|
دعوة: لا ... لحسني مبارك في الخرطوم في القمة الافريقية
|
بهذه الــ"لا" أقصد العجز، الانكسار، الفجيعة. فجيعة اخواتي وامهاتي، اخواني وابائيّ ، وابنائنا ممن سال دمهم(ن) موتا وعنصرية في قاهرة لا تعّز. لا... العجز هذه هي اقل فعل رمزي يمكنه ان يعبر عن حزننا وفجيعتنا فيهم(ن). هذه الــ"لا" لا ولن تقوي، بالطبع، على منع دخول السفاح حسني مبارك الي سوداننا بعد ان لطخت دمائنا شوارع وارض مدينته التي تقهر بعنف، ونحن لا نأبه، لا نحزن، لا نعلن الحداد الرسمي. فبائ الاء فجيعتنا ندعوه الي القمة الافريقية.
تاتينا الشجاعة والحصافة بسحب بعثتنا الدبلوماسية من بغداد حفظاً لارواح ستة من السوادنين من قبضة مجموعة معتهوهين متهورين اسلامويين في بلد خاج النظام، بقرار دبلوماسي عال، وذات شجاعتنا تاتينا ايضا في ان نصمت و/أو ندبر بليل شتوي بهيم قتل مترصد لمايربو على العشرين من اهلنا، والزج بمائاتهم(ن) في غياهب السجون المصرية والترحيل القسري ، وستفشل سياستنا بالطبع في قرار يرفض دخول السفاح الفرعوني الامر بذلك الى ارضنا ليشارك في قمة لا نستحق نحن شرف استضافتها ونحن نقتل ونغتصب ونشرد ونمييز ضد بعضنا البعض .
ليس الغرض من الــ"لا" هذه الانخراط في جدل حقوقي/ سياسي حول من البادئ ومن الأظلم بين الحكومة المصرية، مفوضية شئون اللاجئين، الحكومة السودانية، اللاجئون وطالبيّ اللجوء من السودان. غرض الــ"لا" الواضح ان هنالك عشرون ونيف واكثر قد "قتل" ومئات لا يعرف مصيرهم(ن) من اهلنا بقرار لا يمكنه المرور الا من سفاح، يبرر وله القدرة على فعل "المجزرة"...... ضد الانسانية،القتل الجماعي، التطهير العرقي، الخ فهذا شان اخر له ميادينه سنأتيها لاحقا.
خلفيات وملابسات مجزرة عشرون ونيف بل اكثر من السودانيين/ات بمصر هي ايضا ليست موضوع الــ"لا" لدخول سفحها الى ارضنا، كما سناتيها في مجال اخر، حيث تضم خلفيات وملابسات الكارثة هذه صمت دؤوب امتد لمائة يومٍ من الحذلقة،الالتفاف والاستسهال داخل وخارج "أم الدنيا" مصر. سبق لماسأة الجمعة امام مفوضية اللاجئين ان تعرض اللاجئون وطالبئّ اللجوء من السودانيين/ات الى احداث مشابه، لكن اقل كارثية عرفت باحداث شارع الفواكه، ضاعت فيها الحقيقة بين حكومة قمعية مسعورة هي مصر، وهيئة دولية اربكها وما رضيت ان تتعلم من هذا السودان المعقد المركب، وهي مفوضية شئون اللاجيئن. ذات السفاح فعل فعلته، الاقل مأساويتة، بان زج في بيوت الاشباح المصرية عشرون ونيف ايضا، وادخل الزعر والتصنت على المكالمات ورحّل الكثير، لمن شعر وفكر وقدر ان وضعه(ها) في ارضه فيه خطر عليه(ها).
انا "لاجئ" أو "طالب لجوء"، شخصية او عملية لها خصوصيتها وصعوبتها، بعيدا عن التأسيس القانوني والسياسي هنا، ولها وضعها المركب سياسيا، واجتماعيا، واقتصاديا، ونفسيا، وروحيا ايضا... يستحيل معها القرار الامني البوليسي بفعل القتل الا من سفاح لا يشعر، لا يرى، لا يسمع، لا يفكر ولا يقدر. وان كانت هذه "اللاءات" ما هي الا تعبيراً عن حالة بنية سياسة وثقافة سائدة في مصر تستسهل، في حالات عدم فهماها وصبرها على الفهم، فتعود راجعة الى تسطيحها لتردد مستخفة " يابن النيل"، " اجدع ناس"، "دا انا عارف"، "مصر والسودان حاجة واحدة و"من زمن الملك فاروق"، الخ.
السفاح/ الحالة في ارتكابه مجزرة السودانيين/ات بالقاهرة، لا... ولتكن داوية الصوت، لا للسماح له بدخول السودان، فهو في استسهاله لقرار القتل الجماعي لا يهمه سوى صورة "مصر الحضارية"، وشكوى جيران الميدان- موقع المذبحة- من "التبول على الجدران" و"اصدار الضجيج والازعاج"، وتقارير وزارة صحته وداخليته العنصرية، والمعززة بالاعلام المصري الرسمي وغير الرسمي في عنصريتها وتشكيلها العريض للرأي العام المصري، ضد هؤلاء السودانيين/ات الذين يعاقرون الخمر، وتتفشي وسطهم الاوبئة المميتة مثل "الايدز". أي همٌ واستسهال هذا يدفع، سوى السفاحين، على قرار القتل الجماعي. لا لدخول السفاح المصري الى ارضنا ما لم يقر، ويتحمل نتيجة اقراره، ويسمعنا والعالم بأن مجزرة السودانيين/ات بالقاهرة لا تقل، كما تهوى بنية ثقافته وسياسته ان تتغني دائما، عما تفعله اسرائيل بالفلسطينين في جنين. بل ان ماجرى في ميدان مصطفى محمود هو " صبرا وشاتيلا" بأيدي من يتغزلون في زعيقهم باننا "ابناء النيل"، وفي كلا الحالتين بين ميدان مصطفى محمود وصبرا وشاتيلا هم(ن) لاجئون/ات. والى حين ان تعلم وتتعلم مصر عن لاجئينا في بقاع افريقيا والعالم الاخرى ،، سيسمع عنها السفاح حسني مبارك ضمن نتائج القمة الافريقية في الخرطوم.... فمعا ضد استقبال مصر في القمة الافريقية بالخرطوم. ... وفي النفس شئ من حتي،،، حتي اعود. عبدالمنعم الجاك
|
|
|
|
|
|