دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
بي زيارتك بيتنا نـــور!!
|
المناخ في السودان يبدو انه قد صار مواتيا بقدر يسمح للفنان النوبي محمد منير أن يصدح في أماسي الخرطوم الوسنانة والتي يُوشك الليل أن يُرخي سدوله عليه بعد صلاة العشاء...... (منير) ظل لعشرات السنوات يتطلع لزيارة الخرطوم ليسهر الليل مع معجبيه في وطن قارة وآذانٌ ذواقة ولكنه كل مرة يصدم حلمه ويكسر خاطره الجميل ضعف الترتيبات وأطماع "الوسيط" وأمورٌ أخري والناس في بلدي"أموره أمور" سوي أن هذه وتلك ليست بأسباب كافية تُوهي من مسعي"منير" لبلوغ غايته والآمال سراب..... زيارة منير محمولاً علي ذبذبات "موبيتل" امر سرني سرورا ً عظيماً لا لشئ سوي أن "منيراُ" يعرف أن للسودان وتراثه في عنقه يدٌ ودين مستحق..مثلما لكل السودانيين في حيواتهم لمصر "الكنانة" مكانةٌ وحبٌ وصلاتٍ ممتدة...... الدكتور راشد دياب في بينالي القاهرة الدولى وكنت مرافقاً له قبل سنوات , أثار في حوار مباشر مع سعادة الدكتور فاروق حسني قضية العلاقة بين البلدين فيما يتصل بالمشاركات الثقافية, وعاجله=راشد= بسؤال وهو وزير ثقافة مصر الحضارة والفنون وصنو بلادى...فاروق وزير لعقدِ ونصف ولم يتكرم بزيارة واحدة لوطنه الثاني فضلاً عن التفكير...مجرد التفكير بإقامة بينالي وادي النيل المقترح من تشكيليى الخرطوم...ذلكم حديث يستطيعه الدكتور دياب وهوبه جدير ..... في ذات القاهرة ...ألفين وخمسة بعد الميلاد وفي مركز إشعاعاتها الثقافية والحضارية...في دار الأوبرا ذات نفسها...نهض أديبنا الكبير الأستاذ الطيب صالح فى ليلة محضورة يُعيد لجائزة الرواية العربية اعتبارها الذي إجترحه الروائي صنع الله إبراهيم برفضه الجائزة يوم تكريمه والناس في ذهول...سكارى وما هم بسكارى...الطيب صالح صعد الى عليائه ومن ورائه وزير الثقافة والدكتور جابر عصفور وفلتة الزمان الليبي ابراهيم الكوني...الأديب الكبير..الطيب صالح والمهرجان يُعلن استحقاقه الجائزة والتكريم ..يطلع المسرح فى لحظة اشراق لامعة ومثقفي مصر ترتج الصالة لتصفيقهم وتضج .... الطيب صالح في عبارات مجيدة قال... (كما لا يخفي عليكم ..أنا من السودان..وهو علي مرمي حجر من هنا كما تعلمون... وأهلي أناسُ طيبون يكرمون الضيف...نحن ظللنا في السودان في وضعِ ممتاز جغرافيا وحضاريا..كل القوافل عبر التاريخ تمر بنا ولا تحط عندنا...فإذا جاء الناس يطلبون أفريقيا عبرونا إلي جوارنا من جهة الجنوب...قلنا الحمد لله لسنا أفارقة...وإذا جاءت القوافل تطلب بلاد العرب تجاوزونا إلي المغرب...شكرنا ربنا...ياسبحن الله اذن لسنا عرباً.. ونحن مرتاحون.. انا قد كرمتُ في كل بلاد العالم إلا في مصر...مصر الحبيبة والشقيقة ...ولكن مصر لا تعرفنا إلا في ألازمات..ومع ذلك فإني أحب مصر وأهلي كذلك يحبونها )... قال كلمته وصحائف الوراقين في جدال مشتجر صباح مساء حول كلمته العميقة...البعيدة...حمالة المعاني والدلالات... إذن... زيارة الفنان النوبي محمد منير الذي يعرفه أهل السودان منذ ثلاثين عاماً تثير مرة أخري جدل العلاقات الأزلية بين الشعوب ودور الفنون في توثيق تلك العلاقات وتدعيمها مع الوضع في الاعتبار المصالح الحقيقية والمتعينة.... الكتابة عن زيارة منير تفتح الباب لحوارات متصلة ابتدرها الأستاذ نبيل عبد الفتاح في ورقة قدمها في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بضرورة نهوض مؤسسات المجتمع المدني في البلدين لتتولي ملف العلاقات بدلاً عن مؤسسات الدولة الرسمية ودوائر المخابرات إعتباراً بعمق الصلات وروابط الدم بين الشعبين مثل الدم الذي يربطنا بالفنان"منير" وألا نستهين بتلاقح حضارات وادي النيل وتلامح شعوبها... وأنا مثلى والطيب صالح أحب مصر وأحب "منير" وأعاتبه والومه.. وكانت ليلة من ذات الليالي.... ________________________________________________________________________________________________________ مقال تم نشره فى مجلة (اوراق)بالخرطوم..
|
|
|
|
|
|
|
|
|