|
|
 القيصر باكنباور و حوار الحضارات و .. د. شداد
|
عند الانتهاء من عرض ذاك الفلم الدعائي لكاس العالم المقام بالمانيا في يونيو 2006م دار الحوار التالي بين القيصر فرانز باكنباور رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كاس العالم بالمانيا وبين المسئولين الرياضيين الايرانيين , ليخاطبهم القيصر قائلا:
ـ اتينا لنتعرف على احتياجات فريقكم المشارك بكاس العالم
ليجيبه الايرانيين:
ـ اولا يجب عليكم ان تعرفوا اننا لا نوافق على ما جاء من مشاهد لشرب الخمر بفيلمكم الذي عرضمتوه علينا ..
فبالله عليكم اتظنون انه لولا هذا الحوار هل عرف الالمان ان المسلمين لا يشربون الخمر, فهذه المعرفة جعلتهم يتفادون مبكرا اي شكل من اشكال صراع الحضارات في بطولتهم, فلعبة كرة القدم ليست مجرد لعبة للمتعة او للترفيه بل هي جسر من جسور التواصل بين الشعوب فكل محاورة كروية بين لاعبين على ارض الملعب تعني حوار تعريفي بين شعبين بل و لربما بين حضارتين مختلفتين, و دونكم (البن) البرازيلي الذي بات العالم يعشقه بنكهة بيليه المعتقة و رونالدينيهو الساحرة.
فمن جلب لالمانيا كاس العالم كابتنا و مدربا و يسعى لان يجلبه لها مسئولا, لهو جدير بحمل لقب القيصر. و لولا الختم السامي المتحفز دوما لهتفت كل المانيا عاش القيصر) و هي تتفرج على صورته الضاحكة تلك مع لاعبنا الايراني (علي دائي), فالقيصر باكنباور يستحق مثل هذا الهتاف فهو بفلمه الدعائي و حواره الكروي العالمي قد جعل العالم يعرف ان لالمانيا وجها حضاريا آخر يسعى للتعرف بالاخر, غير وجه الهولوكوست الذي حرق هذا الاخر نازيا.
فاي دولة تريد تسويق نفسها تعتبر ان استضافة اي تظاهرة او بطولة رياضية ما خاصة اذا ما كانت كروية تعتبر هذه الاستضافة لهي بمثابة فرصة نادرة قدمها لها القدر لتقوم بالتعريف عن ثرواتها الاقتصادية و البشرية و السياحية والثقافية, فما بالكم اذا ما كانت هذه الاستضافة حقا مستحقا عن جدارة و هل هناك جدارة اكثر من ريادتنا في تاسيس الاتحاد الافريقي تجعل من حقنا استضافة الاحتفال المقام في بداية العام القادم بمناسبة يوبيله الذهبي .
لهذا نحن معك د. كمال شداد في دفاعك عن حقنا في استضافة هذه الاحتفالات, و التي عندما ادرك البعض مستواها العالمي صاروا يحاولون ان يهبوها لمصر هبة النيل, هذا النيل و الذي للمفارقة قام شاعرنا الاماراتي (كريم معتوق) بمعاتبنا بسببه في حوار اذاعيقائلا انه طول عمره كان يعتقد ان النيل ينبع من مصر حتى جاء في زيارة للسودان ليكتشف ان الخرطوم هي ملتقى النيلين و فيها يقترنا ليشكلا النيل, و لكن اللوم يقع على اعلامكم السوداني!)..
و لان الحق هنا هو بحجم وطن فمهمة الدفاع عنه يجب ان تكون متشاركة بدءً من الدولة تمويلا لاستضافة البطولة مرورا بكل قطاعات المجتمع و ليكن شعارنا (هنا قلب وادي النيل) , هذا الشعار الذي يجب ان يترجم اثارا و سياحة, تظاهرا ثقافيا, حراكا اجتماعيا واقتصادياً , وحينها سيدرك كل من يهمه الامر ان الواهب اعظم من الهبة فلا تسول له نفسه الاعتداء على حقوقنا استهانة.
فهل استغلينا احتفالات اتحادنا الافريقي بيوبيله الذهبي بالخرطوم لنظهر ما طمس من وجهنا و الذي ما ان تراه باقي حضارات الدنيا لتذكرت اننا منبع حياة حضارة وادي النيل..
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست