سودانير ذات يوم كانت عروسا فى فضاءات الطيران تقدل مرفوعة الرأس وتتبختر بين رصيفاتها وترفد الاقتصاد الوطنى بربط مقدر,,, ومثلها هيئة السكة حديد قبل ان تتكسر زاويه زاويه.. الخرطوم ذات نفسها كانت هدفا مرموقايتقصدها الناس ..كان للغيد والغزلان مرعى فيها...وللجمال مكان وبراحات فسيحه... اجيال الستينات أقوام يسرحون فى نوستالجيا رهيبه وتحنان الى ماضى تولى عاشو بعض ايامه..
تلك الايام نهض الى دوحة الشعر الاستاذ بشيرعبدالماجد وهو يترنم,,,
لما تقسو عليك..ليالى الوحدة والليل يبقى ليل والنجوم تلمع بعيد..بعيد تسخر من السهران وحيد برضو أسال عن قلوبنا
تلقى فيها كنوز محبة.. _____ ثم يسطع الاستاذ سعد الدين ابراهيم فى معانى بعيده ..جزالة المفرده..بساطتها وعمقها.. هو ومجموعة الثورات .. نجيب محمد على والتجانى سعيد واغنيةله تقفز بعيدا..بعيدا,,, الاغنية تغنى بها الفنان فتحى حسين ليعتزل بعدها ويغترب,,, والموسيقار وردى ذات مساء يقول لى .. لوانى تمنيت اغنية اغنيها فهى كلمات سعد الدين وسحره..
المواعيد لسه حزنانه بتنادى والاماسى بتبكى فى أسى مااعتيادى ** العزيزه المابتعرف كيف ظروفنا
الوحيده المابتحاول يوم تشوفنا
سلمي لنا على ضفايرك موجه موجه ..وكلميها قولى ليها حرام تتوه فيها المواسم,, ونحن بى جد نشتهيها
سلمى لنا على عيونك ,, ويوم تسهي تغروديها يبقى تفاحتين خدودك ,,بس خدودك وين شبيها..
____ ثم فى هذا الزمن المختلط,,, يسرنى الشاب شكرالله عزالدين وهو يحدثنى عن رغبته فى ان يصدر بحقه فى زحمة الفنانين خروجا على السائد والمألوف مهما كلفه ذلك .. صديقى الصيدلى والاعلامى اللامع الدكتور عمر مسعود يقدم فى (هارمونى) العندليب الاسمر وهو يحكى استفزاز وردى له قبل عقود وهو شاب فى بداياته ويحرمه ان يغنى معه فى حفل مالم يكن لديه تسجيل فى الاذاعه ليعكف بعدها على تجربته فى رهبة المثلث الذهبى.. هو وتجانى وعمر الشاعر
ثم فنان شاب يصعد فى بيت من احياء الخرطوم قبل ايام فى اغنيات جميله حتى يطلب اليه الحضور ان يغنيهم (قنبله) ثم هوعلى المايكرفون يجيبهم ..
_أسف جدا..ده مستوى هابط جدا.. ويرد مباشرة باغنية (العزيزه) يتيمة الفنان فتحى حسين ودرة اغنيات الاستاذ سعدالدين ابراهيم حيث لا يستقيم سوى زورق الالحان فى الاغنية السودانية !!!
فى حفاوة بالغة نظم نادى الخرطوم ليلة ساهرة فى حضرة الفنان عثمان حسين أمه رهط مميز من السياسيين
والفنانين وناس الخرطوم فى لفتة بارعة اذ سعت ادارة النادى ومجلسه الجديد الى ابتدار موسمه لهذا العام بتوفية بعض الحق لاحدحراس الروح ممن اشجى وجدان الناس لعقود من الزمان بأعذب الالحان .. وهوبوفق نصوصه الشعرية المختارة وبطبقات صوته العذب الطروب وحنجرته صير للناس معنى لوجودهم وللعاطفة النبيلة... حيث (شجن) و(عشرة الايام) وحسين بازرعة... الشاعرالفذ الذى احبنا واحب ارض السودان بمافيها ومن عليها ..والتعبير لبازرعة فى حوارتلفزيونى...
عمنا بابكرحامدموسى ودالجبل شرفنى واخرين ان نكون طرفا لتصميم ليلة الاحتفال سوى ان بهاء ابوعفان وحضوره وألوية قصائده الجياد جعلوا من الليلة ليلة ذات صوت وجرس ومعنى شفيف حتى صاح السيدسبدرات (ياناس انتو عايزين تكتلونا والاشنو)..ثم ... والشاعر الجميل عوض احمدخليفة يرفل فى حسنه ونضار اشعاره يمثل هو والفنان عثمان حسين والاستاذالسردوليب مثلثا ذهبيا موشى ساطعا له لمعان...واللقب اطلقه الاستاذحسين خوجلى فى كلمته...
تكريم الفنانين خصوصا الرواد من جيل عثمان حسين مهمة ملحة يجب ان تتضافر الجهود لترسيخها وتعميق معانيها بالا يكون التكريم احتفالا تطريبيا وكلمات براقة موحية تجدالتصفيق لحظتها من الحضور ويمضى كل الى حال سبيله...تكريم هؤلاء... حفاظ تاريخنا الاجتماعى وباعثو الفرح والسرور بين الناس والعاشقين ينبغى ان يخطو بعيدا لتوثيق تجاربهم ودراستها ودعمهم وقد اعطوا كثيرا لاجل الفن والمجتمع....
نادى الخرطوم وعلى رأسه رجل البر والاحسان السيدبابكر ودالجبل وهو لايمن ولايستكثر بافضال الاله ونعمائه عليه ... ليته يلتفت فى مقبل مناشطه الى رموز الفن والابداع ممن اقعدهم المرض والسنين وحالات استحياء ان يتكفف هؤلاء الناس وقد ترقوا بين خمائل الحانهم واشعارهم وموسيقاهم العذبة الشجية...
قولوا لى بربكم من ذا الذى لم يتطربه الفنان ابوعبيدة حسن وهو يطوقنا جميعا... بعقد الجواهر...الضواى وباااهر...ابوعبيدة الذى لون واجهات حقبة السبعينات باغنياته الجميلة وطنبوره وشدوه البديع اختفى فى هدوء لا يأبه له احد ولاحتى زملائه من الفنانين واتحادهم ومثله الفنان ذائع الصيت وقتها عبدالوهاب الصادق غاب وسط الزحام بسبب المرض يحف به اهله والمقربين وصندوق دعم المبدعين فى غفلة عن كل شىء ذاهل فى تظاهرات احتفالية وادعاءات كذوبة حيث لارقيب ولاحسيب....
اشد مايؤلم فى شأن غياب مؤسسات الثقافة وملحقاتها والدولة من فوقها ان تنتبه الى الفنانين فقط عند التظاهرات العارضة والاحتفالات الرسمية وعندلقاء الوفود المغيرة والزائرة جزء من ديكورلافت دون نظر مستقصى الى ان هؤلاء فى بلاد بعيدة يضمن لهم فنهم وعطائهم حياة كريمة وعيشا هانئا وللجهات الرسمية دور فى الرعاية والاهتمام مثلما لجمهورهم الكبير....
الفنان عثمان حسين فى يوم تكريمه كان هالة ضوء تستمد من ذات ثرة وعميقة فى مسيرة الاغنية الحديثة وهو يشكر الناس جميعا..نادى الخرطوم..ودالجبل..وشعراءه والمبدعين وهو فى سبعينيته اوقريبا منها نأمل ان ينعم واقرانه بحياة مديدة محفوظين باسرارهم فى الفن ومطالع الجمال تحفهم عناية جمهورهم ومحبيهم الذين لطالما سهروا على انغامهم فرحين مبسوطين..
هذه دعوة الى ان يتخذ تكريم هؤلاء ابعادا عملية جدية بدراسة احوالهم وتطويع ظروف مناسبة تقيهم حر الحاجة ورمضاء العوز ولن يكون ذلك كذلك الا اذا نهضت وزارة الثقافة ومجلسها الاعلى لرعاية حقيقية موجبة لعمل بناء بدعمهم والتماس وسائل جديدة لتيسير سبل عيشهم وعلاجهم وتكريمهم _______________________ مقال نشر فى مجلة اوراق قبل رحيل الفنان عثمان حسين
المسرح القومى ضاق بالحضور امسية الخميس 19يوليو الفين وسبعة ... النيل يفيض فى هيجة مضرية يكاد يرشق السيارات الواقفة على امتداده شمال وجنوب المسرح...يرشقها بسره وسطوته وسحره.. فى منتصف الصالة جلس عملاق الاغنية والسودان كما آلهة النوبة وعظمائها واهراماتها... صورته ومنظره وهو يجلس فى الصالة وامام جمهوره عاد بى الى صيف الفين واحد فى منزل السيد اسامة داوود عبداللطيف والبروفسور على شمو بصوته الفخيم يتحدث فى حفل استقبال الفنان الملهم لدا عودته المهيبة ... البروف تحدث ان مايلفته فى شخصيته ليس فنه واضافته فى المجال وتلك محسومة جدلا..وانمامايلفته هو قوته وعزيمته ومضاءه الاشم... محمدوردى فى يوبيله ..جلس الناس فى حضرته وطاب لهم المقام حتى بعدمنتصف الليل... صعد الى خشبة المسرح..زيدان..كابلى..درماس..يتغنى كل واحد منهم بواحدة من اغنياته البديعة..ووردى حيث يجلس يشارك بمقطع ومقطعين وحالة مثل السحر ومس الجن تعتور الحضور الكبير.. ثم ..والناس سكارى وماهم بسكارى يعتلى الموسيقار وداللمين الخشبة وهو يطلب ان يقدم لحنا بالعود..يقول انه تعلم العزف على العود باغنيات وردى... كاد العود يمشى على قدميه والجمهور فى جلجلة وشيتن يحير...ثم ..هو ووردى يغنيان (ابقى تائه والغرام يصبح حكاية)..غناء مثل حداء ياتى من بعيد ..من جوف كل واحد فينا...ومن جوف الحسناء الوزيرة تابيدا بطرس التى كانت وهى الى يمين وردى تردد كل اغنية من اغنياته عن ظهر قلب... تابيداوزير الصحة حضرت مبكرا وغاب مسؤؤلون زوى صلة بالثقافة والفنون والمعنى الجميل.. تابيدا كانت نجما ساطعا ورمزا لمعنى الفن وسحره وتقدير الفنانين.. انا احب محمدعثمان وردى..واحب تابيدا بطرس اكثر.. خمسون عامافى صحة ابوالورود..وتابيدا..والفنانين..وجميعكم.. محبتى,,,
هبوط وتدنى فى كل نواح الحياة,,وضروبها,,,, ولا مجال للمقارنة بين واقعنا الحاضر والماضى شايف جماعتك الكوركت ليهم ديل لسة ما صحو,,, العزيزة إحدى الأغنيات الخالدات من زمن كان بالجد جميلا,,الطيب مدثر حنجرة ذهبية وفنان يحترم فنه ومعجبيه رقم إنشغاله عنهم,,له التحية عبركم,,,والتحية للفنان الشاب الذى رفض أن يساهم فى جريمة تخريب الذوق السودانى التى طال عمرها,,,
تحياتى لك ,,,
02-11-2009, 09:33 AM
محمد عكاشة
محمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة