كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
بالله ماذا عليك يا محمد أسماعيل الأزهري لو تأخرت مقطوعتين واغنيتين وجلسة استماع واحدة
|
لله ما أعطى ولله ما أخذ. مبدع آخر يرحل عن عالمنا الجاحد دون نوثق أعماله وندرس آثاره الفنية، لنملكها إلى الأجيال القادمة. أسس الفنان والسياسي الراحل محمد أسماعيل الأزهري مع لفيف من أصدقاءه فرقة جاز الملائكة في السبعينات، فأثار ضجة وجلبة بين أوساط جماهير الحزب الوطني الاتحادي فكيف يشترك أبن الزعيم الأزهري رافع العلم في فرقة للغناء؟. وعندما لم تصمد فرقة جاز الملائكة في الساحة طويلا، كون مع صديقه المترجم والقاص والكاتب المسرحي صلاح حسن أحمد ثنائي العود والجيتار وعكفا على توزيع الأغاني السودانية والشرقية و إليهما يرجع الفضل إلى إنشاء أول جلسات استماع للموسيقى في النصف الثاني من السبعينات. ومن أشهر الأغنيات التي قاما بتوزيعها على سبيل المثال لا الحصر أغنية رسائل للفنان المبدع ابراهيم الكاشف والتي نجحا في توصيل رسائله إلى المستمعين، وأغنية محراب النيل للفنان عثمان حسين، التي جعلا فيها النيل يفيض في أعماق الحضور (كالشربوت) المعتق على حواف الزير، وأن أنسى لن أنسى كيف بللت أغنية دمعة الشوق الحاضرين حينما تناجى العود والجيتار في انسجام بديع في تلك الأمسية التي لا تنسى من عمر الزمان من صيف عام 1978 ، في جلسة الاستماع التي أقامتها جمعية الثقافة في النادي الكاثوليكي، الذي تحول في أيام مكارثية الإنقاذ إلى دار للمؤتمر الوطني، وصار شاهدا على هتك ثوب النسيج الثقافي والتسامح السوداني الذي نسجته الأجيال على مر السنوات. حزني عليك طويلا يا محمد كشجر النخيل. كانت أعمالك واحدة من معينات التماسك وحب الناس والوطن في ليالي الشتاء الطويلة في بلاد الضباب، حينما يعصف بي الحنين إلى الناس في بلادي وتوجعني روحي وجروحي كان يلاحقني في آخر الليل صوت العود و الجيتار ويأخذان بيدي إلى بر التماسك. فيا دمعة الحزن اليوم كبي..وكبي.. وكبي. آآآه يا حزني المقيم هل يا ترى عندما كتب فنان الشعب خليل أفندي فرح وهو على سرير المستشفى في قاهرة المعز" ما هو عارف قدمو المفارق يا محط آمالي السلام" كان يمارس سلوكا استباقيا وهو يرثي نفسه بنفسه لعلمه بجحودنا تجاه مبدعينا. وها أنت اليوم تضيف صفحة أخرى إلى كتاب الحزن بانضمامك إلى قافلة المبدعين الذين رحلوا من كل مجالات الأدب والفن في سنوات القحط. آآآه يا محمد هل أرثيك ؟ أم أبكيك؟ أم استل سيف الدمعة الكامدة وأكافح حزني بالله ماذا عليك لو تأخرت مقطوعتين وأغنيتين وجلسة استماع واحدة؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بالله ماذا عليك يا محمد أسماعيل الأزهري لو تأخرت مقطوعتين واغنيتين وجلسة استماع واحدة (Re: Mamoun Ahmed)
|
كـانت الموسيقي شـريان الحـياة الجـاري فيه كمـا هـو الوطـن...تري هـل مـر يـوم علي محـمـد لم يمارس بعشـق فيه ايهمـا?
محمـد العمـيق في حـبه للجمـال.... وفي أخـلاقه التي تعرف الفـرق بين حـب الوطن والفنـاء في عشـقـه.... وبين الفنـاء في إسـتغـلال مـوارد الوطـن!
وين تمشي ليـالي الفـرح ونهاراتها بـدون محـمـد?
وصـوته يتحـدث كمـا يـداه في نـدوة أو لقـاء جمـاهـيري بإطـمئنـان وصـبر وحـب للسـودان واضـح في نبرات الصـوت?
نفس اليـد وأصـابعهـا التي عـزفت جميـل الألحـان في عشق واضـح القسـمـات لنفس الوطـن...
فالـحب واحـد... ويـاحـزن لا يبـارح القـلوب...أفسـح مكـانـا واسـعـا للحـزن الجـديـد.. فمحمـد ذهـب قبـل أن تكتمـل مفطـوعـة الـوطـن!
| |
|
|
|
|
|
|
|