|
دور الإعلام العالمي في فضح ما يجري بدارفور
|
هذا مقال لم ينشر في سودانايل كما اعتدت أن افعل وكان السبب ان الوضع الامني لا يسمح بذلك0
دور الإعلام العالمي في فضح ما يجري بدارفور سقوط ورقة توت "رواية" النهب المسلح 00 ومكره أخاك لا بطل
من نعم الله على شعوب العالم الثالث التي ترزح تحت نير الأنظمة الشمولية ثورة الاتصالات والمعلوماتية التي انتظمت العالم في الربع الأخير من القرن الماضي، والتي تمثلت في القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت ، بعد أن ظلت هذه الشعوب تقتات بضاعتها الخبرية في كل ما يخص أمورها من إعلام أنظمتها المغشوش والشحيح في مضمونه والملفق في مصداقيته0
لقد خلقت هذه النقلة الهائلة واقعا مغايرا فأصبحت المعلومة لها سوق حرة توازي اقتصاد السوق الحر في وفرته وتنوع مصادره، وبذلك أصبحت المعلومة الحكومية المصدر بائرة رغم الإصرار على عقلية السوق السوداء!!0
أقول ذلك بعد أطلت علينا الفضائيات بأخبار تمرد دارفور وزعيمه الهادي خليل، بعد أن ظللنا زمناً طويلاً أسرى لاعلام النظام وتلفيقه فيما يخص هذا الموضوع، وفرضه رواية واحدة لم يتزحزح عنها طيلة اندلاع هذه الأحداث منذ أكثر من عشرة سنوات0 وظل يوهمنا أنها مجرد عمليات نهب مسلحة يقوم بها بعض الخارجون على القانون00 وحتى بعد خروج صديق بولاد وانقلابه على رفقاء ألامس ، إلا أن إعلام النظام لم يتزحزح قيد أنملة عن روايته المعهودة0
مما لاشك فيه أن إعلان التمرد عن نفسه بهذا الوضوح على الملأ من خلال وسائل الإعلام العالمية كشف بوضوح عن سلسلة أخرى من كوارث هذا الوطن ، وأن الأمر لم يكن وليد اللحظة أو تم بليل، بل هو عمل قائم ومؤسس وممارس منذ وقت طويل، وأن النظام على علم تام بذلك رغم محاولته المستميتة نفي ذلك وانتهاجه التقيه حتى يتم القضاء على التمرد بهدوء، وهو نفس النهج الذي انتهجه في بداياته، حين فضل التعامل مع الحركة بمنطق رامبو الأمريكي وكلنا شاهد على تلك التعبئة غير المسبوقة والاستنفار الكامل لسحق الحركة، رغم اختلاف ظروف التمردين، فعلى الأقل أن قضية الجنوب كانت كتاب مفتوح من قبل أن يتسنم النظام السلطة ، ولكن في كلا الحالتين فنمط التفكير واحد ولا يتعدى ردود الأفعال وقصر النظر واستسهال معالجة قضايا الوطن من خلال مفهوم عقيم0 ومن عجائب الأمور أن النظام لديه ثقة مفرطة في قدراته العسكرية للدرجة التي يحسده عليها جيش الرايخ الألماني إبان النازية الرهيبة، وهذه الثقة لا تجسدها على أرض الواقع أي مرجعية أو ارث تاريخي يعتد به، حتى تجعل النظام زاهداً في أي حلول منطقية أخرى مبنية على الواقعية وبعد النظر0
الآن وبعد أن تبدت على السطح حقائق الأشياء، يستطيع المرء وبغير كبير عناء أن يربط الأحداث بشكل منطقي يعين على استكشاف ما كان مبهماً طيلة السنوات السابقة وكيف أن النظام كان يمارس بشكل متوتر تغيير حكام ولاية دارفور، حتى كان ذلك اليوم الذي تم فيه تعيين الطيب محمد خير الذي حسبه النظام وقتها العلاج الناجع لتأديب الإقليم وكيف أن إعلام النظام وقتها قد هلل لهذا التعيين الموفق، حيث أن المذكور اشتهر عنه التعامل بمنطق رامبو الذي سيعيد للإقليم هدؤه وأدبه 00 ولكن ممن هذا ما ظل النظام يراوغ في الإعلان عنه ، مكتفيا بالراوية الكلاسيكية "النهب المسلح"0
الآن ماذا فاعل النظام بعد أن أعلن التمرد عن نفسه وعلى الملأ؟ وهل حان وقت تمليك الحقائق والجلوس بهدوء لمعالجة الأزمة 00 أم سيكون اللجوء إلى السيناريو الآخر الملازم للخطاب الشمولي ، ألا و هو رد الفعل الهستيري وتسويق نظرية المؤامرة وكيل الاتهامات للأيادي الخفية التي تعبث بأمن واستقرار الوطن 00 وكأن هذا الوطن كان قد شهد استقرارً في حياته المليئة بكل المأسي0
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دور الإعلام العالمي في فضح ما يجري بدارفور (Re: atbarawi)
|
الأخ العطبراوي
أتفق معك على القراءة للأحداث، وأظنهم سيبحثون عن طيب سيخةآخر أواللواء الدابي الذي مازال يفتخر في مجالسه بكيفية قمعه لحركات النهب المسلح -كما يرددومن ثم يكافئونه بتعينه سفيرا -
ولكن يبدو أن النظام لم يستوعب التغيير الكبير الذي حدث في دنيا الميديا
| |
|
|
|
|
|
|
|