|
هل تصدق أنها النيوزويك..؟ نقلا عن الشرق الاوسط
|
Quote: هل تصدق أنها النيوزويك..؟
ستكون مغفلا كبيرا لو صدقت ان الافغان قرأوا مجلة «نيوزويك» واثارهم خبرها عن تدنيس القرآن، ثم أخذتهم الحمية على دينهم ونزلوا في الشوارع في مظاهرة عاطفية تلقائية! فمجلة «النيوزويك» لا تباع اصلا في افغانستان، ولا تصل الا متأخرة للمؤسسات والافراد القلة المشتركين. كما ان الخبر نفسه كله من سطر ونصف السطر، باللغة الانجليزية، في بلد أكثرية أهله لا تقرأ حتى بلغتها الاصلية، الفارسية او البشتويه، دع عنك الانجليزية.
واذا كان العالم اصبح قرية صغيرة، الا ان افغانستان ما زالت صحارى شاسعة منقطعة الاتصالات، فوسائل التواصل فيها محدودة، ولا يوجد في افغانستان سوى 15 الف هاتف جوال، معظمها في ايدي اناس غير افغان. كما ان نسبة الامية نحو سبعين في المائة، وهي من اعلى نسب الجهل في العالم. فكيف يمكن لسطر ونصف السطر في مجلة مكتوبة باللغة الانجليزية أن يثير كل هذا الضجيج؟
من المؤكد ان الاساءات ضد الكتب الدينية حقيقة، والتجديف ضد الاديان وعلى رأسها الاسلام لم ينقطع. فالاساءات للاديان موجودة منذ ظهور الرسالات السماوية، وبالتالي لن يكون صعبا العثور على مثل هذه الافعال والتدليل عليها، واستخدامها لاثارة المشاعر ضد الآخرين، وليس فقط ضد الكارهين والعنصريين.
وعندما ينتبه الالاف في افغانستان الى خبر في مجلة لا تصلهم، ولا يعرفون لغتها، ولم تسبقهم الى مثل هذا الاحتجاج امم اسلامية تتحدث الانجليزية، مسألة فيها نظر، وتعبر عن خطورة الدعاية واعتماد التنظيمات المعارضة لها، اكثر مما تكشف عن المشاعر الشعبية التلقائية.
وهناك من يحاول اثارة النعرات بين اهالي الاديان بشكل عام، معتقدين انها اسهل طريقة للاصطفاف المطلوب دينيا او قوميا، نجدهم بين المتعصبين المسيحيين واليهود وكذلك المسلمين، وليس جديدا وجودهم، ولن تنقطع ممارساتهم السيئة ورغبتهم في اثارة صدام بين اتباع الاديان في انحاء العالم. ومن يتصفح المواقع الالكترونية الاميركية، يجد فيها كلاما اكثر مما نسب الى النيوزويك، من اساءات وسخرية مؤذية يمارسها اناس مهوسون بالعداء للمسلمين واليهود ضمن قناعات عنصرية. وبكل أسف فالقانون يسمح بالتعبير مهما هبط وشطح واساء، وكل ما سيجيب به المشرع، ان لم يعجبك فلا تقرأه، وان كان قد ازعجك جدا فانشر ضده. ولا خلاف على خطأ الممارسة وسوء التربية، عندما يدنس كتاب مقدس، لكن ايضا الجانب السياسي للموضوع لا يقل خطورة، كما رأينا في افغانستان اشاعة قضية، بغرض تأليب الشارع في عمل منظم. وهو ما حاولت جماعة اخرى فعل مثله في العراق، وان لم يصدقها احد. ومن خلال مثل هذه المبالغات والاختلاقات، يتم تهييج مشاعر العداء وتجنيد البسطاء لخدمة اغراض لا علاقة لها بالقضية التي سيرت من اجلها المظاهرات. وهذا ما حدث في افغانستان حيث حاولت جماعات مهزومة تأليب الناس.
|
|
|
|
|
|
|