|
مصيدة الفأر المذعور 000 وسيكولوجية الشعب المقهور 00"مهزلة صنم العجوة"
|
ما بثته وكالات الأنباء العالمية والفضائيات من صور مذلة لصدام حسين ، مشاهد يندى لها الجبين خجلاً، فالكل شاهد ومذهول لصورة الإنسان في أحط أوضاعه وأكثرها جبناً وطلباً للحياة0 ما تكشف للعالم وقتها كان حقيقة مذهلة بكل المقاييس، فما رأته الأعين يفوق تصورات اعتي الروائيين خيالاً ، بل في الحقيقة يتفوق بجدارة على فنتازيا هوليود العريقة0فالرجل الذي كان يحسبه العالم بعبعاً أسطوريا ما هو إلا "فأر" ترتعد فرائصه لسماع وقع الأقدام وبحثه عن الأمان جعله للمفارقة يحفر لنفسه لحداً يقيه شر الموت !!!0لقد صار سفاح الأمس مصدر تندر وسخرية العالم منذ إلقاء القبض عليه في تلك الحالة المزرية0 واصبح مادة يومية للفكاهة في الإعلام والشارع الغربي على السواء0 والكل يردد باندهاش، هل من الممكن لمثل هذا الرجل المغلوب على أمره كما بثته الفضائيات خارجاً من جحره في فزع يمكن أن يكون بكل هذه الأسطورة الوحشية كما تصوره أمريكا وإعلامها؟ أم أنها ثقافة هوليود المسيطرة على العقلية السياسية الأمريكية في عادتها بتضخيم الأشياء حتى يأخذ في النهاية الانتصار شكل الفعل الخارق على الطريقة "الرامبوية"!!؟؟0 ما لا يفهمه المواطن الغربي البسيط والمتعالي في نفس الوقت على مشاكلنا، إن هذا الرجل كان فعلاً بعبعاً ومرعباً ومن طراز أسطوري ليس على شعبه فقط، بل للمفارقة على أقرانه من جلادي الشعوب ومصاصي دمائهم من سلاطين وملوك الخليج، فهم في عروشهم ما أن يأتي ذكره حتى يتلجلج الكرسي بمن فيه خوفاً وجبناً00 وهذه ليست بالطبع المفارقة الوحيدة 00 فما لا يفهمه أيضا ولن يفهمه الآخر الغربي أن صدام وكل "الصدّامات" من الخليج إلى المحيط هي من صنع شعوبها، كما أنها كلها في دواخلها وان تباينت أشكالها الخارجية ما هي إلا انعكاس لصورة صدام الحقيقية التي وجد عليها يوم القي عليه القبض بكامل ذعرها وخنوعها0ولكننا كشعوب وحدنا الذين ننفخ فيها الروح ونصيرها آلهة على الأرض نرضخ لها صاغرين وندين لها بالولاء ونفرش لها الخدود لتدوس عليها بالأقدام !0 أما لماذا كل هذه "الماسوشية"؟ فلأن تلك تركيبتنا السيكولوجية ذات النفس المضطهدة المعذبة والتي لا تفلح في شق طريقها الوجودي دون أنا أعلى مهيمنة آمرة - زاجر0 ولأن هذا مجمل تكويننا، لذا لا بد أن تكون آلهتنا من نفس المزيج الجبان الرعديد، ولكن يبقى الفرق في تلك التفاصيل الزائفة من شموخ وغلظة ودموية والتي نضفها عليهم حتى نصدق أنفسنا بأن هناك من هو أقوى مننا قادر على قهرنا وبالتالي يصح أن نخر له ساجدين مرتاحي الضمير أمام جبروته الذي لا يصد. انهم بشكل أو بآخر نسخة من صنم العجوة الذي صنعه سيدنا عمر بن الخطاب في أيام جاهليته كما تحدثنا كتب السيرة، ولكن الفرق أن عمر حتى وهو في عز جاهليته كان يقدر مقدار فعله ومدى قيمته0 لذلك لم يتردد لحظة في أكله عندما تيقن أنه جائع وأن ما يحمله ليس سوى وجبة جاهزة0 أما نحن فدوماً بحاجة لمن يعيدنا إلى وعينا ويكشف لنا خطل أعمالنا، 0 وحتى عندما نصحو ليس من باب تبين عجزنا وانكسارنا أو السعي لمعالجة عللنا، إنما لكي نمضي قدماً في صنع آلهة أخر تغذي سيكولوجية الإنسان المقهور في دواخلنا0
عبد الخالق السر/ ملبورن 17/12/2003م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مصيدة الفأر المذعور 000 وسيكولوجية الشعب المقهور 00"مهزلة صنم الع (Re: atbarawi)
|
هنالك نقطة اساسية ياعطبراوى ان صدام لم يقهر الا بواسطة الامريكان والامريكان قادرون على قهر من يعاديهم اى انه ليس لشعوبنا العربية ان تفرح جيدا لسقوط صدام فهى مازالت لاتستطيع اسقاط ديكتاتورياتها المنتشرة على طول خريطة الوطن العربى والاانه يعنى اننا نعشم فى امريكا ان تزيل ديكتاتورياتنا استسلم صدام وكان من المؤمل ان يحارب فى لحظة وهذا يؤخذ وليكون عبرة لغيره ولكن ليبقى السؤال هل نحتاج الى امريكا كى نقهر ديكتاتورياتنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصيدة الفأر المذعور 000 وسيكولوجية الشعب المقهور 00"مهزلة صنم الع (Re: zumrawi)
|
Quote: أما نحن فدوماً بحاجة لمن يعيدنا إلى وعينا ويكشف لنا خطل أعمالنا، 0 وحتى عندما نصحو ليس من باب تبين عجزنا وانكسارنا أو السعي لمعالجة عللنا، إنما لكي نمضي قدماً في صنع آلهة أخر تغذي سيكولوجية الإنسان المقهور في دواخلنا0 |
الاخ العزيز زمراوي لقد لخصت واقعنا هنا في الفقرة الاخيرة من المقال0 وهي اننا نصنعهم ونفشل في زالتهم دون وسيط وحتى ان حدث ان ازلناهم كما نفعل في السودان، لا نلبس أن نعيدهم بشكل أو بآخر لأننا ادمنا أن نعيش تحت ظل دكتاتور قاهر قامع (سيكولوجية الاضطهاد)0 مع خالص الود عبد الخالق السر
| |
|
|
|
|
|
|
|