|
من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب
|
من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب
المصدر:: دورية معهد عبدالله الطيب بجامعة الخرطوم وترجمة لمقال نشرته جريدة التايمز البريطانية عن الراحل البروفيسور عبد الله الطيب.
كانت البلاغة والأصالة سمتين مميزتين لمنهج البروفيسور عبد الله الطيب، حيث ظل الرجل يقدم آراءه باسلوب بهيج يأخذ بمجامع الالباب. وكانت له القدرة على مخاطبة الناس بمختلف شرائحهم الاجتماعية، وليس ادل على ذلك من الهامه السودانيين بتفسيراته للقرآن باللغة العربية العامية من خلال الاذاعة السودانية وعلى مدى 35 عاماً. كما كرَّس قدراً كبيراً من طاقته لاثراء الحياة الفكرية في العالم العربي وافريقيا.
كان الفقيد عالماً من طراز نادر في الادب العربي، ففي عام 2000م مُنح جائزة الملك فيصل للآدب تقديراً لسفْره القيم «المرشد لفهم أشعار العرب وصناعتها» الذي اخرج في اربعة مجلدات قبل 35 عاماً، متميزاً ببصارة التحليل للشعر العربي في العصر الجاهلي، كما وضح اثر هذا الشعر على شعراء الفرنجة من امثال دانتي، مارفيل، وليم بليك، والرومانتيكيين. عبد الله الطيب متضلع تضلعاً كبيراً في الشعر الانجليزي. وحتى عندما يحاضرك بالعربية تجده كثيراً ما يستشهد لتوضيح نقطة ما مقتبساً من الانجليزية مع ابتسامة مرتسمة على محياه.. كان يستهدف قطاعاً عريضاً من القراء مستمتعاً بالكتابة لهم.. ففي الخمسينات عندما كان يكتب اول مجلد من كتاب «المرشد» كان ايضاً يقوم باعداد منهج اللغة العربية لمدارس السودان. نشر أيضاً مجموعة كبيرة من قصائده باللغة العربية، كما نشر مسرحيات عديدة وعدة قصص تصور الحياة الريفية في السودان النهري.. وفي الانجليزية لم يُخرج القطع الادبية التعليمية..ـ كالفصل الذي اعده حول الشعر الجاهلي ضمن مؤلف تاريخ الشعر العربي التابع لجامعة كامبردج.. فحسب،ـ بل الف ايضاً كتب المطالعة المبسطة مثل كتاب «ابطال من بلاد العرب» و«قصص من صحارى العرب». ولد عبد الله الطيب عام 1921م في قرية التميراب الواقعة على الضفة الغربية للنيل بشمال السودان. وكان دائماً فخوراً بانتسابه لمجاذيب الدامر، تلك المدينة التي تمثل مركزاً لتعليم الخلاوى التي كتب عنها الرحالة بيركهارت في مؤلفه «رحلات في بلاد النوبة» الذي تم نشره عام 1822م. زار عبد الله الطيب بريطانيا لاول مرة عام 1945م مبتعثاً ضمن برنامج وضعته الحكومة الاستعمارية للمعلمين. وفي اقل من عام من ذلك التاريخ التقى بشريكة حياته جريزلدا تريدول التي كانت طالبة زميلة له في معهد التربية بلندن.. وظلا رفيقين في دروب الادب والفكر لاكثر من نصف قرن حيث عبَّ كلاهما من المعين الثر للثقافة والفولكلور السوداني. لدى وصوله بريطانيا أقر مارقريت ريد بقدراته العلمية الكامنة.. وقد نال شهادته العلمية في جامعة لندن عام 1948م. ومن ثم تقدم لنيل شهادة الدكتوراة في الادب العربي من كلية الدراسات الشرقية والافريقية عام 1950م. وهو ذات العام الذي تم فيه تعيينه محاضراً بتلك الكلية. في عام 1951م عاد الى السودان ليصبح رئيساً لشعبة اللغة العربية بمعهد تدريب المعلمين ببخت الرضا. وبعد ان نال السودان استقلاله عام 1956م اصبح عبد الله الطيب استاذاً «بروفيسور» للغة العربية بجامعة الخرطوم. وبعد خمس سنوات تم تعيينه عميداً لكلية الآداب، وفي عام 1974م اصبح مديراً للجامعة، وترأس في اعوامه الأخيرة مجلس الجامعة. في عام 1977م أصبح أستاذاً فخرياً مدى الحياة في جامعة الخرطوم التي منحته الدرجة الفخرية عام 1981م، لكونه عضواً مخلصاً في مجلس التعليم العالي، استطاع أن يلعب دوراً فعالاً في تطوير المعاهد السودانية الاخرى أيضاً. وكان مؤسساً لجامعة جوبا ومديراً لها في آن معاً.. وعمل في الاعوام الاخيرة رئيساً مؤسساً لمجمع اللغة العربية في السودان. أبدى البروفيسور ايضاً اهتماماً كبيراً بالحياة الفكرية في دول الشرق الاوسط وافريقيا. وفي عام 1961م انتخب عضواً اصيلاً في مجمع اللغة العربية في القاهرة. في الفترة ما بين عامي 1977- 1986م تولى رئاسة كرسي الدراسات العليا لكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس بالمغرب. وبعد عام 1986م اعتاد ان يعود الى المغرب كل عام لحضور محاضرات في دروس الحسنية التي تُلقى خلال شهر رمضان في قاعة الملك الحسن الثاني. وفي مدينة كانو النيجيرية أسس كلية عبد الله بايرو التابعة لجامعة أحمدو بيلو. وكان اول رئيس لتلك الكلية التي اصبحت فيما بعد جامعة بايرو، حيث منحته الدرجة الفخرية عام 1987م. وكان أيضاً عضواً في هيئة تحرير الموسوعة الأفريقية في غانا. اصيب بسكتة دماغية عام 2000م لم يستعد بعدها القدرة على الكلام أبداً.. ü حاشية: ولد العالم العربي البروفيسور عبد الله الطيب في الثاني من يونيو عام 1921م. وتوفى يوم 19 يونيو 2003م معمراً 82 عاماً.
|
|
|
|
|
|
|
|
قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية : (Re: Kamel mohamad)
|
قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية :
المصدر: وثائق محاضرات سنوية عبد الله الطيب بجامعة الخرطوم- معهدعبد الله الطيب.
ظهرت لعبد الله الطيب الدواوين التالية «اصداء النيل 1957»، و«اللواء الظافر 1968»، و«قراءة في دواوين بانات رامة»، و«اغاني الأصيل 1976م»، و«سقط الزند الجديد 1976»، و«برق المدد 1996م»، وترتيب هذه الدواويين لا يعكس التسلسل الزمني الذي نظمت فيه القصائد، ولا يعكس التسلسل الزمني للدواوين نفسها وهذا الأمر نجمت عنه كثير من البلبلة التي حاقت بنقد شعره لاحقاً، كذلك فان عبدالله الطيب تأخر كثيراً في نشر شعره ما عدا بعض القصائد التي نشرت في الصحف في بداية الاربعينات بطريقة متفرقة. و«اصداء النيل» هو أول ديوان يطبع لعبد الله وهو ليس أول شعره، وذكر في مقدمة هذا الديوان انه نظم شعر «سقط الزند» بين سن الخامسة عشرة والخامسة والعشرين، وقد ولد عبدالله الطيب في 2 يونيو 1921م فتكونت أولى مراحله الشعرية ما بين عامي 36-1946م. وشعر عبدالله الطيب كما يعكسه «سقط الزند» كان يحمل سمات فترة الثلاثينات الى قيام الحرب العالمية الثانية وكانت هذه الفترة تعشو للحداثة في شتى مناحيها من مسرح وموسيقى ورسم وتوغل في قراءة الأدب الغربي والانجليزي بصفة خاصة وقد ساير الحداثة في هذا الديوان. تغيرت التراكيب الداخلية للشعر وتنوعت القوافي ومالت أوزانه الى الاوزان المجزوءة والقصيدة وساد بحر المديد ومخلع البسيط وجاءت القصيدة في شكل مقطوعة:
رب شعر صابني غدقه . . . . كم سهرت الليل مرتقباً فجره حتى بدى فلقه
وشعر عبد الله الطيب هنا تماوج بالحداثة والعصرية التي نفر منها في ديوان «بانات رامة»، و«اغاني الأصيل» ونهجه في «سقط الزند» جعله الصق بشعر خليل مطران، وعبدالرحمن شكري، والعقاد، ومحمد احمد المحجوب، ويبعد به عن أمثال الرصافي والزهاوي والبنا وعبد الله عبد الرحمن من السودان. ولما تأخر هذا الديوان الى العام 1976م وفاته صراع ونقد زمانه تعرض لنقد بيئة جديدة لم ينتج فيها ولم ينسحب عليه النقد الذي وجه الى «اصداء النيل» و«بانات رامة». وديوان «اصداء النيل» هو أحب شعر عبدالله الطيب اليه ويقول في ذلك «هو من أحب ما نظم الىَّ وبعض مرد ذلك انه كتب في أوج نضج وشباب وصدر عن حدس صدق وشعور واحد عميق وعشق لفصاحة العربية وجزالة الشعر» وقد لقى هذا الديوان رواجاً مما أضر صاحبه لإعادة طباعته خمس مرات في اعوام 1957م،1960م، 1969م، 1989 و1992م، وتتجدد المقدمات عندما تقاد طباعته عدا الطبعة الرابعة، وقد حدد عبدالله الطيب انه مختارات من الشعر الذي نظمته فيما بين الاربعينات واواخر الخمسينات. ويمور اصداء النيل بصور لندن التي رسمها عبدالله الطيب رسماً دقيقاً سواء تمثل ذلك في ضباب شتائها أو المناظر التي تترى في ومضات قطار مسرع أو الهواجس التي تنتاب الشاعر اذا ألم الى مخدعه وطافت به صور أهله في التميراب. وبعض قصائد هذا الديوان بالغة الأهمية في مسار شعره وحياته ولا سيما قصيدتاه «مزدوجة في نعت لندن» و«الكأس التي تحطمت» في المزدوجة يظهر ارتباكه عندما قذفت به الاحداث من قرية التميراب الى قلب لندن في «وترلو» حيث الكتل الخارجة من مترو الانفاق «يخاف ان تعدمه السيارة فالمشي يحتاج الى مهارة» يرتاب الاطفال عند دخوله المطاعم، الاطفال يبكون عند رؤيته:
أختلس المدخل في المطاعم خشية طرف عاذر أو لائم وحادج بطرف من طرفه وباسم يشعرني بعطفه وفطن الى سواد سحنته في لندن: وذات طفل اسكتت صغيرها لما رأت مني سحنتي ديجورها
أن عبدالله الطيب كان أول الشعراء المعاصرين الذين انتبهوا الى التمييز العنصري المرتبط باللون تلاه في ذلك الشاعر صلاح أحمد ابراهيم كان عربياً صرفاً في قصائده السابقة، ثم انتبه الى سواد لونه في لندن، ولا يخامرني شك أن مقولاته التي تتالت في لاحق حياته تبحث عن السواد والشعراء السود في جزيرة العرب تسلسلت من هذا الانقلاب الذي حدث له في لندن، ولا ارتاب كذلك في أن فكرته الكبيرة أن السواد هو الغالب في الجزيرة العربية لنزوح الافريقيين المتتالي لها «جيش ابرهة» وان الحبشة التي هاجر لها المسلمون الاوائل هى السودان، كانت بسبب وجوده بلندن واكتشافه لسواده هناك.
ومعظم شعر «أصداء النيل» لايعدو يكون امتداداً لشعر «سقط الزند الجديد» من حيث أنه يحاول ايجاد الشكل الخارجي الجديد والموضوع العصري للقصيدة «كيوبيد» «متسولة»، «شجى الليل»، «عاصم»، وقصيدة «الكأس التي تحطمت» في «اصداء النيل» هى اجرأ شكل في شعر عبدالله الطيب قاطبة:
ترى تذكرنا لما أن دخلنا الفندق الشامخ ذاك الفندق الشامخ في ليدز ذاك الهائل المرعب كنا معاً أنت واليانوس والآخرى التي تصحب اليانوس
أن هذه القصيدة اقدم من شعر التفعيلة الذي ظهر لنازك الملائكة وبدر شاكر السياب الأمر هنا لا يتعلق بتاريخ الشعر المعاصر، وعن السؤال متى بدأ شعر التفعيلة وكيف تأسس «الكأس التي تحطمت» اقدم شعر من هذا النمط فيما قرأت وغيب الأمر ان ديواني «اصداء النيل» 1956م وسقط الزند الجديد 1967م صدرا متأخرين جداً. وانطبع عبد الله الطيب في المرحلة الاولى بشعر الحداثة ثم نفر منه ويقول في ذلك «حاولت الشعر التارك للقوافي والمألوف الأوزان تحت تأثير ما كنا نقرأ في الشعر الانجليزي وانا في اوائل العقد الثالث، ثم نفرت النفس عن ذلك نفوراً.
ويضيف عبد الله الطيب بشعر الحداثة ويقول «إن هذا ضوضاء وضجيج.. ذلك أنه مرتب على خلط بين اللغة والموسيقى».
الدراما لدى عبدالله الطيب:
كان الأثر الاغريقي واضحاً في مبنى النص الدرامي عند عبدالله الطيب ثم تعددت الاشارات الى شكسبير عند ارشاده الى كيفية اخراج النص، اتبع عبدالله الطيب نهج الدراما الثلاثية الاجزاء كما عند الاغريق، ولم يتقيد عبدالله الطيب برباعية النص كما عند الاغريق، يساير المنهج الاغريقي كذلك دون كلل في النشيد الافتتاحي الذي يسبق كل منظر وذلك في مسرحية «ثلاثية البرامكة». كما صدر لعبد الله الطيب «زواج السمر» العام 1958م الغرام المكنون 1958م «قيام الساعة 1959م» و«زمهر» مخطوطة وتختلف «نوار القطن 1968م» و«مشروع السدرة» عن سائر تأليفه الدرامي كانتا قصتين حورتا الى دراما وقد أطلق عليها مصطلح قصة وقد مثلنا رديفتين ليالي السمر وقيام الساعة. سمى عبدالله الطيب نصوص نكبة البرامكة الدرامية «قصص حوارية شعرية» مما يعكس ارتباك المصطلح الدرامي في تلك الفترة فقد تواترت مصطلحات: تياترو، وملعب، ومرسح الى أن استقرت عند مصطلح مسرح للمبنى، ثم مصطلح رواية وتمثيلية وقصة تمثيلية وعند عبدالله الطيب قصة حوارية الى أن استقر المصطلح عند مسرحية بآخره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب (Re: Kamel mohamad)
|
أعمال العالم البروفيسور الأديب عبد الله الطيب الشعرية:
الكاس التى تحطمت
(ابريل 1946)
أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ
ذاك الفندق الشامخ فى ليدز
ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت
ذاك الهائل المرعب اذ كنا معا
أنت واليانوس والاخرى التى تصحب اليانوس
والأبصار ترمينا بمثل الرشقات
وسهاماً خانقات
فجلسنا فى قصى ثم قمنا وجلسنا فى قريب
زاخر بالنور ضاح
نتساقى روح إيناس وراح
وجدال جده كان مجناً للمزاح
والمراح
فوددنا لو مكثنا هكذا حتى الصباح
لا نرى ألحاظ لاح
قد خلعنا حذر الغربة إلأ هجسات
واضطراباً لابساً ثوب ثبات
كحياء الخفرات الحذرات الفطنات
لمح الشرَّ وأغضى النظرات
ومضى مضطربا مرتقبا متخذا زى ثبات
يتوقى الوثبات
ثم لا أنسى اذ الكأس رذوم
وإذ التبغ على النور دجون
وإذ الناس جليس وأنيس ونديم
كيف خر الكوب ذاك المترع الملآن للأرض وسالا
وهوى منكسراً منفطرا
واكتسى وجهك بالدهشة لوناً واستحالا
واذا الدنيا سكون
واذا الصمت اللعين
يتمطى ويرين
واذا الابواب والأنوار والسقف عيون
وحسيس هامس تسمعه الجدران والشارع والشرطى
همس واستياء
تفضح الخسة منه ويواريه الرياء
فتجلّدت على الكرسى حيناً ونسيت الشعر موزونا رصينا
وتلفتَّ إلى الأعذار منها ما يؤاتى
تنسب الشرَّ إلى الأقدار فى هذى الحياة
نبعت فلسفة منك عن الدهر الخئون
وقضاء الله اذ يسبق أوهام الظنون
تتلافى الكوب بالألفاظ والكوب تحطم
وتهشّم
وهوى يسمعه سقف وباب
أتزف العلم للسامع فالسامع أعلم
أتسب الساخط الزارى لا يغنى السباب
ذهبت كأسك كالوهم وسالت
وهوت فى الفندق العامر ذاك الفندق الشامخ
ذاك المرعب الهائل ذاك الصامت الصاخب
دوّت فيه صالت
جلجلت
لا تشتم الاقدار لا يغنى السباب
ذهبت كأسك كالوهم وعزاك الصحاب
لحظة غيبها ماضى الزمان
أنا لا أذكرها إلأ اعترانى
ضحك يملأ حسى وكيانى
أفلا تذكرها؟؟؟
طريق سمرقند
حبذا أنت والجبين الأغر والوريد الذى عليه يدر
قد ذكرناك يا هناة على البعد الذى دونه الزعازع قر
ووجدنا العطر الذى عند كفيك وكنا لك الغرام نُسرُّ
ما رأينا سيحان إلا من الجو وجيحان والحشى مقشعر
والجناحان يرجفان من الفولاذ كالريش والشباب يغر
وذكرناك يا هناة بتشقند وذكراك يا هناة تسر
والسباريت دون بحر خوارزم الى الصين سرها مستسر
ورأينا مدى مدينة تشقند وفيها الدخان والآجر
وأرونا ما كان قد صنع الزلزال فيها وغيرنا يغتر
والقيان اللاتى رقصن طويلا ت وفى رفرف البرانس غر
وعليهن كالجوارى من الصغد العمامات والقلانس در
والضفيرات قد بلغن الى الأكفال والسوق والصدور تكر
والخطا الساحرات والأذرع الجزلة والخز وشيه مسبكر
والثغور الحسان منهن فى بحبوحة الرقص حسنما تفتر
وامرؤ القيس ما رأى مثلما شاهدت منهن حين شاقته هر
وعظام الخدود منهن برزات من الحاجبين واللون حر
والتى أشبهتك جيداء فرعاء رداح هركولة هيدكر
ولها خنجران فى مقلتيها تشرعان القتال والحسن شر
طالما قد صبرت يأيها الشاعر والصبر لو شفاك مقر
ورأينا الرمان فاكهة الجنة والضيف قانع معتر
وحضرنا المناقشات التى طالت ومنها المكرر المضطر
وسئمنا من الغباوة من قبل ومن بعد والنفاق يُضِرُ
وحثونا التراب فى اوجه الأوغاد لسنا عن القتال نفر
وادكرناك يا هناة ادكارات وللهم عسكر مكفهر
وأغد القطار بين الطرابيل وقرى والضيم لست أٌر
والظلام الذى أطل على القفر الى النيل ليله مستمر
والغبار الذى له وحشة الخاطر تزداد هبوة مستحر
وشخوص الطغام فى عربات النوم حتى بهن ضاق الممر
والقلوص التى تحن مع الشاعر قد بان روضها المخضر
حبذا أت يا هناةُ وعيناك رءومان والمحبة بر
ووددناك والودادة من أعطية الله والرماد يُــذرُّ
وحفظنا هواك فى شعب القلب التى عن سواه ليست تفر
وذكرناك فى سباسب تكرور وللتوروا ظلال ودر
والفتاة الشقراء ذات حمامات وتدعو وصوتها ساق حر
وذكرناك فى خرائب سامرا وبغداد بردها مزمهر
وذكرناك بعدها بسمرقند ورمناك والمزار زور
وذكرناك فى القطار الذى اسرع بالقاع والزمان يمر
واليباب البعيد منزلة الساحل فى بيده الى الغاب ذر
ورأينا القطن الذى فى السرايات وفى الروض ماؤه مستقر
ورأينا النهر الذى صنع الماضون تياره مكر مفر
والليالى يخبأن بعد الأعاجيب ويا ربما القوى يتر
والتلال البعاد اذكرنك النيل وبين القلوب عهد ممر
واخضرار كريف مصر و فلاحون والارض لونها مغبر
وعلى الكون من طمانينة الفجر خشوع والشمس كادت تدر
والبيوت التى من الطين أشبهن بلادى فدمع عينى ثر
وشجتك المناظر الأزبكيات التى مس أهلهن الضر
ووجوه الشيوخ تحت العمامات وهيهات أين المفر
وتلقيننا النساء يغنين بأمر الولاة والفن حر
والمغولى حينما نفخ البوق لأعماق أمسه يجتر
والمنارات فى سمرقند أحزنك والدهر بالحوادث مر
وعفت أ{بع البروج من المسجد والرسم منه كاد يخر
وقديما كانت تنص له العيس وكانت بناؤها مشمخر
وعلى الرمل من بخاتى أهل النهر ركب الى الحجاز اسبطروا
يا خليلى عللانى بكاس تطرد الهم فالطواغيث سروا
إن ذات الجبين والحاجب الصلت لها بالجمال طرف طمر
ولها فى فؤادك الخلد والكوثر والسلسبيل والعبقر
حبذا أنت واسلمى وتباركت وبوركت والهوى لك غرُّ
والقناديل فى مُحياك والفتنة عيناك والرماح تجر
| |
|
|
|
|
|
|
|