المخدرات آفة العصر تفعل بالناس أفعالاً عجيبة ، وعندنا فى السودان ما يعرف ب(البنقو) هو خطر محدق بكل الشباب ، حكى لى أحد الأصدقاء تجربته مع ذلك السم ، وتحت ضغط من بعض أصدقائه طلبوا إليه أن يجرب ذلك الشىء ففعل ، وكان هذا الحديث فى السبعينات من ايام الخرطوم المفرحة ، وجلس إليهم وتناول ما يمكن تناوله معهم ، ثم إستاذنهم وخرج ، ركب سيارته من الصحافة متجهاً إلى برى حيث يسكن ، وهنالك وفى داخل سيارته بدأ مفعول السم يفعل فعله ، فما كان منه إلا أن غير وجهته دون سبب يذكر ، وإتجه صوب طريق مدنى ، ولا يعرف هو إلى اين يذهب ، ضج رأسه بهلوسة فظيعة ويخيل إليه أن الكون كله ينظر إليه ويضحك منه ، ويرى الأشياء على غير ما يراها الرائى بشكلها الطبيعى ، فإذا إبتسم إليه شخص ، ظن أن الرجل يضحك عليه من سوء فعلته ، وإذا رأى كلباً يعبر الطريق حسبه أسدا ، وهكذا صار يقود سيارته فى طريق مدنى وعلى غير هدى إلى أن وصل منطقة الجديد الثورة ، فرأى ميداناً كبيراً به صبية يلعبون كرة القدم ، فإنحرف عن الزلط (طريق مدنى) وإتجه صوب الميدان على يسار الطريق ، فى ميدان لا يبعد كثيراً عن البحر ، ثم قال ، حاولت أن أهدىء من روع نفسى وأن أركز قليلا حتى يعود الىّ عقلى ، فأوقفت السيارة قبالة الميدان ، وصار اللعيبة مكشوفون امامى وهم يلعبون تمرينهم المعتاد ، صبية يفع من فى بلدة وديعة ، وكان من هول المفاجأة أنه كلما نظر إلى هؤلاء الصبية لا يرى غير لعيبة كرة القدم العالميين ، وهم على سبيل المثال كلعيبة اليوم رونالدينو وروميرو وسامى جابر وغيرهم ، فصار (يدعك) عينيه لعله يتأكد منهم مرة اخرى ، فيتجلى له ماردونا بشحمه ولحمه ، منفرداً بحارس المرمى الدعيع ، ويصيب الهدف ويصفر الحكم معلناً أن الهدف صحيح ، وتضج الجماهير بالفرحة ويراهم وكأنهم فى المانيا بمقاييس اليوم ، وهكذا نسى نفسه وراح مندمجاً مع اللعيبة العالميين وهم يؤدون اعظم مباريات كرة القدم ، وما كانوا فى الواقع سوى صبية قليلون يلعبون بوداعة لعبتهم المحببة فى ميادين الجديد الثورة تلكم البلده الوادعة ، فتأكد له أن فى الأمر شىء ، فاتجه صوب النيل ، ووقف هنالك وترجل من سيارته ورفع يديه منادياً أولياء الله الصالحين ، يا بركة الجيلى وسيدى حسن ودحسونة والشيخ ودبدر والشيخ المكاشفى ويا راجل طابت ويا صايم ديمة ويا سيدى الحسن ويا شيخ البرعى ويا أبعلامة ويا أبجلابية وياأهل الله تتنجدونى وتلحقونى وترجعو لى عقلى ، وأجهش فى البكاء ، بكاء حارا متوسلا بكل الصالحين ، قال لى والعتب على الروائى أنه ما من شيخ إلا وذكره قبالة النيل العظيم وهو رافعا يديه متضرعاً إلى الله ومتوسلاً إليه بكل أوليائه الصالحين أن يعيده سيرته الأخرى ، أى أنه طلب (فك) (السطلة) وظل على هذه الحال فترة طويلة ، حتى عاد غليه عقله رويداً رويدا ، فركب سيارته وعاد ادراج الخرطوم ما بين وعيه وغيابه ، حتى وصل منزله بشق الأنفس ، وراح فى نوم عميق حتى صباح اليوم التالى ، وصحى فى الصباح ، بعد أن عاد سيرته الأولى وكأنما شىء لم يكن ، ودار شريط روناليدنو فى راسه وكيف أنه وقف إلى البحر (نادهاً) جميع الصالحين ، ولعل الصالحين وقتها كانوا يتعجبون من فعلته.
فنان سودانى كبير ، ويعد من الأساتذة فى هذا المجال ، حدثت معه الحكاية التالية: كان مرتبطاً بحفل فى الخرطوم ، والعريس تعاقد مع الفنان من قبل أكثر من شهرين ، بل ودفع قيمة التعاقد كاملة قبل الحفل بوقت طويل لزوم التأكيد ، وجاء موعد الحفل ولم يأتى الفنان و (طرشق) عليه العزومة ، وقد قال لى الراوى الذى كان من ضمن المدعوين ، وقد كان صديقا لهذا الفنان ، بل ويعتبر (فردة) بالنسبة له ، أنه رأى العريس (يجهش) بالبكاء من سوء فعلة هذا الفنان الكبير ، فقال لى لم يكن همى شىء سوى أن أتصل به صباح اليوم التالى لأرى لماذا فعل هذا الفنان الكبير تلكم الفعلة السخيفة؟ ، وفعلا إتصل عليه صباح اليوم التالى ، وكان رد الفنان كما يلى ، نعم أنا فعلا كنت مرتبط ، بل ورتبت مع العازفين والفرقة للحضور للحفل ، وبما أن هذا الفنان كان يمارس عادته تلكم فى سرية وكتمان شديد ، فقد كان معه (سيجارة) جاهزة لزوم تلكم الحفلة ، فقال لصاحبى ، توجهت بعربتى صوب طريق مدنى لأن الوقت كان (بدرى) وضربت السيجارة فى ذلك الهمبريب اللذيذ ، ولكن المشكلة أنه لم يتوقف إلا فى مدنى ، فقد ذهب إلى مدنى دون أى مبرر سوى أنها (سطلة) كاربة ، وعند وصوله مدنى ، قام بملء التنك بنزينا ، وعاد أدراجه إلى الخرطوم عند ساعات الفجر الأولى ، فطرشقت الحفلة بسبب السطلة وذهب الفنان إلى بيته ونام ، هكذا بكل بساطة متناسياً الإرتباط والحفل والعريس والمعازيم ،
إلتقيت ايضاً صديقا فى الرياض ، ذكر لى أنه يحتفظ ب(سيجارة) لم يرى لها مثيلاً ، وكان ذلك فى بداية إغترابنا فى مدينة الرياض فى اواسط السبعينات ، الرجل من الشايقية ، ويحب (البنقو) حباً جما ، وكان يعمل فى جنوب السودان ، حيث تعلم شرب البنقو من مصادره ، وبعد أن نقلوه إلى الشمال ، حمل معه حمولة معتبرة لتكون مؤنة له عند الجدب ، وقال لى ، بقية هذه السيجارة مازالت موجودة إلى يومنا هذا فى مكان آمن فى (كريمة) ، تصوروا ، قال ذهبنا يوما بعد إصرار من بعض أصدقائه أن (يضوقوا) سيجارة الجنوب ، فجلب بعضا منها وإتجهوا بعد صلاة المغرب للرملة عند شاطىء البحر ، وجلسوا وتآنسوا ولفوا ما طاب لهم من (الهباب) ، وسطلوا ونعنشوا حتى إنفض سامرهم ، فقاموا يلملون ما تبقى من سجائرهم ومفاتيحهم وأغراضهم ليذهبوا صوب ديارهم ، ما عدا واحد منهم ظل قابعا فى مكانه ، يحمل كبريتة فى يده اليسرى ، يفتحها كل مرة ويخرج (قشة) و (يشختها) وبضوء الكبريتة صار يبحث عن شىء ضائع له ، فتنطفىء القشة ، فيخرج قشة أخرى ويوجه ضوءها نحو الرمال باحثا عن ضالته ، وهم واقفون فى دهشة منتظرون صاحبهم أن يذهب معهم ، فسأله صديقى عمّ يبحث؟ وكانت المفاجأة أن الرجل يبحث عن كبريتته الضائعة ، فيفتح الكبريته ويخرج (القشة) و (يشخت) (فتنير) ويبحث فتنطفىء ولا يجد لها اثرا فى الرمال ، وهو مصمم على العثور عليها
قال لى صاحبى ، وقد ذهل طبعا من هول ما فعلته (سيجارته) اللئيمة ألتى كادت أن تعصف بعقل صاحبه ، قال لى قلت للرجل فى هدوء معليش ياخ خليها أنا عندى واحدة تانية بديك ليها ، وسحبه من يده فى هدوء وقاده حتى أوصله سريره فى حوش كبير من حيشان الشايقية الأفاضل ، وكان صاحبى مزهوا بوجود بقيتها فى (كريمة) ويقول لى هذه علاماتها
الحكايات كثيرة حول هذا السم الهارى
بل هنالك الكثير من الشباب أفقدتهم (السيجارة) عقولهم ، واصبحوا مجانين بين الناس وحطمت آمال الكثير من الأسر ، وأصبحت بالفعل آفة العصر التى يجب تضافر الجميع فى محاربتها بضراوة حفاظا على شبابنا ، فهل أحظى منكم ببعض تجارب لكم أو لأصدقائكم من جراء هذه العادة القاتلة ، لعل الناس تتعظ وتفر من هذا الهباب فرارها من الأسد.
