الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 07:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد عكاشة(محمد عكاشة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2007, 12:13 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!!

    الفضليات والافاضل..
    على سبيل المثال لا الحصر..
    المفتاح..البرنس..المشاء..سلمى الشيخ..مطر..سلمى صبحى..بت الجنيد..تراث..دكتور قور..دكتورة ندى..هالة احمدى..كودى..عادل عبدالعاطى..تماضر..قصى سليم..دكتور ياسر..الباقرالعفيف..دكتور النورعصام عبدالحفيظ..هالة عبدالحليم..لقمان..عمادعبدالله..خالدالعبيد..صلاح شعيب..عثمان فضل الله..تاج السر..جعفرعبدالمطلب..السر السيد..الساداتى..بيان..ايمن حسين..طلال..اشراقة مصطفى..محمدحامدواخرين ..
    هذا مقال نشرته فى مجلة(اوراق) قد يعنيكم ..ربما..والا فمشكورين للاطلاع عليه..فى شأن الكتابة..ومنصور..وعبدالله..
    مودتى وتقديرى
    .............

    مِران على الصبر الجميل**
    المعرفة شاقة ووعرة الدروب... والمرء كلما ازداد معرفة ازداد جهداً.. إذ كلما تكشفت له أبوابها استبان أن ثمة معارف أخرى تغيب عنه، وسبراً للأغوار... ثم الناس أنفسهم حال تلقيهم المعرفة وصنوفها ليسوا سواء، هم عندها أنماط مختلفة ودرجات ومراتب..
    الطريق إلى سوحها محفوف بالمخاطر، والتحقق في ضرب من ضروبها والترقي يقتضي صدقاً وحساسية وخلوص نية.. القراءة وسيلتها والكتابة عمدتها والبذل في سبيلها أمر صعب ربما دونه خرط القتاد إلا لذوي العزائم الرفيعة.
    في إحدى بنايات عثمان أحمد عثمان في مصر الجديدة جلست ذات صباح في رحاب الدكتور منصور خالد في حوار صحافي حول شخصيته المثيرة للجدل أطرح أسئلة في بناء الذات ومكونات الشخصية وحوافزها الإبداعية.. سألته عن أب روب و(البقعة) وأغاني الحقيبة وأماديح السادة السمانية وحامد أب عصاةً سيف، وعن أترابه وزملاء الدراسة والطلب وفريق الهلال.. ثم.. أسفاره الطويلة واغترابه و(أسفاره) في سجل التاريخ للسودان، وأحزابه وتنوعه الثقافي ومدوناته العميقة التي استنجزها وسحر البيان... سألته.. برغم ارتباطاته الكونية وأعماله أن كيف تأتى له قراءة ما قرأ وكتابة ما كتب من مجلدات، وهي إضافة ثرة للمكتبة السودانية!.
    الدكتور منصور أجابني: (أنا أقرأ وأكتب كيفما اتفق في حلي والتسفار.. أقرأ طول اليوم.. كان ذلك في الماضي. أما الآن وقد تقدم بي العمر فإني أقرأ وأكتب من التاسعة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً، إلا أن ما يقطع خلوتي حديثي إليك هذا، أو لتناول وجبة أو للرد على اتصال)..
    إذاً.. وثم.. وبعد، فإن الدكتور منصور يقرأ أكثر من ثلثي يومنا الممحوق هذا... طاقة مذهلة وذاكرة مهيبة والحمد لله، بيد أني أقرأ بشق الأنفس ساعتين في اليوم وأقرأ مسروراً حوار الدكتور عبدالله علي إبراهيم في حديثه إليه في (أوراق) وذاك حوار ذو شجون لا تثريب علينا أن ننظر ما وراءه من كدح في مسالك العلوم والصبر على المعرفة.
    أقرأ هنا وهناك.. كتابات عديدة في صحافتنا وأخبار ومطابع تستنسخ عدداً من الإصدارات وفي بعضها أذى، هنا في الخرطوم والنفري وصاحب الحكم العطائية يحصنانني كل صباح على أن (أدفن ذكري في باطن الخمول)، لأن المعرفة معراج يتطلب قريباً من جهد العارفين وصبرهم وعطاياهم، وللوصل لذات ولذات.. أفكر ملياً.. بيد أن حظ النفس الكذوب للذكر وحسن الأحدوثة يجرجرني جرجرة إلى معاودة الكتابة مرة أخرى، و(أوراق) تغريني إغراء بجذوة متقدة يذكي أوارها سادة أماجد أمثال الدكتور عبد الله وآخرين وتحقيقات هادفة.
    ثم..
    اجترار الذكرى وبعض الأسى والذكرى الأليمة لفقدي صديقي الجميل عبد المنعم قطبي واستثارة أحزان شاعرنا العظيم الأستاذ هاشم صديق في (ألو منعم) الشهيرة وهي بين يدي أقرؤها هذه الأيام.. المرحوم قطبي لطالما أعانني على القراءة والكتاب وأنا أجلس إليه نتجاذب حواراً عبقرياً في الأدب والسياسة وتاريخنا الدائري.. قطبي حاورته لخالدة الذكر صحيفة (ظلال)، وفي إجابته عن سؤال القراءة والكتابة قال: (أبدأ يومي بها وأختمه.. أبدأ بقراءة الصحف والمجلات الصادرة هذا الصباح... أقرؤها جميعاً بلا استثناء؛ الأخبار والاقتصاد والمنوعات والرياضة والأعمدة والمقالات... النقد بشقيه الرياضي والفني -يضحك - وأقرأ حتى الوفيات والمحاكم والإعلانات جميعاً.. أقرأ نحواً من خمس عشرة صحيفة سودانية... أفعل ذلك كل صباح لأن في قراءتها مراناً على الصبر الجميل).
    وبعدئذ...
    فقد مات قطبي الكاتب العظيم والقارئ النهم.. مات ومكتبة أم درمان المركزية في ذمة التاريخ...والصحف تصدر كل يوم، ومجلس الصحافة ماكث في مقامه والمعرفة مقام.. والكتابة!!.
    ________________________________
    **مجلة(اوراق)ابريل2007

    (عدل بواسطة محمد عكاشة on 07-02-2007, 08:08 AM)

                  

05-23-2007, 12:39 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)
                  

05-23-2007, 12:45 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    بتاريخ16مارس2005
    الدكتور منصور خالد.....صنع فى أم درمان!!!

    فى واحدة من امسيات مدينة (القاهرة) الباهرة الاضواء جلست والبرد يلفح وجوهنا والذكريات...جلست الى بعض الصحاب نتنادم حول الوطن ورموزه فى المجالات كافة وفى الاسماء التى خلدت فى حياتنا غض الطرف عن وجهات النظر حول بعضهم..
    كان جوهر الحديث والحوار البديع محاضرة الطيب صالح التى القاها فى رحاب الجامعة الامريكية واحساس الفخر والاعزاز الذى تلبسنا حينها والطيب يخضر ويورق مثل شجر الصفصاف ولعينيه التماعات ذكية وهو يتحدث عن حضارات( مروى) و(كوش) و(نبته)....وقتها والحديث يأخذ بعناق بعض كنت قد فرغت من حوار صحافى مع الدكتور منصور خالد فى دوحته الغناء...هناك.. عند حدائق الميريلاند باحدى بنايات عثمان احمد عثمان وكان الحوار يدور حول السيرة الذاتية وفى داخل حوش الاسرة الماجدية واماديح السادة الصوفية وفى صورة مدينة ام درمان ومعمارها وبنيانها الثقافى ونسيجها الاجتماعى ووشائج اهلها العميقة....
    الحوار فى ذاك الوقت اخذ عندى اتجاها أنتخب عبره عددا من الرموز السودانية لتقديم كتيبات توثيقية لسيرهمالذاتية لما فد تنطوى عليه من ذخائر وما يمكن ان تقدمه من اضاءات كاشفة حول المدن والمجتمع وتاريخ البلد..
    الدكتور منصور خالد هو احد الشخصيات الهامة فى حياتنا السياسية والفكرية ولعب ادوارا عديدة ويعرف الناس عنه الكثير..يتفقون حوله كثيرا وحول مواقفه ويختلفون كذلك عنده اختلافا بينا ولكن لن يتجاوزوا مكتبته التى اضافت كثيرا الى رصيد مدونات تأريخنا الاجتماعى....يختلف الناس عنده ويتفقون بيد ان رجلا سامقا مثل الاستاذ الكبير جمال محمد احمد استاذه وصديقه الاثير يبدى اعجابه به وب(طلاقته الجامحة) وفى اعجاب الاستاذ بتلميذه شهادات للتاريخ وبراءات من الحسد المذموم والنفاثات فى العقد...
    فى حواره الى صحيفة ظلال اجاب الدبلوماسى الشاعر سيداحمد الحاردلوحول دكتور منصور وفترة وزارته للخارجية..(....قبل الخارجية..اقول للتاريخ...بأن الدكتور منصور خالد...بعلمه الموسوعى وثقافته الواسعة وعلاقاته الكونية يمكنك ان تقدل فى معيته من امام منصة محمد حسنين هيكل وانت مرفوع الرأس...)
    شهادة الحاردلو من شهادة اولاد دفعة ومن شهادة التلميذ وهى خالصة من الغيرة وشبهة التنافس الادنى..
    الدكتور منصور يرغب فى كتابة سيرته الذاتية وأرغب انا فى ان انال شرف تدوينها على صورة تحقيق صحافى مطول وهو أمر أضمرته منذ ذاك اللقاء ريثما يهدأ الدكتور شيئا ما ..من ساس يسوس وسائس..
    جملة القول..فيما ابتدرت به البوست حول لقائى اصيحابى هو حضهم لى على استكمال المشروع وفى تعليقهم الاخير..فى تعليق بعضهم...نختلف قليلا مع الرجل سوى ان افاداته حول سيرته الذاتية سوف تحوى خرائد بديعة خصوصا وان الدكتور منصور خالد= بتقديرهم= اديب فطل أخذته السياسة عن(دنياواتنا) ولكن مع ذلك لم يخسره الادب..بكتاباته...ولغته الرفيعة...كل جلسائى ذاك المساء كانوا من الادباء والشعراء والفنانين...
    انتظر دعمكم..اسئلة الجميع وبعض الاضافات للشروع فى التحقيق اذا ما وافق الدكتور منصور!!!
                  

05-25-2007, 06:51 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    فى ذات الاتجاه...
    صـاحب الانـداية ..سـمح النفـس..بســام العـشيات الـوفى !!

    منتصف الستينات..
    وفى واحدة من ديمقراطيات السودان..والديمقراطية فى بلدى مثل(الظباء الجريحة) تبزغ بهية الصورة ونتلكأبها عند خلافاتنا ونسلم انفسنابعدها الى دورة خبيثة من تاريخنا الدائرى..
    المهم..
    وقتها.. وفى الحملة الانتخابية جلس زعماء الاحزاب فى ندوة محضورة يعرضون ملامح البرنامج ويتبارون على الهواء مباشرة..
    كان من ضمن المتحدثين شاب غض الاهاب وتحدث فى اخر الندوة..
    الفتى ابتدر حديثه بسؤال عنترة العبسى واجابه فى ذات الوقت..
    هل غادر الشعراء من متردم؟؟..قال ...أجل !!!وتحدث حديثا لافتاولايعرفه احد من قبل..
    فى صبيحةاليوم التالى خرج مؤسس الصحافة ببنط عريض...
    (...لقد بهرنى الدكتور الترابى...)
    .........
    فى الفين واتنين ذكرت شيئا كهذا للدكتور منصور خالد فى حوارى معه فى القاهرة وورد حديث عن ذكريات الحى اللاتينى بباريس واصدقائه القدامى وعند السيد حسن الترابى اجابنى منصورا..
    ( صديقى الباريسى حسن الترابى..حجةبالغة )..
    هذا حديث ,,,وحديث آخر..نوثق له عبر البوست..

    مطلع السبعينات وفى خلوة جدى الشيخ الزين ودالفكى ابراهيم بحى العباسية يتحلق اناس كثيرين فى حديث اعرف بعضه وينبهم عندى بعضه الاخر وانا ألزم خدمة الضيوف..
    فى تلك الايام يجلس رجل الى جدى ووالدى فى حكايات قديمة وتأريخ وسير واخبار..
    الرجل فى جلبابه الانصارى وعمامته والطاقية ذات القنمبور تتوثق علاقتى به.. خصوصا وهو يسكن فى الجوار...ثم ليلا اشاهد الرجل على التلفاز يوم كان لتلفزيون السودان مساهمات ثرة فى توثيق ثقافاتنا وهويتنا الجامعة والتعريف بتنوعنا الثقافى والعرقى واهمية ذلك فى الوحدة الجامعة..الجاذبة ..والطوعية كمان...
    صباح اليوم الاربعاء السادس عشر من مايو الفين وسبعة فى قاعة الشارقة..وعبر جمعية الفلكلور السودانية..بهرنى علماء افاضل ..جلسوا بلا القاب ومقامات يحدثوننا فى اوراق ضافية عن ذلك الرجل ذى الاسهام البالغ فى توثيق التراث والفنون الشعبية..
    الراحل المقيم..الاستاذ الطيب محمد الطيب...
    بهرنى هؤلاء فى حديثهم عنه..يوسف فضل..محمد المهدى بشرى..سليمان يحى..على عثمان طه..سيدحامد حريز..والفرجونى..وغاب عن اللقاء وهو فى مهجره ..عبدالله على ابراهيم..
    سوف نكتب عن الطيب..
    العالم..الارباب..و..و..
    سمح النفس...بسام العشيات الوفى..
    ووعن مساهماته وابحاثه..وسوف اقوم بتلخيص الاوراق المهمة..او نقلها بحذفارها..
                  

06-02-2007, 12:23 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    مداخلة الصديق الشاعر عثمان بشرى فى بوست..صنع فى ام درمان
    Quote: الاستاذ/ محمد عكاشة
    تحت عنوان( ادبنة السياسى)ساحاول معك الحديث عن الدكتور منصور...
    وارجو الاتكون ادواتك التى تعمل بها فى البحث عن هذا الرجل فقيرة فحينها ستكون كمن يحرث فى البحر..ان هذا الرجل عميق وعميق جدا ولطالما انك بصدد التأريخ او محاولة كتابة السيرة, فضع فى مقدمة ذلك الذاكرةالتى ينطلق منها(امدرمان) واعتقد هى محطة مهمة لا من قبيل العنصرة الجغرافية ولكن على سبيل التقريب( الروح الوطنية)لا غير..من اجيال تلك الحقبة المعاصرة ان اخوتنا فى الادب السياسى حاولوا ان ينفوا عنه هذه الصفة وحاولوا ايضا ان يصفوه بالعميل..فلماذا لا يكون عميلا ونحن اجمعنا عملاء لمصلحة قد تكون ذاتية وقد تكون غير ذلك وفى الواقع ان جميع الذين تحدثواباللغتين(العربية والانجليزية)فى سودان ما بعد الاستقلال كانت لهم طموحات وا سعة فى بث ثقافاتهم على الواقع.لكن المؤسسة العسكرية كان لها رايها الدائم والحاسم...
    ارى بعد هذا الهذار اللغوى انك ستتفق معى فى ان العديد من ازمات السودان بل اجلها بدات من شجار اثنى عاطفى. وكما يقول هو نفسه(ان ادمان الفشل يأتى من لا شىء) الاان النخبة التى عاصرها عايش معها هذا التاريخ والى وقتنا هذا ,هى بالحق نخبة فاشلة.
    وعندما ابدأ معك ومع اخرين قد يختلفوا معى او يتفقوا فى (طوطمة)او(ادلجة)او(اسلمة)او(علمنة) او(عولمة)الرجل فهذا بالاساس امر صحى فى الحوار ولا ارى فى ذلك اى نوع من هذه التسميات اداة للترويج او الاسطرةبل هو اساس المشاركة فى ابداء الراى والراى المعاكس
    احبك ايها العكاشة وانت تمضى فى هذا الشان..واشحذ كل ذى بصيرة ان يمضى معك وليكن عنوان ما افتعلته من اصطلاح ادبنة السياسى هو تاريخ كتابة السيرة الذاتية فى السياسة او بمعنى اخر سيرة تاريخ سودنة الادب السياسى السودانى عن ما كان عليه فى سابق الاستلاب الاستعمارى . وبهذا النحو انت تخوض بالضرورة شائك الشعاب فى هذه الملفات والدفاتر وانت بالضبط كما اعتقد بصورة اخرى لا تلائم الكثيرين احد اولياء الوطن الصالحين الذين لا يرجون سوى رحمة ربهم وخلاص عباده من الافاكين والمضللين والمظلمين والظالمين.
    فليكن من هذا المنطلق طرحى , وعلى نحو دقيق يجب ان تعرف ان الاستاذ محمود محمد طه هو القائل
    Quote: (ان الانسان الحر هو الذى يفكر وفق ما يرى ويفعل مايفكر فيه وفى هذا مشيئة الكون)

    اذا كان هذا هو قولى لك (فادبنة السياسى)حوار كبير بينى وبينك فالرجل الذى انت بصدده عبر عميقا فى اللغة (ذات النطاقين) ومضى بامره فيها ...واذا كان سياسيامحنكا فلقد شرح الواقع الازمة وابان .وحين اقول هذا فانا لا امدحه فقط بل اثنيه عن مزاولةنشاطه السياسى وادعوه للتفرغ التام لمشاريع وقضايا اعظم...
    فاللغة التى كتب بها كتابه لا تعلوها لغة فى المنتوج السياسى السودانى ولاتتعداها خطاريف السياسة بل لا يمكن لنا ان نستشرفها حتى لو اشعرنا
    Quote: (نحن جيل التفكك والاضمحلال والهزال ..جيل هذا التاريخ الشائه)

    واللغة التى كتب بها تاريخنا السياسى وهولا يزال عضوا يافعا فى مجلس الامن الدولى هى نفس اللغة التى نتخاطب بها اليوم..انا وانت..وغيرنا من المصابين بجرثومة المعرفة فماذا اذن ياصديقى عكاشة؟ ماذا يمكن ان نفعله حيال هذه الهامة الجبارة .
    *ان يجمع بين صوتين بالحق فى جغرافية لا تؤمن الا بلسان واحد فى سلطتها المسمومة وعلى مستوى اعلامها..هل هذا حرام؟
    *ان يفك طلاسم السياسى عن الاجتماعى ويجمعهما فى حبل سرى خفى..هل هذا عيب؟
    *ان ينادى بعلمنة الحديث الحوار ويتحدث بعلوم الحداثة..هل هذا جرم؟
    *ان يكفر بشماله السياسى العرقى ولو الى حين ويذهب بكلياته الى الجنوب بعد كل المناصب الدستورية والسياسية والعلمية والعالمية التى عاشها فى فترةادارته لوزارة الخارجية وما بعدها من اشراقات رافقت الرجل فى كفاحه الدائم لوضع اسم يدعى ..منصور خالد..هل انه صبأ؟
    ارى انك يااخى عكاشة يجب وينبغى ولابد ان تقتنص الحذر والحيطة لطالما انك تجشمت ان تخوض هذا الخضم..
    وعاش السودان موفورا بأبنائه الميامين ..حرا ابيا ..وحدة وعطاء وتنوير .ودمت
                  

07-16-2007, 01:25 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    ........................................
                  

05-23-2007, 12:49 PM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    محمد عكاشة
    طلبنا منكم تحضير اوراق لموقع سودانوي
    ولم تصلنا الأواراق حتى الأن
    ومددنا الصبر الجميل
    قلت ليك نتواصل
    ترسل لي على الماسينجر كلمة واحدة
    وعمري ما عرفتك بخيل
    ومددنا الصبر الجميل
    وتكتب البوستات الحلوة والجمالية
    وتدخل الحزب من هب ودب
    ومددنا الصبر الجميل
    شجن يامحمد
    ولأسرتك التحية والمحبة
    وللأطفال الحلوين
    مودتي
                  

05-23-2007, 01:06 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد سنى دفع الله)

    الحبيب محمد عكاشه - تحية ومودة.
    كتاباتك تتعبنا وترهقنا مثل اغانى المرحوم مصطفى سيداحمد فهى من الأغنيات التى لا يمكن أن يستمع لها الأنسان "على الماشى" ، لابد أن يتأمل ويبحر ويترك لخياله العنان يسافر كيفما يشاء والا خرج من اغنياته مثلما دخل اليها!!
    كتاباتك تسحرنا وتطربنا وتسكرنا و ترهقنا كثيرا رغم ذلك نستمتع بها حد الثماله وهنا أستحضر كلمات قالهن الأديب الأماراتى " محمد المر" فى تقديمه للشاعر الفذ " نزار قبانى" رحمه الله يوم أن القى شعر بالمركز الثقافى بابى ظبى ، قال " محمد المر":-
    نحن كالفراشات نحوم حولك مهما احرقتنا نيرانك !!
    ومعلوم للجميع ما كتبه نزار قبانى عن البترول وأهل البترول!!
    كتاباتك ترهقنا كثيرا لكنها تحرج اهل القبح وأعداء الجمال!!
    واصل فى الكتابه فأنت قدرك أن تكون كاتبا.
                  

05-24-2007, 02:35 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: تاج السر حسن)

    الاخ تاج السر..
    شكرا جميلا ...نبيلا..
    وارجو ان يتصل الحوار فى فضاءات(الكتابة)والجمال وشيعتكم,,وانت تكتب الشعر..و(دموع الغربة)..ربما اكون فى القاهرة قريبا..والمنتديات ونشاط دار السودان..
    مودتى وتقديرى
                  

05-24-2007, 01:02 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد سنى دفع الله)

    Quote: محمد عكاشة
    طلبنا منكم تحضير اوراق لموقع سودانوي
    ولم تصلنا الأواراق حتى الأن
    ومددنا الصبر الجميل
    قلت ليك نتواصل

    استااااذ..
    تحياتى...فى انتظار ماتطلب..رغم كل شىء..
    واليومين دى يحيى فضل الله يعصف بالذهن بعودته وحواراته...
    المسرحيون يستعدون لانطلاقة مهرجانهم اخر مايو الجارى وهذه مادة جاهزة..
    المهم الموقع وصل وين..?
    الحبيب محمدالسنى..
    تحت امرك
    [email protected]
    مودتى وتقديرى
                  

07-22-2007, 06:41 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد سنى دفع الله)

    تحياتى للجميع
    وتقديرى
                  

05-31-2007, 11:04 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    مـحجــوب شـــريف...إشـــعاع ذاتي !!!
    البشر مجبولون على حب الذات وعلى الأثرة وشح النفس .... مارك توين في مبحثه عن ماهية الإنسان يخلص الى أن أفعاله مهما تسامت مقاصدها رغبة في استدامة الحب ومحض الخيرات فهي لا تعدو أن تكون جلبا للمصالح بوجه من الوجوه ... المرء يجتهد في تشذيب نفسه وترقية أفعاله سوى انه بلا ريب يرجو معه الذكر الحسن وردة فعل الناس عنه ..
    مارك توين لم ينهض وفقا لمناهج الكنيسة في السلوك ولم يك سالكا طرائق الأديان بأية حال غير أن بالحياة طريقان يشقان على كثير من الناس ويشقون بهما إلا ذوي الاختصاص .. طريق العارفين طريق ...والفن مثله .. والصوفي يتعذب وهو يتلذذ برضا المحبوب وبسخطه سواء والأمل باب والعرفان ... يرجو في تجلياته وجه الذات العلية... والعطايا النورانية غايته ومقصوده.. ويذهل في ذا السبيل عن كل شئ ... كل شئ ...سوى انه في إكثاره من التأملات واستغاثاته وانشغاله عن الأغيار تتفتح له الأبواب الموصدة ويبلغ عنان السماء جذلان مسرورا ....
    وفى الفن كلما أوغل المرء برفق وأخلص نياته تسعفه بعضا من موهبة ورغبة في التمهر الإضافي يجد المرء ما يطلب ... هو حال لايقبل أنصاف الحلول إما أن تكون فنانا أو تضرب عنه صفحا وفى الحياة متسع ...
    الفنانون والمدعون في السودان حالة استثناء ....الدكتور احمد عبد العال يثقب نجومية المبدعين في بلدي بخرا ئد بديعة من الآراء .. ليس ثمة نجوم في السودان.. لان النجومية حالة إشعاع ذاتي تضئ ولا تخبو .. كل الذي يضج في الساحة ماهم ألا رتائن وفوانيس منطفئة على ذاتها .. هكذا يتحدث د. عبد العال ولمثل هذه الآراء الصريحة يتصدى أمثاله ...
    حمزة عوض الله صديقنا اللدود وهو يملا الصفحات بحديث حول إمكاناته وقدراته من بين مذيعي ومذيعات السودان قاطبة .. يقول وجهة نظره بلا مواربة من اتهامات الناس له بالنرجسية التي تتلبس المبدعين .. والنرجسي هو الذي لا ينفك يتملى في صورته على سطح الماء .. حمزة عوض الله يتقبله الناس أو يرفضونه هو ذا قدرات وحضور وتطلع مستمر الى البذل والتجويد في العطاء ...
    ثم يمضى الزمان ...
    وفى مصر القريبة إلينا تقوم لصناعة النجوم مؤسسات ودولة ونفوذ .. هو عمل يستثمر في ثقافة البلاد وحضارتها والتسويق.. وكذا في دول العالم المتحضر,,, والنجم ولو كان شعبولا يسبق اسمه لقب " الأستاذ " وتُناط به مهام وادوار ويحتفي به الناس ... سوى أننا في بلد المصيبات العجيبة,,, إذ يفد الساسة وأمراء الحركات الى دوحة ظليلة غير عابئين بشئ ...
    الفنون .. سادتي .. هي وسيلتنا نحو البناء والتنمية وصوتنا النافذ في الآفاق .
    صديقي الشاعر العظيم محجوب شريف.. متعك الله بالصحة والعافية ... والنجم بمقاييس الدكتور احمد عبد العال !!!!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    مجلة(اوراق) عدد مايو2007
                  

07-19-2007, 07:00 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    مودتى وتقديرى
                  

07-21-2007, 03:44 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    .................................
                  

05-23-2007, 01:39 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    Quote: تاج السر..


    يا راجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

05-23-2007, 04:27 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: صديق الموج)

    زحفا إليك أجئ وصبرا جميلا آل عكاشه وشكران لا يجزيه شكران



    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-23-2007, 04:29 PM)

                  

05-23-2007, 06:50 PM

تاج السر حسن

تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    الخال صديق الموج .. بتعرف تطير ؟؟


    مخارجه:-
    الخال دى ما بتاعت قرنق .. بتاعتى أنا !!
                  

05-23-2007, 07:40 PM

عصام عبد الحفيظ
<aعصام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 4159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: تاج السر حسن)

    Quote: ومددنا الصبر الجميل
    شجن يامحمد




    اهلا محمد
    ود عكاشة




    ونحن
    قبيل شن
    قلنا

    ما قلنا
    صغار الطير




    فكر ومعاى
    وخلى
    الطير
    وصغاروا
                  

05-27-2007, 08:52 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: عصام عبد الحفيظ)

    Quote: فكر ومعاى
    وخلى
    الطير
    وصغاروا

    عصام
    معاك
    مودتى
                  

05-26-2007, 11:33 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    الاخ منصور
    فى انتظار عودتك
    مودتنى وتقديرى
                  

05-23-2007, 07:40 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    Quote: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!!

    انعم بها من شيعة وانعم بها من صحبة
    تحملني رهقاً كبيراً أخي محمد عكاشة إذ تضعني وسط هؤلاء الفطحل
    سنغالب وقتنا وظرفنا ومشاغلنا
    سآتيك حتماً نلتمس منك ومنهم معرفة
    وحتى ذاك
    نبعث بسفيرنا هذا
    وفد تحايانا وجزيل الشكر
                  

05-24-2007, 10:24 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: عاطف عمر)

    سوف اعود اليكم..
    فردا فردا
    مودتى وتقديرى
                  

05-25-2007, 12:07 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)
                  

05-26-2007, 06:32 AM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-18-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    لوكنت أمتلك نواصي الكلم لأمتطيتها زاحفة إليكم مقبلة غير مدبرة
    ولو كنت أجيد أساليب الكر لطوعت المتون للحاق بهذه الشيعة ونعم
    من جعلتنا من شيعته ، بيد أن منصور المفتاح بريء من ترهات كتاباتنا
    براءة من قدّ قميصه من دبر فكلنا يلاحقه ولا نفلح ، فنسأل الله أن يسلمه
    من رديء أفكارنا وسوء ماتخط به أيدينا وأقلامنا .
    فليتنا نفلح ولو في سدّ رمق من الثغرة التي أحدثها فقد الخواص لدى منصور
    مثل د. أبوعسل السيد وأخي الدكتور أبوبكر يوسف وغيرهم ممن عرفتهم
    في سوح آل مفتاح وغيّبتهم صروف الدهر ، فحيثما وجدنا ريحهم ترتد إلينا البصيرة
    وليس بالبصر عشى أوعمى ...
    الأخ الكريم محمد عكاشة أشكرك وأرجو أن تلزم فينا الصبر الجميل كصبر
    أبي صاحب المكيال فعسى الله أن يأتيك بكل من ذكرتهم هنا مجتمعين
    ولك مني من التحايا مايميد رواسي الجبال ويثني قامات الغصون الطوال
    ودمتم شوامخ رغماً عن كل حال .

    سمية الحسن طلحة
                  

05-26-2007, 11:50 AM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-02-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: سمية الحسن طلحة)

    الأخ محمد عكاشة ....

    تحياتى شذيّات...

    إرتبط إسمك فى ذاكرتى بتلك الصحيفة الرائعة (ظلال) بورقها
    التابلويد وحجمها الصغير ومادتها الدسمة ... كنت واحدا من مدمنيها
    الكثر ... وأكثرماكان يشدنى اليها .. حوراها الرئيسى المختلف .. سافرت وأنا
    أحتفظ بأرشيف كامل لكل أعدادها ... فهى تجربة مختلفة ومميزة ورائعة .. لك
    ولكل الكادر الذى عمل فيها التحية فقد كانت (ومضة) فى زمان بالغ الظلمة....


    لك الود


    عبد الرحمن قوى
                  

05-28-2007, 12:14 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: Giwey)

    الاخ عبدالرحمن قوى
    وينك يازول
    ظلال..كانت (زمن) اكسبنا علاقات نبيلة...وصداقات نستمد منها معنى الحياة..
    ياصديقى..
    ان شاءالله تكون قريب..
    فى البلد..
    وحتى الملتقى
    مودتى وتقديرى
                  

05-28-2007, 08:20 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: عاطف عمر)

    Quote: سنغالب وقتنا وظرفنا ومشاغلنا

    الاخ عاطف
    فى انتظارك
    مودتى وتقديرى
                  

05-29-2007, 09:01 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    حول الكتابة..
    مودتى وتقديرى
                  

05-30-2007, 07:32 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    مودتى وتقديرى
                  

05-30-2007, 04:39 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    وهذا عن منصور بقلم الأفندى نقلا عن سودانايل للتوثيق والمتابعه

    منصور


    عن منصور خالد والمثقف السوداني:

    هوية السودان العربية هي أيضاً أفريقية أصيلة

    د. عبد الوهاب الأفندي

    تناولنا في الأسبوع الماضي مساهمات الدكتور منصور خالد الأخيرة، وعلى الأخص تأملاته التي تحمل ملامح السيرة الذاتية، والتي خص بها «القدس العربي» في مطلع أبريل الماضي. «ويجب هنا أن أسجل نقطة احتجاج لغوية على استخدم مصطلح «السيرة الذاتية» الدارج الذي يخلط بينها وبين مصطلح «الترجمة». فتعبير «السيرة الذاتية» هو ترجمة للمصطلح الإنجليزي «أوتوبيوغرافي»، أي الترجمة التي يكتبها صاحبها، ولكن هناك ما يشبه الإجماع للأسف على استخدامه بدلاً عن مصطلح الترجمة، وهو خطأ شائع يسبب ارتفاع ضغط الدم للمتنطعين من أمثالنا، لهذا لزم التنويه». ولا نستطيع في هذا المجال التوقف عن كل النقاط التي أثارها د. خالد، سوى أن نقول إنها كلها تستحق نقاشاً متعمقاً، لأنها تصدر بعد تأملات مطولة من رجل نذر حياته للتفكير المتعمق في أزمات السودان ومآلاته. ولكنني أتوقف ملياً عند نقطته المحورية المتعلقة بأن لب أزمة السودان هي في إهمال الأفريقانية، تلك الحركة التي برزت من خلال النضال ضد الاستعمار، ودعت إلى استنباط هوية أفريقية متميزة وموحدة، وأن الأفريقانية هي الحل. ويرى د. خالد أن النخبة السودانية استخفت بالخصوصيات الإقليمية والثقافية لنواحي السودان المختلفة عمداً أو غفلة، كما لم تبذل ما يكفي من الجهد لتنمية الأقاليم البعيدة عن المركز.

    ولعل في ما أورده الأخ حسن عبد الوهاب في رده الثاني على تعليقات مماثلة لي عن الإهمال المتبادل بين السودان وبقية افريقيا («القدس العربي» 23 مايو) ما يمكن أن يكون رداً على مقولة د. خالد حول تجاهل السودان لبعده الافريقي، حيث أورد حسن شواهد على أن السودان قدم دعماً مقدراً لحركات التحرر في إفريقيا. ولا أريد هنا أن انصرف للرد على تعليقات حسن، سوى القول بأنه يتحدث عن شيء وأنا أتحدث عن شيء آخر. فشأنه شأن من يسمع من يقول بأن شخصاً ما مريض بالأيدز فيرد قائلاً إن جد هذا الشخص كان رياضياً مشهوراً وقد عاش أكثر من مائة عام دون أن يشكو صداعاً! فحين نتحدث عن وضع السودان المتردي في افريقيا اليوم، والإهانة التي تعرض لها في القمة الافريقية، فما يغني الحديث عن أمجاد غابرة مشكوك فيها، خاصة حين نورد حقيقتين مهمتين. الأولى أن إعطاء مانديلا جوازاً عام 1962 تم من قبل حكومة قامت في العام التالي بتصعيد الحرب في الجنوب بصورة ما تزال البلاد تعاني منها. والثانية هي أن دعم السودان لثورة ناميبيا لم يحل عن تحول سوابو لأفضل مصدر لتسليح حركة التمرد في الجنوب.

    ومهما يكن فإنني أريد أن أنهج نهجاً وسطاً بين مقولة د. خالد بأن السودان أهمل تماماً بعده الافريقي، وبين مقولة حسن بأن السودان وفي وزاد. فمن جهة فما من شك بأن الأفارقة لم يلتفتوا كثيراً إلى السودان، بدليل أن غانا هي التي ألهمت النضال الأفريقي، لا السودان الذي نال استقلاله قبلها. وقد يكون لهذا أسبابه في وضع السودان الملتبس، حيث أنه لم يكن مستعمرة تقليدية، بل كانت بريطانيا تزعم أنها تحكمه نيابة عن مصر «الأفريقية». أما من جهة أخرى فإن الزعم بأن السودان تنكر لهويته الأفريقية لا معنى له، لأنه يفترض أن هناك هوية افريقية منفصلة عن الخيارات التي يتخذها الأفارقة أنفسهم، والسودانيون جزء منهم. والافريقانية كما هو معروف كانت حركة تعج بالاختلافات حول فحوى هذه الافريقانية، التي عنت عند البعض الجغرافيا، وعند آخرين اللون أو الزنوجة، وعند أطراف ثالثة النضال للتخلص من الهوية التي سعى الاستعمار لفرضها. وفي معظم الأحوال فإن المحتوى الثقافي الذي أراد البعض إعطاءه لهذه الهوية كان مستورداً من الخارج، وتحديداً من المستعمرين القدامي. فالأفريقانية السودانية التي تبشر بها الحركة الشعبية في السودان مثلاً، لا تدعو إلى استبدال اللغة العربية «وهي اللغة الوحيدة التي يتفاهم بها غالبية السودانيين في الشمال والجنوب»، بلغة محلية، بل باللغة الانجليزية. ومن هذا المنطلق، فإن هذه افريقانية معادية لافريقيا، لأن اللغة العربية هي افريقية أكثر تاريخياً وواقعاً.

    وهنا نجد لب الخلل في طرح د. خالد ومن ورائه الحركة الشعبية. ذلك أن الهوية السودانية الحالية ذات النزعة العروبية، هي هوية أشد أصالة في افريقيتها وسودانيتها من البدائل المطروحة. فلا يكاد يوجد قطر آخر في القارة بخلاف اثيوبيا «ولا نستثني هنا مصر» تشكلت هويته بمؤثرات افريقية ومحلية صرفة أكثر من السودان الذي لم يتعرض كغيره لموجة بعد موجة من الاحتلال الأجنبي وعمليات الإحلال السكاني على نطاق واسع، أو لفرض لغة أو ثقافة جديدة من المحتلين. فقد ظل السودان الشمالي لقرابة ثلاثة آلاف سنة محمياً من مثل هذه الغزوات حتى حملة محمد على في عام 1820م. ولعل الصين تكاد تكون البلد الوحيد الآخر في العالم الذي تمتعت هويته بهذه الاستمرارية. وعليه فإن التهجم على الهوية السودانية العربية الإسلامية بدعوى أنها مصطنعة أو مستحدثة تمثل سوء فهم للواقع والتاريخ، ولا تخدم هدف بناء الأمة السودانية التي تستوعب كل عناصرها. فالاستيعاب لا يكون بتهديم الصروح التي بنتها الأمة عبر آلاف السنين واستبدالها بصيغة مستوردة، بالغة الهشاشة، ومليئة بالتناقضات. ولا عبرة هنا بالتهجم على الأساطير المؤسسة للهوية السودانية، فهي تتمتع بمصداقية أقوى بكثير مثلاً من تلك الأساطير المؤسسة للهوية الأثيوبية التي كانت ترتقي بنسب أباطرة اثيوبيا إلى سليمان وبلقيس، ولم نسمع من يقدح في أفريقانية أثيوبيا التي كان امبراطورها يدعي الجمع بين الحسنيين: العبرانية والعروبة، رمز أصالة أفريقيا حتى عند بعض أفارقة الكاريبي الذين يقدسونه.!!

    وهذا يقودنا إلى عبارة أخرى نسبها د. خالد إلى «صديق شمالي» لم يسمه قال إنها تلخص «محنة السودان الحقيقية». وبحسب د. خالد فإن الصديق قال له «لو جاء قرنق من ود الحداد لهرعنا جميعا إليه. ولو جاء من جبل الداير لحسبناه مهديا جديدا». والذي يلخص محنة السودان فعلاً هو إطلاق هذه العبارة بلا تمحيص أو تدبر، وتداولها بين اثنين من كبار المثقفين بهذه الصيغة، فعبارة لو «جاء» قرنق هنا تذكر بعقلية انتظار المخلصين، الذين يأتون من السماء أو من مجاهل الأرض، وأن المثقفين يجب أن يكونوا من القاعدين في انتظار من «يأتي» من ود الحداد أو غيرها..!! وهي عبارة تهمل «وهو أمر مهول عندما يتعلق الأمر بمثقفين من أهل البصيرة» أن هذا «المجيئ» الذي يتم الحديث عنه هو كناية عن شن حرب مسلحة على الشعب والدولة، بدأت باستهداف الأبرياء من المدنيين والجنود الذين لم يكن لهم أي ذنب سوى أداء واجبهم، وانتهت بهلاك ما يقارب المليوني شخص، مات ربع مليون منهم بسبب المجاعة والفيضانات بين عامي 1984- 1988م، في وقت كانت الحركة التي كان د. خالد مستشارها تمنع الإغاثة عن أهل الجنوب. ذلك أن قرنق لم «يأتِ» داعية كما جاء شيخ الصوفية تاج الدين البهاري، أو معلماً مثل غلام الله ابن عايد الركابي، ولا حتى كاتباً مفكراً مثل د. فرانسيس دينق، وإنما جاء مقاتلاً. ود. خالد نسي على ما يبدو أن أهلنا في الشمال قد عارضوا المهدي رغم أنه «جاء» من دنقلا، وأن غالبية أهل السودان لم يقبلوا بحكومة الإنقاذ رغم أن قادتها «جاءوا» من حوش بانقا ودار الشايقية ودنقلا والجزيرة. بل إن أحد كبار كتابنا أنكرهم حين أورد تساؤله المشهور «وهو يعرف أصلهم وفصلهم»: «من أين جاء هؤلاء الناس؟».

    فالعبرة إذن ليست بمن أين أتي الشخص، بل من كيف «أتى» وما الاتجاه الذي يريد أن يقود الناس إليه. وإذا كان الناس أنكروا الإنقاذ التي جاءت بسند جيشنا «جيش الهنا» كما يقول المغنى مدفوع الأجر، ألا يكونون معذورين لو توجسوا من «مجيئ» ميليشيات قبلية مارست التطهير العرقي والقبلي بشراسة في كل منطقة حلت بها؟ وكيف كان يكون حال الخرطوم يا ترى لو أن تلك الميليشيات المعبأة بالكراهية حطت رحالها في الخرطوم ظافرة كما فعل رجال الخليفة من قبل، فذاق الناس منهم الأمرين حتى أصبحت عبارة «أصلو الحكاية مهدية؟» ترمز اليوم إلى الفوضى والظلم في أبشع صورهما؟ وكيف غاب مثل هذا الأمر عن المفكر المخضرم منصور خالد ورفيق دربه قرنق الذي وصفه بالفيلسوف والقارئ؟

    إن خالد على حق في أننا نعاني محنة كبرى، وأن أبرز معالم هذه المحنة هي قصور المفكرين ونكوص المثقفين عن أداء دورهم في إعمال الفكر وضرب المثل في الاستقامة والسلوك الأخلاقي. ولكن هذه التأملات العجلى في مقولات أحد أبرز مفكرينا، تكشف أن المحنة أكبر بكثير مما كنا نخشى. ذلك أن أهم مساهمة للمفكرين يجب أن تكون اتخاذ مسافة نقدية بينهم وبين رجال السياسة، خاصة إذا كان هؤلاء السياسيون ممن يتعاطون العنف ويتخذونه أداة. فالسياسيون بطبيعة مهمتهم مشغولون بما يجب عليهم عمله لتحقيق أهدافهم على المدى القريب، مما يجعلهم يغفلون تبعات قراراتهم على المدى الطويل. وهذا تحديداً ما اتهم به د. خالد النخبة السياسية السودانية التي أشاد بأفرادها وما تمتعوا به من قيم عالية لم تعصمهم من أخطاء قاتلة. وهذا سببه في رأينا عدم وجود نخبة مثقفة تقف موقفاً مستقلاً من الأحزاب والسياسيين، تتولى المهمة القرآنية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتذكير بما ينساه قصار النظر، لأن أهل النخبة كانوا، ومازالوا للأسف، يتسابقون على مقاعد السلطة وموائدها، ويفتقدون العفة والنفس الطويل الذي يعصم من السقوط في حبائل الماكيافيلية وتبرير ما لا يمكن تبريره. والذي نأمله أن يتكاثر عندنا المفكرون والمثقفون الذين لا يكتفون فقط بإعمال الفكر المتعمق في قضايا حاضر البلاد ومستقبلها، بل أيضاً القدرة على اتخاذ موقف نقدي من كل التيارات السياسية، بما فيها «بل وخصوصاً» تلك التيارات التي ينتمون إليها
                  

05-30-2007, 05:54 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    أخي محمد عكاشة
    أخي منصور المفتاح

    تحية وتبجيل
    من ( لذاذات ) مهاجرنا هذه ، ذلك الدفء الأسري الذي تتيحه ، وذلك الإرتباط العضوي الكبير بين أفراد الأسرة ، فأى حدث لأى فرد فينا نتداعى له جميعاً بالسهر ونحمد الله تعالى أن أبعد ( الحمى ) عن طريقنا . كان ما مضى من أيام فترة إمتحانات نهاية العام الدراسي لأطفالي . تحللنا ( جزئياً ) من إمتحانات الصغار الذين يطلبون المساعدة ( المباشرة ) ودخلنا مرحلة كبارهم الذين نقدم لهم الدعم ( اللوجستي ) فقط . هذه الفترة مع التعب والإرهاق المرتبط بها إلا أنها تعطي فرصة حقيقية للتواصل الفكري والمعرفة الدقيقة لإمكانيات صغارنا بلا بخس أو تضخيم لذلك فإنني مستمتع بها حد الثمالة . لكنه استمتاع يحرمك في جانبه الآخر من التواصل الإجتماعي والثقافي مع آخرين نلتمس منهم معرفة وعلماً ( هذا البوست مثالاً ) .
    هذا البوست من أصعب البوستات التي يلجها المرؤ للتداخل ، ففي كل مداخلة منه كتب تسطر وآراء تتباين ، كل من خط فيه حرفاً له باع طويل في دروب المعرفة وسبر الأغوار ، قراء ومتابعي هذا البوست ليسو حتماً من نوعية القراء الذين يلقى إليهم الكلام على عواهنه، لذلك يكون حذر الإقتراب ولذلك يكون الحرص عند الكتابة . لولا مخافة ( الجحود ) ولولا خوف إتهامنا بتجاهل دعوة كرام لمارسنا ( أنانية القراءة ) فقط ، فما دون أعلاه يحتاج من أمثالنا لقراءة ولإعادة قراءة .
    سأحاول في مداخلة قادمة تسليط بصيص من ضوء على جوانب أراها متفردة في ( نهج ) د. منصور خالد الكتابي لم تجد حظها من تسليط الضوء . آمل بذلك أن أسهم في إشاعة مدرسة التحاور الذكي .

    ولنا بحول الله لقاء
                  

06-06-2007, 09:17 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: عاطف عمر)

    نقلا عن بوست المفتاح
    ومنصور خالد (4) "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد...د....عبد الله علي إبراهيم
    "الناس" منكورة: ذاكرة تختار الجياد



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    "وبذيله صندوق لتوضيح جوانب من المقال)

    جاء منصور خالد في حديث للأستاذ كمال حسن بخيت مر بنا بقائمة بالصحف التي كتب بها سواء في عطلاته الدراسية او بعد التخرج. فذكر صحف النيل والشباب والأيام ووكالة السودان للأنباء (البيان 6-9-2003). ومما يحير المرء الطريقة التي غابت جريدة الناس، لصاحبها السيد محمد مكي، من هذه القائمة على أنها الجريدة التي يتفق معاصرو منصور أنه ربما كان عقلها المدبر المحرر. ومما يستوقف هنا تنصل منصور عن الناس أو تبرؤه منها. فقد كانت الناس بمقياس زمنها "صحيفة صفراء" بمعنى أنها للإيجار. فهي صاحبة قضية تؤديها بكفاءة مشهودة ومهنية عالية ولكن بالثمن. فقد اشتهرت النادرة عن الصحفي الذي جاء صاحبها ومحررها، محمد مكي، في نهاية شهر تعيينه الأول يسأل عن مرتبه. فكان رد محمد مكي له أن الناس لا تدفع مرتبات بعد أن توفر للصحفي زواية منها يرتع فيها قلمه. استرزق يا ابني فرزق الهبل على الكاتبين. وليس مهماً أن حدثت هذه الواقعة أم لم تحدث لأن قيمتها في أنها هي ما تواضع جيل جريدة الناس وقبيلها عنها من حيث معيار الشرف الصحفي.

    وكان مكي أمة وحده في الصحافة السودانية. عاش مغامراً محباً للمال من حيث أتي متلافاً له حيث ذهب. ومات في هذا الطريق الوعر بصورة غير مسبوقة في 1969. فقد كان في بيروت حين وقع إنقلاب نميري في مايو من تلك السنة. ورصد النظام له نشاطاً معادياً له بين الدوائر الغربية المناوئة للإنقلاب . . أو توهمه أو بالغ في خطره. فأوحي النظام لأصدقائه من الفلسطينيين فأختطفوه وحملوه بالجبر إلى الخرطوم حيث تمت تصفيته في بادرة باكرة جداً لاستهانة دولة مايو بحكم القانون. وما تزال قصة مكي المخاطر المتلاف ونهايته التراجيدية بحاجة إلى من يحسن روايتها.

    ومن أقوى ما سمعت من شهادات عن مكر الرجل ما رواه السيد عبد الماجد أبو حسبو في سفر مذكراته على صفحات 173 إلى 175. قال أبو حسبو إنه والسيد الشريف حسين الهندي كانا بالقاهرة نزولاً بفندق الكونتنتال. و لا أعرف فندقاً ارتبط بالسياسة السودانية المصرية مثل هذا الفندق المطل على حدائق الأزبكية ويتكئ على زاوية من شارع فؤاد الضاج الذي يكاد لا ينام. وقد قصدت أن أن أرى الفندق عن كثب في زيارة أخيرة للقاهرة. ووجدته رسماً درس. وتذكرت أبا نواس: "عاج الشقي على رسم يسائله وعجت أسال عن خمارة البلد". فما زال بناؤه شاهقاً بمقياس عصره ومترفاً بمعياره ولكنه ساكن سكون المقابر. بئر معطلة وقصر مشيد.

    قال أبو حسبو إنهم كانوا ضيوفاً على الفندق في صيف 1958. فزارهم محمد مكي واستغربوا منه أن يكون بمصر اصلاً لأنه من المطلوبين من العدالة المصرية. فلما سألوه عن المفارقة قال: "أنا محمد مكي إنتو ما تعرفوش." قال إن الأمن المصري استوقفه في المطار ولكنه افحمهم بطلب مقابلة رئيس وزراء مصر لأنه يحمل ما لا يٌعرض إلا عليه شخصياً. وكانت تلك خطابات سرية من رئيس وزراء السودان، البيه، للإمبراطور هيلا سلاسي والملك سعود والملك إدريس السنوسي عاهل ليبيا والسيد كميل شمعون، رئيس جمهورية لبنان. وحوت الخطابات أفكار البيه حول الحزام الأفريقي العربي لحصر الرئيس جمال عبد الناصر وضبط تأثيره على المنطقة. وكانت هذه خطة أمريكية معروفة آنذاك. ولما استغرب أبو حسبو والشريف منه ذلك قال لهم ألا ينسوا أنه مصري وولاؤه لمصر في المقام الأول. وفتح المسئولون الخطابات بطريقة معينة لم تفسد صمغها الأصل وصٌورت الرسائل وقفلت من جديد متماسكة تسر الناظرين لها من الملوك والروؤساء. وختم مكي قوله: "ألم اقل لكم أنا محمد مكي".

    وزاد أبو حسبو أن محمد مكي كان نوبياً مصرياً حقاً من قرية بلانة بالشلال. وهي القرية الأصل لعبد الله خليل البيه نفسه. ولكن عرضه رسائل الروؤساء والملوك لحكومة مصر لم يكن وطنية منه بل جِبلة منه على التكسب لا الكسب. بدأ الرجل حياته صولاً في القلم المخصوص بالأمن المصري ومهمته مراقبة الشيوعيين السودانيين في الأربعينات. وتوشجت صلته مع الدكتور عز الدين على عامر والسيد عبده دهب، العامل النوبي الناشط في اليسار المصري، من طلائع هؤلاء الشيوعيين بمصر. وحَكم جامع النوبية على محمد مكي أن يتواثق مع عبده دهب في مسائل انتهت به إلى الهرب من مصر إلى السودان. كان دهب يملي عليه التقارير التي يريد أن يضلل بها القلم المخصوص عن حقائق الشيوعيين. وذهب هذا المكر بعبده دهب بعيداً. فقد خطط ليكون محمد مكي فريسة طيعة في يد الحزب الشيوعي المصري. فأتفق معه أن يختلس من أضابير القلم لمخصوص تقريراً عن الحزب الشيوعي مقابل مبلغ من المال فيه مقدم ومؤخر يدفع الأخير بعد تصوير المستند. ورفض الحزب أن يعيد المستند لمحمد مكي حتى يحرجه مع القلم المخصوص. وزاد الحزب بأن طلب من محمد مكي أن يعيد المقدم الذي دفعوه له. وهددوه بإعادة المستند إلى القلم المخصوص إن لم يعد لهم مقدم المبلغ. وكان مكي قد تصرف في المبلغ بالطبع وعلم أنه وقع في قبضة الحزب الذي كان مفترضاً أن يوقع به. ولم يجد مكي بداً من الفرار إلى السودان. وعمل حيناً موظفاً صغيراً بمصلحة المخازن أو النقل الميكانيكي. والتقى به أبو حسبو في مقهى الحلواني في الخرطوم فشكى من قل المال. وسأله حسبو إن لم يعرض خدماته للأمن السوداني. فقال ضاحكاً مستهزئاً إنه فعل والتقى بابكر الديب، الضابط عالي الرتبة بالبوليس السري كما كان يعرف، ولكنهم لم يعرضوا عليه سوى أن يعمل بالقطعة: يأتى بالمعلومة ويأخذ مكافأته البخسة وينصرف. وسخر من بؤس بوليسنا السري وفقره. وقال إنه يريد المال الوفير وسيجده مهما كلفه الأمر. وفخر بذكائه الذي يفوق ما يتمتع به من زينوا أكتافهم بالدبابير. ونصحه أبو حسبو أن يتعظ بما جرى له بمصر وأن يعيش عيشاً آمناً قويماً كموظف بالحكومة. فسخر من أبي حسبو وقال له إن القيم الوطنية التى تدعوني إليها باطلة وخرافات واستغرب أن أبا حسبو ما يزال يؤمن بها. وقال له إن المال هو مأربه وبالمال لا يعجز المرء عن اجتراح المستحيل. وختم أبو حسبو قوله عن الرجل قائلاً إنه عاش بصورة غير طبيعية واختفى بطريقة غير طبيعية.

    وكانت جريدة الناس، التي كان مكي صاحب رخصتها، ربما هي سبيل مكي ليخرق أعراف الوطنية ومثلها ليجد من يحثو له المال حثواً فيفعل ما يريد. وكان هذا الفجور في طلب المال هو المعروف بالضرورة عن جريدة الناس. ولربما اختار منصور عمداً ، وسيرة الرجل والمجلة من الدرك بمكان، أن يلغى ذكر مكي، الذي أوى قلمه القوي في آخر الخمسينات وقتله نظام مايو الذي كان منصور أحد أعمدته الشماء. بل وأنكى من هذا سنرى من قريب كيف أن منصور حرص طوال عهد كتابته لجريدة الناس أن يكتب بغير توقيع. وهذا "تلوين التاريخ" الذي كرهه منصور عند غيره. وهو تلوين للتاريخ قبل أن يصبح تاريخاً تحسباً لوعثائه حين يصير تاريخاً في يوم قريب. وهذا أدعى للذم من تلوين التاريخ بعد صيرورته تاريخاً.

    وأشقى منصور من يترجم له بتلوينه لتاريخه في جريدة الناس. فالبينة الآن على من أدعى. وما هذه تبعة المترجم عادة لحياة صحفي ذي قلم راتب بصحيفة ما. فعلى مترجم منصور أن يقيم البينة على أنه كتب بالناس أولاً طالما أخفى منصور اسمه وذاع فعله. وسيريحنا منصور إذ أنكر على اليمين صلته بالناس أو قبل بها. وسنسلك لإقامة الدليل على دعوانا بصلة منصور بجريدة الناس طريقاً طويلاً نستعين فيه ببينة ظرفية وأخرى مباشرة.

    أما الظرفية فهي عن ملابسات ورد فيها اسم منصور في سياق لا عنت إن حملناه محمل الدليل على مساهمته في مراسلة الناس أو الكتابة فيها. تطرقت الناس (23 مارس 1957) لتساؤلات بعض عناصر معينة، هي الشيوعيون كما بينا في مقال سبق، عن الصفة التي خولت للأستاذ منصور خالد المحامي ليرافق السيد رئيس الحكومة في رحلة للبلاد العربية. وقالت الجريدة في مثابة الرد إن الأستاذ منصور إنما هو سكرتير خاص للرئيس وقد لا يعلم الكثيرون أنه عضو بارز في هيئة حزب الأمة منذ زمن بعيد. و لم يمر شهر حتى جاءت الجريدة نفسها (21 أبريل 1957) باسم آخر للسكرتير الخاص لرئيس الوزراء هو السيد طه صالح. وقد سبق لنا القول إن منصور نفسه ذكر منذ عهد قريب أنه كان بمثابة معاون للبيه في مجال الاتصالات. ولكن ما يستوقفنا هنا رسالة تلقتها الجريدة (7 إبريل 1957) من مراسل خاص حسن الاطلاع على زيارة رئيس الوزراء للبلاد العربية. وكان عنوانها "الملك سعود يفوض عبدالله خليل." ووصف الكاتب السعودية ب "مهد العروبة ومهبط الإسلام". وقد طلب سعود من السودانيين أن يدعموا عروبتهم وإسلامهم. وقد رأي في مشروع أيزنهاور (وقد كان سياسة متبعة لذلك الرئيس الأمريكي لملأ الفراغ المزعوم بواسطة بلده بعد زوال الاستعمار البريطاني والفرنسي وغيرهما من أفريقيا والعالم العربي خشية أن يسود عليها غريمه الاتحاد السوفيتي كما فصلنا سابقاً) ضمانة وحيدة لدرء أخطار الشيوعية عن البلاد العربية ولذا قبله الملك لأن أمريكا لا تشترط ما يؤثر علي استقلال وسيادة البلاد العربية. وقد فوض سعود البيه، رئيس الوزراء، ليجعل هذه المادة محور أحاديثه في البلاد العربية التي سيزورها. وقال سعود إن جمال عبد الناصر لا اعتراض له علي المشروع وأن زعماء العرب سيقبلونه لخير شعوبهم ومستقبلها. وقال المراسل الخاص إن الصوت النشاز في هذا الإجماع العربي هو الشيوعيون ممن بثوا سمومهم في نشرة "كفاح الشعب" ،لسان حال الحزب الشيوعي المصري الموحد، التي شككت المصريين في العاهل السعودي وتحدثت عن معارضة القبائل لحكمه وكيف كتبوا علي الأغنام "يسقط سعود-أيزنهاور" لتسير في الشوارع. وعلق المراسل أن هذا الهذر لا يصدر إلا من عبيد الكرملين الذين ساءهم أن ترعى الأغنام في "أرض رسمت عليها الشوارع والطرقات". ونبه المراسل مصر إلي هذه المسالك المعوجة التي تتهدد مستقبلها. وهذه المادة بعدائها للشيوعية ستخيم على تحرير جريدة الناس حتى انقلاب نوفمبر 1958 وما بعده. وقد استصفينا أن المراسل الخاص ربما كان هو منصور الذي صحب البيه في زيارته للبلاد العربية وربما كانت هذه بعض خدماته الإعلامية التي قال إنه كان يؤديها للبيه.

    على ما يقال عن صلة منصور بجريدة الناس إلا إن قارئ أرشيفها المودع بدار الوثائق المركزية لن يجد اسمه عليها كما ينبغي لكاتب في مثل منزلته منها. فبرغم أنه ترك آثاراً منهجية وأسلوبية منصورية تدل عليه إلا أنه بخل بوضع اسمه على أياً من تلك الآثار. فبرغم تواتر المواد التي تكاد تصرخ باسم منصور إلا أنه أعياني العثور علي اسمه على أياً منها.

    فلم أحصل طوال قراءتي لأرشيف الجريدة لعامي 1957 و1958، وهي سنوات همة منصور بها، سوى على توقيع واحد له تحت كلمة كتبها. كان ذلك بعدد الجريدة بتاريخ 4 أغسطس 1957 وعنوانها "خضر حمد بين الاسراف والاسفاف". ومن قرأ منصور الآن لن يجده يختلف عنه قبل نحو نصف قرن. فهو لا يكتب بغير مبدأ. بل احتاج دائماً لمبدأ ما يحتكم إليه مهما كانت قناعة منصور نفسه بالمبدأ. وقد احتكم في نقده للسيد خضر حمد لشرع الديمقراطية. فقد رآه أسف حين وصف السيد إبراهيم أحمد، وزير المالية بحكومة البيه عبد الله خليل، بأنه رتب ميزانية اتسمت ب"عقلية الموظف الذي آمن بالإنجليز وكفر بالثورة والتطور". وأضاف منصور أن الديمقراطية التي ارتضيناها تأذن بالخلاف حتى الفسولة. وأنظر كلمة "الفسولة" من هذا الشاب الحدث ما بلغ من العمر 23 عاماً بعد. بل وأنظر ثراء قاموسه في بقية المقال من مثل "يشخب دماً قانياً" و"جماجم الطغام الذين اضلتهم عماية الهوى" و "لجاجة الغرض". وأنظر فصل الخطاب حين أضاف أنه لو كانت حرية التعبير ملكاً مشاعاً للناس فأن الأخلاق ليست بالملك المتاح.

    وليس يفاصل منصور بغير علم دقيق بخلفية سلبية لمن يفاصله. فقد استغرب لخضر حمد ينعى على إبراهيم أحمد ارتهانه لأفنديته ليسأل بطريقته الحامضة أين خضر "موظف الدرجة التاسعة (من) الذين ارتقى بهم القدر الهازل إلى مراتب الحاكمين" من إبراهيم معلم الناشئة وخالق الجيل. وكان إبراهيم كما هو معلوم مدرساً وإدارياً مميزاً بكلية غردون. وعاج على فترة خضر حمد التي عمل فيها موظقاً بالجامعة العربية فوصف الجامعة بأنها كانت لوقتها "ملاذاً للعاطلين وملجأ للمتبطلين". ولم يترك لخضر شاردة أو واردة لم يحصها بما في ذلك نشيد المؤتمر الذي وضع كلماته. فوصفه بأنه كل نصيب خضر من الثورة في حين أنه نشيد "رقيع قتل كل معاني الرجولة في نفوس الذين تغنوا به".

    وليس تخلو مضاضة منصور أبداً من بيت حامض من الشعر العربي يخذي به خصمه أو كلمة سائرة يعزى به خاصته. فقد هزئ من تسلم خضر ورعيله الحكم وسماه استباحة من نظير قول الشاعر عن استباحة "بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا" إبل الرجل الذي لا ينتمي لشعب مازن القوي المنييع. وعزى منصور إبراهيم بقوله إن مثل اسفاف خضر واسرافه على نفسه لن يجد طريقه إلى رجل حليم مثله "حليم حلم مقتدر لا حلم لئيم". بل كما رأينا جعل منصور مدار كلمته وحي القرآن عن اسفاف القول والاسراف فيه. وهذا إطار ذكي لإطراد معاني كلمته ووحدتها الشعورية والهجائية حتى بلغ طلب الهداية له بعد ضلال طويل عملاً بقوله تعالى: "لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً".

    وسنقرأ جريدة الناس في حلقة قادمة بافتراضنا القوي أن منصور كان محرراً مرموقاً فيها على ضوء البينات أعلاه. واليمين على من أنكر.

    صندوق

    منصور خالد: ثم جريدة الناس التي لن ننساها

    بعد مرور 5 شهور على نشر المقال أعلاه في مجلة "أوراق جديدة" بالخرطوم قال السيد منصور خالد، المستشار برئاسة الجمهورية وعضو المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان، إنه كان صحفياً بجريدة الناس. وجاء ذلك في سياق سلسلة مقالات نشرها مؤخراً بجريدة الرأي العام عن عهد نيفاشا وسلامها بعد عامين. وأخذنا مما كتب مقاله المعنون "الصحافة السودانية بين حرية التعبير والأخلاقيات المهنية ( 4 فبرائر 2007) وفيه تصريح بمروره بمدرسة جريدة الناس الصحفية ضمن تجارب أخرى. ونعيد نشر هذا الجزء هنا لتعميم الفائدة.

    قال منصور أنه ذكر في المقالات السابقة عن عامين بعد نيفاشا إنه تحدث عن ضرورة "كفالة الحرية التعبير، خاصة بالنسبة للصحافة ووسائل الإعلام بحسبانها كتيبة الدفاع عن حقوق الناس، لا عن السلطة الأميرية. تلك الحرية رهينة باحترام حريات الآخرين وحقوقهم ، والالتزام بأخلاقيات المهنة وبالمسئولية الاجتماعية. عهدنا بالصحافة قديم منذ الصبا الغابر : عملنا في جريدة "النيل " اليومية تحت إرشاد معلم عملاق هو عبد الرحيم الأمين ، فهدانا إلى مجاني الأدب ورياض الشعر ، قبل فن المقال. عملنا في أسبوعيات شهيرات :"الحادي" لمحمد أحمد عمر ، و"المستقبل" ليحي عبد القادر ومن خلفه الشريف الراحل حسين الهندي (وتلك لم يبق من آثارها إلا إدريس حسن أطال الله عمره ورحم من سبق ) ، ثم جريدة الناس التي لن ننساها كما زعم كاتب ذو حظ كبير من الأدب ومن قلته (وهو أنا: عبد الله علي إبراهيم) ، وعملنا في "الشباب" نراسلها منذ عهد الدراسة ثانوية وادي سيدنا وكان لصاحبها البديع عثمان أحمد عمر عليه رضوان الله ، دور كبير في تأديبنا وتأديب غيرنا ، بل أمد صحيفتنا الحائطية "هذيان" بأكثر من مقال كما كان يمدها زميل الدراسة إبراهيم الصلحي برسوماته الباهرة منذ ذلك الزمان. وكان بداية عملنا الصحفي الموثق في جريدة "الأيام" التي صاحبنا فيها معلماً آخر هو الأستاذ النجيب بشير محمد سعيد رحمه الله وكما التقينا صاحبيه ومحجوب ومحجوب. وتلك صحبة وشجتها الأيام و"الأيام". ومن هؤلاء تعلمنا أوليات فن الصحافة :"الرأي حر والخبر مقدس". تلك الصحف التي خبرناها وتعلمنا منها تختلف ، بل تتعارض ، منابتها الفكرية وتوجهاتها الحزبية."
                  

06-12-2007, 10:39 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    Quote: الفضليات والافاضل..
    على سبيل المثال لا الحصر..
    المفتاح..البرنس..المشاء..سلمى الشيخ..مطر..سلمى صبحى..بت الجنيد..تراث..تاج السر..جعفرعبدالمطلب..السر السيد..الساداتى..بيان..ايمن حسين..طلال..اشراقة مصطفى..محمدحامدواخرين

    ولزوم الصبر الجميل
    مودتى وتقديرى
                  

06-13-2007, 02:59 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    ومنصور خالد (5)....جريدة الناس: بعبد الله خليل البيه ولأجل منصور خالد...د. عبد الله علي إبراهيم

    ومنصور خالد (5)

    جريدة الناس: بعبد الله خليل البيه ولأجل منصور خالد



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    قال الدكتور منصور خالد إنه عمل معاوناً للسيد عبد الله خليل البيه في مجال الاتصالات خلال بعض سنيه كرئيس للوزراء من 1956 إلى 1958 .ومن يقرأ ما تيسر من جريدة الناس لعامي 1957 و1958 يجد أنها كانت منبراً بلغ من الإحسان الغاية في خدمة البيه. ومع ذلك رأينا منصوراً لا يذكر جريدة الناس ضمن الصحف التي عمل بها في سنوات الخمسين من القرن الماضي على أيام الطلب وبعد التخرج كمحام. فلم نجد بها سوى مقال يتيم مذيل بتوقيع منصور بينما ينضح تحرير الصحيفة وأبوابها، في ما بدا لنا، بمهارات منصور في الإدارة ونضوج القلم. علاوة على عناية الجريدة بأخبار منصور نفسه في ساحة المحاكم كمحام ناشيء. وسمعت من السيد أحمد باشري، الذي كتب في الناس لماماً، أن منصور كان بمثابة رئيس تحرير الناس الفعلي. فقد كان محمد مكي، صاحب إمتيازها ورئيس تحريرها، عنها في شغل شاغل. فلم يذيل محمد مكي نفسه مقالاً باسمه طوال السنوات موضوع نظرنا سوى مرتين أو ثلاث. وسنعرض لسيرة هذا الصحفي المغامر المحتال في هذه الحلقات عن قريب. وقد جرت الإشارة إلى خاتمة حياته التراجيدية مؤخراً في معرض نقاش اغتيال السيد محمد طه محمد أحمد، رئيس تحرير جريدة الوفاق. فقد اختطفه نظام النميري في سنواته اليسارية الباكرة من بيروت وصفاه بليل. وما تزال نهاية الرجل الفاجعة في حرز حريز. وهي السيرة التي ربما أزهدت منصور أصلاً في توقيع مقالاته بها تحسباً من أيام تأتي.

    تركنا منصور نستدل على عمله بالناس ببينات ظرفية من قرائن الأحوال حين اخفى أثره في الجريدة قديماً بعدم توقيع اسمه بمقالاته وحديثاً بإهمال ذكرها في تربيته الصحفية في المرة النادرة التي كشف فيها عن هذه التربية. وقارئ الناس سيستغرب كيف تكون هذه المعاونة في الاتصالات التي قال منصور إنها مما خدم بها البيه لو لم تكن جريدة الناس. فقد كانت الناس بالبيه وللبيه ولا شيء سواه. فقد كانت أخبار تحركات البيه وأسفاره راتبة بالجريدة لا يٌشرك بها. فلست تجد أخبار تحركات زعيم طائفة البيه، الأنصار، ولا رئيس حزبه، الأمة، ولا حليفه، حزب الشعب الديمقراطي، أو سائر طاقم الحكومة، سبيلاً إلى الجريدة. بل لم تتورع الجريدة في أخذ وزراء للبيه من حزبه أو من الحزب الحليف بالشدة والتهزئة انتصاراً لرئيس الوزراء في أصيل حياته السياسية كما فصلنا ذلك في حلقات مضت.

    فمن جهة الحرص على نشر أخبار البيه نجد صورة له وأخرى لجمال عبد الناصر عن لقاء محتمل سمته الجريدة "تلاقي الأكفَاء" أو صورته وهو يودع السفير الأمريكي. ومن ذلك أيضاً نبأ سفره الموصوف "على الطائر الميمون" للاستشفاء في أوربا ورحلته لبلاد أسواق القطن السوداني التقليدية ليقف بنفسه على جدوى العرض السوفيتي كزبون جديد. وحرصت الجريدة على إيراد خبر نفيه لتصريح منسوب إليه في لندن أو تنازل السيد زكريا عبد الرحمن عن الترشيح في دائرة كوستي الجنوبية لتخلو للبيه مع الصورة. وكانت تشيد بوقفاته القيادية مثل مدح حديثه لمديري المصالح بأن يديروا العمل بوزاراتهم لا الوزير. وهذا غيض من فيض في هذا الباب التقليدي بالطبع في العلاقات العامة والاتصالات روجت الناس به للبيه.

    والتزمت الجريدة بالبيه لا غير. ولم تحرفها عنه لومة لائم. فقد كالت لمحمد أحمد المحجوب، وزير الخارجية من حزب الأمة، وهزئت منه بمضاضة غير مكترثة بزمالة الحزب والوزارة. وكانت الجريدة قد اشتبهت أن المحجوب قد أمر بإيقافها في يناير 1958 حين فتحت ملفاً للفساد بوزارته. فقالت إنه "يتجول مختالاً في كل محفل وجمع يحدث الناس عن مآثره الفاضلة وعلى رأسها إغلاق جريدة الناس" ونسبت للمحجوب قوله إنه أوقف الناس وليعيدها البيه لو شاء. وزادت متسائلة عن سبب تعريض المحجوب برئيسه العظيم "وهو رجل كبير لم يخطيء في حياته خطأ اللهم إلا تعيينه للمحجوب وزيراً" (5-1-58). وسنرى كيف تناصرت آليات أخرى بالجريدة للهزء بالمحجوب وتسفيه أحلامه.

    ومع أن الناس كانت بالبيه وللبيه إلا أنها كانت بشكل رئيسي بالبيه . . . ولمنصور خالد. وهذه سنة في منصور. فقد يبدو للناظر أنه ممن يخدم تحت الرجال. ولكنه ممن ينتهز سانحة مظلة الرجل الكبير لبسط رؤيته هو، منصور خالد، في الإصلاح السياسي والاجتماعي. وهذه طبع في الرجل أعاننا على فهمه قول المتنبيء "وفؤادي من الملوك وإن كان لساني يٌرى من الشعراء". فالإصلاح السياسي والاجتماعي ظل هاجساًً مقيماً لمنصور. وهو من أهل الرؤى، وهي لم شعث المفردات في بناء جامع، طالما ظل يتعاطى المعرفة ويستصحب الكتاب. وهذه خصلة تكاد تكون من المعدوم في قبيله من المتعلمين. تبعاً لذلك فهو من أهل الأفئدة من رعيله. وكان فؤاده من الملوك في رغبته في الأمارة السياسية. ولكنه كان يدرك أن عليه أن يرعى بقيده في مجتمع البلوتوكرسي. وهو مجتمع مثل حالنا يقلد الأمارة لأهل الإرث الذي هو متاع أهل الطوائف والقبائل في حين يجعلها شبه مستحيلة لأهل الكسب مثل منصور. فإن شاء الأصاغر كمنصور الجاه اليساسي تسقطوه من الأكابر بالكف عن التفكير والعمل المستقلين. فمن قول الأمريكيين في التسلط قول المستبد للتابع متى تبرع برأي: "لم أدعك لتصدع برأي. ومتي دعوتك للإدلاء برأي فسأتكفل بتزويدك به". وهكذا يضحي الأصاغر بفؤادهم الملوكي ليصبحوا مجرد هتيفة حول الزعيم "ولمة كضابة".

    كانت خدمة البيه هي تجربة منصور الأولي في إنتهاز فضاء رجل مطاع لتهريب رؤيته للتغيير السياسي بغض النظر عن صدق تعبيرها عن الرجل المخدوم. فهو يستنفد هذا الفضاء للترويج لما يعتقد أنه الصواب رضي الرجل المهاب أو لم يرض. فهو من شدة العزة بالنفس حتى يكاد يرى الرجل المخدوم قاصراً وهو الولي الذي سيرشده إلى أهدى الطرق طال الزمن أم قصر. وسعة منصور للتضحية دون رؤيته لا بأس بها. فقد عطل الناس عن الصدور وزراء تحت البيه ووقفت تٌحاكم أمام القضاء دفاعاً عن الحكومة "التي جندنا كل طاقتنا للدفاع عنها في كل محفل ومقام". ويستغرب المرء لمن له هذا البصر الحديد والطاقة للفداء لماذا احتاج أصلاً لخدمة أمير ولم يستقل بدعوة خاصة. فقد سبقه إلى دعوة الإصلاح رجل كالأستاذ عبد الخالق محجوب الذي كان شديد الاعتداد باصطفافه وشيعته كالسيف وحدهم تحت ما كان يسميه "راياتنا الخاصة". وجاء رجل من دفعة منصور في مدارج العلم هو الدكتور حسن الترابي ليرفع راية مستقلة للإسلاميين. أما منصور فقد أفسد الماعون الضيق لمن خدمهم من الرجال عليه رؤيته وجعلها في أفضل أحوالها حادثاً سعيداً مجهضاً. وجعلها في أسفل الأحوال ذراً للرماد في العيون زينة تحلى جيد رجل منصور وجيد منصور ذاته.

    جاءت الناس بمسألة فساد البروقراطية التي ما تزال معنا. ولا أعتقد أن هناك من أصاب كبدها مثل ما فعلت الناس بإلحاح ذكي هو سمة في منصور. ولا أدري إن كان هذا الفساد مما استبد بالبيه نفسه ونذر نفسه لحربه. ولكن كان الاستقلال طرياً وتوقعات الناس منه ومن جهاز الدولة الجديدة غراء فرعاء. وليس يضر البيه، الذي كان يصارع من أجل البقاء على سدة الحكم، أن يراه الناس مؤرقاً بطهارة الحكم. فقصص جريدة الناس عن الفساد في مصلحة النقل الميكانيكي ووزارتي التجارة والخارجية وحملة مكافحة الجراد وتهافت الأطباء على الإمتيازات ربما كانت من أدمغ القصص في بابها حتى يومنا الراهن.

    وسنضرب بفساد مدير مصلحة النقل الميكانيكي مثلاً على مهارة الصحفي الذي كشف عن الأعيبه. فوراء ما سمته الجريدة ب "عابثو النقل الميكانيكي" عقل لا يغادر حقيقة تَبَذٌل بروقراطي لا يكل ولا يني يطرق فولاذها ساخناً. فقد بدأ أرشيفنا عن القصة منذ انعقاد لجنة التحقيق بالنقل الميكانيكي. وقالت الجريدة إنها اللجنة الثالثة من نوعها والتمست منها أن تأتي بالقول الفصل لأن الناس "الذين يدفعون الملايين ضرائب وعوائد يهمهم أن يعرفوا كيف تدبر أموالهم وكيف تصان" (25-8-57). فتأمل كيف تحدثت الجريدة بتفويض من دافع الضرائب. ثم عادت الجريدة لتلهب هؤلاء العابثين شواظ نقدها لتكشف عن المساعي الجارية لإفشال التحقيق في المصلحة. وقالت إنه يدور حول فوضى شراء العربات وشراء إسبيرات بما يفوق سعر السوق والتصرف في بيع قطع غيار جديدة كخردة. وبلغ الفساد حداً سٌخريا باستخدام مسئولي النقل للمنفعة الخاصة لبعض الموبيليا التي جرى صنعها بواسطة نجارين جلسوا لامتحان قدرات قبل العمل بالمصلحة (1-9-57). وعادت الصحيفة مرة أخرى لتكشف كيف أن المدير زَكّى محسوباً عليه لشراء مطلوبات للمصلحة من شركة ما لقاء عمولة مبالغ فيها(8-9-57). وفي مناسبة لاحقة نبهت الجريدة إلى أن مدير المصلحة قدر سعر عربته التي استخدمها لثلاث سنوات بسعر أعلى ليبيعها للمصلحة (15-9-57).

    ولم يهدأ للصحيفة بال حيال فساد النقل الميكانيكي. فقد عادت تنبه إلى محسوبية مديره المستطيرة. فقد عين صهره، وهو خراط بالمعاش، مهندساً راتبه 780 جنيهاً. كما عين الصهر الآخر مخزنجياً. وقد اختلس الصهر المهندس وحوكم في عطبرة. وخلال المحكمة هاجم القاضي المحسوبية وبؤس تأهيل المهندس مع أنه لم يجد مادة لمقاضاته هو نفسه. ولم تترك الجريدة حبل المسألة على غارب القانون القاصر بل طالبت بمحاكمة مدير النقل لوضعه المسئولية بيد من ليسوا أهلاً لها. ونبهت إلى أن المدير يقف بمواجهة سبع قضايا أخرى (5-1-58). ثم عادت الجريدة إلى فساد النقل الذي لا ينفد لتحدث القاريء عن الرجل الإيطالي الذي رفع قضية على مصلحة النقل لأنها لم تدفع عمولة له مقدارها 7 ألف جنيه مقابل إسبيرات على عهد مديرها المتهم بالفساد. وأضافت أن لجنة التحقيق وجدت أن المدير ورّد بطاريات من نوع معين برغم وجود نوع آخر أجود بالعهدة. وقد فسدت الأخيرة لعدم الاستعمال (12-1-58). ونقلت الجريدة للقاريء خبر تأجيل النظر في قضية مدير النقل المتهم بالفساد بعددها بتاريخ 23-2-1958. وهذه عناية مثلى بالقاريء ليتربى في عادة العلم بالشيء وتطوراته حتى يقوي عزمه على تغييره على بينة.

    ولم يكن فضح فساد النقل الميكانيكي في الناس من أجل الفضح. لم تطلب منه مجرد الكسب السياسي كما درجنا. والفضح من أجل الفضح حالة متسيسة جداً من طلب الإصلاح لا يعشم فيه طالبه في إطار النظام القائم المبتذل بل يريد اقتلاع النظام من جذوره أو يسلم مفاتيح البلد. فالإصلاح بتسليم مفاتيح هذا البلد لا يرى أن درأ المفسدة قد يقع قبل سقوط النظام السيء السمعة بوضع الحلول وتزكيتها للقاريء وموالاتها حتى تصبح عادة في التفكير تحمل الحكومة كائنة ما كانت لتغيير ما بها. وقد جاء محرر الناس بحلول تزيل مزالق الفساد في المصلحة. فقد طالبت الناس أن تكون المشتروات بيد لجنة لا بيد رجل واحد آمر ناه ومستفيد. وأبلغ من هذا أن المحرر لم يتردد دون أن يدعو لتصفية النقل الميكانيكي نفسه حتى تٌدبر كل وحدة حكومية أمر مواصلاتها (1-9-57). وهذا حل جذري تلكأنا فيه ولمّا نفذناه في أوائل التسعينات كان سوء استخدام عربات الحكومة قد أضحى هو الاستخدام الأمثل لها.

    وننظر في الحلقة القادمة المهارة التحريرية التي شحذت كفاءة الناس وجعلتها صحيفة "صفراء" غاية في السداد والشجاعة والإمتاع.

    صندوق

    منصور وتنابلة البيه

    من بين أقوى القرائن التي عثرت عليها عن صلة منصور خالد الفتى بجريدة الناس كلمة يؤاخذ فيها المحرر زوار السيد عبد الله خليل البيه بلا موعد مضروب أو غرض مقصود. فالكلمة من شاهد عن كثب على ما عده تبطلاً بدار البيه. وأقرب الظن أن هذا الشاهد ربما كان منصور خالد. فهو بمثابة سكرتير اتصالاته وكان كثير التردد على دار البيه في 1957 بحسب قول الأستاذ عبد الرحمن مختار كما جاء في أول أحاديثنا في هذه السلسلة. ثم في الكلمة "نفس منصوري" لا تخطئه العين بعد نحو نصف قرن. ففي الكلمة ولع بالحداثة ومقتضياتها ما أنفك يخامر منصوراً ويحث عليه.

    كان عنوان الكلمة "أعوج". وتعرض فيها المحرر للمناظر المؤلمة التي لا تعجبه لأولئك الذين يترددون على دار رئيس الوزراء دون إذن، دون عمل، ودون مصلحة كأن بيت رئيس الوزراء منتدي أو مقهى للرواد. أسلوب بلدي لا يتفق مع عرف العالم والتغيير الذي طرأ على البلاد والزوار.

    يستقبل المسوولون الناس في كل العالم ولكن بناء على موعد سابق ولقضاء مصلحة عامة. أما التنطع وأما التنبلة فإنها إهدار للوقت واعتداء على الحرية الشخصية. أليس كذلك؟" (الناس 11-5-58
                  

06-13-2007, 06:40 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    Quote: المفتاح..البرنس..المشاء..سلمى الشيخ..مطر..سلمى صبحى..بت الجنيد..تراث..تاج السر..جعفرعبدالمطلب..السر السيد..الساداتى..بيان..ايمن حسين..طلال..اشراقة مصطفى..محمدحامدواخرين ..
                  

06-13-2007, 08:01 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاخ محمد عبدالجليل
    شكرا جميلا على مرورك
    ايراد تلك الاسماء مثالا..وهاانت منهم..عليه ينتظرك الاضافة والكتابة وانت اصبر الناس فى دروب المعرفة
    مودتى وتقديرى
                  

06-17-2007, 08:54 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    الى الارشيف
    مودتى وتقديرى
                  

06-19-2007, 10:14 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    عفوا..
    نواصل فى المنبر الجديد
    مودتى وتقديرى
                  

06-19-2007, 11:33 AM

محمد حامد جمعه
<aمحمد حامد جمعه
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 6807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    Quote: فقد مات قطبي الكاتب العظيم والقارئ النهم


    محمد عكاشة .. رجاء اكتب لنا عن قطبى
                  

06-20-2007, 08:21 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد حامد جمعه)

    Quote: محمد عكاشة .. رجاء اكتب لنا عن قطبى

    محمدحامد..ساعود الى قطبى وهاشم صديق ورهق الكتابة..
    ارجو ان تعود
    مودتى وتقديرى
                  

06-23-2007, 10:37 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    نعود الى الكتابة
    مودتى وتقديرى
                  

06-23-2007, 05:00 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    ومنصور خالد (7)

    يثور أطباؤنا لأنهم فقدوا البقلاوة



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    مَيَّز المتنبيء بين شعر متقن في مدح الرجال وآخر غير متقن. فوصف الأخير ب "الصدى" بينما وصف الأول، وهو ما يبدعه هو، ب "الطائر المحكي". والطائر المحكي مثل البلبل عقيرة أصيلة في الغناء. ولم تكن جريدة "الناس" بفضل منصور خالد المحامي، محررها الخفي في 1957-1958 كما نزعم، جريدة صدى أو أي كلام في مدح السيد عبد الله خليل البيه، رئيس الوزراء. كانت خلافاً لذلك طائراً محكياً. وكان الصوت الأصل فيها لمنصور على أنه كان معاوناً اتصالات البيه وهي مهمة للصدى في وصفها الوظيفي. لقد كانت الصحيفة حفية بالبيه جداً تعنى بخبره وتروج لإنجازه. وكانت قذي في أعين خصومه وحلفائه المشاكسين من مثل حزب الشعب الديمقراطي بل وأهله الأقربين المتمردين في حزبه من مثل السيد محمد أحمد المحجوب كما رأينا في الحلقة الماضية. فقد وصفت الجريدة المحجوب ب"العبوب" في دلالة الانتفاخ لسماع القول الحسن عنه من أي مصدر جاء.

    كانت للجريدة رؤية. وهي رؤية في شمول السياسة وشبابها وطهارة الحكم وشفافيته لن يصبر عليها حتى البيه نفسه. والرؤية مما يتمتع به من انشغل بالمعرفة مثل منصور. ففي باب "الناس بالناس" تجد حرص الجريدة على ضرورة أن يكون الاستقلال الذي نلناه نعمة تتغير به حياة الناس ويشعر الناس بها. ولأجل ذلك دعت الجريدة إلى وجوب ضخ دماء جديدة لتسيير أداة الحكومة المو من عهد الإنجليز. فآلة الدولة في قول الجريدة ظلت تسير لوقتها بقوة الاندفاع القديمة. وأرادت الناس لهذا الفوج الشاب أن يتوزع على مكاتب للتخطيط والتنمية تنأى عن البروقراطية. كما دعت الكلمة إلى نشوء هئيات تراقب أداء وكبارهم خاصة (15-9-1957).

    ولم يجد محرر الناس من يسمع هذا النصح. ولذا تفاءل خيراً بانقلاب 17 نوفمبر 1958. فكتب يزدري الديمقراطية كمقهى لثرثرة المتبطلين. وهذا رأى منصور خالد في ذلك الانقلاب في كتاباته اللاحقة كلها كما رأينا. وكان أكثر ما جذب محرر الناس للانقلاب عزمه أن تقوم السياسية فيه على التخطيط. ومنصور خالد مفتون بالتخطيط إلى تاريخه. فهو هاجسه وعقيدته بغض النظر عن سداده في جعله سياسة مقررة لما يليه من مسئوليات. فنوهت الجريدة بخطة حكومة الانقلاب لإنشاء مجلس أعلى للإنتاج يضم كفاءات عسكرية ومدنية ويستعين بخبرة أجنبية لتنظيم جميع مرافق الإنتاج ومجالاته. وجاء في عنوان للجريدة: "تخطيط جديد للتعليم في السودان" عن نية الدولة الجديدة تكوين لجنة من كبار الخبراء لوضع خطط جديدة للتعليم في السودان. وفي 20-11-1958 افتخرت الجريدة بانفرادها بنبأ مذكرة سيقدمها السيد أحمد خير، وزير خارجية الانقلاب وعقل دولته المفكر، عن نظم مجلس الإنتاج. كما رحبت بنية الحكومة الاستفادة من العناصر الشريفة المخلصة في دراسة كبريات المسائل تستنير برأيها غير مشترطة سوى الخبرة والاستعداد الفكري. كما نشرت نية وزير الحكومة المحلية، اللواء أحمد عبد الوهاب، تعيين الكفاءات الفنية لتساعد في أعمال المجالس المحلية (22-11-1958).

    دعت الناس بقوة إلى طهارة الحكم والمعارضة. وقد رأينا في حلقاتنا الماضية كيف أخذت مصالح الدولة المختلفة والمهنيين مثل الأطباء أخذاً شديداً لبؤسهم من جهة خلق السياسة والحكم والمعارضة. وقد جاءت بنقد للأطباء مثلاً لم يكن في دارج عادة الصحف. فقد رأينا في حلقة مضت كيف استنكرت الجريدة إضراباً أو استقالة للأطباء لشكواهم من ضعف مرتباتهم ومخصصاتهم. وقالت إن الأطباء هم الأسعد حالاً بين كل المهنيين ومشروعهم النقابي مجرد طمع ودلع. وعادت في 15-9-1975 لتنقل صورة لحياة ليل هؤلاء الأطباء "من الحي الأمامي، قصاد الاسبتالية"، إسبتالية النهر (ربما ميز الهبوب بجهة نادي الأطباء الذي كان يسكنه العزاب من موظفي الدولة وأكثرهم أطباء). فقد وصفت قعدة لهم علا زغاريدها وضجيجيها من أثر الخمر أفرغوا فيها كوؤس الوسكي في البطون التي قالوا إنها تتضور جوعاً لقلة المرتب. وسخرت الصحيفة من إضراب الأطباء وقالت كيف يشكو مثلهم إملاقاً زاعمين أن دخلهم لا يكفي لضرورات الحياة. وأضاف: "ولكن لا عجب فلعل السيارات الجديدة والرصيد في البنك والوسكي بالصودا في الثلاجات من ضروريات الحياة عند أطبائنا الأماجد". وشبه المحرر الأطباء بقصة ملكة فرنسا أنطوانيت التي قيل لها إن الشعب ثائر لأنه لا يجد الخبز فقالت لماذا لا يأكلوا بقلاوة. وعلق محرر الناس: "يثور أطباؤنا لأنهم فقدوا البقلاوة".

    وكانت الناس شديدة على وزارة الخارجية التي كان وزيرها المحجوب وهو الرجل الثاني في حزب الأمة الذي كان البيه سكرتيره. وليس بيدنا مقال الجريدة الأول الذي تعرضت فيه الناس للفساد بالوزارة. ولكنها واصلت التعريض بالوزارة في كلمة لها لاحقة. فتحت عنوان "الوكيل الدائم (وكيل وزارة الخارجية) وعمل الشيطان" كتبت أن الوكيل يجند صحف الدرجة الثالثة للنيل من الناس لسابق كشفها خبايا الوزارة. ثم أخذت تروي عن حكايات سفره لإيطاليا. فقد اشترى طاقم شوك وسكاكين بألفي جنيه. وكشفت عن إمرأة احتلت بيت سفيرنا وتنقلت بعربة الدولة ونعمت بحضن وزير سابق. ثم تطرقت إلى نية الوكيل استبدال عربته الإستديوبيكر بسيارة شفورليه من فرط إعجابه بصنعتها بعد أن رآها مستخدمة في السفارة الأمريكية (15-9-1957).

    وفي عدد 15-1-1958 عادت جريدة الناس للصدور بعد احتجاب دام أشهر ثلاثة بأمر من وزير الداخلية بالنظر إلى ما كشفته من فساد مزعوم بوزارة الخارجية. وصوب المحرر نيرانه إلى من اسماه "صديقه القديم" وزير الخارجية. ولو كان الكاتب الناقد هو منصور خالد لصرفنا عبارة "صديقه القديم" لا للعمر بل لأن منصور ممن تدربوا على المحاماة بمكتب المحجوب (راجعني من قال إنه تدرب بمكتب السيد احمد سليمان!). وكان الوزير، الصديق القديم، قد نسب إيقاف الجريدة لنفسه "وأبى إلا أن يتجول مختالاً في كل محفل وجمع يحدث الناس عن مآثره الفاضلة وعلى رأسها إغلاق جريدة الناس". وهذه الصورة مستمدة بالطبع من قصة دون كيشوت المشهورة التي تصور فيها الدون نفسه فارساً محارباً ولم يكن أعداؤه سوى طواحين الهواء. وقالت الجريدة إن المحجوب تباهى بإيقافها أمام جمع من الصحفيين "شأنه شأن الجبان الذي خلا له الجو فأخرج سلاحه لينازل ويطاعن الهواء والفضاء". وعبارة المحرر نظرت إلى بيت الشعر العربي الذي يحلو فيه للجبان النزال متى خلا الجو. فتأمل ايها القارىء سعة ثقافة محرر الناس تتنادى في جملة واحدة. وقد سبق لنا إيراد دفاع المحجوب عن وزارته. فقد قال إن مرتب سفراء العراق أضعاف أضعاف سفراء السودان. وغمزته جريدة الناس أنه نسي أن العراق غني بنفطه وأن "ميزانية وزارة واحدة فيه تساوي ميزانية جمهوريتنا السنية . . . السعيدة بفضل علم الجهبذ محجوب".

    وعادت الناس إلى بذخ وزارة الخارجية في عددها بتاريخ 2-2-1958. فنشرت كلمة لإبراهيم ع شيخ الدين من دنقلا تحت عنوان "الشعب لا يؤمن بهذا". وربما كان هذا الإبراهيم من صنع المحرر ليبث لاعجاً من عامة الناس فتقوى حجته. وجاءت كلمة إبراهيم دنقلا بمواصفات المرشح الذي يستحق صوت القاريء في الانتخابات المزمع عقدها في 1958. فمن بين ما يزكي المرشح للناخب حسب قول إبراهيم أن يعقد النية على إغلاق سفاراتنا في روما وأثينا وباريس "لأننا نتعامل معها في الأمشاط وأقلام الرصاص ولأن الأصداف التي تشتريها منا هذه الدول يمكن أن تسد حاجة الاتحاد النسائي". ومن الجهة الأخرى نشرت الناس برنامج صاحبها محمد مكي محمد وفيه يدعو إلى إغلاق سفاراتنا في موسكو ودول شرق أوربا لأن أرز مصر أقرب إلينا "ولأننا لا نريد أن تصدر إلينا هذه الدول، مع الأفكار الإلحادية، وابورات الجاز تنفجر في وجوهنا وأعواد الثقاب تعمل حينما لا نكون في حاجة إليها".

    تواترت مؤخراً كتابات عن منصور خالد تطعن في خلوص نيته في نقده لوزارة الخارجية إذا صح زعمنا أنه محرر الناس الخفي. ولسنا نقول إنه كان مغرضاً لا غير في تصويبه لذلك النقد. ولكن الترجمة للرجل تقتضينا أن نتوقف عند هذه المحطة طلباً لعلم افضل بسيرته. فقد أصبح معلوماً بفضل ما كتبه السيد علي أبو سن ( كتابه عن ذكرياته مع الشاعر محمد المهدي المجذوب، جزء 2، صفحة 136) أن منصور طلب أن يعمل بوزارة الخارجية في شبابه ولم يوفق وجاءها وزيراً في كهولته عام 1972. وقال علي أبو سن: "جاء منصور إلى الخارجية بحقد دفين، منشؤه هو عجزه عن الجلوس لامتحان الخارجية . . . كان سكرتيراً لعبد الله خليل، وبالتالي كان في موقف يسمح له بالتقدم للامتحان مع التوصية القوية. السؤال هو لماذا لم يتقدم منصور خالد لامتحان الخارجية التي كانت أمنية حياته في الفترة التي كان مدعوماً فيها بمركزه كسكرتير لعبد الله خليل؟ سألنا ميرغني الصائغ ( العليم بأمر هذا الامتحان وقال إن صلاح احمد إبراهيم كان ترتيبه الأول ورفضوه لمبادئه المعروفة). وأن منصور خالد حاول الالتفاف حول القانون وطلب من عبد الله خليل تعيينه في الخارجية بدون امتحان فرفضت الوزارة ورفض عبد الله خليل ممارسة الضغط على قادة الوزارة فكرهه منصور وحقد عليه وعلى الخارجية معاً."

    امتناع البيه عن تزكية منصور للخارجية محير بمقياس اليوم الذي لا يخدم أحد بالخارجية أو غيرها بغير تزكية كبير ما. ولكن كان من عادة البيه أن لا يزكي أحداً للخدمة بالحكومة بغير قيد او شرط. وهذا بعض خلق الحركة الوطنية الذي تربى عليه ذلك الجيل ثم لم يصمد لتبعاته طويلاً فأنغمس في المحسوبية حتى أذنيه. وقد استفدنا علماً بعادة البيه هذه مما رواه ابنه السيد أمير عبد الله خليل. فقال إنه تقدم وهو في المرحلة الثانوية بوادي سيدنا، وكان ولعاً بالعسكرية وصولاًً بالمدرسة، للالتحاق بالكلية الحربية. ومن فرط محبة قادة الجيش لأبيه جاءوه بالامتحان إلى داره. ولما علم البيه بذلك وجه اللواء حسن بشير أن لا يقبل ابنه بالكلية. ولما سأله أمير عن سبب ذلك قال: "رجل لا يعتمد على نفسه لا يستطيع أن يحمل البندقية ليدافع عن بلده. فاعتمد على نفسك وادخل الكلية الحربية بجهودك." وسرعان ما عمل أمير ميكانيكياً بشركة سودان مركانتايل وسافر في منحة دراسية. وظل يذكر هذه الكلمة لوالده الذي عرف طوال خدمته العسكرية والسياسية أنه "لا يجامل ولا تعرف الواسطة إليه سبيلا" (الصحافة 10-3-2004).

    ونتابع في حلقة قادمة سيرة هذا الطائر المحكي في زحام الدنيا وصدى الأيام
                  

06-23-2007, 05:05 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    ومنصور خالد (6)

    الفتي الأنيق المعطر: مبارك زروق



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    لم يترك منصور خالد بصمة دالة على مساهمته في تحرير صحيفة الناس، لصاحبها السيد محمد مكي، في سنوات 1957 و1958 برغم شيوع العلم في جيله أنه كان من يحرك ساكنها ويهز أركانها. فلم نجد له في المحفوظ من الجريدة سوى كلمة واحدة مذيلة باسمه مما يٌستغرب من رجل موصوف بأنه كان رئيس التحرير الخفي للجريدة. وقد رجحنا أنه ربما لم يكن يشرفه أن يرتبط اسمه بالجريدة التي كانت الرائدة في الصحافة الصفراء وهي التي تؤجر مفروشة لأصحاب الغرض. وكانت لعهد منصور بها مؤجرة للسيد عبد الله خليل البيه، رئيس الوزراء (1956-1958). وخدم منصور، المحامي حديث التخرج من كلية القانون بجامعة الخرطوم، فيها البيه كمعاون له في مجال الاتصالات. ولم يخف منصور أثره من على صفحات الجريدة بحجب توقيعه فحسب بل لم يذكر صلته بالجريدة حين ذكر في مرة نادرة الجرائد التي خدم أو كتب فيها. ولما أنكر منصور أو كاد خدمته بالناس (بغير حلف على اليمين) وقع علينا إقامة البينة على إدعائنا أن منصوراً كان محرراً مرموقاً بالناس.

    لمنصور خالد ككاتب توقيع للحرفة مميز أسلوباً وأداء ورؤية. ومفهوم "التوقيع" مما راج في سنواتنا الأخيرة في بئية النشاط اليساسي الذي جرى وصفه ب"الإرهاب" في دوائر الغرب. فخبراء هذا النشاط يستدلون على منفذيّ العملية "الإرهابية" بما تواضعوا على تسميته ب "التوقيع". فلكل جماعة ناشطة في مثل هذا العمل السياسي أسلوب خاص في أداء مهمتها لا تخرج منه إلى غيره من حيث الجوهر. وجعل هؤلاء الخبراء من حِفَاظ هذه الجماعات على طابع أدائها الخاص المميز سبباً للقول إن لكل منها توقيعاً مستقراً يدل عليها. والتوقيع شيمة الكاتب الضليع. فقد كتب منصور في جريدة الناس وهو في أواسط ربيع عشريناته. وقد أسفر في كتاباته الباكرة هذه عن ما بوسعنا مقارنته بغير عسر بما يكتبه على أيامنا هذه وهو يتوغل شيخاً في السبعينات.

    بلاغة منصور حامضة حين يغضب. فهو لا يتورع متى غضب من استخدام كلمة أو عبارة نهائية يضيق بها واسع اللغة. فقد وجدت الجيل الحاضر من قارئه قد افتتن بعبارته "فسو" في وصف لغو القول أو عبارة أولئك الذين حملتهم أمهاتهم على ظهورهن الأفريقية من نيجيريا ويزعمون نسبة في العرب يفاخرون بها. وهم الإنقاذيون أو جماعة منهم. فهو لا يقتصد في الوصف فيأتي بحده الأقصى بينما تقتضي اللياقة أو البلاغة أن يكتفي بحده الأدني. فقد وصف موقفاً للسيد إسماعيل الأزهري بأنه "الموقف الصفيق الذي يقفه أزهري" ( الناس 18-11-57). وهو يأتي بخرائد العبارات. بعضها طارف مثل تقريعه لجمال عبد الناصر لهرب جنوده المزعوم من ساحة حرب القناة في 1956 بقوله إنهم "جنود يفكرون بأقدامهم ساعة الشدة". وهي مترجمة عن الإنجليزية ومثلها رائج على أيامنا هذه. وبعض بلاغة منصور قرآني تليد: "أيها الغافلون حاكموا جريدة الناس إن أردتم ولكن إبحثوا عن السلطة الضائعة واستردوها من قبل أن تقع الصاخة" (25-8-57). وهو دائماً صاحب النصح الذي لم يستبنه القوم حتى ضحى الغد. فقد قال عن فساد كشفه في مصلحة النقل الميكانيكي وألح في ذلك: "ولو كان هناك مستجيب لحملتنا لأوقف هذا العبث في أول مراحله ولِما ضاعت أموال الشعب طعمة لجيوب الناهبين و لألسنة النيران" (15-9-57).

    ومنصور صنَّاع صيغ لغوية كاريكاكتيرية يصرع بها الخصم بتضخيم منقصة (أو ما خيل إليه أنه منقصة) فتصبح هذه الصورة المفتعلة هي صورة الناس عنه. فقد بدا لي أنه هو الذي الصق بالسيد مبارك زروق، الزعيم الوطني الاتحادي المعارض لحكومة البيه، عبارة "الشاب الأنيق المعطر". وكان زروق فتى حفياً بأناقته وربما عطره أيضاً. ووردت العبارة في رسالة لمراسل خاص للناس صحب البيه في زيارة لمصر. وكنت قد خلصت من قرائن الأحوال في كلمة مضت إلى أن هذا المراسل هو منصور. فقد قال هذا المراسل إنه سمع خلال وجوده بمصر لغطاً ممن ظلوا يعلقون أملاً ما يزال علي الأزهري برغم هجرانه المعلوم لمصر وخيانة ميثاقها بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان غير منتظر استفتاء الشعب عليه كما نصت على ذلك اتفاقية الحكم الذاتي للسودان التي وقعتها دولتا الحكم الثنائي الإنجليزي المصري في فبرائر 1953. وكانت مصر تأمل ان تكون وحدة وادي النيل، وهو ميثاق الأزهري معها، من ضمن ما سيصوت عليه السودانيون ويلقى قبولهم. وقد استغرب المراسل لتعليق المصريين الأمل من جديد على الأزهري. فمن "باع نفسه مرة لن يتردد أن يبيعها مرات ومرات لأي زبون جديد." (7 أبريل 1957). وقد شكى زروق جريدة الناس لنشر مقالات لها عن الفتى الأنيق المعطر لمحكمة جنايات الخرطوم فحكمت علي محرر ها ب 95 جنيه غرامة لنشر تلك المقالات ( 12 مايو 1957 ).

    وقد استنكرت الناس غمز الفتى الأنيق زروق من قناة عبد الله خليل. فقد وصف هذا الفتى ب " الحقارة" اشتراك البيه في الجمعية التشريعية التي قاطعها الاتحاديون بضراوة في 1948 كمشروع استعماري لتزييف إرادة السودانيين في الاستقلال الوطني بينما قبل الاستقلاليون، وعلى رأسهم حزب الأمة، بدخولها للتدرج بالبلاد نحو ذلك الاستقلال. وقالت الناس، أي منصور، عن كلمة زروق إن هذا من قول "صبية السياسة". وذكَّر زروق بتاريخ حزبه في المناداة بوحدة مصر والسودان تحت التاج المصري. واضاف أن زروق نسي أن حقارة البيه المزعومة "كانت أعف وأطهر من المناداة ب"تاج فاروق" وهو ملك مصر في تلك الفترة. وزادت جريدة الناس أن حقارة البيه المزعومة لم تجعل الناس ينفضون عنه بل فاز في الإنتخابات "حيث دكت الضلالة وتكشفت الحقارة وانتصر الرجال في معركة لا يخوضها إلا الرجال" (5-1-1958).

    ولو عاد القاريء إلى كتاب منصور "حوار مع الصفوة" (1972) لوجده يميز بين الأخلاق والسياسة. فمن رأيه أنهما مجالان لا يمنع تداخلهما ألا نستعمل الأخلاق حيث لاتصح إلا السياسة. وبذرة هذه التفرقة الذكية قديمة عند منصور. ففي باب "إنه فساد وفوضى" بجريدة الناس كتب من نزعم أنه منصور عرضاً دقيقاً للفساد في وزارة التجارة. ونبه إلى مناشدة الوزارة للتجار إلى تحكيم ضمائرهم فلا يغالون أو يطففون. وسخر صاحبنا من الوزارة التي تضع الندي في موضع السيف فقال: "لو صدر هذا البيان من إمام جامع أم درمان لقلنا إن شأنه هو الواعظ بل لحمدنا له هذا. أما أن يصدر من وزارة أوكل لها أن تضع الخطة التي تحمي بها تجارتنا . . . فإن هذا لا يدل إلا عن السذاجة المفرطة والجهل الفاضح والفشل الذريع" (4-5-58).

    وتنضح جريدة الناس ببدائع ملكة منصور في بناء فريق العمل وقيادته بصورة مثابرة لإنجاز المهمة التي وضعت على عاتقه. فقد اشتهر "أولاد منصور" في وزارة الخارجية إبان تقلده حقيبتها في السبعينات. ويدير منصور الفريق كمخلب أكثر منه كجماعة متكافئة متكافلة مما نتوقعه من عبارة "روح الفريق". فقد رتب منصور الناس بحيث تتناصر أبوابها المختلفة في خدمة قضية البيه. وكان من تلك الأبواب باب للشعر الحلمنتيشي يكتبه واحد من أميز مبدعي الدراما هو السيد خالد أبو الرووس مؤلف مسرحية "خراب سوبا" وأطول الناس باعاً في فن الشعر الدرامي. وكان عنوان بابه هو "حاج ام قلة". وهناك باب آخر باسم "حبوبة كتوشه" الذي هو ضرب من ضروب ما عرف آنذاك ب "الدردشة". وهي نصح صريح إلى طريق الرشاد. وقد اشتهر بها السيد السلمابي في برنامجه "دردشة" بالإذاعة. وربما كان باب حبوبة كتوشه بالناس تنويعاً على "حبوبة فاطمة" ودردشتها في البرنامج الإذاعي المعروف آنذاك. وكان بالصحيفة رسام كاريكتير يوقع باسم "ماهر". والواضح أن منصور كان يحشد كل هذه الإمكانات الصحفية ويؤلبها لتغذية خطة تحرير الجريدة والمراوحة عندها لخدمة قضية البيه. فهذه الأبواب والمواهب تهجم معاً بغير هوادة متى قال التحرير: "عليهم".

    وسنقتصر في بيان ملكة منصور في تحريض فريقه بصورة مخلبية لمظاهرته في شاغله في التحرير بما تعرض له السيد محمد أحمد محجوب، وزير خارجية البيه، حين تمرد على البيه كما بًَّينا ذلك في الحلقة الثانية من سيرة منصور على هذه المجلة. فما أن زاغ المحجوب عن خط البيه حتى تعقبه تحرير الناس وحصره من كل ناحية. فقد هاجم التحرير محجوباً لأنه استخف بمن قالوا إن وزارته تنفق بإسراف على سفاراتها متعللاً بأن مرتبات سفراء العراق تفوق مرتبات سفراء السودان أضعافاً مضاعفة. وقال المحرر، وهو منصور بتوقيعه الأسلوبي المبين، أن المحجوب نسي أن ميزانية وزارة واحدة بالعراق البترولية تساوي ميزانية "جمهوريتنا السنية السعيدة بفضل علم الجهبذ محجوب" (5-1-58). والجهبذ توقيع لمنصور لا تخطئه ذاكرة. وكذلك السنية.

    وناشت أبواب الناس المحجوب. فقد زجره حاج أم قلة بالمنلوج لأنه ذئب فارد متمرد على قيادة الحزب والحكومة. وقال إن إرادة الحزب، وهو الأمة الذي يجمعه بالبيه، فوق كل اعتبار شخصي. وقال:

    حزبك لو يقول الليل نهار بس وافق

    ولو شاهدته نافق أبقى إنت منافق

    أما الزول يخالف حزبه ديمه يعارض

    وديما ينفخوه ويغنوا ليه يعارض

    دا الموجعني

    زول ما سوه شيء ولي نفسه دايماً فارض

    الزول العبوب يِنَّفِخ إذا شكرته

    وينضم غير عقل ويكشف سريع لي كرته

    خليك حزبي

    غير (النفخة) إيه للدنيا ضيّع وخسّر

    وخلا الناس بتبكي على الرجال تتحسر (12-1-58)

    وتلاعب حاج أم قلة بصفة ذاعت عن المحجوب وهو حبه لسماع كلمات الثناء ممن حوله عن شعره وبيانه وفصاحته وسياسته. وكان يٌعرف بالطاوؤس يختال من أثر إطراء ملكاته العديدة.واستنفد حاج أم قلة المصطلح الشعبي عن الرجل يغره الثناء. ف "النفخة" هي عن انتفاخ المرء يسمع المديح من أهل الغرض فيظنه صدقاً. وورد في المنلوج مجاز "العبوب". والعبوب جلد يشكله المزارع في صورة عجل ويحشوه تبناً أو ما أشبه. ويوضع هذا العجل للبقرة التي مات عنها جناها. وتغرز البقرة عن اللبن متى ما مات جناها. وهذه طريقة سعاة البقر في تحنين البقرة إلى ما يشبه جناها حتى تدر اللبن. ويستعمل السودانيون كلمة "بَو" أيضاً في نفس المعنى. ويعتقد محدثي أن البو أفصح. واستخدام العبوب أو البو للرجل المنفوخ ناجم عن زيف مادة انتفاخه يحاكي بها تبن هذه الدمية. .
                  

06-25-2007, 10:43 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    الاخ منصور المفتاح
    شكرا جزيلا
    نواصل
    مودتى وتقديرى
                  

06-27-2007, 05:44 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    جئت لأرى الجديد المفيد من منصور
    المفتاح وشيعته وهم يضمخون المنبر
                  

06-27-2007, 09:44 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاخ محمدعبدالجليل
    مرحب بك حضورا ومشاركة على الدوام
    شكرا جميلا
    مودتى وتقديرى
                  

07-02-2007, 08:16 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)
                  

07-02-2007, 04:27 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    ومنصور خالد (9)

    الزعيم الأزهري: أيتها الفراشة ابتعدي عنا!



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    نشرت الصحف في النصف الثاني من عام 1957 سيرتين للسيد إسماعيل الأزهري. كانت السيرة الأولى هي ما حَدَّث به الأزهري أسرة تحرير جريدة الأيام فسجلته عنه وصاغته ونشرته مسلسلاً في ما يزيد عن 60 حلقة بدأت في أول يونيو 1957 وانتهت في تاريخ لم أتبينه بعد. وقدمت الأيام للمسلسل بالإجابة على سؤال ربما طاف بخلد القراء: لِم مذكرات الزعيم وفي ذلك الوقت؟ وقالت الأيام أن تلك هي السنة عن أهل السابقة. وضربت مثلاً بمذكرات تشرشل المنجمة عن خدماته المطردة لبريطانيا في حرب النهر بالسودان ثم الحرب العالمية الأولى فالثانية. واضافت أن مولد الجمهورية السودانية كان على يد الأزهري "وهذا حدث خطير بل هذه فترة هي في تاريخ السودان من أهم الفترات وأخطرها". واتضح لا حقاً أن المحرر من وراء المذكرات في الأيام كان هو الأستاذ بشير محمد سعيد الذي دَرَس على يد الزعيم بكلية غردون في عام 1936. وقد قص بشير طرفاً من خلفية تدوين سيرة الأزهري في كتابه الزعيم الأزهري وعصره (1990). فقد كانت تلك المذكرات القديمة هي نواة الكتاب الجديد. فلم تكد تذهب حكومة الأزهري الوطنية الاتحادية في 1956 لتستبدلها حكومة حلف حزبيّ الأمة والشعب الديمقراطي بزعامة السيد عبد الله خليل البيه حتى اتصلت الأيام بالأزهري تطلب منه نشر سيرته على الناس علماً بالتاريخ وبالرجل. وقال بشير عن مولد المذكرات إنه كان يذهب للزعيم في داره كل مساء "أستمع منه، وأسجل ما أسمعه ثم أمضي فأصوغه، وأدفع به إليه ليراجعه ويعدله كيف شاء". والسيرة مكتوبة بنفس سردي ودرامي لم تفتئت فيه جلائل السياسة على مجريات حياة الزعيم العادية ونوادرها. وسيرة الأزهري في الأيام "خبطة" وممارسة صحفية نأمل أن تطلع عليها ناشئة الصحفيين ليتدربوا في علم التاريخ والرجال معاً وفي حرفة صدق الاستماع والتدوين والنشر.

    أما السيرة الأخرى للزعيم فقد نشرتها جريدة الناس في وقت زعمنا أن السيد منصور خالد كان محررها الخفي أو غير الخفي جداً. وبدا نشر هذه المذكرات غير المأذون بها كردة فعل لنشر المذكرات الشرعية بجريدة الأيام في أول يونيو 1957. وحال سوء الأرشفة لجريدة الناس دون أن أعثر على الحلقة الأولى لهذه السيرة المختلقة للزعيم الأزهري. ولم اعثر في واقع الحال سوى على 3 حلقات من هذه السيرة المدعاة بدأت بتلك المنشورة في 32 يونيو 1957. وسيرة جريدة الناس مما نسميه حالياً بالقراءة الٌمخَرِبة أو الهدامة للنص (subversive ). وهي قراءة مشروعة طالما وضعت مصداقية النص، أي نص، موضع الشك وعرضته لشواظ النقد لتكشف عما ربما أخفاه النص أو تحايل عليه. وهي قراءة تتكي على النص المعلوم بصورة كاريكاتيرية أحياناً لبيان فساد منطقه أو عناصر التزوير فيه. ولم ترتفع جريدة الناس بنصها المخرب إلى هذه الذرى من الفطانة والفكاهة بل هبطت بحرفيتها الصحفية دركاً أملاه عليها ولاؤها الأعمى لعبد الله خليل البيه غريم الأزهري. وجاءت فيه بساقط القول عن خلق الأزهرى مما لم تعتده أذن الصحافة السودانية وإن لم تخل منه مجالس أنس الخرطوم الليلية. وستعنينا بصورة خاصة الحزازات العرقية النيلية الشمالية التي رشحت من خلال النص فجعلته وثيقة سوداء في الاستعلاء العرقي. ولا غرابة أن يعنينا هذا الجانب في سيرة الأزهري برواية جريدة الناس. فقد أصبح هذا الاستعلاء شاغل الدكتور منصور خالد، الذي نتهم أنه كان محرر الناس بلا منازع حين نشرت مذكرات الأزهري بما فيها من جاهلية، في آخر كهولته وشبابه. وصور منصور لنفسه، متى أصبح حرب الاستعلاء شاغله، أنه هو لا غيره من اكتشف سوءة هذه الحزازة العرقية وأنه يا بلد ما فيكي إلا أنا. وقال للأستاذ عادل الباز في 2000 إنه قد التحق بالحركة الشعبية نصرة للأفارقة لينقذنا نحن الشماليين النيليين العرب قاطبة من بغضائنا العرقية. ولا تثريب بالطبع في إفاقة منصور المتأخرة جداً لسوءة العرقية الشمالية النيلية التي روجت لها جريدة الناس. فإن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي قط. ففي الفكر مكان رحيب للأوابين إلى الحق. بل قال أهل الفطن إنه لا يخدم الحق مثل عائد إليه لائذ به. ولكن أوبة منصور إلى الحق عشوائية لا يعترف فيها بسبق آخرين إليه. فلا أوائل عنده في طلب الحق. وحتى لو وجدوا فهو مثل المتنبي آت بما لم تستطعه الأوائل. ولكن من تواضع في حضرة الحق رفعه.

    سأخصص هذه الحلقة من مقالي عن سيرة الأزهري بين جريدتي الأيام والناس إلى عرض المادة في سيرة الأيام الحقة عن الزعيم التي استخدمتها جريدة الناس في قراءتها المخربة لتلك السيرة. وسنقتصر حتى في هذا الباب على المادة المخصوصة التي نفثت فيها جريدة الناس سموم بغضائها العرقية وأوهامها الجنسية .وأعود في الحلقة القادمة لاستعرض فنون جريدة الناس في السقوط من حالق سيرة الأزهري إلى سفح الصحف الصفراء بلا منازع.

    قال الأزهري في سيرته بالأيام إن ميلاده كان بدار جده القاضي إسماعيل الأزهري في يوم الثلاثاء الخامس من رجب الخير لعام 1318 (1900). وقد سماه السيد المكي، شيخ الطريقة الإسماعيلية، "إسماعيل أبا المعارف" بعد أن أذن في أذنه. ولم يخطر لأسرته أن تبعث به للمدرسة إلا بعد عودة والده من القاهرة في 1913 تزينه شهادة العالمية من الأزهر. فقد رتبت الأسرة للأزهري أن يكون شيخ طريقة يرشد الخلق بعد استكمال الخلوة وتحصيل العلم الديني. ولكن والده اختار له طريق المدرسة وأدخله مدرسة الهداية بأم درمان لصاحبها شيخ الطاهر ليدرس الحساب والإملاء فيمتحن للمدرسة الابتدائية (الوسطى) بمدينة مدني حيث أقام جده قاضياً شرعياً لمديرية النيل الأزرق. ونجح الأزهري وكافأه جده بهدايا من حلوى اللكوم. وظل ينال من تلك الحلوى الحبيبة للأطفال وهو يجتاز امتحاناته صعداً . . . وفي المقدمة دائماً.

    ثم ترك الأزهرى مدني ولم يلبث بمدرستها سوى ثلاث سنوات لأن جده القاضي قد نٌقل إلى دارفور التي انضمت للسودان عنوة في 1916 بعد قضاء الإنجليز على حكم السلطان علي دينار. وحرص ناظر مدرسة مدني أن يبقي الأزهري معهم لأنه مٌبَشِر بأن يكون أول لجنة الامتحان لكلية غردون مما يعلى من شأو مدرسته. ولم ينجح مسعى الناظر مع الأسرة فنقلوا ابنهم إلى أم درمان في مطلع عام 1917. وشعر الأزهري بشيء من الوحشة بين طلاب مدرسة أم درمان الوسطى الكثر. ولكنه سرعان ما صار ألفة لفصله وانتزع الأولية كعهده في مدني. وبلغ من حذقه الرياضيات أن صار ناظر المدرسة، مرسي أفندي فهمي، يحضر للفصل ويكل له تدريسها لزملائه في الفصل ثم ينصرف. ووعد الناظر تلاميذه أن يهب ساعة هدية لأول امتحانات لجنة الكلية. وحرص الأزهري على أن يٌحسن الرياضيات لأنها مكمن قوته ولأنها "فراقة الحبايب" كما اشتهرت بذلك. فقد تٌخطيء في الإملاء فتفقد درجة واحدة أما إذا أخطأت في مسألة حسابية خسرت درجاتها كلها. وجلسوا للامتحان ونازل الأزهري امتحان الرياضيات "في قوة وثقة وكان لي ما أردت صرعتها كلها في ضربة واحدة فنلت الدرجة الكاملة". وانعقد لهم الإنترفيو (المعاينة) في كلية غردون وقد اجتمعوا في صفوف بحسب المدرسة وعلى كل صف معلم من ذات المدرسة . ومر عليهم مستر سمبسون، مدير الكلية ومدير المعارف، ولم يختر الأزهري بحجة أنه طلب أن يقبل في الكلية بالمجان. وساء ذلك الأزهري وانقبض له وتبخر حلمه في أن يحصل على الساعة المبذولة لأول اللجنة. ولكن سمبسون عاد من جديد ودعا الأزهري لصف المقبولين ولما أعلنت النتيجة كان ترتيبه الأول وقبلوه بالمجان. وانتهز ناظر مدرسته الوسطى يوم الآباء ليقلد الأزهري الساعة المكافأة.

    كان والد الأزهري قد رتب له أن يلتحق بقسم القضاة ليكون قاضياً شرعياً. ولكن صادف أن عام دخول الأزهري للكلية لم يكن عام استيعاب بقسم القضاة الذي يقبل عاماً ويفط عاماً. ودخل الكلية ليبقى عامه بها ثم يتحول إلى قسم القضاة في عامه الثاني. ولكنه كان على وشك أن يتلقى مفاجأة لم يتحسب لها. فقد قرر والده أن يبعث به ليدرس بالأزهر. وقد سر ذلك الأزهري الذي أراد أن يعود من مصر عالماً يحمل كتابه بيمينه. ومزق من فرط الشوق لأزهر مصر صفحات كراساته التي حوت مادة الإنجليزي والحساب وأبقى على الصفحات البيض وحدها "إذ ما نفع طالب الأزهر بالإملاء الإنجليزي أو الحساب". وفصّلت له أسرته "الكاكولة والبالطو" وهما زي طلبة الأزهر. وكانت خطة الأسرة أن يصطحب ابنها الشيخ أحمد أبو القاسم هاشم الطالب الأزهري إلى القاهرة متى عاد من عطلته بالسودان. وتأخر أحمد مرة ومرات عن موعد سفره. وتطرق اليأس إلى نفس الأزهري حتى كانت الطامة بورود كتاب جده لأبيه أن يقلع عن فكرة إرسال الأزهري للقاهرة وأن يكتفي بدرس الشريعة بكلية غردون. ونزل والد الأزهري عند رغبة الجد مكرهاً لأنه "ما كان ليتنازل عن رأي أرتاه ولا أمر عقد العزم عليه". وانكسرت نفس الأزهري وتهافت حلمه في أن ينهل علم مصر ويطوف بسوحها وينعم. ولما عاد الأزهري للكلية ألحقه مستر يودال، مدير الكلية، بقسم المعلمين. واعترض الجد بقوة على ما أختاره يودال ولكنه قبل منه ذلك على مضض.

    ولم يفرغ الأزهري من سنته الرابعة حتى عرض عليه يودال في أكتوبر 1921 أن يترك مقاعد الدرس ليصبح معلماً بمدرسة عطبرة الوسطى التي كانت بحاجة إلى مدرس رياضيات بصورة عاجلة. ووقع عليه الاختيار في عطبرة ليكون ضابطاً لداخلية المدرسة. وكان طلاب المدرسة، ومعظمهم من أبناء الموظفين المصريين العديدين ممن شغلوا وظائف مصلحة السكة حديد، يحضرون للمدرسة بعض الوقت ثم يقضون بعضه الآخر بمكاتب المصلحة عاملين بأجر ثم يلتحقون بها بعد التخرج مما يعني أن الوسطى هي آخر مطاف تعليمهم. ونوه الأزهري بالنهضة الأدبية بالمدينة التي كان فاضل باشا رأس رمحها. فمتى اجتمع الصفوة في داره بدءوا باستعراض الموقف الدولي العام على ضوء ما يردهم في برقيات وكالة رويترز عقب الحرب العالمية الأولى (1914-1919). وكان الأستاذ عبد الله العربي يأتي بخريطة ليقف المجتمعون عندها على التغييرات السياسية،، على الأرض، التي ترتبت على فوز بريطانيا وفرنسا على ألمانيا في تلك الحرب. ومن ذلك استحواذ الفائزين على مستعمرات الخاسر في أفريقيا.

    وشهد الأزهري مقدمات حوادث ثورة 1924 في عطبرة ثم نٌقل إلى أم درمان الوسطى في يونيو 1924. فشهد أحداث الثورة الدامية في الخرطوم ووقف عن كثب على مظاهرة المدرسة الحربية وصدام جنودها وجنود الاحتلال الإنجليزي عند مستشفى النهر. وأعترف الأزهري أن نصيبه من الثورة كان نصيب المتفرج. وكان ذلك العام هو بداية ارتباطه الطويل بنادي الخريجين بأم درمان، شيخ الأندية، ثم مؤتمر الخريجين بعده في 1938. وكان النادي بعد ثورة 1924 طارداً لأن الإنجليز بثوا عيونهم على مرتاديه حتى أن اجتماعه العام لانتخاب اللجنة الجديدة في تلك السنة قَصٌر عن النصاب القانوني كثيراً. ودعا هذا يودال، رئيس النادي بالأمر الواقع، ليقول: "إن عددكم هذا لا يكفي لتأليف فرقة كرة قدم فكيف يؤلف اجتماعاً عاماً للنادي؟". وعوضوا الاجتماع بآخر حضره عدد أكبر. وحار الأزهري لمن يصوت فتدارس الأمر مع صديقه الدرديري محمد أحمد فصوتا للسيد عبد الله خليل البيه ولكنه سقط إذ لم يحصل سوى على صوتي الأزهري وصديقه.

    وضمت لجنة النادي الأزهري إليها كممثل لشباب الخريجين. وقد أتاح له موضعه ذاك أن يقف عن كثب على تبرع السيد الشريف الهندي بدار لنادي الخريجين. فقد كانت عين لجنة النادي على تلك الدار تريد أن تشتريها كمقر للنادي ولكن سبقها الشريف إليها. ولما فاتحوه في الأمر تبرع بها لهم. ولم يتنازل عن العربون فحسب بل دفع بقية القيمة خالصة للخريجين. وساء الهندي همس بعض الخريجين أنه إنما فعل جميله ذاك للتأثير على المتعلمين. وأغضب ذلك الهندي وقال كلمته الشهيرة: "الخريجين يخرجوا من شفاعة جدي". وخلال تدريس الرياضيات بالمدرسة اصطدم الأزهري بمشكلة القسمة على الصفر. ولا نطيل. وكانت هذه المشكلة موضوع رسالته للماجستير لاحقاً بالجامعة الأمريكية بلبنان. بل ربما كانت هي نفسها سبب ابتعاثه لبيروت في المكان الأول لأنه كتب عن تلك المشكلة لسلطات المعارف. وأطّر الأزهري لبعثته لبيروت بالنظر إلى سياسة بريطانيا بعد ثورة 1924 واتهامها لمصر بالتورط فيها بإخلاء السودان من جنس مصري. واستقر الرأي بالإنجليز على بعثة المعلمين السودانيين، ممن سيحلون محل المصريين، إلى بيروت بدلاً عن الهند أو إنجلترا. فبعثوا بأول دفعة في 1924 ثم بالدفعة الثانية في 1927.وكان الأزهري، الذي سبق أن رفض عرضاً بالتدريس منتدباً في نيجيريا، من بين طلبة الدفعة الثانية. وكان من شغل مستر يودال أن يطوف بهم للتفتيش على حسن قيامهم بواجبهم.

    وفصّل الأزهري في زيارته لبريطانيا عام 1919 وهو طالب بالسنة الثانية بالكلية ما يزال. وهي الزيارة التي قام بها زعماء السودان من مشائخ طرق وشيوخ بادية ورجال دين بتدبير من الإنجليز لتهنئة مليكهم جورج الخامس بالنصر في الحرب العالمية الثانية. وقد اختاره جده، مفتي السودان، ليكون مرافقه في الرحلة.وذهب به الإنجليز مع غيره من المرافقين إلى دكان ربما كان دكان فنيان بالخرطوم وفصلوا لهم جلابية من الصوف وعباءة من الصوف أيضاً واشتروا له حذاء برباط كامل وزوجين من الفنايل الصوفية. وكان مسار الرحلة من الخرطوم إلى حلفا ثم بالباخرة حتى الشلال ثم بالقطار حتى القاهرة فالإسكندرية ثم بالباخرة إلى إنجلترا. وحرص الإنجليز على عزل الوفد عن المصريين. وحَرم دوار البحر الأزهري من متعة السفر بالباخرة. وقال إنهم نزلوا لندن في "يوم ممطر سخيف". وأنزل الإنجليز وفد السودان في خيم بمعسكر ما. وطلب المستر وليس، مدير الخرطوم، من الأزهري أن ينصح طهاة المعسكر عن كيفية الذوق السوداني. وكان مما قاله الأزهري لهم أن لا يشرحوا اللحم طرائق قددا ويرموا بالعظام. وعلق مستر وليس للطهاة: "إنهم يأكلون العظام كما يأكلها الكلاب!". وقدم الأزهري خدماته لأعضاء الوفد الكبار بالترجمة لهم متى تحادثوا إلى الخدم والفراشين. وقال إن السيد علي الميرغني ذكر لاحقاً إنه تعرف علي الأزهري على تلك الأيام. وانقسم أعضاء الوفد حول طريق عودتهم للسودان: هل تأخذهم الباخرة مباشرة لبورتسودان أم يعودوا سيرتهم الأولى إلى الإسكندرية. وعادوا سيرتهم الأولى إلى الإسكندرية ولم يتوقفوا في القاهرة إلا ريثما يأخذوا قاطرة أخرى إلى الشلال فالسودان.

    وتخللت ذكريات الأزهري حادثات طريفة محيرة لم يدر لها هو تعليلاً. ومنها أنه كان في الخلوة ما يزال حين نزل على طرف ضحل من النيل لأنه لا يحسن العوم. وما لبث أن شعر بثقل يعتوره من قدمه حتى صدره. وأغمي عليه وحمله رفاقه إلى أهله فصبوا عليه نقيع الآبري بعد أن شخصوا علته كحالة "كوفار" أي الإغماء من فرط الجوع. وتكرر نفس الشيء عليه في نفس المكان في يوم لشم النسيم أفاق منه بنقيع الآبري ايضاً. وذهب بعض أهله في تفسير إغمائه عند النهر بأنه معشوق من بنت حور. وغاية الأمر أن الأزهري حَذِر الاقتراب من ماء النيل بقية عمره. أما الطرفة الغامضة الأخرى فهي سقوطه مرتين في نفس الموضع من شارع السيد علي بأم درمان إثر "فنجطة" حمار ركبه ليسقيه من النهر. كما روى الأزهري المناسبتين اللتين تعرض فيهما للعقوبة المدرسية وقال إن الأولى منهما علمته تفادي ما يجلب له غضب المدرسة "وبقيت وستبقى عالقة في نفسي. فقد كانت معلماً هاماً من معالم حياتي الدراسية". وهو سيئ الظن في التلقين الذي يسم دروس الجغرافيا. وكان لا يحب الرياضة ولا يحسن لعب كرة القدم ولكنه لا يتأخر عن ميادينها يشهد مبارياتها.

    ومن أطرف ما رواه عن كيف استقبلوا المستر يودال كتلاميذ بمدرسة أم درمان الوسطى. فقد سألهم ناظرهم حسن الظاهر عن الهتاف المناسب ليجهروا به تحية لمقدم مستر يودل مدير المعارف ومدير كلية غردون لمدرستهم. فاقترح زميله السيد على أرباب "أيتها الفراشة، أيتها الفراشة، ابتعدي عنا". وهي شطر من قصيدة إنجليزية مقررة. ووصف الأزهري ردة فعلهم على اقتراح زميلهم: "لم يجرؤ أي منا على الضحك ولكننا رغم صغرنا أدركنا ما كان يجول بخاطر زميلنا الصغير." ومن طرائف وقائع حياة الأزهري أنه استأجر في الكلية طالباً ليقوم مقامه في عمل "الطٌلبة" وهي عقوبة عن خطأ تلزم الطالب بنظافة الميادين بعد الثالثة ظهراً لساعة كاملة قبل بدء فترة الرياضة لكل الطلاب. ودفع الأزهري خمسة قروش للطالب ليسد مسده. والتزم الطالب بالصفقة. فكلما نٌودي على اسم الأزهري للطٌلبة تقدم الطالب المستأجر. فعلها مرتين برغم رفض الكلية للبدل. وأصر الأزهري على شرعية الصفقة. وأخيراً رضخ الأزهري لإرادة الكلية وأدى الطلبة صاغراً. ومن أكثر تلك الحوادث درامية هو استعلاؤه على تحية مستر وليامز مدير الكلية المتغطرس. فكانوا يحيونه ولا يحييهم. فأعلن الأزهري أنه لن يحييه أبداً. ومر عليه يوماً ولم يفعل. فسأله الخواجة عن سبب جفائه. فقال الأزهري إن هذا ما صمم عليه فسأله الخواجة عن العلة فقال الأزهري إن سببها أنك لا ترد التحية.

    وسنرى في الحلقة القادمة كيف أساءت جريدة الناس في قراءتها الهدامة لسيرة الأزهري وأسرفت. فقد نفذت إلى نص الأزهري بجاهلية العرق وبغضائه فمكنت لغول الاستعلاء الثقافي الذي عاد منصور (الذي حدسنا أنه كان محرراً نافذاً بجريدة الناس إبان نشرها لمذكرات الأزهري المزعومة) لإنقاذنا منه بطريقة سيوبر مان منذ التحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان في 1985. أليس هذا ديدن الذي يفلق ويدواي؟
                  

07-02-2007, 04:46 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    أحد الردود العصماء لعالى كعبها وغلاء خلاخلها ومياسة القوام وغنج ودعجة نصل سهمها لا يخطأ فؤاد عاشقه مخطوطة محمد أبجوده فى الحلقه التاسعه عن منصور خالد بقلم دكتور عبدالله على إبراهيم.................



    منصور



    عبدالله علي ابراهيم ( وَ ) منصـور خالد وَ ويلٌ للشجيِّ من الخَـلي ..!

    ينتصبُ حرف الواو في عنوان هذه السلسلة من المقالات كعود الشجا في حَـلْـقِ الفهم! يزيد من عُسر الإلمام لما يرمي إليه الدكتور عبدالله بمقالاته هذي التى يتكيء فيها على اكتشاف بِركة آسنة ، تعمّد فيها " أخيل" القلم المنصوري ! على غَفْلةٍ من اتباعه ومُتابِعي سـيرتِه القلمية والسياسية ؛ فالواو ، هاهنا ، ربما هو واو المعيـّة أو واو الحال ، أو العطف ، القَـسـَم ، استئناف ، إرجاف ؛ بل ولعلّه يستبطن طرفاً من كل الواوات المذكورة وغير المذكورة حتى ليأخذ حظّه من الواو الضـّكـَـر ! وكذلك، من مَشـهَـديّـته اللاّفتة من حيث تـَكوُّر الواو مركزياً وانطلاقته، من ثَم، بلسانٍ "لـحـَّاق بعيد" يسعفه الجُرح بعد التعديل ، ويُـلهمه التخذيل بعد التجميل ! وهذا ، حسبما أعتقد، هو ديدن هذه المقالات المنصوبة للقدح ولكنـّها ، مع ذلك ، تستهدي كثيراً بالمدح ! وتذهب بعيداُ في الاستطراد تلافياً - ربما - من ذاك المتلاف الذي كثيراً ما استشهد بـِــ :

    وإنّي ابن حربٍ مـا تزال تهــرّني ... كلابُ عدوٍّ أو تـّهِــرّ كِلابي

    الدكتور عبدالله ،دون شك، قد امتعنا ،كدأبه في الكتابة، بتلك الاستطرادات الشائقة التى بدأها بتنويهات " الميدان" : ولكن أين مكمن الفساد يا سيِّد علي عبدالرحمن ، حول سفر الشاب منصور في معيّة رئيس الوزراء البيه عبدالله خليل ؛ ثم عرّج باستطراداته ، تاركاً المحمَل بما حَمل، ليوغل في " بيوغرافي " السيـّد البيه و "طُمام" بطن الفريق العسكري " العجوز " من الحُكُم ! وخيبة حظ البيه ممّا رشَح من بطولات ثورة 24 ، وغيظِه من أقرانه الاتحاديين الذين بردَتْ لهم تلك البطولة إلخ,,,, وهذي ربما الطريقة المُثلى التى يستحسنها الدكتور بتكثير الظباء على " خراش" حتى لايدري خراشٌ ما يصيد! ليسه فقط تطويل الاستطراد ، على أهمـّيته لنا كقرّاء ، بَـلـَـه بُـعد النّجعة في تنجيم المقالات؛ فقد قرأنا أوّلها في النصف الثاني من العام الفائت، ومايزال الدكتور يتعـهـّد نسج هذه الـ "كِـنـَـيْـزية " بِـوَبَر الخمسينات والستينات الدّسِم – كَمَنْ يدهُنُ صوفاً - وعامنا قد أربى عن النّصْف .

    لم تستَعصَ على الدكتور الاستشهادات المؤيِّدة لدعواه – إن صَحّ فهمنا للدعوى!- كيف ، إذن،
    وَ صَـفُّ الحانقين طويل ؟ إن بدأ بالمُنافسين السياسيين ، فلا هو منتهي بأتراب الوَلَه بوزارة الخارجية ، ولا مُكتفي بأقران الصِّنعة " الكتابية " الذين توّهموا زحزحة المنصور عن عرش الكتابة السياسية والاجتماعية الناقدة والناقضة للكثير ممّا يسلكون، إلى "حيث" ككّر الأدب – مُركَب علىالله – بذريعة النّصحِ الشفوق حتى لايقبر موهبته الأدبية التى ارتأوها له ! فتأمّل ؟ هل نُعزِي ذلك لقول أبي عثمان " الجاحظ" في " حتمية " فشو التحاسد بين أهل الصـِّنعة الواحدة ؟ ومع ذلك، فقد أسـتثني الدكتور عبدالله من شرِّ التحاسد ودليلي، صراحته في التنويه بمزايا النّهج والإسلوب والقُدرة التحريرية للكَـتـّاب منصور خالد، تنويهاً يكاد يطمس كل "الظاظا" هذي . وفي هذا المقام لابد لي ، يا عزيزي منصور المفتاح ، أن أعبـّر عن ثقتي في قُدرة الدكتور عبدالله علي ابراهيم ، على بذل هذا المُجتَـنى الفِكري الخصيب لقرّائه ونحنُ منهم ، والعارفين لفضلِه ، ونحن ضمنهم ، دون أن يتنكـّب طُرق المعروف .


    لقد اهتمّ الدكتور عبدالله بالنقد الذي وجّهه إليه الدكتور منصور – وهو يُجلي على الناس تعلية مقام الحركة الشعبية وقائدها الفذ – بحق- الرّاحل جون قرنق - في بعض كتبه (جنوب السودان في المخيّلة العربية) اهتماماً لا هوادة فيه ! وهذه محمدة إن ذهب الى نقض ذاك النقد وابراز عدم الموضوعية فيه بطريقة مباشرة يقتضيها النقض؛ ولكنّه احتقب معه "الناقد ونقده " من حوار صحافي لآخر كأشبه ما يكون بفاكهة مجالس يستطعمُ بها ذائقة المستَـمعين " القرّاء" ، يحوم حول الحِمَى ولا يدخل اللـّج ! والحال أنّه – في رأيِّ – لايقل عن كبّاس زرائب أم حَبَر ، في قدرته على النقض والنقد ، إن شـاء ، سيّما وأنّ من رأي عبدالله ، المشهود، في مواقف المناضل السوداني ، د. جون قرنق دي مابيور : [ لقد كتبتْ عنه النيويورك تايمز (إن قرنق امسك بأنبل قضية، وابتذلها !) هذا هو رأيي بالضبط ] .. لاجَرمْ، فَـلْـتكتُب النيويورك تايمز ، ومع علوِّ كعبها في الرأي الصحفي، فلن يكون مُـنَـزَّلاً ذاك الرأي إن تعارض مع الواقع المعيش ، والعبرة بالنتائج الماثلة في حياة قرنق ..


    في مقاله الرابع من هذه السلسلة ،والمنشور بصحيفة سودانايل الإلكترونية بتاريخ 29 مايو2007 ، بعنوان : ومنصور خالد .. " الناس" منكورة : ذاكرة تختار الجياد ) جاء دكتور عبدالله باقتباس من حوارٍ صحفي مع الدكتور منصور خالد ، نقتبس منه بدورنا [عملنا في أسبوعيات شهيرات :"الحادي" لمحمد أحمد عمر ، و"المستقبل" ليحي عبد القادر ومن خلفه الشريف الراحل حسين الهندي (وتلك لم يبق من آثارها إلا إدريس حسن أطال الله عمره ورحم من سبق ) ، ثم جريدة الناس التي لن ننساها كما زعم كاتب ذو حظ كبير من الأدب ومن قلته (وهو أنا: عبد الله علي إبراهيم) ، وعملنا في "الشباب" نراسلها منذ عهد الدراسة...إلخ ] .. .. وتعليقي: مهما يكن من تدبير عبدالله للإيقاع بمنصور وضبطه متلبـّساً بفارغ القول، إلا أنّني أستبعد ان يفوت على د. عبدالله ، معرّة القراءات اللاحقة لمثل هذا الاحتفاء من جانبه والإقرار(بأنّه المعنِي! دون سواه) بحظِّه الكبير من قِلّة الأدب! كأنّما" يَـحـْـدِقـَها " لشخصِه دون الآخرين ! أم تراه قد سَـعِـد بشهادة منصور له بالحظـَّـيْـن في الاتجاهَيْن ؟ ..

    والزعيم الأزهري ، ما ذنبه الآن؟ .. والتحية للجميع ،،
                  

07-03-2007, 07:28 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    الاخ منصور
    شكرا جزيلا
    والتحيات النواضر لك وللاخ محمداب جودة
    مودتى وتقديرى
                  

07-03-2007, 08:17 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    على الرغم من عنونتكم لهذا البوست بـ " مران على الصبر الجميل " إلاّ أنّه تتمثـّل هاهنا صــورة لذيـّاك المقطع المتقاطع !

    توعـِـد وتخلـِـف .. تخلف وتوعـِـد
    ما تسيبنا تبعـِد .. والأمل قليل ..
    لِ أعصــابنا تتلـِف .. وآمالنا تسعف ونقول جميل .. ما بنخاصمك ..

    وكيفن نخاصمك ؟ .. بس نجاري طـَـبْـعَـك يا جميـــــــــــــــــل



    ونحن في هذه المجاراة والمساككة مع زحمة الدنيا ، كمان نطمع في تصافيك
    وأن تواصل تعريفنا بمزايا الـهَـرَمـيْن الذَيـْن تأوي الى سـوحهما ..ما تلحس عسل المعرفة براك


    تحايانا ، إليكَ ، وللعزيز منصور المفتاح ..

    ولضيوفك في هذا البوست ، كتابةً وقراءة ونعتـاً ..
                  

07-03-2007, 10:39 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: ونحن في هذه المجاراة والمساككة مع زحمة الدنيا ، كمان نطمع في تصافيك
    وأن تواصل تعريفنا بمزايا الـهَـرَمـيْن الذَيـْن تأوي الى سـوحهما ..ما تلحس عسل المعرفة براك


    تحايانا ، إليكَ ، وللعزيز منصور المفتاح ..

    ولضيوفك في هذا البوست ، كتابةً وقراءة ونعتـاً ..

    الاخ محمد ابوجودة
    عودا حميدا مستطاب
    هى دعوة للكتابة عبر مثابرة وناتج هذين (الهرمين) واسهامات العديدمن المفكرين والكتاب والمثقين وهى من ثم دعوة اليك ..للكتابة والصبر عليها
    مودتى وتقديرى
                  

07-06-2007, 10:42 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    سلامات عكاشة

    حتي نلتقي
    كن والاسرة بخير
                  

07-07-2007, 07:39 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: صلاح شعيب)

    الاخ صلاح شعيب
    تحياتى والاولاد
    فى انتظار مساهماتك عبر هذا البوست
    مودتى وتقديرى
                  

07-07-2007, 11:30 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    أهل الكتابة الرشيقة الأنيقة .. سلام
                  

07-08-2007, 09:00 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاخ محمد عبدالجليل
    شكرا جميلا على مرورك وانتظر مشاركاتك عبر الكتابة فى هذا البوست
    مودتى وتقديرى
                  

07-10-2007, 07:08 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    مران على الصبر الجميل
    مودتى وتقديرى
                  

07-11-2007, 03:31 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    ومنصور خالد (10)

    هل الأزهري ممن حملتهم أمهاتهم على ظهورن من بلاد كانم والبرنو



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    قلت في كتابي "الماركسية ومسألة اللغة في السودان" (1977) إن "ود العرب" ، الذي هو موئل الخصال الحسان في السودانيين الشماليين النيليين، يفرز خيلاءه العرقي ببداهة وتلقائية. فهو غارق في تعصبه بغير وازع لمجرد أنه لم يحتط لوجود كائن آخر مستحق. فهو يلغ في تفوقه لساناً وثقافة وكأن الإقرار بذلك أمر مفروغ منه لا يأتيه باطل من خلفه ولا من أمامه.

    يجلس ود العرب على "مقعده الصائب والصحيح" من السجايا الحرائر من دون خلق الله أجمعين. وصفة هذا المقعد في الصحة والصواب مما ورد في عبارة راجت عن الزعيم كيم إيل سونق يميز منزلته الماركسية بين المنزلتين المتصارعتين في الشيوعية في الستينات: السوفيت والصين. فود العرب هو المنزلة الأسمى بين سائر البشر وبين السودانيين الآخرين خاصة. ويرسم ود العرب حدود صحة مقعده من الآدمية وصوابه الحضاري بالنظر إلى سودانيين آخرين قصرت همتهم دون بلوغ شأوه. وهم الحلب أو الزرقة من السودانية أو العبيد أو الفلاتة. وحفل أدب حركة الخريجين الثقافي والسياسي بإشارات قوية إلى هؤلاء "البرابرة" خارج مدائن قيم ود العرب وأمثولته الغراء. وربما يشفع لود العرب هذا شئياً ما أنه كالفحل لا يفرق بين أمم الناس في سرداب عنجهيته. فكلها عنده وضيعة. فلما صرعه الإنجليز بشدتهم لم يحثه ذلك على تأمل لماذا "تقدمت الإنجليز السكسونية" (عنوان كتاب مشهور) واكتفى بالقول إن الإنجليز هم جعليو الشتات: عباسيو ما وراء البحار. ولا تكلف المباحث ود العرب إلا وسعه. وهو شحيح.

    ومن أقوى دلائل هذه العنجهية الصماء ما كتبته جريدة الناس في نقد قانون للجنسية كان تقدم به الحزب الوطني الاتحادي في 1957. فمن رأي الحزب أن تكون السنة الفيصل في اعتبار الجنسية السودانية لمن كان في السودان أو ولد به منذ 1923 لا 1898 كما كان الحال. فاستنكرت جريدة الناس التعديل مع أن رئيس تحريرها الرسمي السيد محمد مكي محمد، النوبي المصري، كان ضحية مثالية لقانون الجنسية القديم ووقف أمام المحاكم بسببه. ولا أتصور أن مكي هو الذي كتب هذا المقال أو حتى رآه ينشر في صحيفته. فقد اكتفى مكي، المالك الغائب للصحيفة، من غنيمة جريدة الناس بسقط متاعها. ورسمت الجريدة سيناريو لتكوين مجلس الوزراء متى ما فاز تعديل الاتحاديين ينضح بالعنصرية استعلت فيه حتى على العرب العاربة خلافاً للذائع عن أمة ود العرب التي "اصلها للعرب ودينها خير دين يحب". وكان ذلك المقطع الشعري ميثاقاً من مواثيق الحركة الوطنية للخريجين. فسيناريو جريدة الناس يرجم غيباً أنه متى قبلنا بتعديل الاتحاديين "وجدنا غداً أن خريستو (الأغريقي) وزيراً للدفاع وأن حاج الدومة (الفلاتي أو الغرباوي) وزيراً للمالية وأن مصلح صالح (اليماني) وزيراً للمعارف ولوجدنا شنتلال بنجلال (الهندي) سفيراً للسودان في بلد من بلاد الله". فدخل العربي العارب اليمني في مكروهات ود العرب السوداني.

    فود العرب يعزز تعريفه لنفسه كمستودع القيم الصواب باستصغار الآخرين بأكثر من الإلحاح على سمو خرائده الإنسانية وحسب. فهو يصف المواليد، وهم من ولدوا بالسودان من مصريين وأتراك وكرد، ب "الحلب. ومن ذلك أن أنصار السيد الفيل في صراع نادي الخريجين عام 1933 وصفوا أنصار السيد محمد على شوقي ب "المواليد" من باب إنكار حقهم في طلب الزعامة. ووصف السادة محمد أحمد محجوب وأمين بابكر وعرفات محمد عبد الله ويوسف مصطفى التني، وهم من قادة الفكر في "مجلة الفجر"، السيد حسن صبحي المصري، رئيس تحرير جريدة النيل في منتصف الثلاثينات، بأنه "ود الريف" وقد ترجمها محجوب عبد المالك في كتابه المميز عن الصحافة السودانية خطأ بما جعلها تعني القروي أو الريفي. بينما هي تعني "مصري" أو "حلبي" في دلالة سلبية حملها القول السائر "إن شاء الله من الريف ما يجينا إلا القماش". ولا تحسن السخرية منهم بغير إشارة لممارسة النّور-الحلب التكسب من تمرين القرود على الرقص. فوصف الشاعر توفيق صالح جبريل رجلاً استدان منه مالاً بأنه حلبي ليس حراً أو مسلماً أو حتى قبطياً. وذكر له استثماره في القرد الذي در له الربح وجمع به مالاً وعددا.

    ومن لم يكن حلبياً نقيضاً لود العرب كان "سوداني" أو "زرقة". وترد هذه الكائنات في تعبئات مختلفة. فمنهم "عبيد" و"سودانية" و"فلاته". وسنخص الفلاتة بأكثر ذكرنا هنا لمساسه بصلب موضوعنا كما سيرى القارئ. ووجدنا من أدب فترة الثلاثينات الشاعر الغاضب حسين منصور، الذي هو مولد عن مصريين مسه من ثقافة ود العرب مساً من العنجهية، يهجو الشيخ عبد الله عبد الرحمن بزعم أصله الفلاتي فهو :

    من والد كالقرنبي وابن إحدى الخنافس

    فلاتة أهله كالبحر فوق البسابس

    يسترحمون نهاراً شيبهم والعوانس

    واعتذر الشاعر في الحاشية عن إيراد ذكر الفلاتة ولكنه اضطر كما ذكر ولم يذكر الحاجة الملجئة لهذا الترهة.

    ولا أعرف في ثقافتنا من نفث غيظ ود العرب على الفلاتي الحق أو المزعوم مثل جريدة الناس لصاحبها السيد محمد مكي محمد. وقد وقعت منها هذه العزة بالإثم والخيلاء العرقي في عام 1957 حين كان الدكتور منصور خالد المحامي الشاب محرراً بها بل ربما كان رئيس التحرير من وراء ستار. وأما مناسبة خوض جريدة الناس في ذم الفلاتة من موقع "ود العرب" الصائب والصحيح فقد كان نشر جريدة الأيام مذكرات الزعيم إسماعيل الأزهري في أول يونيو 1957 بعد تنحيته عن رئاسة الوزراء في 1956 وحل محله السيد عبد الله خليل البيه على رأس حكومة من حزب الأمة والشعب الديمقراطي. وكانت الناس كما سبق القول لسان حال البيه الشخصي لا لها في البَنَّاء،حزب الأمة، ولا ناقل الطوب،حزب الشعب الديمقراطي. وانتهزت الناس سانحة نشر الأزهري مذكراته لتكيد له برواياتها هي لسيرة حياته. وسبق القول أن سيرة الناس هذه مما نسميه حالياً بالقراءة الٌمخَرِبة أو الهدَّامة للنص (subversive ). وقد سمتها الناس نفسها بالقراءة المضادة. وهي قراءة مشروعة طالما وضعت مصداقية النص، أي نص، موضع الشك وعرضته لشواظ النقد لتكشف عما ربما أخفاه النص أو تحايل عليه. وهي قراءة تتكي على النص المعلوم بصورة كاريكاتيرية أحياناً لبيان فساد منطقه أو تزويره. ولم ترتفع جريدة الناس بنصها المخرب إلى هذه الذرى من الفطانة والفكاهة بل بلغت حرفتها الصحفية دركاً أملاه عليها ولاؤها الأعمى لعبد الله خليل البيه غريم الأزهري. وجاءت فيه بساقط القول عن خلق الأزهرى مما لم تعتده أذن قارئ الصحافة السودانية وإن لم تخل منه مجالس أنس الخرطوم الليلية. وستعنينا بصورة خاصة الحزازات العرقية النيلية الشمالية التي رشحت من خلال النص فجعلته وثيقة سوداء في الاستعلاء العرقي.

    وسنأخذ على الناس مع ذلك خوضها في عرق وهوية الزعيم بالباطل. فقد كان مدار أكثر المادة التي توفرت بيدنا من مذكرات الزعيم، بحسب رواية جريدة الناس، هو النيل من الأزهري بالنظر لأصل فلاتي مزعوم. وهذا زعم يخرج الرجل في مفهوم ود العرب للاستحقاق البشري لا من زعامة السودان فحسب بل من البلد و"سقطها". وقد أملى علينا التوقف عند مماحكة جريدة الناس عن أصل الأزهري واجب التربية حتى تتبرأ ثقافتنا أو تبرأ من هذا التطفل على أنساب الناس. فهذا حديث الجاهلية النتنة المنهي عنه ديناً. وسيرى القارئ الذي انقطع عن عصر جريدة الناس كيف طعن النفر منا بمثل هذا التطفل الإلفة السودانية في مقتل.

    سمعنا حتى نحن المتأخرين بكثير عن جيل الأزهري والخلف ذائعة أن الأزهري فلاتي. ولو. وكان أكبر أدلة الخوض في رجس الأنساب ذلك هو ما كتبه السير هارولد ماكمايكل، السكرتير الإداري لحاكم عام السودان (1926). ففي كتابه عن قبائل شمال كردفان وأواسطها (1912) ذكر في معرض وصفه لجماعة البديرية شجرة نسبة كان منشأها دنقلا بطلب من السيد المكي وهو من دوحة الإسماعيلية التي ينتمي إليها الزعيم. وكان السيد المكي من قادة المهدي البارزين . وورد في النسبة أن السيد المكي بديري. وأردف مكاكميكل: "والحق أن السيد المكي لا هو من البديرية ولا هو من الدهامشة. فبعض أصله من التكرور (أي الفلاتة في دارج قولنا)". وزاد قائلاً ولكن بعض دهامشة دنقلا كانوا اقاموا في حمى السيد المكي بكردفان ولربما أعدوه بنسبهم البديري الدهمشي ( هامش على صفحة 70).

    وفي كتابه تاريخ العرب في السودان الجزء الثاني ( 1922 ) عرض ماكمايكل إلى شجرة نسب كتبها أحمد بن إسماعيل الأزهري في 1853 بتكليف من والده ليلحق جده بشارة الغرباوي، الذي عاش في القرن السابع عشر، بالعباس عن طريق النسبة إلى البديرية الدهمشية. وقال ماكمايكل إن أحمد الأزهري ولد في الأبيض في نحو 1830 إلى 1840 ودرس في الأزهر ودرَّس فيه الفقه المالكي. وقضى 12 عاماً بالقاهرة بين طلب العلم وتعليمه. وعاد إلى السودان في 1881 وطلب منه رؤوف باشا، الحاكم العام التركي، أن يصحب حملة ضد المهدي في بدء دعوته ليراجعه عن مزاعمه. وأبيدت الحملة عن بكرة أبيها بما في ذلك الأزهري. وعلق ماكمايكل قائلاً إن النسبة تضفي أهمية غير مستحقة للفكي بشارة الذي لم يذكره محمد بن ضيف الله (1727-1810) في طبقاته بينما أفرد صفحات مرموقة لمعاصريه من تلامذة ابراهيم البولاد. وقال إن لقب بشارة هو "الغرباوي" وربما جاء الفقيه من بلاد البرقو. واحتفظ مشائخ الطريقة الإسماعيلية، التي ينتمي إليها كاتب النسبة وأسرته ، بالمخطوطة الأصل (كتبت في 1853). وقد أعار السيد إسماعيل الأزهري القاضي وجد الزعيم الأزهري، النسبة ماكمايكل في عام 1907.

    فأنظر بالله عليك هذا الحداثي الغربي ماكمايكل حامل نيشان مهمة الرجل الأبيض الداعية إلى سواسية الناس يخوض في هذه الجاهلية النتنة كمحتكر علم الأنساب الصواب. بخ بخ. ومثل حيرتنا في الرجل النمَّام هذا ما أحسن التعبير عنه المتنبئ حين قال:

    ونبطي من أهل السواد يدون (؟) أنساب اهل الفلاة.

    وقد اتبع خصوم الأزهري وغير خصومه ماكمايكل يذيعون عنه هذه النتانة يمضغونها في إنجليزيتها طلباً للمصداقية في مقردة استعمارية مثالية: "He is neither a Bederie nor a Dahmashi. . وفرطوا في هدي النبوة الذي نصح بفطانتة بأن الناس مصدقون في أنسابهم. وهذه خلاصة ما توصل إليه علم الإثنوغرافيا أو الأنثربولجيا الذي استقر على أن الباحث لايغالط أهل الحي في صحة نسبهم أو يحملهم على صواب من النسبة بمزاعم من موضوعية مفترية وكذوب. فأهدى السبل متى زعم زاعم نسبة ما أن يحاول الباحث أن يعلم لم أختار أهل الحي تلك النسبة دون غيرها في شروطهم التاريخية والاجتماعية المتعينة.

    قيل عن فساد الشيء "الجواب من عنوانه". وسيرة الزعيم في جريدة الناس فاسدة من عنوانها. فإن أنت نظرت لعنوانها على الصحيفة وجدت الأزهري "ماشي كدر" في حالة متفق عند أولاد العرب على أنها "التكرنة" عند الفلاتة. وهي حالة شحذة يتكفف فيها القوم الناس. وسترى في صورة العنوان الزعيم يحمل قرعة هي ما يضع فيها الفلاتي صدقات الناس. ومن الجهة الأخرى ستجد الزعيم في مؤخرة ركب من فلاتة آخرين وثلاثتهم ممسكين بعصاة طويلة وهي هئية في سير الفلاتة خلال الشحذة متفق عليها أيضاً. وسترى رفاق الزعيم في الموكب بشفاهم غليظة حفاة تنتثر الرقع على أسمالهم. فلاتة ود العرب حذو النعل بالنعل.

    وسمت الناس نيجريا "بلد الجدود" للأزهري. ووصفته بكبر الشفتين. وحرفت الناس اسم الجد إسماعيل ك "سماعين" ليطابق نطقه باللسان الفلاتي. ونسبت إليه قولاً بعربية "مفلتنة" عن العصيدة: "القدو قدو درادم زي راس بني آدم، كان أكلته ساي تر، كان أكلته باللبن زاد حلاه، كان أكلته بالسكر زاد حلاه. لا إله إلا الله." ووصفت دائرة اهتمام أهل الزعيم بأنها لا تغادر ملء البطن. فقد كان أجداده يترنمون "بقصائد المديح في القدو قدو والمندججي". واتصلت سكرة جريدة الناس في تمييز ود العرب عن غيره من مثل الفلاتة من جهة اللغة. فلسان ود العرب صاف في الحديث بالعربية بينما "يرطن" بها العجمان. فنجد الأزهري في مذكراته المدسوسة عليه بواسطة الناس يستنكر مرة خطة من قال بضبط الجنسية لأن ضبطها سيكشف أنه فلاتي غير سوداني". وجعلته الناس يقول في استنكاره: "إنت عاوز تطلعني من البلد . . . ألا تعلم بجنسيتي؟ أو لم تسمع مأثورات جدي عن القدو قدو والقهوة السوه (؟؟) المرة؟ ألم تسمع "سماعين" صاحب الحجبات والبخورات والكرامات؟" ولم تراع الجريدة حرمة وهي "تفلتن" الزعيم. فقد بثت نيابة عنه تهنئة للمواطنين في مناسبة العيد جاء فيها " أيها المواطنون: أنا إسماعيل الأزهري . . جدي سماعين ازهري. أقول لكم . . إيدو مبارك الينا اليكم كل سنة تيبين تيبين والسنة الجاية انشا الله في هجاز . . . زورو قبر النبي عليه السلاتو والسلام."

    وردت جريدة الناس الزعيم إلى حِرف لأهله الفلاتة وصنائع اشتهروا بها أو جعلهم ود العرب يشتهرون بها وهي عمل البخور والحجبات أي "الفكي" أو التكرنة والشحذة. فقالت الناس عن الزعيم إنه استخدم تعاويذ جده ليحمل الخريجين لينتخبوه رئيساً لمؤتمرهم في 1938. كما أنه "زحلق" مدرساً مصرياً للرياضيات وحل محله بعد أن أخذ منه "البياض". وتوقفت الجريدة عند رحلة الزعيم وهو فتى بكلية غردون في رفقة جده القاضي إسماعيل الأزهري إلى إنجلترا في 1919 ضمن وفد من أعيان السودان لتهنئة ملكها بالنصر في الحرب العالمية الأولى (1914-1919). فوصفت الجد، سماعين، بأنه هو "أحد علماء الحجبات و(رمي) الودع)". ثم قالت إنه قال عن من بَهَته (قال عنه حديثاً كذوباً) بشيء من خصومه إنه "لو لا بعض رحمة في قلبي، لكتبت لكل منهم حجاب. . يوديه في داهية." أما عن الشحذة فقد قال الزعيم في مذكراته الزائفة إنه يجيد أفانين التفاهم مع الناس ويستخلص منهم ما يريد "وفي نفس الوقت لا أخجل أبداً ممن يقول لي: على الله." وقالت المذكرات المفبركة إن الأزهري صوت للبيه في انتخابات نادي الخريجين مرة لعلمه أن البيه سيكون يوماً رئيساً لوزراء البلد "كي يترفق بشيخوختي و"يعماني" (؟)وزير انشاء الله ، وزير دولة لشئون الفلاتة."

    هترت جريدة الناس الهاترة. وهنا نستعيد كلمة ذاعت منذ صرح بها الشاعر طه حسن الكد في مناسبة أخرى ليست عن الجريدة. وأسرفت الجريدة في القول. فقد نفذت إلي نص الأزهري المنشور بجريدة الأيام بجاهلية العرق وبغضائه فمكنت لغول الاستعلاء الثقافي الذي عاد منصور (الذي حدسنا أنه كان محرراً نافذاً بجريدة الناس إبان نشرها لمذكرات الأزهري المزعومة وكان صدوقاً لم يغالطنا في كلمة له أخيرة) لإنقاذنا منه بطريقة السيوبر مان منذ التحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان في 1985. والثقافة باب مشرع للتوبة عن الإثم. ومن تاب تاب الله عليه. وقال كاتب أمريكي هجر معسكر اليمين الديني في كتاب هجا به أهل معتقده القديم إنه لا يعرف حماسة أشد وأذكى من تلك التي تمازج رجلاً بان له صواب فكرة بعد طول إنكار. ولم يقع لمنصور هذا الرحمان الثقافي بوجهين. فهو لم "ينق" نفسه من سخائم جريدة الناس بالكلية بل احتفظ بعرق جاهلي "دساس" منها وفي ما اتصل بالفلاتة خاصة. وهو من الجهة الأخرى لم يرزقه الله فضل العرفان لمن سبقوه بعقود طويل لإستنقاذنا من حميا العرق وجاهليته. فقد جعلهم مثله في عداد من فشلوا وأدمنوا الفشل. وهذا فعل القرد الذكي سارق البطيخ الذي أراد أن يقطع اذناب كل القردة حتى لا يكتشف المزارع سرقته مستدلاً بعاهة ذنبه. وهذا موضوع حديث قادم.

                  

07-11-2007, 01:25 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    المنصور
    شكرا جزيلا على ايرادك المقالات وارجو ان يفعل الاخرون
    مودتى وتقديرى
                  

07-16-2007, 03:05 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    ومنصور خالد (11)

    سأعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    استعرضنا في حديثنا السابق "المذكرات المضادة" للسيد إسماعيل الأزهري، أول رئيس لوزراء السودان المستقل وزعيم الحزب الوطني الاتحادي، كما نشرتها جريدة الناس، لسان حال منافسه اللدود السيد عبد الله خليل البيه الذي خلفه في رئاسة الوزارة في 1956 وسكرتير عام حزب الأمة. وهي مذكرات جاءت متزامنة مع سيرة الأزهري الحقة التي أملاها على السيد بشير محمد سعيد ونشرها تباعاً في عام 1957 بجريدة الأيام التي ترأس تحريرها. وجاءت المذكرات المضادة موغلة في سوء وبهتان لا مبرر لهما بالغاً ما بلغت الخصومة بين الرجلين. وصبت الجريدة فيها على الأزهري جام الاستعلاء العرقي لود العرب النيلي من رمي للآخرين بالعجمة والدين الظنين . فقد رمت الجريدة الأزهري بالنقص في السودانية، في تعريف ود العرب، لنسبه القوي في الفلاتة أهل نيجريا ومن لف لفها. وقد استعانت جريدة الناس في هذا اللؤم حيال رجل ذي سابقة وطنية تأسيسية، وحيال شعب الفلاتة (وهم قوم من كرام أهل الأرض انتسب لهم الأزهري أو لم ينتسب)، بنص من كتابات هارولد ماكمايكل، السكرتير الإداري للحاكم العام الإنجليزي لعام 1926، قال فيه إن قوم الأزهري يدَّعون نسباً للبديرية الدهمشية من سكان شمال السودان وبادية كرفان ولكنهم في حقيقة الأمر لا بديرية ولا دهمشية. وللعبارة إيقاع بليغ في إنجليزيتها مما تطرب له الصفوة. وهكذا تغذى عرق استعلاء أهل البحر العرب أو (المستعربة كما يصفهم المرتابون في عروبتهم) بتطفل هذا المستعمر على أنساب اهل السودان.

    حين نشرت جريدة الناس سخفها هذا كان السيد منصور خالد المحامي الشاب محرراً بالجريدة بل ربما كان محررها الأول بحكم وظيفته كسكرتير للبيه رئيس الوزراء أو المسئول عن اتصالاته. ولا نريد بالطبع حساب منصور على هذه الترهة من زمن الصبا الأول. فقد مرت مياه غزيرة من تحت كبري منصور وأصبح الفتي الذي قبل ذلك الفحش العرقي بحق الأزهري (أو ربما ساهم فيه) صوتاً مسموعاً في إدانة الميز العرقي حبر به الكتب الغلاظ الشداد. وانضم بعد انتفاضة 1985 إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق وأصبح من مستشاريه. وكان رده على من استنكر هذا النقلة المفاجئة أن دافعه كان زكاة يؤديها لينقذ أولاد العرب والبلد، ممن كان واسطة عقدهم في جريدة الناس وغيرها، من أنفسهم الأمّارة بالاستعلاء العرقي. وزاد منصور بإنفعاله البلاغي الأشم المعروف بأنه سيؤدي فريضة هذه الزكاة وهو "ناهض إلى صعدائي، أعطس في وجوه أهل الريب بأنف شامخ" (جنوب السودان في المخيلة العربية، صفحة 194). ونسب ترحله من العنصرية الى السماحة إلى ملابسة أنه "قضى عمره الراشد" بين مؤسسات عالمية تدين سياسات الميز العرقي والنوعي ولمس عن كثب في أسفاره مضاضة التميز العرقي على من يقع عليهم.

    ولا تثريب بالطبع في إفاقة منصور المتأخرة جداً لسوءة عرقية ود العرب أو البلد التي امتزج بفكرها وأذاعه في جريدة الناس أو أعان على ترويجه. فإن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي قط. ففي الفكر مكان رحيب للأوابين إلى الحق. بل قيل لا يخدم الحق مثل عائد إليه لائذ به. وهذا مما نستفيده مما كتبه ناثان قليزر الكاتب الأمريكي. فقد ناهض قليزر حركة التنوع الثقافي التي تأذن بها الجامعات الأمريكية وغيرها بتدريس كتب ومنتجات ثقافية من غير إرث الغرب. وكتب في إفاقته لضرورة المطلب ونفعه كتاباً عنونه: كلنا في صف التنوع الثقافي الآن. وقال فيه كلمة غراء عما يعتلج المرء من طاقة وشفافية يوم يَطّرح الضلال ويستبين الحق: "ليس هناك ما يعبيء الذهن ويركزه على مسألة أشد مضاء من اكتشافه أن الصواب قد جانبه فيها".

    للعودة للحق نصاب مستحق للزكاة. ويكتمل هذا النصاب عبر وسائط التربية والثقافة. ولم يبلغ منصور عندنا هذا النصاب لأسباب نتناولها في حديثنا القادم. ولهذا شابت الأوهام ما زعم أنه توبة نصوحة للحق. واصطفينا أن نطلع القارئ على عينات مما كتبه منصور بعد إثابته المزعومة للحق لم يبرح فيها امتيازه العرقي ك"ود عرب" قيد أنملة. ورأينا في تشبث منصور بمِيَزه العرقية نقصاً في نصاب الحق يجعل زكاته، التي خرج يؤديها عنا، حشفاً وسوء كيل. وسنرى متى وقفنا على أسباب هذا النقص أن هجرة منصور ل "عناق الآخر" العرقي لم تكن لله وإنما لنفسه. ولذا لم تمس منه الشغاف فتزلزل دفين محفوظاته العرقية الأولية وتنقيه منها ليخلص للإلفة العرقية في الوطن وغيره. ولما لم تكن هجرته للحق كانت مضمضة سياسية.

    من أوجب الأمور على مثل الأواب إلى الحق مثل منصور أن يستوثق أنه قد نقى لغته من مصطلح الميزة العرقية الذي نفرت نفسه منه. فهذا مصطلح خبيء دسّاس مثل العرق، لو استلفنا من قاموس للعرق بغيض. وهو باق في مطاوي الثقافة المستعلية لا يزول بمحض تحول حامل اللغة من عقيدة عوراء إلى أخرى عيناء. فمن أراد بعد تحوله من البغضاء إلى السماحة التعبير عن نفسه بلغته ذاتها وجب عليه أن يوسعها نظراً ويقتحمها بالفحص ويكسر قاموسها المستعلي ويعيد تركيبه على نور الحق الذي استبانه. وهذا من شغل الثقافة الذي قال قرامشي إنه شغل طويل . . . سلبة. وهذه تقوى مدنية لها مشابه في تقوى الدين. فقد نبه الإمام أحمد بن عبد الوهاب أن المسلم متى استقام على التوحيد ونفى الشرك عن نفسه استردف ذلك بتنقية لغته عن أوهام الشرك وعلى محجة التوحيد. فمتى وحدت بالله لا تقول للفرد من رقيقك "عبدي" بل "فتاي" لتحقيق التوحيد في الألفاظ. ومع مجافاة المثل مع معلوم عصرنا بالضرورة إلا إنه دال على عناية الشيخ بتقوى في اللغة قصر عنها شغل منصور في تنقية نفسه من نتن العرقية. ولفساد هذا الشغل صح عليه مصطلحه هو نفسه عن الأشغال من شاكلته: لهوجة.

    فستجد منصور يستخدم صيغاً من مصطلح التميز العرقي لم تمر بمصفاة الحق الذي استبانه (ضحى الغد). فلو احتكم لتلك المصفاة كان إمّا أجاز هذه الصيغ أو عدلها أو إطرحها. والأمثلة كثيرة. فهو حشد في رثائه للمرحوم محمود محمد طه المشهور طائفة نكراء من هذه الصيغ ذم بها الرئيس نميري وزمانه. فقد صور منصور محموداً بمنزلة أبي شجاع فاتك الذي قتله "كافورنا" الأخشيدي أي النميري. وأضاف إن زمان نميري فينا "زمان عقيم عقم الخصي الأوكع تسرح فيه إماء لكع". وها أنت ترى هنا أن منصوراً استدعى مصطلح الرق العربي كله لحجته. فأورد الخصي وكافور والمتنبئ والإماء بغير أن يطرف له جفن من شفافية. بل ذهب إلى تبخيس العجم قاطبة بقوله إن مقتل محمود هو بدع لم يعرفها المسلمون."إلا في عهود الانحطاط التتري والشعوذة الأيوبية والطغيان اللملوكي". وخلص له تاريخ الإسلام من بعد نفي العجم عنه عربياً عربياً.

    ولا يطيق منصور مزاعم بعضنا عن عروبيته أو سياساتهم حولها لا لأنها مما يخرق عقيدته المستجدة في التنوع الثقافي بل لأن العرب قوم أشراف لن نطالهم. فلم يكن أبو سفيان مشلخاً مثل دكتور الشوش مثلاً. قالها منصور ليخزي الدكتور ومزاعمه العربية. واستنكر منصور تعريب نظام الإنقاذ للتعليم العالي. ولا تثريب فهو أمر خلافي حتى في تلك الأحوال التي لم يٌفرض فيها الأمر فرضا. ونقول للتذكرة فقط هنا أن منصوراً كان من عتاة دعاة التعريب في كتابه "حوار مع الصفوة" مثلاً. ولم يبدر منه، وقد تولي مسئوليات التربية والإرشاد في مغيب سنينه المايوية، ما يؤشر لمراجعته عقيدة التعريب حتى انضم للحركة الشعبية. أنكى من هذا كله الحيثيات التي جاء بها منصور لشجب نظام البشير لاستحداثه التعريب بغتة ومن عل. فقد صدر منصور فيها عن مصطلح "ود العرب" ومزاجه وهما ما نسب منصور إليهما فشلنا وإدمان صفوتنا هذا الفشل. فقد استفظع منصور أن يحاول قطر كالسودان، لا هو في العير ولا في النفير، التعريب في حين تحاشته دول عربية يشار إليها بالبنان. وسنتجاوز عقدة قلة القيمة عربياً هذه إلى ما هو أكدر للخاطر. فالأدهى أن منصور احتج على إتمام التعريب في ظل حكومة يقودها حاكم السودان "المستعرب"، الذي هو البشير، ورئيس مجلس تعليمه العالي وهو المرحوم اللواء الزبير محمد صالح. ووصف الأخير بأنه: "ما زال يتحدث العربية برطيني(رطانة) يكاد لا يفهمها الأعاريب" (النخبة وإدمان الفشل، الجزء الثاني ، صفحات 344-346).

    ولم يقف منصور، هذا الثور في مستودع الخزف، عند هذا الحد من التبكيت. ويبدو واضحاً أن منصور لا يطيق عبد الإخشيد كافوراً بالمرة مثل صفيه المتنبيء. فاستقدم عزته كملكي (في مقابل جهادي أي عسكري) إلى دائرة تبخيس الزبير العسكري. فواصل قائلاً إن الزبير غير مستأهل أن يكون رئيساً لمجلس التعليم العالي أو الخوض في تعريبه لأنه "عسكري" يٌضحك عِيَه (عدم إبانته) وحصره (نفس الشيء) "ربات الحجول البواكيا". والمقطع مأخوذ من المتنبيء العربي يهحو كافوراً الأخشيدي الأسود. أقبض! بل أنظر ربات الحجول مما لا شغل لهن سوى صب الدمع الهتون. أقبض!

    وأساء منصور هنا من وجهين. فقد خاض في شأن علم العسكر أو جهلهم لا يعتوره حرج أن يمضهم هذا التبخيس وهو الذي قال إن أوبته إلى توقير الآخر قد بدأت بأسفار وقف فيها على مضاضة الآخرين من الميز العرقي وغير العرقي. أما من الجهة الأخر فقد كان منصور يٌنَظر طويلاً للدور التقدمي للجيوش في الدول النامية بإطلاق. فكيف بالله لجيش تقدمي أن ينهض بالتبعة الملقاة على عاتقه وضباطه مصابون بحصر يٌضحك ربات الخدور. ومن الغريب أن يصدر مثل هذا القول عنه وهو مستشار حركة يغلب عليها العسكر. ولا يصدر مثل قول منصور عن الزبير والعسكر والنساء إلا ممن استبدت به وعثاء العنصرية والصفوية الملكية والذكورية بينما يظن أنه قد خرج ليقضي عليها وعلى نتنها.

    يزعم منصور أنه قد تربي في عمره الراشد على الحساسية تجاه مضاضة الآخر من شرور الميز العرقي من عنف لفظي وزراية. ولكننا نشك مما نقرأ له إن كان منصور قد تطهر فمه من وعثاء العرق على حد قوله أو أن ذلك التطهر ما يزال مشروعاً ينتظر التنفيذ. فقد أسقم منصوراً أداء القوات المسلحة على عهد الرئيس نميري التي كان يصحب قادتها الرئيس و"فكيه" الرسمي، بعد اندلاع الحرب الأهلية في 1983، ليذروا الرمل المبارك في طول الجنوب وعرضه حماية لنميري من عوادي الكفار. فقارن منصور هذه الشعبذة برجال الجيش الشداد البواسل على عهد الفريق عبود قائلاً: "وعلم الله إن ذلك لعوج كبير يتململ له في القبر أبطال بنوا للسودان جيشاً فاخر به أمة العرب في الكويت وفاخر به أفريقيا في الكنغو . . تململ له الصنديدان أحمد عبد الوهاب وحسن بشير نصر" (النخبة وإدمان الفشل، الجزء الأول، صفحة 674) . وتجاهل هنا منصور، الذي بوسعه عقد هذه المقارنة بالنظر لإرثه الشمالي الذي يبيح له المفاضلة بين "وحوش" قومه، أن حكم عبد الوهاب ونصر هو الذي استن أسلمة وتعريب الجنوب التي انقدحت منها شرارة الحرب الأهلية التي انكوينا منها طويلاً أو ما نزال. وقد اشتهر عن نصر سخيمة ذاعت بين الناس أنه قال، بعد انقضاء عهدهم بضربة جاءتهم نتيجة سياستهم في الجنوب، إنه لو تركه رفاقه ولم يحولوا دونه ودون خططه لحرق غابات الجنوب عن بكرة أبيها لا يبقي فيها من المتمردين ديارا. ومنصور متفق معنا على جريرة نظام عبود في الجنوب. ولكنه عطل حكمه هذا في العبارة التي سلفت مواتاة حتى ينال من نميري وجنده. فمنصور هو القائل في صحوته الفكرية الحالية لمسألة التنوع الثقافي إن قهر الجنوب بواسطة نظام عبود وقع بالعمل العسكري والأسلمة القهرية. وإنه هو النظام الأول الذي اختط هذين السبيلين لحكم الجنوب ( جريدة الفجر، الأسبوع الثالث من ديسمبر 1996).ولكنه عاد مرة في حديث مع عادل الباز ليخفف من وطء هذه السياسة ووصفها بالأسلمة القهرية الساذجة (الصحافي الدولي 22 يناير 2000). ولم يخطر لمنصور أن إشادته بشدة جند عبود وخيبة جند النميري (او البشير سيان) هي بعض امتيازه كشمالي. فلن نتوقع جنوبياً يقيم مثل هذا التمييز بين قتلته. وكذا لن تجد جنوبياً يفرق بين السذج والدهاة ممن أزروا بثقافته وخياراته.

    ومع جزالة عبارة منصور في كراهة العنف اللفظي والزراية بالآخر عرقياً إلا أنه احتفظ لنفسه وحده ربما بحق ممارسة هذا المكروه عمداً من موقع ود العرب متى شاء. فإن ظن أنه اشتفى من داء العنف اللفظي بالجنوبيين أو النوبة والزراية بهم خلال صحوته الثقافية نجد أنه لم يبرأ بعد من تعنيف الفلاتة وأهل غرب أفريقيا بعامة. فقد استغربت لإفتتان معجبي منصور من الأوابين بعبارة تنضح بالعرقية حيال الفلاتة وجمهرة غرب أفريقيا. وهي عبارة لم أجد لها موضعاً من كتب منصور ولكنها شاعت حتى أضحت من الحكم السائرة. وهذه العبارة هي: "أولئك الذين جاءوا مستردفين على ظهور أمهاتهم، من سفوح كانم، وتمبكتو وسهول نهر النيجر، يدعون العروبة أكثر من أهل تهامة والإسلام أكثر من أهل بكة." ومفاد هذه الجملة في عربية بسيطة هو :"ألزم محلك يا فلاتي". وقالها منصور في لجاج السياسة يبكت ناشطاً من دولة الإنقاذ أصوله من برنو دارفور. واستهوت العبارة كاتب مجيد على منبر سوداتيزأونلاين حتى قال إنها تشخص "أس البلاء في بلادنا" تشخيصاً ما حصل. ولا يعدل إعجاب طائفة منصور بعبارته هذه سوى إعجابهم بأخريتين هما "القلوب الغلفاء والفكر الأصلع" و"ألص من فأرة وأزنى من قرد" . وأخرى عن الفسو. فتأمل

    وبلغ من شيوع عبارة المستردفين أن خطب ودها كل مضطغن على من انتسب إلى الفلاتة حقاً أو بالحدس اللئيم. وقد دنت العبارة بقطافها على رجل رشيد في معركة اشتهرت حول أمر ما بينه وبين رجل أصوله القديمة من نيجريا. فقال الرجل الرشيد إن هذا "الفلاتي" لا يستطيع سلبه من حق ما "ولو بأمر من سلطان مايرنو". ومايرنو هي مواطن للهوسا والفلاني ممن هاجروا بعد ضربة الإنجليز القاضية لخلافة صكتو الإسلامية ببلدهم في 1898. وأكد الرجل ل"لفلاتي" واقعة ما وقال إنها تأسست قبل دخول ذلك "الفلاتي" جامعة الخرطوم وقبل أن يعرف أين تكون جامعة الخرطوم أو أين الخرطوم ذاتها في خريطة السودان. وافتخر الرجل الرشيد بسودانيته قائلاً إنه "لم يعبر حدوده (السودان) محمولاً على ظهر أمه" مستعيداً نمطية عن الفلاتة للزراية مما تلقاه عن منصور . . . عن ثقافته.

    ويعرف منصور عن الفلاتة وأهل غرب أفريقيا غير هذه الزراية متى أراد دفع الزكاة عنا يطهرنا ويزكينا بها من سئيات عرقنا. فقد أخذ بشدة على السيد خضر حمد، الزعيم بالحزب الوطني الاتحادي وعضو مجلس السيادة السابق، نصاً ورد في مذكراته. جاء في النص أن خضر انشغل جداً خلال حجة له يوم كان وزيراً بحكومة الحكم الذاتي في نحو 1954 بإقناع السعوديين بالتمييز بين السودانيين الشماليين العرب الخلص والتكارنة الذين ينبيء قوله عنهم إنهم فئة مستحقرة. وساء الوزير أن السعوديين لم يأبهوا لتفرقته بين كرام القوم ولئامهم. وأطنب منصور في سرد فضل التكارين أو أهل غرب أفريقيا كمثل قيام الشيخ عثمان دان فوديو فيهم وغير ذلك (جنوب السودان في المخيلة العربية، صفحة 384) وربما لاحظ القاريء أن مقالة خضر في الفلاتة أقدم بثلاث سنوات من مقالة جريدة الناس عن القوم نفسهم في شخص الأزهري زعيم خضر. ويٌشَهِر منصور بخطئية خضر الأقدم ويعف عن التشهير بخطئية جريدة الناس الأفحش والأقرب. وهذه اصطفائية من منصور (وهذه من لغته يذم فيها المصطفين) ينهي فيها عن فعل وقع في 1954 ويأتي مثله في تسعينات القرن. وهذا عتو شديد لا يقبله منصور إلا . . . من منصور.

    وسنحاول في كلمتنا القادمة فهم لماذا ظل منصور يتورط في الوعثاء العرقية ومصطلحها في حين تأبط قلمه لحربها مذ انضم للحركة الشعبية. وبعبارة أخرى لماذا يصلي بلسان ويلحد بنفس اللسان؟
                  

07-17-2007, 08:47 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: munswor almophtah)

    شكرا جزيلا..
    جميعكم
    نواصل
    مودتى وتقديرى
                  

07-29-2007, 10:26 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    وين الاستاذ محمدالسنى دفع الله
    ومشروعاته للكتابة والتوثيق
    مودتى وتقديرى
                  

07-18-2007, 05:24 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    .............................................................
                  

08-13-2007, 07:11 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    فى حضرتكم
    وحضرة منصور ...ومنصور
    مودتى وتقديرى
                  

09-19-2007, 11:35 AM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    مودتى وتقديرى
                  

09-19-2007, 10:16 PM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! (Re: محمد عكاشة)

    وتقديرى أنا كمان

    مودتى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de