|
|
 اتفـاق السـلام ودور بعـثة الامـم المتحــدة !!!!
|
وفقا لقرار تأسيسها بقرار مجلس الامن رقم 1590 وابتناء على التفويض الممنوح بدعم تنفيذ اتفاق السلام الشامل اقام المكتب الاعلامى لبعثة الامم المتحدة ورشة عمل تدريبية مكثفة لنخبة من الصحافيين السودانيين حول اتفاق السلام الشامل الذى تم توقيعه بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان فى التاسع من يناير 2005 فى كينيا حيث حفلت الورشة بحوارات مستفيضه حول اهمية الاتفاق وبنوده فى محاولة لاستشراف مستقبل تنفيذه واستقراء اوضاع السودان السياسية والاجتماعية والتنموية ...
اتفاق السلام الشامل الذى جاء ادراكا من الطرفين لضرورة ايقاف حرب تطاولت لعقود اهلكت الحرث والنسل ومحاولة جادة لايجاد تسوية لمشكلات البلاد على اساس حكم ديمقراطى يلتزم الشفافية والمساءلة القانونية والعدالة ورعاية حقوق الانسان واحترام حرياته الاساسية مع الاقرار بحق شعب جنوب السودان فى وحدة طوعية جاذبة او تقرير مصيره وفقا لاستفتاء يحدد مساراته وخياراته...
الورشة كانت سانحة مفيدة للصحافيين لمدارسة الاتفاق وتأمل بنوده بصورة تفصيلية ساعد على ذلك حضور منظمى الورشة واستيعابهم لاهمية الاتفاق مما فتح نوافذ لنقاش حر ومثمر ...وبرغم ان مشكلة ابيي بتتعقيداتها وتطوراتها اللاحقة اخذت حظا كبيرا من النقاش الا ان الاتفاق وبروتوكلاته شهد طرح اسئلة جدية حول سير تنفيذها خصوصا والفترة الانتقالية قد شارفت على منتصف مدتها فى ظل مخاشنات من الطرفين حول خروقات هنا وهناك وابطاء فى امر تنفيذه ...
اتفاق السلام الذى تمت صياغته بصورة دقيقة وعكف على انجازه خبراء من الطرفين واخرين من الاسرة الدولية ورعت مفاوضاته دول الايغاد والامم المتحدة واخرين بغية الوصول الى اطار جامع يتلمس الناس من خلاله حلا أمثلا ومرضيا لمشكلات السودان المتفاقمه ...
الاتفاق الذى ضمن لاهل السودان قسمة عادلة فى الثروة والسلطة وتساويا فى الحقوق والواجبات وتراضيا على اساس المواطنة الحقة دون تمييز بسبب العرق او الدين او اللون او اللغة مع كفالة حقوقه فى التمتع بحريته الشخصية وصيانة خصوصياته دون تدخل قسرى اوانتهاك دون وجه قانونى فى شئونه وعائلته ومراسلاته الشخصية اضافة الى حقه فى حرية الفكر والدين والتحرك واختيار اقامته مع احتفاظه بالحق فى محاكمة عادلة لدا اعتقاله او توجيه اتهام اليه...
الورشة فى جملتها الاساسية اكدت على ضرورة ان تتوسل وسائط الاعلام المختلفة الى عمل متصل للتعريف باهمية اتفاق السلام وتبسيطه للناس لتأكيد اهميته وجدواه الملزمة حيث عمدت بعثة الامم المتحدة منذ تأسيسها الى اقامة ورش عمل مكثفة شملت قطاعات عديدة فى المجتمع بدء من طلاب الجامعات واساتذة العلوم السياسة والكيانات ذات الصلة والمختصين سوى ان الاعلاميين هم أولى الناس بالتعريف ببنوده وتنوير الرأى العام والاقبال على نقاشه بجدية وفهم عميقين ولقد اكد الصحافيين فى الورشة على ضرورة تكثيف مثل هذه الدورات وتطويرها لتشمل عامة الناس فى قراهم واعمالهم وفك طلسم بنود الاتفاق المهمة...
نقاش ورشة المكتب الاعلامى لبعثة الامم المتحدة اكد على اهمية العمل على توكيد الوحدة بالاقرار بكون السودان بلد متعدد الثقافات والاجناس والاعراق والاديان والا تكون الاخيرة عامل فرقة بحسب نص الاتفاق وان تكون مصدرا للقوة المعنوية والالهام بالنسبة للشعب السودانى مع التأكيد على الخصوصيات الثقافية لشعب جنوب السودان مع ما اكده الاتفاق وتم انفاذه فى حقهم فى حكم ذاتى حيث جهدت حكومة الجنوب خلال السنوات الماضية فى اعطاء الوحدة ابعادا اعمق مع عملها على تطوير الجنوب وتنميته...
اتفاق السلام الشامل الذى يستشرف مرحلة الانتخابات فى نهاية العام الثالث للفترة الانتقالية يتطلب من الجميع معرفة واثقة باهميتها وضرورة استكمالها بصورة حرة ونزيهة لاقامة نظام حكم ديمقراطى وعادل على ان تعمل حكومة الوحدة الوطنية قبلها على تأكيد المصالحة الوطنية وصياغة ألياتها واشكالها واتاحة الفرصة للكيانات السياسية والجماعات للتعبير عن افكارها بطلاقة واتاحة قدرعال من الحرية والعمل السياسى ومراجعة ادوارها فى التنمية السياسية والاجتماعية والمشاركة الفعالة فى ادارة الحكم وانشاء الهياكل وصيانة الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والثقافية بلوغا لحالة حكم رشيد يكفل للجميع تعايشا سلميا متكافئا وحقوقا متساوية مرعية بالقانون ومكفولة بقوة دفع ذاتى بقبول الاخر وبحقه فى المجالات كافة...
الانتخابات تطرق الابواب وجهود عديدة اثمرت فى اتجاهات التراضى الوطنى لضمد جراحات الماضى وفتح طاقة جديدة لحوار غلاب حول مشكلات البلاد وتجنيب اهلها مغبة الخلاف والاحتراب وضمان مشاركة حقيقة وفعالة التزاما باتفاق السلام الشامل وتنفيذ بنوده...
ورشة عمل اتفاق السلام الشامل ودوربعثة الامم المتحدة التى نظمها المكتب الاعلامى التابع للبعثة كانت عملا بناء افاد منه الصحافيين السودانيين افادة قصوى بالحوارالموضوعى والنقاش البناء ولقد كان لمنظمى الورشة دور كبير فى توضيح بعض النقاط المهمة واضاءة بعض النواحى الغامضة ولتعاونهم المثمر مع الصحافيين اعضاء الورشة واستفراغ مافى وسعهم للتنوير والاضافة وقبول مقترحاتهم بضرورة تخصيص ورشة اخرى حول مشكلة ابيى وخارطة طريقها بجانب دورة اخرى لتنمية المهارات وترقية القدرات ولذا لزم توجيه الشكر انابة عن الزملاء الى الاساتذة جوردان..صلاح محمد..منى محمد..ولبنى احمدحسين على ان تتصل الجهود من كافة المؤسسات الصحافية والاعلامية لدعم اتفاق السلام واتاحة مساحات واسعة للتداول بشأنه وان يقوم الطرفين او حكومة الوحدة الوطنية بجعل امر نشر ثقافة السلام وبناءه امرا ممكنا بدعم جهود تنفيذه والحرص على استكمال عملية البناء الوطنى وحفز وتائر التنمية واستدامتها وفتح الابواب لحوار وطنى يتضام الجميع على سرحته دون شروط مسبقة للخروج من نفق تاريخنا الدائرى الذى اورثنا حالة بئيسة وتراجعا مستمرا فى مختلف المجالات ..!!!
____
جريدة الصحافة 24 يونيو2008
|
|
 
|
|
|
|
محمد عكاشة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست