|
وزير الداخلية يبشر بمزيد من الانهيارات لعمارات عبد الرحيم محمد حسين
|
حديث المدينة مواصفات هندسية.. رئاسية!!
عثمان ميرغني
وزير الداخلية البروفيسور الزبير بشير طه.. اجاب أمس الأول على مساءلة من المجلس الوطني (البرلمان) حول ملابسات قضية عمارة جامعة الرباط الشهيرة.. وقال إن مزيدا من الانهيارات في الطريق اذا لم تكتمل المعالجة الهندسية لخلل في عمارات أخرى تتبع لنفس الوزارة.. وأحصى عمارات بعضها لا يزال مأهولاً، والآخر هرب منه السكان.. ومن بينها فندق كبير متعدد الطوابق جوار نادي الشرطة. والقضية الآن.. ليست في العمارة التي سقطت أو العمارات الأخرى التي توشك على الانهيار أيضا، والتى بها خلل هندسي جسيم يجعل البقاء داخلها ضربا من المخاطرة، بل في العبارة التي قالها السيد رئيس الجمهورية في الحفل الذي اقيم لوداع وزير الداخلية السابق الفريق عبد الرحيم محمد حسين بعدما استقال بسبب تداعيات قضية انهيار العمارة. رئيس الجمهورية قال في الاحتفال انه لا تثريب على وزير الداخلية طالما أن عمارة واحدة سقطت من بين (100) عمارة أخرى أنشأها.. وحينها دهش الناس كثيرا للسابقة الهندسية الجديدة.. التي تفترض أن سقوط عمارة من بين كل مائة عمارة نسبة لا تستوجب الدهشة، فضلا عن المحاسبة.. واعتبر الرئيس أن الأمر لا يجب أن يؤخذ على أنه أكثر من (استراحة محارب) يرتاح فيها وزير الداخلية السابق قليلاً ريثما يتم تهيئة موقع آخر له.. وفعلا انتقل مترقياً الى وزارة أخطر.. هي وزارة الدفاع.. الآن وزير الداخلية يعترف أمام البرلمان.. أن مسلسل السقوط أكبر كثيرا من مواصفات رئاسة الجمهورية (عمارة من كل مائة عمارة).. فوزير الداخلية يقول إن المرشح للسقوط حزمة عمارات أخرى.. كل واحدة منها بعشر عمارات من حيث الحجم.. ويكفي أن عمارة واحدة فقط منها.. وهي العمارة التوأم للمعمارة المنهارة.. وتقع شمالها مباشرة.. وتجرى حاليا معالجات هندسية مكلفة لإنقاذها من السقوط.. مساحتها حوالى خمسة آلاف متر مربع.. أى ثلاثة أضعاف العمارة المنهارة.. وفندق عملاق به أكثر من ستة طوابق يراه الناس شامخا خلف نادي الشرطة ببري.. ومبانٍ في مجمع جامعة الرباط، وأخرى تتبع للداخلية.. وعمليا قياسا بالمائة مبنى التي تحدث عنها رئيس الجمهورية فإن هذه المباني المنهارة أو الآيلة للسقوط ترفع النسبة الى حوالى أكثر من 20% من حجم المباني كلها.. فهل لا يزال السيد رئيس الجمهورية يرى أن سقوط 20% من المباني نسبة (رئاسية) هندسية مقبولة؟؟ في تقديرى أن السيد رئيس الجمهورية لم يكن موفقا إطلاقا في تدشين هذه السابقة التي تؤكد أن من حق الموظف العام أن يُسقط عمارة من بين كل مائة عمارة يبنيها من حر مال الشعب.. وقد ادهشنى عند زيارتى الأخيرة لمصر أن رأيت مجمعا ضخما من العمارات الشاهقة.. كل عمارة فيها بعشرات العمارات هنا.. أقامها الجيش المصري مشروعا للإسكان ولم أسمع بمعمارة منها سقطت.. ولو استخدمنا المعادلة الرئاسية، كما أقرها الرئيس، فمن المفترض أن تسقط عشرات منها.. ويظل الإنجاز في بقاء الأخريات شامخة.. سقوط عمارة يمكن تجنبه بتشييد عمارات أخرى تستوعب المواصفات الفنية.. لكن كيف يمكن تجنب الخلل الإداري الذي يضرب البلاد كلها عندما يقرر رئيس الجمهورية أن سقوط عمارة من مائة لا يستوجب سوى الشكر على الإنجاز.. والترقية الى وظيفة أعلى.. هل سقطت العمارة؟.. أم أسس العمل الهندسي في البلاد؟؟!!.
|
|
|
|
|
|