يبدو أن من نعم التدخل الدولي السافر في الشأن السوداني مؤخراً هو استيقاظ ذلك الشعور الأخوي العربي المتأخر جداً عن ميعاده، والذي تمثل الأيام الفائتة في عدد من الأحداث أبرزها زيارة وزير الخارجية السعودي وانتهاء باجتماع الوزراء العرب لبحث قضية السودان إضافة إلى الحدث الأبرز والاهم ألا وهو دعم جامعة الدول العربية وتبنيها لتنمية الجنوب من خلال صندوق تمويل عربي مشترك0 مما لاشك فيه أن استيقاظ هذا الشعور المتأخر لم يأتي في لحظة صحوة ضمير كما أنه لم يكن محض صدفة، بل أكثر من ذلك لم يأتي نتاج إحساس مشترك بل هو نتاج عمل سياسي مصري صميم ، لأنها اكثر الدول تأثراً بما يجري في السودان0 ومصر التي أضاعت فرصاً حقيقية عبر تاريخها الحديث في إنشاء علاقة متكافئة ومميزة تقوم على أساس الاخوة الحقيقية والمصالح المتبادلة وهي التي استنفدت كل مخزونها من الحيل السياسية لتحويل السودان إلى دولة تابعة أو بالأحرى إقليم مهمل يعطي دون أن يأخذ وبمفهوم استعماري خالص0 ومصر التي استخدمت كل ما تملك من حيل لإجهاض أي محاولة نهوض سودانية أو أي استقرار سياسي يفضي بدوره إلى مجتمع مستقر ينصرف كلياً إلى الإنتاج والرفاهية، وجدت أن الأمر هذه المرة أكبر من طاقتها وأن أوراق اللعبة أصبحت في لحظة جهنمية خارج يدها، وبات الأمر يشكل تهديداً حقيقياً لمصالحها التي سعت دوماً للحفاظ عليها من خلال مفهوم انتهازي استعلائي وشيكاً هذه المرة0
إن ما يحدث من اهتمام مبالغ فيه هذه الأيام من جانب مصر بما يجري في السودان هو في حقيقة الأمر آخر ورقة تلعبها الحكومة المصرية منطلقة من مفهوم إنقاذ ما يمكن إنقاذه، متخذة من جامعة الدول العربية مظلة حتى يكتسب جهدها حجماً وتأثيراً كبيرين، وهذا ما يسفر بوضوح هذا التحرك العربي المفاجئ0 ولا يخفى على أحد وجهة النظر المصرية في هذه القضية فهي تنظر لها من زاوية واحدة الا وهي زاوية تهديد مصالحها الأمنية والاقتصادية في حال انفصال السودان ولإضفاء زخم على أهدافها لم تجد بداً غير جر الدول العربية من خلال تبني نظرية المؤامرة وتكثيفها على النسق الدرامي وما قد يجر ذلك من تهديد جديد قد يلم بالأمة العربية من خلال تعبيد الانفصال لطريق تعزز من خلاله إسرائيل وجودها في المنطقة0
السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، هل تجدي مثل هذه المحاولات اليائسة والمتأخرة في إصلاح ما أفسده الدهر؟ بمعنى هل ينفع التفاني في إعمار الجنوب وإزالة آثار الحرب في تغيير دفة مركب التغيير المحتمل على كافة الأصعدة؟ وهل النتائج المحتملة أيا كان تصورها وحدة أم انفصال والتي بالتأكيد ستفضي إلى واقع سوداني جديد ستلتقي مع الأشواق المصرية المتوثبة دوماً إلى السيطرة على سودان ضعيف متهالك يسهل أحكام السيطرة عليه وتسيره وفق ما تشتهي مصر كما ظل يحدث دائماً؟ من المؤكد أن أي تغيير مرتقب في السودان سواء كان وحدة أم انفصال سيؤدي إلى سودان مخالف كلياً عما الفته مصر في السابق ونجحت في تسييره بالشكل الذي كان يضمن لها تحقيق مصالحها بالكامل دون تنازلات تذكر0
فواقع الأمر يقول أن شرط الوحدة القادم يعني بالضرورة استقرارً سياسياً واقتصادياً يعيد ترتيب الحياة السياسية على أسس تعزز من ديمقراطية مستدامة تسهم إيقاف الحرب بنصيب وافر في تحقيقها إضافة لبرنامج إسعافي يشرع في تحديث البلد من خلال تنمية حثيثة يعززها الدور الإيجابي للمجتمع الدولي من خلال وعوده المبذولة في هذا الشأن 00 ذلك أو دونه الانفصال لا محالة 0 وهذا الاحتمال الأخير لا شك خيار مرفوض جملة وتفصيلاً من الحكومة المصرية وهي التي سعت ما وسعها عبر تاريخها الحديث لتجنبه من وجهة نظرها على الأقل وبشكل براغماتي يعزز من حالة عدم الاستقرار والوقوع في مستنقع الدائرة المغلقة للحرب مؤجلاً كل الاجندة الملحة والتي لا ترغب الإدارة المصرية مطلقاً فتحها منذ الحكم الإنجليزي المصري0 قد يكون رهان مصر على الوحدة مبنياً من واقع فهمها للنخبة السياسية الشمالية ومقدرتها التامة التي تعززها وقائع التاريخ في التأثير عليها وجعلها تعزف على ما تشتهي الإدارة المصرية، ولكن المتغير هنا هذه المرة هو دور المتعاظم للشق الجنوبي للقطر و المتوقع في التأثير على كامل اللعبة السياسية في القطر مسنوداً بكل المصالح الغربية0 بالطبع لم أشر للشق الثاني من الاحتمالات الا وهو شق الانفصال، لأن هذه هو الأمر الذي دفع مصر ما وسعها لتفاديه مهما كلفها من أمر0 ولكن السؤال الذي ما زال يطرح نفسه، هل ما زالت هناك فسحة من أمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ أم هو تغير كامل في العقلية السياسية المصرية تتفق مع كامل المتغيرات التي يشهدها العالم منذ 11 سبتمبر؟ أم هو نهاية الدور المصري التأثير السالب على السياسة السودانية منذ دخول محمد علي باشا السودان وحتى اللحظة؟؟0
عبد الخالق السر - ملبورن
01-26-2003, 09:56 AM
ابو عثمان
ابو عثمان
تاريخ التسجيل: 12-14-2002
مجموع المشاركات: 1389
اتبراوي لقد شخصت الموقف المصري تجاه السودان منذ الازل بدقة متناهية ووضعت يدك علي مكمن الداء اتفق معم بان مصر اضاعت الفرصه من بين ايديها وما ضاع لن يعود؟؟مصر هي السبب الرئيس في كثيير من المآسي التي المت بالسودان وحتما سيتنفض المارد يوما ما شكرا
01-26-2003, 10:22 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50062
لكاتبه عبد الخالق السر من ملبورن أستراليا.. أين نشر هذا المقال بالله؟؟
أما سؤال الكاتب:
Quote: أم هو نهاية الدور المصري التأثير السالب على السياسة السودانية منذ دخول محمد علي باشا السودان وحتى اللحظة؟؟0
نعم أعتقد أنه نهاية للدور المصري القديم، عسى أن يفهم مثقفو مصر وحكامها ذلك، إبتداء من فهمي هويدي وإلى أحمد منصور في قناة الجزيرة، ومن مصطفى الفقي وإلى كل تكنوقراط الديناستيات المصرية المتعاقبة، ومن حسني مبارك وحتى صفوت الشريف والصحفيين أمثال مصطفى بكري وغيره ..
والسؤال:
هل يستطيع مثقفي السودان التقاط زمام المبادرة وإرغام أحزاب المعارضة على الاستماع لصوت العقل مرة واحدة، من غير أن نسمع من يقول لنا فلسطين أو العرب؟؟
أو أمريكا التي تريد وتريد.. لقد مللنا من سماع الاسطوانة المشروخة، ولكن إن لم يسمع الناس فسينشرخ الجسد وتضيع الحرية..
ميتة وخراب ديار
01-26-2003, 10:32 AM
ابو عثمان
ابو عثمان
تاريخ التسجيل: 12-14-2002
مجموع المشاركات: 1389
شكرا ابو عثمان على الاطراء، والتعقيب على الاخ دكتور ياسر، تعرف للحظة افتكرته بيهظر لان هاحسن زول بيقرأ البروفايلات، لكن معليش يا دكتور المرة دي دقست، وزي ما قال ليك ابو عثمان الاتنين شخص واحد حبي وسلامي للجميع
01-27-2003, 09:09 AM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50062
اثارة الكراهية ضد مصر عمل لعب دور كبيى فى تخلف شمال السودان..معظم الحكومات التى تعاقبت على السودان وكان رموز الجبهة الوطنية فى قمتها كانت العلاقات المصريةالسودانية فى الحضيض..والشىء المؤسف ان يكون هناك ناس من شمال السودان ويملكون هذا الوعى المريض ******* لم تتاخر مصر فى تقديم المبادرة المصرية الليبية والتى تعتبر اكثر ديموقراطية من الايقاد..ولان نظام الانقاذ والحركة يصران على فرض الوصاية الزائفة على الشعب تجاوزا المبادرة المصرية ودخلا فى الرمال المتحركة فى مشاكوس وحل امريكا حل البصيرة ام حمد ******* اكبر عائق امام العلاقات المصرية السودانية السوية هم السياسيون الفاشلون من رموز الجبهة الوطنية ******* فقط من منظور اقتصادى بحت اليوم شبكت مصر كهربتها مع الاردن وستمتدد الى سوريا بينما السد العالى على مرمى حجر من الخرطوم والشمال السودانى القابع فى الظلام الحسى والمعنوى ***** ماذا نستفيد نحن اهل الشمال من اثارة الكراهية ضد مصر وسرد تاريخ مزور ملء بالراجيف وقد عرضنا جزء كبير منها فى البورد ******** لا مفر من الديموقراطية فى السودان والبوابة الوحيدة لهاهى المبادرة المصرية الليبية
مصر لا تعرف الا مصالحها والدليل اين هي منذ 50 عاما والمبادرة المشتركة ( البقرة المقدسة لدي البعض) نامت لانهافي الاساس مبادرة ليبية ودخلت مصر في الخط فنومتها
والآن لما شافت ماما امريكا جادة في الحل قامت تولول وزي ما قلت يا اتبراوي جمعت جوقة الجامعة العربية لعزف منفرد هو الجامعة دي لو فيها خير ما كان العرب مذلول زي ما شايفين الايام دي
يا اخوانا يلا نتوحد ونبني سوداننا وبلاش حكاية عروبة ووادي النيل والضحك على الذقون
01-27-2003, 01:39 PM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38109
تحية طيبة ده موضوع نشرته فى صحيفة القدس اللندنية قبل مدة والان انزله لك فى البوست عساك تجد الاجابة المرجوة لسؤالك
مصر المؤمنة نلاحظ دائما أن الاخوة السودانيين اللذين يكتبون فى صحيفة القدس بصورة منتظمة ،الافندى ويوسف نور عوض، يهمشون الشقيقة مصر ودورها المؤثر فى الساحة السياسية السوادنية والممتد عبر العصور وعمق العلاقات الوجدانية التى تجمع شعبى وادى النيل مصر والسودان ونحن بصدد عرض بعض الحقائق كذكرى والذكرى تنفع المؤمنين 1- معظم الأحزاب السياسية والحركات السياسية في السودان في العصر الحديث كانت امتداد لمثيلاتها في مصر منذ ثورة احمد عرابي والثورة المهدية في السودان،حركة اللواء الأبيض وتأثرها بثورة سعد زغلول، الأحزاب المعاصرة ،الحزب الشيوعي والإخوان المسلمين والناصريين ،الطرق الصوفية،الطريقة الدسوقية والطريقة الشاذلية،كما أسهمت مصر في استقلال السودان عام 1956 بعد ثورة يوليو 1953 2- أن إثارة الكراهية ضد مصر في أوساط العوام في السودان وفى الوطن العربي الكبير من فعل الاستعمار الإمبريالي/الصهيوني وطابوره الخامس والذي يجسده في السودان رموز الجبهة الوطنية،ومحاولة تهميش مصر والحط من قدرها في كتابات بعض السودانيين في حاجة إلى إعادة نظر ونحن سنذكر بعض من هذه الأراجيف ولو تفندون 3- لم يكن هناك شئ اسمه الحكم الثنائي المصري الإنجليزي بل كان الأتراك والإنجليز يحكمون مصر والسودان حتى مجيء ثورة يوليو1953وكان اللواء محمد نجيب (من اصل سوداني) أول رئيس مصري يحكم مصر ومن بعده عبد الناصر الذي عاش طفولته في السودان أيضا وبمجرد ما نالت مصر استقلالها السياسي أسهمت في استقلال السودان وكثير من الأقطار العربية والأفريقية 4- لم يقصف الطيران المصري الجزيرة أبا-معقل الأنصار عام1970 بل قام بذلك طيارون سودانيون وذلك بشهادة اللواء معاش محجوب الفكي في برنامج شريط الذكريات الذي بثته الإذاعة السودانية في مارس1999 5- تم تدمير مصنع الشفاء في الخرطوم1988 بالصواريخ وليس بطائرات قادمة من مصر كما روج الإعلام السوداني آنذاك،حيث لا توجد في مصر قواعد أمريكية كما لا يمكن فنيا لطائرات أن تعبر كل هذه المسافات ثم تعود دون أن تتزود بالوقود!!هذه نماذج بسيطة من الابتذال السياسي والإشاعات المغرضة التي تروج ضد الشقيقة مصر 6- اليوم تتقدم مصر بمبادرتها المتميزة لحل الأزمة السودانية ومتجاوزة كل سلبيات الماضي والمحافظة على وحدة تراب السودان وأصبحنا أمام خيار ين لا ثالث لهما الحل القادم من مصر الداعم لوحدة السودان والحل الأمريكي(حل البصيرة أم حمد )في منبر الإيقاد والذي سيؤدى إلى تفكيك السودان على المدى البعيد،حيث لا يملك كلا من طرفا الإيقاد الشرعية الدستورية آلتي تؤهلهما لتمثيل شعب السودان في الشمال والجنوب على حد السواء 7- نتمنى من الاخوة في الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) أن يفتحوا قنوات الحوار مع الاخوة في تجمع الداخل واللذين يجسدون القوى الوطنية الحقيقية الحريصة على أمن السودان وسلامة أراضيه
************* ونطلب من الاخوان يحددو لينا بالظبط المصالح المصرية فى السودان التى يهددها الانفصال ولا يهدد السودان نفسه وهل تمتلك الحركة الشعبية شرعية دستورية حتى تدعو لاستفتاء وما الفايدة التى نجنيها نحن من التدخل الامريكى فى السودان او الحلول الامريكية
01-28-2003, 06:45 AM
atbarawi
atbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987
Quote: فقط من منظور اقتصادى بحت اليوم شبكت مصر كهربتها مع الاردن وستمتدد الى سوريا بينما السد العالى على مرمى حجر من الخرطوم والشمال السودانى القابع فى الظلام الحسى والمعنوى
العزيز عادل أمين بعيداً عن نظريةالمؤامرة ما الذي يمنع مصر منذ زمن بعيد أن تفيدنا من كهرباء السد العالي؟ السنا نحن من دفعنا الثمن غالياً ولوحدنا تقريباً في بناء السد العالي؟ اذا لمذا الاردن وسوريا وليس السودان صاحب الحق الاصيل؟ انا اتطرق لمصر السياسية وسعيها المحسوس والذي تعززه وقائع التاريخ والتي لا مفر من الهروب منها، بأن السياسية المصرية اتجاه السودان كانت وما زالت قائمة على اجباره على التبعية حتى تحافظ على مصالحها الدائمة0 ومن هنا تكمن ماساة علاقتنا معها0 لسنا بكارهين لمصر وشعبها ولن نخجل أن نقول أن تأثير مصر الثقافي كان وما زال كبيراً علينا كسودانيين، وليس في ذلك عيبة أو منقصة0
ارجو ان اكون اوضحت0 الاخ زول واحد شكرا للمداخلةالقيمة
01-28-2003, 12:37 PM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38109
الاجابة عن سؤالك بسيطة جدا اسال النخبة السودانية وادمانها للفشل.واترحم على الشمالية التى اعلنا وفاتها فى هذا البورد منذ مدة ولم نجد معزين واسال اهلنا عن ايام التكامل واخبرنا بالتفاصيل المملة عن الندية المزعومة للسودان العاجز والمتخلف بالنسبة لمصر وفى كل المجالات وعن المصالح المصرية التى ذكرتها فى البوست العلة فى تعاسة السودان والانسان السودانى هو اكتساب الوعى الضد مصالحه وتغييب الشعب وتركه السياسة لودا وسوعاويغوث ويعوقاونسرا لا اهداف ولا ثوابت وطنية ولا برنامج ولا ولا ولا..لو رجعت لبوست متى يعلنون وفاة ا لشمال بتكون تمام جاءك اليقين ..وناس البورد وثمود فى شغل شاغل عن السودان والاخطار المحدقة به الا من رحم ربى..اشكرك على التواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة