دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!!
|
الشوارع تصخب بالاغنيات والصبايا الجميلات.. شارع الحرية الذى يشق مدينة اسمرا يحتشد لايام احتفاء بيوم الاستقلال.. فى اليوم.. وعند الشارع تتكثف الدلالات والرمز فى تعبيرات عميقه وثقنها فتيات اسمرا فى ملحمة فنية فى استاد اسمرا .. ارتريا فى مشوارها ونهضتها لكل فرد دور وحركة ومعنى.. المرأة عنصر مؤثر يتشارك الرجل نضالاته ومشروعاته للبناء وللحيوات الجميله.. أصدقائى.. هيثم ومجتبى سعيدعرمان وعمر الحاج يطربون وهم يحضرون مشهدا من الثقة والجمال .. لفت انتباههم أن المرأة هنالك اكثر حضورا,,, فى ميدان القتال..فى الحقل ..الفن..ويعرفن المعنى.. فتيات اسمرا وجدننا ..وأصدقائى مثخنين بالجراح..بلادنا ذاخرة بالثروات سوى انا متفرقين أيدى سبأ,, سوف نحكى..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمد عكاشة)
|
أسمرا الجميلة
ـــــــــــــــــــــــــــ
محمد عكاشة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]
لأكثر من اسبوعين تزينت مدينة اسمرا فى هضبتها الشاهقة ووجهها البسام وهى ترفل فى حلة زاهية تحتفل بعيد الحرية والاستقلال فى مشهد مبهر وخلاب...الطرقات تزدحم بالناس والورود وصوت الناي...
شارع (الحرية) وللاسم دلالته ورمزيته ..الشارع على امتداده فى حال من الطرب والفرح الاصيل يرقصون ويسمرون حتى مطلع الفجر فى طلاقة عجيبه واحساس مدنف لشعب ناضل ليكون ذاته ومعناه...
الشعب الاريترى فى غمرة احتفاله بيوم استقلاله يحفظ لأهل السودان معروفا جميلا أن امتدت الاواصر بينهما فى كل الظروف ,,,, عاش اهل اريتريا بيننا دون تمييز فى تعايش وانسجام وصلات ممتده ليس فى الحدود فى كسلا والقضارف فحسب ولكن فى معظم اقاليم السودان كشعب واحد...
الفن السودانى كان حاضرا فى أرجاء مدينة اسمرا ضمن احتفالاتها فحيثما تجولت فى الطرقات مساء تسمع اغنية عبر مكبرات الصوت للموسيقار محمدوردى الذى يحظى بشعبية كبيرة وكذا معظم الفنانين السودانيين فى اعجاب لانظير له الامر الذى يعكس عمق الصلات بحسب التقاطعات الاثنية والثقافية خصوصا مع أهل شرق السودان وقد يتبدى ذلك من خلال فنونهم الشعبية وعروضهم ولهجاتهم المشتركة ...
الاحتفال الرسمى بعيد الاستقلال كان عملا ملحميا فى استاد اسمرا حيث قدمت مجاميع من اكثر من ثلاثة الف فى اعمار مختلفه عروضا مسرحية وغنائية جسدت معنى نضالات امة وتطلعاتها نحو المستقبل والمجد....
العروض كانت عملا ساحرا أدهشت الضيوف من السفراء والوفود المشاركة فى لوحات باهرة...
شركة سودانير فى مشاركة كبيرة للشعب الاريترى حملت على متن طائرتها الايربص وفدا له وزنه وتخيرت ليوم الاحتفال بالاستقلال اعلانا لانطلاقة رحلاتها الى اسمرا وافتتحت محطتها هنالك دعما للعلاقات بين البلدين وتوثيقا للصلات بين الشعبين فى خطوة متقدمه واستاذنا محمدطه القدال فى جحفل من الحضور المهفهف فى فندق (أسمرا بالاص ) ضمن برنامج سودانيرالذى أعدته يهدى الى روح الشهيدين عمار وحكيم محمود الشيخ قصيدته البديعه (أسمرا نايى سيباح ) وقد أهاج أشجان الاخوة الارتريين فى مشهد مؤثر وبليغ...
شكرا جميلا اسرة سودانير وعبركم الى شعب اريتريا وحفاوته البالغه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: khatab)
|
الفنان محمد عكاشة ايها المسكون بعشق الهضبة حد الجمال كنا عبر ذبذبات التلفاز نحاول التقاط نبض الفرح هناك .. تهادي خبر تشريفكم لمدينة الربيع الدائم (اسمرا) الينا -كما ذكر العزيز خطاب - انت ونخبة من الكبار ..محمد طه القدال - واحمد طه وآخرون كثر حملتهم مشاعر الوفاء في يوم الوفاء شارع الحرية / او كوميشتاتوا ...وهو يضج بلون الفرح ويستعيد الذكرى .. ياله من مشهد تمنيت حضوره ..
هناك حيث دفنت كل ذكرياتي واحلامي وسنوات الصبا والعنفوان .. هناك حيث ما زال يحيا أهلي واحبتي وآمالي هناك حيث لا مفر من العودة ذات يوم وان طال السفر وان طال السفر
لك حدائق القرنفل ..من ارترا ناي صيباح يا عكاشة سأقيم هنا حتى اكتمال موسم آخر للأفراح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
Quote: هناك حيث دفنت كل ذكرياتي واحلامي وسنوات الصبا والعنفوان .. هناك حيث ما زال يحيا أهلي واحبتي وآمالي هناك حيث لا مفر من العودة ذات يوم وان طال السفر وان طال السفر
لك حدائق القرنفل ..من ارترا ناي صيباح يا عكاشة سأقيم هنا حتى اكتمال موسم آخر للأفراح |
ياسلاااام على الروعه شكرا جميلا محمودابوبكر سنكون معك فى مواسم الافراح واصل ياجميل محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمد عكاشة)
|
امس واليوم نواصل الأحتفال مع الأخوة من الهضبة الشماء بدعوة كريمة من الستاذ علي ابراهيم سفير اريتيريا في الدوحة لبينا النداء لنعود بالذاكرة الى سنة 199 وانا مدير مسرح الثغر ببورت سودان حينما حلت علينا فرقة الجبهه الشعبية الأريتيرية وقمت باخراج اوبريت ، اودبنا ـ تنظيمنا ،،، وسعدت غاية السعادة وهم يؤدونه بنفس الإخراج الذي وضعته لهم منذ سنوات المهم استعدنا الذكريات ورفصنا تحت الأمال العراض بالتقدم والإزدهار مودتي ومحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: كمال ادريس)
|
الاخ محمد عكاشة
تحياتي
اْهديك اْجمل ما قراْت عن اسمرا ماخطة يراع صديقي المهندس مصطفي اْبوعلي لة التحية وعاطر الاشواق
أسمرا .. درة القرن الأفريقي !!
مصطفى أبوعلى*
مدخل أول:
أن تمتطي صهوة حصان أبيض.. و تحلق في الفضاء.. وأنت تمشي الهوينا في زقاق حارتك..ان تتضجر من زحمة العمل وكبت المشغوليات..أن تتوه وتقرف وتبحث عن مخرج من الغرفة التي أنت فيها... غرفة نومك..! أن تستغرب لماذا يتشاجر الناس على إشارات المرور ؟!! أن تنتحب و تبكي بحرقة .. ويستغرب زملاؤك ابتساماتك.. وصفاء وجهك... أن لا تغفو عيناك ساعةً من نهارٍ أو مساء .. و تسعد بنشاطٍ غير إعتيادي .. إذن... صباحُك .. سُكَر .. أو نهارك سعيد .. اسمعها منى : سافر ففى الأسفار عدة فوائد ...!!
أدب الرحلات والأسفار:
لعل كتابة الخواطر وأدب الرحلات والمشاهدات هى فن قائم بذاته .. للتاريخ .. الزمان.. المكان.. والأنسان . أدبٌ له أهله واصحابه الذين يمتلكون ناصيته ويعلمون مضاربه .. ولاأدعى أننى منهم ولكننى أحاول قدر المستطاع رصد وتوثيق الأماكن التى أزورها.. وهى غالبا ماتكون رحلةٌ فى بانوراما الحاضر وأعماق التاريخ ، وسياحةُ فى بقاع الأرض نتعرف من خلالها على ثقافات الشعوب وعاداتهم المختلفة وكذلك نمط حياتهم وسبل كسب العيش عندهم .. ولعلها أيضا تجسد متعة الأسفار والترحال .. وتوثق له برصد أعماق ماتستمتع به وتشاهده أو تستشف من خلاله جماليات لايدركها الا من يتأملها ويغوص فى تفاصيلها . ولعل زميلنا الصحفى الرائع (ايهاب اسماعيل) هو من ورطنى فى هذا المجال عندما جئته أحمل أوراقى وأنا عائدُ لتوَى من رحلة علمية فى الأردن .. وأبى الفضول عندى الا ان أغامر بالدخول الى (دمشق) فى طريق عودتى الى أرض الوطن.. فقد دخلتها وحواشيها زمردةُ – كما يقول شوقى – لأستمتع بأكتشافى مجاهيل دمشق وأزقتها.. وحواريها.. ومقاهيها .. وكنت قد رصدت كل تلك المشاهدات فى مقال بعنوان: " عشرة أيام فى الشام" .. فما كان منه الاان قام بنشرها فى صحيفة (ألوان) تحت عنوان : (من دفتر سائح).. ! سامحك الله يا ايهاب فقد ألزمتنى بأن أدوِن فى دفاترى كلما زرت بلداً حتى التقيك وانت فى منفاك فى (جنيف) تكابد صقيع أوروبا هناك.. فهاأنذا اليوم أكتب مرةً أخرى من دفتر سائح ...!!
الرحلة الى أسمرا :
وهكذا كانت رحلتنا الى أسمرا… هى خطوات أولى ليست بالقصيرة فى مشوار معرفتنا بحسن الجوار وبعمقنا الأفريقى ومن اللبنات الأولى فى بناء جسور التواصل بين شعوب أفريقيا ، ولعلنا أهملنا جانباً مهماً هو امتدادنا التاريخى فى هذا الجزء العزيز من قارتنا السمراء .. وذلك حين ادرنا ظهورنا لعمقنا الأفريقى مما أدى لأصابة هويتنا بعرجٍ أعاق مسيرتنا الحضارية .. بل وعقد علينا حياتنا بما برز من مشاكل وصراع هوية، وغبن تاريخى ظللنا ندفع ثمنه حروباً مدمرة ونزاعاتٍ لاتنتهى . إن إرتريا كبلد حديث الولادة في القارة السمراء وكموقع استراتيجي بإطلالته علي البحر الاحمر لفت انتباه الرحالة البرتقاليين واليونايين قبل الاف السنين ثم الاستعمار الغربي الحديث لهو جدير بجذب السواح في هذا العصر الذي توفرت فيه وسائل النقل وتنوعت . يتمتع هذا البلد الصغير - بغض النظر عن موقعه بين اسيا وافريقيا وملائمته للجزيرة العربية عبر البحر - بمؤهلات سياحية هامة حيث يتميز بطبيعة خلابة لم تصل اليها يد الانسان تنجلي في الاشجار الوارفة والخضرة الجذابة والمنعرجات التضارسية والوديان السحيقة علي قاع السلاسل الجبلية والسحاب الناصع البياض المتنأثر علي قمم الجبال علي ديمومة من الزحف صعوداً وهبوطاً .. أضف الى ذلك الشواطئ العذراء علي ساحل البحر الاحمر والجزر البكر المتناثرة علي مياه البحر الاحمر الصافية كالسكر ..!! والاشجار القديمة التي يعود بعضها الي الاف السنين قبل الميلاد .. آثار أمم مضت منذ زمن سحيق مثل الآثار المسيحية القديمة، كما ان ارتريا اول موطن تطئه قدم مسلم بعد مكة المكرمة ، اضف الي ذلك القلاع التركية القديمة واثار الاستعمار الغربي وأثار الحرب المدمرة والتى تعد اطول حرب تحرير في افريقيا في مواجهة اشرس واقوي جيش في افريقيا .. وفوق هذا وذاك الشعب الارتري المضياف مع بساطته فإنه اية في كرم الضيافة بتنوعه الثقافي وفكلوره التراثي ومدنه الصغيرة والمتواضعة لكنها قمة في التناسق والنظافة والجمال . كل هذا جدير ان يجذب السواح.. ومن رأي ليس كمن سمع بل قطعاً ستكون زيارتك لأرتريا زيارة في الذاكرة ... فقد تزامنت رحلتنا الى أسمرا مع تنزيل اتفاق (سلام الشرق) الى أرض الواقع.. فكانت هذه الزيارة للجنة الفنية السودانية لدولة ارتريا فى اطار تقوية وتطوير علاقات الحدود وتنفيذ مشروعات التكامل مع دولة ارتريا . ففى فجر يومٍ خريفى جميل من أيام كسلا الرائعات .. كان يوم الخميس السادس من سبتمبر سنة الفين وسبعة وكسلا تشهد اجواءاً خريفية رائعة تحركت العربات التى تقل الوفد متجهةً شرقاً تمخر عباب الفضاء الشاسع الممتد حتى وصلت الى الحدود السودانية الأرترية فى منطقة اللفة عند نقطة (14) حيث استقبل الوفد استقبالاً رسمياً من الحكومة الأ رترية .. ثم تحرك الوفد بصحبة عربتين أخريين الى مدينة (تسنى) والتى تبعد قرابة ال 27 كيلومتراً من اللفة .. ثم وقف الوفد على المشروعات المنفذة بواسطة شركة ( سقن ( SEGEN وهى شركة رائدة تنفذ عدداً كبيراً من المشروعات فى تلك المناطق وعلى رأسها المستشفى المرجعى كمؤشر للدور الكبير الذى تقوم به هذه الشركة تجاه المواطنين فى تقديم الخدمات الأساسية .. وبعد ان قطعنا قرابة ال 60 كيلومتراً توقفنا فى مدينة (هيكوتا) التى يوجد بها النصب التذكارى للمناضل حامد عواتى مفجر الثورة الأرترية . ثم تحركنا قاصدين مدينة (بارنتو) والتى تبعد عن تسنى مسافة 130 كيلومتراً لنصلها فى تمام الواحدة ظهرا. وبعد استراحة الغداء والذى عادةً مايكون متمثلاً فى الوجبة التقليدية لدى الشعب الأرترى والذى يتكون من الكسرة الحبشية المخمرة (الانجيرا) مع اللحم المطبوخ بالطماطم والشطة الحارة والذى يعرف بـــ (الزغنى) وتتكون المأكولات الشعبية الارترية من خليط من البهارات الحارة والاعشاب ذات الرائحة الزكية وبذلك فان المائدة الارترية تجمع خليطا من الاصناف بدأ من المقبلات المشهية التي تقدم اولاً، وانتهاءا بالوجبة نفسها.. والمطاعم في المرتفعات غالباً الاطعمة فيها تمتلئ بالشطة والفلفل الاحمر (بربري) وتشكل الانجيرا الوجبة الرئيسية بجانب بعض البقوليات كالعدس والفاصوليا وبعض الخضروات المطبوخة خاصة وان المسيحين يعتمدون عليها في ايام صومهم . وعادةً ما تكون الوجبة الأرترية مصحوبةً بالقهوة التى تعد بطقوسٍ جميلة.. مفعمة برائحة البن المقلى والفشار(العنبابا).. والعبارات الجميلة مثل: (طعوم بن) ، أى قهوة طيبة وجميلة .. ولابد لك ان تقولها لمن تعبت فى اعدادها كأنما تشيد وتستحسن منها هذه الصنعة الرائعة التى يستمتعون فيها بأحتساء القهوة والتى يحرق فيها البخور لطرد الأرواح الشريرة ً وجلب الخير حسب مايعتقدون.
أرتريا : الطبيعة .. الطبيعة فى أبهى مناظرها:
ستصاب بالدهشة بلا ادني شك عند اول زيارة لك لارتريا وسوف تثير فيك الدهشة تلك المناظر الطبيعية الخلابة التي اودعها الله هذا البلد الصغير ، وسواء كنت قادماً عبر الجو أو البحر أو البر ستجذبك بكارة الارض واللون الاخضر اينما اتجهت.. والسحب الكثيفة في حركة ديناميكية تصعد وتهبط .. تغدو وتروح في الهضاب بين التلال الخضراء ...!! سوف تستمتع بالمغامرة في المنحنيات الجبلية الشاهقة واسفل الصدوع الصخرية ، وسوف تصاب بالدهشة مرة اخري وانت تتسلق الجبال الخضراء او تهبط منها بابداع الانسان الارتري في صناعة تلك المنعطفات التي احكم بنائها وسط تلك الصخور ، حتي اصبحت طرق ملفوفة مع انك تجد نفسك وكانك معلق في الهواء وانت في قمم الجبال كما لا يخطر ببالك انك ستصعد تلك الجبال وانت في الوديان السحيقة في قاع الجبال . انها لحظة متعة وانت داخل تلك السحب الكثيفة وهي تزحف معك كانها الدخان والهواء النقي المنعش سيجعلك تحس بسعادة ومتعة لم تتخيلها من قبل . وفي الهضبة ستجد السهول الوديعة الساحرة وقطعاناً من الابقار والماعز تتوزع هنا وهناك في منظر بديع والرعاة من الاطفال تعلو شفاههم بسمة البراءة تسر الناظرين ومدرجات التين الشوكي في الجبال مصحوبة بالاشجار الخضراء ... اشجار البان المتناثرة في شكل مجموعات في المرتفعات ، والغابات الكثيفة في القاش و.. و... ثم تحرك الوفد قاصداً منطقة (كعلاى) التى تنتشر فيها أشجار الدوم بكثافة شديدة وهى – أى اشجار الدوم- تقل تدريجياً كلما توغلت الى الداخل حتى تصل الى منطقة أغردات.. وعند تمام الرابعة عصراً وصل الوفد مدينة (أغردات ) بعد ان قطعنا مسافة 67 كيلومتراً على طريق الأسفلت الذى يشق الجبال وينبسط ممتداً على السهول وقد وضعت عليه بعض المزلقانات التى تسهل انسياب الماء المنحدر من المرتفعات الأرترية المنتشرة على طول الطريق وتحيط به من كل جانب حتى وصلنا كبرى مشيد على (خور بركة) الشهير والذى يقطع مسافات من الجنوب الى الشمال حتى يصل الى منطقة طوكر ... وهكذا تتواصل الرحلة حتى تصل الى منطقة (عدردى) حيث تودع بعدها اقليم (القاش بركة) .. وحيث يبدأ بعدها اقليم (عنسبا) وعاصمته (كرن) .. وكلمة عنسبا تعنى (عين سبأ) .. ولعلنى اعرج هنا الى التقسيم الأدارى فى دولة ارتريا والتى تتكون من ستة أقاليم ذكرت منها اثنين والأربعة الأخرى هى .. الأقليم الأوسط وعاصمته (أسمرا) والأقليم الجنوبى وعاصمته (مندفرا) والتى تشتهر بمزارع القمح والشعير والطاف الذى تصنع منه الكسرة الحبشية .. وفي الأقليم -كذلك- توجد مدينة (سنعفى) أو (صنعفى) التى اشتق اسمها من صنعاء وبها بقايا آثار مملكة أكسوم التى هى امتداد لمملكة سبأ.. كما هو معلوم. أما الأقليمين الآخرين وهما فى الساحل الشمالى اقليم شمال البحر الأحمر وعاصمته (مصوع) وهى الميناء الرئيسى .. واقليم جنوب البحر الأحمر وعاصمته (عصب) وهى ميناء أيضاً. عودة مرةً أخرى الى اقليم (عنسبا) والذى تتواصل منه رحلتنا وأول مدينة تلتقيها هناك هى (حقاز) وربما حتى هذه النقطة لاتشعر بالفرق الكبير بين السودان وارتريا من حيث التشابه فى القرى الحدودية فى كلا البلدين وكذلك المناخ .. بيد انه يبدأ الفرق فى كل شىء ابتداءاً من المناخ اضافةً الى كثرة الجبال والطرق الملتوية وكثرة الكنائس والمبانى الحجرية العتيقة جنباً الى جنب مع المبانى الحديثة ..
وبعد مسيرة 81 كيلومتراً من أغردات دخلنا مدينة (كرن) والتى تميزها الكاتدرائية الضخمة فى قلب المدينة هى منذ (سانتا أنطونيو) فى عهد الطليان. ووقفنا على المسجد الكبير المكون من طابقين يخصص الطابق العلوى منه مصلىً للنساء وطابق تحت الأرض عبارة عن مدارس قرآنية ومركز تجارى ملحق به.. ليستمتع به أكثر من ثمانين ألفاً هم تعداد سكان مدينة كرن تقريباً. المسجد الضخم المكوَن من طابقين ومئذنتين والذى يحتل مساحة 1500 متر مربع بدأ العمل فيه العام 2006 وسيكتمل بناؤه مطلع 2008م هو ممول من الحكومة القطرية .. ولعله بذلك يعد أكبر مسجد على مستوى أرتريا كلها ... وكرن مدينة جميلة ونظيفة .. تترآءى وكأنها نحتت من الجبن..!! تتميز أبنيتها بالبساطة والأناقة أشبه ماتكون على الطراز الأوروبى .. وحتى القطاطى لها نكهة خاصة .. وتنتشر على الجبال فى شكل مدرجات يكسب المدينة طابعاً يميزها عما سواها .. وهذه تعد ميزة تفضيلية لتنشيط السياحة بين البلدين.. وهو مايعرف اصطلاحاً بــــ .. (Domestic Tourism)
وعند السادسة مساءاً خرجنا من كرن قبيل الغروب والشمس تلملم خيوطها الذهبية ايذاناً بوداع يومٍ سيظل فى الذاكرة.. والجو يزداد برودةً كلما تقدمنا والضباب يكسو قمم الجبال الشاهقة والتى بدأنا بالصعود اليها رويداً رويداًحتى وصلنا الى منطقة (عيلا برعت) .. وماأدراك ما عيلا برعت ..!! انها مدينةُ تكسوها الخضرة من كل جانب وتنتشر الزهور بجانبى الطريق المتعرج وهو يتلوى بينها يتسع حيناً ويضيق أحياناً والخضرة التى تملأ ناظريك لن تمر دون ان تمتلأ رئتيك بالهواء النقى والنسيم العليل .. انها عيلا برعت تلك المدينة الوادعة التى كانت مرعى خصب للأبقار البيضاء .. وهذه ترجمتها حسب افادات مرافقى الأرترى داخل العربة الأخ (عبدالحميد) .. وهى بحق جميلة وملهمة فهنيئاً لمن يسكن هذا البستان الكبير..!! وهذا المنظر الأخاذ، منظر السحاب تحت الجبال يتكرر كثيرا وتراه وانت جالس بكل هدوء داخل العربة التى تمر بك من تسني الي اسمرا مرورا ببارنتو واغوردات وكرن وعدة مدن ارترية جميلة ولا بد من ربط الاحزمة لكل من لم يتعود علي مثل هذه المناظر لان الطريق معلق بين السماء والارض ويمر بالجبال كالافعي رغم ضيقه فى كثير من الأحيان.. وغالبا ما تكون المركبات لواري شحن في معظمها ولكن وكما يقولون: (السايقه واصله) ..! وتتواصل الرحلة والجو يزداد برودةً .. والجبال تزداد كثافةً وعلواً وتعرجاً مخيفاً .. وكأن العربة تمشى على حلزون ومن بداخلها واجمون خوفاً ولا أحد منهم يلتفت الى الهاويات السحيقة .. فمنهم من يعلق بأنها مثل جبال الهملايا أو هضبة التبت وبين من يتحدث بمعلوماته الجغرافية ومن يسرد معلوماته التاريخية عن دخول الجيش السودانى (كرن) : "و فى ثانية دخلن كرن".. وكيف انها شهدت نهاية الحرب العالمية الثانية.. وهكذا والعربة تئن أنيناً يقطع أزيزها صوت (مبارك حسن بركات) وهو يشدو بأغنيات الحقيبة الخالدة... ياجوهر صدر المحافل روحى معاك اتلطفى بها وأحياناً أخرى يقطع صمتنا غناء عثمان حسين وهو يروى (قصتنا) مع بازرعة .. قصة للحقيقة .. قصة حب أقوى من الحقيقة.. ويرسل جواب للبلد : لكل طائر مرتحل عبر البحر .. قاصد الأهل وقد حمله أشواقه الدفيقة .. للمحبوب وللوطن .. لترابه وللدار الوريقة..!! وكأنها تحكى وتدلل بذلك على عمق العلاقات الأخوية .. وشدة الأرتباط بين الشعبين الشقيقين وأزلية العلاقة التى تربطهما بكل عوامل التاريخ والجغرافيا... وهكذا والعربة تواصل مسيرها حتى دخلنا منطقة (عدى تكليزان) ومنها بدأت رحلة التدحرج والأنحدار حتى قطعنا مسافة التسعين كيلومتراً المتبقية التى توصلنا الى (أسمرا) حتى دخلناها وهى مبللةُ بأمطار خفيفة وكأنها خارجة لتوها من حمام تغازل وتفتح أذرعها مرحبةً بالقادمين.. اذن نحن الآن فى (أسمرا) درة القرن الأفريقى .. أو روما الصغيرة (The Little Rome) كما يحلو للبعض تسميتها بذلك لأن الطليان كانوا قد بنوها على طراز (روما) عاصمتهم.. بل ليس هذا فحسب .. وانما حتى اسماء الشوارع والأحياء هى اسماء ايطالية مثل (كازاباندا طليان) و(ترافولو) وغيرها.
وأسمرا مدينة ساحرة ذات طقس مريح وطراز معمارى فريد مما جعل كاتباً يقول إنها مدينة صممها وبناها ثوار ويسكنها ثوار- فعندما أراد الإيطاليون الذين كانوا يستعمرون ارتريا بناء حاضرة لهم أسندوا الأمر فى مطلع القرن العشرين لعدد من المعماريين الشبان الذين كانوا يودون تغيير جميع الأنماط المعمارية السائدة فى أوربا آنذاك ووجدوا فرصتهم فى بناء أسمرا ولذا تجدها فريدة فى فنها المعمارى- ومن حسن حظ المدينة إنها وبعد ثلاثين سنة من حرب التحرير لم تدمر- وأول ما يسترعى انتباه الزائر النظافة فأسمرا بلد نظيفة للغاية مقارنة حتى بالعواصم الأوربية ..!! النماذج المعمارية العتيقة – عادةً - لها سحر وألق خاص ووقع فى النفس البشرية انها في النهاية إبداعات هذه الاصابع الخلاقة.. وهو نوع من الاهتمام البديع للأنسان ... بدأت هذه الاصابع الماهرة تستخدم المواد المحلية البسيطة جدا و التي لا تلفت لوحدها اهتمام اي انسان لتشكل منها نماذج فنية ذات قيمة جمالية وهي تضيف بذلك لتلك المواد البسيطة إمكانية العطاء و الفن... ويعطي ذلك الصنيع الانطباع بأن المادة لا تصبح غنية لوحدها.. وطالما كانت كذلك فهي لا تعطى الانسان انما الانسان هو الذي ينحتها، يرسمها، ينمنمها، يعجنها، يشكلها، يهبها هذا الثراء وهي البسيطة جدا والتافهة جدا أحيانا.. وإذا كان ذلك هو جانبا واحدا من حوار الوجود والفن فان هذه الاصابع الماهرة تمضي لتبدع – وان كانت لا تعقل مثل هذا النوع من التفلسف – تمضي لتبدع ألوانا من الأشكال او لتعيد لبعض الأشكال الموجودة بعض الجماليات الضائعة من خلال هذه النماذج الموجودة أمامنا ، هذه النماذج الهندسية المعمارية الموجودة في انحاء متفرقة من العالم وأخرجتها في أشكال غاية في الدقة و البناء وهكذا ترافقنا هندسة هذه الاصابع الماهرة حتي مسجد مصوع، كنيسة مصوع، مسجد اسمرا، مبني الفاتيكان في ايطاليا، قاعة افريقيا في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، أعمدة روما، كنيسة دومو ميلانو، برج ايفل في باريس، اهرامات مصر، و البيت الأبيض الامريكى .. وغيرها من المعالم البارزة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: ايهاب اسماعيل)
|
كنت أحد الذين قدمت لهم الدعوة الكريمةمن سودانير لزيارة أسمرا الجميلة والشعب الأريتري يحتفل بعيد إستقلاله المجيد وقد تهيأت لإستعادة ذكرياتي في أسمرا التي زرتها قبل أربعة عشر عام فتركت في نفسي آثاراً لاتنسى ولكن ما أبأسني فقد حالت أسباب قاهرة دون أن ألبي الدعوة فيا لحزني يا صديقي عكاشة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمد عكاشة)
|
Quote: كنت أحد الذين قدمت لهم الدعوة الكريمةمن سودانير لزيارة أسمرا الجميلة والشعب الأريتري يحتفل بعيد إستقلاله المجيد وقد تهيأت لإستعادة ذكرياتي في أسمرا التي زرتها قبل أربعة عشر عام فتركت في نفسي آثاراً لاتنسى ولكن ما أبأسني فقد حالت أسباب قاهرة دون أن ألبي الدعوة فيا لحزني يا صديقي عكاشة. |
ابو السعادات خليك جاهز لشهر يوليو تمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: بخاري عثمان الامين)
|
اودية الدوم (عكاد) وسكان المرتفعات إبتسامة قرماي (سائق البص) من الحدود(13) الي تسني تخفف عناء الطريق تم إدارة مؤشر الاغاني صوب ندى القلعة ليشع فى البص جو من الطرب إحتفاء بالقادمين كسر للحاجز ومقدمة لسفر ضخم من التضحية و البسالة والاقدام ............. أبتسامة رجل الامن الاريتري... الشاب جمال قمة التواضع والاحترام ونحن بصحبته وفورم التحرك صوب اسمراء فالرجل من سكان الكلاكلة اريترى الجنسية انتظر لما بعد الدوم ليكمل الاجراءات ويبادلنا الذكريات ن الثورة العظمية وذكريات التحرير واخبرنا ان ذكرى التحرير بدات من السودان واكتملت باسمراء حين دخول الجيش الشعبي لتحرير ارتريا... فالرجل مال بالحديث عن السودان ترك القلم لبرهة متذكرا امل السودان الدكتور جون قرنق دي مابيور (نحن والله مامحظوظين)عبارة خص بهاالسودان وارتريا... عبارة زينت مكتبه ولفتت إنتباهنا (هنايتم التعامل مباشرة ومن دون وساطة)ابتسم لتعليقنا للعبارة فالثورة هنا تجعل الكل سواسية ولا احد فوق القانون وللشهداء احترامهم ومكانتهم السامية..... تسني امطرت للثورة وتغنت للثورة ورقص سكانها للتحرير عشنا معهم ساعات الفرح وعشقنا معهم وطنهم وطننا تغنو للتحرير واحتفلو بقدومنا.... نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: omar alhag)
|
من جمالك نستشف ما هو كل جميل....شكرآ إبن اخى محمد عكاشة..
ألأخت/الخلوقة ناهد بشير الطيب......لك من الود أجزله...
Quote: تقييمك للاشياء والاماكن يعتبر من باب صادق المشاعر التحايا عبرك لاسمرا وفتياتها ...
ومازالت ترنيمات زيارتك التوثيقية قبل ذلك لاديس ابابا معنا ابد الدهر
افتقد هنا اسماعيل محمد عباس |
محمد عكاشة مفتون بالجمال وبالذات الجمال الروحى..حيث ما وجد وجد الجمال والناس الجميلين..ولم يبخل على طيلة عمره بمدى بكل جميل من معارفه وأصدقائه المنتقيين...
بس انا مشفر..وهو ما مشفر..خوفى لوتابعتو قيامتى تقوم..يا ناهد كان عايزين نذوق ما فى طريقة؟؟.....تسلمى على تفقدك لى..ويسلم محمد عكاشة البجمعنا على رحاب الجمال وألأبداع..ويسلموا كل المتداخلين الحلوين...
مودتى شلال من الجمال والفرح.................إسماعيل محمد احمد عباس...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: ismeil abbas)
|
العزيز جدا عكاشة .. عبرك التحايا لهذه الاسماء التى كثيراً ما زينت دروبنا بالجمال ( كل واحد منهم قصيدة) .. سأعود للحديث اليهم وعنهم ومعهم حتى ذالك الحين اهديك والجميع القصيدة التى كتبت في العام 1977م وقرأها صديقنا محمد طه القدال بعد 32سنة من نفس الورقة التى كتبت فيها القصيدة للمرة الاولى..
إرترا ناي صيباح لجميع ارواح الشهداء.. لعماروحكيم محمود الشيخ
إذا قالت عروس فوق كفيها وشاح الوردِ والمدفع .... إرترا ناي صيباح وداعب قلبها املُ بأن تُلقي بخاتمها على شرفات بلدتها لعل عصافيرُ الشرفاتِ بيوم قدومها تمضى لكل الكون تخبره بيوم زفافها الاَتى وأن تلقى احبتها على أطراف بلدتها فيحتملونها شوقاً وصوب الأم يعتمرون من بركاتها حبأ وفاتحة ويحتلبون ثدي الشمس إيذاناً بيوم السعد يلتقطون ضوء الشمس.. طرحتها واطفالاً بلون الارض الأرض يأتزرون حب الارض يهتزجون ملحمة أناشيداً ليوم زفافها الاكبر: ( ياشهيداً زف نحو الشمس من دون الورى قبل الارض فهامت شفتاه بالثرى ثائر إبن يناغيها وام ثائره تلكم الخرطوم لبت حين هبت اسمرا) ثم يمضى موكبُ الأعراس يحدو يشتلُ الأفراحَ في كل الخنادق يرقص الفرسانُ فيها رقصة المجد عليهم شارةٌ تعلو أضواءُ البنادق وسراب من شباب كم أحبوها ليال بين غابات المشانق فإذا النصر هلالٌ وإذا الموت خضابٌ وإذا الساحات تغدو في ضحى العرس السرادق ونشيداً في فم الثوار يعلو: ( يانضالاً خط في الصدر وشاحاً صارت الأصفادُ في الأيدي سلاحاً بعد عمق الجرح لن نخشى الجراحا ) وإذا ما ضمت الأم بنيها وأضاءت قبلة الدفء على دمع العروسة اخرج الفلاح فأساً من خزنات المدافع ومضى الفارس يحمي يوم عرسه يا أيادي قبّلت تلك الخناجر هل تواعدتم على اللقيا على درب المصانع.. تحت أشجار مصوع؟؟ يافتاة ضمدت يوماً على حب جراحا سوف يزهو الجرحُ دوماً فوق أزهار المزارع عند أباض عصب ردد الفرسات للدنيا نشيداً زاحم السحب الأعالي: ( سوف نبني ونغني سنغني كي يقوم الشبلُ فينا مثل خنجر ونغني للتى قالت: سلاحي عودها مازال أخضر ونغني لشباب صابر صلد وأقدر ونغني لإرترا ..... يا إرترا .. ياغدٌ زاهي وأنضر: _ نواقنوم كلُو زتشكنو زدخموا ون تقموم ني مريباح أي تدلينيا إرترا ناي صيباح إرترا ناي صيباح ) .
* المقطع الاخير جزء من نشيد ثوري ارتري قديم يقول: ارتريا الغد لا ترغب في من يقسو على اهله ولا من ضعفوا امام رغباتهم النفعية .. لاتريدهم ارتريا الغد ولن تحتاجهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: خالد محمد طه)
|
شحتو والرفاق وخالد وأسمرا.
تحياتي يارفيق لقد أعدت تلك الذكريات وتلك الشعارات بشكل جميل كما هو عهدك بالكلمات
شحتو كلماتك حملت دلائل أعمق.
Quote: عوتني حفاش
تمهر سراح تقادل
|
للذين يتابعون ...أود أن أذيع سرًا عن شحتو. - في أول لقاء لنا كان جل همه : أن أعيد معه ترجمة جملة " المادية الجدلية" أو كما يقول البعض : المادية الدياليكتيكة بالتجرنية ...أحد اللغات الأريترية. فقلت له " زنت موقت" فضحك ضحكته تلك : أيو زنت موقت. ومن تلك السانحة وكلما أقابله يقول: زنت موقت
هاهو من جديد في هذا الرابط يقول للأستاذ عكاشة: عوت نيحفاش أي " النصر للجماهير" خاتماً حديثه قائلاً : تماهر ..سراح ..تقادل. أي تعلم أعمل ناضل.
الوقوف عند هذه المقاصد والمعاني في تاريخ الشعب الأريتري هي قصة طويلة كتب لها النصر فقط عندما أصبح الشعار إنعكاس للعمل وبيت قصيدة الثورة. أن يلتقطها "شحـتو" لهذه الساعة فهي زاملة وعي وحصاد عمل ومحراث أمل.
فأقول له: تعوت أي إنتصر يا شحتو إنتصر فتعال أكثر .. . كما الشكر لخالد والقدال في أن يعزفوا نشيد أريتريا ناي صباح
أريتريا الغد التي اول ما قيلت كان في منطقة "عليت"حيث مدرسة "الكادر" التي أشرف عليها توتيل والرفاق
لكم الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: Ibrahim Idris)
|
Quote: فأقول له: تعوت أي إنتصر يا شحتو إنتصر فتعال أكثر |
لقد فتحة لنا جراحات ......مزينة بنوافذ الامل و الانتصار
و نتمني ان يكون الغدا مشرقا و اجمل من الحاضر
الذي حاصرنا مع انفسنا .... لولاء عطاء الشعب الارتري لمتنا كمدا
...و الان ماذلنا مؤمنين ان الشعوب سوف تستمر في الانتصاروصنع الحياة
فالتحية لكم ايها رفاق
و التحية للشهداء
وشكرا الرفيق عكاشة
و لجميع بقية الرفاق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: اسيا ربيع)
|
الاخ محمد عكاشة تحية عاطره الرجاء السماح بالتعليق علي مداخلة الاخت اسيا ربيع
Quote: الحديث عن اسياسى افورقى ذو شجون لانه اصبح الرئيس الاول عقب انهيار نظام منقستو ، وهو شخصية تحس جاذبية تجاهها من اول وهلة ، فهو
متحدث بارع هادئ الطبع ، يتسم مظهره بالتواضع والبساطة ، وهو فوق كل ذلك مثقف وسياسى محنك (كان فى ذلك الوقت يبلغ الاربعين من
عمره ) يتحدث العربية بطلاقة ، مرتب الافكار وهو من الذن انخرطوا فى طريق الثورة منذ الستينات ومن الذين تلقوا تدريبا عسكريا فى
الصين ، كل تلك العناصر ساعدته فى فهم طبيعة الصراع لهذا استطاع مع غيره من المفكرين ان يصححوا مسار الثورة باعتبارها ثورة وطنية
ديمقراطية حددت قواتها واعدائها وحلفائها وقداستطاعت الثورة بهذا الاتجاه ان تدفع الثورة من مراحل الانهيار التى وصلتها عام 1967
لهذا كانت الدعوة لمؤتمر (عنسبا ) الوحدوى ، ثم مؤتمر (ادوبجا)
فى العام 1969
وكان اسايسى افورقى بطبيعته التقدمية عرضة للتصفية من قبل العناصر اليمينية لكنه لم يتعامل برد الفعل بل ادى ذلك فى رفقة مناصريه
ومعاونيه الى ميلاد حركة تصحيحية استلهمت التجارب الايجابية والسلبية للمرحلة التى سبقت |
لا اود التعليق علي الانطباعات الخاصة ، بل يهمني الجانب التاريخي . اسياس لم يصحح مسار ولم يكن تقدميا بل كان نقيضها اسياس مؤسس اول تنظيم طايفي جهوي مناطقي ومؤثق بمنفستو تاسيسي شهير يحمل عنوان (نحن واهدافنا) ويفصل فيه (نحن) بانهم مسيحي الهصبة ويعدد اهدافهم لذلك وصف اسياس بالتقدمي الاصلاحي فيه مجافه تامه للتاريخ ويمكن ارفاق بيان تنظيم اسياس اذا توفر لي الوقت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمد عكاشة)
|
الفنان عكاشة وكل من مر من هنا وترك له أثرا مفيدا وجميلاً
يقول العظيم الطيب صالح " اجمل النقد ما كتب عن محبة " وان صحة لي الإضافة لقلت " اجمل الابداع ما كتب عن محبة .. وأسؤه ما كتب عن سابق غرض ونيه "
اجدكم تؤسسون لصالح التأملات الابداعية عن محبة خالصة فتخرج مفرداتكم كالعسجد الحر الخالص تغمروننا بالمحبة المنزهة عن الغرض . تعوت / تعوتو جميعا ..في مسعاكم الوفي .
اسمرا هي حكاية الانسان الارتري مدينة تشبه ناسها بإمعان نادر ,, جمالها .. نظافتها .. صخبها وهدوءها الوادع .. طهرها /عهرها لا يهم لكنها تشبهنا تماما بكل تفاصيلها الدقيقة
تصميمها الكولنيالي لم يسرقها تماما لصالح مشاريع المسخ والاستلاب ابدا ظلت وفية لامتداداتها ولمزاجها الذي يتقاطع واطلالة "سرور" من مقابر الشيخ الامين وفياً للحن الخالد ولامتداد الوشائج العميقة والخالصة ..
أسمرا مدينة تصيبك بولع الربيع الدائم .. تغسلك بندى الامنيات وماء الورد الذي تتوضأ به كل صباح مضمخاً " بدماء" الراحليين دون وداع مدثرين بالاغنيات وب شعار "عوت نحفاش" حيث لا شعار يعلوا على صوت"الجماهير" .. حيث لا تماثيل ولا أصنام تؤرخ لعهد بعينه وحدهم الشهداء يملكون كل العهود وكل المواثيق المغلظة بالقسم وباليقين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: اسيا ربيع)
|
شكراً عزيزنا عكاشة مرة اخرى.. شكرا استاذة/اسيا ربيع على هذه الذاكرة المنصفة
Quote: الشيخ حامد محمد نور ابوعلامة معلم من معالم الفكر الارتيرى المعاصر |
الرجل كان كما قالت اسيا فعلا وكان رحمة الله عليه مرجعا في التاريخ والانساب.. بالاضافة الىQuote: عميق تحليلاته للاوضاع السياسية فى ارتيريا والسودان وهو ملم بما
يدور فى بلادنا من احداث كانه من الذين يشاركون فى صنعها ، ولقد صدق حدسى حول فراسته فكلما قاله عن واقع ومستقبل بلادنا كان يبشر به
كانه كتاب مفتوح امامه |
اتمنى ان اجد ذلك الكتابوكل ما كتبت الاستاذة/اسيا ربيع عن ارتريا. الرحمة والمغفرة للشيخ ابو علامة ولكل الجبال التى غادرتنا. **************** شكر خاص للزميل محمود ابوبكر صاحب الاطلالات المشرقة والمفيدة والمشرفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: عبد اللطيف السيدح)
|
اسمرا والسحر لاينفك ان يصب النص .... وهنا ارتباط لذلك
مجتبى عرمان .............. عن سلسة مقالاته بصحيفة اجراس الحرية حول قضايا التعليم mujtabahessen_(at)_yahoo.com
بعيداً عن التعليم... قريباً منه المدن احيانا تتمتع بالتدلل و توحى بالجدية و الاهمية و هكذا كانت لندن حينما زرتها لاول مرة لحضور المؤتمر العالمى لاساتذة اللغة الانجليزية فهى تعطى الانطباع بانها بلد العلم و الاستنارة و هذا ربما يكون صحيحاً. لذا حينما وقعت التفجيرات فى لندن قال تونى بلير ان الارهابين استهدفوا طريقة الحياة اللندنية. اسمرا التى زرتها هذا العام حيث صادف وجودى هناك الاحتفال بالعيد الوطنى لارتريا وهو 24 مايو 1991م وهو تاريخ دخول جيش الجبهة الشعبية الارترية مدينة اسمرا. استقبلتنا اسمرا بالدفء و بدون اى مساحيق و تركت مساحات و فراغات كبيرة لنفعل ما نشاء و التعرف على اماكن جديدة و اناس جدد. فعلى الرغم من محدودية مواردها الا انها من انظف المدن الافريقية و اجملها. فهى فى غاية الجمال و الرشاقة. شارع (حار نت) الذى يعنى بلغة التكرنجةالحرية، فهو من اجمل الشوارع و يشعرك بالاسترخاء والانسجام و رائحة القهوة و صبايا اسمرا اللواتى لا تفارق الابتسامة وجوهن و يرحن و يجئن ببناطلين (المينى) الجملية. فاسمراء مسكونة بنساء و صبايا ناضجات و انيقات فوق العادة.. ربما يكون هذا جمال المرتفعات و ساكنيها؛ و هن يشاركن الرجل على قدم المساواة حتى فى الاعمال الشاقة مثل رصف الطرق و بناء الجسور كما راينا من مدينة (تسنى) مروراً بكرن حتى العاصمة اسمرا. وعلى الرغم من عناء السفر و طول الطريق البرى الا انها اتاحت لى التعرف على البشر و الارض من تسنى و حتى اسمرا. و اليات الجيش الاثيوبى محطمة على طول الطريق حتى اسمرا، فحقا على اهل ارتريا ان يحتفلوا بعظمة هذا اليوم لانهم دفعوا الثمن باهظاً من اجل التحرر و الاستقلال. وهم شعب مثابر و صبور و ربما اكتسبوا هذا الصبر من الصحراء و المرتفعات. فالاشجار فى الصحراء و فى الجبال تتمتع بقدر من الصبر و الذكاء الممزوج بالمكر و الدهاء من اجل مقاومة ظروف الصحراء القاسية و اولها العطش. و الصحراء التى شاهدناها ليست الصخور و الاشجار الشوكية القصيرة و انما فى المقام الاول اولئك البشر و الاطفال و الصبايا اللواتى يحملن الحطب على ظهورهن دون كلل او ملل. و سوف اقوم بكتابة مقال منفصل عن اسمرا و سماءها الصافية و هواءها المعافى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: omar alhag)
|
ارتيريا......... البندقية............ والحرية اسيا ربيع الى كل البنادق المرفوعة من اجل الحرية الى كل الذين شمخت انوفهم وطالت قاماتهم فوق المشانق الى كل معتقلى الراى ومناهضى التعذيب الى كل المشردين فى الارض الى كل طلاب الحرية والمدافعين عنها
قول واحد لامراء فيه ان ارتيريا لم تخلق مستعمرة ، فقد كانت دولة تنعم بالحرية مثل سائر البلدان ، لها حضارتها وتراثها وتاريخها
وكيانها المستقل ،وكان عليها ان تواجه مثل سائر البلدان الافريقية هجمة مسعورة منذ القرن السادس عشر عندما تواترت عليها هجمات
استعمارية بدات بالاحتلال اليونانى ، ثم البرتغالى والتركى والبريطانى ، وكان هذا ما حدث لمعظم البلدان الافريقية المجاورة ، غير ان
ارتيريا لها مميزات استراتيجية باعتبارها المنفذ الى شرق افريقيا وعلى اساس اطلالها على البحر الاحمر والخليج العربى مما يعمق
اطماع الشركات الامبريالية فى ثروات المنطقة الطبيعية وموقعها الاستراتيجى ، ومهما يكن من امر فان ارتيريا صارت فى نهاية القرن
التاسع عشر مستعمرة ايطالية بعد زوال الحكم التركى واستبداله بالحكم الاوروبى
ورغم هذا التتابع الاستعمارى الذى كان له سلبياته الا نه كان له اثره الايجابى على التجربة لدى الشعب الارتيرى فى المقاومة
مهما يكن فقد صارت ارتيريا فى نهاية القرن التاسع عشر مستعمرة ايطالية بعد زوال الحكم التركى العثمانى وصقل عوده
تجئ اشارتنا هذه لتاريخ ارتيريا القديم والوسيط وفى البال الثورة الصناعية فى البلدان المستعمرة التى كانت ضرورة من ضرورات تلك
المرحلة
غير ان مايثير التافف والاندهاش ان يستمر استعمار ارتيريا رغم زوال عهد الامبراطور هيلاسلاسى واستلام السلطة بواسطة سلطة عسكرية سياسية
تدعى الاشتراكية
انه مصدر من مصادر التعجب من استمرار احتلال ارتيريا عسكريا من دولة تدعى الانتماء للمنظومة الاشتراكية ؟ويستمر احتلالها لدولة ذات
سيادة ضاربا عرض الحائط بمبادئ حق تقرير المصير وحقوق الانسان فى العيش الحر الديمقراطى وكان من البديهى والمنطقى مع تباشير الاطاحة
بالنظام الامبراطورى ان يقوم النظام الجديد بالتفاوض السلمى مع ممثلى الشعب الارتيرى فى امر تقرير المصير لارتريا وللقوميات الموجودة
فى اثيوبيا التى كانت تشن نضالا بطوليا اضعف بنية النظام الامبراطورى ففتح الطريق للاستيلاء على السلطة باسم الحرية الديمقراطية
والاشتراكية
فكيف للنظام الجديد ان يعطى نفسه حق الاعتداء على حرية الشعب الارتيرى ؟وشعب التقراى والارومو ؟وغيرهم ليصبح فى النهاية نظاما فاشيا
بصورة تؤكدها ممارسته ضد الاقليات والشعب الارتيرى من ثم ؟
حقيقة ماثلة ان هذا القرن سيشهد زوال الحكم الاستعمارى القديم والحديث وذلك تحت ضربات اياد وسواعد الشعوب الثائرة والسائرة فى طريق الحرية
وحقيقة اخرى ان هذه الشعوب ستظل تنجز ثوراتها من خلال البندقية وتستطع ان تهزم كل نظام مهما كانت مقدرته لانه تبحث عن حريتها
وان كانت سجون هيلاسيلاسى قد فتحت لتمتلئ بالجماهير باسم الاشتراكية والشيوعية فلن تكون هناك لغة سوى لغة البندقية ، ولن تكون الا هدفا
للاطاحة الشاملة للشيفونية والصلف الامبريالى المدعى الشيوعية، ومن هنا يبرز الدور الهام فى التنسيق بين كل الشعوب والقوميات الاخرى،
وفى هذا الشهر احتفلت الثورة الارتيرية بالعيد التاسع والعشرين لانطلاقتها ، ويجئ هذا الاحتفال والثورة الارتيرية قاب قوسين او ادنى من
النصر النهائى وقد تحررت معظم المناطق ولم يبق الا القليل فقد توج الشعب الارتيرى نضاله بتحرير مصوع * بدات كتابة هذا الكتاب بعد الاستيلاء على مدينة مصوع قبل تحقيق النصر الشامل والنهائى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمد عكاشة)
|
اضم صوتي الى عكاشة - الصامت- الذى تحرج من أن يلف انتباهنا الى(ليس هذا مسرح للخلافات الارترية الداخلية) فرفع البوست بلا تعليق. عذراً صديقي (عكاشة وكل القراء) أتينا دون اتفاق إليكم!. وقطعاً ليست المشارب الفكرية لجيل صناع التحرير هي ذات المشارب التى نهل منها من قرر المغادرة ولا بأس في ذلك ........... كده نشوف الاجمل من أشياء واقترح على اي شخص اي كان موقفه من ارتريا او غرضه أن يفتح بوست اخر باي موضوع يريد. .................................. وعلى هذه السفوح المطمئنة نحن قاتلنا سنيناً وإقتتلنا نحن حققنا التألف في إنفعلات الأجنة .........................................................................................................................................................................................سلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: خالد محمد طه)
|
Quote: وقطعاً ليست المشارب الفكرية لجيل صناع التحرير هي ذات المشارب التى نهل منها من قرر المغادرة ولا بأس في ذلك ........... |
حركة في شكل وردة ، علي قول بيان (د/نجاة) صناع التحرير بعضهم في سجون اسياس والبعض الاخر في المنافئ (من قرر المغادرة) توحي للقارئ بان المغادرة امر اختياري طوعي كحال البشر في كل بقاع الارض . لاعبر حقول الالغام علي الحدود الاثيوبية او بالسنابك عبر البحر لايخشون قراصنة او اساطيل الدول العظمي الي اليمن والسعودية او مرورا بالارضي القاحلة لكسلا وعسس اسياس يلاحقهم دبلوماسيين ، فنانيين،رياضيين من اي جحيم يهربون ؟ أسف اسف جدا من اي جحيم (يغادرون)!!!!؟؟؟؟؟؟ فليس في الامر مشارب او مناهل ، كل مافي الامر عبادة مطلقة للفرد الحاكم تعجز دعاة التقدمية والاشتراكية من ان تري البغلة في الابريق. والله العظيم كلي تضامن مع (اوجاعكم)!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: MAHJOOP ALI)
|
خالد .. تحياتي الخالصة اتفق مع عكاشة بدوري .. لان الصمت قديكون احيانا ابلغ من "نضال الجعجعة المدعى ".. فقد جبلنا في هذه الأسافير على أن نتجرع كؤوس المدعين والمزايدين كثيرا .. وذهبنا خلفهم حتى ابواب جعجعتهم .. فوجدناهم يعاركون طواحين الهواء ..محض دونكشوتيون لكن بسابق اغراض وامراض
خلف كل "مدعي " في هذا الأسفير "كذبة كبيرة "يصدقها مع الوقت ..فيملئ المساحة بزبده وحين تتضح الامور ويبان الخيط الابيض من الأسود وتتضح المواقف الحقة بالبيان والحجة "يجر وااااطي ..! لأنه لا يملك فضيلة الاعتراف ..ولا يمكن ان يكون سوى مدعي لا أكثر مجرد "حالة" نعرف جيدا اعراضها ومبرراتها "النضالية "جدا! في زمن اصبح فيه النضال "عملة مربحة" تتجزأ وفق المزاج او حتى مبررات البقاء ..;
في خيوط كثيرة ومشهودة دارت معارك دونكشوتية واكتشفنا اننا امام حالات مرضية اكثر منها نقاش موضوعي .. احدهم اختفى بعد تلك المنازلة فقلنا " اي بلس من قبي قلس" :)
عزيزي ياخالد قد نختلف في الرؤية وفي المناهل وحتى في الاستشرافات المفضية نحو رؤية كل منا وموقفه .. ولي من المبررات ما يكفي الى الاختلاف والتعارض مع سياسات قائمة لدينا هناك ..وقد طرحت بعضها هنا والبعض الاخر في مناسبات ومنابر اخرى .. لكنني ادرك جيدا مواقع و وسائل طرحها وبالطريقة التي ارى انها مناسبة ،كما ادرك تماما اغراض " المزايدين " التي لا تخرج عن مغزى"المثل الطلياني "الأ شهر لدينا هناك Stupid persona non piace vedere il white paper وهنا مربط الفرس .. فلا تأسى ولا تأبه .. ولعكاشة كل التقدير ليس لافراد هذه المساحة للجمال فحسب بل لانه مارس أبلغ الوسائل في مقارعة "المناضلين "الانسانيين جدا.. اصحاب القانون الانساني جدا الذي يسمح بتعذيب " المقاتلون الاعداء " .. لأن التعذيب هنا يصبح سمة انسانية وحقا مكتسبا من حقوق الانسان!! (كما ورد في خيوط سابقة ..) .. وهاك النضال ده لوول
واخيرا قد امارس طريقة عكاشة في المقارعة لاني اراها الابلغ ايضا .. الا في حالات ضرورية ..سنعود لنضع كلٍ في حجمه الحقيقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
Quote: ولي من المبررات ما يكفي الى الاختلاف والتعارض مع سياسات قائمة لدينا هناك ..وقد طرحت بعضها هنا والبعض الاخر في مناسبات ومنابر اخرى .. |
المناتل محمود ابوبكر ممكن عينة او نموذج مما طرحته (هنا) او (هناك) انشاءالله كلمة واحدة ، اتحداك لو نشرت نص كلمة عن الهروب الجماعي او اغتصاب فتيات التجنيد الالزامي او حتي عن ان الطقس كان سيئا في يوم ما من ايام اسمرا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: MAHJOOP ALI)
|
المتداخلين الاعزاء القراء.. عبركم ازجى التحية الى الاميره (دنيا) الارتريه التى هاتفتنى من استراليا فى حديث طويل حول اسمرا وجمالها الفتان وعظمة شعبها وهى ترد تحيتى لاهلها.. شكرا جميلا..سبأ حدوش من امريكا..الشابة الارترية بنت القضارف حيث الاواصر بين الشعبين عميقة الوشائج.. لكم جميعا ..محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمد عكاشة)
|
Quote: المناتل محمود ابوبكر ممكن عينة او نموذج مما طرحته (هنا) او (هناك) انشاءالله كلمة واحدة ، اتحداك لو نشرت نص كلمة عن الهروب الجماعي او اغتصاب فتيات التجنيد الالزامي او حتي عن ان الطقس كان سيئا في يوم ما من ايام اسمرا |
المخاتل محجوب مرة اخرى ترجع لهوايتك الصبيانية بعد ان تحديتني سابقا بنفس الصيغة قائلا لن تقوى على الاختلاف عن اسياس ولو بحرف علة ..وعندما اتيناك بالبيان "جريت وااطي" وحتى نضعك في حجمك البائس سأحيلك الى ذات البوست السابق الذي مارست فيه عادتك العابثة .. بشريطة أن تقلع عن هذا البؤس الذي تمارسه معتقدا ان ذاكرة الناس هنا مثقوبة ،وليس هناك غربال مثقوب هنا سوى مخيلتك العاجزة ، وسعيك المفضوح تجاه توظيف قضايا تريد بها بيع الحق بالباطل .. لم نعد نجهل محاولاتك ولا اغراضك يا من أحل لزمرة المحافظين الجدد ممارسة كل اشكال التعذيب بفتوتك الشهيرة انهم يمارسون ذلك فقط على المقاتلين الاعداء مسقطا عن هؤلاء الذين تسميهم بالاعداء حقهم الاصيل في التمتع بفرض مقاضاة حرة وفقا لما تنص عليه جميع المواثيق الدولية.
انت مجرد مدعي ومزايد ولاتملك اي مبدأ اخلاقي ناهيك عن القانوني والسياسي تجزأ القضايا لصالح بيع قضايا تعتقد انك يمكن تتعيش عليها وتبيع الالامها ودموعها بثمن بخس ابحث عن قضايا اخرى فلهذه الاخيرة قوم يقفون لها بالمرصاد ولا يحتاجون الى مزايداتك الكاذبة والمفضوحة .. نعرف جيدا خلفيات حملاتك المحمومة ذات الغرض ونعرف جيدا محركاتها ..
ولكن وحتى تبدو في حجمك الحقيقي وتسقط عنك ورقة التوت الاخيرة ها انا احيلك _لاخر مرة_ الى بوست سابق هربت منه مع صديقك" الممسوخ" ذاك.. والذي انكفأ واختفي بعد البوست الشهير
وفي ذلك البوست قلت
Quote: أديــــــن انتهاكات حقوق الانسان في ارتريا أديـــــن اغتصاب فتيات التجنيد الإجباري في معسكرات الجيش الارتري أديـــــن اعتقال الصحفين وايقاف الصحف أديــــن التضيق على الحريات العامة والفردية |
والرابط هنا
Re: ارتريا الشقيقية!! وكان بتاريخ :02-05-2008, 10:46 ص ثم تأتي الان بصفاقة لتقول وتتحدي
Quote: اتحداك لو نشرت نص كلمة عن الهروب الجماعي او اغتصاب فتيات التجنيد الالزامي او حتي عن ان الطقس كان سيئا في يوم ما من ايام اسمرا |
اها حنشوف حتودي وشك من الاناس فين ؟!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
الصحفي الاحفورة والله انت تحفة!!!! صحفي،اوكما يدعي، كل نتاجه في نصرة حقوق الانسان احرف يتيمة ،تمه اقتلاعها منه زي قلع الضرس ،بعد ان زاوده علي المعارضين الشرفاء وبان له سجل حافل في مناهضة انتهاك حقوق الانسان ، وعند حصاره غاب عن البوست -راجع اللنك اعلاه- وعاد الان يفاخر بفعل المعارضة الاضطرارية... لكنه نسي ان هذه التجاوزات لم تحدث في 4/2008 بل قبل ذلك وبعده ومازالت!!! فاين نتاجك الصحفي او تقاريرك او حتي الجانب الاخباري الذي لايحمل موقف محدد من الخبر باعتباره معلومة محضة ؟ العذر الوحيد الذي اجده لك قد تكون وظيفتك في الجريدة اياها سمكري او سباك (ولاعيب في ذلك) وليس لك علاقة بعوالم الصحافة والاعلام والتقارير الاخبارية والتحليلية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: MAHJOOP ALI)
|
Quote: احدهم اختفى بعد تلك المنازلة فقلنا " اي بلس من قبي قلس ها انا احيلك _لاخر مرة- الى بوست سابق هربت منه مع صديقك" الممسوخ" ذاك.. والذي انكفأ واختفي بعد البوست الشهير تجزأ القضايا لصالح بيع قضايا تعتقد انك يمكن تتعيش عليها وتبيع الالامها ودموعها بثمن بخس اها حنشوف حتودي وشك من الاناس فين ؟!!! |
يا بـــــــــــتع " الاناس شكراً على حسن الظن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
كالعادة الصحفي الاحفورة ينوي الهرب تحت ساتر من الجعجة ياصحفي البلاط الحكومي دا مش كلامك
Quote: Quote: ولي من المبررات ما يكفي الى الاختلاف والتعارض مع سياسات قائمة لدينا هناك ..وقد طرحت بعضها هنا والبعض الاخر في مناسبات ومنابر اخرى .. |
انت تكذب ولاتتجمل لان ليس لديك اي اسهام او مواقف مشرفة تجاه ابناء شعبك بل انت من اقنان اقطاعية اسياس . اين ماطرحته هنا او في منابر اخري ،؟؟؟؟ صحفي، متاح له النشر ،لايملك الا ثلاثة كلمات اجبر عليها بعد ان قبض عليه متلبس بالكذب وادعاء معارضة النظام. دا اكيد سباك في مبني الصحيفة او طبال للنظام يزين انتهاكاته، مع العلم انه بعيد هناك في الجزائر لكنه تربي علي الخنوع للسلطة فهو ابن شرعي لنظام القمع في اسمرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: MAHJOOP ALI)
|
يا شباب رجاء لاتفسدو علينا باللغط السياسي........ والاستاذ عكاشة ... يكتب باحساس مرهف .......... وكذالك فعل كل المشاركين.... والكل يسجل ما شاهد وعاش من لحظات جميلة مع الشعب الجميل ... الشعب الاريترى....... ذهبنا اسمر (رحلة العمر) لانمثل جهه حكومية او حزب سياسي ... عشنا إحتفالات التحرير من تسني الي اسمرا ....... فحنيةكسلا تجعلها(تغير) لمجرد الاحساس انك ستفارقها الي الجهة الاخري فتثقل عليك بطريق منعرج وتضع (المسكيت) امامك و(الموز) خلفك فى إغراء واضح وصريح فتلوح فى الافق (فرقان تاجوج والمحلق) تشتم رائحتهم يتبلسون بمخيلتك كلما اقتربت من الحدود. شغلني التفكير بعض الوقت عن الجانب الاخر وادخلني مرافقي فى جلباب المحلق مرة اخرى ومرسال شوقه الي تاجوج فى سرد بديع وحفظ للمقاطع كما وردت.. مررنا بقرقان كنت احسب لو نزلنا بها الي بعض الوقت لوجدنا (تاجوج داخل القطية) فتخرج (حافية القدمين) تتلهف خبر المحلق ومرسال الشوق مع اربعة شباب يمتطون عربة (اوتس) يحملون هواتف تخرس ... فجاءة واخري تعود... لها الحياة من دون إستئذان .... وان شبكة المحلق سوداني بينما تاجوج تسخدم الاخري (زين).... وقرب الحدود وكسلا (بين بين)الخضرة وسيدى الحسن وجبل توتيل يحاصرك ناظريك اينما يممت وجهك ولكن القاش سفير النوايا الحسنة يمتد الي داخل اريتريا يمد خضرته الي هناك يغازل تسني ويركن فى حضن كسلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: omar alhag)
|
الاخ محمد عكاشه
شكرا لتنويرك للسودانيين عن اسمرا وتلاحم الشعب
من اجل بلده واتمنى ان تكون مبعث للسودانيين ان
ان يفرقوا بين الوطن والاختلاف وللذين لم يحالفهم
الحظ بالزياره ان يتابعوا بعض البرامج الاريتريه
التلفزيونيه ليروا البساطه ملفوفه بالوطنيه مخلفه
جمالا خلاقا تحسه فى سمات الشعب واخلاقه وحبه للوطن
والسودان الذى كان ركيزتهم جل العصور فى محنة الاستعمار.
واصـــــل فى الجمال
سودانير اتمنى ان لا تتوقف لانها اوقفت قلوبنا
سنوات وجعلتنا نتشحطط مع الشركه الكينيه واليمنيه
عن طريق صنعاء واتمنى ان تكون لها الرياده كما كانت
للشعب القادم من اوربا لانه يعشق ان يمر بالسودان الذى
كان له الامان حتى استقر به المكان .
تحياتــــى
ســــيد ســــيدنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: سيد محمد احمد سيدنا)
|
Quote: يا شباب رجاء لاتفسدو علينا باللغط السياسي........ والاستاذ عكاشة ... يكتب باحساس مرهف .......... وكذالك فعل كل المشاركين.... والكل يسجل ما شاهد وعاش من لحظات جميلة مع الشعب الجميل ... الشعب الاريترى |
العزيز عمر الحاج : أولاً ابدي اسفي لأني انزلقت نحو تلك الهاوية .. وما كنت لأفعل سوى من اجل تنوير بعض القراء الذين قد لا يعرفون أغراض هؤلاء ! ثانيا : التزمت مسبقا بعدم العودة الى مستنقع هؤلاء .. وسوف نترك المساحة مشرعة للجمال ولكم .. زوار اسمرا .
Quote: الاخ محمد عكاشه شكرا لتنويرك للسودانيين عن اسمرا وتلاحم الشعب من اجل بلده واتمنى ان تكون مبعث للسودانيين ان
ان يفرقوا بين الوطن والاختلاف |
عزيزي سيد لا فض فوك .. لك المودة وولجميل عمر وخالص العزاء لعكاشة حتى عودته لكم الورد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: MAHJOOP ALI)
|
لرفع البوست .. وإشراع مزيدا من نوافذ الجمال .. حيث أسمرا الخضرة والربيع الدائم .. أسمرا المدينة التي ترقد على لحاف الغيم والأمنيات .. اسمرا اكليل الندي المتربع على سعف النخيل الباسق في شوارعها اللامعة بالنقاء .. نقاء الإنسان عن الغل .. والمكابر عن الصغائر والمترفع عن الضغائن .. أسمرا المدينة التي تكابر على الوجع وتحتضن الفرح
لتلك المدينة نرتل عشقنا شفافا كاشعة الصباح .. جميلاً كزرقة البحر ..وآخاذا كحلم مباغت .. وفي حضرة هذه المعشوقة لا يستوى سوى القول الفصيح ..
لها ولكم .. "شاقولوت" بصوت الحسناء هيلين .. ( قرماخا قرما ليتي ) ياله من معني لا يركه سوى عاشقي الجمال / عاشقي أسمرا http://www.youtube.com/watch?v=x3UeSgitzrk
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
هارب اخر من نعيم اسياس ....جديد لنج وكمان علي وزن سفير وسفير في الكويت كمان !!!!!!!Ambassador Mahmoud Omer Churum Defects To Canada Awate - Gedab News By Gedab News - Jun 22, 2009 Mahmoud Omer Churum, Eritrea’s ambassador to Kuwait, has defected to Canada where he is seeking political asylum.
The Eritrean regime had required all its diplomats to return to Eritrea by May 23, 2009. Most did; some of those who didn’t are likely to defect and seek asylum in the West.
The regime of Isaias Afwerki has told its diplomats that its political priority is no longer the “border issue” which is “resolved” but the situation in Somalia. Officially, the regime’s position is to promote an environment where Somalians solve their problems without external influence but, in practice, the policy is to promote any political entity, no matter how extreme it may be, as long as it is hostile to the Ethiopian government. Many diplomats find the regime's policy indefensible.
Prior to his post in Kuwait, Churum was Eritrea’s head of mission to Egypt and non-resident ambassador to other countries in North Africa and Lebanon.
Churum is also a writer and at one time served as the editor of Eritrea AlHaditha, the Arabic edition of the government newspaper.
Recently, the PFDJ had made major overhaul to the Eritrean diplomatic missions and closed and downgraded the level of diplomatic representation in some countries (Check link) Kuwait was one of the countries that may have been affected.
Reached by telephone, Mahmoud confirmed to our source that he is indeed in Canada with his family where he flew in from Kuwait.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: MAHJOOP ALI)
|
في رحلة البحث عن ما كتب عن اسمرا -مدينة الربيع الدائم - تعثرت اليوم بهذه الخاطرة للزميلة الشاعرة الارترية ماليليا بخيت ..كانت قد نشرت بموقع "ايلول" الثقافي الارتري .. وخدمة للخيط حملتها اليكم .. خاطرة تستحق
إنها اسمرا .. فلا تبحث عن السبب
ترتبط عندي أسمرا بذلك الموسم الذي وطأتها قدماي لأول مرة كحلم جميل ..يجعلك تلطم خديك لتؤكد صدقيته .. كان ذلك في بدايات التسعينيات حيث تركت باريس خلفي تكاد ان تختنق من طقس الصيف الذي بدا مختلفا وقاسيا هذه المرة بالذات . كانت الرحلة عبر سماوات "فراكفورت " ثم نحو "اسمرا" التي لم يكن لي سابق عهد برؤيتها سوى عبر نذر الوالد التي لا تتحقق ، او حكايا الجدة التي لا تعشق سواها . هكذا بدت لي الرحلة جزء من مغامرة ..كان الصباح طفلاً بريئاً عندما حطت الطائرة في مرابض المطار الصغير حجماً .. الحيوي ديناميكية ، والكبير نقاءا ونظافة ، وتواضعا ،من قبل جميع منتسبيه الذين بدوا لي في البدء انهم منتقين من بين الملايين خصيصا لتلك الخدمة المتميزة ،والتواضع الجم . لحظات قليلة وكنا خارج أسوار المطار .. استقبلتنا اسمرا بدموع الفرح ، حيث كان الطقس يحبونا بالرذاذ المنعش ، فتسقط علينا حباته مداعبة اجسادنا المتعبة من السفر ومن حرارة باريس ..( نعم حرارة باريس .. وارجوك ان تصدق !). لذلك بدت "الرحلة " مخملية ان لم اقل شق من الحلم المسافر في المخيلة حد الوله! احتضننا المستقبلون (من الاهل ) بدفء كنا نحتاجة كمعادل للطقس البارد ، الذي باغتنا دون سابق ترتيب . تحركت السيارة نحو "ترافلوا" المرابط بالقرب من المطار ، حيث الاهل الذين نعرفهم عنهم كل شيء ولا نعرفهم ! نظافة المدينة وطقسها الآخاذ جعلاني اتساءل بصدق هل نحن بالفعل في عاصمة افريقية ؟! لا سيما وانني سافرت كثيرا وحطت بي الرحال في عواصم مختلفة دون ان تقودني نحو مدينة هي الأصل وما عداها دون ذلك . ساعة ونصف كانت كافية لنفض "متاعب السفر " ، وللتطلع نحو اكتشاف اغوار المدينة .. سألني "عبده" هل انت متعجلة الى هذه الدرجة ؟! قلت بل اكثر يابن العم .. فالان اكتشفت كم تأخرت ياعبده ! اصطحبني في سيارته الفيات ، ودلفنا نحو قلب البلد "كومشتاتو" وياله من شارع مسكون بالهوى ..وعلى "كوفي شوب " يستلقي على قارعة ذات الشارع ارتشفنا الماكيتو الفاخر ذو الرغوة الايطالية ..لكننا ارتشفنا معه عشق مدينة لا تنجح الا في جعلك رقماً في خارطة مولهيها . هنا "الآذان" يعانق أجراس الكنائس ، فتتداخل الأصوات لترتل لحناً فريدا قد لا تسمعه بذلك الإتقان سوى في أسمرا .. وهنا الناس لا ينظرون الى بياض يدك " انت القادم من الشمال" بحثاً عن "إكرامية مستحقة"، بل يغرقونك في "بياض قلوبهم" وحفاوة استقبالهم ، وإيثار أنفسهم العزيزة جدا . هل هذه "اسمرا يا عبده " ؟ سالته مولعة بالجمال .. يجيبني والفرحة ترتسم في عيناه " أنها المدينة المسقية بالدماء الزكية " ، تبدو لي الإجابة ذكية وموحية ..أوافق دون تردد .. وأعود مرة اخرى لإكتشاف ما تبقى من المعالم ..قبل ان تباغتنا مرة اخرى امطار الظهيرة التموزية . إنها اسمرا فلا تسأل كثيرا
*ماليليا بخيت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: MAHJOOP ALI)
|
في رحلة بحثي عن كتابات تؤرخ لاسمرا عثرت هذه الخاطرة للزميلة الشاعرة الاريترية ماليليا بخيت ، كانت قد نشرتها في موقع "ايلول " الثقافي .. فرايت نشرها في هذا الخيط ..
إنها اسمرا .. فلا تبحث عن السبب
ترتبط عندي أسمرا بذلك الموسم الذي وطأتها قدماي لأول مرة كحلم جميل ..يجعلك تلطم خديك لتؤكد صدقيته .. كان ذلك في بدايات التسعينيات حيث تركت باريس خلفي تكاد ان تختنق من طقس الصيف الذي بدا مختلفا وقاسيا هذه المرة بالذات . كانت الرحلة عبر سماوات "فراكفورت " ثم نحو "اسمرا" التي لم يكن لي سابق عهد برؤيتها سوى عبر نذر الوالد التي لا تتحقق ، او حكايا الجدة التي لا تعشق سواها . هكذا بدت لي الرحلة جزء من مغامرة ..كان الصباح طفلاً بريئاً عندما حطت الطائرة في مرابض المطار الصغير حجماً .. الحيوي ديناميكية ، والكبير نقاءا ونظافة ، وتواضعا ،من قبل جميع منتسبيه الذين بدوا لي في البدء انهم منتقين من بين الملايين خصيصا لتلك الخدمة المتميزة ،والتواضع الجم . لحظات قليلة وكنا خارج أسوار المطار .. استقبلتنا اسمرا بدموع الفرح ، حيث كان الطقس يحبونا بالرذاذ المنعش ، فتسقط علينا حباته مداعبة اجسادنا المتعبة من السفر ومن حرارة باريس ..( نعم حرارة باريس .. وارجوك ان تصدق !). لذلك بدت "الرحلة " مخملية ان لم اقل شق من الحلم المسافر في المخيلة حد الوله! احتضننا المستقبلون (من الاهل ) بدفء كنا نحتاجة كمعادل للطقس البارد ، الذي باغتنا دون سابق ترتيب . تحركت السيارة نحو "ترافلوا" المرابط بالقرب من المطار ، حيث الاهل الذين نعرفهم عنهم كل شيء ولا نعرفهم ! نظافة المدينة وطقسها الآخاذ جعلاني اتساءل بصدق هل نحن بالفعل في عاصمة افريقية ؟! لا سيما وانني سافرت كثيرا وحطت بي الرحال في عواصم مختلفة دون ان تقودني نحو مدينة هي الأصل وما عداها دون ذلك . ساعة ونصف كانت كافية لنفض "متاعب السفر " ، وللتطلع نحو اكتشاف اغوار المدينة .. سألني "عبده" هل انت متعجلة الى هذه الدرجة ؟! قلت بل اكثر يابن العم .. فالان اكتشفت كم تأخرت ياعبده ! اصطحبني في سيارته الفيات ، ودلفنا نحو قلب البلد "كومشتاتو" وياله من شارع مسكون بالهوى ..وعلى "كوفي شوب " يستلقي على قارعة ذات الشارع ارتشفنا الماكيتو الفاخر ذو الرغوة الايطالية ..لكننا ارتشفنا معه عشق مدينة لا تنجح الا في جعلك رقماً في خارطة مولهيها . هنا "الآذان" يعانق أجراس الكنائس ، فتتداخل الأصوات لترتل لحناً فريدا قد لا تسمعه بذلك الإتقان سوى في أسمرا .. وهنا الناس لا ينظرون الى بياض يدك " انت القادم من الشمال" بحثاً عن "إكرامية مستحقة"، بل يغرقونك في "بياض قلوبهم" وحفاوة استقبالهم ، وإيثار أنفسهم العزيزة جدا . هل هذه "اسمرا يا عبده " ؟ سالته مولعة بالجمال .. يجيبني والفرحة ترتسم في عيناه " أنها المدينة المسقية بالدماء الزكية " ، تبدو لي الإجابة ذكية وموحية ..أوافق دون تردد .. وأعود مرة اخرى لإكتشاف ما تبقى من المعالم ..قبل ان تباغتنا مرة اخرى امطار الظهيرة التموزية . إنها اسمرا فلا تسأل كثيرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
الاستاذ محمود ابوبكر كل الشكر والتقدير والاحترام.
الاستاذ محجوب علي.. لكن ان يحاول مطبلي النظام الايحاء بان ارتريا تنعم بالرفاه وتلاحم الشعب والقيادة فدا استهبال واستعباط ،يمكن ان يمارسوه هناك في فضائيتهم اما ... هنا فلا. كمااسلفت لم تبعثنا الحكومة الي ارتريا ولم يدفع احد لنا مصاريف السفر ... ذهبنا ووجدنا الشعب الاريترى عشنا معهم اعياد الاستقلال وجدنا الحفاوة وحسن الااستقبال والتقدير والاحترام وكل ما نكتبه هنا هو انطباعنا عن الشعب الاريترى العظيم ، من نقطة العبور الي اسمرا واسماء لاتنسي من (قرماي)سائق البص من الحدود السودانية الي حراس مقابر اربعتي اسمرا الذين رافقونا الي مقبرة بلبل السودان الحاج محمد احمد سرور.
الاختلافات الساسية لاتعنينا ..........
الاستاذ العزيز والاخ الصديق خالدطه كل التقدير والاحترام واتمني ان نكرر الزيارة مرة اخري.. وسنكتب عنك شئت ام ابيت فانت شخص جدير بالاحترام.
مودتي وتقديرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
الاستاذ عمر الحاج سلام
Quote: كمااسلفت لم تبعثنا الحكومة الي ارتريا ولم يدفع احد لنا مصاريف السفر ... ذهبنا ووجدنا الشعب الاريترى عشنا معهم اعياد الاستقلال وجدنا الحفاوة وحسن الااستقبال والتقدير والاحترام وكل ما نكتبه هنا هو انطباعنا عن الشعب الاريترى العظيم ، من نقطة العبور الي اسمرا واسماء لاتنسي من (قرماي)سائق البص من الحدود السودانية الي حراس مقابر اربعتي اسمرا الذين رافقونا الي مقبرة بلبل السودان الحاج محمد احمد سرور.
الاختلافات الساسية لاتعنينا .......... |
منذ اول مداخلة لي في هذا البوست ذكرت ان الانطباعات الذاتية لاتعنيني وهاانذا اكررها للمرة الثالثة... لكن معلومات خاطئة عن وقائع باريخية ، او التبريرات الفطيرة عن المناهل والمشارب فدا تسطيح غير مقبول... نعم هناك مطبلين ونموذجهم الساطع سمكري الصحافة الاحفورة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: MAHJOOP ALI)
|
عزيزنا الاستاذ عمر الحاج
Quote: ذهبنا ووجدنا الشعب الاريترى عشنا معهم اعياد الاستقلال وجدنا الحفاوة وحسن الااستقبال والتقدير والاحترام وكل ما نكتبه هنا هو انطباعنا عن الشعب الاريترى العظيم ، من نقطة العبور الي اسمرا واسماء لاتنسي من (قرماي)سائق البص من الحدود السودانية الي حراس مقابر اربعتي اسمرا الذين رافقونا الي مقبرة بلبل السودان الحاج محمد احمد سرور. |
سننتظر مددك بحرارة الصبر .. فانت من طينة الأوفياء حتما .. ورجاء خاص ... "لا تأبه كثيرا _لاصحاب الغرض والمرض _ فليس على المريض حرج :
وكما نطالب -نحن- بحقنا " في ان تستمتع بسردك الجميل وتأملاتك النيرة فتصيبناالمتعة ويسرقنا الفرح " من حق هؤلاء ان يمارسوا مهامهم من محاولات التنغيص و وأد الجمال ، و "تقيأ الرداءة " .. فكل اناء بما فيه ينضح .. وكما تعلم ياعزيزي .. ومنذ بدء الخليقة فإن من سنن الحياة ان نتعايش مع الابداع والرداءة .. مع الركاكة والاتقان .. مع الانجاز والبطالة .. مع الحجة والبهتان .. مع التثبت و الاتهام المجاني .. مع السمو والدناءة .. الخ الخ
مرة اخرى ننتظر الحكاية من الحدود الى الحدود .. ولك تقدير دونه الحدود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
خالد طه. عجنته طينة الاصالة ينصت ثم يتحدث يضحك وبعدها يعلق. تنساب التكرنجية فى سهولة ينقلب لسانه الي الدراجة السودانية في يسر وسهولة. فتي ممشوق القوام يشق حشود الفرح واطفال بطعم النصر تمسك باصابعهم الصغيرة عاشقات النصر والتحرر امهات ارضعن اطفالهن العزيمة وحب ارتريا وذلك الممشوق لحق به خالد طه سالمانا بادب ولطف ابتسم وبعدها ابتلعه طوفان الفرح بشارع الحرية عرفنا بعدها انه من نبلاء النضال وقائد ميداني فذ وان خالد عمل تحت قيادته.تلك اتريا نتمتم فى سرنا نسبح بحمد الذى امد فى عمرنا لنرى ذلك فى (بث مباشر) ونقل حى ونكون شهودا عليه. شكرا استاذ محمود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: معتز الجيلي)
|
Quote: خالد طه. عجنته طينة الاصالة ينصت ثم يتحدث يضحك وبعدها يعلق. تنساب التكرنجية فى سهولة ينقلب لسانه الي الدراجة السودانية في يسر وسهولة |
خالد ياله من عنوان شامخ لهذه العلاقة ..اعتداد تام بالذات الوطنية دون انكار للتداخلات الفعلية والوفاء لأيام وسنوات وعمر مضى هناك ..ولكنه بقى ايضا في الدواخل كترجمة لعلاقة ازلية وابدية. وفاء لرفاق "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "!
لدرجة تتمنى فيها ان تكون احدهم حتى تحظى بهذا الوفاء وذلك الحب المنزه عن كل شيء سوى الوفاء !
لك التحية ياود حاج وانت تمارس الفعل ذاته
-- معتز الجيلي سننتظر اطلالتك مجددا ..محملاً بالمقالات التي وعدت .. وأوفى الحر ما اوعد ..كما يقول شاعرنا محمد الحاج موسى لك التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمود ابوبكر)
|
اخونا الاحفورة
Quote: خالد ياله من عنوان شامخ لهذه العلاقة ..اعتداد تام بالذات الوطنية دون انكار للتداخلات الفعلية والوفاء لأيام وسنوات وعمر مضى هناك ..ولكنه بقى ايضا في الدواخل كترجمة لعلاقة ازلية وابدية. |
انت صاحبك دا ماعندو لغة معترف بيها ولاشنو ؟ ام هو ليس من القوميات المرصوصة للزينة في اقطاعية اسياس ؟ ام ان التكرنجة هي لغة النبلاء ولابد ان تخاطب النبلاء بلغتهم حتي لا تنتزع منك (ذاتك الوطنية)!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: معتز الجيلي)
|
. أسمرا .. درة القرن الأفريقي !!
مصطفى أبوعلى
مدخل أول: أن تمتطي صهوة حصان أبيض.. و تحلق في الفضاء.. وأنت تمشي الهوينا في زقاق حارتك..ان تتضجر من زحمة العمل وكبت المشغوليات..أن تتوه وتقرف وتبحث عن مخرج من الغرفة التي أنت فيها... غرفة نومك..! أن تستغرب لماذا يتشاجر الناس على إشارات المرور ؟!! أن تنتحب و تبكي بحرقة .. ويستغرب زملاؤك ابتساماتك.. وصفاء وجهك... أن لا تغفو عيناك ساعةً من نهارٍ أو مساء .. و تسعد بنشاطٍ غير إعتيادي .. إذن... صباحُك .. سُكَر .. أو نهارك سعيد .. اسمعها منى : سافر ففى الأسفار عدة فوائد ...!!
أدب الرحلات والأسفار: لعل كتابة الخواطر وأدب الرحلات والمشاهدات هى فن قائم بذاته .. للتاريخ .. الزمان.. المكان.. والأنسان . أدبٌ له أهله واصحابه الذين يمتلكون ناصيته ويعلمون مضاربه .. ولاأدعى أننى منهم ولكننى أحاول قدر المستطاع رصد وتوثيق الأماكن التى أزورها.. وهى غالبا ماتكون رحلةٌٌٌٌٌٌٌٌُ فى بانوراما الحاضر وأعماق التاريخ ، وسياحةٌٌٌٌٌُُُُُُُ فى بقاع الأرض نتعرف من خلالها على ثقافات الشعوب وعاداتهم المختلفة وكذلك نمط حياتهم وسبل كسب العيش عندهم .. ولعلها أيضا تجسد متعة الأسفار والترحال .. وتوثق له برصد أعماق ماتستمتع به وتشاهده أو تستشف من خلاله جماليات لايدركها الا من يتأملها ويغوص فى تفاصيلها . ولعل زميلنا الصحفى الرائع (ايهاب اسماعيل) هو من ورطنى فى هذا المجال عندما جئته أحمل أوراقى وأنا عائدُ لتوَى من رحلة علمية فى الأردن .. وأبى الفضول عندى الا ان أغامر بالدخول الى (دمشق) فى طريق عودتى الى أرض الوطن.. فقد دخلتها وحواشيها زمردةُ – كما يقول شوقى – لأستمتع بأكتشافى مجاهيل دمشق وأزقتها.. وحواريها.. ومقاهيها .. وكنت قد رصدت كل تلك المشاهدات فى مقال بعنوان: " عشرة أيام فى الشام" .. فما كان منه الاان قام بنشرها فى صحيفة (ألوان) تحت عنوان : (من دفتر سائح).. ! سامحك الله يا ايهاب فقد ألزمتنى بأن أدوِن فى دفاترى كلما زرت بلداً حتى التقيك وانت فى منفاك فى (جنيف) تكابد صقيع أوروبا هناك.. فهاأنذا اليوم أكتب مرةً أخرى من دفتر سائح ...!!
الرحلة الى أسمرا :
وهكذا كانت رحلتنا الى أسمرا… هى خطوات أولى ليست بالقصيرة فى مشوار معرفتنا بحسن الجوار وبعمقنا الأفريقى ومن اللبنات الأولى فى بناء جسور التواصل بين شعوب أفريقيا ، ولعلنا أهملنا جانباً مهماً هو امتدادنا التاريخى فى هذا الجزء العزيز من قارتنا السمراء .. وذلك حين ادرنا ظهورنا لعمقنا الأفريقى مما أدى لأصابة هويتنا بعرجٍ أعاق مسيرتنا الحضارية .. بل وعقد علينا حياتنا بما برز من مشاكل وصراع هوية، وغبن تاريخى ظللنا ندفع ثمنه حروباً مدمرة ونزاعاتٍ لاتنتهى . إن إرتريا كبلد حديث الولادة في القارة السمراء وكموقع استراتيجي بإطلالته علي البحر الاحمر لفت انتباه الرحالة البرتقاليين واليونايين قبل الاف السنين ثم الاستعمار الغربي الحديث لهو جدير بجذب السواح في هذا العصر الذي توفرت فيه وسائل النقل وتنوعت . يتمتع هذا البلد الصغير - بغض النظر عن موقعه بين اسيا وافريقيا وملائمته للجزيرة العربية عبر البحر - بمؤهلات سياحية هامة حيث يتميز بطبيعة خلابة لم تصل اليها يد الانسان تنجلي في الاشجار الوارفة والخضرة الجذابة والمنعرجات التضارسية والوديان السحيقة علي قاع السلاسل الجبلية والسحاب الناصع البياض المتنأثر علي قمم الجبال علي ديمومة من الزحف صعوداً وهبوطاً .. أضف الى ذلك الشواطئ العذراء علي ساحل البحر الاحمر والجزر البكر المتناثرة علي مياه البحر الاحمر الصافية كالسكر ..!! والاشجار القديمة التي يعود بعضها الي الاف السنين قبل الميلاد .. آثار أمم مضت منذ زمن سحيق مثل الآثار المسيحية القديمة، كما ان ارتريا اول موطن تطئه قدم مسلم بعد مكة المكرمة ، اضف الي ذلك القلاع التركية القديمة واثار الاستعمار الغربي وأثار الحرب المدمرة والتى تعد اطول حرب تحرير في افريقيا في مواجهة اشرس واقوي جيش في افريقيا .. وفوق هذا وذاك الشعب الارتري المضياف مع بساطته فإنه اية في كرم الضيافة بتنوعه الثقافي وفكلوره التراثي ومدنه الصغيرة والمتواضعة لكنها قمة في التناسق والنظافة والجمال . كل هذا جدير ان يجذب السواح.. ومن رأي ليس كمن سمع بل قطعاً ستكون زيارتك لأرتريا زيارة في الذاكرة ... فقد تزامنت رحلتنا الى أسمرا مع تنزيل اتفاق (سلام الشرق) الى أرض الواقع.. فكانت هذه الزيارة للجنة الفنية السودانية لدولة ارتريا فى اطار تقوية وتطوير علاقات الحدود وتنفيذ مشروعات التكامل مع دولة ارتريا . ففى فجر يومٍ خريفى جميل من أيام كسلا الرائعات .. كان يوم الخميس السادس من سبتمبر سنة الفين وسبعة وكسلا تشهد اجواءاً خريفية رائعة تحركت العربات التى تقل الوفد متجهةً شرقاً تمخر عباب الفضاء الشاسع الممتد حتى وصلت الى الحدود السودانية الأرترية فى منطقة اللفة عند نقطة (14) حيث استقبل الوفد استقبالاً رسمياً من الحكومة الأ رترية .. ثم تحرك الوفد بصحبة عربتين أخريين الى مدينة (تسنى) والتى تبعد قرابة ال 27 كيلومتراً من اللفة .. ثم وقف الوفد على المشروعات المنفذة بواسطة شركة ( سقن ( SEGEN وهى شركة رائدة تنفذ عدداً كبيراً من المشروعات فى تلك المناطق وعلى رأسها المستشفى المرجعى كمؤشر للدور الكبير الذى تقوم به هذه الشركة تجاه المواطنين فى تقديم الخدمات الأساسية .. وبعد ان قطعنا قرابة ال 60 كيلومتراً توقفنا فى مدينة (هيكوتا) التى يوجد بها النصب التذكارى للمناضل حامد عواتى مفجر الثورة الأرترية . ثم تحركنا قاصدين مدينة (بارنتو) والتى تبعد عن تسنى مسافة 130 كيلومتراً لنصلها فى تمام الواحدة ظهرا. وبعد استراحة الغداء والذى عادةً مايكون متمثلاً فى الوجبة التقليدية لدى الشعب الأرترى والذى يتكون من الكسرة الحبشية المخمرة (الانجيرا) مع اللحم المطبوخ بالطماطم والشطة الحارة والذى يعرف بـــ (الزغنى) وتتكون المأكولات الشعبية الارترية من خليط من البهارات الحارة والاعشاب ذات الرائحة الزكية وبذلك فان المائدة الارترية تجمع خليطا من الاصناف بدأ من المقبلات المشهية التي تقدم اولاً، وانتهاءا بالوجبة نفسها.. والمطاعم في المرتفعات غالباً الاطعمة فيها تمتلئ بالشطة والفلفل الاحمر (بربري) وتشكل الانجيرا الوجبة الرئيسية بجانب بعض البقوليات كالعدس والفاصوليا وبعض الخضروات المطبوخة خاصة وان المسيحين يعتمدون عليها في ايام صومهم . وعادةً ما تكون الوجبة الأرترية مصحوبةً بالقهوة التى تعد بطقوسٍ جميلة.. مفعمة برائحة البن المقلى والفشار(العنبابا).. والعبارات الجميلة مثل: (طعوم بن) ، أى قهوة طيبة وجميلة .. ولابد لك ان تقولها لمن تعبت فى اعدادها كأنما تشيد وتستحسن منها هذه الصنعة الرائعة التى يستمتعون فيها بأحتساء القهوة والتى يحرق فيها البخور لطرد الأرواح الشريرة ً وجلب الخير حسب مايعتقدون.
أرتريا : الطبيعة .. الطبيعة فى أبهى مناظرها:
ستصاب بالدهشة بلا ادني شك عند اول زيارة لك لارتريا وسوف تثير فيك الدهشة تلك المناظر الطبيعية الخلابة التي اودعها الله هذا البلد الصغير ، وسواء كنت قادماً عبر الجو أو البحر أو البر ستجذبك بكارة الارض واللون الاخضر اينما اتجهت.. والسحب الكثيفة في حركة ديناميكية تصعد وتهبط .. تغدو وتروح في الهضاب بين التلال الخضراء ...!! سوف تستمتع بالمغامرة في المنحنيات الجبلية الشاهقة واسفل الصدوع الصخرية ، وسوف تصاب بالدهشة مرة اخري وانت تتسلق الجبال الخضراء او تهبط منها بابداع الانسان الارتري في صناعة تلك المنعطفات التي احكم بنائها وسط تلك الصخور ، حتي اصبحت طرق ملفوفة مع انك تجد نفسك وكانك معلق في الهواء وانت في قمم الجبال كما لا يخطر ببالك انك ستصعد تلك الجبال وانت في الوديان السحيقة في قاع الجبال . انها لحظة متعة وانت داخل تلك السحب الكثيفة وهي تزحف معك كانها الدخان والهواء النقي المنعش سيجعلك تحس بسعادة ومتعة لم تتخيلها من قبل . وفي الهضبة ستجد السهول الوديعة الساحرة وقطعاناً من الابقار والماعز تتوزع هنا وهناك في منظر بديع والرعاة من الاطفال تعلو شفاههم بسمة البراءة تسر الناظرين ومدرجات التين الشوكي في الجبال مصحوبة بالاشجار الخضراء ... اشجار البان المتناثرة في شكل مجموعات في المرتفعات ، والغابات الكثيفة في القاش و.. و... ثم تحرك الوفد قاصداً منطقة (كعلاى) التى تنتشر فيها أشجار الدوم بكثافة شديدة وهى – أى اشجار الدوم- تقل تدريجياً كلما توغلت الى الداخل حتى تصل الى منطقة أغردات.. وعند تمام الرابعة عصراً وصل الوفد مدينة (أغردات ) بعد ان قطعنا مسافة 67 كيلومتراً على طريق الأسفلت الذى يشق الجبال وينبسط ممتداً على السهول وقد وضعت عليه بعض المزلقانات التى تسهل انسياب الماء المنحدر من المرتفعات الأرترية المنتشرة على طول الطريق وتحيط به من كل جانب حتى وصلنا كبرى مشيد على (خور بركة) الشهير والذى يقطع مسافات من الجنوب الى الشمال حتى يصل الى منطقة طوكر ... وهكذا تتواصل الرحلة حتى تصل الى منطقة (عدردى) حيث تودع بعدها اقليم (القاش بركة) .. وحيث يبدأ بعدها اقليم (عنسبا) وعاصمته (كرن) .. وكلمة عنسبا تعنى (عين سبأ) .. ولعلنى اعرج هنا الى التقسيم الأدارى فى دولة ارتريا والتى تتكون من ستة أقاليم ذكرت منها اثنين والأربعة الأخرى هى .. الأقليم الأوسط وعاصمته (أسمرا) والأقليم الجنوبى وعاصمته (مندفرا) والتى تشتهر بمزارع القمح والشعير والطاف الذى تصنع منه الكسرة الحبشية .. وفي الأقليم -كذلك- توجد مدينة (سنعفى) أو (صنعفى) التى اشتق اسمها من صنعاء وبها بقايا آثار مملكة أكسوم التى هى امتداد لمملكة سبأ.. كما هو معلوم. أما الأقليمين الآخرين وهما فى الساحل الشمالى اقليم شمال البحر الأحمر وعاصمته (مصوع) وهى الميناء الرئيسى .. واقليم جنوب البحر الأحمر وعاصمته (عصب) وهى ميناء أيضاً. عودة مرةً أخرى الى اقليم (عنسبا) والذى تتواصل منه رحلتنا وأول مدينة تلتقيها هناك هى (حقاز) وربما حتى هذه النقطة لاتشعر بالفرق الكبير بين السودان وارتريا من حيث التشابه فى القرى الحدودية فى كلا البلدين وكذلك المناخ .. بيد انه يبدأ الفرق فى كل شىء ابتداءاً من المناخ اضافةً الى كثرة الجبال والطرق الملتوية وكثرة الكنائس والمبانى الحجرية العتيقة جنباً الى جنب مع المبانى الحديثة ..
وبعد مسيرة 81 كيلومتراً من أغردات دخلنا مدينة (كرن) والتى تميزها الكاتدرائية الضخمة فى قلب المدينة هى منذ (سانتا أنطونيو) فى عهد الطليان. ووقفنا على المسجد الكبير المكون من طابقين يخصص الطابق العلوى منه مصلىً للنساء وطابق تحت الأرض عبارة عن مدارس قرآنية ومركز تجارى ملحق به.. ليستمتع به أكثر من ثمانين ألفاً هم تعداد سكان مدينة كرن تقريباً. المسجد الضخم المكوَن من طابقين ومئذنتين والذى يحتل مساحة 1500 متر مربع بدأ العمل فيه العام 2006 وسيكتمل بناؤه مطلع 2008م هو ممول من الحكومة القطرية .. ولعله بذلك يعد أكبر مسجد على مستوى أرتريا كلها ... وكرن مدينة جميلة ونظيفة .. تترآءى وكأنها نحتت من الجبن..!! تتميز أبنيتها بالبساطة والأناقة أشبه ماتكون على الطراز الأوروبى .. وحتى القطاطى لها نكهة خاصة .. وتنتشر على الجبال فى شكل مدرجات يكسب المدينة طابعاً يميزها عما سواها .. وهذه تعد ميزة تفضيلية لتنشيط السياحة بين البلدين.. وهو مايعرف اصطلاحاً بــــ .. (Domestic Tourism)
وعند السادسة مساءاً خرجنا من كرن قبيل الغروب والشمس تلملم خيوطها الذهبية ايذاناً بوداع يومٍ سيظل فى الذاكرة.. والجو يزداد برودةً كلما تقدمنا والضباب يكسو قمم الجبال الشاهقة والتى بدأنا بالصعود اليها رويداً رويداًحتى وصلنا الى منطقة (عيلا برعت) .. وماأدراك ما عيلا برعت ..!! انها مدينةُ تكسوها الخضرة من كل جانب وتنتشر الزهور بجانبى الطريق المتعرج وهو يتلوى بينها يتسع حيناً ويضيق أحياناً والخضرة التى تملأ ناظريك لن تمر دون ان تمتلأ رئتيك بالهواء النقى والنسيم العليل .. انها عيلا برعت تلك المدينة الوادعة التى كانت مرعى خصب للأبقار البيضاء .. وهذه ترجمتها حسب افادات مرافقى الأرترى داخل العربة الأخ (عبدالحميد) .. وهى بحق جميلة وملهمة فهنيئاً لمن يسكن هذا البستان الكبير..!! وهذا المنظر الأخاذ، منظر السحاب تحت الجبال يتكرر كثيرا وتراه وانت جالس بكل هدوء داخل العربة التى تمر بك من تسني الي اسمرا مرورا ببارنتو واغوردات وكرن وعدة مدن ارترية جميلة ولا بد من ربط الاحزمة لكل من لم يتعود علي مثل هذه المناظر لان الطريق معلق بين السماء والارض ويمر بالجبال كالافعي رغم ضيقه فى كثير من الأحيان.. وغالبا ما تكون المركبات لواري شحن في معظمها ولكن وكما يقولون: (السايقه واصله) ..! وتتواصل الرحلة والجو يزداد برودةً .. والجبال تزداد كثافةً وعلواً وتعرجاً مخيفاً .. وكأن العربة تمشى على حلزون ومن بداخلها واجمون خوفاً ولا أحد منهم يلتفت الى الهاويات السحيقة .. فمنهم من يعلق بأنها مثل جبال الهملايا أو هضبة التبت وبين من يتحدث بمعلوماته الجغرافية ومن يسرد معلوماته التاريخية عن دخول الجيش السودانى (كرن) : "و فى ثانية دخلن كرن".. وكيف انها شهدت نهاية الحرب العالمية الثانية.. وهكذا والعربة تئن أنيناً يقطع أزيزها صوت (مبارك حسن بركات) وهو يشدو بأغنيات الحقيبة الخالدة... ياجوهر صدر المحافل روحى معاك اتلطفى بها وأحياناً أخرى يقطع صمتنا غناء عثمان حسين وهو يروى (قصتنا) مع بازرعة .. قصة للحقيقة .. قصة حب أقوى من الحقيقة.. ويرسل جواب للبلد : لكل طائر مرتحل عبر البحر .. قاصد الأهل وقد حمله أشواقه الدفيقة .. للمحبوب وللوطن .. لترابه وللدار الوريقة..!! وكأنها تحكى وتدلل بذلك على عمق العلاقات الأخوية .. وشدة الأرتباط بين الشعبين الشقيقين وأزلية العلاقة التى تربطهما بكل عوامل التاريخ والجغرافيا... وهكذا والعربة تواصل مسيرها حتى دخلنا منطقة (عدى تكليزان) ومنها بدأت رحلة التدحرج والأنحدار حتى قطعنا مسافة التسعين كيلومتراً المتبقية التى توصلنا الى (أسمرا) حتى دخلناها وهى مبللةُ بأمطار خفيفة وكأنها خارجة لتوها من حمام تغازل وتفتح أذرعها مرحبةً بالقادمين.. اذن نحن الآن فى (أسمرا) درة القرن الأفريقى .. أو روما الصغيرة (The Little Rome) كما يحلو للبعض تسميتها بذلك لأن الطليان كانوا قد بنوها على طراز (روما) عاصمتهم.. بل ليس هذا فحسب .. وانما حتى اسماء الشوارع والأحياء هى اسماء ايطالية مثل (كازاباندا طليان) و(ترافولو) وغيرها.
وأسمرا مدينة ساحرة ذات طقس مريح وطراز معمارى فريد مما جعل كاتباً يقول إنها مدينة صممها وبناها ثوار ويسكنها ثوار- فعندما أراد الإيطاليون الذين كانوا يستعمرون ارتريا بناء حاضرة لهم أسندوا الأمر فى مطلع القرن العشرين لعدد من المعماريين الشبان الذين كانوا يودون تغيير جميع الأنماط المعمارية السائدة فى أوربا آنذاك ووجدوا فرصتهم فى بناء أسمرا ولذا تجدها فريدة فى فنها المعمارى- ومن حسن حظ المدينة إنها وبعد ثلاثين سنة من حرب التحرير لم تدمر- وأول ما يسترعى انتباه الزائر النظافة فأسمرا بلد نظيفة للغاية مقارنة حتى بالعواصم الأوربية ..!! النماذج المعمارية العتيقة – عادةً - لها سحر وألق خاص ووقع فى النفس البشرية انها في النهاية إبداعات هذه الاصابع الخلاقة.. وهو نوع من الاهتمام البديع للأنسان ... بدأت هذه الاصابع الماهرة تستخدم المواد المحلية البسيطة جدا و التي لا تلفت لوحدها اهتمام اي انسان لتشكل منها نماذج فنية ذات قيمة جمالية وهي تضيف بذلك لتلك المواد البسيطة إمكانية العطاء و الفن... ويعطي ذلك الصنيع الانطباع بأن المادة لا تصبح غنية لوحدها.. وطالما كانت كذلك فهي لا تعطى الانسان انما الانسان هو الذي ينحتها، يرسمها، ينمنمها، يعجنها، يشكلها، يهبها هذا الثراء وهي البسيطة جدا والتافهة جدا أحيانا.. وإذا كان ذلك هو جانبا واحدا من حوار الوجود والفن فان هذه الاصابع الماهرة تمضي لتبدع – وان كانت لا تعقل مثل هذا النوع من التفلسف – تمضي لتبدع ألوانا من الأشكال او لتعيد لبعض الأشكال الموجودة بعض الجماليات الضائعة من خلال هذه النماذج الموجودة أمامنا ، هذه النماذج الهندسية المعمارية الموجودة في انحاء متفرقة من العالم وأخرجتها في أشكال غاية في الدقة و البناء وهكذا ترافقنا هندسة هذه الاصابع الماهرة حتي مسجد مصوع، كنيسة مصوع، مسجد اسمرا، مبني الفاتيكان في ايطاليا، قاعة افريقيا في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، أعمدة روما، كنيسة دومو ميلانو، برج ايفل في باريس، اهرامات مصر، و البيت الأبيض الامريكى .. وغيرها من المعالم البارزة.
أسمرا السياحة:
أما أبرز معالم أسمرا فهو شارع الحرية (كمشتاتو) المرصوف بالنخيل .. والمبانى العتيقة ذات الطابع الأوروبى .. والكنائس والكاتدرائيات القديمة.. ومسجد الخلفاء الراشدين فى قلب العاصمة. ومعظم سكانها يتحدثون لغة التجرينية ( Tigrinya)وهى لغة سامية (African Semitic Language) يتحدث بها كذلك معظم سكان اقليم التقراى والقندر فى شمال اثيوبيا... وهى اللغة السامية الرابعة واسعة الأنتشار بعد اللغة العربية والعبرية والأمهرية.. والى جانب لغة التقرنية فيتحدث معظم السكان اللغة العربية وبعض انجليزية هذا اضافةً الى الطابع الأيطالى فى معظم هذه اللغات .. ولابد لك ان تشكر النادل وهو يناولك كوب القهوة الأيطالية الشهيرة (كاباتشينو) .. بأن تقول له : (برونتو) أو (أبوستا)...
احياء اسمرا الجميلة.. ("طُعُم بُنّة"):
عندما تشرق شمس الصباح فى أسمرا أو قبيلها فانك اول ماتستقبله هو ان تصحو الصبح على رائحة البن.. تسمع وتستنشق اعداده في كل بيت فى هذا الحي أو ذاك واطفاله يتسابقون فى مرح مع صغيرات الحارة .. وهم عادة مايستيقظون مبكرين.. أو ان ترى البيوت كلها تفتح أبوابها حتى تملأ جنبات البيت بالهواء النقى والعليل وبحكم الجو الجميل فى أرتريا الذى وهبهم الله وما أحلاه.. فترى من يبدأ صباحه بالجلوس أمام باب بيته أو من تبدأ من النساء برش المكان عند عتبات البيت بقليل من الماء تفاؤلاً بالصباح وتهيئةً للمكان لأعداد قهوة الصباح ولجلب الخير والتفاؤل به بأن تبلل وترطب مدخل البيت أو مكان العمل برشه بقليل من الماء... ليبدأ اعداد القهوة: و"طُعُم بُنّة".. وما اجمل طقوس البن والعمبابا.. في احتفائية صادقة..و لترد بأريحية : "طعوم يهبكا" ... كم هى جميلة هذه العادة التى صرت أحبها، وصرت استمتع بها ، لعلنى عرفت سرها المبهر، فصرت امارس احتساء القهوة بهذه الحيثيات.. وبهذه المعطيات حتى هذه اللحظة، فأسرني ذلك بتعويذة مأ أصعب الفكاك منها...!! عودة لأحياء مدينة أسمرا.. حيث خططت هذه المدينة في عهد الإستعمار الإيطالي ويعتبر تخطيطها جيد جداً .. ومبانيها قديمة من طابق واحد عبارة عن غرف متلاصقة يجمعها فناء واحد .. وقد يسكن المنزل الواحد في نفس الفناء أكثر من اسرة في غرف مستقلة.. ولعلنا نأخذ نموذجاً لسياحتنا فى أسمرا .. الحي الشعبي الكبير.. (حى أخريا) وبين مساجده ورائحة قهوة الصباح التى تنبعث من كل ركن في ذاك العالم الصغير ، يسكن هذا الحي غالبية من المسلمين ويتميز بكثرة المساجد.. والبيوت هناك من النمط القديم واغلب البيوت تكون ملاصقة لبعضها البعض . ..والذى يميز اخريا لون التراب الاحمر، وأعتقد أن 90% من مسلمي أسمرا يقطنون هذا الحي حسب مشاهداتي خاصةً (الجبرتى) .. كما أن 80% من مساجد أسمرا تقع في أخريا ومن أشهر مساجدها (جامع أبو بكر الصديق - جامع عمر بن الخطاب - جامع خالد بن الوليد) إضافة إلى الكثير من المساجد الصغيرة.. وهناك مكان رائع في ضاحية أخريا يمتاز بخضرته وبحيراته الصغيرة إن جاز لي التعبير .. يدعى (ماي انبمسا) واعتقد ان قليل من الإهتمام به يمكن ان يجعل منه متنزهاً جميلاً للغاية .. اخريا يقع فى منطقة (بيا جدة) .. ويمكنك ان تستقل الباص للتنقل بين الأحياء .. والذى اعتقد كانوا يسمونه (مونيا خولول رقم 10 ) ومعناه متعب او شيء من هذا القبيل .. واذا ضللت طريقك لمكان سكناك فليس أمامك غير ان تستعين ببعض الكلمات من اللهجة المحلية ، مثل ان تقول: (ابيلو قزانا ..؟).. يعني أين بيتنا ..؟ واذا استطعت وصف بعض المعالم بأستخدام اللهجة كنت الأفضل ، بيد انك لن تحتاج الى ذلك كثيرا.. فتحدث العربية مع من تلقى ولن تحيد . ولعله منظر مهيب ولحظات مفعمة بالإيمان وجلال المكان وانت تجلس في مساجد أخريا بعد صلاة الفجر كل يوم في مسجد أبو بكر الصديق.. أو مسجد الحاج أبرار يجتمع جماعة المسجد في حلقة واحدة، ويبدأون في تلاوة الأذكار أو المدائح النبوية.. لحظات وإذا بأقراص (القجا): الكعك الإرتري المعروف!! وترامس الشاي تحضر المكان لتحضر ذلكم المؤتمر الجميل .. وستردد مع الجماعة أجمل الكلام، واذا خرجت من هناك فألى (قهوة البحر الأحمر) التى تجاور مسجد الخلفاء الراشدين والتى تديرها فى الغالب احدى النساء ، ويتحلق الناس على الطاولات .. يتناولون افطار الصباح على الأنغام المنبعثة من جهاز الراديو أو التلفاز.. فكنت –دائماً- أجلس لأحتسى بعض القهوة المصحوبة ببخور الجاولى والعدنى لتذهب عنى كثير العناء والتفكير. انها أسمرا.. درة القرن الأفريقى.. ومدينة الضباب في افريقيا.. والجمال الخلاب طقسها مابين البارد والمعتدل.. في فصل الخريف ينزل عليها المطر وبين ثناياه كرات الثلج احيانا ولكنه لا يمنع الناس من السياحة أو العمل .. الجميع ينشرون مظلاتهم علي الرؤوس.. في موسم التين الشوكي التي تشتهر به معظم المرتفعات.. والشيء الملاحظ في اسمرا ان كل حي يدل على طبيعته وسكانه فمثلا : جزا منداطليان .. وجزا مندا حبشا.. وجزا تنكا.. ولافرق ، وغالباً بعد فترة قصيرة من المعرفة تكون ضيف شرف جلسة قهوة بالمنزل أو المقهى .. وتقابل بحفاوة من كل أفراد الأسرة.. أو المقهى لمجرد أنك سوداني ..!! وهكذا وبعد ايام عمل قليلة بلياليها .. وجدنا انفسنا امام لافتة مكتوب عليها ((BON VOYAGE: أى رحلة سعيدة ايذاناً بانقضاء الفترة وانتهاء المهمة.. وداخل السيارة يترنم هذه المرة (محمد الأمين) بأغنيته التى تلخص (النظرية النسبية) وهو يقول : الغريبة الساعة جنبك تبدو أقصر من دقيقة والدقيقة وانت مافى مرة مابنقدر نطيقها دنيا بى قربك يفرهد .. كل طائر يحيا فوقها وقلنا ماممكن تسافر .. السفر ملحوق وانت لازم تجبر بالخواطر !! والعربة تتدحرج فى طريق عودتها.. والصبيات بجانبى الطريق يتقافزن فرحات ويرشقن العربات المارة بما يحملنه من مياه كن قد جلبنه من مسافاتٍ بعيدة !! وهى –كما أعتقد – تلك العادة التى جرت عند الأحتفالات بالسنة الجديدة .. ولعل هذا اليوم (تحديداً) فى شهر سبتمبر المسمى عندهم ب (مسكرَم) يصادف بداية الألفية الثالثة حسب التقويم الجئزى Ge`ez) ) والذى بدأت فيه الكنيسة الشرقية (الأرثوذكسية) تقويمها بعد ثمان سنوات تقريباً من ميلاد المسيح عليه السلام.. ودأبت تحتفل به كل الكنائس الشرقية فى العالم .. بيد ان الكنيسة الحبشية تتوج الأحتفالات بنكهة خاصة.. وفى هذا المشهد من الأحتفال كأن الصبيات يردن القول بأن نعود مرة أخرى – تماماً – كما ندعى نحن لمن يشرب من مياه (توتيل) بأنه سيعود لزيارة كسلا مرةً أخرى ... وعلى ذكر الصبيات لابد لنا هنا ان نقف لنحيى المرأة الأرترية ونضالاتها السابقة والحالية وهى تشارك الرجل جنباً الى جنب فى كل الميادين.. وتحية خاصة للفنانة (هيلين ملس).. وبهذه المناسبة ربما لايعرف البعض ان هيلين – كغيرها من بعض رفيقاتها - قضت جزء كبير من طفولتها في مدينتنا كسلا .. ولا أشك ان اي انسان في فترة الثمانينات.. شاهد تلك الفتاة التي تركب الدراجة وهي ذاهبة الي المدرسة.. وكان حدثا لان فتياتنا لا يمارسن هذا النوع من الرياضة .. !!. ولعله تحضرنى هنا أبيات صديقنا الشاعر الأرترى (محمد مدنى) وهو يجسد ذلك حينما يقول : والصبايا عندنا ليسوا صبايا بل شظايا .. تحرق الظلم وتمحو البربرية.. !!! واغاني كانت توشوش اسماعنا.. في زمن ماضي ملهمةً للثورة ..وللنضال .. حتي نالت ارتريا حريتها.. تضفي الحماس .. وقد كانت أشهرها بعض مارشات) إرتريا جارة البحر) للشاعر السوداني التيجاني دفع السيد والتي قال فيها : إرتريا يا جارة البحر يا منارة الجنوب من أجل عينيك الجميلتين .. من أجل عينيك الحزينتين .. يأتي زحفنا من أقدس الدروب..!!
وبهذه الرحلة الشيقة نكون –فعلاً- قد وقفنا على تجربة شعبٍ تحرر من قيود الأستعمار والوصاية .. وأبى الا ان يمشى على طريق الحرية والنصر .. رافعاً رأسه مستصحباً أدبيات الثورة ليجسدها تنميةً.. واعماراً لما دمرته الحرب اللعينة.. وأبداءاً لحسن النية تجاه ماتركته ترسبات السياسة بين الأشقاء والجيران لنستشرف آفاقاً وفجراً جديداً .. تقود تنميته مع آخرين شركةُ تسمى (سقن) والتى تعنى (النعامة) و تسعى سقن بكل ماأوتيت من قوة تجمع بين (الجرى والطيران) والتى لاتجمتع الا فى (النعامة) كما نقول .. لتدرك تلك الآفاق ... ولعل مثل هذه الزيارات .. اضافةً للزيارات الشعبية والفرق الفنية والرياضية والقيادات .. تمثل جسراً لتعزيز أواصر الأخاء والتواصل بين الشعوب .. والجيران أولى.
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: معتز الجيلي)
|
بارنتـــــــــــــو للوهلة الاولي تظن بانها طيبة الحسناب وانت متجه نحو بلاد النيل الابيض او المسيد المحطة وان تيمم وجهك شطر الجزيرة ملتقي طرق ومقاه ومطاعم صغيرة متناثرة وفرقان المسافرين تحط الرحال (فكة ريق) وحراس الروح (الاطفال) بجرس موسيقي (عتر,عكاد) تمسك بها اكفهم الصغيرة وتصدح بها شفاههم واحيانا تجدهم يحدقون الي المسافرين فيمن يماثلونهم سنا.استجمعت شتات التقرنجة عندى لاخرج كلمة اسعد بها من يقف بجاني يحمل (العتر) فتمتمت (كندى نقفة) مشيرا باصبعي لما يحمل فاجابني (قرشي) ايما سعادة إنتبابتي بعد ضحكة اطلقها الصغير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: أميرة فاروق عبد العال)
|
Quote: محمود أبوبكر
لك التحايا القلبية ... وإيفاءاً لوعدي ها هو مقال الصديق أبوعلي كاملاً .. له التحية علي كلماته وخواطره الرائعة التي تجعلك تشتهي رؤية أسمرا. |
. العزيز معتز لك التحايا وعدت و وفيت ريبورتاج رائع حد الدهشة لك بساتين القرنفل الفواحة
-- ودعكاشة عسى الله جعلها آخر الأحزان وعودة كريمة ولك كل مفردات العتب حتى ترضى عن الانحناءة التي عرفها البوست وانت في نبل احزنك
-- ود حاج لبارنتو خصوصية لا تدرك إلا بمزيدا من الدهشة وهي من المدن التي يلتبس فيها الشعور حد الاختلاط
يقول شاعرنا الكبير محمد محمود الشيخ -مدني- آه بارنتو نحن آتون العشية نحن آتون لإتمام الزفاف عرسنا فيه رصاص والتواقيت بندقية ..... والبنيات هنا لسنا صبايا بل شظايا تسحق الظلم وتمحو البربرية ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمد عكاشة)
|
الحبيب عكاشة اثرت فيا شجونا كنت اكتمها... مالك علينا نابش السيرة.. اسمرة دي فى حد ذاتها مدينة انثي بها الكثير من السمات الناعمة ناعسة.. وحسناء .. وانيقة.. ومدللة ............. ليست ككل العواصم نائمة فى خدر الغيوم زاهية.. و(الزاهي فى خدرو ما تالم).. زرتها مرتين... فى 2000 والشهر الماضي احببتها حتى كتبت لها رسائل غرام وافتقدتها بعد ان احتضنتني بغيمها وسماحة اهلها مدينة متبرجة.. وانيقة.. وناعمة الفتيات تشابهنها تماما... شفت كمية الظرف والذوق والاناقة دي يا عكاشة.. الطيبة يا عكاشة.. لمحة من وجه اريترية تبادلك ابتسامة صافية تشع فى فضائك مثل لسعة البرق... والحب عيون اسمراوية فى ليلة محتشدة بالغناء.. والحياة هي ضجيج الهدوء فى مساءات الهضبة وصباحاتها الحفية ساعود.... وببعض الصور لاثراء هذا البوست الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فتيات أسـمـرا ..وجــدننا مـثخـنين بالجــراح !!!! (Re: محمد عكاشة)
|
كعادة المسافر لاول مرة تكثر من الجئية والذهاب من والي شنطة السفر ويتلبسك الاحساس بانك (نسيت حاجة) فتعيد مراجعة التذكرة مرات ومرات ثم جواز السفر وفى احيان كثيرة ترى بان صورتك فى الباسورات لاتشبه ملامحك الي حد كبير وغيره من هواجس و (هلاويس) ويمكن ان تحلم بانك فقدت حقيبتك او مستندات السفر او تاخرت عن موعد الوصول وضاعت الرحلة واذا كانت الرحلة مساء تذهب قبل ساعات من زمن الاقلاع تحسس جيبك فى كل مرة تبستم للمودعين وفؤادك (كأم موسي) وكل حواسك داخل صالة المغادرة بينما جسدك تتناوشه نظرات المودعين والتعليق الخفي يبداء من الحذا الي ( قصة الشعر) إضافة الي إطلاق عنان افكارك الي الجهة التي تقصدها .ومع عند سماع الجرس الرنان للمناداة ومع اول جملة ( علي حضرات السادة المسافرين) تكون قد عبرت الحاجز الاول يدك ممسكة بالتذكرة والجواز وقلبك معلق مع شنطة السفر وهي تبتعد عنك و(يطمنك) عامل الشحن بعد ان يلاحظ فى ملامح وجهك مدى الفزع الذى الذى انتباك بان ( لاتقلق). عند السابعة صباحا كان موعد انطلاق رحلتنا عبر الميناء البري الذى كان ضاجا( كمطارت الوداع قدامك وراك) بالمسافرين والباعة ومساكين (رزقهم فى المجانين) يتلقفون الركاب من اول الشارع (قضارف كسلا مدني الابيض ......... الخ)وياخذون اجرا علي ذلك من قبل شركات النقل وعلي إمتداد الميناء البري تحاصرك لافتات البصات السفرية التي تجوب كل اصقاع السودان فى اللوان زاهية واطوال متفاوتة اتينا متاخرين فلم نجد سوى بص سفري نهاية رحلته القضارف واستطاع احدهم انا يقنعنا بانه لايوجد بص الي كسلا،توكلنا علي الحي الدائم .
| |
|
|
|
|
|
|
|