دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!!
|
لنا كسودانيين بعض التعابير الدارجة بالغة الذكاء ، كثيفة العمق والدلالات0 أحد هذه التعابير التي تستهويني بشدة تعبير "ضايع ليهو" أو "رايح ليهو" في تعبير آخر،والذي يدل على المبالغة في الفعل0 كمثل أن يطلق البعض على فلان بأنه "ضايعة ليه قزازة" كناية عن الافراط في الشرب0 أو علان "رايحة ليه شكلة" كناية عن منتهى الولوغ في الشر والمشاكل 00 الخ0 وتتجلى عبقرية الاصطلاح في نزوعه إلى التجريد الاكثر قدرة على التعبير عندما يبلغ المرء حد "الشتارة" في جميع أفعاله فيتحول المصطلح في هذه اللحظة إلى "زول رايحه ليه" بالمطلق !!0
وفي يقيني أن هذا الاصطلاح يلائم تماماً حالنا في السودان كمجتمع مولع بما يسمى "الرجالة" ، حتى أنه يبدو للمراقب أنه "ضايعة لينا رجالة" !!0 ومظاهر ذلك عديدة ، بدءاً من "علي الطلاق، وحرم 00 مروراً بجلد الظهر في الحفلات 00 إلى أخره من التفاصيل التي يصعب حصرها0
ومفهوم الرجالة عندنا ثقافة كاملة مستوفية الشروط الاجتماعية ، الاقتصادية والسياسية0 وان كانت أسبابها على الاقل تبدو بالنسبة لي غير واضحة المعالم0 هل هي نتاج التربية في المجتمعات الرعوية المجبولة على الشدة؟ هل لها علاقة بضعف صلتنا بالمدنية؟ هل للبيئة القاسية والمناخ "الجهنمي" أثرهما الكبير؟ أم هي كل تلك الأسباب مجتمعة؟0
أيا كانت الأسباب فإنني أرى أن تعبير "رجالة" نفسه عبارة مراوغة والتفافية لمعنى "الرجولة" الإيجابي في الذهنية العامة0 وهي وان كانت تشيء بمعنى مغاير إلا أنها وفي محاولة ماكرة تود من خلال الاشتقاق اللفظي أن تأخذ شيئاً من المعنى الإيجابي للرجولة 0 والحقيقة إن أقرب معنى للرجالة هو "الحماقة" بكامل دلالاتها من جهل ورعونة وخفة عقل!!0
ولأن الرجالة في الأصل مبالغة في الفعل لذلك تكون "الجلبة" والضوضاء من أهم السمات المصاحبة لها0 وكثيرا ما يكون الشر المستطير والآثار السالبة هما المعادل الموضوعي لمفهوم "الرجالة"0
والرجالة في كثير من الأحيان لا تخلو من المفارقات الطريفة بل هي في كثير منها تمثل الوجه الآخر لها، لأن الفعل الأهوج أما أن ينتج كارثة أو يتحول إلى موقف حرج لا يخلو من الطرافة 0
تحكى في مكتب لاسلكي رئاسة البوستة بالخرطوم قصة مشهورة محملة بكميات من "الرجالة" والطرافة معاً، فحواها : أن موظفاً بمكتب مدينة واو كان يتلقى رسائل تلغرافية من مكتب الخرطوم ، وكان الفصل حينها خريفاً مليئاً بالرعود والبروق كما هي عادة الجنوب الممطر مما أثر ذلك سلباً على استلام الرسائل ، حيث كانت الشفرات اللاسلكية تصل مشوشة0 والأمر كذلك، كان موظف مكتب واو يطلب مراراً إعادة الرسائل مما أدى إلى نفاد صبر موظف الخرطوم ، فما كان منه إلا أن شتم موظف واو ، والذي بدوره هاج وماج وقرر في ذات اللحظة السفر إلى الخرطوم لتأديب هذا الموظف المتطاول علماً بأن السفر في ذلك الزمن كان بالأيام الطوال0 وبالفعل وصل "صاحبنا" الخرطوم "وبتراب القطر" إلى مكتب اللاسلكي متأبطاً شراً عظيماً0 وما أن وصل المكتب هائجاً، سابا، ً لاعناً ومتوعداً حتى تلقاه المدير وطيب خاطره وهدأ من مشاعر غضبه 0 وتم احتواء الموقف باعتذار موظف الخرطوم والذي أصر على استضافة الموظف الغاضب لمدة يومين أكرمه فيها غاية الإكرام حتى سفره قافلاً إلى واو0 فتأمل!!0
وللرجالة في المؤسسة العسكرية نصيب مقدر ما زال الوطن يدفع فاتورته وبالأقساط غير المريحة جداً0 ومن الأحداث الطريفة في هذا الصدد ما جرت قصته بمدينة عطبرة أيام الديمقراطية الثالثة0 الذي حدث وقتها ، أن نقيباً من المدفعية عطبرة أمضى سهرة في مكان ما بحي "الداخلة" وعند عودته ليلاً تلقاه طوف أمني بقيادة ملازم شرطة -كان مثيراً للجدل وقتها- يدعى "رشاد سليمان الرضي" فتم توقيفه من قبل الطوف الأمني، فأخبرهم أنه زميل في القوات النظامية ولم تكن معه وقتها بطاقة ليثبت ذلك، وتمت إحالته إلى القسم لعمل محضر0 وعند وصوله إلى القسم طلب الاتصال تلفونيا بالمدفعية ليؤكد لهم انه ضابط قوات نظامية0 وبالفعل أخلى سبيله، ولكن فجأة اتضح له أن "رجالته" ضاعت في قسم الشرطة وقفل راجعاً إلى المدفعية وجهز كتيبة أتت واحتلت قسم الشرطة الرئيسي بعطبرة وطفق يبحث عن الملازم الذي تسبب في إهدار رجالته والذي كان قد هرب خوفاً على حياته0 وقد سبب الحادث أزمة بالغة بين قوات الشرطة والجيش وأجبرت الضابط على تقديم استقالته فيما بعد0
"رجالة" أصحاب الأموال في السودان لا تحدها حدود فهم يريدون أن يكونوا فوق أي شيء وقبل كل شيء ولهم في ذلك حكايات وحكايات0 أحد أثرياء أزمنة الغفلة في السودان قرر أن يبني عمارة لا تتوقف إلا بعد إن يرى أهله بوضوح من أعلى البناية باحدى قرى جنوب الخرطوم ومهما كلفه ذلك0 وبالفعل شرع في ذلك حثيثا وفي قلب السوق العربي، وبعد أن اقترب من تحقيق حلمه أو "رجالته" اتضح أن هناك خللاً هندسياً يعيق مواصلة نموها رأسياً0 والشاهد أنها بقيت هيكلاً غير مكتمل لأكثر من عشرين عاماً وحتى الآن0
والرجالة على الصعيد الاقتصادي لنا منها نصيب لا يستهان به0 فما تم اختلاسه من المال العام والبنوك طيلة 15 عاماً من عمر الإنقاذ يعادل كل عمر منظمات المافيا في الإجرام من قبل ومن بعد0 حكى لي أحد الأصدقاء العاملين ببنك الشمال الإسلامي من أن واحداً فقط من جملة المرابحين اختلس ما مقداره 32 مليار جنية سوداني علماً بأن هذا المختلس شاب غر بكل ما تحمل الكلمة من معنى فهو في منتصف ثلاثينات العمر وكل إمكانياته طيلة هذه الفترة أنه ذو صلة لصيقة بالنظام!!0
أما في مجال السياسية، فيمكن القول دون مجازفة بأننا لنا قصب السبق في "أرجلة" السياسة0 ويرجع الفضل في ذلك لجعفر نميري ومن بعده الانقاذ0 فمنيري هو أول من أدخل "الرجالة" في السياسة الداخلية كالقفز من السيارة وهي متحركة أو "التسطيح" على رأس القطار0 إضافة إلى "البنية" و"الشلوت" و "الكف" في محاسبة الوزراء0 أما أكبر "رجالة" ارتكبها دون أن يرمش له جفن واحد فهو الرحلة القصيرة من البار إلى المنبر دون المرور بأي محطة استراحة!!0
