دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا
|
تعاني المجتمعات المتخلفة فيما تعاني من عزلة فكرية وعدم حراك ثقافي نتيجة لعوامل كثيرة أبرزها حالة الانغلاق التي تتلبسها وتجعلها في الغالب في حالة من الغيبوبة بما يدور حولها0 وبما أنها مجتمعات تعلي من العصبيات العرقية والدينية كان لا بد أن يكون تضخم الذات أحد أبرز خصائصها التي تحول بينها والتفاعل مع مختلف الثقافات0
هذا النوع من المجتمعات تتفجر فيه كل كوامن الصدمة الحضارية متى ما تفتقت لحظة تاريخية دراماتيكية قذفت به إلى حضن حضارة أخرى أكثر تميزاً0 وفي هذه الحالة يكون الناتج من هذا التلاقح القسري نمط سلوكي شائه وبائس في أفضل الاحوال0
أسوق هذه المقدمة متأملاً فيما وصل إليه حال مجتمعات القرن الأفريقي المقيمة باستراليا لما له من انعكاس واضح لأثر هذه الثقافة العقيمة على مجمل مكونات الشخصية المهجرية في أبرز تجلياتها كسلوك يومي معاش0 يستشف الشخص المراقب بسهولة أن هذه المجتمعات على المستوى الواقعي لم تستطع أن تبرز ثقافة رفيعة على كافة المستويات الوجودية حتى نستطيع أن نقول أنها تعتبر إضافة متميزة لأستراليا متعددة الثقافات ومن المؤكد أن سعيها المنتظم للانكفاء على نفسها افقدها تقديم أي إسهام حضاري تستطيع أن ترفد به هذا القطر المهجري0 أما على صعيد التأثر بهذه الحضارة القائمة فسوف تجد بكل أسف أن المنتوج يساوي صفراً كبيراً لأن واقع الحال يكشف أن بنية هذه المجتمعات القادمة من أكثر مناطق العالم تخلفاً اقتصادياً لها من ضيق الأفق بحيث أنها لا تستشعر مقدار النقلة التي حدثت لها وبالتالي يقل انفعالها بها ولا تثمر وعياً أو سلوكاً إيجابيا مغايراً لكثير من العادات والتقاليد البالية التي الفتها دون تمحيص أو مراجعة لمردود فائدتها أو قيمة جدوى التمسك بها0 إن الاستمرار في تداول هذه السلوكيات بحذافيرها لهو مؤشر خطير يكشف أول ما يكشف على أنها تعاني من حالة خدر روحاني مفضي إلى بلادة في الحس (والتعبير لمنصور خالد) يضيع معها أدنى أمل في تفعيل خاصية التأثير والتأثر والتي هي المدخل الحقيقي والمؤثر الواضح لمدى قدرة المجتمعات على التطور ومواكبة العصر الذي تنتمي اليه0 في رأينا أن لتمكن ثقافة الفقر في عمق لا وعي هذه المجتمعات بحكم ظروف تاريخية وموضوعية مثل عدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية وفقر الموارد الطبيعية في بعضها إضافة للجهل المستشري الدور الرئيسي في تنامي ظاهرة الإحساس بالدونية والتي تتجلى في التقوقع داخل الذات والاكتفاء برفض الآخر والعمل على تضخيم الموروث الاجتماعي والسعي لتقديسه في محاولة للبحث عن توازن نفسي مطلوب0 هذا النمط من الثقافة الانغلاقية جعل هذه المجتمعات تعيش على هامش الحياة في هذا المهجر لعدم مقدرتها على التعايش وفق شروط جديدة أملتها ضرورة النقلة الزمانية والمكانية المهمة والتي لا ينفع معها دفن الرؤوس في الرمال ، كما أن إحساس الدونية المسيطر يجعل من مبدأ التشكيك في ثقافة الآخر ورميها بالفساد والإفساد بالمطلق لهي المعمقة من أساس الأزمة التي تعاني منها0
تظهر تجليات ثقافة الفقر أول ما تظهر في ذلك التهافت حد الابتذال لإشباع الغرائز البدائية مثل الأكل والملبس والكماليات بشكل يعمل على تكريسها وجعلها محور للحياة وغاية نهائية لسقف الأحلام والطموحات0 لذلك تزول الدهشة عندما تجد أن النمط الحياتي لمجتمعاتنا هذي قائم على المظهرية والتفاخر البدائي الصارخ المعالم في زخم حفلات الزواج والتسابق في اقتناء السيارات الفارهة والبحث عن آخر صيحات الهواتف النقالة، دون أن يصاحب ذلك نضوج عقلي خلاق يساهم في خلق نمط إنتاج حقيقي أو مشاركة فاعلة في هذا الوطن الذي باتوا جزءاً لا يتجزأ منه0 هذا التسابق المحموم لاعلاء الأنا في أضيق نطاقها من خلال تبني هذه القيم المظهرية المتخلفة لهو مؤشر واضح على أن هذه المجتمعات لم تستوعب بعد أبعاد هذه النقلة المهمة التي طرأت على حياتها0 هذا النوع من الانغلاقية لا يسهم بالتأكيد في ردم الهوة الحضارية التي تفصل ما بينهم ومجمل الشعوب والأعراق المكونة للدولة الأسترالية القائمة على المؤسسية والتعددية الاثنية والثقافية، ورغم اهتمام الدولة الظاهر في تفعيل دور هذه المجتمعات حتى تسهم بشكل خلاق في النمو المتواتر للمجتمع الأسترالي، إلا أن تمترسها خلف ثقافاتها وضربها العزلة حول نفسها يقذف بها لا محالة نحو أسفل القاع الاجتماعي كمجموعات لا تحسن سوى أن تعيش عالة على الدولة مكتفية بإعادة إنتاج ثقافاتها الفطيرة وعاداتها البالية. اخطر ما في هذه السلبية على الإطلاق ذلك الضعف الملحوظ لهذه المجتمعات في الإقبال نحو التعليم من حيث أنه يشكل البنية الرئيسية لخلق آلية التفاعل الحقيقي في استراليا، حيث أن الكثير من الأجيال تمثل فاقد تربوي حقيقي لعزوفها عن الانخراط فيه أو من خلال برامج التطوير المهني المفضي إلى التغيير النوعي على المستويين الشخصي والاجتماعي0 ربما يكون لعقدة الدونية واليأس من اللحاق بالركب أو إن شئنا الدقة سيطرة ثقافة الفقر على الوعي الجمعي نصيب وافر جعل من هذه المجتمعات فريسة للأعمال الهامشية، التي لا تسهم في خلق النقلة النوعية أو تعزز من قيمة الرغبة في العمل الجماعي المنظم المثمر القائم على المؤسسية0 وهذا ما يفسر ضعف المردود الجمعي لهذه المجتمعات على كافة الأصعدة الحياتية خصوصا في المجالات الحيوية منها الاقتصادية والسياسية والثقافية وبالتالي يتقازم دورها المؤثر كشريحة من ضمن شرائح البنية الأسترالية المنوط بها المساهمة الفاعلة ضمن حدود هذا المجتمع الواسع الفضفاض0 مثل هذا الوضع لا شك وبمرور الزمن سيخلف انطباع سلبي نحو هذه المجتمعات من قبل أجهزة الدولة الرسمية بعد أن تتيقن من فشل إمكانية النهوض بها لاختيارها حياة الهامش بمحض ارادتها0 إن ما يشفع لهذه المجتمعات غير المنتجة حقا وما يبرر صبر الدولة عليها هو قيامها بدور (المفقس) غير الواعي لأجيال أسترالية قادمة ثقافة وهوية خصوصا وأنها لا تملك ما تقدمه لهذه الأجيال من ارث ثقافي حي يصمد أمام هذا الطغيان الحضاري المادي0 وبنظرة استقرائية سريعة لواقع هذا النوع من صراع الثقافات المتجسد نجد أن الشكوك تحوم في أن تستطيع مثل هذه المجتمعات الهشة أن تحافظ على خصائصها وثقافتها على مدى 3 أو 4 أجيال على أحسن الفروض، خلافا لبعض الجاليات الأخرى كاللبنانيين واليونانيين والإيطاليين والكروات والأتراك الذين نجحوا في اجتياز هذا الامتحان رغم مضي وجود بعضهم لأكثر من قرن، ويبدو أن لرسوخ ثقافتهم وقدرتها على التفاعل الإيجابي الخلاق الدور المهم لخلق إضافة نوعية مؤثرة داخل النسيج الأسترالي وذلك دون أن يذوبوا في ثقافتها الانجلوسكسونية المسيطرة0
لقد نسى أو تناسى هؤلاء الهيابين أن الثقافات كائنات حية تنمو وتتطور في جو صحي بالرعاية والانفتاح على الآخر الثقافي كما يصيبها الموات أو الجمود في أفضل الأحوال متى ما ارتأى لها أصحابها الانغلاق والعزلة0 رغم هذا الحال المزري الذي لا تخطئه العين إلا أن واقع الحال يكشف بكل أسى أن البعض لا ينفك سادر في غيه ودافعاً هذه المجتمعات نحو الخلف بتكريس التهميش والإعلاء من قيم العادات البائرة في إصرار غريب لتعيش نفس النمط الحياتي المتخلف الذي ألفوه دون أدنى اعتبار للمتغيرات الزمانية والمكانية، لذا لا عجب أن تعيش حياة هي الأقرب للصورة الكاريكاتورية منها إلى الواقع المحترم يتجلى ذلك كما سبق وأبنا في التسابق المحموم في اقتناء وسائل الرفاهية دون أن يصحبه تطور موازي في المفاهيم أو ذلك السباق المحموم لتنظيم مناسبات اجتماعية شخصية بشكل بذخي الغرض منه المظهرية والاستعراض حتى وان أدى ذلك إلى الاقتراض بسعر الفائدة، مع العلم أن الغالبية العظمى تعيش عالة على الإعانة الاجتماعية التي تقدمها الدولة يقابله وجود شبه معدوم في مرافق الدولة أو المؤسسات الاقتصادية وغياب شبه كامل داخل أروقة المؤسسات التعليمية وذهول حد الفضيحة عن كافة الفعاليات الثقافية والسياسية والرياضية0 ولا يكتمل هذا المشهد المأساوي دون الإشارة إلى تنامي ظاهرة المذهب الأصولي الوهابي وتغلغله الواضح في بنية هذه المجتمعات ليذهب بآخر بارقة أمل في نهضة لما له من قوة غريبة في الجذب إلى الخلف والعيش بين ثنايا التاريخ0 عبد الخالق السر/ ملبورن 1/9/2003م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
موضوع فى غاية الاهمية ولى عودة بعد ما اروق شوية من زحمتى
اذ ان تناول هذه التداعيات التى ارتكزت فى المقام الاول على ملاحظات اكثر من انها تحليل ارتكز على بحث علمى فالعنوان يصلح تماما لان يكون رسالة اكاديمية او مبحث علمى
ساعود لاحقا تفصيلا من حيث تخصصى كباحثة فى المواضيع ذات الصلة بالهجرة وتمرحلها وما تفرزه من عوامل تؤثر سلبا او ايجابا فى حياة الشعوب المهاجرة
والى السانحة القادمة
اشراقه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
اخ عطبراوي تجدني دائما اقف اعجابا امام هذه القدرة علي التحليل العميق هذه اللغة الشفيفة،السلسة المنسابة المتدفقة ،التي تمنح الرؤي والافكار بعدا اعمق علي النفاذ اتفق مع الاخت اشراقة ان هذا ليس مجرد مقال صحفي هذا بحث،يمتلك كل مقومات البحث واعتقد ان الموضوع المطروح مهم وجاد ويخاطب سودانيي الشتات بالدرجة الاولي واتمني ان يحظي بالنقاش اللائق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
الاخ عجب الفيا اشكر لك مساهتمك في اثراء المقال، وحقيقة اتفق معككم والاخت اشراقة على أن الموضوع يستحق بحثا مضنيا على الاقل ليس متاحا لي بحكم ظرفي الخاص حيث انني بعيد عن الدوائر الاكاديمية في انتظار حصولي على الاقامة الدائمة بعد شه من الآن والتي سوف تتيح لي تعليما مجانا0
ولكنها على كل حال تأملات مراقب يعيش بين هذه الشعوب وشاهد على كل تفاصيل حياتهم وفعالياتهم اليومية0
العزيز جدا منعم شوف اتفق معك على أن هناك البعض ممن يحاول التخلص من هذا الوضع العجيب ولكن لأن الوضع هنا يختلف قليلا عنكم في اوربا حيث هنا تجمع مهول لهذه الشعوب في رقعة واحدة يجعل من السهل على الشخص ان يستخلص واقع نهجهم الحياتي، ورغم ان القليل يحاول الخروج من هذه الوهدة لكن ما زالت سطوة العاعدات والقبيلة تفرض نفسها هنا بقوة لتفضيلهم العيش من مفهوم الجماعة الواحدة وبالتالي يصعب على كثير منهم التخلص من سطوة العادات التي تحاكمهم0
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
العزيز أتبراوى حسب علمى ان الجالية السودانية القبطية قد كونت مؤسساتها المدنية بشكل جيد وتتابع افرادها باهتمام للركوب فى تراكات السيستم الأسترالى والإستفادة من إمكانيات هذا البلد الذى فتح ابوابه للمهاجرين، لماذا لا يحذو المهتمين من شعوب القرن الافريقى حذوهم ويقرأوا تجربة الاقباط ويحاولوا إخراج مهاجريهم من هذى الوهدة قبل أن تصبح معطلة وإشكالاً كبيراً ذكرنى مقالك شهادة فنان تصميم صناعى هندى كان معنا قبل ايام بالمتحف. قال لى ان الهنود فى كل بلاد المهجر يعيشون بذهنية الهند فى أوائل القرن التاسع عشر لأنهم عزلوا انفسهم عليها، فى حين أن الهنود اليوم فى بلدهم الأصلى متقدمين جدا فى السلوك والذهنية على هؤلاء، ونخشى نحن أن نقع فى نفس الإشكال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
الاخ عطبراوي الشكر الكتير لهذا التحليل القيم عن مدى تأثر المجتمعات الافريقية في استراليا ، مع انه الامر سيكون له نفس السمات في مجتمعات المهجر الجديدة عموما فالى مدى استفاد هؤلاء الناس من مجتمعاتهم الجديدة المتحضرة ؟ هل الامر فقط هو اكتساب لغة وجواز سفر لتوفير فرص حياة افضل ام انهم اكتسبوا من هذه المجتمعات ايجابياتها التي من الممكن ان تخلق لديهم وعي اكبر حول الحياة الامر ليس مجرد ثقافة فقر ودول عالم ثالث بل هناك من هم استطاعوا ان يكتسبوا الكثير من هذه المجتمعات ويقدموا اسهاماتهم الامر يعتمد على فهم هؤلاء ونظرتهم للحياة بشكل عام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
اخي عطبراوي
تحياتي
هذه اضاءة جيدة جدا للموضوع. لقد لاحظنا نفس الظاهرة في اوروبا وكان التحليل عندنا منصبا على الثقافة والعقلية المنغلقة على ذاتها وعلى مصالحها الفردية العاجلة والضيقة، ولكن طرحك جدير بالاعتبار والنظر الى عامل الفقر. ولكن المدهش ان شعوب اخرى كثيرة فقيرة مثلنا او اكثر ولكن نلاحظ عقليتها مختلفة، كمثال المهاجرين من غانا، سورينام ولحد ما تركيا والهند. هذه الشعوب الاخيرة تلاحظ فيها حيوية وبحث مستمر ودؤوب نحو الترقي العلمي والاقتصادي والاجتماعي والاستفادة من الفرص المتاحة لاكتساب المعرفة والمكانة مع محاولة الاندماج في المجتمع دون تخلي عن الثقافة القومية بالضرورة بينما نلاحظ على شعوب القرن الافريقي، واخص منها السودان والصومال، لان الارتريين والاثيوبيين كما ذكر منعم، اقرب للاستثناء من القاعدة، نلاحظ كسلهم العقلي وكسلهم في السعي للترقي اكاديميا وسلوكيا وثقافيا. الرجل منهم يعتمد بنسبة عالية جدا على مخصصات الضمان الاجتماعي، ربما باستخدام بعض الحيل، دون محاولة للاستقلال والاستفادة من فرص التعلم والترقي والاندماج. والمرأة منهم أشد نهما من المرأة في السودان والخليج، لأقتناء الذهب والزينة الفارغة، كما ذكرتم، على حساب كل الاولويات الاجتماعية والاسرية الاخرى، علما بان لا أحد هنا ينظر لتلك الزينة او يعطيها اعتبارا، ولكنهن يفكرن، ما زلن، بالعقلية القديمة التي حملنها من مجتمعاتهن الاصلية، ويحملن عقدة الفقر التي تفرض نفسها عليهن حتى يثبتن انهن ما عدن أقل من فلانة وفلانة اللاتي كن يلبسن ذاك التوب او ذلك الذهب. حاجة تضحك وتبكي. وبعد عشرات السنين من العيش في عالم القرن الواحد وعشرين في اوروبا ، تري الواحد وكأنه خارج لتوه من العصر الحجري، في حين ان الناس في اوطاننا نفسها قد تقدموا على هذا الفهم، ربما تحت ضغوط الحياة وسطوة الاعلام المفتوح واثر التثاقف المستمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: Alsawi)
|
الإبن عبد الخالق السر فربما تكون أحد طلابي بعطبرة إبن مدينتي الفاضلة عطبرة موضوع جدير بالقراءة المتأنية لأنه يدق وترا حساسا. لفت نظري بشدة عبارتك على صعيد التأثر بهذه الحضارة القائمة فسوف تجد بكل أسف أن المنتوج يساوي صفراً كبيراً لأن واقع الحال يكشف أن بنية هذه المجتمعات القادمة من أكثر مناطق العالم تخلفاً اقتصادياً لها من ضيق الأفق بحيث أنها لا تستشعر مقدار النقلة التي حدثت لها وبالتالي يقل انفعالها بها ولا تثمر وعياً أو سلوكاً إيجابيا مغايراً لكثير من العادات والتقاليد البالية التي الفتها دون تمحيص أو مراجعة لمردود فائدتها أو قيمة جدوى التمسك بها0
و هذا هو الحال نفسه مع كل مجتمعاتنا المتخلفة في أصقاع الدنيا ، فأذكر في الثمانينات في أمريكا، أن ذهبت إلى حفل أقامته جالية شرق أفريقية و كان من ضمن المدعوين صحفيون ، و لكننا فوجئنا بأن الحفل عبارة عن شرب و أكل و رقص و غناء دون الإشارة إلى مشاركة من مثقفيهم الذين كان من المفروض على الأقل عكس مشاكل الجالية أو هموم الوطن ، و كأنهم دعوا الصحفيين للتمتع بالحفل و الأكل و الرقص. هذا غيض من فيض إبني عبد الخالق ، و سيكون الحال هكذا لسنوات طوال حتى يقيض الله لهذه المجتمعات وطنا تسوده الديمقراطية و لك تحياتي و رد الله غربتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
الاعزاء ابو جهينة ، الصاوي، مايا ، ندا والاخ منعم شوف لكم خالص الود والتقدير الشكر اجزله لمساهماتكم المقدرة لاثراء الموضوع وان كانت هناك اضافة فهي انني اود ان اوضح للاخ منعمشوف ان الجالية القبطية تمثل استثناء لنمط حياتها القائم على الانفتاح على الآخر الثقافي، وهم قوم مشهود لهم بالطموح الكبير والسعي الدؤوب في الاكاديميات0 عن المسالة ككل فهي نسبية ولا تعني المطلق، قاول هذا دون ان ابخس بعض ابناء هذه المجتمعات جه ها في النهوض بذاتها ولكنها تبقى في النهاية محاولات فردية لا تعطي صبغة جماعية0 ما يفزع حقا هو هذاالتماهي مع المألوف ن وقد يكون لتجمعهم في مواقع جغرافية محددة دور كبير في استماتتهم على عاداتهم المجلوبة بخيرها وشرها0
لكم من الود عظيمه عبد الخالق السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
العزيز جداً عبدالخالق، تحيات زاكيات لك وللذين بطرفكم بالتأكيد انت لا تبخس من تجربة هؤلاء، ولكنك وجيع وتبحث لهم عن الخير والنهوض بإنسانيتهم. أسئلة الاخت مايا واردة وإضافات زملاء الخشبة الصاوى وابوجهينة ضافية وأثرت نقاش المقال. وياريت يا عبد الخالق تهدى بالمقال كمخطوطة لبحث كبير وشحمان حول هذة القضية والتى هى من صميم إشكالاتنا كمهاجرين مازلنا مهمومين بأزمات اوطانا ولازلنا نحلم بالعودة اليها والمساهمة فى بنائها، فيصبح من المضحك جداً أن نعود ونحن أكثر تخلفاً بدلاً ان نضيف تجربة متقدمة إكتسبناها فى دار هجرتنا وهذا بالتأكيد ما تنتظره شعوبنا بالداخل شكراً مجدداً يا عبدالخالق وزدنا يا ابو الشباب من تلك الكتابات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات ثقافة الفقر وأثرها على سلوك مجتمعات القرن الإفريقي باستراليا (Re: atbarawi)
|
عبد الخالق العطبراوى
التحايا والسلام
دوما يتعمق الإعجاب والتقدير لما تسكبه من رؤى نافذة، وضوء أخاذ فى عتمات هى أحوج ما تكون للكشف والبحث، وأحى فيك دقة الطرح ونفاذ النظر فى أيما موضع أو مبحث، مستصحبا لغتك الأنيقة المعطرة بأريج السلاسة وسحر المنطق، والله يا عبد الخالق لا أحب تأبط كلمات الثناء والإطراء، لكن أجد نفسى مدفوعا لقول ذلك، لأننى على يقين مما أقول، وقطعا لن أزيدك قدرا بذلك، فمن لدن ذلك المقام أتى الكلام، وهو حقيقة ماثلة
هى ذى نوعية ما يتوجب طرحه من مواضيع، لا تلامس هامش الطرح وتطوف ببشرة الأشياء فحسب، بل تخترق جسد الشئ وتنفذ الى عظمه، والموضوع خطير فعلا، بل خطير لأقصى مدى ممكن، ولكن عل قومى يعلمون، والأمر أظنه يتعلق بنوعية العقلية أو "المينتاليتى" لدى هؤلاء المهاجرة فى الأصل، فقد تكرس الكم على حساب النوع واشرعت كوات الهجرة الضيقة وأبوابها الواسعة ايضا، وفق شروط أظن أنها أسهمت أيضا فى هذا الخلل، إضافة الى ضيق الأفق المعرفى ونوعيةالذهنية السائدة حاليا وسط المجتمعات المعنية الموضوع متعدد الأبعاد والمسالك أيضا، ولا أود الإطالة، فكل جانب منه يستحق بحث بحاله
ومجددا لك التقدير والمودة
| |
|
|
|
|
|
|
|