د. حيدر ابراهيم:السلطة تسعي بسياساتها الثقافية والتعليمية والإعلامية لنشر الكآبة بين السودانيين

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 06:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2006, 01:38 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. حيدر ابراهيم:السلطة تسعي بسياساتها الثقافية والتعليمية والإعلامية لنشر الكآبة بين السودانيين

    هذا الشعب يحتاج لفرح أكثر
    حيدر ابراهيم علي
    * داهمني هذا الموضوع خلال مشاهدة الحفل العظيم الذي احياه الفنان المبدع والملتزم مارسيل خليفة وفرقة الميادين مساء السبت 22 أبريل على خشبة المسرح القومي. وذلك ضمن احتفالات مركز الدراسات السودانية باليوبيل الذهبي لاستقلال السودان. وقد كان حفلاً نادراً لم يتكرر منذ ستينيات القرن الماضي، ويضاف الى سجل المسرح في عهده الذهبي، حين استضاف ام كلثوم وآرمسترونق ومريم ماكيبا، فقد كان الحضور كثيفاً ونوعياً، حيث فاجأ الجمهور السوداني مارسيل وفرقته بالمشاركة وترديد نصوص أغانيه التي يحفظها السودانيون عن ظهر قلب، رغم انهم يقعون في طرف بعيد من العالم العربي. وقد كان الجميع في منتهى الفرح الذي انساهم ركام الكآبة المقصودة والرسمية التي استخدمت لاغراض سياسية تحول الانسان السوداني الى مجرد انسان آلي يلهث طوال اليوم وراء لقمة عيش شريف، في صراع لم يعد شريفاً. وهذا ما اسميه حيونة الانسان السوداني، أي جعله يسعى لتلبية غرائزه: الأكل، الشراب، النوم، الاخراج فقط.
    ولا يملك - بالتالي- وقتاً للموسيقى، الشعر، الرسم، الرقص، القراءة. لذلك أطلق مارسيل خليفة عصافير الفرح داخل ذلك الجمهور، ولكن للحظات قليلة ثم تعود الكآبة الرسمية لتملأ كل آفاق الحياة من الفجر حتى نهاية اليوم.
    * لا أتبع أي منهج للمؤامرة في تفسير الظواهر، ولكن السلطة الحاكمة هي سلطة ضد الفرح، ولها سياسات ثقافية وتعليمية واعلامية تسعى لنشر الكآبة بين السودانيين، لكي تستطيع إحكام قبضتها على وجدان وعقل المواطن السوداني، فمن البداية نعلم أن الانسان الفرِح «بكسر الراء» هو محب للحرية والحرية هي غول السلطة - للمفارقة رغم ان كلمتي غول وحرية لا يلتقيان. ولكن مثل نظامنا لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً غير السلطة المطلقة التي تجيد القمع والتأديب والتعذيب، وهكذا يصبح الفرح مدخلاً للحرية، وهذا ما يهدد نظامنا الشمولي. ولذلك لابد أن يبحث النظام عن وسائل تثبيت الكآبة او في احسن الاحوال نشر الفرح الكاذب من خلال الفنون الهابطة او المتحجرة مثلاً. فقد تم ايقاف او تجميد او تعطيل النشاط المدرسي، إذ لم تعد للفنون والرياضة مكانتها السابقة، رغم أن المدارس قد عرفت المسرح والفنون التشكيلية وليالي السمر والمسابقات الرياضية منذ اكثر من نصف قرن، أما الآن فهي أشبه بالثكنات العسكرية إن لم تكن بالفعل ثكنة. فالبداية هي اللبس العسكري الذي ترتديه البنات والبنين، فهل من الممكن بعد توقيع اتفاقية السلام أن نطالب بمدنية المدارس والتعليم بدءاً بالمظهر والملبس ثم المناهج الجهادية والقتالية. اتمنى ان يعود الطلاب والطالبات الى ارتداء زي مدرسي اكثر بهجة يليق بعمرهم ومزاجهم وانطلاقهم، ولكن التعليم هو الايديولوجية الاكثر خطراً وفعالية، وهذا ما يدركه الاسلاميون جيداً. لذلك التعليم الكئيب الخالي من الفرح، هو ضمانة خلق الإنسان السوداني الكئيب مستقبلاً.
    أما الثقافة فهي المجال المهم والحاسم، فنحن نتذكر جيداً الحملة المكارثية في البداية على الأغاني التي اتهمت باللا اخلاقية، ثم تبع ذلك الفصل التعسفي تحت دعوى الصالح العام لأحسن المبدعين وتشريدهم، ولم تهتم وزارات الثقافة المتعاقبة ببناء صناعة ثقافية ثقيلة، أعني بناء المسارح وصالات العرض والمكتبات العامة والمطابع المدعومة. وجاءت سانحة لا تعوض وهي اختيار الخرطوم عاصمة للثقافة العربية عام 2005م، ومضى عام ولم يتبق غير ملصقات تملأ الشوارع وجيوب المصممين، ولكن لم يترك العام اي اثر في وجدان المواطنين. وكنت اتساءل خلال حفل مارسيل - ليس من باب المقارنة والمنافسة، فمركز الدراسات السودانية يقارن نفسه بنفسه وينافس انجازاته السابقة - ألم يكن من الممكن أن تقيم هذا الحفل الحفل الامانة العامة للخرطوم عاصمة للثقافة العربية، مع كل الامكانيات المالية، قبل عام من الآن؟ ولكن المشكلة ليست في المال ولكن في الرؤية والعقلية.
    * تمنع السلطة خيرها عن الذين ينشطون بصورة غير رسمية في مجال الثقافة والإبداع ونثر الفرح، وهذا مقبول بحكم طبيعة السلطة الشمولية. ولكن كنا نتمنى أن تكفينا شرها، فهي تمنع الخير وتنشط في الشر، عكس المثل تماماً القائل: يدينا خيرها ويكفينا شرها. أقول قولي هذا حسب تجربة مباشرة في فعالية اليوبيل الذهبي، فهذا نشاط يحتاج لقدر من المال للتسيير، وفي هذه الحالة تتوجه المنظمات الأهلية او غير الحكومية الى البحث عن رعاة ومعلنين وممولين من المؤسسات المستقلة او القطاع الخاص، ولكن السلطة ليست غافلة لهذه الدرجة، فهي توحي او قد تأمر او تهدد مثل هذه المؤسسات ألا تتعامل مع جهات اهلية او منظمات معينة لأن الدولة غير راضية عنها، وهنا قد ينبري متذاكٍ متحذلق ليقول: هات الدليل، بالطبع الدليل الذي يفقأ العين هو واقع الحال وبالتأكيد لاحظ المتابعون للنشاطات عدم وجود اسم رعاة او معلنين من القطاع الخاص او المؤسسات المستقلة. فقد تقاعس الجميع عن دعم هذا النشاط لأسباب واهية تخفي الاسباب الحقيقية، وهي افشال الفعاليات بسبب الجهة التي تقوم بها.
    * وكشفت لي الملاحظة الاخيرة حقيقة قاسية تؤكد التساؤل الذي طرحته في مقال سابق، السودان وطن أم ضيعة؟ فقد اصبح هذا البلد يقسم مواطنيه الى درجة اولى وثانية. الاولى لاصحاب السلطة ومن والاهم حقيقة او تملقاً ونفاقاً، وهؤلاء لهم كل الامتيازات ولا اقول الحقوق، لانه لا توجد شرعية تعطيهم ما يأخذون. أما الدرجة الثانية فهي محرومة حتى ترضى عنها العناصر الاولى، فهذا وطن بالانتساب وليسوا مواطنين نظاميين، فقد تقدم مركز الدراسات السودانية لعدد من شركات الطيران والاتصالات والترحيل وغيرها، وقد دأبت باستمرار على دعم نشاطات المؤسسات الأهلية وبسخاء. وكان الطلب مفصلاً ومقنعاً ومربحاً أيضاً، وليس مجرد عمل خيري. ورغم توقعي للتحفظ، ولكن كان حلم القومية والوطن الواحد يخدعني بأننا فعلاً بعد المصالحة وتوقيع اتفاقية السلام والحديث الذي لا ينقطع عن الوفاق الوطني والوطن الذي يسع الجميع، يمكن أن نتعامل كمواطنين متساوين دون تصنيفات ايديولوجية أو سياسية. وتقبلت التجاهل والصمت، ولكن بعض الجهات استفزني موقفها، فهناك شركة طيران تدعي انها ناقل وطني وتحمل نفس جنسيتي في اسمها، ابت الا ان تتحول الى ناقل حزبي. فقد كان طلب الرعاية مربحاً ويحقق الاشهار والاعلان، وقد كان من الممكن ان يأتي كل هؤلاء الضيوف المشهورين بسفرياتها، ورفضت تخفيض شحن كتب للمركز، واعطتنا شركة اجنبية هي الخطوط الكينية نفس هذا التخفيض. والمهم قلت في نفسي إن التحديث ليس هو تحديث الاساطيل. ولكن تحديث العقل. فالشركة تعمل - كما تدعي- ضمن اقتصاد حر يقوم على المنافسة والجودة، وليس التصنيف السياسي او الايديولوجي، والمضي في هذا الاتجاه غير الحديث يعود بالشركة الى الخسارة والى ترك الاطفال والنساء في مطارات جدة والقاهرة لايام وليالٍ طويلة. ونفس هذا السلوك غير القومي وغير الحديث، ينطبق على بعض هيئات الاتصال التي وضعت هذه الاعتبارات المتخلفة في مشروع احتفال المركز، رغم أن هذه الأموال لنا فيها سهم وحق، ولكن عقل الضيعة ما زال يغلب على روح الوطنية والعدل.
    * هذه تجربة في عمل ثقافي كان يحتاج لدعم لكي يساهم في زرع فرح ما. ولكنه مشروع ضد الكآبة، لذلك لابد ان تحاصره الدولة وأجهزتها الخفية الاخطبوطية. مرة أخرى دعونا نبني هذا الوطن سوياً، كل من منطقه ورؤيته وموقعه في تقدير الأمور، وبدون العصي المدفونة.


