|
|
 لهذا تفشل حماس
|
تفاءل كل الحالمين بتطبيق الديمقراطية بالتحول الذي طرأ في الاراضي الفلسطينية المحتلة وهلل الجميع بفوز حركة حماس فى الانتخابات الاخيرة متناسين الفخ العظيم الذي وقعت فيه الحركة عند قراءة النتغيرات السياسية والاجتماعية في المجتمعين الفلسطينى والدولي .
جملة من المتناقضات كفيلة بعرقلة مسيرة حماس السياسية والنضالية فبينما رشح الفلسطينيون حماس بناءا علي برنامجها الرافض جملة وتفصيلا للاحتلال كان شرط العالم الغربي وفي مقدمته امريكا والاتحاد الاوربي الاعتراف بدولة اسرائيل كأساس للتعامل مع حكومة حماس .
وتتسلم حماس خزينة خالية تماما من ابسط المقومات وواجه الفلسطينيون اول عقبات الديمقراطية المزعومة حين فشلت حماس في صرف رواتب العاملين بمؤسسات الدولة , كيف يتم لها ذلك وقد اوقفت السلطات الاسرائيلية نصيب السلطة من الضرائب واشترطت اعادتها بمغادرة حماس للسلطة ورفضت مجرد التفاوض مع السلطة الجديدة وصرحت بأنها لن تلتقى مسؤولا فلسطينيا الا الرئيس ابو مازن وبصفته الشخصية – لاحظ الشخصية - .ومن بعد هذه الخطوة كان قرار الاتحاد الاوربي بوقف الدعم للحكومة الفلسطينية الجديدة وكان القرار الامريكي المماثل واشتراك كل هؤلاء تقديم الدعم عبر مؤسسات الامم المتحدة لا عبر السلطة .
وبرغم ان الجامعة العربية قررت في اجتماعها الاخير بالخرطوم دعم الشعب الفلسطينى الا اننا نعرف تماما ماذا سيقدم العرب او كيف يقدمون دعمهم لدولة امريكا غير راضية عنها والامر ليس بحاجة لشرح اكثر لان الامثلة كثيرة هناك لدرجة جعلت ان رجال الاعمال العرب اوقفوا علنا دعمهم للجمعيات الخيرية حتي لا يوصفوا بداعمي الارهاب ومعروف ان حماس مدرجة ضمن المنظمات الارهابية بالمفهوم الغربي للارهاب .
حماس تواجه مناهضة داخلية من حركة فتح التي تعتبر نفسها دستوريا الممثل الشرعي للفلسطينين وليس بعيد عن الاذهان ماحدث من مصادمات كان اخرها اقتحام افراد من الاقصي لمجلس الوزراء الفلسطيني واحتلاله , وفوق كل هذا لن نتناسي الصلف الاسرائيلي المدعوم دوليا واقرب مثال لذلك ما حدث في سجن اريحا واصطياد احمد سعدات والعالم ينظر دون حراك لما يحدث وعبر التلفزة المباشرة لعدد من القنوات الاخبارية .
ماذا ننتظر من حكومة تصطدم بكل هذه المعطيات ان تقدم لشعب اعزل كل ما يخصه مرهون بقرارت خارجية وتغيرات عالمية وعربية ولا يدري احد اي مصير ينظره بل وقادته الذين وعدت اسرائيل بانهم سيكونون هدفا لغارات قادمات وعلها تشير الي مصير الشيخ احمد يس والدكتور الرنتيسي .
واظن ان الذي يدور في مخيلة الكثيرين هو ان تبحث حماس عن شئي اخر غير السلطة وتعمل علي تقوية ذاتها اقتصاديا وعسكريا وان تواصل عملها في المجال النضالي ضد الغزو والاحتلال وان تترك شعبها المتفرج ينال شئيا من مقومات الحياة الاساسية بعيدا عن العاطفة وهوس الديمقراطية فكل المعطيات لاتشير الا الي هذا الخيار خاصة اذا علمنا ان حماس لاتملك ابدا عصا موسي لتغير هذا الحال المرير .
|
|
 
|
|
|
|
معاذ منصور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست