وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الخالق السر(atbarawi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2003, 10:11 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي

    رؤية الواقع من نافذة التاريخ

    خمسمائة عام وتزيد من الانكسارات تكشف بجلاء عمق الأزمة العرب – إسلامية، خمسمائة عام وتزيد ليست سوى حصيلة من البكاء على الأطلال وتدبيج القصائد والرثاء على ملك ضائع ومجد ولى ووقوف على الاطلال0 لم يكن العرب المسلمون أول أمة يخف بريقها أو تدور عليها عوادي الزمن أو ينحسر بريق حضارتها0 ولكنها بالطبع الحضارة الوحيدة التي لم تتعلم درس التاريخ، حتى أصبح التاريخ لديها حلقة دائرية تفضي إلى تكرار التجارب الخائبة وتطابق العثرات واستنساخ الأحداث الحزينة0

    إنها محاولة تحليلية متواضعة من جانبنا نستدل بها من خلال معطيات التاريخ وتطابقه مع الواقع الراهن مستندين في تحليلنا واقع التقنية العسكرية الذي أفرزته الهزيمة المرة في الحرب الأخيرة على العراق وما كان عليه واقع الحال قبل خمسمائة عام إبان الحروب الصليبية على الأندلس، كما يجدر بنا إلقاء الضوء على ما واكب ذلك التدهور العسكري من تدني في الوازع الديني والروحي افرز ما يسمى بالعمالة للأجنبي وخطورة أثره على كامل التجربة وحتى اللحظة0ولم يكن اختيارنا لحقبة الأندلس محض صدفة بل لأنها تمثل ذروة الالق للحضارة الإسلامية، كما أن تجاوزنا للحقب التاريخية اللاحقة يأتي من منطلق أنها لم تكن سوى امتداد لسنوات الانكسار والهوان0

    الواقع العسكري العرب - سلامي بين الأمس واليوم:
    كشفت الحرب الانجلو – أمريكية ضد العراق واقع مؤلم وكارثي في نفس الوقت حين نكتشف أن الحرب التي راهن عليها النظام العراقي والإعلام العربي لكسر شوكة التفوق الغربي لم تستمر سوى 3 أسابيع وبأقل خسائر ممكنة، تكشف بعدها للقاصي والداني مدى الفارق التقني الشاسع بين القوتين، ويتجلى حجم الكارثة عندما نعلم أن الجيش العراقي يمثل أقوى قوة عسكرية عربية في الوقت الحاضر، بل أنه أصبح يمثل بعبعاً لجيرانه خصوصا بعد مغامرة احتلاله الكويت في عام 90 من القرن الفائت في أقل من يوم واحد ودون أدنى مقاومة من الجيش الكويتي!!
    وبالطبع تبقى المفاجأة بطعم الحنظل إذا علمنا أن هناك ترليونات الدولارات تدفعها الدول العربية لاستجلاب أسلحة وتقنيات عسكرية بحجة تعزيز قدراتها العسكرية للدفاع عن نفسها ، بينما تقوم أمريكا بهذا الدور نيابة عن هذه الجيوش!!00 إذا بهذه المقارنة السريعة بين قوة الجيش العراقي ونظرائه من الجيوش العربية وتحديدا جيوش دول الخليج، وبينه وجيوش التحالف الانجلو – أمريكي يتضح لنا بجلاء أي محنة حقيقية تعيشها الأمة العرب – اسلامية0 بالطبع هذا الواقع البائس لا بد أن يفضي إلى سؤال ملح، هل هذا الضعف والهوان هما وليدا اليوم؟ أم انهما ضاربان في القدم؟00 ربما في هذه الحالة يفيد حقا الرجوع إلى التاريخ حتى نستبين الأمر بجلاء وعليه نبني تقيمنا لاحقا0
    في هذا الصدد يحدثنا ارفنغ واشنطن في كتابه "أخبار سقوط غرناطة"، أنه قبل حوالي الخمسمائة عام وتحديداً في بدايات العقد الثامن للقرن الخامس عشر بدأ أفول دولة العرب في الأندلس بعد فترة من الازدهار والقوة العسكرية كانت عاملاً حاسماً في دحر الصليبيين وتحييدهم بعد أزمان من الحروب الضروس خاضوها ضدهم، حتى دانت لهم الأندلس وبسطوا سلطانهم عليها00 ويتابع واشنطن "رغم أن السلاح السائد وقتها كان السلاح الأبيض من سيوف ونبال إلا أن استخدام العرب لآلة المنجنيق ساهم بشكل فعال في تخويف العدو وإرهابه" 00 ولكن 000يبدو أن العرب بعد ذلك ركنوا لدعة العيش والتمتع بالسبايا كما ارتفع معدل طغيان الحكام وجبروتهم على شعوبهم وتلهوا عن الخطر المحدق بدولتهم رغم أن الحروب وقتها لم تتوقف تماماً 00 بالمقابل نجد أن الشعوب الصليبية بقيادة ملك إسبانيا فردناند والملكة ايزابيلا كانوا يسعون بقوة لتضميد جراحهم ، ويهيئون أنفسهم لجولات قادمة ينالون فيها من العرب أعدائهم00 ويلخص ايرفنغ في هذا الصدد كيف أن نقطة التحول في هذه الحروب أتت عندما نجح الألمان في صنع آلة "المدفع" والتي زودوا الملك فرديناند وجيوشه بها في حربه ضد العرب0 ويسهب ايرفنغ كيف أن هذه الآلة المدهشة كانت تحصد الجيوش العربية وتدك حصونهم دون أن تجد الرد المناسب من جانب (العدو)0أفرز هذا التحول المهم في التقنية العسكرية واقعاً مغايراً دفع العرب في الآخر إلى الاستسلام للهزيمة وتبع ذلك طردهم من كامل إسبانيا بعد حكم دام أكثر من ثمانية قرون 00 والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هل شكلت تلك الهزيمة المرة دافعا للعرب كي يستلهموا منها درسا بليغاً ينفعهم في قادم أيامهم؟ الإجابة بالطبع لا تحتاج إلى كثير عناء عندما نكتشف أنه وبعد خمسمائة عام من تلك الهزيمة ازدادت الشقة التقنية بين المعسكرين في كافة المجالات، وان كان يعنينا هنا الشق العسكري نجد انه وحينما كان الفرق آلة عسكرية وحيدة هي العامل الحاسم، يفجعنا الواقع الراهن بأنه لم يعد بالإمكان أن نحسب بعد الشقة التقنية، ولا الجهود الممكن بذلها لردم هذه الهوة00 ولكن بالمقابل نستطيع أن نقف على ذلك الكم الهائل من المرثيات وعيون القصائد التي دبجت والتي تحفظها أضابير المكتبات العربية وذاكرتها الحية عن مدى اللوعة والحزن الذي سيطر بعد الخروج من جنة الاندلس0

    دور العمالة والعمل بالوكالة لصالح العدو:
    شاهد العالم كله عبر الفضائيات وصول المعارضة العراقية بقيادة أحمد الجلبي برفقة وحماية المارينز عشية سقوط البصرة، موعوداً بتشكيل حكومة أمريكية بالوكالة تكفي الأمريكان شر الاحتلال المباشر المستفز00 ولكن هل كانت تلك أول تجربة يستدرج فيها الغرب من يتطوع ليحكم نيابة عنهم ووفق شروطهم؟00 بالطبع لا00 فالتاريخ العربي الإسلامي مليء بهذه النماذج، التي أنتجتها التناقضات والأطماع الشخصية والمكايدات السياسية التي شكلت وما زالت محور العقلية السياسية في العالم العرب – إسلامي، ولا يخفى على أحد أن 90% من الحكومات العربية التي تحكم اليوم تم طبخها في واشنطن، مستفيدة الأخيرة من النزوع غير المحدود للشخصية العربية في محاولة انفرادها بكرسي الحكم، حتى وان استدعى ذلك الدوس على كافة القيم الدينية والاجتماعية، وبالتالي النتيجة انصياع كامل للإرادة الأمريكية تحصده الشعوب العربية في كل ما يتعلق بإرادتها وخياراتها0
    ولكن يحق لنا أن نتساءل من سن هذه السنة الذميمة؟ 00يحدثنا نفس المصدر "أخبار سقوط غرناطة" أنه تناهى لملك الأسبان وقائد الجيوش الصليبية آنذاك "الملك فردناند" أن هناك بوادر صراع نشأت بين ملك غرناطة القوي "مولاي أبو الحسن" وابنه الأمير "ببدول" بتحريض من أمه الملكة ايقصا أو "الطاهرة" كما تلقب، وان هذا الصراع استنزف قوى العرب والذي انتهى مؤقتا بتنصيب "ببدول" ملك" على غرناطه وطرده لأبيه!!0 استثمر الصليبيون الفرصة وشنوا هجوماً على العرب انتهى بأسر ملكهم "ببدول" والذي انتهى أمره بأن يعود إلى دياره بموجب صفقة عقدها مع ملك الأسبان تنص على أن يكون تابع للملك ينوب عنه في جباية الضرائب والإتاوات وخادماً مطيعاً للدولة الصليبية يأتمر بأمرها ويدافع عن شرفها من المسلمين الأعداء!!0

    مما سبق يتضح لنا أن معركة الأندلس كانت نقطة حاسمة في تاريخ صراع التفوق بين الحضارتين الإسلامية والصليبية، استغلته الحضارة الصليبية أيما استغلال لتكريس نجاحاتها، بينما أنكفى العرب المسلمون على أنفسهم يمارسون حالة من الخذلان والانكفاء أفضت بهم
    إلى حال يتناسخ فيه التأريخ بدلاً من أن يتطور، وصار الانفعال العاطفي والصريخ هو ما يميزهم حتى أن مقولة "العرب ظاهرة صوتية" أوشكت أن تصبح حقيقة ثابتة تدعمها الأسانيد والوقائع0

    مما تقدم نستطيع أن نستشف بسهولة أنه لم يتغير شيء من مزاج العرب ولا من طريقة رؤيتهم للحياة من واقع المتغيرات والتحديات العديدة التي تفرزها، والتي تستوجب نمط مغاير للسائد الذي أفرز منذ أكثر من خمسمائة عام الكثير من الرزايا قذفت بهم إلى أسفل سلم الحضارة المعاصرة0 ومن نافلة القول أنه ما لم يلتفت العرب جادين إلى واقعهم المنكوب التفاته علمية تستند إلى مكاشفة الذات وتحرير الشعوب من الاستبداد والإعلاء من قيم الحرية والديمقراطية بما يتفق مع مجمل القيم الدينية والأعراف، وهذا بدوره يستدعي تفكرا في واقع الاجتهاد الديني ما له وما عليه، وما آل إليه في ظل سيف الإرهاب المسلط على كل محاولات الخروج به من أضابير التاريخ والنمطية والاجترار0

    عبد الخالق السر/ ملبورن
    22/4/2003م
                  

04-22-2003, 11:48 AM

Yassir7anna
<aYassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)

    Quote:
    إسلامية، خمسمائة عام وتزيد ليست سوى حصيلة من البكاء على الأطلال وتدبيج القصائد والرثاء على ملك ضائع ومجد ولى ووقوف على الاطلال0


    عزيزي عطبراوي

    اتفق معك تماماً فكل ماذكرته،حقيقة موضوع قيم وثر ومجهود مقدر ويحتاج الى قراءة بتمعن شديد لاستخلاص العبر منه. رغم اني قراته مرتين لكن اسمح لي بهذه التعاليق البسيط في هذه العجالة.

    لقد تعرض للب المصائب التي نتعرض لها الآن بكل دقة وتجرد، فهذا هو حال الامة الاسلامية والعربية تدبيج القصائد لتمجيد حكامنا الاشواس الذين لا ياتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم، اضافة الى القاء الخطب العصماء لأجترار بطولات الماضي والبكاء على الاطلال، فعلا سيدي هذا هو وقعنا الذي نعيش بكل أسف وحسرة

    Quote:
    كما يجدر بنا إلقاء الضوء على ما واكب ذلك التدهور العسكري من تدني في الوازع الديني والروحي افرز ما يسمى بالعمالة للأجنبي وخطورة أثره على كامل التجربة وحتى اللحظة0


    Quote:
    ويتجلى حجم الكارثة عندما نعلم أن الجيش العراقي يمثل أقوى قوة عسكرية عربية في الوقت الحاضر، بل أنه أصبح يمثل بعبعاً لجيرانه خصوصا بعد مغامرة احتلاله الكويت في عام 90 من القرن الفائت في أقل من يوم واحد ودون أدنى مقاومة من الجيش الكويتي


    فانا اختلف معك قليلاً في التدهور العسكري بل الشئ المحير كما ذكرت ان العرب بالتحديد ينفقون مليارات الدولارت لشراء الاسلحة الحديثة والمتطورة وعند الحارة يتسابقون الى قبة واشنطون لأخذ العفو والقبول والمن عليهم بدحر العدو او في ابسط الاشكال وقفه مؤقتاً ، فهذا التناقض العجيب، والشئ الآخر الخيانة التي اصبحت شئ صفة لايمكن تجزئتها من شخصية العربي والمسلم في اي مكان، كما ذكرت سابقاً لقد استمعت لحديث من أحد العائدين من العراق أن العراقين بدأوا في بيع الأخوة الذين اتوا لنصرتهم وكذلك فعل الالبان، اي كان رأيهم في صدام، فلا اعتقد ان هذا كان صواباً، فاي مسلم او عربي بعد اليوم سيفكر في نصرة اخيه؟

    والمشكلة الأخرى غياب الوازع الديني، عند الحكام والمحكومين، واقرب مثال لذلك حكومة الجبهة الاسلامية، التي تدعي انها تحكم باسم الله ولتمكين شرعه بين ما المواقع الكل يعرفه من هم اللذين تمكنوا في السودان واكبر مثال على ذلك عندما دب الخلاف بينهم وخرج المستور، يعذبون ويشرودن ويتضهدون في البشر وكل ذلك باسم الدين ولأن الوازع الديني غاب عن الامحكومين لذلك تمكنوا هم منا بحجة اعادة الوازع الديني لهم بين ما هم اصلا يفتقدونه وفاقد الشئ لا يعطيه

    لذلك ارى اننا كافراد يجب ان نتقي الله في انفسنا كافراد وليس كتنظيمات او جماعات او اي كان عندما نتحصن نحن بالدين لن ياتي غداً من يريد ان يعيدنا الى الصراط المستقيم، وبذلك ايضا نضمن من ولي امرنا يتقي الله فينا



    Quote:
    هناك بوادر صراع نشأت بين ملك غرناطة القوي "مولاي أبو الحسن" وابنه الأمير "ببدول" بتحريض من أمه الملكة ايقصا أو "الطاهرة" كما تلقب، وان هذا الصراع استنزف قوى العرب والذي انتهى مؤقتا بتنصيب "ببدول" ملك" على غرناطه وطرده لأبيه!!0


    وهذا ما حاصل الآن بالضبط في الدول العربية وبالتحديد في منطقة الخليج العربي واعتقد ان الجميع يعرف ذلك، وما انقلاب البشير على شيخه ببعيد من ذلك ايضا وان كان بطريق مغاير

    Quote:
    ما لم يلتفت العرب جادين إلى واقعهم المنكوب التفاته علمية تستند إلى مكاشفة الذات وتحرير الشعوب من الاستبداد والإعلاء من قيم الحرية والديمقراطية بما يتفق مع مجمل القيم الدينية والأعراف، وهذا بدوره يستدعي تفكرا في واقع الاجتهاد الديني ما له وما عليه، وما آل إليه في ظل سيف الإرهاب المسلط على كل محاولات الخروج به من أضابير التاريخ والنمطية والاجترار0


    اعتقد هذا هو بيت القصيد وهو ما يفترض على كل من كان له قلب والقى السمع وهو شهيد

    شكراً لك اخي على هذا الوصف والتشخيص الدقيق والحي لوقعنا المؤلم

    لي عودة باذن الله
    تحياتي

    (عدل بواسطة Yassir7anna on 04-22-2003, 11:51 AM)

                  

04-22-2003, 11:56 AM

SAMIR IBRAHIM
<aSAMIR IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 01-05-2007
مجموع المشاركات: 2628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)

    عزيزي العطبراوي

    وينك يا راجل مسجل غياب ....قرأه جديره بالفكير والتحليل ...دمت
                  

04-22-2003, 12:16 PM

ود العجمى
<aود العجمى
تاريخ التسجيل: 09-21-2002
مجموع المشاركات: 1595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)


    عطبراوى


    لك تحية كبيرة على هذا الجهد المقدر الذى لم تحيد به عن الحقائق برؤية عقلانية واسقاط للتاريخ بصوره للإستفادة منها . وبدون بكائية . أحييك

    ولكننى متفائل صدقنى متفائل بأن القادمة من سنوات سيحمل ما هو أجمل وذلك بضرورة ما تحتمه الايام . فقد أصحت ورقة الحكومات محروقة وكذلك أيقن الشعب العربى بأن مشكلته تكمن فى حدود دولهم . وأن الحل يأتى من الخروج على هذه الحكومات العميلة . وطرد الخوف من الأجهزة الامنية فى البلاد العربية . كما استفاد العربى من حرب الخليج الثالثة بأن الحل لا يأتى من المساجد والفتاوى بل يأتى بالعلم والعمل والديمقراطية إحترام الرأى الآخر

    وسأعود . مع حبى وعميق شكرى بهذا البوست الراقى
                  

04-22-2003, 01:02 PM

Yassir7anna
<aYassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)


    آسف اخي عطبراوي قد فاتني ان اعلق على هذه النقطة

    Quote:
    ويتجلى حجم الكارثة عندما نعلم أن الجيش العراقي يمثل أقوى قوة عسكرية عربية في الوقت الحاضر، بل أنه أصبح يمثل بعبعاً لجيرانه خصوصا بعد مغامرة احتلاله الكويت في عام 90 من القرن الفائت في أقل من يوم واحد ودون أدنى مقاومة من الجيش الكويتي


    هذه هي الطامة الكبرى، اذ ان جيش العراق هو الجيش العربي الأقوى في شبه جزير العرب، فاذا اخذ فقط 20 يوم ليسقط قما بال الجيوش الاخرى ، لا اعتقد انها ستصمد أكثر من 20 ساعة وذاذ وضعنا في الاعتبار ان بقية الانظمة الحاكمة لا تقل ديكتاتورية ولا دموية ولا استبداد عن نظام صدام الا بمقدار كيفي فقط اذ فاقهم صدام في الكمي

    لم اكن اعول على نظام صدام ابدا كل ما كنا نعول عليه بدعائنا ان يكون بيننا رجل صالح فيستجيب الله دعاءه، اذ ان لا صدام ولا قادته من من كانوا ينصرون الله في ارضه او يتقونه حق تقاته ولا اغلب الشعب المسلم والعربي لم يكن يفعل ذلك اذ نصر الله للعبد مشترط بنصرة العبد لله، فلذلك نصر الله لهم كان مستبعد اللهم الا اذا استجاب الله هذا الدعاء ببركة رجل صالح بيننا مستجاب الدعاء خصوصا اذا تذكرنا الحديث النبوي الشريف والذي فيما معناه ان الله لينصرن هذا الدين بالبر والفاجر او ما في معناه

    لك التخايا
                  

04-23-2003, 00:44 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)

    الاخ ياسر حنا
    سلامي وحبي
    شكرا على المداخلة القيمة، وها هو الواقع كما ذكرت يطل بوجهه من نافذة التاريخ دون أي محاولة تذكر للخروج من عنق الزجاجة0

    أخي ود العجمي سلامي وحبي
    وما فائدة الحياة يا صديقي من غير أمل وتفاؤل، ويقيني اننا نكتب ليس من اجل التشاؤم او اسباط الهمم بقدر ما نسعى ان نستلهم عبرالتاريخ حتى لا يخرج علينا من يجتره وينسخه، وبالالي تكون مسيرتنا محلك سر0
                  

04-23-2003, 08:21 AM

Yassir7anna
<aYassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)

    عزيزي عطبراوي

    لك التحايا

    الشق الآخر الذي اود ان اتطرق اليه هي مسالة علماء الدين الاسلامي الذين ظلوا ولفترة خمسمائة عام او اكثر يتجادلون حول اللحية وهل يجوز حلقها ام قصها ام حفها و كم يجب ان يكون طول الجلباب عن القدم وكمسائل الحيض والنفاس وامور اخرى لم تكن أساسية وإن كان بعضها مهم للمرأة لتأدية عباداتها بصورة سليمة وبينما العلوم تتطور من حولنا ولم يفتوا فيها ولم يدلوا فيها بأي دلو بل وذهب بعضهم الى قفل باب الاجتهاد نهائياً كأن ما مشاكل العلامين قد نفدت تماماً، وعلى العكس وقف كثيرون منهم موقفاً معارضاً لكل انواع العلوم والاختراعات الحديثة دون تريث او تبيان لحقيقتها .

    كمثال على ذلك، عند اختراع الطابعات الحديثة، في القرن التاسع عشر، وقف علماء الاستانة حاضرة المسلمين في ذلك العصر، ألف أحمر امام طباعة القرآن بهذه المطابع وسرعوا الى الكيل لليهود والنصارى ومحوالاتهم تحريف القرآن بادخلهم هذه الآلات، والآن انظر هل هنالك من ينسخ القرآن بيده؟ بل أنظر الى جودة الطباعة ونضارتها وانظر الى مصاحف الترتيل والتلاوة وكيف زيونها بما يليق، فلولا هذه التقنية هل كان هذا ممكن؟

    المثال الآخر عند ظهور وانتشار الانترنيت في منتصف التسعينات سارع بعض العلماء الاجلاء الى تحريم الانترنيت نهائياً لما يحمله من خطر على الاسلام والمسلمين تحت حجج وزرائع عدة من الهاء شباب المسلمين الى الغزو الفكري، الآن أنظر الى مواقع الانترنيت كم من موقع اسلامي يحوي تفاسير القرآن بل القرآن نفسه مجود ومضبوط ومفسر في مئات المواقع بال بعدة لغات أخرى لناطقين بغير العربية.

    لا ادري هل هؤلاء العماء نسوا أم تناسوا ان الله سبحانه وتعالى اقسم انه سيحفظ هذا القرآن بنفسه؟ انَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (7 الواقعة، بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22) البروج، واني اعتقد ولا اقسم على الله، لكن لو ترك امر حفظ القرآن للمسلمين لما بقي حتى الآن، لذلك توعد الله سبحناه وتعالى بحفظه بنفسه من التبديل او التحريف او الضياع، لنتفرغ نحن لنشر دعوته وتعمير الارض وعبادة الله ، وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون، لا ليحفظوا القرآن من الضياع.

    مثال ثالث، لجأ كثير من العلماء الاجلاء الى تباين خطر الاستنساخ وما يحمله من خطر لتحوير خلق الله، والآن بدأت الاصوات تخفض والتبريرات تزداد لتبين الفائدة المرجوة من علم الاستنساخ الحديث. ونسوا الآيات وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً (121)
    ( النساء)

    فلم يحاول اي نفر منهم من محاولة اعادة تفسير القرآن الكريم بالمعطيات الحديثة في العصر الحديث، جزى الله علمائنا الآوئل خير الجزاء على ما قاموا به من جهد في تفسير كتاب الله مثل ابن عباس، والطبري والجلالين (جلال وجلال) حقيقة لا اذكر اسماءهم كاملة، فقد ادوا دورهم على اكمل وجه وقاموا بتفسير القرآن حسب معطيات ومقتضيات عصرهم.

    فلم يحاول اي من رجال الحركة الاسلامية الحديثة ،كما يدعون، وانا حقيقة عندي تحفظ علىاطلاق رجال الحركة الاسلامية عليهم، لم يحاولوا او يجتهدوا في ان يقدموا حلول لمشاكل العصر، فالناخذ الجبهة الاسلامية كمثال، كانوا طوال الاربعين عاماً الماضية او يزيد يجتهدون في الوصول الىالحكم حيث يعتقدون تطوير وتقدم المجتمع وخروجه من الظلام الى النور لا يتم الى عن الطريق وقيادة المجتمع الى جادة الطريق، ومن ثم تنزيل القوانين كما كان يقول شيخهم وكثيرا ما استخدم هذا المصطلح في تنزيل القوانين على المواطنين الشئ الي ينم عن استعلائية وفوقية في الخطاب والفكر، والنتيجة ما نراه الآن في السودان، اذ لم يحدث ان شهد السودان فسادا وانحرافاً في الاخلاق كما شهد في عهد حكم الجبهة الاسلامية، حتى الانحراف الاخلاقي لم يكن بهذه الصورة في عهد نظام المشير عندما كان علمانياً بحتاً وكل دور الحرام مفتوحة على مصرعيها، وكل زائر للخرطوم لا تخطئة العين ، هذا ما اوصلونا اليه رجال الحركة الاسلامية السودانية اضافة الى استباحة الاموال العامة بشكل لم يسبق له مثيل ولا حتى عندما استباح كتشنر مدينة امدرمان بعد موقعة كرري، وما خفي كان أعظم.

    وكمثال آخر اخد اي مثال من افراد هذه الحركة واساله اي سؤال في الفقه البسيط، كالصلاة والصيام اي العبادات اليومية، لعمري وجدت عددا منهم ليس بالقليل يجيبك بانه لا يعلم، وذلك لفهم الجماعة ان التربية تجئ بعد التمكين ليس قبله وكل همهم منصب في العمل السياسي والوصول الى كراسي السلطة بعيدا عن الدين وهنا مربط الفرس اي انهم اصبحوا من حيث يدروا او لا يدروا ممعنين في العلمانية اذا جاز التعبير، وعلى ما اذكر كانت عقوباتهم لمن يخطئ أن يصوم أو يصلي او يقوم باداء اي من العبادات كعقاب فهذا لعمري يؤدي الى أثنين لا ثالث لهم، اما أن يتعمدوا الخطأ حتى تكثر عباداتهم أو يتجنبوا الأخطاء حتى لا يعاقبوا بهذه العبادات. وموضع التربية هو سبب الخلاف الرئيسي بينهم ،اي جماعة الترابي وجماعة الاخوان المسلمين، وفي الشق الآخر نجد أن الاخوان ممعنين في التمسك بالقديم دون الاجتهاد في تقديم اي تفاسير علمية لمشاكل العصر الحديث.

    وكذلك الحال ينسحب على بقية الاحزاب الدينية الأخرى بشكل عام الا من رحم ربي.

    وفي المقابل هنالك من العماء المحدثين الذين لهم اجتهادات مقدرة في محاولة تفسير القرآن وفق معطيات العصر الحديث ومنهم الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي واظن الكثيرين يتابعونه ممن خلال فضائية دبي في تفسيراته لكلمات القرآن والتي حوت الكثير من الجديد والمثير والذي كان يغفل عنه الكثيرين اضافة الى محاولة تفسير المستجدات الحديثة العصرية وايجاد حلول للمشاكل العصر الحديث من استنساخ الى غيره من المعططيات الحديثة، اضافة الى

    الشيخ الدكتور الزنداني ايضاً له اجتهادات في محاولة تفسير القرآن بصورة علمية.فما نحتاجه الآن رجال دين على قدر من الوعي المسئولية لتحمل مسئولية كتاب الله وتفسيره وتوضيحة في لغة مبسطة وسهلة وفي مصطلحات عصرية حتى يسهل على الجميع فهمه، لأنك اذا رجعت الى اي من كتب التفسير

    السابقة فانك تجد حتى صعوبة في فهمها في كثير من الاحيان مما يتطلب الاستعانة بقاموس او بشخص من زوي لاختصاص لشرح معناه بصورة مبسطة.

    وأستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو واتوب اليه.

    ولك مودتي

    (عدل بواسطة Yassir7anna on 04-23-2003, 08:27 AM)

                  

04-23-2003, 02:33 PM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)

    الاخ ياسر
    سلامي
    يبدو انك وضعت اصبعك على الوجع الحقيقي المسى بعلماء المسلمين، فهذا موضوع يطول شرحه لأنه أس البلاء ومنبع الكوارث التي تفتك الأن بالأمة الاسلامية0 فهم منذ تولي معاوية بن ابي سفيان مقاليد الخلافة الاسلامية، صاروا الاقرب لافئدة الحكام، يفسرون لهم ويفصلون لهم الاحكام وفق ما تشتهيه انفسهم ويصادف اهوائهم0
    انه موضوع يستحق التغطية وبنفس هاديء وطويل ولنا عودة باذن الله0
    مع خالص الود
                  

04-23-2003, 10:24 PM

Enigma

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 54

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)


    عزيزي عطبراوي
    شكراً للطرح الواعي المستنير
    وأسمح لي أن اعرض هنا مقال أعجبني للمفكر محمد جابر الأنصاري، يشخص فيه بمهارة فذة علل الأمة العربية وأوهامها الكبيرة وخيباتها الأكبر، أعتقد أنه سيضيف الكثير للنقاش المطلوب في الموضوع الذي أثرته.



    ذهولٌ لا مبرر له... وحقائق لا مهرب منها
    محمد جابر الانصاري


    الظاهرة "الصوتية" العربية وضجيجها المستمر على هامش "الفعل" الاميركي في العراق، ينبغي ان ينفذ الوعي العربي - نخباً وجماهير - الى خوائها ليستخلص من هذا الحدث النمطي المتجدد والمتكرر - في تاريخنا المعاصر - اهم الحقائق الاساسية التي لا تزال غائبة عن هذا الوعي، لقصوره أو قصور من يوجهه تربية وفكراً واعلاماً، وهو وعي، او ربما "لا وعي"، يتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية في ما يتكرر للعرب من كوارث، وصدق من قال ان من لا يستطيع الاستفادة من تجاربه واستخلاص النتائج الصحيحة منها يعاني من "اعاقة" لا بد من التصدي لعلاجها والاقرار بوجودها بلا مكابرة، ان اراد علاجاً شافياً لاعاقته.
    من اهم هذه الحقائق، ونؤكد على كونها حقائق واقعة في عالمنا، وانكارها يساوي الضياع الذي تتعرض له هذه الامة والمهانة التي تلحق بها مرحلة بعد اخرى:
    أولاً: ان الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل وغيرها من القوى الدولية، هي بطبيعة الحال، قوى ذات اطماع وتعمل قبل كل شيء من اجل مصالحها. لا توجد قوى زاهدة فاضلة في التاريخ واخرى طامعة غادرة. والكلام العربي المكرور اليوم عن عدوانيتها جمل غير مفيدة، ولا تضيف جديداً، ومن باب: "وفسر الماء، بعد المصيبة، بالماء"! ألم نكن ندرك ذلك من قبل؟ ألم ندرك ذلك على رغم كل تجاربنا المرة في نكبة 1948 وهزيمة 1967 واحتلال بيروت 1982 وكارثة الغزو الصدامي للكويت 1990 وصولاً الى احتلال بغداد 2003؟ فماذا أعددنا شعوباً وانظمة ونخباً لمثل هذا "العدوان الاثيم"؟ غير هتافات الشوارع، وبيانات الشجب والادانة، وصراخ المراسلين في اكثر الفضائيات العربية التي اصبحت تعيد انتاج "التخلف" بالغوغائية وتمجيد الاستبداد وتزييف الحقائق (فالمخترعات الحديثة عندما تقع تحت رحمة عقلية متخلفة تصبح أكبر عون لها) وليست مبالغة المقولة الصائبة أن الاعلام العربي السائد سقط مع سقوط صدام.
    ثانياً: وعليه فالعرب الذين توهموا ان نظام صدام، او شعب العراق في سجنه الكبير، قادر على تقديم "نموذج فيتنام" او ما أشبه في مقاومة القوات الاميركية، لم تفتهم فحسب دراسة المعطيات الموضوعية بين الحالة الفيتنامية والحالة العراقية، وذلك ايضاً ما لا تسعه هذه المقالة، وانما فاتتهم اساساً مظاهر رمزية بالغة الدلالة وكافية للتنبه الى الفارق النوعي الهائل بين هوشي منه ورفاقه وتنظيمه الحزبي، وبين صدام واتباعه والحزب الذي تحول الى مومياء على يديه.
    هوشي منه ورفاقه لم يتمتعوا ولم ينشغلوا ببرجزة السيجار الكوبي وقصور ألف ليلة والسيارات الفارهة والشيكات المفتوحة للمصفقين، والزنزانات المغلقة على مواطنيهم بين امثلة ورموز لا حصر لها... (وعلى رغم هذه الشواهد كلها فالبعض لا يزال يبشر بفيتنام من وراء الميكروفونات الفضائية... وعلى رغم كل ما حدث...).
    وعلى الصعيد العربي كان العجز الرسمي واضحاً منذ البداية لاسباب معلومة. لكن المفجع ما تكشف من عجز قومي شامل تمثل في تظاهرات وهتافات وصراخ في الفضائيات انتهى الى لا شيء، وذلك اداء عربي كان مرجحاً من تجارب مماثلة وتراجعات افرزها هذا النهج الانفعالي في اكثر من حالة.
    بدل ادراك ذلك من البداية وقبل خراب البصرة، صرنا بعد خرابها وخراب بغداد، نقدم الفذلكات الذكية لتفاصيل "الصفقة" التي تمت لتسليم بغداد!.. وحدوث شيء لم يكن في "الحسبان"... أي حسبان هذا غير حسبان الوهم والتمني؟ أي ذهنية روائية وخيالية واسطورية وبوليسية تتحكم فينا... هكذا، مرة اخرى، انتظرناهم من الشرق فجاؤونا من الغرب، مع بعض التنويع في الحلقة الجديدة من المسلسل!
    وللعلم فبغداد - مع غيرها - تم تسليمها يوم جاء حكامها المتسلطون على ظهر قطار اميركي قبل عقود، حسبما كشفته وتكشفه شواهد عدة وليس مستغرباً ان من جاء بقطار اميركي يذهب بدبابة اميركية، ومن اخذ بالسيف... ورحم الله خليل حاوي عندما وصف احد هؤلاء المتسلطين: "ماردا... يخرج من جيب السفير!" هذا المارد وامثاله لن يحققوا لنا غير ما ننتج من ركام وصدمة...
    وعليه، فمن اراد خوض ما يشبه التجربة الفيتنامية في العراق وغيره، ملزم بأن يتخذ لها متطلباتها وشروطها من تخطيط واعداد ووسائل وتقشف، ونفس طويل، وصبر على المكاره، او لا يجعل نفسه وقضايا امته ومصيرها عرضة لهذه المقارنات الوهمية.
    ثالثاً: وهذا لا يقتصر على تجربة فيتنام وشروطها. هذا يشمل - وهو الاهم - متطلبات البقاء في هذا العصر عبر مختلف التجارب.
    من أراد الديموقراطية فعليه بمقوماتها. ومن اراد التقنية فعليه بمتطلباتها، ومن اراد القوة الحقيقية فعليه بمستلزماتها، ومن اراد التقدم الحضاري فعليه ان يدرك انه لا يتم الا بشق الطريق التاريخي اليه حسب شروطه الحتمية التي استجابت لها مختلف الامم الحية في الغرب والشرق. لا توجد وساطات ولا شفاعات لأحد في معترك التاريخ كما قال الامام الشيخ محمد عبده رحمه الله. ومنذ عقود نبه ميخائيل نعيمة قومه العرب قائلاً ما خلاصته: "ان اردتم قوة هذا العصر وتقدمه فعليكم بشروط هذا القوة وهذا التقدم، والا فأخرجوا من هذا الطريق، وقرروا ماذا تريدون، وعما تبحثون...".
    رابعاً: تجارب الامم مؤشرات واضاءات لمن اراد الاستفادة منها. ولا يعني ذلك استنساخها بحرفيتها او التمسك بحتميتها. عبقرية الامة تقرر مسار تجربتها، ولا يوجد "دليل عمل" جاهز لكل الحالات. عندما وقعت اليابان تحت الاحتلال الاميركي، واضطرت كوريا الجنوبية والصين الوطنية الى الاحتماء به، كان عسيراً عليها اللجوء الى النهج الفيتنامي في القتال حتى النهاية. ولكنها على رغم الاحتلال الكريه وهيمنته المذلة انصرفت الى بناء نفسها في مشروع قومي - ولكن جدي - للتنمية الشاملة، وبدأت اليابان بالذات من بين الركام والانقاض. فالامم الحية تقتنص مستقبلها بين مخالب الوحوش في هذا العالم وبذكاء وجهد وتضحية وصبر، وبلا بكائيات تملأ الفضاء بلا نتيجة. لم تهدر اليابان طاقاتها بعد الكارثة النووية في "هجاء" الامبريالية الاميركية كلاماً، بل بنت في ظلها، مستفيدة من ظروف العالم والحرب الباردة حينئذ والحسابات الاميركية، ما مثل "المعجزة" اليابانية، الت ادخلها التاريخ باحترام الى جانب "المعجزة" الفيتنامية... مع فارق ان منجزات البناء الياباني الجديد اصبحت تفرض اليوم استقلال اليابان التام عن الهيمنة الاميركية، بينما فيتنام بعد التحرير ما زالت تشق طريقها الطويل والصعب نحو التنمية. هكذا لا تقديس للبندقية لمجرد كونها بندقية، التقديس للعمل الجاد المدروس نحو هدف اعادة بناء الامة. ولا احد يخوض الحرب من اجل الحرب، وانما هي وسيله، ان لزمت، الى طريق التحرر والبناء... وذلك مغزى العبور من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر حسب المفهوم الاسلامي الحق للبناء.
    اذن لا حتمية للمعجزة الفيتنامية...
    ولا حتمية للمعجزة اليابانية...
    وانما هما منهجان متباينان في مقاومة المحتل جديران بالنظر، وربما ثمة مناهج اخرى...
    السؤال، أين هو طريق "المعجزة" العربية الحقة التي هي لا هذه... ولا تلك... لكن المعجزة التاريخية القابلة للتحقق على الارض العربية... بلا انهيارات ولا تعاويذ ولا شعوذة... تعقبها صدمة واحباط وذهول.
    فاللغة لا تصنع الواقع، ما يصنعه هو العقل المبدع والنفس الصابرة واليد المنتجة. فمتى سنخرج من الصناعة اللفظية الموروثة من عصور المماليك؟ وبعد كل هذا... اما آن للوعي العربي ان يبلغ سن الرشد؟
    أخيراً ان اردنا "وصفة عاجلة" لتخليص العراق من الاحتلال الجديد، فليبادر العراقيون الى الاتفاق في ما بينهم، على قيام جبهة وطنية من مختلف ألوان طيفهم السياسي لاقامة حكومة ذات طبيعة وتوجهات ديموقراطية في العراق... تطالب قوات الاحتلال امام العالم كله الرحيل عنه ثم تستطيع الاستمرار بعد رحيله، ان كان هذا مستحيلاً فعلى العرب السلام، ليس في العراق فحسب، وانما في كل قطر عربي لن ينقذ مستقبله الا اصلاح ديموقراطي حقيقي... بلا واجهات صوتية... وانما بالعودة الى مكافحة الامية، وتحرير العقلية، والتحرر من العصبية والاستبداد والفساد... تلك هي بعض متطلبات "المسيرة الطويلة" التي لا بد للعرب من اختراقها ليخترقوا النفق المظلم المحيط بهم...
    اما إذا ظلوا في كل عقد من الزمن ينشغلون بـ"معركة كبرى" خاسرة ويهملون اصلاح اوضاعهم المحلية والداخلية - التي لن يكتب لهم الخلاص الا باصلاحها - ويتهربون من حقائق تخلفهم في الامية والخرافة وضعف الانتاج وسوء التخطيط، فلن يجديهم تهديد خطبائهم لقوى العدوان والاحتلال والبطش، بالويل والثبور...
    وأبشر بطول سلامة يا...
                  

04-24-2003, 03:17 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)

    الاخ انيجما
    سلامي
    هذا مقال اكثر من رائع، ويستحق بوست لوحده
    شكري لمداخلتك القيمة
                  

04-24-2003, 08:25 PM

Enigma

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 54

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de