دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
نهب 20 ألف كرتونة تفاح فى الكرنتينة وعلى عينك يا تاجر
|
حدثت هذه الحكاية فى جدة وتحديدا فى منطقة الكرنتينة ، وهى لمن لا يعرف الكرنتينة حى شعبى يسكنه الأفارقة من كل البلدان وهو حى فقير ووكر للجريمة كبير ، وفيه عتاة المجرمين وفيه كل الممارسات الإجرامية التى لا تخطر على بال بشر
حدث أن كان (سائقاً) سودانيا يقود شاحنة كبيرة عبارة عن ثلاجة أربعين قدم تحمل بداخلها زهاء العشرين ألف كرتونة تفاح من النوع الممتاز بغرض توصيلها إلى موقع الشركة التى يعمل بها لزوم الإستعداد لتوزيعها للمحلات حسب الكميات المتعاقد عليها
وبما أن هذا السائق ، كان من رواد حى الكرنتينة فقد آثر التوقف فى أحد الميادين الكبيرة المطلة على الحى لزوم أن يتكى قليلا ويشرب القهوة الكسلاوية ويآنس مع صديقته هناك ، وقام بالتأكد من قفل صندوق الثلاجة وأحكم إقفاله لخطورة المكان الذى إختاره للتوقف فيه ، وإنصرف نحو الكرنتينة بعد أن إطمأن للموقف ،
ما كانت إلا لحظات قليلة حتى أتى بعض الأفارقة الأقوياء الأشداء وبرفقتهم سيارة بوكس (من النوع الذى نسميه أونيت) ، وقاموا على الفور بكسر الباب الخلفى (بمنتهى البساطة) وبدأوا فى تحميل ما يمكن للأونيت أن يسع من صنايق التفاح الفاخر ،
إنتبه بعض الناس للفعلة الدنيئة ، فتوجهوا فورا نحو (الحرامية) ، وبدأوا فى السؤال ، لماذا تنهبون هذه الثلاجة ، فكان ردهم البديهى العاجل أن هذه الشاحنة عبارة عن (سبيل) ، وبالفعل بدأوا يتصايحون فى الأهالى بأعلى صوتهم وقالوا لهم (سبيل سبيل سبيل) وهنا حدثت المعجزة ، فقد أنقض مئات الأفارقة الأشاوس على الشاحنة ، ووجد أصحاب الأونيت الفرصة المواتية للإنسحاب من الموقع بعد أن ملأوا الأونيت بكل ما لذ وطاب من الكراتين ، تاركين وراءهم آلاف الأشخاص وهم يتدافعون نحو الشاحنة للإنقضاض على بقية التفاح ،
جاء صاحبنا سائق الشاحنة ، فهاله المنظر ، وقام على الفور بالإتصال بالشرطة ، وحضر جيب الشرطة وبه عسكريان ، وشاهدوا المنظر وقالوا للسائق (ويش نسويلهم) ، يعنى ماذا نفعل لهم؟؟؟؟ حقيقة لم تتمكن حتى الشرطة من فض هذا المنظر الذى لا يحدث إلا فى الحج ، ولم يتمكنوا من القبض على أى شخص ، فالأفارقة أقوياء ومستعدين لفعل أى شىء يحول دون حملهم للتفاح
فما كان من صاحبنا إلا أن إتصل بصاحب الشركة (صاحب التفاح) وحكى له القصة ، وقال له الان الناس ينهشون فى كراتين التفاح وقد تم تحميل أونيت كامل وهرب وهاهى الشرطة الآن تقف معى ، والناس يتصايحون (سبيل سبيل سبيل) فماذا افعل إذ أن الشرطة نفسها لم تتمكن من عمل شىء
وكان الرد الشهم والسريع من صاحب البضاعة ، إذ قال لصاحبنا إذا كان الناس أرادوها أن تكون سبيل ، فلتكن فى سبيل الله ، وتحدث إلى جماعة جيب الشرطة وأمرهم بالإنصراف ، ولم ينفض الجمع إلا بعد أن تركوا الشاحنة خاوية على عروشها فقادها السائق التعيس وهى فارغة وأوقفها عند باب الشركة بخسارة مقدارها 20 ألف كرتون تفاح ، ورصيد فى ميزان الحسنات كبير لصاحب البضاعة وشبعت الكرنتنية ليلتها تفاحا طازجا ونادرا وبالمجان
|
|
|
|
|
|
|
|
|