في 26ابريل 1986 م الساعة الواحدة والدقيقة 23 فجراً , أنفجر مفعل تشرنوبيل النووي , حادثة نووية وكارثة اجتماعية معاً , وأظهرت تداعياتها وعواقبها السياسية تداعي العملاق السوفيتي والخلل في نظامه العتيق وكانت ذريعة لأخر الأساطير السوفيتية وقتها ( الحرب ضد الذرة ) وهي أخر الحملات التي نظمها الاتحاد السوفيتي في ( تصفية مخلفات تشرنوبيل ) نظمت على غرار حملات التعبئة السياسية والاجتماعية التي عرف بها الأنظمة الشيوعية وغدات تغوض الاتحاد السوفيتي كان على أوكرانيا وفيلاروسيا في 1991 م أن تتعاملان مع الآثار البيئية والصحة العامة والاقتصادية لتلك الكارثة .
في ضو ما توفر من معلومات قليلة عن الحادث حيث كان التبرير الروسي يومها أنه حادث حصل أثناء اختبار لم يعد مناسب بعد عشرون عام والكشف عن مفعل روسي كان به أخطاء بشرية فادحة في تصميمه من حيث أنه من نمط يصعب التحكم به فقلب المفعل غير مستقر وتتعاظم قدراته فورياً مما يجعل من الضروري تدخل مشغليه للحيلولة دون ذوبانه مختلفا عن المشغلات الحديثة التي تتوقف ذاتيا كل عشرين ثانية بينما يشتعل قلب المفعل على درجات حرارة عالية.
في تقرير عائد لل KGB ( الاستخبارات المركزية ) وقتها بأن عدم الاستجابة لاشتراطات السلامة في معايير بناء المفعلات أدت لذلك الحادث أثناء تجربة بها خطاء فادح حيث قاموا بخفض قدرة المفعل فجأة الي درجة غير متوقعة ولكن لم تكن رده الفعل هي المتوقعة نتيجة خطاء صناعي حيث بدأت مياه التبريد تصل درجة الغليان وتضاعفت طاقة المشغل الى 100 ضعف مما أحدث أنفجار هائل أدي لفصل رصيف الاسمنت الهائل الذي يغطي المبني ويزن الف طن وهوي مائل الزاويا علي قلب المفعل فنفجر واندلع حريق هائل نجم عن انصهار أكثر من 100 طن من الوقود المشتعل وخرجت من قلب المشعل حزمة ضوئية زرقاء أضاءت المكان المظلم .
في غضون سبع دقائق تم تبليغ فرق الطواري في بلدة بربيان المجاورة وقد أخفي المسئولين عليهم تضرر قلب المفعل لذلك لم تتم إجراءات لإخلاء العاملين أو من تبقي منهم وعددهم 200 موظف ومائيات العمال حيث أقتضي إخماد الحريق 15 يوم أشترك فيه اكثر من 1000 طيار في عمليات شديدة الخطورة بها تسرب إشعاعي أكثر بثلاثه ألاف ضعف من النسب المسموح بتسربها , وظوال سنتين عمل 700 شخص من جنود الجيش ومتطوعي الداخلية ومأجورين وعمال دون شرح أو تحضير أو ملابس وأقية في دفن المحطة ومعالجة التلوث الإشعاعي في المنطقة حتى اليوم لم تتوفر أي أحصائيات دقيقة بعدد القتلى والجرحي بتلك الحادثة المريعة حيث أعتير ذلك وقتها من أسرار الروس العسكرية .
وكانت السلطات قد اجلت السكان في محيط بقطر 30 كلم من المفعل والتزمت وسائل الإعلام الصمت ولم تستجب (تاسا) وكالة الأنباء السوفيتية إلا بعد 24 ساعة من الحادث . مع ملحوظة أن الرجل المسئول لم يكن خبيرا نوويا ( فيكتور بيتروفيتشي ) كانو من الشيوعيين الذين تولوا تلك المناصب في عهد برجنيف كما كان فريق عمله يترأسهم مهندس غير ملم بالفيزياء النووية ومكلف بزيادة مردود المحطة بأمر مباشر من السلطات في موسكو ولم تفسر مهمتهم لجهات الأمن والسلامة لعمل الاحتياطات اللازمة فكانت تلك الكارثة محتومة نتيجة تلك الأخطاء البشرية مع عدم أخذ أي نوع من احتياطات السلامة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة