حمّى الحلال والحرام 000وبراغماتية العقل السلفي باستراليا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 11:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الخالق السر(atbarawi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-14-2003, 10:42 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حمّى الحلال والحرام 000وبراغماتية العقل السلفي باستراليا

    حمّى الحلال والحرام
    وبراغماتية العقل السلفي

    الذهنية التحريمية التي ترى أن الأصل في الأشياء هو الحرام وما دونه استثناء، لا شك تخلق دون وعي منها شكل للحياة يقوم على العنت والمشقة التي لا قبل للسواد الأعظم من البسطاء بتحدياتها0 وهو نوع من الغلو غير الواعي يقود فيما يقود دوما إلى الارتباك والحيرة خصوصا لمن يأنس في نفسه معرفة واضحة بقيم الدين الإسلامي الحنيف0 أما لغير المسلم فلا شك أن الدهشة تأخذ بتلابيب نفسه ويتملكه العجز عن فك هذه الطلاسم التي تستغلق على العقل0

    بداية، لا ننعي بالطبع على أحد أن يحث جاداً مجتمعه على التمسك بالفضيلة والاعتصام بقيم الدين الرشيدة حرصا على التماسك الداخلي لمجتمعاتنا المهجرية خوفاً من الذوبان الكلي في الآخر أو الاغتراب النفسي، خصوصاً وأن مثل هذا النوع من التحديات لا تنفك آثاره تحاصر هذه المجتمعات على المدار اللحظي، ولكن يبقى دوما ً اعتراضنا قائماً على هذا النوع من النهج الابتساري السطحي لمجمل الرسالة السماوية واختزالها في أمور لا ينبغي أن تأخذ جل الاهتمام على حساب المضمون الحقيقي لها كنبراس أخلاقي يشع نوره ليتسع ويشمل الكل0 وهذا لا يتأتى بالطبع لمن يريدون سوقنا عنوة نحو ثقافة البداوة الوافدة من الجزيرة العربية في لبوسها الديني الجديد – القديم0

    قد يكون مجمل بضاعة هؤلاء لا تخرج عن ذهنية الحلال والحرام فيما يخص وضعية المرأة ونوع الطعام الذي يحل أكله من عدمه، والتفصيلة الأخيرة هي نوع من ذر الرماد في العيون، حيث أن الهدف الحقيقي لهم المرأة ولهم في هذا فنون وحيل لتدجينها وتحييدها بالكامل عن مجمل ما يدور في هذا الكون، وفي هذا لا بأس من أن يحيلوا كل بنية الدين إلى متاريس وحدود تقف في وجهها متى ما تجرأت في الإفصاح عن حقها كإنسان سوي عاقل0 وهذه المرجعية البدوية – الذكورية في المقام الأول هي ما يريد حقاً تجار العادات والتقاليد الجاهلية أن يسوقوها لنا اليوم في استراليا باسم مجمل الدين الإسلامي، وهنا تكمن خطورة الصمت إذا ما يحصل فعلاً لأن الكل بشكل أو بآخر مورط برشاش مثل هذا النوع من السلوك الذي ينسحب على الكل المسلم أياً كانت مرجعيته الإسلامية التي يستند عليها 0وهذا لا ينفع فيه الخلاص الفردي، لأنه شئنا أم أبينا محسوب على كافة المسلمين باستراليا0

    قد تكون المرأة ميدان هؤلاء المحبب ولذلك أسبابه بالطبع، فالمرأة في هذه المجتمعات كانت منذ أزمان بعيدة نهباً لكافة أشكال القمع الذكوري مما أنتج حالة من القهر المعنوي أنسحب على مجمل تشكيل وعيها وباتت في تآلف مع هذا الواقع بل ولا تجد حياله أدنى إحساس بالانتقاص أو الدونية، بل الادهى من كل ذلك أن هناك الكثيرات منهن يدافعن عن هذا الوضع اللاإنساني بحماسة واندفاع فوق التصور باعتباره الوضع الأمثل للمرأة!!0

    وكما أبنا في صدر هذا المقال، أنه لا غبار في التصدي للتماسك الداخلي لهذه المجتمعات،ولكن هذا لا بد أن تتوافر له شروط العقلانية وسعة الأفق وشمولية التناول لمجمل التحديات الظاهر منها والكامن، وهذا لا يتأتى بهذا الفهم الابتساري للأشياء أو الإيغال بغير رفق في براغماتية دينية محيرة تستغلق على حد سواء للمسلم وغير المسلم0

    ينضح الكثير من السلوك اليومي المتواتر لهذه المجتمعات بما يكشف عن أزمة مفاهيمية عميقة في بنية الإسلام السلفي أو الوهابي إن شئنا الدقة0 وقد كان يمكن أن يكون للإرث الضخم من الإسلام الشعبي بكثافة حضوره الروحي الطاغي في بنية وعي هذه المجتمعات من خلال مرونته وتسامحه و مقدرته على المعاصرة أن يشكل مانعاً حقيقياً لكافة أشكال التجهيل التي يريد بها السلفيون إرجاع ساعة الزمن إلى الوراء لولاء أنه 00 وبكل أسف وفي لحظة لا نعرف دوافعها أو أسبابها الظرفية نجد أن الأشياء باتت تسير في اتجاه يصب في مصلحة ذلك التيار الوافد من الجزيرة العربية بكامل ثقافته البدوية0

    وحتى لا يأخذنا التعميم بعيدا عن مقصدنا في هذا الموضوع لنستبين مقدار الأزمة التي بدأت تأخذ بتلابيب مسلمي هذه الشعوب، وجب علينا أن نسلط الضوء قليلاً لبعض ما يحدث حتى يستبين لنا مقدار التناقض الكامن في عقلية هؤلاء الذين ما انفكوا يرددون أنهم حماة الدين في هذه المجتمعات0

    بداية نقول أنهم ابتداوا مسيرتهم كما هو متوقع بالهدف الأسمى في حملتهم ألا وهو المرأة، وفي هذا يلاحظ المراقب هذا التزايد في اليونيفورم الخليجي من عباءة سوداء ونقاب بين نساء هذه المجتمعات، كذاك فتحوا جسور التواصل على مصراعيها ومهدوا الطريق لشيوخ الفقه النسائي من متأسلمي الخليج العربي لتنظيم ندوات دينية لا يخرج مضمونها عما هو مألوف لما يجب أن تلتزمه المرأة في لبسها وما هو الشكل الذي ينبغي عليه أن يكون وماهية لونه، وضرورات المصافحة من عدمها، ومحظورات عمل المرأة وحرمة صوتها وتحليل الدفوف وتحريم المعازف، ولا بأس من براغماتية خفيفة فيما يخص قيادتها السيارة هنا، مع قطعية حرمته في الديار الأم للمرجعية!!0غاية الأمر من كل هذا هو السعي لاستلابها في قدراتها العقلية كانسان حر راشد مسئول أمام الله وفقاً لما حباه به من عقل سوي، وتحويلها إلى مخلوق منزوع الإنسانية صفة بالضرورة لتعطل كامل عقله وخياراته0 ولا ندري أن كان سينوب هؤلاء عنها يوم الحساب العظيم بالوقوف أمام المولى عز وجل بحسبان أنه لا يد لها في كل ما جرى بدنياها، أم سيتنصلون براءة مما اغترفن بإيعاز منهم؟!!

    ثم اتجهوا صوب الطعام وأعملوا فيه ذهنهم شططاً لاستكشاف حلاله من حرامه، وبلغوا فيه مبلغاً حد التندر0 فلأول مرة نعرف أن السكر الأبيض حرام والأحمر حلال، وأن هناك خبز حلال وخبز حرام، وكذلك معجون الأسنان، وحتى الشيكولاتة والبسكويت لم ينجوان من هذا الشطط!! ولم تكن البطاطا بأحسن حال ممن سبقوها فهي لا تحل عندهم ما لم يعرف نوع الزيت الذي قليت به0 حتى بلغ الأمر بكلمة (حلال) نفسها أن تصبح مشروع استثماري وترويجي متكامل وغير مكلف مقارنة بكافة أشكال الترويج التجاري الأخرى ومضمون الأرباح 0كل هذا يتم من خلال نظرة ميكروسكوبية ممعنة في الغلو وترصد يليق بمفتشي المباحث لا فقهاء الدين، الذي هو يسر وليس بعسر0 وكان من الممكن أن يكون كل هذا (مبلوعاً) لو كان هؤلاء المتفيقهون يطبقون نفس هذا المعيار في مجمل شئونهم الحياتية0 وهذا ما لم يحدث بل على العكس ، فهنا يظهر تناقضهم على أشده عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الشخصية والدنيوية0 فهم مثلاً لا يستعففون في الحصول على إعانة الدولة الاجتماعية ولا يرهقون النفس في استكشاف مصادرها الضريبية، كما أنهم يقضون الطرف أو ربما يسوقون للناس التزوير في الحالات الاجتماعية للأسر، مثل ادعاء الانفصال بين الأزواج بغية الحصول على عائد أعلى من الإعانة الاجتماعية، وكذلك التأجير من الباطن أو التزوير في أرقام القاطنين بالوحدات السكنية حتى لا يترتب على ذلك زيادة في الايجار0 هذا فضلاً عن عمل الغالبية العظمة بعيداً عن أعين الرقابة الضريبية (Black Money) هرباً من الضرائب وفي نفس الوقت التمتع بمزايا الإعانة الاجتماعية والتي هي في الأصل نتاج عائد هذه الضرائب!!0 يمثل ما أشرنا إليه غيض من فيض من مجمل الانتهاكات الأخلاقية التي تمس صميم الدين ويصيب رشاشها كل مسلم ولا تجد من يتصدى لها من هؤلاء بمثل تلك الحماسة التي يتصدون بها لثانويات الأمور0

    هذه البراغماتية المفضوحة والازدواج المعاييري في التعامل مع الدين وتغليب الشكلاني على الأخلاقي تفضح بقوة مكنونات هذا النوع من النهج والذي كما أشرنا لا يرى في الدين سوى عورة المرأة وتغليب المصالح الشخصية والعمل الدؤوب لإيجاد التبرير اللازم لهم، حتى ليخيل اليك، أنهم من شدة ولوغهم في الوهم يحسبون أن ما يتقاضونه من مزايا اجتماعية لهو من بيت مال المسلمين أو بالأحرى جزية تدفعها حكومة استراليا (الكافرة) وهي صاغرة!!0
    والجدير بالذكر أن مثل هذه التجاوزات الأخلاقية ليست حكراً على مجتمعاتنا هذه، ولكن الآخرون لا يزايدون بدينهم كما نفعل، وبالتالي لا يحشرون أديانهم في خانة المسآلة والشكوك كما يفعل به هؤلاء بكل جهل وسذاجة0

    خلاصة ما نبغيه من هذا المقال هو كشف هذا التناقض الفاحش الذي انتهى إليه حملة المعايير الوهابية في محاولتهم الدؤوبة لتجذير مذهبهم بين مجتمعات القرن الأفريقي باستراليا، وكما هو واضح، ففي حين أنهم سجلوا بعض النجاح على المستوى الشكلاني للدين وخصوصاً فيما يتعلق بوضعية المرأة وتشكيلها بما يتوافق وثقافتهم البدوية، إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في بسطه كقيمة أخلاقية سلوكية تتسق مع جوهره0 وعن هذا الخلل المعاييري نعلم أن إشكالية هؤلاء تكمن في قطيعتهم التاريخية مع الواقع الراهن وفي جمودهم العقائدي والفكري الذي أعجزهم عن استشفاف أبعاد الثابت والمتغير في علاقة الدين بالحياة وتفضيلهم العيش بين ثنايا التاريخ والأساطير0 ومن هنا تتفاقم أزمة مجتمعاتنا التي على وشك أن تسلمهم قيادتها إن كان طوعاً أو ابتزازاً والرضوخ لمشيئتهم، مما يجعلنا عرضة لهذا النوع من السلوك الأعرج الذي تكرسه هذه المعايير الغريبة لمفهوم الدين والدنيا والذي لا يتسق مع مجمل ما جادت به القيم السماوية على بني الإنسان0

    وبالتأكيد لا حوجة لنا للتنويه بأن مثل هذا النهج المأزوم لم ينجح في غرس قيم الفضيلة والمثالية في مجتمعاته الأم رغم تماهيه الكامل في ذات البيئة التي أنتجته 00 فعلى المستوى الاجتماعي فليس هناك رقعة في الكرة الأرضية ترتفع فيها معدلات العنوسة والطلاق وما يستتبعها من آثار أخلاقية كشبة الجزيرة العربية، ولا توجد بلاد يئن فيها الناس ظلماً كبلادهم0 وعلى المستوى السياسي لا يعرف العالم المعاصر أنصاف آلهة كحكام تلك المناطق0 إذا ففيما يزايد هؤلاء القوم على بقية خلق الله من المسلمين وهم أحوج ما يكونوا ليأخذوا منهم الدروس والعبر؟0

    عبد الخالق السر/ ملبورن
    14/10/2003م
                  

10-15-2003, 04:26 PM

wd al geran
<awd al geran
تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حمّى الحلال والحرام 000وبراغماتية العقل السلفي باستراليا (Re: atbarawi)

    اخي عبدالخالق ... احيك علي طرحك الموضوعي كعهدك دوما.

    ولكن اخي هل تختلف شريحة المجتمع السوداني المهاجرة الى استراليا عن مثيلاتها في بقية المهاجر؟ ام انك تعني اناس آخريين؟.

    واذا كنت تعني غير السودانين، ما هو مدي تاثر مجتمعاتنا بهذه الظاهرة؟

    اذ ان ظاهرة التذمت الديني تكاد تكون معدومة في الدياسبورا السودانية واكثر تحديدا في البلاد غير العربية.

    وعلى العكس مما ذكرت, قد نجد ان الهرب من هذا التذمت هو سبب رئسي لهذا الخروج الجماعي.

    شي آخر أخي، لماذا لا تحدثنا قليلا عن تجمعاتنا في تلك البلاد البعيدة، فهي تكاد تكون مجهولة نوعا ما للكثيرين منا اذ ان موقعها الجغرافي يكاد يعزلها عن بؤرة الضؤ والتاثير في الاحداث.

    ولك ودي.
                  

10-15-2003, 05:32 PM

Shao Dorsheed

تاريخ التسجيل: 06-12-2003
مجموع المشاركات: 1083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حمّى الحلال والحرام 000وبراغماتية العقل السلفي باستراليا (Re: atbarawi)

    In Canada here, we Halal Milk, Halal Ghee, Halal Eggs, Halal Gibna, and many more.

    Best Regards,

    Shao
                  

10-16-2003, 04:10 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حمّى الحلال والحرام 000وبراغماتية العقل السلفي باستراليا (Re: atbarawi)

    فوق
                  

12-21-2003, 11:30 PM

Elwaleed Ibrahim

تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 282

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حمّى الحلال والحرام 000وبراغماتية العقل السلفي باستراليا (Re: Agab Alfaya)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de