|
|
 تعديلات امريكية: توسيع صلاحيات مساعد الرئيس وبقاء الولايات الثلاث والتعويض
|
أقرت مبدأ التعويض ودمج 4 آلاف من قوات الحركات في الجيش
أبوجا: ورقة أمريكية تقترح توسيع صلاحيات مساعد الرئيس
ابوجا - ابوزيد صبي كلو :
دفعت الولايات المتحدة الامريكية امس في محاولة اخيرة لانقاذ مفاوضات ابوجا المتعثرة بورقة تضمنت تعديلات على وثيقة الوساطة الافريقية ، التي رفضها المتمردون ، بينما مدد الوسطاء المفاوضات للمرة الثالثة امس لاربع وعشرين ساعة اخري تنتهي الىوم .
وعلمت « الصحافة» ان الورقة الامريكية ابقت على منصب مساعد لرئيس الجمهورية مع توسيع صلاحياته ليكون ضمن مؤسسة الرئاسة ويكون مسؤولا عن السلطة الانتقالىة لاقليم دارفور ومشرفا على تطبيق اتفاق السلام ومنسقا بينها والحكومة المركزية ، على ان يكون له حق الفيتو في حال نشوب خلاف في تطبيق الاتفاق بين السلطة الانتقالىة للاقليم وحكومات ولايات دارفور ، بينما تكون المرجعية لرئيس الجمهورية في حال نشوب خلاف بين مساعد الرئيس وأي من ولاة دارفور الثلاثة .
وابقت الورقة الامريكية ايضا على مقترح السلطة الانتقالىة لدارفور كما ورد في وثيقة الوساطة الافريقية ، على ان تتكون هذه السلطة من ولاة الولايات الثلاث ورؤساء المفوضيات التي ستنشأ بموجب الاتفاق ، على ان تكون رئاستها للحركات المسلحة ، واقرت الورقة مبدأ التعويض الفردي الذي استبعدته وثيقة الوساطة الافريقية على ان تساهم الحكومة فيه بمبلغ مالى لم يتم تحديده . وفي محور الترتيبات الامنية ، دعت الورقة الى دمج 4 آلاف من قوات المتمردين في القوات المسلحة وألف اخري منها في الشرطة مع اعادة تأهيل 3 آلاف اخرين للانخراط في الحياة المدنية ، وطالبت الورقة بتجريد الجنجويد والدفاع الشعبي والمليشيات الاخري من اسلحتهم وآلىاتهم الثقيلة وتجميعهم في مراكز يتم تحديدها والسيطرة علىهم ، وشددت في الوقت نفسه على الالتزام بعدم خرق اتفاق وقف اطلاق النار ، والاعتداء على المدنيين ، وعلى الحركات المسلحة ، على ان يتم ذلك بمساعدة الاتحاد الافريقي .
ودعت الورقة اطراف صراع دارفور الى الاقرار بان القوات الاجنبية تهدد استقرار البلاد والدول المجاورة ، ولذا فان علىها العمل على تجريدها من سلاحها وطردها من الاراضي السودانية في اقرب وقت ممكن ، في اشارة الى المعارضة التشادية .
وفي محور الحكم المحلي ، منحت الورقة الامريكية الحركات المسلحة 6 معتمدين ومثلهم من الضباط التنفيذيين الذين ينوبون عنهم في المحليات في الولايات الثلاث من بين 21 معتمدا موجودين الآن ، بالاضافة الى تمثيل الحركات بـ 23 شخصا في الوظائف العلىا بالمحليات مع رفع نسبة تمثيلها في المجالس التشريعية لولايات دارفور من 15 عضوا وفقا للوثيقة الافريقية الى 18 عضوا ، والتزمت الحركات بتسليم ردها ، الذي يفترض ان تكون قامت بتسليمه في الساعات الاولي من صباح الىوم .
واجرى الفريق الامريكي بقيادة نائب وزيرة الخارجية الامريكية روبرت زوليك ، الى جانب وزير التنمية الدولية البريطانية هيلاري بن ، وعدد من دبلوماسيي الاتحاد الاوروبي وكندا زيارات مكوكية بين الحكومة والمتمردين في فندق صغير على مشارف العاصمة النيجيرية ابوجا ، كما اجتمع الرئيس النيجيري اوليسجون اوباسانجو ورئيس الكونغو ساسو نجويسو ، الذي يرأس الاتحاد الافريقي ، ايضا مع الجانبين ومع الوسطاء في المساء ، وانضم الىهم في ساعة متأخرة من مساء امس في قمة افريقية مصغرة البروفيسير ألفا عمر كوناري رئيس المفوضية، وبحضور رؤساء الوفود المتفاوضة املا في دفع الاطراف للتوقيع على وثيقة سلام دارفور .
وتوقع المتحدث باسم الوساطة الافريقية نور الدين المازني ان يكون انضم الى القمة عدد من الرؤساء الافارقة الموجودين حالىا بابوجا للمشاركة في قمة عالمية حول الصحة تستضيفها نيجيريا ، مجددا التأكيد على ان الوساطة لاتمانع في تعديل وثيقة السلام المطروحة على الاطراف ، بينما سارع الوفد الحكومي الى نفي انباء راجت عن قبوله بتعديلات امريكية طرحت على الوثيقة .
و نقلت وكالة السودان للانباء « سونا » امس عن مصدر مسؤول في الوفد ـ لم تذكر اسمه ـ قوله « ان هذا ليس موقف الحكومة السودانية وانما هو موقف معلن وثابت للاتحاد الافريقى الذى اكد ان التعديل لا يتم الا بموافقة الحكومة» ، وأضاف « وهذا مالم يحدث حتى الآن ، مشيرا الى ان الحكومة مصرة على موقفها هذا من الاتفاقية وقد اسست لهذا الموقف بالتوقيع بالاحرف الاولى علىها ».
وقال رئيس الوفد الحكومي المفاوض الدكتور مجذوب الخليفة احمد ، ان الحكومة قبلت الثوابت المتمثلة في الوثيقة التي وقعت علىها بالاحرف الاولي ، واضاف « نحن قلنا ان الثوابت التي وردت في وثيقة الاتحاد الافريقي سنظل نتمسك بها تماما ، ونريد من الحركات ان توافق على ذلك» .
وقال الخليفة ، ان الحكومة قدمت تنازلات بقدر ما يمكن تقديمه وهو مرضٍ للوساطة الافريقية و الدولية ، مؤكدا رفض الحكومة لمطلب الحركات المتعلق بمنصب نائب الرئيس باعتبار ذلك يتطلب تعديلا في الدستور وتعديلا في اتفاقية السلام بين الشمال و الجنوب ، معتبرا ان ذلك مخل و يفتح مجالات خطيرة جدا على اتفاقية السلام بين الشمال و الجنوب ، و هذا ما ترفضه حكومة الوحدة الوطنية .
من جهتها ، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ، ان الوسطاء الدوليين يبذلون اقصى جهدهم للتوصل الى سلام بشأن دارفور .
وصرحت رايس ـ اثناء استقبالها نظيرها الىاباني تارو اسو في مقر وزارة الخارجية الاميركية ـ «ان (الوسطاء) جميعا يبذلون اقصى جهدهم». واضافت «آمل في ان تغتنم كافة الاطراف هذه الفرصة للتوصل الى اتفاق سلام وارساء الاسس لانهاء العنف حتى ينعم سكان دارفور بالامان والسلام».
الى ذلك ، قالت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان لويز اربور ، ان العنف الجنسي ضد النساء في دارفور يتفاقم في ظل تدهور عام في مجالي الامن وحقوق الانسان في الاقليم الشاسع ، وأضافت ـ بعد جولة في المنطقة ـ «الوضع (في دارفور) فقير وسييء ويبعث بشدة على القلق ، والمحزن تحديدا هو عدم رؤية اي تقدم يتحقق الى جانب تدهور الوضع».
ونقلت وكالة رويترز امس عن لويز قولها «انا على قناعة تامة بأن العنف الجنسي ضد النساء يتفاقم كل يوم» ، مشيرة الى أن الهجمات يشنها رجال يمتطون خيولا وجمالا بعدما تغادر النساء المخيمات لجمع الحطب ، واضافت : ان وجود قوات الامن الحكومية في المخيمات اوجد «مناخا من الخوف وعدم الثقة » ، وتابعت اربور «مستوى المساعدة الانسانية المتاح في المخيمات يتراجع ويحتاج لانقاذ فوري ».
وكان المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انتونيو جوتيريز قال ، انه يعتقد ان من الملّح جدا الوصول الى اتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين ، واضاف «ان التوصل الى تسوية سلمية في دارفور هو المفتاح لحل باقي الصراعات في الدول المحيطة بالاقليم» .
وعبّر جوتيريز عن اعتقاده بأن ثمة فرصة للتوصل الى اتفاق في محادثات أبوجا ، مضيفا انه يجب استغلال هذه الفرصة .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Frankly
doma
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست