|
الانامــل الذهـــبية والمـسؤول الكبير!!!
|
في مطار هيثرو مطلع السبعينيات هبط وفد الفنانين السودانيين في رحلة فنية... الفرقة الموسيقية اختلف أفرادها حول كتابة المهنة في جوازات سفرهم وتحاشي معظمهم صفه (موسيقي) واختاروا بدلا عنها صفة موظف بالإذاعة السودانية إلا واحدا كان ينظر ابعد من عدادات الحفلات اليومية ويقرأ حركة الفنون في الخارج الذي هو الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس فى رحلتهم اليها... الموسيقي العظيم اختار صفة موسيقار في صدر جوازه وعند مطار هيثرو طلب منه في أدب ولطف أن يتنحى جانبا عن بقية الرفاق الذين عبروا سريعا...موسيقارنا الكبير تم تخصيص سيارة فارهه له لوحده وعندما تقدم لفتح بابها وقف مرافقة ليقول (عفوا سيدي... هذه الأنامل الذهبية لا ينبغي لها أن تعالج شيئا سوي أوتار العود...) هذا ما حدث وسط دهشة زملائة الذين تدافعوا جميعا إلي الميني بص للحاق بمكان استقبالهم.... في مصر القريبة.. يلتقي الرئيس مبارك بشكل دوري الفنانين والموسيقيين والممثلين والكتاب والنقاد في لقاءات جامعة يتفاكر معهم حول مستقبل الفنون ودورها في إثراء الحياة العامة ونهضة مصر والترويج السياحي وتوحيد الأمة مؤكدا علي حضورهم وأهميتهم..... في الخرطوم... خرطوم السبعينيات... حيث( سلافة الفن) ونهضة الحركة الفنية...يومها كان للسودان فرقة للفنون الشعبية تحضر باستمرار في المحافل الدولية والإقليمية .. وكان الرئيس جعفر نميري يصحبها معه في كل رحلاته ويختصها بدعمه واهتمامه الشخصي... فرقة الفنون الشعبية التي كانت ملء السمع فىعهود زاهرة أضحت في الآونة الأخيرة تعاني الأمرين وتكابد لأجل إخبارنا أنها كانت هنا ذات يوم...وكان الأجانب فى المحافل والمهرجانات يتدافعون لحضور عروضها والتقاط الصور والتملي من تنوع تراثنا وبيئاته وشخوصه... الفرقة قبل سنوات قليلة قامت إداراتها تترجي احد المسئولين الكبار في الدولة واحد أبرز مسئوليها للثقافة لتسجيل زيارة لمقرها ولحضور احد عروضها علي الرغم من أن هذا من صميم اولوياته لكنه جاءوا به ليشهد عرضا إشاراته ما يجري في ساحة البلاد من دعوات لإفشاء السلام وإبراز الخصائص الثقافة والحضارية لأهل السودان ورغبة الفرقة للإسهام في ذلك ... كان العرض جميلا وبديعا… سوي أن المسئول لم يحرك ساكنا وإنما قام بطلب الهداية لهم مما يفعلون.. وليته سكت... الحركة الفنية والثقافية لن تتعافي من أزماتها وعوارضها ما لم يتصدى لإدارة شئونها والتخطيط لها أهل الاختصاص الآتون من رحمها ومن صلب معاناة أهلها ... لكن الدولة الموقرة مشغولة بكل شئ سوي أن يكون للفنون دور ومكانة وحضور…و برغم حالات الإشراق التي تنتابها أحيانا فتتصدق ببعض المال لجهة المسرح مرة ولاتحاد الفنانين مرة اخرى أو لعلاج احد المبدعين تارة ثالثة دون العمل للتخطيط بوعي للحركة الفنية والثقافية وحفزهم وهم الأقدر علي استدامة خطوات الوحدة المعطوبة وتقريب المسافات بين أقاليم البلاد فضلا عن قدرة الفن علي دعم صلات الشعوب… الفنانون والمثقفون هم كذلك جزء من الازمة..واليهم نعود للحديث !!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الانامــل الذهـــبية والمـسؤول الكبير!!! (Re: محمد عكاشة)
|
شكرا عكاشة علي طرق هذا الباب الموصد عمدا لسنوات تراثنا الفني يتناثر بل ويتلاشي احيانا وسط دراية اهل الشأن تارة وعند غفلتهم تارات اخري .. ذات الاشكال التي نراها منذ سنوات هي التي تمثل الفرقة الشعبية وكأني بها تفعل المستحيل لتصارع الامواج المناهضة لوجودها اصلا ..عندما تقدم هذه الفرقة اي عمل خارج البلاد يلمس المشاهد تعطش الاخر لمعرفة فنونا وتراثنا بعكسنا تماما حينما نتململ من مشاهدة بعض الرقصات الشعبية وكأننا من كوكب اخر ماذا لو تبنت شركات الانتاج الاعلامي انتاج اشرطة توثيقية لهذا التراث الثر وان تعمل علي ادخال لمسات عصرية عليه وتوزيعه في الداخل والخارج ماذا يحدث لو تبني بعض اثريائنا بعض نفقات تطوير الفرق الموجوده او حتي استحداث الجديد منها .. مالذي يمنع حاكم اي ولاية من رعاية فرقة تحفظ تراث ولايته وتحفظ الانتماء اخي عكاشة هل تذكر شيئا اسمه فرقة الاوكروبات السودانية لك معزتي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
|