|
كيف نستفيد من المعاصى؟
|
طبعا لا فائدة ترجو من المعصية بتاتا ، فهى تجلب غضب الرب ، وتمحق البركة ، وتزيد من موازين السيئات يوم القيامة ، ولذلك أسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يبتلينا بالمعاصى ، رغم أن شريحة كبيرة جداً من السودانيين تقع تحت طائلة إرتكاب المعاصى ، فإذا كان لا بد من إقتراف المعصية ، فلماذا لا نستفيد من معاصينا ،
مثلا :
شاهدت فيلما قبل يومين بعنوان (The Animal) وهو فيلم غربى غاية فى الطرافة يحكى عن قصة رجل شرطة هوى من مكان شاهق بسيارته وتلقفه عالم حيوانات وأنقذه بتركيب بعض أعضاء الحيوان له وأعاده لعالم البشر بغرائز حيوانية فى صورة إنسان ، ويستمر الفيلم فى هذا السياق جالباً الكثير من المتعة والطرافة للمشاهد
فتأكدت أن كاتب هذه القصة لا بد ان يكون (مسطولاً) ليشطح بخياله بهذا الشكل ، وكذلك يمكن للسودانى الذى يرتكب معصية (السطلى) أن يحور معصيته للكثير من الإبداعات فى مجال الفن والعلوم والأدب بعد السطلة مباشرة ولا يدعها تذهب هباء منثورا
وللذين يتعاطون الخمور ، وهى معصية كبيرة ولا شك فى ذلك ، يمكن لهم حتى يتوب الله عليهم أن يستفيدوا من حالة النشوة التى تسببها الخمور فى رؤسهم وأن يحولوها أيضاً لكمية إبداعات وحكم ودرر تستفيد منها الأجيال القادمة سوى كان ذلك فى شكل لحن جديد أو مقطوعة موسيقية أو بحث علمى أو قصة أدبية وعلى ذلك قس
وللذين يزنون - والعياذ بالله - أرجو منهم أن (لا يملحوا) العاهرات ، فالعاهرة ما رضيت بهذه الفعلة إلا بسبب قوى قد تكون المادة إحدى هذه الأسباب ، فإذا إختليت بها وزنيتها فأعطها أجرها حتى لا ترتكب ذنوبا مركبة ومضاعفة عند الهروب منها دون إعطائها شيئا وبذلك تكون قد إستفدت من معصية الزنا وإستفادت كذلك العاهرة
وللذين يلعبون الميسر ، أرجو عدم سرقة الجواكر وما شابهها من كروت النص وخلافه حتى لا تقع فى معصية مركبة ، كما يمكن التبرع بجزء من ريع الميسر للجمعيات الخيرية وبالتالى تستفيد من معصية لعب القمار
وللذين لا يؤدون صلواتهم المفروضة ، أن يقوموا بالعمل عند وقت الصلاة ، لأن العمل فى حد ذاته عبادة ويمكن بالتالى أن يلطف الله بهم ويهديهم ويحشرهم فى زمرة المؤمنين يوم القيامة إذا هداهم وأصلح بالهم حتى يقيموا الصلاة
وللذين يمارسون معصية النميمة ، يمكن أن يركزوا على الشمار المفيد ، ويأخذوا الإيجابيات ويدعو السلبيات ، حتى يتوب الله عليهم ويدعو الخلق للخالق
وللذين يمارسون معصية الكذب ، أن يجعلوا الكذبة مقبولة ومهضومة ولا يشطحوا كثيرا فى كذبهم لعل الله يهديهم
وللذين يمارسون معصية الفساد فى الأرض أن يستتروا عسى الله أن يسترهم ولا يجاهروا بفسادهم
وللذين يمارسون معصية النفاق أن يعودوا إلى صوابهم ويحددوا موقفهم بدلا من لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فهو بالحق موقف سلبى بايخ ، ويمكن للمنافق فى هذا الحالة أن يتحرى الصدق مع نفسه فيستفيد من معصية النفاق
بهذا الشكل يمكن أن تأتى الهداية ، وإذا أتت الهداية وأعقبتها التوبة النصوح فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات
أليس الله بقادر على ذلك؟
بلى
|
|
|
|
|
|