|
|
 الضحك حتى البكاء ..مع الكاتب المميز جعفر عباس
|
قرأت هذا المقال الرائع لهذا الكاتب السوداني المبدع جعفر عباس ابو الجعافر كما يحب ان يسمي نفسه بجريدة الراي العام السودانية بتاريخ 1/5 والذي يكتب في الرأي العام السودانية وفي الوطن السعودية وبسخرية احسده عليها فضحكت حتى دمعت عيناي . له التحية والتقدير
يا حليل باول وكليتنون
حزنت لانهيار الاتحاد السوفيتي، لأنني كنت أحس بان الكثير من بلدان العالم الثالث عشر ستصبح ملطشة في أيدي الأمريكان.. وقد كان.. ما من قارة سلمت من بطش الولايات المتحدة، ولكن كل ذلك كوم، وما ينتظر العالم على يد جورج بوش خلال الأعوام الأربعة المقبلة كوم آخر، ومن ثم كان من الطبيعي ان أحزن لرحيل كولن باول عن وزارة الخارجية الأمريكية! صحيح انه كان مسؤولا بدرجة أو بأخرى عن الطبزات والشطحات والحمق والنزق التي تميزت به إدارة جورج بشبوش المربوش الأولى، ولكنه كان أعور بين عميان، وعالما بين جهلاء يعانون من أمية سياسية، ويتسمون بغطرسة لا نظير لها.. باول مثل قريبه عنترة بن شداد فارس مصادم وبدر سنفتقده في الليلة الظلماء، التي أطلت علينا بسحبها الداكنة بتكليف كوندوليسا رايس بأعباء الخارجية الأمريكية.. فالآنسة رايس بنظراتها ''الآيس'' أي الثلجية، لا تختلف عن بقية فريق بوش الذي - وبعد خروج باول - بات يتألف من وطاويط (وليس صقوراً كما يحسب البعض)، تنام بالنهار وتقضي الليل كله في الانقضاض على الفرائس السهلة.. وكل المحيطين ببشبوش الثاني (والأخير ان شاء الله، رغم ان شقيقه جيب حاكم فلوريدا الحالى يخطط لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2008- مما يؤكد ان عائلة بوش تحمل جينات سياسية عربية..المهم ان كل بطانة بوش من الوطاويط، ويؤكد ذلك طرق تفكيرهم وتصرفهم في الساحة الدولية.. فالحماقات التي ارتكبها بوش وعصابته حتى الآن، لا يمكن ان تصدر إلا عن شخص ينظر الى الأمور ورأسه الى أسفل مثل الوطواط.. اللهم حوالينا ولا علينا يا رب (بالمناسبة فان أهلنا في شمال السودان يرددون هذا الدعاء كلما أحسوا بان المطر على وشك الهطول، لأن الأمطار تقضي على محصول التمر إذا هطلت في يوليو وأغسطس.. فيرفعون أيديهم بالدعاء قائلين: وو نور جبالين فكّا كِرو! اللهم أجعله - المطر- بين الجبال.. ومن مساوئ المطر في شمال السودان على أيام طفولتنا ان سقوف البيوت المصنوعة من حصير أعواد القمح كانت عاجزة عن حماية الناس من المطر ومن ثم كان الكثيرون يبقون في الحوش متدثرين بالفرو - نعم فراء الخراف والأغنام التي كانت تستخدم كأغطية تسمى بالنوبية ''فرو''.. ما علينا.. ينزل المطر عليك وأنت تحت الفرو.. وظهر الفرو الأملس، يقابل المطر بينما الجانب الذي يمتلئ بالشعر يلامس الأبدان.. ومع البلل تصبح رائحة من يتغطون بالفرو مثل رائحة التيوس.. هل من قارئ يدلني على لغز تسمية التيس في شمال دارفور بعبد الجليل؟).
وعلى ذكر النوبيين في شمال السودان فإن اللغة النوبية قد تشرح جانبا من شخصية كوندوليسا رايس التي صارت وزيرة للخارجية الأمريكية: كوندو في اللغة النوبية تعني: لا أعرف.. لا أفهم.. وقد تستخدم للتعبير عن الاستنكار والاستهجان كأن تسأل امرأة لماذا ترك زوجها العمل في كشك الفول والطعمية الذي يملكه؟ فتقول لك: كوندو، ربما يريد تحويله الى فندق خمس نجوم!.. يعني هذه المرأة الجليدية لغز، وليس فيها أية رقة أنثوية عندما يتعلق الأمر بمواجهة الشعوب الأخرى.. ليس عندها يمة ارحميني.. هي عازفة بيانو ماهرة، ولكنها تفضل العزف بصواريخ كروز وتوما هوك،.. باختصار تستطيع ان تقول بمناسبة مغادرة باول للحكومة الامريكية وحلول بنت رايس محله: سيجه وتمت،.. ففي وزارة الدفاع هناك توفيق الدقن (دونالد رامسفلد) الذي يتمتع بصلف وبجاحة منقطعة النظير.. ومساعده وولفويتز، وال ''وولف'' هو الذئب، والجواب من عنوانه! ويمسك بالدفة في البيت الأبيض ديك شيني، وهو كما يوحي اسمه ''ديك طبعه شين''.. ويا ليته كان ديكا من شاكلة بلبل كلينتون الرجل الهباش الخماش!
لا، هو ديك شرس ينقر كل من يعترض سبيله،.. وإذا كان كلينتون يكتفي بالتحرش بالنساء، فإن شيني يتحرش بكل كائن ليس بأمريكي! يا حليل كليتنون ويا حليل مونيكا، واللعب في المكتب البيضاوي بالسيجار والهارمونيكا. ولكن، وبالنسبة لنا نحن السودانيين، نستطيع ان نقول ''قدر أخف من قدر'' فقد كان من الوارد ان يصبح جون دانفورث وزير الخارجية الامريكي الجديد، وكما هو معروف فإن الرجل جعل ولنحو 8 سنوات مشكلة الصراع في جنوب السودان شغله الشاغل، ولو صار وزيرا للخارجية لجعل السودان ''أولوية'' بحكم انه ملم بعناصر الصراع فيه، بل وفي ضوء التطورات الأخيرة لقام بتغيير اسمه من جون دانفورث الى جون دارفورث.. وقلبي على وزراء الخارجية العرب عندما يجلسون أمام رايس وتعطيهم العين الحمراء.. ويا ويل من تشيله الهاشمية ويصيح فيها: عيب يا ولية ما ترفعي صوتك علىّ! عندئذ سترفع ''سوطها'' وسيضطر صاحب السعادة الى الاعتذار: يا ولية يعني يا ''ولية أمرنا''.. أنت تأمر يا جميل.
|
|
 
|
|
|
|
luai
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست