الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،،، أما بعد: ـ أكتب لكم هذه القصة وهي ليست من نسج الخيال ولكنها حقيقة حصلت لأحد أسود الإسلام أحد المجاهدين وبالأصح الاستشهاديين... وهي قصة لبطل عملية الموصل الأخيرة والتي كانت في عام 29/ 12 / 2004 م وهو الاستشهادي (أبو المقداد الغامدي ) تقبله الله في زمرة الشهداء......
بيانات عامة عن الشهيد بإذن الله :
الاسم : أحمد بن سعيد بن عمر القنصل الغامدي ... ( تصحيحا لما ورد في وسائل الأنباء ) من جنوب جزيرة العرب من (غامد) محافظة (بلجرشي) من قرية (الصـقـاع) ... العمر : 20 عام .. ولد في دولة الكويت ،، ثم انتقل للعيش في المملكة العربية السعودية ... حيث ترعرع في مدينة الرياض ثم انتقل بحكم عمل والده إلى دولة السودان ولم يتجاوز عمره 14 سنة ،، أكمل دراسة وتخرج بامتياز من الثانوية ثم ألتحق بجامعة أم درمان الإسلامية لدراسة الطب البشري هناك فتفوق في دراسته رغم الغربة التي كان يعيشها بسبب رجوع أهله إلى المملكة.
وكانت لأبو المقداد قصة عجيبة في إلتزامه... (بعد الاختصار) وهي كما حدثني بها شخصيا قبل ذهابه بإسبوعين أو أقلً... يقول رحمه الله : ذهبنا في نزهة إلى نهر النيل ، وبعد أن أعددنا الغداء قرر بعض أصحابي من السودان السباحة قرب نقطة خطرة من نهر النيل.. فقلت لهم أسألكم بالله لا تذهبوا إلى تلك المنطقة للسباحة فلم يستجب أحد لي فغضبت عليهم ولم أسبح معهم وقررت أن أراقبهم من بعيد فإذا بأحدهم يصرخ والماء يسحبه إلى تلك المنطقة الخطرة وبعد أن تم إنقاذه تأثرت بهذه الحادثة كثيرا ، وبعد ذلك ذهبت إلى المخيم لكي أرتب المكان ولكنني أحسست بالتعب الشديد ومن ثم خرجت إلى خارج المخيم فلم أشعر بأقوى من حر تلك الشمس فتذكرت يوم الحشر وقد أثرت في نفسي ، ومن ثم عدت من جديد لكي أقوم بترتيب المخيم فإذا بي أطأ جمرة لم أنتبه لها فكرهت حياتي وكرهت كل شي وتذكرت نفسي والذنوب التي أذنبتها وتخيلت نفسي في نار جهنم وأنا أذوق حرها وأهوالها فقررت أن ألتزم وأعود إلى الله لكن المشكلة هي من الذي سيُعِينني على فعل الخير ويساندني ويرشدني .. فعرفت قيمة الصحبة الصالحة فحرّمت على نفسي الخروج من المنزل وقمت بمراجعة نفسي في تلك الفترة...... وفي يوم من الأيام وأنا على تلك الحال أتت أمي من الرياض واشترت لي بعض الهدايا( بحكم أنني ساكن بمفردي في السودان) واشترت لي من بين الهدايا شريط الشيخ (خالد الراشد) حفظه الله وهو بعنوان (من حالٍ إلى حال) فلما استمعت إلى هذا الشريط أحسست بالرغبة في البكاء الشديد ،،، فبكيت إلى أن سمعتني أمي .. فقررت الإلتزام بعدما سمعت قصة (حسان ــ وهو في جنة الرحمن ) ((وهي التي ذكرتها في أحد مواضيعي من قبل)) . وفي نفس اليوم رأتني أمي وأنا أتلفت أشرطة الأغاني والأفلام التي كانت بحوزتي وقد عاهدت الله على عدم الرجوع إليها ... وبعدها بيوم قالت لي أمي ماهو سبب تغيرك يا أحمد فقلت لها هي ثلاثة أسباب : الأول قصة نزهة النيل. والثانية هي سماع الشريط . والثالثة لا أستطيع أن أقولها لك وهي رؤيا رأيتها في المنام. ((وبعدها بعدة أشهر أخبرني بالرؤيا.)) وهي .............. أنه في تلك الأيام رأى الرسول عليه الصلاة والسلام وهو ممسك بسيف ثم قبلني وأعطاني السيف وقال لي: جاهد يا أحمد فإن في استشهادك نصرٌ للإسلام والمسلمين وفتح باب الجهاد في فلسطين ....... إنتهت الرؤيا....
وبعد عدة أيام ذهبت إلى المملكة العربية السعودية لزيارة أهلي وزيارة المسجد الحرام للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان .... وبعدها زرت مدينة بلجرشي فقررنا أن نذهب سوية إلى مكة ولكن لم يكتب الله لنا ذلك ...... وبعد أن رجع أحمد رحمه الله من مكة رأينا منه العجب العجاب فلقد كان يحب الصوم وكان يحب الإكثار من قيام الليل و أصبح متواضعاً جداً وكان خفيف الظل يكثر من المداعبة ....... ولكن كان يحمل هم الأمة في قلبه ولم يكن يظهر أي شئ أبداً خوفاً من الرياء رحمه الله وتقبله ... ولقد قلت له مرة من المرات لماذا لا تفكر بالذهاب إلى الجهــاد فقال لي يا أبو الوليد ،،، أريد أن أكمل دراستي... فلم يكن راغبا في أن يوضح لي نيته وأنا من المقربين له فقد أوصاني رحمه الله بأن أكون (صندوقا مغلقا) إلى أن يكتب الله لي أي شئ أو الجهاد وقال لا تظهر للناس أي شئ .................. ولقد قال لي وهو في مكة أنه قد (قابل القائد المجاهد الفلسطيني الشيخ خالد مشعل حفظه الله رئيس حركة حماس) وأنه رأى رؤى كثيرة في الرسول عليه الصلاة والسلام وأخبرني بواحدة منها وهي : أنه رأى نفسه مع رسول الله فوق بساط والبساط يرتفع لأعلى وهو أقرأ القرآن .......
أما قصة ذهابه إلى أرض الرافدين فقد كانت عجيبة وهي: رغم توافد الشباب إلى أرض الجهاد ولله الحمد وانتظارهم للدخول منهم من ينتظر شهر أو شهرين ومنهم من لم يوفقه الله للدخول إلاّ أن أحمد في إسبوع واحد تيسر له الدخول وانظم لكتيبة الإستشهاديين التابعة لقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ومع كثرة الإستشهاديين وانتظار كل واحدٍ منهم لعمليته إلا أن أحمد قام بشراء شاحنة
وبشراء القنابل بماله الشخصي..... وفي ثلاث أيام من دخوله نفذ عمليته المباركة ضد الأمريكان ورغماً من أنّ العملية كانت لواحد من المجاهدين الفلسطينيين أبو منذر إلا أنه أبى وقال له أحمد والله يا أبا منذر أني غداً في الجنة ........... فوافق ونفّذ عمليته المشهورة واختاره الله من بين الآلاف المنتظرين العمليات ...
فلله دره ،، فلله دره ،، فلله دره من البطل أسأل الله العظيم أن يتقبله في عداد الشهداء وأن يلحقني وإياكم به ويجعل خواتمنا شهادةً في سبيلك يارب العالمين.....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة