|
في ذاكرة الثورة ... العزيز محمد خليل محمد يكتب قصاصات للذكرى
|
محمد خليل كان الوحيد فينا الذي لا تمضي ذكرى من ايام نضالنا الا ووثقها ووقف عندها وشاركه الجميع عبر صوت الحرية والتجديد الوقوف ... اتاني اليوم يحمل قصصات ودعوة للوقوف .. عرفت ان 15 /5 يوم اسقطه الرهق من ذاكرتي واتى خشية علي من اكون في قوافل النسايين ... اليوم عيد شهداء الحرية والتجديد .. الذي طالما حلقت احلامنا بان تنفتح ابواب كل بيت في الشاسع الرائع لتخليده .. حلمنا بان يعلم اطفال المدارس تاريخنا وتاريخهم وليس كما سقط تاريخ اجدادنا سهوا من صفحات التاريخ في بلادنا... واستكثر القدر حلمنا واحلام الجميع
اقدم لكم هذه القصاصات علنا ننهل ولو باليسير من الحلم بان تشاركونا الوقوف و الصمت والحزن
وله عبركم كل ما تبقى من جمال وروعة
زهرة
كانت لحظة الميلاد .. وكان ميلاد احدهم .. جاء مبتسما .. ودخل في قلوب الجميع بابتسامته العريضة ، وقاتل ضاحكا ثم نام نومته العميقة الابدية دون ان تفارقه تلك الابتسامة .. الجمال .. والوجه الاجمل ، وحديثه يتردد في آذان الجميع " لا تخنعوا .. لا تنكسرو .. لا تنافقوا ... لا توافقوا .. لا ... " بهدوء رحل ميلاد فبكى طفل قرورة دمعتين ووردة نعم عاد مستشهدا .. وعدنا تحجبنا الغيوم الملبدة من عيوننا ... وتغطي قلوبنا غيمات وغيمات .. نركض ولكن !! لا موية لا زفة هرع !... مضى ميلاد وذهب جيمي .. سافر كعوك .. وغادر غبوش .. اختفى جون بول .. ورحل عباس ورتلناهم آيات جميلة ولحنونا ترانيما .. اشجانا .. اشعارا .. وترا اول وبعدا عاشر .. اتجاها تتفرغ منه كل الطرقات. هكذا كان جيمي قويا بعرض عزيمته ، تسكنه قوالب الكرم السوداني جميعها ، فاض عنها وقدم روحه اولى لهذا الكون الجديد ، ثم كان 15/5 يوما اول للافاضل .. الاكارم ... الاقوياء .. السبيل الذي نشرب منه ، رويناهم ورونا مطرا يهمي على صحراء ايامنا .. عاهدناهم شهداء وعاهدونا بان يكونوا هناك في دنيا خاصة ، كانوا الاخلص لهذا الوطن القارة .. نعم للوطن .. ما كانوا لاحد منا وقبل ان يناموا في كل مساء يغنون.. يا كنا نبيعك يا نسرق اخترنا النار الضلها بيحرق وكنا نقولها دون وصاية من احد .. لن نتراجع عن دمه المتدفق في الارض
الان تموت الاشياء .. وتجهض الاحلام .. ويحترق الكوخ بمن فيه ، اسمع ضحكاتهم مجلجلة في الخارج مرة اسمع طرقعات الايادي وهي تتصافح و الضحكة تعلوها وهمس يقول " لا باس ان نمضي باحلامنا تصحبنا اشواق الاسلاميين" حزنا اكبر .. وساعة اسوا من تلك ... تذكرت صديقي الشهيد الحاج الجعلي حينما يردد دائما " اخشى ان ياتي يوما فنقول عليهم – الفارة دقس-" والان لم يقلها احد ... لكن القدر الاكبر منا يذبحهم يقتلهم في داخله ...
ارجو ان لا تاتي سطوري تجارة .. تجارة كما يفعل البعض يجب ان نخطو خطوة واحدة تجاههم ، لتكون البداية نحوهم ، نحو اسرهم وفاء .. صدقا .. نكتب لهم .. صدقا نؤرخ لهم ... صدقا نصادق اسرهم .. صدقا نحتفي بهم في كل عام 15/5 كنت ترحل في دمي وتدور .. ثم تدور ثم تعود لتسكن شاطئيك
محمد خليل محمد الخرطوم 15/5/2005
|
|
|
|
|
|
|
|
|