بلغت "الرجالة" في عهد الإنقاذ مرحلة "الرجالة الرايحة" ولذلك شهدنا بأم أعيننا صياماً في رجب!!0 فالوزير الهمام في بواكير الإنقاذ ذهب متأبطاً وفد الحكومة لمفاوضة مجموعة دول الجوار التي سميت في ما بعد بـ"الإيقاد" التي توسطت في حرب الجنوب، وفي حركة بالغة "الرجالة" قال لهم ما معناه "بلوا رأسكم" حيث أشار إن المد الإسلامي لن يقف إلا في جوهانسبيرج!! فإذا به وفي أواخر أيامه - وقبل خروجه من الباب الخلفي للتاريخ- كان يفاوض في أن تظل الخرطوم "دولة إسلامية""!!0
أما رئيسنا "الزينة الحالف ما يدلينا" فقد جافى كل الأعراف السياسية والدبلوماسية حين أعلن وفي رجالة "منقطعة النظير" أنه لا مفاوضة مع المعارضة "العميلة" بل هناك حمل للسلاح و"مطالعة" لا تحتمل سوى "كاتل أو مكتول"0 وباقي "الرجالة" معروف!!0 أما قصته مع أمريكا فهي تحيلك إلى ذلك المشهد "الصوري" الخطير للجنرال في راوية ماركيز، والذي أطلق الرصاص على السحاب لكي يسقط مطراً يلطف قليلاً من حر ذلك اليوم0 ففي حركة "رجالة" غير عادية جمع الصغار والكبار "ليجعروا" بأن أمريكا قد دنى عذابها وكل ما يحتاجه الأمر هو مجرد زيادة في "هز" عصا الرئيس حتى تعود كل الأمور إلى نصابها0 وبالفعل كان نصاب هذه الأمور هو استفسار "غفير" مصنع الشفاء عما جرى رغم كل محاذير ممنوع الاقتراب أو التصوير!!0
تمثل نماذج "الرجالة" هذه غيضاً من فيض يغمر كامل الذهنية السودانية والتي للمفارقة تتعايش جنباً إلى جنب مع العنصر الآخر في تكويننا إلا وهو العنصر الصوفي القائم على التسامح والمحبة، وهي جد مفارقة مذهلة 0 ولكن من هو القادر حقيقة على حل "غلوتيات" الذهنية السودانية؟!!0 قد يكون هذا المزيج الغريب قد خفف إلى حد ما من التداعيات الخطيرة جدا لغلوا "الرجالة" ولكنه من المؤكد وفي ظل تنافر عناصر مكوناته فقد أفقدنا أيضاً "الحكمة" والتي بفقدها فقدنا الكثير والكثير جدا من إمكانياتنا الحقيقية0
عبد الخالق السر/ ملبورن 9/1/2005م
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: Afaf Rahim)
|
العزيز شتات نفسي اقول انت نور الدين تقوم تقول لي ايوة0 لأنه قبل كدة لقيت اسم شتات ورحت متدفق لمن الزول راح نزلني بلطافة شديدة وقال لي بكل ادب والله ياخ انا ما الزول القاصده انت0 المهم يا سيدي لك الود ومنتظر رجالتك دي حتى لو كانت "فقرية"!!0
الاخت عفاف رحيم سلامات اتفق معك ان عقلية المجتمع الابوي "البطرياركي" لها دور كبير في تحوير مفهوم الرجولة، ولكن المشكلة انه نحن ما وحدنا في المسالة دي ورغم ذلك في "الرجالة" نسيج وحدنا ما بشاركنا زول في تفاصيله0
لكم الود عبد الخالق السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: atbarawi)
|
أخي عبد الخالق كانت الرجالة سابقآ مربوطة بالكرم والإريحية حيث تجود بقوت يومك. كانت في نصرة المظلوم وفي التسابق علي المحامد. صارت الرجالة (لا أتحدث عن الرجولة) هي من يتمكن من يكاوش أكثر ويصاب حسابه البنكي بالتخمة.
طرفة:
كنت حينها في المرحلة الوسطي من الدراسة. عدت من المدرسة وبالقرب من منزلنا وجدت عربة (لوري) متعطلة نتيجة لكسر . سألني السائق "ممكن تجيبلنا موية يا ود أخوي)؟ ذهبت للمنزل وعرف الوالد بالأمر فأمر بعمل وجبة طعام لهم حملت الطعام والماء لهم وأكل الرجل ومعه شخصان!! بعد أن أكملوا طعامهم سألني (إنت من وين يا ود الرجال؟) قلت ليهو ساكن بي جاي قال لي : بي جاي دي خلها أهلك من وين) قلت ليهو من البركل قال لي شايقي؟؟ قلت ليهو أيوة قال الله!! وجراها مسافة.. ثم صمت فترة وقال لي أمش حرم أبوك راجل عاديل كده.. سمعته وأنا أديهم ضهري نحو منزلنا يقول لرفاقه (حرم الجنا أمو سارقاه من جعلي؟؟؟) فتأمل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: atbarawi)
|
(( هل لها علاقة بضعف صلتنا بالمدنية)) في اعتقادي هو العامل الاكثر تاثيرا في ماراثون الرجالة الذي يحيط بالشخصية السودانية. ولاحظ للفرق بين مقولة الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي خاطب سحابة مارة بقوله ((حيثماتمطرين ياتني خراجك )) وبين صاحبنا الذي فتح نيرانه على السحابة مباشرة ودون تبصرة . فى الاولي نوع من المكر والدهاء او كما يقولون ((الكورة تحت )) وهي سمة من سمات المدنية وفي الثانية تتجلى قمة الحماقة(( شوت ضفاري)) . لا يمكن ان يصيب هدفا الى بالصدفة . ما رايك في واحد زوجتو انجبت توأم حلف بالطلاق الا الداية تشيل واحد دي يحلوها كيف . خالص الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: بلدى يا حبوب)
|
الاخ العزيز عطبراوى
وكأنك تقرأ افكارى ، والله كنت بتمنى أكون كاتب المقال ده، لانو والله قصة الرجالة الرايحة دى بقت حاجة سخيفة ، وبعدين بكل بساطة مرات يقولوا ليك (هى آآآزول إنت ماك راجل ) وكأن كل شيىء للرجل فقط وما عارفين إن فى نسوان أضكر من الرجال ،
بس حيرتنى قصة ولد سليمان الرضى ، يعنى الراجل ده من زمنا داااااك كنا بنقول داااك بيت سليمان الرضى ، بس إحترت فى إنو يكون عنده ولد صغير فى العمر ده وكمان يتحامق يمشى يعمل ليهو ضجة زى دى .
ومزيدا من الإبداع اخى عطبراوى والرجالة تطير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: ترهاقا)
|
شكرا عطبراوي برضو من امثال رجالتنا في السياسة ما قام به جعفر نميري عندما استغل الزعماء العرب رجالتنا واوفدوا رئسنا الي الاردن لانقاذ الراحل عرفات الذي كان مختبئا هناك بعد احداث ايلول الاسود , فذهب النميري تحت قصف المدافع واتي بعرفات الي مصر دون علم الملك حسين الذي كان عازما علي القضاء عليه ,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: Marouf Sanad)
|
بوست جميل ومعبر يا أتبراوي وذكرني حكاية واحد قابل واحد قال ليهو : تعال هنا أنت السنة الفاتت قلت لي يلعن أبوك ... الرجل أستغرب شديد لكن رد ليهو قال ليهو ( السنة الفاتت خليها هسع يلعن أبوك ويلعن أمك كمان وأعلي ما في خيلك أركبو )
لك الشكر والتقدير ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: atbarawi)
|
الاخ العزيز عطبراوي ينعم صباحك خير...ويسعد مساك النور ..شكرًا علي الرد الرقيق..فعلاً ..صلاح شتات ..لطيف وأديب..وزول كتاب خلاص..فهو..شتات ..وأنا..SHATAT...ولكننا توأم جمعنا البورد ..تعجبني كتاباته..
بمناسبه الرجاله..تخريمه..مسـطول.. واحد اداهو ليك كف حار خلاص..المسطول قال ليهو دا كف جد ولا هظار..داك قال ليهو جد جد..المسطول قال ليهو كده معليش ..لاني جني وجن الهظار.
برضو بجيك لموضوع البوست الاصلي..بي مهل.
مع صادق الود والاحترام.
SHATAT
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: atbarawi)
|
بالفعل بوست أنيق يا عطبراوي.. وقد استمتعت به، وطبعا أنا أحب إشاعة وإشهار البوستات الجميلة ولذا سأقوم بنقل وصلته إلى منبر الفكرة الحر حتى يطلع عليه من لا يدخل هنا.. والتحية إلى صلاح شتات، ومشتاقين.. الأخ خالد الحاج، سلامات.. والله زولك دا بالغ لكن.. لازم كان بنكت أو يشاغل جماعته ساكت..
مع أن والدي جعلي "جبلابي" ولكنه أخبرني وأنا صغير أن أشجع رجل يشاهده في حياته كان شايقيا وقد شاهده، والوالد كان صبيا صغيرا.. شاهد الرجل وقد خطفه تمساح فما كان من الرجل إلا أن طبز التمساح في عينه فلفظه التمساح وعاد ثانية وخطفه ففعل به مثل الأولى.. تكررت المسألة مرتين أو ثلاث حتى أدرك الناس الرجل وخلصوه وكان مجرحا جروحا بليغة.. ويذكر لي الوالد كيف أن الناس قد وضعوا الرجل في عنقريب حبل ووضعوا أرجل العنقريب في أربعة طشاتة مملوءة بالماء حتى لا يصل النمل إلى جروح الرجل.. حتى الآن لا أعرف كيف أصف مثل تلك القصة.. ولولا أنني سمعتها من أبي لقلت أنها خيال قصاص.. أو من الجائز أنها كانت مجرد قصة واختلط علي الأمر فظننتها حقيقة منذ ذلك الوقت.. الغريبة يا خالد، والدي غير أنو جعلي فهو أنصاري أيضا، والأنصار يندر أن تجد فيهم شايقية، ويندر أن يحب الأنصاري الشايقية.. وهناك دعوة كنت أسمعها من أحد الأنصار المتعصبين من الجبلاب .. كان يقول أن المهدي قد دعا على الشايقية بقوله : يا قوي يا عزيز على الترك والشايقية والإنجليز.. وكان يردف.. شوف بالله كيف خت الشايقية في النص لأنهم أسوأ من الأتراك وأسوأ من الإنجليز.. وأنا أعرف طبعا أن السبب الرئيسي هو أن الكثير من الشايقية كانوا ضد المهدية.. لدي بوست حايص لي في راسي داير إسميهو "المهدية.. الإنقاذ.. وحسني مبارك وبالعكس" وما تسألوني ليه يعني حسني مبارك؟؟ عشان ما أكشف الفيلم قبل العرض.. الأيام دي أنحنا غايتو معافرة شديدة يا عطبراوي مع "رجالة" البورد..
والسلام ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ/ العزيز عبد الخالق/عطبراوي
لك التحايا و السلام الكثير
يا اخي العزيز, كم هي عميقة القضايا التي تطرحها, و بلغة مكربة, و يبدو ان هذا التكريب اتي الي مواضيعك من باب (الرجالة اللغوية الضائعة بضم اللام الثانية في مفردة اللغوية ), فالواحد منا يجد كل ما لذ و طاب في بوستاتك .
اخي العزيز عطبراوي, اعتقد بان هنالك مياه كثيرة, قد جرت تحت الجسر و فوقه و علي جانبيه, و انا اتحدث هنا عن سوداني المهجر, و اخص بهم بعض الدول التي حللت بها, لانني يا عطبراوي رحالي كبير, برا و جوا و بحرا..., فقد ماتت فينا و الحمد لله, الكثير من (الرجالات) المتعددة التي ذكرتها, انطلاقا من (راجل البيت) الي اخر انواع (الرجالات), بمعني اخر راحت علينا كما يقول الليبيون و الحمد لله كثيرا علي ذلك... فقد تساوت الكتوف و الجيوب , بل تفوقت الجيوب احيانا, فالرجل الذي يدخل (محمرا عيونه), و هو يحمل اكياس الرغيف و الخضار, قد انقرض في بعض دول المهجر التي غطست فيها, فاصبحت (الرجولة) قاسم مشترك اعظم بين المرأة و الرجل معا, بل ان رجولة المرأة اقوي عشرات المرات... و هذا التغيير في انواع الرجالات المتعددة له العديد من الاسباب, منها التشريعات و القوانين و منها و اهمها علي الاطلاق, العوامل الجيبية, من الجيب, فالجيب قد هزم الرجل شر هزيمة و الحمد لله علي ذلك, يعني القوامة الرجالية الجيبية اصبحت في مهب الريح... و اما عن اخطر انواع الرجالات الضائعة, وهي (خوض المعارك) !! السكاكينية الي معارك الدبابات, فاسكت خلي الموضوع دا بعيد, ففي بعض الدول, حمل السكين جريمة, يعني الجماعة اصبحوا بلا سكاكين!! و اما رجالة الشوارب, او الشنبات الكبيرة, فقد اصبحت من التراث السوداني التليد, فالجماعة لحسوا الشوارب و الحمد لله, كل هذا الكلام في بعض دول المهجر... و قائمة الرجالات التي انقرضت تطول يا عطبراوي و لكن انا نعست و الله, و باذن واحد احد, سنعدم اسم الرجالة , و سنكتفي بالدور البيولوجي فقط, وهو ما تفعله جميع الكائنات الحية و لك الود يا عطبراوي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
كل الاخوة المتداخلون، خالد الخاج، محمد عبد القادر، ترهاقا، صديق رحمة ، شتات، يوسف برير: اشكر لكم مداخلاتكم الجميلة والثرية في آن0 لكم الود
بلدي يا حبوب: حكاية رجالة البورد دي الحلقة التانية من الموضوع0 وانا استهليت بالرجالة في مستواها التأصيلي حتى اتمكن من الكتابة في "رجالة البورد0 وحتى ذلك الوقت لك الود0
العزيز دكتور ياسر الشريف سلامات يا راجل يا فاضل وليك مطلق الحرية في أن تفعل بالمقال ما تشاء0 وكما ذكرت للاخ بلدي يا حبوب فلنا عودة للرجالة الضايعة من البورد0
لكم الود عبد الخالق السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: atbarawi)
|
الاخ العزيز عطبراوي..الاعزاء..عفاف رحيم،خالد الحاج،محمد عبدالقادر، بلدي يا حبوب ،ترهاقا،معروف سند،صديق رحمه،ياسر الشريف،برير اسماعيل، ..تحياتي وعاطر سلامي وخالص الود.
......................خواطر شافع.
خلي يدقوكم عشان تطلعو ....رجال او..ليكم اللحم ولينا العضم.
الكتابه الجايه ..رغم حبي وتقديري لاساتذتي الاجلاء ..هي خواطر شافع في الابتدائيه..هي مجرد راي..ورايكم مهم. ...حينما كنت شافع..وعهدي به بعيد..مريت بتجربه الدراســه بمدارس سودانيه وأخرى اجنبيه..اكملت الفصل الرابع ابتدائي باحدي المدارس السودانيه وبعدها انتقلت لدراسـة الفصل الخامس والسادس باحدي المدارس الاجنبيه..اتيحت لي بذلك فرصة المقارنه بين المنهجين..او بالاصح اسلوب التدريس في كلاهما..لاحظت وانا..شافع..انو بعض المدرسين السودانيين بيدقو اكتر من اللازم وفي حاجات ما بتستحق..اقل حاجه طوالي ينادو اربعه كبار من رابعه ..ولا عمك الغفير عشان يجيب العصايات..كنت بشوف عندهم حق لو ..الطالب جا شعرو منفوش ولا ريالتو سايله ولا جلابيتو وسخانه.. لكن يدقوهو عشان ما عرف عاصمة النيبال..كنت بشوفها ..عواره..كنت بعتقد انو مفروض تكون في ..حذف اجابه..خيارات..اقلها استعانه بصديق ..لاحظت..وانا شافع برضو..في المدرسه الاجنبيه الاستاذ يتكلم معاك كانك زول..كبير..وفاهم..بياخدو ويدو...دق مافي..لامن ..عقدوني ..كنت بسال نفسي ياربي مين فيهم الصاح؟
.....كنت بقول في نفسـي طالما الاساتذه ديلك كانو بيدقونا عشان نبقى شطار ..ليه الفصل كلو ما جا الاول مشترك..وليه في الاول وفي الطيش؟ ولا دا منطق..شفع؟
كنت بحب الرسم ..استاذ التربيه الفنيه في المدرسه الاجنبيه لاحظ كده قام طوالي ختاني ليك ..رئيس..جمعية ما تعرف ايه للتربيه الفنيه بالمدرسـه الفلانيه..أهـا ومن يوم داك وانا فاكر نفسـي دافنشـي.. في المدرسـه التانيه..استاذ العربي كان بيدينا الرسم..وكل واحد يمسـك الالوان ..وطق ..طق ..ما تديك الدرب ..لحدي الحصه ما تنتهي ..وفي النهايه نكون كلنا رسمنا..المطر.
والاغرب من كده..يوم ناداني ليك في الفسـحه وطلبة المدرسه كلهم في الحوش المدرسـي ..جاب سلم قدر الكتله..قصاد لوحه زيتيه كبيره... في واجهة المدرسـه وفوق مكتب الناظر..ذاتو..قال لي هاك الالوان الزيتيه دي..عاوزك ترمم لي اللوحه دي...وكنت قدر الثقه...وقدر المسئوليه..وبرضك ..شافع.
في المدرسه الاولي كان درس الرسم ما مهم..وحصة موسيقى ما عندنا ..نوع من الترف..او..عديل كده ..صعلقه..لكن ..الدق في!!! في المدرسـه الاجنبيه..كان طلبه خامسه وسادسه بيعزفو لينا السلام الجمهوري كل يوم في الطابور الصباحي..ياربي ياتو فيهم الصاح؟
....فتكم بعافيه ..غدًا ان شاء الـلـه نواصل ..خواطر شافع.
......وافر تقديري واحترامي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكاية السودانيين "الرايحة ليهم رجالة" !!! (Re: AL GURAIR)
|
الاخ الفاتح/ القرير سلامات شكرا يا عزيز على مداخلتك القيمة والثرية في نفس الوقت0 وحقيقة تجدني لا املك سوى تساؤلك: كيف لنا بالعقلانية المورثة للحكمة؟ المسالة بالطبع في غاية الصعوبة، فارثنا الثقافي المحمل بمفهوم "الرجالة" يقف عثرة في طريق أي محاولة جادة لرسم معالم لطريق أخر ينبني على مجمل القيم الايجابية التي نتمتع بها0
لك الود صديقي عبد الخالق السر
| |
|
|
|
|
|
|
|