|
أبوجا يا فرحة لم تتم !
|
Quote: انفضت المفاوضات الجارية في العاصمة النيجرية "أبوجا" بين الحكومة السودانية متمردي دارفور وذلك بعد رفض اثنتين من جماعات التمرد الثلاث التوقيع على اتفاق السلام المعدل الذي عرضته الحكومة السودانية.
وكانت إحدى الجماعات الرئيسية المنضوية تحت لواء ما يسمى بـ"جيش تحرير السودان"، وهو واحد من الثلاثة فصائل التي تقاتل الحكومة السودانية في دارفور قد قالت إنها لا توافق على التوقيع على اتفاق السلام.
وهذه هي المجموعة الثانية التي ترفض التوقيع على الاتفاق الذي المعدل الذي اقترحته الحكومة السودانية بعد أن رفضت الجماعة المسماة "حركة العدل والمساواة خطة السلام المعدلة ما لم يجري تعديلها بشكل جذري.
هذا وقد قالت "حركة جيش تحرير السودان" لاحقا إنها لم تتفق فيما بينها وإن ممثليها سيجتمعون بالوسطاء المعنيين في وقت لاحق صباح اليوم الجمعة.
ويأمل الوسطاء في أن تقنع حركة جيش تحرير السودان أحد الفصيلين الآخرين أو كليهما بالعودة إلى المفاوضات.
ويقوم الرئيس الكونغولي ساسو نغوسي والمسؤول الأمريكي روبرت زوليك بدول أساسي في هذا الإطار.
وكانت المفاوضات بين أطراف النزاع في إقليم دارفور قد تواصلت في وقت سابق على الرغم من انتهاء المهلة الثانية التي منحها الاتحاد الافريقي للموافقة على مقترحات إحلال السلام في الاقليم الواقع غربي السودان.
وقد عقد قبل انتهاء المهلة الممدة بقليل قمة مصغرة تضم الرئيس ساسو نغوسو رئيس الاتحاد الافريقي والرئيس النيجيري اوباسانجو ومفوض الاتحاد الافريقي عمر كوناري بالاضافة الى ممثلين لحركات التمرد الثلاث والوسطاء الافارقة والمبعوثين الدوليين.
ويشارك مفاوضون من الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرون من الاتحاد الإفريقي في ممارسة ضغوط من أجل التوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل الآلاف في دارفور.
الحكومة السودانية اعلنت انها مستعدة لتقديم تنازلات وثيقة معدلة وكان المتمردون الدارفوريون قد رحبوا في البادية بشكل حذر بمقترحات تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة.
وقالت وكالة أنباء الأسوشيتد برس إن وثيقة معدلة تحمل صياغة جديدة لخطة السلام قدمت لأطراف النزاع وتتضمن تنازلات للمتمردين تتعلق بإدماج مقاتليهم في الجيش السوداني وتقديم تعويضات لضحايا الحرب بالاضافة الى تقاسم السلطة.
وقدمت الوثيقة بعد ظهر الخميس وقبل ساعات من المهلة التي انتهت في منتصف الليل.
والتقى كل من روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الأمريكية ووزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بن بأطراف النزاع لحثهم على قبول الوثيقة.
وقال المتمردون إنهم يدرسون الوثيقة قبل أن يعطوا ردا بشأنها ملمحين إلى أنهم سيوقعون اتفاق السلام.
ونقلت الأسوشيتد برس عن جعفر مونرو أحد المشاركين في وفد "حركة تحرير السودان" وهي كبرى جماعات التمرد في دارفور قوله "إن التعديلات تعد إشارة على انهم قد يوافقون بدون حاجة للتفاوض من جديد او تأخير التوصل لاتفاق نهائي".
واشنطن بعثت زوليك لممارسة ضغوط على المتفاوضين وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت أنها مستعدة لتقديم تنازلات للمساعدة على التوصل إلى اتفاق سلام في دارفور.
وأبلغ مسؤول سوداني بي بي سي أن الحكومة مستعدة لدراسة القيام بتنازلات متبادلة مع متمردي دارفور حول بعض فقرات اتفاق السلام الذي قدمه الوسطاء الدوليون.
في غضون ذلك، قال المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انتونيو غوتيريز إنه يعتقد أن من الملّح جدا التوصل الى اتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين.
وقال غوتيريز إن التوصل إلى تسوية سلمية في دارفور هو المفتاح لحل باقي الصراعات في الدول المحيطة بالإقليم.
وعبّر عن اعتقاده بأن ثمة فرصة للتوصل الى اتفاق في محادثات أبوجا مضيفا أنه يجب استغلال هذه الفرصة.
وقد أسفرت أعمال العنف عن تشريد أكثر من مليوني شخص، وكانت تلك الأعمال قد بدأت قبل ثلاث سنوات حينما حمل متمردون من السودانيين الأفارقة أسلحتهم ضد حكومة الخرطوم.
وتتهم الحكومة السودانية والميليشيات التي تدعمها بارتكاب عملية إبادة جماعية في حملتها على المتمردين - وهو الاتهام الذي تنفيه الخرطوم.
مسودة خطة السلام الخاصة بدارفور نزع سلاح ميليشيات الجنجويد الموالية للحكومة دمج مقاتلين متمردين في الجيش نقل مبلغ 300 مليون دولار كدفعة وحيدة لدارفور نقل 200 مليون دولار كل عام بعد ذلك للمنطقة يذكر أن المحادثات بين الجانبين مستمرة منذ عام.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد تحدث عبر الهاتف الى نظيره السوداني عمر البشير يوم الثلاثاء الماضي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن بوش قال للبشير إنه يتعين عليه مواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق حول دارفور.
وذكر أيضا أنه حث الرئيس السوداني على إعادة نائبه علي عثمان طه إلى المحادثات التي تركها في وقت سابق فيما بدا أنه كان خيبة أمل من موقف المتمردين.
كما قال الرئيس الأمريكي للبشير إنه يجب السماح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي يدعمها حلف شمالي الأطلسي، بتولي زمام الأمور من قوة الاتحاد الأفريقي المنهكة في دارفور.
أزمة إنسانية تعيشها دارفور بسبب القتال يذكر أن محادثات أبوجا تشارك فيها أربعة أطراف وهي الحكومة السودانية وميليشيات الجنجويد العربية الموالية للحكومة، ومجموعتان للمتمردين وهما "حركة تحرير السودان" و"حركة العدل والمساواة".
"مخاوف أساسية" وينص اتفاق السلام المقترح على نزع سلاح ميليشيات الجنجويد وضم المقاتلين المتمردين إلى الجيش النظامي.
ويقول أليكس لاست مراسل بي بي سي في أبوجا إن الوسطاء يأملون في إمكان تعديل الاتفاق لزيادة عدد المتمردين الذين يتم دمجهم في الجيش، بالإضافة إلى إسقاط البند الذي يطالب بنزع سلاح الجنجويد من قبل المتمردين.
وقد أعربت الحكومة عن استيائها من هذا البند.
غير أنه يتردد أن المتمردين أيضا غير راضين عن الترتيبات الخاصة بتقاسم السلطة وتوزيع الثروة في المنطقة الصحراوية الشاسعة، ويتردد أيضا أنهم يخشون من عدم تنفيذ اتفاق السلام على النحو السليم.
يذكر أنه تم العام الماضي التوقيع على اتفاق سلام بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين شمل ترتيبات مفصلة خاصة بتقاسم الثروة ومشاركة الحركة المتمردة للجيش الشعبي لتحرير السودان في الحكومة.
ويشار إلى أن الضغط الأمريكي كان أساسيا في التوصل إلى هذا الاتفاق.
|
|
|
|
|
|
|