخوان الجمهوريون بتسيير قوافل التوعية الراجلة الى جنوب السودان وظلت وفودهم تترى عليه وقد كان لهم أنشطة عديدة بجامعة جوبا وقد أصدروا خلال تلك الفترة كتابين، أحدهما باللغة الإنجليزية عن (جنوب السودان: المشكلة والحل)
    وعندما حادت مايو عن خطها، واجهها الأستاذ محمود محمد طه، فأصدر بمناسبة أعياد الميلاد فى 25 دبسمبر 1984 منشور "هذا أو الطوفان" ضد قوانين سبتمبر،.. ومما جاء فيه: (إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب وذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العومل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب.. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة.. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم.. بموجب آية السيف، وآية الجزية.. فحقوقهما غير متساوية.. أما المواطن، اليوم، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة، وعلى قدم المساواة، مع كافة المواطنين الآخرين.. إن للمواطنيين في الجنوب حقاً في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن (السنة).. فلذلك نحن نطالب بالآتي:-
    1 / نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام، ولإذلالها الشعب، ولتهديدها الوحدة الوطنية..
    2 / نطالب بحقن الدماء في الجنوب، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة، كما يتوجب على الجنوبين من حاملي السلاح. فلابد من الإعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة، ثم لابد من السعي الجاد لحلها)
    وقد قدم الأستاذ محمود محمد طه روحه فداءا لهذا الشعب بسبب ذلك المنشور، على نحو ما جرى فى 18 يناير 1985. هذا غيض من فيض الأستاذ محمود محمد طه ومواقفه من قضية جنوب السودان!! ومن قبل ياسر عرمان فقد ألف (السيد أبيل ألير، كتب كتاباً ضخماً، عن مشكلة الجنوب، يتظلم فيه من نقض العهود.. ولم يفتح الله على أبيل، بكلمة واحدة يذكرها عن دور الأستاذ محمود والجمهوريين!! هذا مع أنه ذكر ادواراً لأفراد .. بل أنه ذكر حتى اصحاب الأدوار السلبية!! ومن المفترض في ابيل انه صاحب قضية حارة، وقد اكتوى بنار الظلم، فهو يأباه لنفسه، ولغيره..) وذلك كما حدثنا الأستاذ خالد الحاج وهو يكتب عن حادثة رفاعة

    وقد ظل ديدن الإعلام فى السودان تجاهل أمر الأستاذ محمود محمد طه فقد شاهدت برنامجا بمناسبة أعياد الإستقلال قدمت فيه الدكتورة فاطمة عبدالمحمود والصحفية عفاف بخارى وأخريات وقد تمت فى البرنامج الإشادة بـ والإشارة لدور كل رائدات الحركة النسوية والحركات النسوية ومن آزرهن ولم يأت ذكر على دور الأستاذ محمود محمد طه منذ عهد حادثة الخفاض الفرعونى وحتى توزيع الجمهوريات للكتيبات فى أنحاء السودان، بل وفى ذات برامج الإستقلال قدّم التلفزيون وبعض الصحف برامج تعريفية عن الأحزاب السوداينة بلا إستثناء- وبعضها لم يعمر أكثر من عام- حتى أحزاب زعماء العشائر ذكرت، ولم يفتح الله على صحفى ليطلّع فى إرشيف الصحف على ما خطه مثلا السيد التيجاني عامر في جريدة الصحافة 16 /4 /1975 م ( قد يكون الحزب الجمهوري من اقدم الاحزاب السياسية بحساب الزمن وهو اول حزب صغير يعمل خارج نطاق النفوذ الطائفي باصرار بل مناجزة وصدام واسمه يدل على المبدأ الي انتهجه لمصير السودان ومؤسس الحزب هو الاستاذ محمود محمد طه الذي كان من ابرز الوجوه الوطنية في مستهل حركات النضال....)
    وعبثا بحثت فى أضابير ما ينشر هذه الأيام ولم تقع عينى الاّ على كاركتيرات عمر دفع الله عن الخرطوم عاصمة الثقافة – سودانيزأونلاين- وتغييب الفكر الجمهورى عنها، وهو يتسآءل متحسرا عن عاصمة للثقافة ليس للأستاذ محمود، الذى أحرقت كتبه، دور فيها.
    من الواضح أن مؤامرة ظلت تحاك فى صمت لإقصاء الأستاذ محمود محمد طه عن الذاكرة الجمعية لأهل السودان، فلقد يلاحظ الجميع خلو كتب التاريخ عندنا من أى إشارة – ولو للإمانة العلمية والتاريخية – لأمر الأستاذ محمود، بل أن كتابا مثل الدكتور خالد المبارك عندما يتصدون لأمر الأستاذ محمود محمد طه فإنهم يوسعونه تحريفا تود معه ألو سكتوا – راجع نصف الحقائق بجريدة الرأى العام بتاريخ 19/11/2002م
    وكتابا مثل مصطفى أبو العزايم – الخرطوم- يؤرخون لحضور النساء لعقودات الزواج بكريمة الدكتور الترابى فى مطلع الألفية الثالثة والجمهوريات يحضرن مراسيم الزواج منذ نصف قرن!!
    وأعود لإتسآءل إن كان السيد ياسر عرمان – الحركة الشعبية – قد دعا فريق الموردة، مثلا، من أجل السودان، فقد نذر الأستاذ حياته للسودان، وإن كان قد دعا السادة الأدارسة من أجل الإسلام فقد نذر الأستاذ محمود نفسه من إجل الإسلام وإن كان دعا السيدة نعمات مالك من أجل منع تكرار حل الحزب الشيوعى السودانى ونحر أعضاءه فقد أقام الأستاذ محمود من قبل أسبوعا للحقوق الأساسية من أجل ذلك ولكن الحجر الذى رفضه البناؤون سيصبح أس الزاوية


                  

01-09-2005, 06:17 AM

Dr Mahdi Mohammed Kheir
<aDr Mahdi Mohammed Kheir
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 5328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا (Re: عبدالله عثمان)

    الأخ عبد الله عثمان

    التحية الطيبة

    على الرغم أننى لست جمهوريا , فقد نشأت فى أسرة أغلبها من الجمهوريين , وهذا ما يسر لى لقاء الأستاذ محمود ومعرفتة معرفة لصيقة أدت فى النهاية الى صداقة من نوع خاص وطريف فى نفس الوقت . وتأتى طرافتها فى أننى لم أكن خاضع فيها لأدب الأخوان الجمهوريين مع أستاذهم , فبينما كان ينتظر رجل فى قامة الأستاذ سعيد الشايب "طيب الله ثراه" الأذن وهو فى منتهى الأدب للدخول على الأستاذ , كنت أنا أدخل على الأستاذ وأسلم عليه وأحادثه بعفوية , وأنكًت على ُملاحهم الذى أجُبر على أطعامه من غير لحم , وسأظل ما حييت فخورا ومعتزا بصداقتى مع الأستاذ محمود , فلقد كان سمحا , وقورا , حكيما , طيبا , حلو المعشر , بسيطا , عالما ورجلا عرف كيف يثبت للقاصى والدانى المعنى الحق للرجولة.

    لست هنا بصدد الدفاع عما قاله , الأستاذ ياسر عرمان , فى هذه الدقائق القليلة التى أستضافه فيها برنامج فى الواجهه أو فى نسيه أو تناسيه دعوة من يمثل الجمهوريين فى أحتفال توقبع السلام , أو حتى ذكر مجاهدات الأستاذ والفكرة الجمهورية فى إيجاد حل لمشكلة الجنوب .. ومنذ زمن بعيد , ولكنى بصدد طرح ما أعلمه عن المحبة العميقة والتقدير الشديد الذى يكنه كل شعب جنوب السودان , كبيره وصغيره للأستاذ محمود ... وللفكرة الجمهورية. فقد عملت طويلا , فى الوطن وفى المنفى , مع الأخوة الجنوبيين وفى مختلف النشاطات الأجتماعية والثقافية والسياسية , وتكاد لا تخلو مناسبة للأخوة الجنوبيين , مجتمعات وأفراد , لا نشارك فيها كأسرة , أنا وزوجتى وأطفالى.
    فعندما يأتى الحديث , فى كل مجتمعات وتجمعات الأخوة الجنوبيين , عن الأستاذ محمود أو عن الفكرة الجمهوية , تجدهم , جمعيا وبلا أستثناء , يجمعون على حبهم وتقديرهم العميق للأستاذ محمود ووطنيته ودفاعة المتواصل , كرجل من شمال السودان , عن حقوقهم وحتمية مساواتهم مع أخوانهم من أبناء الشمال , وتعجب للمكانة الكبيرة لهذا الرجل الفريد, فى قلوب وعقول أبناء جنوب السودان.

    ففى الوقت الذى خرج فيه الكثيرون من أبناء الشمال , وتحديدا كوادر الجبهة القومية الأسلامية وأنصار السنة , فى مسيرات مؤيدة لأعدام الأستاذ محمود , يومى الخميس والجمعة السابع عشر والثامن عشر من يناير, كان جمع كبير من الجنوبيين فى الخرطوم يبدون غضبهم على الطريقة التى حُوكم وأُعدم بها الأستاذ محمود , وكانوا يعلمون بأن السبب الذى أعُتقل من أجله الأستاذ كان منشور " هذا .. أو الطوفان " والذى كان يطالب بألغاء قوانيين سبتمر المهددة للحقوق الأساسية للمواطنة , والمهددة لوحدة الوطن ككل... ببساطة كانوا يعرفون ويثمنون مواقف الأستاذ فى الدفاع عنهم وعن قضاياهم وحقوقهم.

    ولا أظننى أحتاج هنا للتحدث عن موقف الحركة الشعبية , أو عن أدبيات الحركة , من الأستاذ محمود , ودونك فى هذا كتابات الدكتور منصور خالد وخطابات الدكتور جون قرنق , ففيها الكثير الذى قيل فى حق الأستاذ.

    سوف يأتى يوم يعلم فيه كل السودانيين , أى رجل كان الأستاذ محمود , وسوف يُكَرم هذا الرجل التكريم الذى يليق به وبمواقفه وشجاعته وفكره , وأنا على يقين , أن هذا التكريم سوف يبدأ به شعب جنوب السودان الذى تحرر قبلنا ... الآن.

    ولك كل الود

    د. مهدى

    (عدل بواسطة Dr Mahdi Mohammed Kheir on 01-09-2005, 07:42 AM)

                  

01-09-2005, 07:02 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)

    أشكرك أجزل الشكر يا أخي دكتور مهدي..
    لقد قرأت جزءا من كتابة الأخ العزيز عبد الله عثمان في صالون الجمهوريين.. ثم قرأت بعدها لمتداخل آخر قال بأن الحركة قد قدمت الدعوة لواحد من الأخوان لحضور حفل توقيع الاتفاق.. وأنا قد حضرت برنامج في الواجهة، ولا أظن أن الأخ ياسر عرمان يغفل دور الجمهوريين، فضلا عن أنه كان مشاركا بواسطة التلفون.. ولا أظن أن الظرف وموضوع الحلقة مناسبة لذكر دور الجمهوريين والأستاذ محمود.. وقد استمعت لخطاب الدكتور جون قرنق اليوم في حفل التوقيع، ولم أسمعه يذكر اسم الأستاذ محمود، مع أني أعرف مقدار التقدير الذي يحفظه للأستاذ بصفة شخصية ويعرف دوره معرفة تامة.. ولكن لكل مقام مقال.. ثم أن الأفعال أكبر من الأقوال وهي ستأتي كما قال الأخ الدكتور مهدي هنا، وقد سعدت غاية السعادة بمداخلته المتميزة وقصة صداقته مع الأستاذ محمود..

    والشكر للأخ عبد الله..

    ياسر
                  

01-09-2005, 11:53 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا (Re: عبدالله عثمان)

    أخي العزيز دكتور مهدي
    كثير التحايا والأشواق
    لقد استمتعت بمداخلتك أعلاه وأريد هنا أن أؤمن على حديثك عن آراء اخواننا الجنوبيين الايجابية عن فكر ومواقف الأستاذ محمود .. فلقد لمسنا ذلك فيهم منذ عهد بعيد ولقد شهدت لهم بذلك تقارير وفود الجمهوريين التي سيرها الأستاذ الى جنوب البلاد في مطلع الثمانينات .. وقام أحد الطلاب المهتمين بأمر الأستاذ محمود قبل فترة باستطلاع في أوساط طلاب جامعة الخرطوم (يمكن مراجعة نتيجته على الوصلة التالية http://alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=434 ) فلفت نظري أن الطلاب الجنوبيين ، بلا استثناء ، لا يزالون يحملون نفس الرأي الايجابي في دور الأستاذ محمود وفي المؤامرة الخسيسة التي خطط لها دعاة الفتنة والهوس الديني للتخلص منه بعد أن فشلوا في مواجهته في ميدان الفكر والحوار ..
    لقد نقل الينا أن العقيد جون قرنق أيضا يحمل نفس التقدير للأستاذ محمود وقد عبر عن ذلك لبعض من لقي من اخواننا وكما أشرت أنت فإن الدكتور منصور خالد كان ولا يزال من أقوى وأوضح من كتب منصفا ومعبرا عن تقديره لمواقف الأستاذ في جل كتبه وقد أهداه كتابه الأخير ضمن من أهدى .. لكن يأتى الخوف من بعض الشماليين الآخرين الذين التفوا حول الحركة الشعبية اذ يخشى تأثرهم بالعقلية الشمالية التي رفضت فكر الأستاذ محمود أو تجاهلته عن عمد متأثرة بما يثيره حوله خصومه الطائفيون والاسلامويون، ولايفلت من ذلك حتى من كانوا يحسبون في خانة الاستنارة ، وكنت قبل فترة وجيزة قد علقت على كتابة أحد المنسوبين للحركة الشعبية من الشماليين كان أن وضع الاخوان الجمهوريين في سلة واحدة مع أنصار السنة (الوهابية) والأخوان المسلمين .. فمن أمثال هؤلاء يأتي الخوف والتحسب وخيبة الأمل ..
    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 01-09-2005, 11:56 AM)

                  

01-09-2005, 12:16 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مبروك توقيع اتفاقية السلام.. (Re: Omer Abdalla)

    صدقت يا أخي عمر في كل كلمة قلتها..

    ولا أظن أن الأخ ياسر عرمان من هذه الفئة.. فهو رجل لا تلتبس عليه مثل هذه المسائل..

    كما أحب أن أذكر ما كتبه الدكتور فرانسيس دينق عن الأستاذ محمود وعن الجمهوريين في كتابه الشهير "صراع الرؤى"، وكذلك ما كتبه الدكتور بيتر نيوت كوك عن الأستاذ محمود وعن الجمهوريين.. لو وجدت الوقت سأحاول نقل بعض ما كتبه الدكتور فرانسيس..

    أذكر عبارة جاءت في أحد منشورات الجمهوريين في الأربعينات تكفي لمعرفتهم : "الجنوب أرضكم، والجنوبيون أهلكم" وقد وردت أيضا في كتاب "جنوب السودان المشكلة والحل" أرجو من الأخ العزيز عبد الله عثمان أن يدرجها كاملة في هذا البوست، بمناسبة توقيع إتفاقية السلام النهائية اليوم.. والتهنئة لجميع السودانيين..

    كما أرجو من المهتمين والدارسين، والباحثين عن الدراسات، مراجعة هذا البوست:
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=404
    ففيه الكثير من الاقتباسات من كتاب الدكتور فرانسيس دينق والدكتور منصور خالد والدكتور محمد سعيد القدال... والبوست لم يكتمل بعد فهو مشروع كتاب، أرجو أن أتوفق في إتمامه.. وما زلت أنتظرك يا عبد الله عثمان بخصوص كتاب "نميري، والنهج الإسلامي والدعاة السلفيون"..

    وشكرا للجميع
                  

01-09-2005, 05:17 PM

Dr Mahdi Mohammed Kheir
<aDr Mahdi Mohammed Kheir
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 5328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبروك توقيع اتفاقية السلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    الأعزاء : الأخ عمر/ والدكتور ياسر

    تحية طيبة

    لم يجد ابناء الجنوب , الى هذا اليوم , فرصة حقيقية للأشتراك بصورة طبيعية , فى ادارة عجلة السياسة السودانية والتأثير فيها سلبا أو ايجابا , كفئة تمثل ربع سكان البلاد على أقل تقدير. وكما هو معلوم , أشتركت عوامل كثيرة فى حجبهم عن ممارسة دورهم فى مجمل تفاعلات الحياة السودانية , من قانون المناطق المقفولة الذى وضعة المستعمر , مرورا بواقع التهميش المريع الذى ساهمت فبه كل الأحزاب والحكومات " الوطنية " وأنتهاء بمسلسل الحروب المتواصلة بكل ما تخلفه وراءها من قتل وتشريد ودمار.

    اليوم , الوضع يختلف تماما , فقد خرج الجنوبيون [ الحركة الشعبية تحديدا ] من مخاض حرب طويلة وهم أكثر ثقة وتنظيما وأستعدادا للتأثير الأيجابى فى الساحة الوطنية . لم يكونوا منشقلين بالكامل بالحرب وحدها , بل أهتموا , فى نفس الوقت , بتعليم وتدريب كوادرهم المهنية والفنية وفى مختلف المجالات . أهتموا بتنظيم حركتهم عسكريا وسياسيا وأقتصاديا , وضعوا لها هيكلة متكاملة , منضبطة ومنظمة , وهم اليوم أكثر التنظيمات السياسية السودانية , تنظيما وأستعدادا لخوض أى معركة سياسية وكسبها وهذا ليس فى جنوب السودان وحسب , بل وفى شماله أيضا.

    وأعتزام الحركة التحول الى حزب سياسى مفتوح لكل أبناء السودان من نمولى الى حلفا , أنما يبشر بأنها حركة وحدوية , تسعى بالفعل الى خلق سودان جديد , يتساوى فيه كل السودانيين , ويستطيع الوطن الأستفادة بحق من جهد كل أبنائه فى صياغته وبنائه , ولعل من المفيد هنا ألا يخذلنا التصور عما يمكن أن تكسبه الحركة الشعبية من فهم وتضامن من أبناء الشمال وهم عاشوا ويعايشون الفشل المريع وأدمانه , الذى تعوم وتغطس فيه , قيادات وأحزاب الشمال. عندها , وعندها فقط , سوف نرى ونلمس التغيير الذى ستحدثة الحركة الشعبية فى السودان الوطن , والسودان .. الشعب.

    وأريد أن أذكر هنا , أن بداية تكوين الحركة الشعبية كانت مبنية على الفكر الماركسى , فكان من الطبيعى أن يخرج أحد منتميها من الشمال , ليضع الاخوان الجمهوريين في سلة واحدة مع (الوهابية) والأخوان المسلمين , ولكن متى كانت الأمور تُقاس على تصريح فرد ونسيان باقى المجموعة أو التنظيم , خصوصا إن كان هذا التنظيم بحجم الحركة الشعبية ؟.

    مع أطيب التحايا

    د. مهدى
                  

01-10-2005, 00:55 AM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبروك توقيع اتفاقية السلام.. (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)

    الأعزاء عبدالله عثمان ، ياسر الشريف ومهدي محمد خير
    لكم التحية والمودة.

    في نهاية الثمانينات وإثر إحتفال للأخوة الجمهوريين بزواج الأستاذة هدى وآخرين(إن لم تخني الذاكرة) توفرت لي سانحة طيبة لأخاطب فيها - من موقف الحادب غير المنضو - حشداً كريماً من الجمهوريين ضم الأستاذ الشايب وغيره من قيادات التنظيم ، وذلك في منزل ياسر الشريف ، فيما أظن ، بمدينة الأبيض.
    كان الشاغل المركزي لكلمتي تلك هو نقد إستراتيجية الخلوة والإنزواء التي يبدو إن غالب الأخوان الجمهوريين كانوا ، لدواع ٍ عقدية وأيديولوجية ، قد مالوا إلى تبنيها وتنفيذها وذلك بعد إغتيال الأستاذ محمود. رأيت حينها إن للفكرة الجمهورية دوراً تاريخياً يتجاوز حاجات الفرد والجماعة الجمهورية نفسها ويتعدي كل ذلك إلى قضايا التطور الفكري والإجتماعي في السودان برمته. وقد قلت إن المؤسسة الدينية التقليدية السائدة ستجد في إستراتيجية الخلوة باباً واسعاً للمضي قدماً في تنفيذ مؤامرتها ضد الأستاذ محمود ومحو عمله وكفاحه من واعية الأجيال القادمة. فهذه المؤسسة الشرسة سوف لن توفر جهداً ، على أية حال ، في التآمر على تراث الأستاذ وموقعه المتميز والمتقدم داخل منظومة محاولاتنا الفكرية كسودانيين يعيشون واقعاً معقداً في تخلفه. وقد أشرت لمصير ثورة 1924 ومؤامرة الطائفية على مفاهيمها وقضاياها وأحلامها وتراثها ورموزها ونجاحها الملحوظ في ذلك.
    رغم إنقضاء وقت طويل جداً على كلمتي تلك ، ما زلت أعتقد إن مجرد الدفاع عن "تراث" الأستاذ محمود وأهمية الدور التاريخي الذي لعبه داخل المشهد الفكري في السودان سيظل عملاً ناقصاً إن لم يرافقه عمل جماعي تنظيمي من قبل الأخوان الجمهوريين يعطي ذلك التراث "راهنية" دائمة ونشطة.
    إن أقرب الطرق وأنجعها ليظل الأستاذ محمود حاضراً في الراهن السوداني ومؤثراً داخله هو حصول الجمهوريين على وسيلة تنظيمية تسمح لهم وتمكنهم من التحول إلى حركة نشطة وفاعلة تتجاوز الدائرة الخاصة بهم إلى آفاق الصراع الفكري الإجتماعي في السودان.
    ولكم إحترامي.

    محمد النعمان
                  

01-10-2005, 12:12 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبروك توقيع اتفاقية السلام.. (Re: محمد النعمان)

    الأخ العزيز محمد النعمان
    تحية طيبة واحتراما
    برغم الإسم والصورة والمعلومات التي أدليت بها إلا أن ذاكرتي الخربة لم تسعفني في تذكر شخصيتك فأرجو منك أن تفعل فأنا في أشد التشوق للتعرف على شخصك الكريم..
    قولك:
    Quote: في نهاية الثمانينات وإثر إحتفال للأخوة الجمهوريين بزواج الأستاذة هدى وآخرين(إن لم تخني الذاكرة) توفرت لي سانحة طيبة لأخاطب فيها - من موقف الحادب غير المنضو - حشداً كريماً من الجمهوريين ضم الأستاذ الشايب وغيره من قيادات التنظيم ، وذلك في منزل ياسر الشريف ، فيما أظن ، بمدينة الأبيض.

    نعم أذكر هذه المناسبة تماما، وأذكر أيضا حضور الأستاذ سعيد إلى منزلنا وكانت هناك جلسة مسائية تم تصويرها بكاميرا فيديو على ما أذكر ولكن للأسف لا أعرف مكان الشريط حتى الآن.. وقد كنت دائم الحركة ومن الجائز جدا أن يكون كلامك قد كان أثناء فترة دخولي وخروجي وربما انشغالي بالتصوير والتوثيق لذلك الحدث.. لا أستبعد أن يكون كلامك داخل التسجيل.. وقد كان هذا في عام 1987..
    قولك:
    Quote: كان الشاغل المركزي لكلمتي تلك هو نقد إستراتيجية الخلوة والإنزواء التي يبدو إن غالب الأخوان الجمهوريين كانوا ، لدواع ٍ عقدية وأيديولوجية ، قد مالوا إلى تبنيها وتنفيذها وذلك بعد إغتيال الأستاذ محمود.

    كيف يكون هناك استراتيجية للخلوة والانزواء بينما كانت تلك مناسبة شاركت فيها أنت بنفسك؟؟ ربما يكون الجمهوريون قد تركوا توزيع الكتب في الشوارع كما كانوا يفعلون في السابق لأن تلك مرحلة قد انتهت، وقد قالوا كلمتهم في الأمر السوداني.. ولكن جزء من كلامك صحيح أنهم لم يعودوا مهتمين بإقامة تنظيم سياسي، وإنما هم مشغولون بمجتمعهم الداخلي، فتلك المناسبة كانت زواج الأستاذة هدى عثمان والأستاذ أحمد محمد الحسن وقد جاء لحضورها وفد ضخم من الجمهوريين والجمهوريات، على رأسه الأستاذ الراحل المقيم سعيد الطيب شايب، وقد كان الحدث نفسه عبارة عن تظاهرة كبيرة في الحي وفي مدينة الأبيض.. والدليل على ذلك الجلسة التي عقدت بمنزلنا وحضرتها أنت وعدد من المثقفين المهتمين..

    قولك:
    Quote: رأيت حينها إن للفكرة الجمهورية دوراً تاريخياً يتجاوز حاجات الفرد والجماعة الجمهورية نفسها ويتعدي كل ذلك إلى قضايا التطور الفكري والإجتماعي في السودان برمته. وقد قلت إن المؤسسة الدينية التقليدية السائدة ستجد في إستراتيجية الخلوة باباً واسعاً للمضي قدماً في تنفيذ مؤامرتها ضد الأستاذ محمود ومحو عمله وكفاحه من واعية الأجيال القادمة. فهذه المؤسسة الشرسة سوف لن توفر جهداً ، على أية حال ، في التآمر على تراث الأستاذ وموقعه المتميز والمتقدم داخل منظومة محاولاتنا الفكرية كسودانيين يعيشون واقعاً معقداً في تخلفه.


    الحمد لله أن الواقع يرتفع كل يوم ليقنع المزيد من السودانيين بصحة ما قال به الجمهوريون ذات يوم، وما زال بعضهم "يعافر" في المنابر السودانية لتعريف الناس بالأستاذ محمود.. وتلك قضية مسئول منها المثقفون الأحرار جميعهم.. ولا تحتاج لوجود تنظيم للجمهوريين بقدر ما تحتاج إلى وجود منابر يستطيع الجمهوري أن يقول فيها ما يريد أن يقوله.. هذا المنبر وغيره واحد من هذه المنابر.. وصدقني كل ظلام الدنيا لن يستطيع أن يطمس معالم الفكرة الجمهورية.. يكفي أن تراث الفكرة مسجل في أشرطة وكتب مطبوعة وموجودة منذ زمن الأستاذ محمود وهذا أمر لم يتوفر للدعوات الدينية السابقة، بل ولا حتى للرسالات.. فمثلا حتى البعث الإسلامي الأول قد ترك مخطوطات للقرآن من زمن النبي عليه السلام ولكنها لم تكن مجموعة في مكان واحد، ولم تكن موحدة بل كانت هناك عدة صحائف متفرقة، وكان القرآن محفوظا في صدور الحُفاظ.. والقرآن لم يُجمع لأول مرة إلا في زمن سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وقد كان معترضا على فكرة جمعه التي جاء بها سيدنا عمر رضي الله عنه.. أما أول مصحف متفق عليه فقد جاء في زمن خلافة سيدنا عثمان، والمشهور بالمصحف العثماني..

    وصحيح أن كثيرا من السودانيين الشباب، حتى في الجامعات السودانية، لم يسمعوا، مجرد سمع، بالأستاذ محمود وبالفكرة الجمهورية.. والحال من بعضه.. فالسودان في حالة نفق مظلم منذ ما يزيد على العقدين من الزمان.. ولكن هذا لا يعني أن الحال سوف يستمر هكذا.. والحمد لله أن أول علامات التغيير قد بدأت يوم البارحة، وشيع المشروع الحضاري إلى مثواه الأخير في نيروبي، إذا كان لي أن أستعير تعبير الدكتور الكرسني في مقاله المنشور البارحة والذي نقل إلى سودانيز أونلاين أيضا..
    كل الذي يطالب به السودانيون الأحرار هو ما حصل أن طرحه الجمهوريون ذات يوم، وسيجد المنابر التي تقوم بالترويج له وإقامة الحوار حوله، وكتابة دستور يكفل الحريات والحقوق الأساسية لجميع السودانيين.. أرجو أن تكون قد اطلعت على دراسة الأخ الأستاذ خالد الحاج التي أرسلت في هذا البورد ونشرت في سودانايل وفي منبر الفكرة الحر..
    قولك:
    Quote: وقد أشرت لمصير ثورة 1924 ومؤامرة الطائفية على مفاهيمها وقضاياها وأحلامها وتراثها ورموزها ونجاحها الملحوظ في ذلك.

    ثورة 24 لا تُقارن بالفكرة الجمهورية وبما قدمه الأستاذ محمود.. ليست هناك فكرة أساسا في ثورة 1924، وإنما هي نسخة من ثورة 1919 ضد الإنجليز ولكن للأسف لإبقاء المصريين، وقد خذلها حتى المصريون.. ليس هذا مجال التوسع في هذا الموضوع..

    قولك:
    Quote: رغم إنقضاء وقت طويل جداً على كلمتي تلك ، ما زلت أعتقد إن مجرد الدفاع عن "تراث" الأستاذ محمود وأهمية الدور التاريخي الذي لعبه داخل المشهد الفكري في السودان سيظل عملاً ناقصاً إن لم يرافقه عمل جماعي تنظيمي من قبل الأخوان الجمهوريين يعطي ذلك التراث "راهنية" دائمة ونشطة.

    ما تقوله أنت من ضرورة قيام "عمل جماعي تنظيمي من قبل الأخوان الجمهوريين" يقول به عدد من الجمهوريين والكثيرون من أصدقاء الفكر الجمهوري.. ولكنني لا أشاركك القول بأن ما يتم الآن على يد بعض الجمهوريين الناشطين هو "مجرد دفاع عن تراث الأستاذ محمود والدور التاريخي الذي لعبه داخل المشهد الفكري في السودان".. هذا الاستنتاج غير دقيق.. وجود التراث وشهود ذلك التراث من الأحياء من الجمهوريين يوفر الفرصة لكثير من الدارسين للتنقيب والدراسة المتأنية للفكرة الجمهورية.. وأستطيع أن أخبرك أن هناك عشرات الدراسات التي قام بها باحثون جادون وقد استفادوا من حقيقة أن تراث الفكرة موجود لمن يريده، وقد أصبح الكثير منه متوفر في الشبكة العامة في الانترنيت كما تعرف.. والحاجة لمقولات الفكرة الجمهورية بتطوير التشريع تزداد كل يوم جديد، وقد ازدادت بشكل عجيب منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة.. وما زالت الأيام حبلى بالكثير.. والقنوات الفضائية مثل الجزيرة والمستقلة والسودانية وغيرها تشهد أن الحوار يزداد الإقبال عليه بشكل كبير، ولا شك أن الفكر السلفي التقليدي سيجد الفرصة الأكبر ولكن عدد المثقفين الأحرار الذين يتحدثون عن ضرورة الحرية والديمقراطية هم التيار صاحب المستقبل.. والشواهد كثيرة.. وهذا البورد نموذج.. آخر ما يمكن أن أحدثك عنه هو العمل الفني الذي قدمته الدكتورة إيمان أحمد هنا:
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=449

    قولك:
    Quote: إن أقرب الطرق وأنجعها ليظل الأستاذ محمود حاضراً في الراهن السوداني ومؤثراً داخله هو حصول الجمهوريين على وسيلة تنظيمية تسمح لهم وتمكنهم من التحول إلى حركة نشطة وفاعلة تتجاوز الدائرة الخاصة بهم إلى آفاق الصراع الفكري الإجتماعي في السودان.


    مع احترامي لقولك هذا ولكني أرى أن صيغة التنظيم لم تعد هي الوعاء الأمثل لتقديم الفكرة الجمهورية.. لقد مرت الفكرة الجمهورية بعدة مراحل.. المرحلة التي سبقت الفكرة التجديدية وهذه كانت قبل عام 1951.. والمراقب المدقق يلاحظ أنها كحركة سياسية كانت متفوقة على الحركات الوطنية السودانية الأخرى برغم قلة عدد الجمهوريين وقلة إمكانياتهم المادية.. الحزب الجمهوري في ذلك الوقت، كان أرقى أنواع العمل الوطني الغير مرتبط بالاستعمار المصري أو الاستعمار الإنجليزي.. ربما يكون الحزب هو أول حزب يدعو للجمهورية في أفريقيا.. المرحلة الثانية بدأت بعام 1951 وهي مرحلة الفكرة تحت كيان الحزب "الجمهوري" نفسه ولكن بعد أن تركه الكثير من أعضائه المكونين الرئيسيين.. وهذه المرحلة الحزبية استمرت بدرجات متفاوتة في الظهور حتى مجيء عهد مايو؛ في أثناء هذه الفترة كان الأستاذ محمود هو مصدر الكتابة والتكلم الوحيد تقريبا، وكانت الكتب تخرج باسمه في زمن العساكر، وباسم الحزب في زمن السماح بالحركة الحزبية في كل من الحكم النيابي الأول والحكم النيابي الثاني.. المرحلة الثالثة هي التي كانت في العهد المايوي، وفيها بدأ الجمهوريون يكتبون ويحاضرون ويقدمون الندوات باسم الحركة وليس بإسم الفرد الجمهوري.. كان الجمهوري المتحدث يقول مثلا "نحن الإخوان الجمهوريون" وقد كان هذا هو الإسم الذي اختاروه..
    أما بعد حادث التنفيذ فلم يعد من الممكن لمثل هذه المجموعة أن يكون لها شخص يزعم أنه يتحدث باسم الجماعة في المسألة السياسية، لأن طبيعة أي حركة وقتها كانت تعني المواجهة والمصادمة على غرار ما فعله الأستاذ محمود.. والمواجهة بطبيعتها فردية ولا يمكن أن يفرضها التنظيم على أحد.. أكثر من ذلك!! لم يفرض التنظيم في عهد الأستاذ تلك المواجهة على أحد من الجمهوريين، بل كانت أمرا اختياريا؛ وقد كان دور الأستاذ، في تقديري، هو أن يجسد المواجهة الفردية والمسئولية: "الحر هو الذي يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ثم يستطيع تحمل مسئولية فكره وقوله وعمله"؛ وقد كان ذلك إيذانا بالمرحلة الرابعة وهي مرحلة الأفراد الجمهوريين المسئولين.. كل جمهوري مسئول عما يقول ويفعل.. والمسئولية سوف تكون من نصيب من يلتزم بها، سواء كان من الجمهوريين الذين عايشوا الأستاذ أو من الذين عرفوا عنه فيما بعد من كتبه ومن مواقفه..
    على هذا فأنت يمكنك أن تتبنى الطرح الجمهوري وتنافح عنه إن أردت، وكذلك أفعل أنا ولا أنتظر موافقة أحد على ما أقول أو أفعل.. هذه هي المرحلة التي نحن فيها الآن..

    ولك شكري وتقديري
    ياسر الشريف

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-10-2005, 12:39 PM)

                  

01-10-2005, 05:44 PM

Magdi Is'hag

تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبروك توقيع اتفاقية السلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    العزيز دياسر
    لقد قرأت كلماتك مرارا حتى أستطيع أن أستوعب شرحك لهذه المرحلة في مسيرة الفكره و لكن للأسف لم أستطع أن أجد إلإجابة الشافية.إني لا أرى أين التعارض بين التنظيم و الإستقلال الذاتي?ألا تعتقد أن هناك ضرورة موضوعية للعمل الجماعي إو لاتعتقد إن العمل الجماعي له مردود أكبر من العمل الفردي? إذن لن نشاهد إخوة دالي و متوكل في الجامعات يرسخون تقاليد اركان النقاش و الحوار الهادف و لن نرى بتول و أسماء وبقية الأخوات ألأخوات الجمهوريات يفرضن علي المارةإحترمهم بتهذيبهم و قوة منطقهم لن نشاهد معارض الفكرة و قوافلهم في ربوع السودان. هل يستطيع ألأفراد القيام بمثل هذه المناشط. نعم قد تقول لي إن الزمن قد تغير و إن الحملة لن تخرج مساءبالله الله و لكن مع هذا الواقع الجديد لا أرىإن الجهدالفردي قدإستطاع أن يملأ مساحة العمل المنظم.
    إني وجود الأخوان الجمهوريين في جسم واحد هو ضرورة حتميةلمحاربة الفكر الظلامي ليس بالكلمة المستيره وحدها بل بالقدوة و السلوك إلأنساني.المتشبع بأن الحرية لنا و لسوانا ولك الود
                  

01-11-2005, 01:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مبروك توقيع اتفاقية السلام.. (Re: Magdi Is'hag)

    عزيزي مجدي إسحق،
    تحية المودة والاحترام
    أشكرك أجزل الشكر على ما تفضلت به.. فقد أعطاني كلامك فرصة لأكتشف أنني لم أكن واضحا بالنسبة لك.. وسوف أعود في أقرب فرصة بمداخلة "شحمانة" حسب تعبير الأخ الصديق أسامة الخواض.. فترقبها يا سيدي.. سأقتطع وقتا للكتابة على حساب بوست آخر أسميته "بكل استحياء.. .." لأن الأولوية الآن لمسألة الفكرة الجمهورية...
    وقبل أن أكتب هذه الرسالة وجدت بوست من الأخ حمزاوي هنا:
    يناير الجمهورين . . . وعاشوراء الشيعة
    فقلت لنفسي، الحمد لله مسألة الفكرة الجمهورية في الجو حتى لو سكت الجمهوريون عن الكتابة أو الكلام..
    ياسر
                  

01-11-2005, 01:52 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ (Re: Yasir Elsharif)

    عرفت من أحد الجمهوريين أن رجل الأمن الذي استجوب الأستاذ عبد اللطيف قبل أيام سأله: "لماذا عمر القراى مشهور، أو معروف، أكثر منك ؟! ثم أردف ، وللا أنت ، خفي ، لأنك بتاع تنظيم ؟! "
    يبدو أن جهاز الأمن لا يريد أن يصدق أن الجمهوريين صادقون عندما يقولون بأنه ليس لديهم تنظيما سياسيا، فكان يظن أن الأستاذ عبد اللطيف هو رئيس التنظيم السياسي الذي يعمل تحت الأرض في سرية، ولذلك قامت الحركة الشعبية بتوجيه الدعوة إلى ممثل التنظيم في خارج السودان وهو الدكتور عمر القراي.. الشاهد أن إسم الدكتور القراي قد ظهر ضمن أسماء الأشخاص الذين وجهت لهم الحركة الشعبية لتحرير السودان الدعوة لحضور مراسم توقيع اتفاق السلام.. ويبدو أن الجهاز كان يعرف بالقائمة قبل أن يتم نشرها، لأن القائمة ظهرت بعد يومين من حادثة استدعاء الأستاذ عبد اللطيف.. الشاهد وراء هذه الحادثة هو أن النظام لا يزال يخاف من قيام تنظيم للجمهوريين..
    وأنا هنا أقرأ عليهم قول الله عز وجل في محكم التنزيل وأرجو أن ينتقم الله للجمهوريين ولكل المظلومين.. وأهدي الآيات لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:
    فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ *
    صدق الله العظيم
                  

01-11-2005, 02:08 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا (Re: عبدالله عثمان)

    أنتهز هذا البوست لأطلب من الأخ النعمان أن ينزل في ذكرى الأستاذ محمود كلمة كان قد نشرها في صحيفة السياسة أيام الديمقراطية الثالثة...إن لم تخني الذاكرة كانت بعنوان "أسئلة زرقاء للشهيد الناصع"
    هذا إذا كان محتفظاً بها...
                  

01-16-2005, 00:14 AM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا (Re: haleem)

    عزيزي ياسر الشريف ، تحياتي.

    يؤسفني تأخري غير المقصود في التعليق على كلمتك الضافية التي تفضلت بها.
    إن أوضاعي الحالية لا تمنحني وقتاً كافياً لمتابعة المنبر على نحو أفضل ، فمشغولياتي خارجه كثيرة.
    سرني جداً أن أعلم إن تلك الجلسة قد تم توثيقها ولربما أمكن العثور على شريط الفيديو المعني لدى أحد الناس. فقد إنقضى وقت طويل جداً على تلك الأحداث التي لا أذكر الآن كافة تفاصيلها بوضوح كاف. أعتقد إن الأساتذة محمود عمر والحلاج وأحمد الحضري وكمال عبدالرزاق وحماد الزين وآخرين كانوا ضمن الحضور مما يرجح عندي إن الدعوة كان قد تم توجيهها لنا في رابطة كردفان الثقافية.
    لا أعتقد إنه قد توفرت لنا فرصة كافية للتعرف المتبادل فأنا أيضاً قد فشلت – رغم حفظي لاسمك - في تذكر ملامح استبدل بها خارطة العالم التي تضعها الآن مكان صورتك الشخصية. إننا نتحدث الآن عن 17 عاماً من الغياب الاستثنائي ، فلا عتب.
    من الواضح إن هناك وجهات نظر متباينة بشأن "ما ينبغي" أن يكون علبه حال الأخوان الجمهوريين بعد اغتيال الأستاذ محمود. ومن الواضح أيضاً إن لكل وجهة نظر أساساً نظرياً تستمد منه منطقها.
    أعتقد إن المصادرة المحورية التي ترتب عليها خيارك المتمثل في "مرحلة أفراد الجمهوريين" هي قولك إن الفكرة الجمهورية قد قالت كلمتها في أمر السودان وبذلك فقد اكملت وظيفتها في المجال العام وأنجزت دورها كفكرة ولم يتبق إلا التعبير عنها فردياً من أيّ منبر كان.
    أما المصادرة المحورية التي تتبناها مساهمتي فقد تمثلت في أن مهمة تحويل التاريخ تستوجب تحويل الأفكار (خاصة تلك التي تنبري لهموم إجتماعية مثل الاشتراكية) إلى طاقة عمل إجتماعي سياسي منظم.
    أرى إن المصادرة الأولى ستؤول منطقياً إلى تقديس الفكرة واخراجها تدريجاً من منطق التاريخ وذلك تحت سلطة فكرة رغبوية أخرى وهي أن صيرورة تلك الفكرة واقعاً إنما هي مسألة وقت ليس إلا أما سيادتها في النهاية فهي أمر مؤكد بغض النظر عن الإرادة البشرية الجماعية المنظمة ، وقفت وراءها أم لم تقف.
    تصير الفكرة هنا مكتملة ، متعالية ، مخدومة ، قدرية ومنتظـرَة.
    أما المصادرة الثانية (التي تبنتها مساهمتي) فهي تذهب إلى أن الأفكار تموت أو تخرج من دائرة التأثير الإجتماعي إن لم تتوفر لها إرادة "بشرية" منظمة تدفع بها إلى أتون الصراع الإجتماعي وتنصرها بكل ما هو "تاريخي."
    تصير الفكرة هنا منفتحة على البراكسيس ، خادمة للإجتماعي، محتاجة للبشري ، تاريخية ومحتملة.
    يتبين مما قلت عاليه إن المواقف إزاء "ما ينبغي" على الجمهوريين عمله هي مواقف ذات خلفيات معقدة ولا يمكن حسمها هكذا في السطح وفي غياب الجذور الفلسفية والأيديولوجية التي تشكل منطقها وتحكم طبيعتها.
    أتفهم وأحترم موقفك كما أتفهم وأحترم مواقف الأخوان الجمهوريين الذين ارتأوا - على النقيض - تحويل الفكرة الجمهورية إلى عمل جماعي حركي.
    أظل احتفظ بموقفي الذي ذهبت إليه سابقاً وهو موقف فكري يتجاوز بأحلامه الفكرة الجمهورية حصراً إلي مجمل الفكر المستنير في السودان. إخراج الفكرة الجمهورية (مؤامرةً أو اختياراً) من المشهد الناشط للصوت المعارض (بالمعنى الجذري) يغمط الشعب السوداني (الذي أنتج محمود محمد طه كما أنتج غيره من مستنيرين قلة) حق أن يجني ثمرة تاريخه المر ، أو هكذا بدا لي.
    حين تحدثت في تلك الجسلة التي انعقدت بمنزلكم كنت على الصعيد الشخصي أتبنى وأدافع عن مانفيستو الحركة الشعبية لتحرير السودان واصدر عنه سياسياً من منطلقات يسارية علمانية ولم يمنعني كل ذلك من التعبير عن حلم أن يصير الجمهوريون جماعة فاعلة منظمة ومنخرطة في الصراع الفكري الاجتماعي في السودان.
    ما زلت أيضاً أحلم بذلك من باب "تكبير كوم" الصوت البديل ودعمه في تنوعه وتباين تياراته.
    سأنتظر ما ستقوم بكتابته ونشره - تنفيذاً لوعدك للأخ مجدي إسحق - ولربما استطعنا الحوار حوله إذا ما اسعفتني ظروفي. أعتقد إنني أشارك الأخ مجدي الخطوط العامة لرؤيته.
    لك وللأخوة المتابعين كل احترام ومودة.

    نعمان
                  

01-16-2005, 00:19 AM

محمد النعمان
<aمحمد النعمان
تاريخ التسجيل: 09-04-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود وياسر عرمان وحفل نيفاشا (Re: محمد النعمان)

    عزيزي حليم ، تحياتي.

    أسعدني جداً انك ما زلت تذكر اسم ذلك النص وترشحه للقراءة الآن.
    للأسف حين غادرت السودان قبل سنوات طويلة لم أحمل معي نصاً واحداً مما كتبت ونشرت في فترة الثمانينات بما في ذلك نص "أسئلة زرقاء للشهيد الناصع" و الذي نشرته بالفعل جريدة السياسة في العام 86 بمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال الأستاذ محمود محمد طه.
    في 86 أو 87 كنت برفقة صديق عندما أقلتنا سيارة كنا قد التمسنا من صاحبها البشوش أن "يرمينا قدام" وذلك في طريق عودتنا - من مكان لم أعد أذكره الآن - إلى جامعة الخرطوم.
    وحين توهطنا داخل السيارة من شمس الخرطوم اللئيمة بدأنا نتجاذب حديثاً ودوداً ومتحفظاً بعض الشئ حول الشأن العام مع صاحب السيارة ورفيقه. حين ذكرت اسمي في معرض تعارفنا صاح أحد الشخصين هل أنت ذات الشخص الذي كتب إسئلة زرقاء للشهيد الناصع؟ وحين أجبته بأن نعم طفق ذلك الشخص يقرأ عن ظهر قلب مقطعاً مكتملاً من ذلك النص (الذي لم يكن قصيدة) باحتفاء صادق وغني. وحين انتهت القراءة المدهشة قال الشخص الذي كان يقود السيارة: شكراً ليك يا نعمان، نحنا جمهوريين بالمناسبة.
    لم نحظ ورفيقي "بتوصيلة" ودودة لا "مرمطة فيها" وإلى باب الجامعة وحسب ولكن ظلت تلك الواقعة البسيطة ترافقني كاحدى الشواهد التي أستردها بتفكير عميق كلما أسلمني الاحباط إلى هاجس أن الكتابة الممكنة (داخل سياقات واقعنا وشرطه) هي مجرد "بطر" وجودي لا طائل من ورائه خارج سعادات نرجسية محدودة قد يتمتع بها شخص ما كتب شيئاً واستطاع أن يصير عبره رمزاً عند جماعة ما.
    في 94 ، وكنت مقيماً بأثيوبيا ، سألني أحدهم عن هذا النص الذي كنت قد نسيت اسمه وقتها. ذكّرني ذلك الشخص باسم النص فحفظت اسمه من حينها لكنني لم أفلح – بعد - في تذكر أي عبارة من متنه غير السؤال المركزي الذي انشغل به النص وقاربه.
    شكراً لك يا حليم.
    ولا أعرف إن كنت أنت في الحسبة "حسيناً" ، ويا ليتني أعرف.
    على كلٍّ لك مودتي وإعتذاري.

    نعمان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de