شفتو البنقو بيعمل إيه؟
06-13-2006, 04:06 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8629
شكرا للحضور والمشاركة ، بس أنا المحيرنى المدافعين عنها خصوصا من قبيلة (المبدعين) الشعراء والفنانين وحتى المهنيين الذين يقولون عنها ما لم يقله مالك فى الخمر ، بل يعزى البعض سبب إبداعهم للسيجارة ، وفيهم من يقول أنها تساعده على الأكل ب (نهمة) وشهية كبيرة وفيهم من يقول أنه يرى الكون زاهياً بألوان جميلة كقصة صاحبنا الذى كان يتردد على (الأفلام الهندية) بشراهة ، ولما سئل عن سبب هذا العشق للأفلام الهندية ، قال أنه (يسطل) ويذهب للفلم الهندى لمشاهدة (الألوان) وآخر يقول أنها أقوى تأثيراً من الفياجرا ، وكل يغنى على (ليلاه) بطريقته الخاصة ، فهل فعلا تساعد السيجارة المبدعين فى أبداعاتهم وظهورها بالشكل المبدع أم أنهم متوهمون؟؟ مجرد سؤال
قت لي نده السدي الحسن عدييل لا حولا ولا قوة . الحمد لله العتقنا من هذه التجربة المريرة تعرف يا زول ، زمان انا كنت في الثانوي وبقرا لكولن ويلسن كتير ، لحدي الامنتمي وما بعده,, الراجل المطوفش دا قرب اودرني ، كان بتكلم عن الؤى البتصيب المهببين ودخلت لي في راسي شديد المسألة، لاجرب هذه الطفشة وفتشت عن سيجارة صلقت ملقط ما لقيتها وولحسن الحظ ضاعت على سطلة بسبب الندرة حسي وكيلك الله كان الواحد يا مستمر ولا في مصحة كوبر !! وربنا يجازيك يا كولن ويلسون ويجازي الرؤى بتاعتك كنت حتركبنا شارع مدني
06-13-2006, 05:24 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
الاخ الحبيب هشام أولاً شكراً لتسليط الضو على هذه الآفة ( المخدرات) من خلال سرد جميل وقصص واقعية جميلة الحكي (التقول أنت لافيها لمن كتبتها)
آفة المخدرات ليست العيب في تعاطيها وحسب ، بل يمتد أثرها لتشمل إلتزامات أخرى ، فقصة هذا الفنان الذي ركب الزلط لمدني فيها ضياع لكثير من الإلتزامات تخيل بالله منظر العريس وأهله وعروسته ، وإقتطاعهم لجزء كبير من مالهم ووقتهم لتوثيق هذه اللحظات الجميلة ، وأتخيل معاي مدى الخسارة المادية التي مني بها هذا الفنان بقي في حق بنزين وحا يرجع للعريس حقو ، وحا يدي العازفين حقهم لانو أرتبط معاهم وكلو دا على حساب أسرته وأولاده ... وعلى حساب صحتو الجسدية والعقلية علمت فيما علمت أن البنقو يتلف خلايا المخ لانه يسرّع من عملها 30 ضعف عملها العادي أو أكثر منذ لك بكثير ( لا أذكر الرقم في الحقيقة تحديداً ) ولكنها حاجة خرافية تخليك تتخيل الدنيا زي فلم الفيديو المجرور بالصورة أما صاحبك الوقف في الجديد الثورة دا فدا راجل لقطة حضر كاس العالم ملح ساكت لا قرش ولا تشفير ولا ART ولاقام جاري اريتنا بحالو
06-13-2006, 06:01 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
ما تقول الراس خفيف نحن ساطلين طبيعي موهبة من الله زي ما علق واحد كان شارب وما قادر افرح ونحن كنا في قمة الفرفشة في حفلة في برلين فعلق مغتاظا : بالله شوف ديل نحن نشرب وهن اسكروا ونحن خسارتنا ساي
06-13-2006, 06:14 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
، يا بركة الجيلى وسيدى حسن ودحسونة والشيخ ودبدر والشيخ المكاشفى ويا راجل طابت ويا صايم ديمة ويا سيدى الحسن ويا شيخ البرعى ويا أبعلامة ويا أبجلابية وياأهل الله تتنجدونى وتلحقونى وترجعو لى عقلى ، وأجهش فى البكاء ، بكاء حارا متوسلا بكل الصالحين ، قال لى والعتب على الروائى أنه ما من شيخ إلا وذكره قبالة النيل العظيم وهو رافعا يديه متضرعاً إلى الله ومتوسلاً إليه بكل أوليائه الصالحين أن يعيده سيرته الأخرى))
لا حول و لا قوة الا بالله العظيم!
لا حول و لا قوة الا بالله العظيم! لا حول و لا قوة الا بالله العظيم!
نادى أولياء الله الصالحين؟ و أين الله ؟ هل هو بعيد و هؤلاء إليه أقرب؟ أم أن الطلب فوق قدرة الله لذا استنجد بمن هم أقدر ؟
06-13-2006, 06:47 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
Quote: نادى أولياء الله الصالحين؟ و أين الله ؟ هل هو بعيد و هؤلاء إليه أقرب؟ أم أن الطلب فوق قدرة الله لذا استنجد بمن هم أقدر ؟
الزول مسطول برضو داير تصحح ليهو! هسة المسطول فيكم منو! هشام شوف السطل الصاح هنا واحد مسطول راقد فى براندا شارع الجمهورية ايام المرتزقة زى ما بقولوا فى يوليو 76 العسكرى صحاهو من النوم يازول انت ما عارف حظر التجول! المسطول :بالله هسة المتجول فينا منو! جنى
06-14-2006, 02:04 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
تعليق جميل وصلنى عبر الإيميل من قارىء عزيز علىّ ، ونصه كالتالى:
Quote: العم هشام دائما تعودنا بالجديد والشيق عجبنى بوستك بتاع البنقو بعمل شنو يحزننى دائما ان ارى شباب بلدى يتوجهون الى هذا السم الهارى معظم الشباب اصبحو يلجون الية حتى يعيشون فى عالم الخيال ماذا سيستفيد هؤلاء من مثل هذا مرة من المرات هنا فى القاهرة كنا مجموعة اجتمعنا فى منزلى لمتابعة مباراة الهلال واولارند الجنوب افريقى فجانا احد من الاصدقاء فكان مسطول لمبة فاول ما بداءت المباراة كان يتابعها باهتمام فعندما احرز الهلال الهدف الاول قام باعلى صوت عنده والله حمد الريح دى فنان ايضا هذا السم الذى اصبح ياخذ عقول الشباب فمرة ايضا اقمنا نحن الطلاب السودانين بجامعة مصر رحلىة الى مدينة الفيوم فكنا مجموعة كبيرة من الشباب وقليل من الاخوات فكان بعض الشباب الذين يمارسون هذة العادة فقام احدهم بخلط هذا السم مع معسل تفاح فوضعة فى شيشة وبعد ماعدل دماغة كويس ترك هذا السم فى الشيشة فاتى احد من الاصدقاء بشربها وكان لاول مرة يضوق فيها هذا السم قام هذا الصديق بالتوجة مباشرة الى البحر لاصطياد الجراد على حد قولة وقام باعلى صوت عنده بانة سوف يخطب فينا اليوم خطبة الجمعة وكانت الساعة تشير الى الخامسة عصرا لكن ياعم هشام اليوم اصبح اغلبية الشباب فى السودان يشربون هذا السم بكمية خيالية لماذا لادى حفظنا الله وحفظ ابنائك جميعهم من هذا السم ابنك محمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة