|
إبليس ... شجاعة ، صدق ، ثبات على المبدأ
|
إبليس .. شجاعة ، صدق ، ثبات على المبدأ
كان إبليس من أكثر المخلوقات عبادة لله . عارفاً لربه ، عالماً بصفاته وقدرته ، وعارفاً لنفسه وقدرها وقدراتها ، فلما خلق الله آدم من طين ( من حمأ مسنون ) وأمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين . رفض تنفيذ الأمر المباشر من خالقه لأنه رأى أن في ذلك إذلالاً له وحط من قدره وهو المخلوق من نار ، المقرب من مولاه . كيف يسجد لهذا المخلوق من طين متعفن ، وِلمَ يُفضل عليه وهو لم يسجد مثله لمولاه ، ولم يقدم ما يؤهله لهذه المنزلة ولم يكتف بهذا الرفض بل وقف في ثبات يناظر مالك الملك جلّ في علاه ويدافع عن وجهة نظره ، ويكرر الرفض ، ويهدد هذا المخلوق وذريته ويتعهد بملاحقتهم وإضلالهم إلى يوم القيامة في تحدٍ سافر للجبار المتكبر سبحانه وتعالى . إن ما قام به إبليس اللعين يدل على شجاعة وصلابة وقوة شخصية وثبات على المبدأ حتى النهاية . ولكن لا يعني ذلك أنه على حق . بل ضال في نفسه مُضل لغيره . رُفعت الأقلام وجفت الصحف .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إبليس ... شجاعة ، صدق ، ثبات على المبدأ (Re: singawi)
|
مناظرة بين إبليس وبين التستري:
قال سهل بن عبد الله التستري: لقيت إبليس فعرفته، وعرف مني أنني عرفته فوقعت بيننا مناظرة، وقال لي وقلت له، وعلا بيننا الكلام وطال النزاع بحيث وقف ووقفت، وحار وحرت، وكان من آخر ما قال لي: يا سهل، إن الله تعالى يقول: " ورحمتي وسعت كل شئ " فعم ولم يخص، ولا يخفى عليك أني شئ من الاشياء بلا شك، لأن لفظة " كل " تقتضى العموم والاحاطة، و " شئ " أنكر النكرات، وإذن فقد وسعتني رحمته!! قال سهل: فو الله لقد أخرسني وحيرني بظفره بمثل هذه الآية، فإنه فهم منها ما لم أفهم، وعلم منها ما لم أعلم، فبقيت حائرا متفكراً، وأخذت أتلو الآية في نفسي، فلما بلغت قوله تعالى: " فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون " سررت وتخيلت أني ظفرت بحجة، وظهرت عليه بما يقطعه!! فقلت: يا ملعون، إن الله تعالى قيد رحمته بنعوت مخصوصة تخرجها من ذلك العموم، فقال ـ عزوجل ـ: " فسأكتبها للذين يتقون " الآية، فتبسم إبليس، وقال يا سهل، ما كنت أظن أن يبلغ بك الجهل هذا المبلغ! ألست تعلم يا سهل أن التقييد صفتك لا صفته!! قال سهل: فو الله لقد أخرسني!! ورجعت إلى نفسي، وغصصت بريقي، وما وجدت جواباً، ولا سددت في وجهه بابا، وعلمت أنه طمع في مطمع عنده، وانصرفت وانصرف. ثم قال سهل: فهممت أن آخذ عن إبليس طريق المعرفة، وإن لم ينتفع بها هو، لقول بعضهم: انظر ما قال، ولا تنظر إلى من قال.
| |
|
|
|
|
|
|
|