    www.alsahafa.info
                  

04-26-2006, 07:51 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم:السلطة تسعي بسياساتها الثقافية والتعليمية والإعلامية لنشر الكآبة بين السودا (Re: مكي النور)

    مكى النور

    شكرا على نقل هذا المقال المفيد لد.حيدر ابراهيم.

    صدق د. حيدر فى أن الحكومة تنشر الكآبة بين الناس
    أنظر إلى هذه الوجوه العكرة والذقون الغير مشذبة التى تملأ تلفزيون السودان وتسد النفس
    و هذا ينطبق على كل مناحى العمل الأعلامى و الثقافى : ناس تعمل طمام قاعدة دايما فى المقدمة.

    لكن كل هذا جاى من مصدر واحد أن الكوز ثقيل الدم دائما يفتقد حس الفكاهة وحس المرح وبل يكره الذين يمتلكون هذا المنحة الإلهية التى لو منحت له لما اصبح كوزا.

    الكوز يدخل الكآبة فى المنزل الذى يعيش فيه و فى هذا لهم مواهب متعددة وطرق كثيرة لذلك عندما حكموا السودان كان لابد لهذه الكآبة المستوطنة فيهم أن تخرج وتعم كل السودان سواء ان قصدوا كما أورد الدكتور حيدر أو لم يقصدوا.

    عندما آتى للخرطوم دائما يسيطر على شعور أن هذه البلد مستعمرة ومستعمرنها كمان ناس كئيبين و الشئ الوحيد الذى يعزينى هو دفء مشاعر الاهل.

    ندعوا الله أن يرفع السودان من محنته و يعود للبلد نفسها المرح و شبابها وان يذهب مصادرو الفرح عنا إلى غير رجعة اللهم آمين
                  

04-26-2006, 10:04 AM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم:السلطة تسعي بسياساتها الثقافية والتعليمية والإعلامية لنشر الكآبة بين السودا (Re: هشام المجمر)

    هل الكآبة عند الكيزان مصدرها الشعور بالإثم؟













    ولاّ لو قلنا كده بنكون افترضنا إنو عندهم ضمير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

04-26-2006, 12:44 PM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم:السلطة تسعي بسياساتها الثقافية والتعليمية والإعلامية لنشر الكآبة بين السودا (Re: مكي النور)

    أخواني هشام والعوض لكما شكري العميق علي الاضافة.

    في اعتقادي اخ هشام أن تعمد نشر الكابة مرده الي الاحتقار الشديد الذي يكنه هذا النظام وجماعته لكل طوائف شعبنا، ويا اخ العوض انت اجبت بنفسك علي سؤالك من يشعر بالذنب يتوفر لديه حد أدني من ضمير، في حين يصعب القول بوجود ومضة تشير لوجود ضمير لهذا النظام أومنسوبيه. كيف يملك ضميرا من يدمر الانسان القيمة الاساسية لمجتمعنا ليشيد في المقابل بضعة شوارع لا تطابق أدني المواصفات العالمية لتسترزق شركات منسوبيه من دورة تشييدها وهلاكها ثم تشييدها.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de