|
يا بكرى أبو بكر أين إختفى بوست مرثيتى للخاتم ( إلى رجال الأمن الذين عذبوا الولد )
|
المهندس الأخ بكرى أبو بكر
تحياتى
وأيم هذا البوست الذى قد كان فيه مشروع مرثية صديقى الخاتم عدلان ، رحمة الله عليه
رجاء توضيح وتقصى كيفية إختفاء هذا البوست
لأنه علىالنتيجة تتوقف أشياء بدأت تراودنى تفسيراتها
مع الشكر لك ولكل من يعرف سر إختفائه
وأرجو أن يكون الرد فى هذا البوست أو مسنجر
أخوك
صديق ضرار إلى رجال الأمن الذين عذبوا الولد
وإنها مشروع مرثية لكن يظل السؤال الذى يحزننى هو كيف يباح لأى كان أن يتحكم فى عمر شخص ويمنع عنه ممارسته لحياته التى وهبه إياها الله سبحانه وتعالى وإلى زملائى القانونيين بصفة خاصة ألا يوجد أى تشريع ليقتص ممن كانوا السبب فى حرمان أم الخاتم عدلان وغيره من حرمانهن من أبنائهن لفترات تطول وتمتد من وهم فى مقتبل العمر وحتى آخره وأيضا يصابون فيها بجميع أنواع الأمراض القاتلة والمهلكة والمضعفة وكلنا يعرف كثيرا من هذه الأشياء ونعرف قصة صلاح بشرى ( بين ضخر وحديد وأعاصير وسل ) فإلى متى تمارس الأجهزة القمعية إغتيال فلذات أكبادنا التى تبدأ وهم فى المرحلة الطلابية ( الثانوى والجامعة ) وتستمر هذه الملاحقة والأسر – كما أسميه – طالما امتد بهم العمر
ــــــــــــــــــــــــــ وقد كنت أخاف عليه من هدأة الليل ومن نسمات الفجر المقبلات فى السحر فتلك هى الساعة التى - مباغتة – يدهمنا فيها التتار والغجر وكنت أتحسس فى المشلعيب نصيبه من العشاء لم يأخذ أبوه إلا لقمة واحدة ، وقال : غطيه واحفظيه فى الجواء للخاتم ولدى وإنى لأجد ريح يوسف فى الوعاء وكنت حين يأز باب بيتى فى دكة أم الجعلين كنت حينها أقول : إنه قد جاء فكل الأبناء يرجعون إلى أمهاتهم فى العطلة الصيفية إلا ابنى الذى هو عندكم وديعة أبدية يا أيها الجبناء أودعه كلاب الأمن سجونكم القصية وألبسوه القضية تلو القضية إبنى الذى أخذتموهُ فى مقتبل العمر – طالبا طلعته بهية أبيض السريرة ، طاهرا مناضلا على السجية - - - وأنت يا من عاديته بكل ما ملكت من :
الجيش والبوليس وما استحدثت من أجهزة قمعية وبكل تنظيماتك الحكومية والشعبية وما استوليت عليه من منابر الإعلام والمناشط المشبوهة ، المأجورة الأقلام وكل أفرع الأمن والمكاتب ، والغرف السرية ابنى الذى لا حول له بجانب ما حظيتم به من الآلة العسكرية الحربية إلا أنه يفوقكم ألف مرة فى حبه للشعب والوطن إبنى الذى أعطيتموهُ الداء ومنعتم الدواء عنه ثم انتزعتم عن جثمانه الكفن إبنى الذى قد صعد إلى العلياءِ حاملا شكواه ، مثخنا بالجراح قلبه من شدة التعذيب محتقن
لم تقدروا أن تعبثوا بروحه فأوغرتمُ الجراح بالجسد ضيقتمُ عليه حلبة الخناق - وما ضاق بالبلد ضربتمُ الحصار حوله حتى لا يراه أحد وحين غادر – لم تلحظوا – بأنه قد كان فى معيته البلد قد أدخل السودان فى جلبابه نخلة فنخلة وقرية فقرية وبلدة تدثرت فى حضنهِ إثر بلد وخبأ النجوم فى مخلاته ففى ليل الغربة لابد من أن يسامره أحد وكان النيل فى عروقه مزمجرا وصاخبا يجيش فى مدد وفى أضلعه تشابك الصفصاف دون حد
جعلتم قضية الثوار كالحرباء تلبس فى جرمها لون كل شرعة تجد
وصحبه حين دلفوا بجثمانه الطاهر عند بوابة الوطن كانت السماء ساطعة وكانت الأرض بالإشراق والحنين مترعة وجمهرة الطلاب يزحمون ساح الجامعة وكان فى قبضته : حفنة من تراب أم دكة الجعليين وكان غيره قد باع جميع تراب الوطن العزيز للغزاة الفاتحين من عرب وعجم وصين
|
|
|
|
|
|