رسائل من امريكا المؤتمر الجامع! ثم ماذا بعد الإنقاذ؟ د. عبدالله جلاّب جامعة ولاية اريزونا:تمبي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2006, 06:57 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسائل من امريكا المؤتمر الجامع! ثم ماذا بعد الإنقاذ؟ د. عبدالله جلاّب جامعة ولاية اريزونا:تمبي


    د. عبدالله جلاّب جامعةولاية اريزونا:تمبي

    [email protected]
    إستلمنا السودان , نحن والأجيال التي سبقتنا, بلداً مترامي الأطراف من حلفا إلى نمولي ومن أرض متى إلي كسلا . تتنوع مناخاته وتضاريس مكانه, ثقافاته وأديانه, ولغاته وسحناته. ويظل ذلك المكان يعج بإنسانه وحيوانه, أنهاره وصحاريه وغاباته ووديانه. ترى هل ستسلّم الأجيال الحالية تلك القادمة ذات الوطن الذي إستلمنا؟ ذلك هو السؤال الذي أخذ يقض مضاجع الكثيرين خاصة وإن عبارات مثل الإنفصال والصوملة والبلغنة وتفتيت البلاد ظلت تتواتر في لغة الخطاب العام مرات بإهمال شديد وأخرى بقلق أشد ومن أكثر من جانب واحد وأكثر من جهة. وهنا يجوز للمرء أن يتساءل إن كان مثل ذلك الخطاب هو أحد إشارات أو بدايات التدهور نحو مثل ذلك مصير أم تراه يمكن أن يعبر عن عجز خاص أو ضيق عام من مواجهة التحديات الماثلة أمام السودانيين على مختلف مواقعهم ومشاربهم؟ وتتعدد الأسئلة غير إن الأمر لا شك قد يحتاج إلى وقفة متأنية ومقدار من اليقظة, عل الذي يوقظنا يمكن أن ينقذنا.



    لقد تكوّن وولد السودان من رحم التحديات الخاصة والعامة. ولعل الدارس لتاريخ السودان في عهوده القديمة والحديثة يمكن أن يخرج بنتائج مفادها إنه لم يمر حين من الدهر لم يجد فيه أهل السودان أنهم أمام تحد ماثل. وبمقدار نجاح أو فشل الجماعات السودانية المتتابعة في معالجة أشكال وأنواع مثل تلك التحديات تواترت الحوادث والحادثات وتناقضت أحياناً وتوافقت في أخرى المواقف والأفعال ومن كل ذلك تشكلت وتطورت طبقات السودان الإجتماعية ولحظاته التاريخية وجماعاته الحاكمة. ولعل أحد خصوصيات المكان أن ظل محيط السودان الخارجي—بعيداً كان أم قريباً—منذ ماقبل التاريخ يلعب أدوار هامة في الشأن السوداني العام والخاص. وكأن أحد الفصول الثابتة في تاريخ البلاد ذلك الصراع والنزال الدائم مع العالم الخارجي. فمنذ عهود الغزو الخارجي فرعونياً كان أم فارسياً أو رومانياً, مروراً بمراحل الفتوح الإسلامية والتمدد التركي, من ثم الهيمنة الإستعمارية, وإنتهاء بعصور الإنقلابات المدعومة من الخارج والضغوط والحصار الإقتصادي, تعددت القوى والجهات الطامعة. كل جاء وفق أجنده تختلف عن الأخر وكل أخرج تاركاً وراءه بعض آثار تتتفاوت في عمقها أو تفاعلها مع ما وجدت من إرث محلي. ويبقى ذلك الفصل الثابت في كتاب تجربة الوجود السوداني حافلأ بتنوعه ليظل كما يقول لبيد "زمر تجد متونها أقلامها".



    هذا من جهة, ومن جهة أخرى فإن الخيال السياسي السوداني قد استبطن ما ظل يعبر عنه في إطار الخطاب العام بأن لأهل السودان مقدراتهم الموفقة في الوصول إلي حلول ذات أثر هي في الأساس جزء من الحوار العام السوداني الداخلي المتصل الذي تعددت أساليبه والذي يمكن أن يكوّن الركائز الأساسية لبناء صرح ضخم وفخم تقوم عليه النظرية العامة للدولة وتستلهمه مؤسساتها وترتوي منه عروق مجالات حركتها العامة والرسمية والخاصة. غير أن إدارة ذلك الحوار والأساليب التي ظل يتصاعد ويتلون بها وفيها سلماً وحرباً في إطار الجماعة السودانية, وتتعدد أو تتضاءل أو تضمر منابره في مجالات العمل العام والفكر والممارسة اليومية وفق ما كانت أو ما ظلت تمليه ظروف القمع أو الإنفتاح المترتب على المناخ العام في البلاد. ومن واقع هذا وذاك وبنظرة سريعة للتاريخ القريب على مدى القرنين الماضيين, يمكن للمتأمل أن يخرج بالنتائج التالية:



    أولاً: لقد تمكن محمد علي باشا ومن تلاه من أفراد الأسرة الخديوية توحيد السودان في حدود هي أوسع من حدوده الحالية بأن ضموا إليه بعضاً من أجزاء يوغندا الحالية. وأن ظلت محاولات السودانيين متوالية قبل ذلك متوالية في الوصول إلي نتيجة مشابهة بزحف السلطان تيراب شرقاً والمك بادي غرباً, إلا أن مقاصد ونتائجها الإستعمارية والعنصرية تلك الوحدة القسرية التي حولت البلاد إلي مكان لصيد و إسترقاق الإنسان السوداني ونهب ثرواته, قد وقوبل بالرفض التام والمقاومة منذ اليوم الأول. وقد تصاعدت تلك المقاومة لتتحول إلى ثورة شاملة شاركت فيها كل أقاليم السودان شرقه وغربه, جنوبه وشماله ووسطه. وفي مجال الهبات المهدوية التي إجتاحت العالم الإسلامي حينها كانت المهدية السودانية هى الأنجح في الوصول بالثورة إلى غاياتها.



    ثانياً: إن نجحت المهدية في توحيد البلاد عن طريق الثورة فقد فشلت في فرض المهدوية كدين دولة يلغي ويستبدل التنوع الديني المتمثل في الطرق الصوفية. لذلك ومن واقع المقاومة لذلك النهج ومن واقع الحصار الخارجي تحول نظام الخليفة عبدالله إلى حكم عسكري يقوده جنرال في جبة القنجة يحرسه جنرالات يشك صاحب الحكم في ولاء بعضهم ومخابرات يدفعها ولاؤها للأسرة قبل ولائها للثورة. وقتها لم يجد وعيد شاعر النظام أن من يخالف صاحب النظام يمكن أن ينجى من الجحيم. وبذلك كان مصير عبقرية أفريقيا العسكرية الأولى أشبه بمصير شخصيات التراجيديا الإغريقية.



    ثالثاً: على الرغم من أن المستعمر البريطاني قد إنتصر عسكرياً على جيش ونظام المهدية, إلا إنه هزم دينياً. فقد أجبره خوفه العميق من أن يهب أهل السودان من جديد في ثورة دينية مهدوية تقتلعهم من البلاد بأن يبقي على الإسلام كدين للدولة وأن يبني له مجالس ومؤسسات إستشارية. بل لقد ذهب أبعد من ذلك بأن عين المهدوي ثقافة لا إيماناً—سلاطين باشا—في موقع الرجل الثاني في النظام من أجل أن يعيد تشكيل قيادة وهيكلة القطاع القبلي. فكأن النظام قد أعاد رتق النظام القديم بأن إستبدل قيادتة العليا ببريطانيين وحرسه بجيش قوامه ثلة من العسكريين البريطانيين وقليل من المصريين والسودانيين. لم يمض طويل وقت على السودانيين ليهبوا مع علي عبداللطيف ضد نظام حكم يسعى إلى تمزيقهم إلى قبائل عليا وأخرى دنيا.



    رابعاً: لقد إتخذت المقاومة للنظام الإستعماري إتجاهاً جديداً بقيام الأحزاب السياسية. لقد كان للنظرية العامة التي قام عليها البنيان الأساسي للأحزاب الأثر الأكبر في أن تكون الموئل لتحالف قطاعات من قوى إجتماعية فاعلة تضم المتعلمين وقطاعات دينية تضم في ما تضم قوى حضرية من التجار والنقابات وأخرى ريفية من المزارعين والقوى القبلية. ولعل عوامل القوة في تكوين تلك الأحزاب تكمن في أن إلتفاف تلك القوى الإجتماعية حولها قد مكنها من قيادة معركة إستقلال البلاد بإقتدار, وأنها الصخرة التي أوهت قرون وعول النظم العسكرية والشمولية بكل جبروتها. لقد حاولت تلك النظم القضاء على الأحزاب بشتى أشكال القمع وأن تسخر النقابات لمصلحة مشروعها ولم تفلح. غير أن عوامل الضعف التي ظلت تلازم تلك الأحزاب هي أن قطاع المتعلمين الذين أوكل إليهم بأن يكونوا العقل المفكر والمدبر لها وأن يقوموا بحسن تدبير أمرها الفكري والتنظيمي قد ظلوا على عجز متواصل في القيام بمثل ذلك الدور. هذا وقد ظل بعضهم يدخلها بإيمان فاسد سرعان ما يقلب لها ظهر المجن منذ سماعه المارش الأول للإنقلاب العسكري. بل أن النظم الشمولية والعسكرية التي لا يحتاج فيها الموقع الوزاري إلي جهد إنتخابي ظل الأكثر جاذبية لمثل هؤلاء وأولئك. أمر آخر هو أن لم تستطع تلك الأحزاب تلك أن ترتقي لأن تكون أحزاباً قومية تستقطب السودانيين عامة وأن تستوعب وتتقدم بهموم وأحلام المواطن السوداني وتجعل منها هماً عاما لهاً وبرنامجاً خاصاً بها. هذا وقد ساهمت سنوات القمع المتصل والعمل تحت الأرض والعمل من خارج البلاد وتجفيف الموارد إلى إنهاك تلك الأحزاب وإضعافها. غير أن النظم القمعية إلي زوال.



    سادساً: إن أهم ما أعطت ثورة أكتوبر1964 وإنتفاضة 1985 ابريل هو أنهما وهبتا الخيال السياسي السوداني الثقة بأن هذا المواطن الأعزل هو الأقوى من كل النظم القمعية والأمر كذلك ستظل فرائص تلك النظم ترعد ولا عزاء لها للأسف.



    إذن فماذا ياترى بعد الإنقاذ؟



    لقد سقطت الإنقاذ منذ يومها الأول حين كذبت على الشعب السوداني حول هويتها وأخرجت مسرحيتها البائسة تلك والتي بموجبها ذهب عمر للقصر وحسن لكوبر. إن الرائد لا يكذب أهله. وقد سقطت إسلامياً عندما حاولت أن تفرض عن طريق القوة الغاشمة مشروعها الشمولي كدين دولة وسقطت سياسياً عندما حجب عنها الشعب السوداني أي نوع من التأييد. ومن منطلق ما سردت هنا سابقاً أن السودانيين ظلوا يمسكون باللحظة التاريخية من أجل إحداث التغيير. لماذا إذن الإنتظار لأن يدعونا النظام لمؤتمر جامع؟ لم ينتظر المهدي مؤتمراً من غردون ولا علي عبد اللطيف من الحاكم العام وهكذا قس.



    **نشر هذا الموضوع في صحيفة الخرطوم العدد الصادر يوم الإثنين الموافق 29 أبريل 2006

    http://www.khartoumnewspaper.com/2006/4/29/page5.pdf

                  

04-30-2006, 08:14 AM

saif khalil
<asaif khalil
تاريخ التسجيل: 01-30-2005
مجموع المشاركات: 1529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسائل من امريكا المؤتمر الجامع! ثم ماذا بعد الإنقاذ؟ د. عبدالله جلاّب جامعة ولاية اريزونا:ت (Re: بكرى ابوبكر)

    الاخ بكري

    تحياتي


    والتحايا للدكتور عبد الله جلاب..

    موضوع اتسم بغزارة المعلومة،دقة العبارة وعمق التحليل..

    لقد ارصنت الطرح دكتور عبدالله..وهو طرح احسبه مدخلا..واساسا لدراسة اشمل


    لكما وللقراء كل الود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de