|
والعجب التمباك
|
أحد الأحباب ذكر لى أن والده ، الرجل المثقف والمتعلم ، قد إبتلاه الله ب(التمباك) ، وأن المسألة وصلت حد الإزعاج والضجر من جميع أفراد الأسرة ، وصاروا يكلمونه ليل نهار لترك هذه العادة الرذيلة ، ويوعدهم فى كل مرة أنه سيترك هذه العادة ويقلع عنه إلى غير رجعة ،
إلا أن جاء ذات يوم ، ودخل المنزل عند وقت الغداء ، ووقف فى وسط الحوش وجميع أفراد الأسرة ينظرون إليه ، فأخرج (الحُقة) من جيبه ، وبكل ما أوتى من قوة ، (فننها) عالياً فوق رأس البيت ، وأعلنها لهم صريحة فى المنزل أنه قد ترك (التمباك) إلى غير رجعة وأن الله قد تاب عليه منه ، وكانت فرحة فى المنزل كبيرة ، بل وتداول الجيران الحدث الهام وكيف أن (شيخ فلان) قد ترك التمباك ، وكانت فرصة سانحة للزوجات اللآئى إبتلاهن الله بأزواج يتعاطون التمباك بمواجهة أزواجهن والتحدث إليهم فى صرامة وشماتة ، ما شفت (شيخ فلان) الما زيك ، (شيخ فلان) الصميم ، خلى القرف ده ، وياهو داكا قاعد لا تمباك ولا يحزنون ، إنتو بتبطلوا متين ، وتضايق جميع المدمنين من تصرف جارهم وصديقهم (شيخ فلان) الذى فتح عليهم جبهات مع الزوجات هم فى غنى عنها ، وورطهم مع النساء ،
وإستمر الحال يوم يومين ثلاثة ، وصار الشيخ يتقريف شيئاً فشيئاً ، ويوما بعد يوم ، والجسم (ينمل) والروح ترتج ، والراس (يدوش) والنفس طالع نازل ، والشلاليف (تمتط) بدون سبب ، والمشى فيه (ترتعة) والنوم أصبح كثيرا رغم أن النوم صار عنده (خزاز) والحالة صارت صعبة شديد عليه ، حتى دخل عليهم ذات يوم وبيده (حُقة) جديدة ، من النوع الألمنيوم المطاول ، ولها بريق ، وممتلئة تمباك عمارى من النوع الذى قيل فيه (لو ما فاطر ما تخاطر) ، ووضعها أمامه فى التربيزة ، وغير ملابسه ، وتناول كوباً بارداً من الماء ليطفىء حر ذلك اليوم ، وجلس (بمزاج) بالعراقى فى سريره المفضل ب (البرنده) ، وحك رأسه مرتين ، ونظر إلى (الحُقة) الجديدة اللامعة ، وحملها بيده وقلبها ذات اليمين وذات اليسار ، وفتحها ، وشمها شمة خفيفة ، ثم أخرج منها (سفة) (مدنكلة) ، ومظبطة ووضع فى باطن شفته السفلى ملء كيل ، ثم ضغط المحتوى بشفته السفلى بقوة وأطبق على شفته العليا ، وإمتنع عن إفراز (الريق) حتى لا يزعج عليه (كيفه) ، وتنفس الصعداء بعد أن بدأ التمباك يفعل مفعوله براسه وجسده وكل أحاسيسه ، وصار الكلام يخرج منه (همهمة) لا يحرك فيه (لسانا) ولا (شفتين) بل هواء وطنطنة من تحت الحلقوم ،
ذهل جميع من فى المنزل ، دون أن ينبس منهم بشفة ولا حرف ودون أن يكلمونه بل إكتفوا بالبحلقة فيه ، مع نظرات دهشة تتبع كل تصرف من تصرفاته ، وعندما لم يكلمه أحد بادر هو بالكلام (المهمهم) (لوجود سفة كاربة بالطبع) وقال لهم:
أنا إتكلمت مع عبدالرحمن جارنا فى الموضوع ده ، وقال لى يا (شيخ فلان) ، إنت ما ممكن تبطل بالطريقة دى ، طريقتك دى غلط ، لو عايز تبطل التمباك لازم تبطلوا (قرااااااااااااااااااااد والى) ، يقصد gradually ولكن (اللى) فى نهاية الكلمة مطاها طويلاً فصارت الكلمة تنطق (قراااااااااااااادوالى)
فقال لى إبنه ، من (مطته) ل (قرادوالى) فقد تأكد لى أن أبى لن يقلع عن التمباك قط
وقد كان ، فقد إستمر الرجل فى (سف الصعود) (هيفيلى) حتى توفاه الله إلى رحمته وإنتقل إلى الدار الآخرة ، دون أن يكون هنالك أى (قرادويشن)
عشان كده عليكم الله ، بطلوا (العفن) ده (كويكلى) قبل أن تشرق شمسكم من المغرب
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: والعجب التمباك (Re: almulaomar)
|
Quote: وحك رأسه مرتين ، ونظر إلى (الحُقة) الجديدة اللامعة ، وحملها بيده وقلبها ذات اليمين وذات اليسار ، وفتحها ، وشمها شمة خفيفة ، ثم أخرج منها (سفة) (مدنكلة) ، ومظبطة ووضع فى باطن شفته السفلى ملء كيل ، ثم ضغط المحتوى بشفته السفلى بقوة وأطبق على شفته العليا ، وإمتنع عن إفراز (الريق) حتى لا يزعج عليه (كيفه) ، |
ثـم خيـط راحـة كفه الأيمن في راحـة كفه الأيسـر بطـريقة التصـفيق لأعلي خبطـتين...'لنفض' ماعـلق مـن باقي سـعوط عليهما!
مـني
| |
|
|
|
|
|
|
|