دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي
|
من شهادات السودانيين لمركز النديم: بأخاف أطلع الشارع
عبد الرحيم، مندوب مبيعات
بأفكر فى كل اللي حصل. حاجة مزعجة خالص فكرة القساوة والعنف. أنهم يقتلوا الناس. الفكرة نفسها مش قادر أصدقها. بأخاف أطلع الشارع. مش قادر أشوف مصريين. لا موأخذة مش قادر حتى أشوفك. كانوا شاهدين على الجريمة وسكتوا عليها. الضباط كانوا بيسخنوا العساكر ويقولوا دول كفرة ودول جايين عشان يخربوا مصر. دول جايين تانى معهم خمور وبيمارسوا الرذيلة. مهمتكم تضربوهم. الجنود كانوا سخنين وكانوا بيغنوا. حتى أثناء الضرب تحس أنه كان مش بيضرب عشان يفرق. لا. ده كان بيضرب غل وبشكل عنصرى زى ما يكون السودانى أكل منه. حتى فى الضرب كان بيفرق بين الشمالى والجنوبى. كان بيضرب الجنوبيين أكثر. المواطن السودانى بالنسبة ليهم شمالى. بأفكر فى كل حاجة زى الشريط. مش عاوز يروح من راسى. من الأعتصام على سجن دهشور متعور فى الفم والشفايف ونزيف من الأنف وكنت مضروب فى الرأس وكان عندى دوخة وهلوسة. اليوم كله ألف للساعة الثامنة مساءاً. ركبونا أتوبيسات نزلتنا فى الشوارع على طريق الأتوستراد. كنت حافى وملابسى مهلهلة ومن غير مواصلات. اضطريت أمشى وأنا فى الحالة ديه.
ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
من شهادات السودانيين لمركز النديم: رحلة مع الأموات
إيهاب يحكي:
كانوا بيدقوا أى شئ على الأرض بيتحرك. بيدقوه. ستات أو أطفال مش مهم. لم نأخذ أى فرصة للتفاوض. رش المياة أبتدأ بعد وقت قصير من بداية الإنذار. طلبنا نعرف أحنا رايحين فين. طلبنا شخص من المفوضية. على طول أبتدا الهجوم والضرب من جميع الاتجاهات. المساحة اللى أحنا واقفين عليها كانت مزدحمة جداً وهم ضغطوا علينا وهجموا من جميع الجهات. الأطفال كانوا فى الأرض. حاولنا نرفعهم يضربوا فينا أحنا والأطفال. اللى مات منا مات. واللى إنصاب أو تعب يجروه على الاوتوبيس ويفضل ينضرب لغاية ما يوصل. ضربونى فى عينى والدم نزل من أنفى. كل ما أحاول أمسك طفل يضربوه. الطفل انضرب وأنا ماسكه بيده عشان كدة اصابعى أنكسرت.
أنا وقعت فى الأرض وكنت ماسك طفل وكنت زى الميت. جرونى زى الكلب. لما فقت كانت يدي مربوطة. ضربونى بعصاية كهرباء. رحت فى غيبوبة. فقت أتلفت يمين وشمال لقيت ناس بتتكلم. فتحت عينى ماكنتش شايف كويس. عينى كان عليها دم. لقيت ناس من جماعتنا ميتين. لقيت نفسى فى المشرحة أنا والميتين سواء. رفعت راسى. ماقدرتش. كان فيه أثنين دكاترة وبيقولوا دولا ناس ميتين. سالوا تعملوا ايه فيه واحد صاحي. واحد قال: موته. وفيه واحد جاب حاجة زى الحقنة عشان يعطيها لي. دخل سودانى زائر راح الدكتور شال الحقنة وأخذ جنب. اشرت للسودانى بيدى. جه. قلت له اسندنى على الحائط. لما وقفت شفت أطفال وحريم ورجال ميتين حواليا. السودانى بكا وطلع.
خدونى رقدونى فى الصالة، بعدين حطوني على نقالة وطلعونى. العنبر كان فيه ضباط وحرس. سجلوا أسماءنا. كان فيه خمس أطفال. أثنين ملفوفين بالبطانية والباقيين شايلينهم على الكتف. مجرد ما شفتهم قمت. رغم الألم رفعتهم وحطيتهم على سرير. كانوا بين الحياة والموت. سنهم كان من حوالى سنة ونصف إلى أربع سنين.
قلبى أكلنى. قلت يا جماعة أحنا قاعدين نعمل إيه. ما فيه علاج وعاوزين يعطونا حقن يموتونا. قلت يا ناس لو جاء الأكل ما فى حد يأكل. وفعلا رفضنا الأكل. طلعت أشوف العنبر الثانى لقيت فيه جرحى كتير وأكثر من عشرين طفل. لقينا أب طفله مات وهو نفسه بين الحياة والموت. قلت لهم خرجونا ما عاوزين نقعد. طلعونا من العنبر وركبنا أتوبيس ورحنا القسم. بعدين عرفت أنه الدقى. سجلنا الأطفال بأسمائنا (أخذنا الخمس أطفال معنا). الزنزانة كانت ضيقة. كنا عشرين مش عارفين نقعد وأحنا شايلين الأطفال. كلنا متعورين. كلبشونا كل أربعة مع بعض وكان فيه حريم. روحنا معسكر بعيد بعد 6 أكتوبر. جم نزلونا وقسمونا وسجلونا فى المعسكر. كانت الساعة 4.30. عاملونا بقسوة زى مجرمى الحرب. حتى الحمام رحنا بالحرس. جابو أكل لكن تركونا بدون علاج.
نزلونا فى الشوارع. كل عشرة كيلو خمس أفراد مجروحين وعريانين وحافيين ومن غير فلوس. كل واحد نازل يضربوه وهو نازل. وأخذنا السكة مشي.
قعدت فى مستشفى سنابل ثلاث أيام بدون علاج. كنت مضروب. جسمى كله بيوجعنى. عينى ورجلى متعورة وأصابع يدى الوسطانين مكسرين ومتعورين. قعدت خمس أيام مش عارف أنام من ضيق النفس وألم الصدر. ثلاث أيام من غير علاج وفى اليوم الثالث أتخنقت وجيت أخرج من المستشفى جابولى دكتور من كاريتاس وعمل أشعة على يدى وجبسها، إشاعة صدرى سليمة. بس الظاهر فى تمزق فى العضلات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
صباح 31 ديسمبر 2005 أطباء النديم 31/12/2005
ذهبنا الى مستشفيتين احتجز فيهم الجرحى في اليوم السابق..
في المستشفى الأول علمنا أن حوالي 60 مصاب تم نقلهم الى المستشفى من بينهم لاجئون وجنود.. في ساعة متأخرة من ليلة أمس تمك نقل الجميع.. الجنود الى مستشفى الشرطة واللاجئين الى جهة غير معلومة.. اطلعنا على كشف التشخيصات في أحد الأقسام.. 22 مصاب منهم 18 مصابون بارتجاج في المخ وكدمات وجروح قطعية.. كذلك علمنا من أعضاء في هيئة التمريض ان عشرين جثة وصلت الى المستشفى ونقلت فورا الى مشرحة زينهم.. توجهنا الى الاستقبال لمعرفة أسماء القتلى فقام المسئول بعمل محادثة تليفونية طويلة قال لنا بعدها انه لم تصل أي جثث الى المستشفى.
في المستشفى الثاني علمنا أن أربعة عشر جثة وصلت مساء الأمس وتم نقلهم فورا الى مشرحة زينهم. لم نتمكن من معرفة اسمائهم ولا سبب الوفاة.
صباح أول يناير 2005 لاجىء (1) كنت في معسكر بطريق 6 أكتوبر.. زوجتي في طرة.. خرجونا بالأمس ثم بدأوا ينزلونا في مجموعات.. انا تركوني عند الهرم.. لم يكن معي أي نقود وكنت في غاية التعب وسرت على قدمي من اول الهرم الى محطة نصر الدين. واحدة من المجموعة التي كنت فيها ذهبت الى مشرحة زينهم تحبث عن ابنها الذي يباغ من العمر 18 سنة.. وجدت هناك حوالي 45 جثة.
لاجىء (2) أنا الآن في كنيسة السكاكيني. الكنيسة توزع اليوم البطاطين. أنا آخر واحد خرج من معكسر طره.. المعسكر خالي الآن.. رجال الأمن حصروا لمن لديه أوراق أو جوازات ومن ضاعت اوراقه ومن ليس لديه اوراق من الأصل.. عدد من ليس لهم اوراق 275 (75 بدون جوازات، 200 بدون مستندات).. هؤلاء أخذوهم الى مقر أمن الدولة بلاظوغلي ثم رحلوهم الى مبنى الحراسات في القناطر الخيرية. سمعنا من تليفزيون السودان أن هناك 100 واحد تم ترحيلهم وان وزير الخارجية في استقبالهم.
لاجىء (3) كنت في منشية ناصر في معسكر واقع خلف مستشفى المقاولين العرب خرجت الساعة 12 مساء أمس وأصريت أن آخذ معي أرفعة أطفال بدون عائلة.. ما زال هناك 250 من الرجال والنساء داخل المعسكر.. الآن أنا في كنيسة أحمد سعيد لأن مستنداتي التي تركتها راحت في الحديقة.
لاجىء (4) أنا في كنيسة السكاكينى يوجد حوالي 170 سودانى يتم توزيع بطاطين عليهم. لا نعرف مصير من فقدوا اوراقهم .. سمعنا أنهم سيرحلوا الى معكسر في دهشور على طريق الفيوم وعددهم حوالي 15.
مساء اول يناير 2005 ثلاث مصادر في الدور السابع بمستشفى القصر العيني "الجامعي" طفل سوداني فاقد للوعي لا يتجاوز عمره سبع سنوات.. يرقد على سريره ويداه مكبلة بالكلبشات!! في الوحدة بعد منتصف الليل توفى الطفل!
موضوع صادرة عن : مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: Enigma)
|
الأخ خالد محسي أعتقد أن الشهادات المنشورة هنا هي من أهم الوثائق على الإطلاق بخصوص مذبحة 30 كانون الأول سيما و أنها تبرز أصوات الضحايا أنفسهم إضافة إلى شهادات أطباء مركز النديم. أرجو إذا باإمكان لمزيد من التوثيق نشر المزيد من هذه الشهادات هنا.
مركز النديم هو مركز طبي مستقل يقوم بدور كبير جدا في توفير العلاج النفسي لضحايا التعذيب سواء إذا كانوا مصريين أم أية جنسية أخرى. كما يقوم باصدار العديد من الدراسات و الكتب و الوثائق الهامة في هذا المجال لعل من أهمها"التعذيب في مصر" و "التعذيب في السودان". كما يهتم المركز أيضا بالقضايا ذات الصلة من عادات أضرت بشرائح بعينها في المجتمع مثل الخفاض الفرعوني. تتوفر بمركز النديم مكتبة ضخمة تضم أهم ما كتب في مجال التعذيب. ما يقوم به مركز النديم، الذي يتعرض للملاحقة المستمرة من الداخلية المصرية، جدير بالاحترام و الاعتبار.
بوعسل أبوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
شكرا لك خالد المحسي علي هذا التوثيق واليك بعض من شهادات ضحايا مجزرة مصطفي محمود
Quote: مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف 3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس هاتف: 54776792 – 5787089 [email protected]
شهادة - 1 كيف تم فض الاعتصام؟ 30/12/2005
في مساء يوم 29 ديسمبر حاصرت قوات الأمن المركزي معسكر اللاجئين السودانيين المعتصمين في الحديقة الواقعة أمام جامع مصطفى محمود. كنا واقفين على جدار في منطقة خالية نسبيا من الحديقة، خلف قوات الأمن مباشرة وكنا نرى المعسكر مباشرة أمامنا. لقد قدرت ومعي آخرون عدد قوات الأمن بحوالي 6000 حول المعسكر في 5 أو 6 صفوف متوازية.
في حوالي الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل كان هناك عدد من المسئولين الحكوميين المصريين يتنقلون ما بين صفوف الأمن ويبدو أنهم يحاولون التفاوض مع قيادات المعسكر. اتصلنا بأحد معارفنا داخل المعسكر وقالت لنا أن المعتصمين يرفضون مطالب البوليس بأن يركبوا الأتوبيسات ويرحلوا من المكان حيث أنهم لا يعرفون ولا يثقون في المكان الذي سوف يؤخذون إليه.
كما قالت لنا أن هناك عدد كبير من الأطفال والنساء في المعسكر. ثلاث أو أربع مرات ما بين الساعة الثانية صباحا والرابعة صباحا تم توجيه خراطيم المياه إلى داخل المعسكر وفوق رؤؤس المعتصمين بحيث أصبح الجميع غارقا في الماء. سمعنا البوليس يأمرهم بالمغادرة تجنبا للعنف. في تلك الأثناء بدأ جنود الأمن المركزي في الغناء والقفز في مكانهم وكأنهم يهيئون أنفسهم لأمر ما. رأينا قوات أمن من خارج الأمن المركزي، لا تحمل هراوات، تخلع الأحزمة ويمسكون بها في أيديهم في استعداد للهجوم. لم تكن هناك أي مساعدات طبية في المكان كما لم يكن هناك سيارة إسعاف واحدة.
في حوالي الساعة الرابعة والنصف أو الخامسة فجرا هجمت قوات الأمن فجأة على المعسكر وهم يحملون الهراوات الطويلة والدروع. رأينا رجال الأمن يضربون عشوائيا في كل الاتجاهات وهم يخترقون المعسكر. سرت على قدمي حول ضلعين من أضلاع المعسكر وكنت قريبة من قوات الأمن وهي تضرب. لم يكن هناك تدافع من المعتصمين على عكس ما ورد في تقارير المسئولين المصريين. العكس هو ما حدث، أن قوات الأمن، التي تجاوزت المعتصمين أضعافا مضاعفة من حيث العدد والقوة، كانت تدفع المعتصمين دفعا.
رأينا معتصمين يتم جرهم بقسوة (كل واحد منهم يمسك به اثنان أو ثلاثة من الشرطة) بعيدا في اتجاه الأوتوبيسات. الكثيرون منهم كانوا مصابون. بعضهم كان فاقدا للوعي. في كثير من الحالات استمر ضربهم أو ركلهم بواسطة شرطة ترتدي الزى الرسمي وأخرى بالزى المدني حتى بعد أن تم تقييد حركتهم. بعضهم كان فاقدا للوعي تماما وكان يتم حملهم. أغلبهم تم شحنه في أوتوبيسات مزدحمة، دون أي رعاية طبية. بعض ممن فقدوا الوعي تم وضعهم على جانب الطريق. رأينا طفلا حديث الولادة انفصل عن والديه وتم تسليمه في أحد الأوتوبيسات وحيدا وبدون حذاء أو ملابس ثقيلة تقيه من البرد. رأيت شابا سودانيا ميتا وملقى على الأرض. الجثث كانت تترك على جانب الطريق.
بعد ذلك وصلت سيارات الإسعاف وحملت تلك الجثث. على عكس تصريحات الحكومة المصرية فإنه غير صحيح أنه تم نقل المصابين فورا إلى المستشفيات.
رأينا رجل شرطة يعرج وآخر يضع رباط حول رأسه. لم أرى أي اصابات أخرى بين رجال الشرطة. الغالبية العظمى منهم لم تصاب بأذى.
في صباح يوم 30 ديسمبر صرحت السلطات بأن 10 من السودانيين توفوا أثناء الاحتجاج|. لكن تبعا لوكالة رويتر فإن سيارات الإسعاف أعلنت ضعف هذا العدد من الموتى.
لقد تم نقل المعتقلين إلى معسكرين عسكريين مكشوفين أحدهما معسكر دهشور في مركز المجندين التابع لإدارة السجون والآخر في معسكر الإصلاح بطره إضافة إلى معسكرات اعتقال أخرى في القاهرة. أحد الأشخاص في المعسكر الأول قال أن ثلاثة من المعتقلين توفوا متأثرين بجراحهم في طريقهم إلى المعسكر. الآخرين كان يتم الاستعلام عن هوياتهم وفحص بطاقات التعريف الخاصة بهم.
يقال أن السودانيين المصابين تم نقلهم إلى عدد مكن المستشفيات في أماكن متفرقة من القاهرة امبابه العام (الذين ذكروا أن لديهم ثلاث وفيات) والمهندسين و6 أكتوبر. كما سمعنا أن المفوضية وكاريتاس يقومون بزيارة تلك المستشفيات. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
Quote: مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف 3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس هاتف: 54776792 – 5787089 [email protected]
شهادة 2: ماذا حدث في ميدان مصطفى محمود؟ 30/12/2005
في يوم الخميس الموافق 29 ديسمبر في تمام الساعة العاشرة مساء وصلتني رسالة على هاتفي المحمول تقول بأن منطقة المهندسين أصبحت مثل الثكنة العسكرية وأن هناك احتمال لتفريق اللاجئين السودانيين المعتصمين هناك منذ ثلاث شهور بالقوة.
وصلت الى المكان في تمام الساعة الحادية عشر لأجد سيارات الأمن المركزي ورجال الأمن يملئون المكان ويغلقون الشوارع المحيطة به: شارع البطل أحمد عبد العزيز وأحمد عرابي وجامعة الدول. رأيت صفوفا من أوتوبيسات النقل العام تقف بداية من ناصية البطل أحمد عبد العزيز وحتى جامع مصطفى محمود، وبداخلهم عدد من جنود الأمن المركزي. تمكنت من تدوين بعض ارقام الأوتوبيسات: 4129 و3696 و4107 و4136 و4335 و3416 و3534 و3416. بعد بضعة دقائق أغلقت جميع الشوارع المؤدية الى جامع مصطفى محمود. قوات الأمن توجه المشاة بعيدا عن المنطقة ثم تعمل على تفريقهم.
في الساعة الواحدة صباحا، كان الطقس شديد البرودة، بدأت قوات الأمن في فتح خراطيم المياه على اللاجئين.. ثلاث مدافع من المياه من ثلاث اتجاهات مختلفة.. أول دفعة مياه استمرت حوالي 6 دقائق وكانت شديدة العنف. كنا نرى تدفق المياه يصل حتى ارتفاع الدور الرابع لمبنى قريب من الحديقة. هل كانوا يرغبون في تحطيم أسقف خيامهم؟.
اللاجئون قابلوا مدافع المياه بمزيج من الغناء والرقص. لن نرحل: تلك كانت رسالتهم. لكن أحدا على الجانب الآخر لم يتمكن من فهم الرسالة. بالنسبة لقوات الأمن كان ذلك امرا استفزازيا وبدا الأمر وكأنهم حسموا بأن هؤلاء اللاجئين يستحقون أي ما سوف يحدث لهم.. فهم مجانين.
المدنيون القليلون المارون بالمكان وقفوا ليشاهدوا المنظر وبدا وكأنهم مستمتعين به. تألمت حين سمعت تعليقات مثل "دعوهم يستحمون ليصبحوا نظيفين" "كان يجب لقوات الأمن أن تتخلص منهم منذ اليوم الأول" " لقد صبرت عليهم مصر اكثر من اللازم" "إنهم مقرفين" وتخلل تلك التعليقات بعض الضحكات في الوقت الذي كان السودانيون فيه يرشون بالمياه. البعض وقف مذهولا يراقب ما يحدث على حين اعترض شخص واحد بأن للسودانيين مطالب وحقوق يجب على المفوضية أن تكفلها لهم.
أحد ضباط الأمن قال لواحد من الأصدقاء وبابتسامة عريضة على وجهه انهم في حاجة ماسة الى الاستحمام بعد ثلاث شهور من الاعتصام. لدينا أوامر بأن ننهي هذا الأمر الليلة. ثم أضاف: وسوف نفعل.
لجأنا الى الدور الثاني في قهوة سيلانترو في الناحية المواجهة للحديقة لنتمكن من الملاحظة ونقوم بالتصوير ونقوم ببعض الاتصالات. لقد كان توقيت الهجوم على اللاجئين مدبرا بحكنة. بعد منتصف الليل في عطلة نهاية الأسبوع ونهاية العام. كل من اتصلت بهم من الصحفيين كانوا خارج المدينة. وصل الى المكان عدد من النشطاء السياسيين لكنهم كانوا عاجزين عن فعل شىء تماما. بعض نشطاء حقوق الإنسان كانوا معنا على الهاتف طوال الليل. أحد المحامين، زياد، تمكن من الدخول الى حيث اللاجئين لكن تم ابعاده بالقوة من قبل البوليس.
بقية القصة؟ عار آخر. بعد حوالي ساعة أخرى انهال عليهم سيل جديد من الماء. هذه المرة كانت المياه منخفضة وقوية وموجهة مباشرة نحو البشر. توقفت المياه وبدأت جولة من المفاوضات ما بين اللجنة المنتخبة من اللاجئين ومسئول حكومي مصري ومسئول من المفوضية العليا لشئون اللاجئين. قال المصري: المفوضية لن تقدم لكم شيئا. نحن مخولون من أعلى سلطة في البلاد لتفريق هذا الاعتصام اليوم. وجاء رد اللاجئين: سوف نموت على النجيلة.
تمكنت من التسلل إلى الصف الثاني من رجال الأمن المحيطين باللاجئين. واحد من الأوتوبيبسات العامة المنظرة في المكان كان به خمسة من اللاجئين جالسين في المقعد الخلفي على حين كان خمسة من جنود الأمن المركزي يضربون لاجئا سادسا بوحشية. من مكاني الى جانب الباص كنت استطيع أن أراه وأن اسمع صراخه وهم يضربونه على رأسه وظهره بأيديهم وبالعصي، وهم يركلونه ويلوون ذراعه وراء ظهره وهو يصرخ بصوت أعلى فأعلى. أحد الضباط الواقفين جانبنا قال: أنه يحاول أن يكسر زجاج الباص وأن يهرب لأنه مخمور. في هذه اللحظة وقف أحد الرجال في المقعد الخلفي وأخرج من نافذة الباص طفلة لا يتجاوز عمرها بعض شهور وهو يصرخ: لسنا مخمرين. لست مخمورا. وهو ليس مخمورا وهذه الطفلة ليست مخمورة. أمها ماتت هنا في هذه الحديقة. تحول الجنود اليه ليضربوه على حين واصلوا ضرب اللاجىء السادس. أحد الشباب الواقفين التقط المشهد على هاتفه المحمول ثم أرسله الى.
المراسلون والمشاهدون وبعض النشطاء الموجودون في المكان بدأوا في ترك المكان يعد أن مر الوقت دون اي تطور جديدز كان الطقس شديد البرودة وكنت أشعر بأنفي ويداي تتجمد. لم أتصور كيف يشعر هؤلاء المغمورون بالمياه! في حوالي الساعة الرابعة صباحا تمكنا من الدخول الى مبنى البنك المصري الوطني وفي هذا الوقت فقط تمكن من التعرف على الصورة الكاملة من طابق عال. في ميدان مصطفى محمود وما تمكنت من رؤيته من شارع جامعة الدول وشارع لبنان والشارع الجانبي للمسجد تمكنت من رؤية 60 سيارة من سيارات الأمن المركزي وأربع سيارات اسعاف و10 مصفحات وعدد لا يحصى من الباصات.
في الساعة الرابعة وأربعة وخمسين دقيقة انتظمت صفوف القوات وبدأ الصف الأول منها في الاقتراب اكثر والإحاطة باللاجئين. كانوا يجهزون أنفسهم وكان لصوتهم صدى في المدينة الصامتة حيث بدأوا في القفز من قدم الى اخرى على حين يهتفون هو - هو - هو - مصر ثم ينشدون: يا أحلى اسم في الوجود يا مصر.. نعيش لمصر ونموت لمصر! كذلك اصطف اللاجئون داخل الحديقة ويدأوا في الهتاف: الله أكبر، لا إله إلا الله وحسبنا الله ونعم الوكيل. المسيحيون يدأوا ينشدون: هاليلويا. وبذلك تم تحديد طرفي المعركة.. المدنيون القليلون الموجودون في المكان بدأوا في تشجيع الجيش المصري ضد "الطفيليات القذرة السوداء، المسيحية". نعم لقد كان مشهدا لا انسانيا. في تمام الساعة الخامس صباحا بالضبط بدأت مدافع المياه تهاجمهم من جديد وبطول سيل المياه بدأت قوات الأمن هجومها على اللاجئين السودانيين بالهراوات والدروع. بعد دقيقة توقفت المياه وقام الجنود بتدمير ما تبقى من خيامهم على حين قام الصف الأول من الجنود بقذف متعلقاتهم وحقائبهم بعيدا ليفسحوا الطريق لصفوف الجنود القادمة وراءهم.
اللاجئون دافعوا عن أنفسهم باستخدام العصي الخشبية التي كانت ترفع خيامهم ، وزجاجات المياه البلاستيكية وأيديهم.
اللاجئون الموجودون على الجانب الأيسر - تجاه محلات العجيل- دافعوا عن أنفسهم ببسالة ونجحوا في إجبار قوات الامن على التقهقر ثلاث مرات لكن الجنود كانوا بدأوا هجومهم من الجانبين الآخرين. سمعنا صوت ضربات معدنية عالية. أعتقد ان تلك كانت أصوات العصي الحشبية على الدروع الحديدية للجنود. وامتلأت الدنيا بصدى أصوات صراخ النساء والأطفال.
بعد عشر دقائق سمعنا صوت صفارة وانسحب الجنود من الحديقة. أعاد الجنود تنظيم ثفوفهم. انضم مزيد من الجنود إلى الصفوف المتراصة أمام محلات العجيل. مع الإشارة الثانية بدأ الهجوم مرة أخرى. هذه المرة كان الهجوم شرسا. أغلقوا أنوار الميدان ولم يسكت الصراخ لحظة واحدة. كان أكثر الصراخ حدة هو صراخ الأطفال. لم أدري في أي اتجاه أنظر. كان الجو باردا. وكانت الدنيا ظلام. كنت متأكدة ان الحديقة لابد وان تكون غارقة في الطمي بعد كل تلك المياه. كان الجنود متوحشين. كانوا يضربون الجميع ويدهسون كل شىء وأي شىء.
بمعدل كل ثانية أو ثلاث ثوان يتم جر أحد الاجئين من دائرة الرعب، ليتم ضربه طوال الطريق الى حين تسليمه الى ثلاث جنود آخرين ليتمكن من العودة واصطياد لاجىء آخر. أما الثلاث جنود فكانوا يواصلون ضرب اللاجىء بالعصي على ظهره ويجبروه على الركوع ويصفعوه على وجهه ثم يسحلوه الى الباص حيث يتولاه طقم ثالث من الجنود. وطوال لاوقت كانت قوات الامن تسب اللاجئين بأفظع الشتائم.
لقد حدث ذلك للرجال والنساء بدون تمييز. أحيانا حين تكون الصحية امرأة كنت أرى طفلا يحاول أن يمسك بأحد ساقي امه في حين كان الجندي يجذبها بعيدا عنه. لقد رأيت الجنود يحملون أربعة لاجئين وفي اكثر من مرة كانوا يسقطون بدون حراك على الأرض وأطاد أقسم أنهم كانوا ميتين.
أفظع ما في الأمر كان ردة فعل المصريين. فقد كان المدنيين يشجعون الجنود كما لو كانوا قوات مسلحة حررت فلسطين. وكلما تقدم جنود الأمن المركزي في معركتهم مع اللاجئين العزل كلما زاد التشجيع والصفير والتصفيق. لقد كانوا سعداء! كان الجنود أمام محلات العجيل يستعدون للانضمام الىالمعركة حيث قال لي مضيفنا الواقف الى جانبي في الشرفة: "نحن ندخل من الجانب الأيسر". نظرت اليه في ذهول: هؤلاء ليسوا "نحن". قال" أقصد المصريين". قلت" هؤلاء ليسوا مصريين" قال: "مش مهم" وبدأت أرجف.
في اثناء ما كان اللاجئون يخرجون في أعداد أكبر أجبرتهم قوات الأمن على الجلوس على الأرض على حين كانوا يضربوهم ليمضوا الوقت الى حين يأتي الجنود وينقلوهم الى الباصات. أحد الأصدقاء قال لي انه شاهد أحد الضباط يبصق على الباص وهو يتحرك بعيدا باللاجئين! انهارت مقاومة اللاجئين تماما. وعلى حين تبقى عدد قليل من اللاجئين داخل الحديقة يواجهون حوالي 2500 من جنود الأمن المركزي علا صوت الصراخ حادا يائسا.
وانتهى كل شىء في تمام الساعة الخامس والنصف! حين تمالكت نمفسي بعض الشىء أخذت سيارتي وسرت وراء ست باصات نقل عام بيضا حملت اللاجئين المصابين ومعهم قوات أمن الدولة الى معسكر الأمن المركزي في دهشور على طريق الفيوم. وصل الباص هناك حوالي الساعة السابعة والربع. المعسكر يقع حوالي على بعد 40 كم خارج القاهرة. قد تكون المسافة أقل أو أكثر بقليل. كنت متعبة. أرقام الباصات التي شاهدتها كانت 3686 و4107 و6132 و4335 و3696. لم أتمكن من رؤية رقم الباص الأول. عدت الى القاهرة، مباشرة الى ساحة المعركة. وسوف أترك الصور لتحكي ما جرى. http://www.norayounis.com/2005/12/30/74
حتى هذه اللحظة مات عشرون من اللاجئين. هناك اخبار بإطلاق سراح كل من أخذوا الى معسكر 6 أكتوبر. البعض أطلق سراحهم من طره. لا توجد أنباء من دهشور.
أفراد ومجموعات ومحامون وجميعات سوف تتظاهر غدا السبت 12 ظهرا في نفس المكان، احتجاجا على وحشية الحكومة المصرية والدور المشين للمفوضية العليا للاجئين. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
Quote: مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف 3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس هاتف: 54776792 – 5787089 [email protected]
شهادة 3: كنت هناك..
المكان كان به حوالي 46 أوتوبيس من اوتوبيسات النقل العام.. بدأو رش المياه بعد الساعة الثانية عشر.. ضربوهم بمدافع المياه من ثلاث جوانب.. كانوا "يتفاوضون" معهم بالميكروفونات:"المفوضية أغلقت أبوابها ويجب ان تفضوا الاعتصام". ثم بمزيد من التفاصيل: "هتفضواالاعتصام يعني هتفضوا الاعتصام.. أنا عندي أوامر من أعلى سلطة في البلاد بفض الاعتصام.. عندي اوامر من الريس ان الاعتصام يتفض". المكان كان محاط بالمتاريس.. الضباط قالوا "المتاريس دي عشان فيه اسلاميين في الجامع!!!" عساكر الأمن المركزي كانوا يقفزون في مكانهم ويهتفون: يا أحلى اسم في الوجود، يا مصر!! ثم بدأت مدافع المياه مرة أخرى.. رأيت وفد التفاوض يعود الى داخل الحديقة.. تصورت أنهم سوف يوصلون رسالة ما.. لكن فجأة وبعد دخول آخر واحد فيهم على النجيلة اندفع وراءهم البوليس.. ضرب وصراخ.. ثم أطفئوا الأنوار.. وتعالت اصوات اللاجئين: الله أكبر .. حسبي الله ونعم الوكيل.. كما ارتفع الغناء بتراتيل عيد الميلاد.. ضابط واقف قرب المكان الذي كنت فيه قال ساخرا: "إحنا بنرشهم بالمياة لأنهم ما استحموش من ثلاث شهور.. ده شوية هزار.. والجد لسه ما ابتداش!! هينفض يعني هينفض." كانوا يضربون ويسحلون الناس المعتصمين من الحديقة حتى الباصات.. كلما كان اللاجئون يتأخرون في الخروج كان الضرب يزداد عنفا.. الناس كانت تقع على الأرض تحت الضرب وأغلب الذين ماتوا ماتوا من الضرب..واستمر الضرب في سيارات الأمن المركزي.. أحد الضباط قال: "دول سكريه". انتهى الضرب في الساعة الخامسة والنصف وبدأت الأوتوبيسات في الحركة.. وفتحوا الطريق.. بعد نصف ساعة تحركت جميع الأوتوبيسات.. مشينا وراءها.. توقفت الأوتوبيسات قليلا عند معسكر مديرية أمن الجيزة في الهرم.. خمس دقائق تقريبا ثم تابعنا الباصات التي توجهت الى معسكرات الأمن المركزي في قطاع دهشور. بعد ذلك عدنا الى ميدان مصطفى محمود. منعنا البوليس من الدخول.. قالوا لنا ان المكان أصبح في حوزة النيابة ومنعونا من التصوير. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
Quote: مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف 3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس هاتف: 54776792 – 5787089 [email protected]
شهادة 4: ماكناش عارفين اللى معانا جرحى ولا جثث
نور الإدريسي.. يحمل بطاقة زرقاء.. حصل على التوطين المحلي.. انهى دراسته الجامعية ولم يحصل على شهادة التخرج بسبب عدم قيامه بالخدمة العسكرية. يقول: كنت متضامن مع المعتصمين.. يومها كنت فى المعسكر..كان فيه امن كثير بالمنطقة.. قلقنا لكن النسوان المصريات فى الجنينة المجاوره (كانوا يبيعوا لنا الشاى والأكل طول فتره الاعتصام) قالوا لنا انه فيه مظاهره للإخوان المسلمين ونصحونا ندخل المعسكر نتحامى فيه.. الكلام تكرر من اكثر من مصدر.. أصحابنا خارج المعسكر بلغونا بالمكالمات التليفونية انه الشوارع حوالين الحديقة بتتقفل بالأمن.. حوالى الساعة 11 مساء شفنا 30 أو 40 راجل.. جلاليب بيضاء قصيرة وملتحين.. وقفوا فى صفين وشهم للجامع.. زادت العربيات المصفحة وبدأوا العساكر يحوطوا المعسكر.. فى البداية كان ضهرهم لنا وفصلوا بينا وبين " الأخوان" .. بعد شوية وشهم بقى ناحيتنا. طول الوقت كان مسموح للسودانيين بدخول المعسكر بعد تفتيشهم و سحب الأوراق منهم. بدأ ضابط يتحدث لنا بالميكرفون: انتم عارفين إن احنا جايين نشيل المعسكر وإحنا محضرين لكم معسكرات بيها كل وسائل الراحة. وفد مننا كان بيتفاوض مع الضباط ووافق على الانتقال للمعسكر المجهز بشرط انه 5 او 6 مننا يروحوا الأول يشوفوا بعنيهم.. الضباط رفضوا.. كنا طول الوقت نحاول نتصل بموظفى المفوضية لكن ما كنش فيه تليفون ببرد.. قلنا ح نقعد لغاية ما يشيلونا الساعة 2 او 3 فتحوا الطريق لعربية مطافى.. واحدة من اليسار وواحدة من اليمين.. بدأ رش المياه.. المياه بالنسبة لنا عادى وخصوصا الجنوبيين عندهم أمطار غزيرة فكانوا يضحكوا.. وطلبنا منهم عدم الاستفزاز.. بعد الرش الثانى جالنا واحد من اللجنة الشعبية ( الجنوب) وحاول التفاوض مع الجانبين لكنه فشل. حتى هذه اللحظة ماكانش عندنا اى تصور انه ح يكون فيه عنف لدرجة إننا قعدنا ووزعوا علينا العشا. بدأ العساكر يصيحوا (صيحات الانتشار) نساءنا زغردوا (بمعنى: مش خايفين) كان عندنا أمل انه نور النهار قرب وحنكون فى أمان. الساعة 5 كان فيه رشة مياه ثالثة.. مع كل رشة كان كل واحد يغطى نفسه بمشمع أو بطانية.. المرة دى خلصت المياه.. نزلت الغطا من على راسى.. ماشفتش إلا الضرب جاى من كل جهة منين ما تتحرك تلاقى ضرب.. ماعرفش امتى وازاى بقوا العساكر فى وسطنا وفى كل مكان.. منين ماتهرب تنضرب كان معانا واحده معوقة اسمها نجلاء. قالت سيبونى وروحوا انتم. غطيناها بمشمع وهى قاعدة فى الأرض. انهالوا عليها ضرب لغاية لما ضابط قال: دى واحدة ست! فحملوها للخارج بعضنا كان يهرب بالقفز للشجر. الأغصان تنكسر ويقع على غيره يمكن ده يكون موت عيال.. الضرب كان على الرأس.. شفت زول بيقع على الارض ورمى طفل لفوق.. العيل وقع على الارض ماتلقاه حد وداست عليه الاقدام معظمنا كان دايخ.. يمكن المياه يكون كان فيها مخدر ويمكن رشوا حاجة.. ويمكن من الضرب. الصراخ كان فى كل مكان ماكانش مسموح بالخروج الا محمولا ...اللى بيقع بيشلوه 3 او 4 عساكر يسلموه للعسكر بره ويرجعوا يشيلوا غيره.. العساكر بره كانوا بيكملوا ضرب لغاية الوصول للاتوبيس. فى الاتوبيس كان فيه عساكر.. طول الوقت كنا بنسمع سب.. فى الاتوبيس كان فيه ناس بتكورك ونسوان بتنادى على اولادها وكان فيه جرحى.. سيارات الاسعاف كانت قريبة لكن ماحد سأل فينا. ليه؟ ماكناش عارفين اللى معانا جرحى ولا جثث اخدونا على معسكر الامن المركزى بطره. استلقينا على التراب وهدومنا مبلولة. كنا خارج العنابر. ساعتها عرفنا اى معسكر مجهز كان فى انتظارنا. بدأوا يقسمونا ويسجلوا اسامينا وبعدها ظهرت سيارات الاسعاف.. اللى حالتهم صعبة اتشالوا مانعرفش لفين والباقى اطهرت جروحهم بسرعة. مياة الشرب كانت قليلة. والمعاملة كانت قاسية وكلنا متخبط كان نور منهكا والدموع فى عينيه طوال الحديث وصوته واطى من الإعياء والحزن والحيرة. طلبت منه التوقف وتناول مشروب رفض وبدأ يتحدث عن زملاء فى احتياج له ولمساعدة طبية وانصرف على وعد انه يوصل الزملاء للعياده.
ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
Quote: مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف 3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس هاتف: 54776792 – 5787089 [email protected]
شهادة 5: كل ما أسأل يقولوا لى شوف أسمك على اللوحة
مصطفى علي من شمال السودان، أم درمان يبلغ من العمر 48 سنة. كان يعمل بالتجارة. كان عنده محل. يقول: مش عارف أقول أيه، مش عارف أنا جاى ليه، دي حكاية لا تغتفر لأن الموجودين دول كان ممثلين لكل فئات الشعب السودانى. أنا متوطن فى أمريكا من سنة 2000 وملفى لم يذهب للمحلفين (منظمة الهجرة) إلى اليوم وكل ما أسأل يقولوا لى شوف أسمك على اللوحة.. أحنا بننشر الأسماء كل يوم خميس ولو مش موجود قدم التماس رحت عشرات المرات وقدمت عشرات الشكاوى ولم أتلق أجابة واحدة يقولون لنا الاندماج المحلى أزاى وأحنا ما عندناش مسكن ولا لنا حق العمل ولا يوجد أصلا فرص عمل ولا نستطيع حتى توفير الأكل. أنا عندى 7 أطفال. بأحاول أعلم بعضهم فى مدارس خاصة رخيصة لأننا برضه ممنوعين من التعليم فى المدارس الحكومية.. أحيانا آخد إعانة غير منتظمة من كاريتاس.. وقفت نهائيا من يونيو 2004.. قالوا مافيش فلوس.. قلت أنضم للاعتصام يمكن أعرف أتصرف. لماذا ترك السودان؟ دخلت فى خلافات مع الحكومة بعد ما اترشحت بالاجماع من الناس فى أحد أحياء مدينة أم درمان للجان الشعبية (مثل الحكم المحلى).. قامت الحكومة بإستبعاد اسمى من الترشيحات لأنى لا أنتمى للحزب الحاكم.. تجمهر السكان فى اللجنة وحدثت مصادمات مع الشرطة وأصيب ضابط. اعتقلونى لمدة ستة شهور بدون أية محاكمة فى سجن أم درمان فى الأيام الأولى ولمدة اسبوعين تعرضت لجميع أنواع التعذيب مثل الضرب بالسمكى فى جنبى وخلع ظفر السبابة بالكماشة والتغريق بالماء البارد بالشتاء (المواطن لا يرغب فى التذكر من فرض شعورة بالأمل ولكنى شاهدة أماكن الاصابات).. خرجت من السجن لقتنى محظور من السفر ومطارد من البوليس وخاضع للرقابة. قررت أهرب إلى القاهرة عشان أنسى. سافرت. ولادى الأول وساعدنى أصدقاء بالفلوس. دخلت القاهرة فى أغسطس 1992. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
Quote: مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف 3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس هاتف: 54776792 – 5787089 [email protected]
شهادة 6: فيه واحد مشنوق فى الحمام عبد الحليم عمر. 33سنة. فنى. وصل مصر 16/6/2005. مسجل بالمفوضية خرج من سجن شبين الكوم العمومى يوم 5/1/2006 يقول: كنا جالسين عند بوابة الحديقة. جانا واحد أمن دولة (لابس مدنى) وقال فيه مظاهرة للاخوان المسلمين والشرطة ح تيجى تحمينا. كنا مطمئنين ان الشرطة ح تحمينا. شوفت الشرطة قربت. وضابط كلمنا بميكرفون.. انا وواحدة معايا كنا بنتفاوض مع لواء شرطة. قال ح نوديكم معسكر. قلت: فين. قال: مش لازم تعرف. قلت: ح نعمل وفد مننا يروح معاكم يشوف المعسكر. رفض وانذرنا بعد خمس دقائق ح يضرب علينا. خمس دقائق وضربوا علينا مياه سخنة وبعدها مياة باردة طلبوا منا مرة ثانية ننفض. مع ان الحديقة كانت متحاوطة من كل مكان. بعدها بدأ الضرب من كل مكان. كنت ماسك زوجتى بايدى. كنت خايف عليها جدا. وقعت من كثر الضرب وداسوا على لغاية لما فقدت الوعى. ما حسيتش بنفسى الا فى المستشفى (ما عرفش اسمها). لما فوقت كانوا معلقين لى محلول وكان فيه ورم فى دماغى والم فى رجولى شديد. كنت متصور ان رجولى مكسورة. العنبر كان فيه زى عشرين سودانى وكان معانا حراسة (لابسين مدنى) كانوا يصحبونا حتى للحمام. لما سألته احنا مقبوض علينا قال انتم تبع ايمن نور!! كانت هدومنا مبلولة و حافيين. المعاملة كانت وحشة جدا اول يوم. ثانى يوم كان فيه ممرضة بتغطينا بالبطاطين وتبكى علينا. اخدونا نتعرف على الجثث فى عنبر ثانى. المنظر كان فظيع. جثتين او ثلاثة على الترولى الواحد فوق بعض. اتعرفت على طفل صغير معرفش اسمه لكن شفت ابوه وهو بيقع على الارض وينحدف لفوق. وقع على الارض والعساكر داسوا عليه. (ملحوظة: الاب لا يزال فى سجن شبين الكوم) شالونا فى عربيات (الترحيلات) روحنا على طره. كنا حوالى عشرين وتقريبا كان يوم السبت. في طره لقيت زوجتي. مافيش غرف. كنا بنام قدام العنابر. كل واحد بطانية واحده. قسمونا. اللى معاهم بطاقة صفرا لوحدهم والزرقا لوحدهم واللى بدون هوية زيي لوحدهم (جوازى ماكنش معايا) وبدأوا يركبونا العربيات. انا رفضت وطلبت اكون مع زوجتى (معاها اقامة سارية) الظابط اخدنى وفهمنى انه النسوان فى سيارة لوحدهم والرجال لوحدهم عشان مايصحش وانى ح اقابلها هناك. بصينا من شباك العربية شوفنا اليافطة وعرفنا انه رحنا سجن شبين الكوم. السيارة تقف فى وش الباب وننزل كان فيه صفين من العساكر محوطينا. قعدونا صفوف وعدونا ثم مشونا طوابير واعطونا لبس مكتوب علية "تحقيق" ولما اعترضت الضابط قال لى انتم ضيوفنا. لبسنا وصورونا كل واحد شايل يافطة عليها اسمه. دخلونا كل 25 فى غرفة صغيره بها طاقات مرتفعة تطل على مبانى السجن وفى ركن الغرفة حمام. بعد ما وصلنا بشوية صرخ زميل لنا وقال فيه واحد مشنوق فى الحمام. تصورنا انه يمزح ولما اتأكدنا اتفزعنا وخبطنا على الباب. جه عسكرى القى نظرة وخرج بعده ظباط كثير وبعدين لواء. خرجونا من الغرفة ورفعوا البصمات وشالوا الجثة (كان جنوبى اسمه صعب) شنق نغسه بحبل (الحبل اللى كانت مربوطه به البطانية). رجعونا الغرفة نفسها. ماقدرتش انام ولا اشرب مياه من الحمام اللى كان فيه المنتحر. اعترضت على الأكل (عيش وحلاوة) غيروا الاكل وجابوا لنا (ارز عليه صلصة حمرا). كنت قلقان على زوجتى كدبت على الضابط وقلت له لى ابن قافل عليه فى شقة لوحده. تحروا من زوجتى (كانت فى سجن القناطر) ولما اكتشفوا الكدبة عملوا لى محضر لكن العسكرى قال لى ح نخدمك فيه . في اليوم الثالث فى السجن قالوا لنا ننزل عشرة عشرة ووزعوا علينا دفتر اصفر مكتوب علية وثيقة تعارف عليه اسم الواحد وصورته. دخلونى مكتب فيه سودانيين عرفت انهم من السفارة السودانية كانوا معلقين ديباجة على الجاكت. كان كلامهم استفزازى. اتعصبت واتهجمت على واحد. جابوا لى الحرس شالنى. احمد بيه اخدنى فى مكان لوحدى وجاب لى قهوه وسجاير. وقال لى براحتك عايز تتكلم معاهم اتكلم مش عايز خلاص. بعد شوية جانا السودانى (من السفارة) وقال عايزين ده (شاور على). قلت له انت عايز تاخدنى السودان تعذبنى ثانى. قال: انا بتكلم مع احمد بيه مش معاك. احمد بيه خده ومشاه بعيد عنى. لما رجعت الغرفة عرفت ان معظم زمايلى اتشاكلوا مع رجال السفارة فى نفس اليوم اختاروا 17 واحد من عنابر مختلفة. قعدونا شوية تحت وماحصلش حاجة. رجعنا العنابر. توقعت مشاكل قلت لزمايلى احنا نضرب عن الطعام بداية من يوم الجمعة. يوم الخميس ندهوا على افراج. خرجنا ال 17 واحد اللى اختارونا من قبل. كنا فى سجن شبين حوالى 600 واحنا ال 17 بس اللى خرجنا (يمكن لانهم باقى ال 17 معاهم بطاقة زرقاء ويمكن لان احنا عملنا مشاكل مع موظفى السفارة. يمكن لانى كنت ناوى على اضراب طعام)
ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
Quote: مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف 3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس هاتف: 54776792 – 5787089 [email protected]
شهادة 7: بأخاف أطلع الشارع
عبد الرحيم، مندوب مبيعات بأفكر فى كل اللي حصل. حاجة مزعجة خالص فكرة القساوة والعنف. أنهم يقتلوا الناس. الفكرة نفسها مش قادر أصدقها. بأخاف أطلع الشارع. مش قادر أشوف مصريين. لا موأخذة مش قادر حتى أشوفك. كانوا شاهدين على الجريمة وسكتوا عليها. الضباط كانوا بيسخنوا العساكر ويقولوا دول كفرة ودول جايين عشان يخربوا مصر. دول جايين تانى معهم خمور وبيمارسوا الرذيلة. مهمتكم تضربوهم. الجنود كانوا سخنين وكانوا بيغنوا. حتى أثناء الضرب تحس أنه كان مش بيضرب عشان يفرق. لا. ده كان بيضرب غل وبشكل عنصرى زى ما يكون السودانى أكل منه. حتى فى الضرب كان بيفرق بين الشمالى والجنوبى. كان بيضرب الجنوبيين أكثر. المواطن السودانى بالنسبة ليهم شمالى. بأفكر فى كل حاجة زى الشريط. مش عاوز يروح من راسى. من الأعتصام على سجن دهشور متعور فى الفم والشفايف ونزيف من الأنف وكنت مضروب فى الرأس وكان عندى دوخة وهلوسة. اليوم كله ألف للساعة الثامنة مساءاً. ركبونا أتوبيسات نزلتنا فى الشوارع على طريق الأتوستراد. كنت حافى وملابسى مهلهلة ومن غير مواصلات. اضطريت أمشى وأنا فى الحالة ديه.
ملحوظة: الأسماء الواردة في الشهادات غير صحيحة ولن نلعن عن الأسماء الصحيحة إلا يوم أن يفتح التحقيق الجدي في مذبحة ميدان مصطفى محمود. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من شهادات ضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي (Re: elmahasy)
|
Quote: مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف 3أ شارع سليمان الحلبي، من شارع رمسيس هاتف: 54776792 – 5787089 [email protected]
شهادة 8: المشاهد أنطبعت فى راسى ومش قادر أخلص منها
يحيى الحكيم من دارفور يبلغ من العمر 33 سنة، حاصل على مؤهل جامعى تخصص علاقات دولية. يقول: شريط الأحداث أمامى متواصل.. مش عارف أركز فى أية حاجة.. ماليش نفس أتكلم.. ماليش نفس آكل.. مش مصدق اللى حصل.. شوفت حرب أهلية فى بلدى (الطويلة) فى دارفور.. ماشفتش زى كده.. كان فيه كذب وخداع.. ناس بتنضرب وناس بتنزف.. أطفال بتموت.. ما كنتش مصدق.. كنت حاسس أن اللى بيحصل مش حقيقى.. المشاهد أنطبعت فى راسى ومش قادر أخلص منها.. يوم الحادث بالليل صديقى كان معى فى المنزل بيغير هدومه وقال لى أنه رايح الاعتصام.. سبقته أنا على الأعتصام.. بعدها اختفى.. ماشفتوش خالص.. أمه حالتها صعبة.. مش لاقيين جثته.. لأنه للأن لم يعلن عن كل الأماكن التى بها الجثث.. حصل وفيات كثيرة مش بس فى الحديقة.. ده كمان فى الإسعاف وفى المستشفيات بعد ما نقلهم الإسعاف.. لو عاوز يفض الاعتصام ليه فتح الطريق للسودانيين ليدخلوا.. فى النوم أشعر أنى زى المخنوق، وأنى فى حد جارى واريا، أصحا كتير بالليل أحلم بكل اللى حصل، ويقولولى أنى بهلوس بصوت عالى.. بفكر كتير فى الناس اللى أنا بعرفهم ما أعرف عنهم حاجة، معرفش إذا كانوا أحياء أو ميتين.. واحدة ست شفتها فى طرة ماكانتش قادرة تمشى.. كانت بتبكى فى اليوم الثانى أسمها اتنشر فى الكنيسة.. ماتت.. باتت عندهم ليلة واحدة.. الصبح شعرت بصداع راحت المستشفى لقوها عندها نزيف بالمخ وماتت. لماذا ترك السودان المواطن السابق خريج علاقات دولية درس فى المغرب حتى عام 1995 عاد إلى السودان ليعمل فى تخصصه، لم تكن هناك وظائف شاغرة فى وزارة الخارجية فعمل مدرس دراسات اسلامية وبيئية فى مدرسة ثانوية، كانت الظروف المعيشية فيها رديئة للغاية وحدث أن كان هناك اجتماع بمدير المدرسة والمنطقة والمحافظ وكان يناقشون ضرورة أن تكون النتائج الدراسية للمدرسة متفوقة فى الامتحانات، كان الاجتماع فيه معلمين أنا الوحيد اللى اتكلمت عن معاناة الطلاب ومستحيل أن يتفوقون بدون غذاء أو توفر مياة للغسيل، كنت بتكلم بحدة، حصل خلاف قالولى لو عندك كلام إيجالي قول، لو مفيش اسكت. لم أسكت وقلت أنا من حقى أتكلم وأدافع عن حقوق الطلاب. فى اليوم الثانى استدعيت فى مكتب المحافظ. تهمونى بتحريض الطلاب ودعوتهم للإضراب عن الطعام والعصيان المدنى. لم يصدقونى حين قلت أن كل ذلك لم يحصل. تركونى قاعد لغاية الليل. اللى رايح واللى جاى يشتمنى وبعدين تركونى أرجع البيت بشرط أن ما أرجعش المدرسة خالص. بالليل يوميا كنت أروح المحافظة أقعد عندهم من الساعة 3 إلى 9 مساءا عشان ما أشفش الطلبة وأرجع أنام فضلت كده شهر. أتفتحت وظائف الخارجية وده كان عام 96 طلعت النتيجة أسمى غير موجود رغم ان كل المقبولين تخصصات بعيدة عن وزارة الخارجية. دخلت المكاتب تشاجرت مرة أخرى. سئلونى أنت منظم؟؟ أنت تابع للنظام الحاكم، أنت اتربيت هنا. أجبت بأننى غير منظم. قالوا لي: خلاص لا يقبل فى الخارجية الا أصحاب الولاء للنظام الحاكم. أنفعلت وأتكلمت عن حقوقى كإنسان وكمواطن وكمتفوق. طلبوا بتوع الأمن فى الوزارة مسكونى وبعد ساعة ركبونى العربية. ما يتكلموش معايا وما قالوش رايحين فين وطول السكة يضربونى. حبسونى فى مكان بعيد وتركونى لثانى يوم. قالوا لى أنت شكلك بتاع مشاكل وبتعمل بلبلة وأحنا أتحرينا عنك. فضلوا يضربونى كل يوم لمدة أسبوع ثم تركونى على أن أذهب لمبنى الرئاسة فى الخرطوم لاسجل حضورى. خذونى بالعربية ورمونى بعيد وفعلا كنت باروح الرئاسة يومياً أقعد خمس أو ست ساعات وبعدين يقولوا تعالى بكرة. وبعد 3 أسابيع فكونى بشرط ألا أغادر الخرطوم نهائيا وهددونى بأن خلاص ملفى بقى أسود. مابقاش عندى أى فرص عمل لغاية عام 1999. قدمت عدة مرات فى عدة وزارات حكومية. كل مرة كنت بأترفض. أتعلمت أشتغل مهن ثانية زى الالمونيوم والسقوف المسلحة. |
| |
|
|
|
|
|
|
|