|
|
 اللجنة التمهيدية لمقاومة تصفية الحزب الشيوعي «البعّاتي»!
|
مسارب الضي
مرة أخرى عن «البعّاتي»!
الحاج وراق
* رغم الأزمة البادية على تكوينات اليسار المختلفة، الا ان حاجة واقع البلاد لما يمثله اليسار من إعطاء اولوية للقضايا الاجتماعية، ومن الحلم بغد أفضل، ومن إنحياز لمصالح المستضعفين والمحرومين والأقل حظاً، هذه الحاجة تجعل من اليسار حيّاً وان كان منهكاً ومأزوماً، وتجعله جاذباً ومتقداًرغم الركام الكثير الذي يغطي عليه.. وهذا ما يؤكده إهتمام قطاعات واسعة من الرأى العام في البلاد بمستقبل اليسار، وقد تجلى ذلك في الحضور النوعي الكثيف لندوة «الصحافة» عن مستقبل اليسار، وفي الردود والتعليقات التي أثارتها هذه الندوة في كافة الصحف اليومية.
* وكذلك أثار بيان ما يسمي بلجنة مقاومة تصفية الحزب الشيوعي ردود فعل متباينة، عبّرت كلها عن إهتمام بالمآلات المستقبلية للحزب الشيوعي السوداني، واهتمام بمدى قدرة تكوينات اليسار، - ومن أهمها الحزب الشيوعي- على تخطي أزمته المركبة الحالية: أزمته الفكرية والبرنامجية وأزمة بنائه الداخلي، بل وأزمة
إسمه نفسه!
* واذا كان اليسار الشيوعي يعاني من أزمة تقادم مناهجه الفكرية والعملية، فإن تكوينات اليسار الاخرى تعاني هى أيضاً من أزمات: يعاني اليسار القومي من أزمة الجمود الفكري وأزمة انهيار المراكز وأزمة التصدع العربي العام، كما يعاني اليسار الاجتماعي من أزمة وإن كانت مختلفة (وبالمناسبة الاجتماعي ليست مقابل اليسار السياسي كما ذهب عدد من الكتاب الإسلاميين في تعليقاتهم في الأيام الماضية، وانما هى الترجمة الأدق للفظةSOCIAL والتي شاعت ترجمتها باشتراكي، وهى ترجمة غير دقيقة، ولذا فاليسار الاجتماعي تعني اليسار «الاشتراكي» أي غير الشيوعي وغير القومي)... يعاني اليسار الاجتماعي من أزمة نمو، بمعني حداثة تكوين منظماته، إضافة الى ازمة عدم كفاية منتوجه النظري والبرنامجي لمقابلة تحديات الثورة العلمية- التقنية والعولمة وما أفرزتاهما من تحديات، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر عدم كفاية مواءمة هذا المنتوج لملاءمة أوضاع بلاد متخلفة كالسودان، إضافة الى أزمة التبعثر، الأزمة التي ظلت تعانيها القوى الحديثة تاريخياً.
* ومن مواقع الاهتمام بمستقبل اليسار، والاهتمام بتخطي أزماته القائمة حالياً، كتب الىّ الاستاذ/ عزالدين عثمان المحامي تعلقياً رفيعاً على بيان لجنة مقاومة التصفية -أنشره أدناه، وأتمنى ان يشكل بادرة لحوار منتج بين تكوينات اليسار المختلفة:
(الأخ وراق
أرجو ان تسمح لي أن أطل عبر عمودك المؤثر «مسارب الضئ»، لأعلق على بيان ما يسمى اللجنة التمهيدية لمقاومة تصفية الحزب الشيوعي.
تتمثل الفكرة المركزية التي تنهض عليها هذه اللجنة في أن الحزب الشيوعي قد تنصل من مبدأ المركزية الديمقراطية، وشن عليها هجوماً محموماً في مشروع لائحته. فهل ينطوي هذا الزعم على مصداقية؟. أو ليس هذا البيان في ذاته تكتلاً وخروجاً على المركزية الديمقراطية التي يدافع عنها هؤلاء المجهولون؟.- ولعمري لم اسمع بانشقاق سرى في الحزب الشيوعي منذ عوض عبد الرازق وحتى الحاج وراق-، حتى ليضطر المرء للتساؤل من الذي أصدر البيان؟
على الرغم من ان مشروع اللائحة يدعي في مقدمته انه يسعى للتخلص من مثالب المركزية الديمقراطية، الا أنها هناك بكامل سوءتها لدرجة أنك ستصاب بالرعب اذا تخيلت نفسك في مرآتها. وفي رأىي ان المشروع غير جاد في تخطي المركزية الديمقراطية لأنه لو أراد لراجع منطلقاتها النظرية، الأمر الذي قام به منتقدو تجربة الحداثة وبذكاء.
ليست المركزية سوى واحد من منتخبات حداثة الغرب التي ارادت ان تحلق بجناح واحد، هو العقل وأغفلت دور الذات كفاعل اجتماعي وكحركة اجتماعية وباسم العقل، اعتقلت المستقبل في حكايات كبيرة بالاستناد الى الحتمية التاريخية أو قانون السوق.
لقد دمرت الحداثة في نسختها الغربية وبدعاوي العقلانية والتنوير، كل ما لايستند الى العقل وبالتالي الغت امكانية أى احالة الى الذات ولم تستطع تحقيق حلمها بالتعامل مع الذات الانسانية كانبثاق حر ومبدع، وإنما حولتها لموضوع لتنبؤات السوق أو ترس صغير في آلة الحتمية التاريخية.
لا ندعو للارتداد عن تجربة الحداثة، وانما لتخطي مثالبها وفشلها في تحقيق مشروع انبثاق الذات كحرية وابداع. كما لا نتحدث عن ذات متعالية عن المجتمع وانما عن الذات كحركة إجتماعية ومجموعات فاعلين كما يرى الان تورين في كتابه «نقد الحداثة».
والفاعل الاجتماعي لا يتحدد بموقعه في المجتمع والذي ترسمه مشروعات منظمة تدير الأفراد باتجاه تنميطهم واشاعة السوية بينهم. الفاعل الاجتماعي هو الذي يخلق موقعه وينظم مشروعاته.
وهذا هو السؤال الذي ينبغي ان تسعى الي حله لائحة أي حزب حديث: التوفيق بين العمل الجماعي وحرية الذات، والذي لا تحققه المركزية الديمقراطية التي لا تزال ماثلة- الفراكشنات التي تسيطر على المنظمات الديمقراطية- منع التكتلات..الخ - في مشروع اللائحة.
وعلى كل، تبقى الحقيقة ان الحزب الشيوعي ارحم ممن اسميتهم «البعّاتي» ونأمل - علي امل ان اللائحة لم تجاز بعد- أن يوفق في حل السؤال بصورة تعيد للذات احترامها، وان يتحول الى حزب حديث يراعي الديمقراطية في حياته الداخلية.
ودمت.
عز الدين عثمان فتح الرحمن - المحامي
ـ مسارب الضي ـ عمود يحرره الحاج وراق في جريدة الصحافه
معليش ياجماعه الموضوع وقع ليه في جرح نساني التحايا والسلام
وحاولت اغيير العنوان ليكون الناس في شنو والحسانيه في شنو لكن راجعت نفسي وقلته هي بقت بس علي الحسانيه وانا متاسف جداياحسانيه اصالة عن نفسي ونيابة عن الماحسانيه
شقرور
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست