نحن السودانيون بكل ما نملك من صفات وخصال حميدة يحسدنا عليها الكثيرون ، إلا أن ذلك يتبعه الكثير من السلبيات التى تربينا عليها ، ألا وهى العنصرية ، ووصف الآخرين بالعبيد وبالكرور وبأقذع العبارات ، فى دونية لم يسبقنا عليها أحد ، فعندما تكتب أو تقص أو تقرأ أو تحكى أو تشاهد أى سودانى بلغ شأوا عاليا فى أى مجال ، ويكون أصله أو مرجعه جنوب السودان أو دارفور أو جبال النوبة ، فإن الإنطباع الأول للجلابة (وهو الصفة المضادة للعبيد) هو أن يقولون (شوفو العب اللقاها) متناسين أننا جميعاً عبيد لله رب العالمين ، وأنكم لآدم وآدم من تراب ، ومتناسين الأصل الزنجى لكل السودانيين الذى يجعل مننا جميعا عبيد فى نظر العرب والخواجات بل والهنود والاسيويين وحتى اللاتينيين ، فمتى نتخلص من هذه العادة الرذيله ، وأورد لكم هنا مثلاً حياً على ذلك:
والله يا هشام نفس الصيغة البايخة دى أنا سمعتها وبالنص تماما وما نسيتها وما حانساها طبعا
لكين قول لى وين ومتين
أقول ليك
الكلام ده يمكن قبل اربعين سنة عديل كده وقبل إنقلاب مايو بى سنة
أنا اتذكر يا داب دخلت سنة أولى فى المدرسة الأولية
وكنت فى اليوم داك، وكالعادة زى كل يوم خميس، تعرف كنت بايت وين، ما حتصدق والله
فى القصر الجمهورى
كدى اقراها تانى، القصر الجمهورى
كل خميس وجمعة كنت بقضيهم هناك والله يا هشام
إنت طبعا اكبر مننا وعشت فترة ما قبل مايو وبتكون واعى بيها كلها، عشان كده أكيد بتكون سمعت بالزول العظيم الفريد الطيب ده
العميد/ عبد الحميد خير السيد
ده كان الياور الرئيسى بتاع الزعيم إسماعيل الأزهرى ولو لقيت أى صورة قديمة للأزهرى بكون هو الزول البكون معاهو وخلفه طوالى فى أى مناسبة رسمية
طيب أنا علاقتى بيهو شنو؟
العلاقة يا هشام هى إنه جدنا خير السيد والد عبد الحميد، كان وهو وجدى محمد عوض، أبو الوالد، كانو شركاء فى شياخة "العربجية" فى الخرطوم عموم كلها، طبعا فى بداية القرن الفات لا كان فى عربات ولا لوارى ، والوسيلة الرئيسية لنقل البضائع وحتى الناس كمان كانت عربات الكارو
جدى محمد العوض وخير السيد والد عبد الحميد كانو هم "البرنجيه" بتاعين العربجية، وبعدين المربط الرئيسى بتاع الخيل والعربات تعرف كان وين، كان فى وسط السوق العربى، فى الميدان غرب عمارة المدرسة الأهلية محل موقف باصات الشجرة القديم
بيوت خير السيد وجدى محمد عوض كانت بالضبط خلف فندق المريديان ولحدى اليوم موجودة، وجيرانهم كان حسن عطية الفنان وعبد القادر سليمان وأخوهو حسن سليمان "الهاوى" المطرب الجميل
المهم ما اطول عليك
العلاقة بين الرجلين بقت علاقة أهل وبيت واحد، وعبد الحميد وأبوى بقو اكتر من اخوان، وواحدة من بنات عمتى اتربت فى بيت خير السيد لحدى ما اتزوجت، وولد اختها عايش مع أولاد عبد الحميد فى البيت لحدى اللحظة دى فى الخرطوم اتنين جوار مدرسة دار النعيم زمان والمبنى بعد الإنتفاضة بقى دار الجبهة الإسلامية
عبد الحميد خير السيد عنده أخت واحدة السودان كله بكون بعرفها، وخاصة كل نساء الخرطوم الدرسن فى مدرسة الخرطوم الثانوية بنات العتيقة، ونعيمة كانت مديرة المدرسة، وأول سيدة اشوفها سايقه عربية، هى وزوجة يعقوب نيشان، جارنا اليهودى فى الخرطوم شرق
طولت عليك مش
طيب بعد السرد التاريخى الممل ده، ارجع بيك للموضوع
جدنا خير السيد والد عبد الحميد، اصوله ترجع لقبايل الجنوب تقريبا، ما متأكد بالتحديد
بعدين فى اليوم الأنا سمعت العبارة البايخة دى، اتذكر جيت الصباح "قهوة الواثق" فى السوق العربى، وعمنا الواثق هو والد الفنان الجيلانى الواثق وأخوهو عثمان الواثق، جيت عشان الاقى ابن عمتى الكان شغال فى القهوة وبعد داك امشى البيت
اها كنت بحكى لجماعة من اهلنا كانو قاعدين فى القهوة، وهم ناس كبار طبعا، بحكى ليهم عن بيت عبد الحميد داخل القصر الجمهورى، وتحديدا بين الكنيسة وحوض السباحة شرق مبانى القصر الرئيسية، بحكى ليهم عن الفخامة والأناقة والذوق الإنجليزى
قام واحد عوير طوالى نطا وقال لى
بالله شوف اللقاها العب ده
وكان خليتنى تانى بواصل واحكى ليك عن عمنا عبد الحميد خير السيد
حاجات تحير ومآثر فريدة وأعمال عظيمة
ياخى معليش زحمتك الليلة
بس ساى والله مزعلانى "عدم عِرفة" الناس وعوارتهم
08-01-2006, 03:11 AM
تولوس
تولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132
واصل يا ابوزر ... كلنا لادم وادم من تراب ... السودان كله مخاليط وفي الاسرة الواحدة تجد جميع تدرجات اللون الاخضر المخلوط بالاحمر والبنفسجي كمان واصلوا احبتي برحمكم الله
08-01-2006, 03:13 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
أصيل يا أبوذر ، أصيل كعهدنا بك ، فأنا مثلك تماماً تضايقنى كلمات مثل (فرخ) و (عب) لتقلل من قيمة الناس وتضعهم فى دونية لا داعى لها ، رغم أن هذا (الفرخ) أو هذا (العب) ، وبمسلكه الجميل وحسن خلقه يمكن أن يكون أفضل بمئات المرات من (ود عرب حر) كما يدعون ، فأى حرية بالله التى تسلب الآخرين حرياتهم ، فالعب هو من يسلب الآخرين هذه الحرية التى منحتها السماء لجميع بنى آدم
أحكى يا ابوذر ، أحكى ولا تبالى ، أحكى لأولادنا ولبناتنا ، أحكى للناس وللمجتمع ، أحكى وقص عليهم عن شرف العبيد وعن نقائهم وطهرهم وطيبتهم وحسن أخلاقهم ، وعلى سبيل المثال ، لم أرى فى حياتى أن سمعت ولو من باب الإشاعة أن (دينكاوى) سرق ، فالدينكاوى فى نظرى هو أنسب إبن آدم يمكن أن يؤتمن على مال أو حلال ، لطهره وعفته وشرفه النقى الخالى من اللصوصية والخباثة والتى هى سلعة رائجة بمقاييس اليوم بين الشماليين الأحرار
يا ابوذر ، نحن ظلمنا (العبيد) فأصبحنا نحن العبيد وهم الأسياد ، أصبحنا نحن اللصوص وهم الشرفاء ، أصبحنا نخون الأمانة ونهتك العروض ، وهم من يؤتمنون عليها ويحافظون على الشرف ، فما الداعى بتسميتهم بهكذا ألفاظ لا تجوز أبداً فى حقهم
أحكى يا ابوذر ، وعرى كل من تسول له نفسه أن يضع قدميه فوق رؤوس الآخرين ، أحكى يا أبوذر فحكاويك هى البلسم وهى الصفعة التى يمكن أن تعيد بعض الأدب لكل (قليل أدب) عنجهى ، ومفترى ليئم
ألف ألف تحية وفى إنتظار مزيد من حكاويك التى تفشى الغليل
08-01-2006, 03:43 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8629
عبد الحميد خير السيد كان زول طويل القامة وطويل البال زول وسيم وسمح ورزين وصارم ومهذب وحنين
طبعا جدنا خير السيد والده أنا ما شفتو لأنو توفى بدرى قبل جدى، لكين بحكو عنو إنه كان واحد من الناس البقعد معاهم السكرتير الإدارى الإنجليزى بتاع الخرطوم كلها ويسمع منهم، يعنى لاحظ راجل "عربجى" يقعد مع أتخن انجليزى فى البلد
عبد الحميد تزوج سيدة مصرية فاضلة ما لاقيت أطيب وأحن منها والله يا هشام لحدى اليوم، وعندو ولده الوحيد، لدكتور محمد عبد الحليم خير السيد، وهو طبيب، وتلاتة بنات، من أجمل ما خلق الله من بشر، جمال فى الخلقه والأخلاق
شوف الناس ديل فى الوقت داك كانوا فى مرتبة ابناء الوزراء والقيادات العليا زى ما بقولو هسه، ولو وصفت ليك كيف كان التعامل بيناتنا ومعاهم نحن أولاد الناس المساكين العامة، والله يا هشام ما حتصدق
أطرف حاجة فى الموضوع ده تعرف شنو يا هشام
الأستاذة الجليلة تعيمة خير السيد، طيبة برضو ورزينة وفاهمة زى أخوها، والدنيا دى كلها بتريدا إلا زول واحد بس
تعرف منو؟
الوالدة، الله يديها الصحة والعافية ويطراها بالخير
كانت اصلو ما بتطيقها لأنها كانت بتفتكر إنو أبوى عايز يعرسها ابوى كان بقول ليها
شفت سماحة الناس كيف يا هشام لما الفهم يكون كامل والعرفة تامة
اتذكر فى واحدة من زياراتى لبيت عمنا عبد الحميد وفى واحدة من غرف الإستقبال كان فى طربوش عسكرى معلق فى الجدار بطريقة جميلة وتحت منو طوالى كان فى صورة لعمنا عبد الحميد أيام كان طالب فى الكلية الحربية
انا قمت اتشالق وكان عندى حب استطلاع شديد عشان اهبش الطربوش ده واشوفو من قريب قمت طلعت فى تربيزة وقعدت اتناطا عشان انزل الطربوش، الطربوش والصورة وانا كلنا وقعنا والبرواز اتكسر وعمل صوت مزعج جدا
الدنيا كان يوم جمعة وابوى برضو كان موجود عشان يسوقنى ونرجع سوا، واتذكر والله يا هشام زى كأنه الحدث ده قبل ساعات، العمة نعيمة وزوجة عبد الحميد وواحدة تانية ما تذكرها كويس، كانو قاعدين فى الضل فى الحديقة بعملو فى "كعك" اها الناس كلهم جو جارين عشان يشوفو الحصل شنو، لقونى أنا مظلوط فى يدى والبرواز مكسر والطربوش مجدوع فى الواطا
طوالى ابوى وقع ليم فينى جلد، ودى أول مرة وآخرة مرة الوالد يدقنى فيها، تصدق
عمنا عبد الحميد حمر ليك فيهو وجاط جوطة شديدة وقال لى أبوى
ده شنو يا بابكر
الأولاد ما بعلموهم بالضرب والجلد، لأنو الحاجات دى بتخلى جواهم آثار مش كويسه لازم يتعلمو ويفهمو عشان تانى يتذكرو كيف يتصرفو، كده ما ينفعش
نفس الكلمات والله يا هشام لحدى اللحظة ترن فى اضانى زى كأنها قبل ثوانى
شفت العرفة والفهم والذوق كيف
وزولنا قال لى
بالله شوف اللقاها العب ده
الله يرحمك فى أعاليك السامقة يا عبد الحميد خير السيد
كنت نموذج متفرد للإنسان ومعنى الإنسان
وكيف يكون الإنسان
08-01-2006, 03:54 AM
حيدر حسن ميرغني
حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27723
وأنت أنت يا أبوذر ، أنت والله الإنسان بكل معنى الكلمة عندما قدرت الرجل وأوفيته حقه كاملاً وحكيت لنا حتى عن (شلاقتك) اللزيزة فى قفزك محاولا لم الطربوش والصورة والطربيزة الواقعة ومنظرك مخلوع وحس القزاز المكسر ، فهى صورة صادقة وبديعة والله ، والأصدق منها رد الرجل الحكيم لأبوك ، بعكس (الأحرار) الذين يجنحون لعقوبة الأطفال ، وضربهم بالكف حتى يسببون لهم الطرش والعاهات المستديمة باسم التربية ، وهم هم من يحتاجون لهذه التربية ، نظراً لعنصريتهم البغيضة
تحياتى لتولوس على المتابعة الدقيقة والمشاركة الجميلة فى أى بوست خطه بنانى
والتحية لمعشر القراء الشرفاء الذين ينادون بدحض العنصرية فى بلاد السودان ،
والتحية لكل (عب) كانت هذه صفاته وأخلاقه ، فيا ليتنا نبلغ عشر معشار ما بلغوا من النقاء والطهر والشرف ، ونتشرف فى هذه الحالة أن ينعتنا الناس بصفة العبيد ، فكلنا عبيد لله ، ولا فرق بين عربى على اعجمى إلا بالتقوى ، والتقوى ها هنا ، داخل سويداء القلوب لذوى البشرة السوداء والقلوب البيضاء فهنئيا لكل (عب) كانت هذه صفاته وخصاله ونهج حياته ، وبئس كل إعرابى جلف ذميم لص محتال ومجرم يدعى الحرية وسموه فوق بقية البشر ، فكيف بالله يتأتى هذا السمو والروح مغموسة فى الوحل
عليك الله شوف جنا ود عقيد اللقاها؟ يازول علي الطلاق ود عقيد دا كان عندو حمارة بينقل بيها التراب.. وعلي الأيمان كان بيجي المدرسا ورداهو مخيت بي خيت دبارة من ورا..!!
عليك الله شوف جنا شيخ الدين اللقاها؟ ياخي ناس شيخ الدين ديل كانوا جيراننا، ديل ياخي ناس عادين خالص بس اولادم طلعو الكَفَر هسي دي..!!
عليك الله شوف ابوذر بابكر اللقاها؟ ياخي دا جدو كان عربجي، أي علي اليمين عربجي في السوق العربي، سديريتو مشرّطة..؟
ألفاظ وعبارات، نسمعها كثيرا، وقد نتعايش معها، بل قد نرددها.. مواقف لا تخلو منها أي مجموعة من البشر في أي موقع على الأرض تقال (سفاهة)، وتقال (فكاهة)، وتقال (بلادة)، وتقال (جهلا)، وتقال (عمدا) أيضا..
واقع عشناه، ويفترض أن نعالجه بقدر ما استطعنا ولكن هل من الواجب علينا إدانته؟؟ ماذا ندين.. وماذا نترك؟
قاتل الله مفاهيم الخواجات التي جعلتنا نتمسك بقشرة الإدانة والترفع وإبداء المواقف للتهرب من أي تبعات.. وكأننا منبتين لا ننتمي لهذا العالم، وكأننا جئنا من كوكب آخر.. وكأن الوعي الذي ساهم أهلنا في إكسابنا له جزاءه أن نلعنهم جهرة ونتبرأ منهم ومن أفعالهم حتى نبدو أمام الناس (فاهمين)..
Quote: ومتناسين الأصل الزنجى لكل السودانيين الذى يجعل مننا جميعا عبيد فى نظر العرب والخواجات بل والهنود والاسيويين وحتى اللاتينيين
ولكنك تناسيت يا هشام أننا (فعلا) ننظر للخواجات وغيرهم باعتبارهم أسياد ونبرر لهم ما ندين به أهلنا، وندين به أنفسنا.. متناسين أن بين هؤلاء من هم عبيد وحلب وعرب ومتخلفين وكيش وسجم ورماد (حسب منظورهم). ألم تعايش العرب يا هشام.. فما هي نظرة بعضهم لبعض؟ ألم تعايش الهنود يا هشام.. فما هي نظرتهم للكيرلا (كيرالا)؟ وما هي نظرة الباكستاني للبنقالي؟ وما هي نظرة البنقالي للسيرلانكي؟ ما هي نظرة التكارين في جدة للسودانيين يها هشام شيخ الدين؟ ما هي نظرة سعوديي جدة، لسعوديي جيزان يا هشام؟ ألم تسمع عبارة (صفر سبعة)؟
مع كل ذلك، قد أتفهم إدانتك للجلابة لأننا نتعرض لحالة هجوم تجعل كل شرور الدنيا متجسدة في هؤلاء الجلابة مما يجعلنا (بنلع) أي إساءة توجه للجلابة ولاد الحرام ديل ونسارع للتبرء منهم والاستغفار من ذنب ارتباطنا بهم لنكسب (شكرة) الأجناس الأخرى، التي لا تدري ما يدار باسمها وتحت رايتها
وحسبنا الله ونعم الوكيل
08-01-2006, 10:55 AM
أحمد أمين
أحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371
الذى يجب تناوله مرة ومرتين بل عشرة والف ومليون حتى يفهم القاصى والدانى خطورة هذه الافكار
ولسبب بسيط لأن هناك شخص أو اشخاص كالاخ ود عقيد وماأكثرهم هنا فى السودان يبررون عنصرية السودان ب
Quote: ما هي نظرة سعوديي جدة، لسعوديي جيزان يا هشام؟
المفارقة فى المقارنة وأننا لم نسمع عن دم سائل حتى الركب فى السعودية ولم نسمع بعشرات القرارت من مجلس الامن لتنقذ سعوديى جدة من عنصرية سعوديى جيزان أو العكس
الذى حدث عندنامهول فهى عنصرية فى اللفظ والقول ( وفى هذه نتشابه مع كل الذين ذكرهم) لكننا كسودانيين لم نقف عند ذلك بل أستخدمنا الة قمع الدولة من جيش وبوليس وجنجويد لتكريس هذه المفاهيم العنصرية وهنا يكمن الفرق (والمشروع الحضارى الذى بشرت به الحركة الاسلامية فى السودان هو قمة ماوصلت اليه العنصرية فى السودان" ونتائجه حروب فى كل الاتجاهات لكن هذه لا يهم عند بعض الذين يفضلون الايدلوجية على البشر حتى لو فنوا جميعا. لذلك المانيا بعد الحرب العالمية الثانية كانت من أكثر الدول تشددا تجاه العنصرية لأنها تعرف ويلاتها ومافعله نظام هنلر، نحن نعلم ويلات العنصرية السودانية وما أقترفته فى حق هذا الوطن بتالى محاربتها بكل أشكالها هى واجب كل من يحرص على السودان كوطن.
لك التحية و أنت تتطرق لهذا الموضوع الحيوي و الذي يعتبر من غذاؤنـا اليومي من تصبح لي تمسي في القشران (السودان) و طبعا معظم من يطلق هذه العبارات ليس الشماليين فقط بل تجدها عند بقية أهل القشران لبعضهم البعض و على العكس نجد النبزة المضادة لتلك و هي:
شوف العربي العفن دة ... شوف العربي اب سروال مقدود كما قال أخونا أبوحراز في بوست ظاهرة الموبايل ... عمومـا مثل تلك الألقاب أعتقد انها نابعة منذ القدم و توارثنها من أجدادنـا و أسلافنا في العصور السابقة لكــن، كيف يمكن لنا الخلاص من هذه النعرات الضيقة و التي لا تقدم بل تؤخر تطورنا للوراء ...
و كما ذكر الأخ عبدالله عقيد هذه العادة ليست منتشرة في القشران فحسب بل في معظم بقاع العالم و مثالاً لذلك اللاعب الكاميروني إيتو عندما غضب من انصار فريق ريال سرقسطة و شبهوه بالقرد اها النقول ليك حاجة (القرد دي رقصة طالعة موضة في القشران و الشعب السوداني كلو برقصا ... جب جب جب) و ماتنسى منتخب قارة أفريقيا الدولي (فرنسـا) و نجد هذه من حكمة الله كما قال تعالى في هذه الآية:
(يايها الذين آمنوا إن خلقناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ... صدق الله العظيم) و كذلك الآية:
(يا أيها الذين آمنوا لايسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نسآءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفُسُوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأُؤلئك هم الظالمون) الحجرات -الآية (11)
كذلك لا ننسى مقولة سيدنا عمر بن الخطاب على ما اعتقد متى إستعبدتم الناس و قد ولدتهم امهم احرارا عندما كانت تجارة الرق متفشية في ذلك العهـــد ... يعني المسألة قديمة قدم التاريخ.. و نسأل الله ان يتوب علينا و ان يغفر لنا خطايانا ... ربنا تب علينا إنك ان التواب الرحيم...
كل الشكـــر و مقيـال عـافيــة،،،،
هيثـــم،،،،،
08-02-2006, 03:29 AM
امير عوض الجمري
امير عوض الجمري
تاريخ التسجيل: 04-25-2006
مجموع المشاركات: 2560
تعرف يا هشام في ناس حتى (عب) و (فرخ) شايفنها كتيرة الواحد يقول ليك شوف (الفريخ) ده وللا شوف (العبيب او العبيد) ده ..
ووالله يا هشام عندنا قريبنا شدييييييد بدون ذكر أسماء عشان ما نسير النعرة العنصرية السخيفة دي .. المهم قريبنا ده لو في واحد عمل ليهو حاجة كويسة يقول ليك : يا سلاااااااام ياخ والله لكن ده (عب جيّد) خلاص .
لكن بيني بينك نحن كلنا ( الأحمر والبني والأسود) كلنا عبيد ونتمنى ان نكون (عباداً صالحين) ..
ده غير عبوديتنا الأخرى !!!!!!!!!!!!!!!
مودتي يا جميل ومواضيعك شيّقة وحساسة وتمس ضمائرنا اجمع
محمد عباس من الخرطوم: في صالون تجميل ملكة الجمال بالعاصمة السودانية الخرطوم تقول خبيرة التجميل سلمى اوا انها لا تستطيع أن تفهم لم يرغب الكثير من زبوناتها في تفتيح لون بشرتهن. وقالت "مئة في المئة من النساء اللاتي يأتين الى هنا يفعلنها... الناس يعتقدون أن البشرة البيضاء أجمل. في رأيي البشرة السمراء أجمل. لا أدري من التي يردن أن يبدين مثلها."
في دول كثيرة في افريقيا والشرق الاوسط واسيا تعتبر البشرة الفاتحة أجمل ويعتقد أن النساء ذوات البشرات الافتح أغنى واكثر تعلما واكثر جاذبية.
هذا الموقف أدى الى زيادة كبيرة في استخدام منتجات تفتيح البشرة في السودان تلك الدولة الشاسعة التي تمزقها الحرب حيث للون البشرة دلالات سياسية.
رشا موسى التي تعمل خادمة تخرج كريما لتفتيح البشرة من حقيبة يدها وتقول "أضعه على وجهي حتى يضيء. السودانيون يرون اللون الفاتح أفضل من الداكن. أعتقد أنها عقدة نعاني منها."
وأضافت "الناس يحكمون عليك هنا من لونك... اذا رأوني ورأوا واحدة غيري ذات بشرة فاتحة مرتدية نفس الملابس فسيقولون انها تعيش حياة مريحة وانني امرأة فقيرة."
وتستخدم ملايين النساء في أنحاء افريقيا الكريمات والصابون التي تحتوي على مواد كيميائية مثل الكينون المائي لتفتيح لون البشرة. لكن استخدام هذه الكريمات يمكن أن يؤدي الى أضرار على المدى الطويل.
ويقول اختصاصيو الامراض الجلدية ان الاستخدام المطول للكينون المائي والمنتجات ذات القاعدة الزئبقية التي توجد ايضا في بعض الكريمات تدمر الطبقة الخارجية التي تحمي البشرة. وفي نهاية المطاف تصاب البشرة بحرق أو حكة أو بثور وتصبح شديدة الحساسية لضوء الشمس ثم تصبح أغمق من قبل.
الاستخدام المطول قد يضر بالاعصاب بل وربما يؤدي الى فشل كلوي او سرطان في الجلد مما يسبب الوفاة.
وقال طبيب في الخرطوم "هذه مشكلة سيئة للغاية. أحيانا تقتل المريض... هذه أنباء سيئة للغاية."
وأضاف الطبيب أن عدد النساء اللاتي يترددن على قسم الامراض الجلدية ممن يعانين من مشاكل بسبب مستحضرات تفتيح البشرة وصل الى واحدة من كل أربع مريضات يترددن على القسم.
وفي الخرطوم تعرض كريمات تفتيح البشرة في أماكن بارزة بالمتاجر وفي اعلانات على جوانب الطرق. وتعد المنتجات التي تعرض على القنوات التلفزيونية العربية بأن هذه الكريمات ستجعل المرأة اكثر ثقة وتألقا.
وفي أحد الاعلانات تقدم مذيعة تلفزيونية لم تكن ملحوظة من قبل تقريرا مذهلا عقب استخدام كريم التفتيح فيقول زميلها الوسيم الذي كان يتجاهلها فيما سبق "رائع... شو عندك الساعة أربعة."
وفي اعلان اخر تغادر مغنية المسرح بعد أن أصيبت برهاب مواجهة الجمهور لكنها تعود بعد تفتيح بشرتها وتؤدي أداء رائعا.
وفي متجر (مودرن ستايل) للعرائس يزين عدد كبير من كريمات تفتيح البشرة مكتب استقبال الزبائن. الى جواره استديو للتصوير الفوتوغرافي يعرض صور زفاف لنساء بشراتهن فاتحة للغاية.
سميرة مجر مالكة (مودرن ستايل) وهي مصرية ربطت بين التفضيل المتزايد لفستان الزفاف الابيض وهو ليس تقليديا في السودان والرغبة في بشرة أفتح.
وأضافت "مزيد من السودانيات يردن فساتين زفاف بيضاء لهذا يردن أن يبدين مثل المصريات والاوروبيات.
"أعتقد أنها عقدة نقص. يعتقدن أنهن اذا كانت بشراتهن بيضاء فسيصبحن أجمل."
وتقول مجر ان بعض النساء لجأن للزئبق والكريمات القوية التي تصرف بوصفات طبية والتي لا تستخدم في أغراض تجميلية مما يشوه وجوههن في يوم الزفاف.
وأضافت مجر أن الطرق الطبيعية لتفتيح البشرة تستخدم منذ قرون لكن في السودان بدأ استخدام المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية في الثمانينات وازدهر منذ ذلك الحين.
وقال الطبيب بمستشفى الخرطوم الذي طلب عدم نشر اسمه ان الكريمات التي تستخدم الان يمكن أن تسبب تهيجا واصابات وبقعا واكزيما وان معظم هذه الكريمات تحتوي على مركبات عضوية.
وقال الطبيب انه بدلا من طرح سؤال لماذا تستخدم النساء الكريمات يجب أن نسأل الرجال لماذا يفضلون البشرة الفاتحة.
وأضاف "هنا يريد كل الرجال مجالسة او الزواج من نساء فاتحات البشرة. اذا أراد أي رجل أن يتزوج يقول ان اختياره الاول للمرأة ذات البشرة الفاتحة... لماذا؟"
وفي الوقت الذي ينظر فيه الى السمرة التي تكتسب من التعرض للشمس على أنها رمز للمنزلة الرفيعة في الغرب فان البشرة الداكنة تميز المرأة في افريقيا والشرق الاوسط واسيا على أنها تنتمي الى طبقة الفقراء الذين ليس امامهم خيار سوى الكد تحت الشمس الحارقة.
وفي السودان اكبر دولة افريقية منح اكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين سكان الشمال الافتح بشرة وسكان الجنوب أصحاب البشرة الاغمق للون البشرة دلالات مشؤومة بحيث يصبح لأدق الاختلافات في درجات لون البشرة معنى.
ويتولى سكان شمال السودان ومعظمهم من المسلمين من أصول عربية زمام السلطة تقليديا. وتقتسم حكومة ائتلافية من الشمال والجنوب السلطة حاليا بعد ابرام اتفاق للسلام العام الماضي.
وخلال الحرب الاهلية كانت درجة لون البشرة تعني عادة الفرق بين الموت والحياة. سكان الجنوب وهم تقليديا من غير المسلمين يشكون من التحامل ضدهم خلال أنشطة الحياة اليومية وبعض سكان الشمال يزعمون سرا التفوق على مواطنيهم أصحاب البشرة الاغمق من ذوي الاصول الافريقية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة